سِفرُ أَيُّوب
١ كانَ في أرضِ عُوص رَجُلٌ اسْمُهُ أَيُّوب. *+ وكانَ هذا الرَّجُلُ مُستَقيمًا *+ يَفعَلُ الصَّواب، يَخافُ اللّٰهَ ويَبتَعِدُ عنِ الشَّرّ. + ٢ ووَلَدَ سَبعَةَ أبناءٍ وثَلاثَ بَنات. ٣ وبَلَغَت مَواشيهِ ٠٠٠,٧ مِنَ الغَنَم، و ٠٠٠,٣ مِنَ الجِمال، و ٥٠٠ زَوجٍ * مِنَ البَقَر، و ٥٠٠ حِمارَة، وكانَ عِندَهُ خَدَمٌ كَثيرونَ جِدًّا. فصارَ أعظَمَ رَجُلٍ بَينَ كُلِّ سُكَّانِ الشَّرق.
٤ وكانَ كُلُّ واحِدٍ مِنَ الأبناءِ يَعمَلُ وَليمَةً في بَيتِهِ في اليَومِ المُحَدَّدِ له. * وكانوا يَدْعونَ أخَواتِهِمِ الثَّلاثَ لِيَأكُلْنَ ويَشرَبْنَ معهُم. ٥ وبَعدَ انتِهاءِ كُلِّ سِلسِلَةٍ مِنَ الوَلائِم، كانَ أَيُّوب يَستَدْعيهِم لِيَجعَلَهُم مُقَدَّسينَ أمامَ اللّٰه. ثُمَّ يَقومُ في الصَّباحِ الباكِرِ ويُقَدِّمُ ذَبائِحَ مُحرَقَةٍ + عن كُلِّ واحِد، لِأنَّهُ كانَ يَقول: «رُبَّما أخطَأَ أوْلادي ولَعَنوا اللّٰهَ في قُلوبِهِم». هذا ما كانَ أَيُّوب يَعمَلُهُ دائِمًا. +
٦ وجاءَ اليَومُ المُحَدَّدُ لِيَدخُلَ أبناءُ اللّٰهِ *+ ويَقِفوا أمامَ يَهْوَه، + ودَخَلَ الشَّيْطَان + أيضًا بَينَهُم. +
٧ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان: «مِن أينَ جِئت؟». أجابَ الشَّيْطَان يَهْوَه: «كُنتُ أتَجَوَّلُ في الأرضِ وأمْشي فيها». + ٨ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان: «هل وَجَّهتَ انتِباهَكَ * إلى خادِمي أَيُّوب؟ هل رَأيتَ أنْ لا أحَدَ مِثلُهُ في الأرض؟ إنَّهُ رَجُلٌ مُستَقيمٌ *+ يَفعَلُ الصَّواب، يَخافُ اللّٰهَ ويَبتَعِدُ عنِ الشَّرّ». ٩ عِندَئِذٍ أجابَ الشَّيْطَان يَهْوَه: «هل مَجَّانًا يَخافُ أَيُّوب اللّٰه؟ + ١٠ ألَمْ تَضَعْ سورًا حَولَهُ لِحِمايَتِهِ هو + وبَيتِهِ وكُلِّ ما يَملِكُه؟ بارَكتَ كُلَّ أعمالِه، + فانتَشَرَت مَواشيهِ في الأرض. ١١ ولكنْ مُدَّ يَدَكَ وخُذْ كُلَّ ما عِندَه، وسَتَرى أنَّهُ سيَلعَنُكَ في وَجهِك». ١٢ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان: «أنا أضَعُ في يَدِكَ * كُلَّ ما عِندَه. ولكنْ لا تَلمُسْهُ هو!». فخَرَجَ الشَّيْطَان مِن حَضرَةِ * يَهْوَه. +
١٣ وفي اليَومِ الَّذي كانَ فيهِ أبناءُ أَيُّوب وبَناتُهُ يَأكُلونَ ويَشرَبونَ نَبيذًا في بَيتِ أخيهِمِ الكَبير، + ١٤ أتى رَسولٌ إلى أَيُّوب وقال: «كانَتِ البَقَرُ تَفلَحُ والحَميرُ تَرْعى بِجانِبِها، ١٥ فهَجَمَ علَينا السَّبَئِيُّونَ وأخَذوها، وقَتَلوا الخَدَمَ بِالسَّيف. وأنا وَحْدي نَجَوتُ لِأُخبِرَك».
١٦ وبَينَما هو يَتَكَلَّم، أتى رَسولٌ آخَرُ وقال: «نَزَلَت نارٌ مِن عِندِ اللّٰهِ * مِنَ السَّماء، واشتَعَلَت بَينَ الغَنَمِ والخَدَمِ وأكَلَتهُم. وأنا وَحْدي نَجَوتُ لِأُخبِرَك».
١٧ وبَينَما هو يَتَكَلَّم، أتى رَسولٌ آخَرُ وقال: «شَكَّلَ الكَلْدَانِيُّونَ + ثَلاثَ فِرَقٍ وهَجَموا على الجِمالِ وأخَذوها، وقَتَلوا الخَدَمَ بِالسَّيف. وأنا وَحْدي نَجَوتُ لِأُخبِرَك».
١٨ وبَينَما هو يَتَكَلَّم، أتى غَيرُهُ وقال: «كانَ أبناؤُكَ وبَناتُكَ يَأكُلونَ ويَشرَبونَ نَبيذًا في بَيتِ أخيهِمِ الكَبير. ١٩ وفَجْأةً، هَبَّت ريحٌ قَوِيَّة مِنَ الصَّحراءِ * وضَرَبَت زَوايا البَيتِ الأربَع، فوَقَعَ على أوْلادِكَ الشَّبابِ وماتوا. وأنا وَحْدي نَجَوتُ لِأُخبِرَك».
٢٠ عِندَئِذٍ قامَ أَيُّوب ومَزَّقَ ثَوبَهُ وحَلَقَ شَعرَ رَأسِهِ ووَقَعَ على الأرضِ وسَجَد، ٢١ وقال:
«عارِيًا خَرَجتُ مِن بَطنِ أُمِّي،
وعارِيًا سأعودُ إلى هُناك. +
يَهْوَه أعْطى، + ويَهْوَه أخَذ.
فلْيَتَمَجَّدِ اسْمُ يَهْوَه!».
٢٢ رَغمَ كُلِّ شَيء، لم يُخطِئْ أَيُّوب ولم يَتَّهِمِ اللّٰهَ بِفِعلِ أيِّ خَطَإٍ. *
٢ ثُمَّ جاءَ اليَومُ المُحَدَّدُ لِيَدخُلَ أبناءُ اللّٰهِ *+ ويَقِفوا أمامَ يَهْوَه، + ودَخَلَ الشَّيْطَان أيضًا بَينَهُم لِيَقِفَ أمامَ يَهْوَه. +
٢ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان: «مِن أينَ جِئت؟». أجابَ الشَّيْطَان يَهْوَه: «كُنتُ أتَجَوَّلُ في الأرضِ وأمْشي فيها». + ٣ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان: «هل وَجَّهتَ انتِباهَكَ * إلى خادِمي أَيُّوب؟ هل رَأيتَ أنْ لا أحَدَ مِثلُهُ في الأرض؟ إنَّهُ رَجُلٌ مُستَقيمٌ *+ يَفعَلُ الصَّواب، يَخافُ اللّٰهَ ويَبتَعِدُ عنِ الشَّرّ. هو ما زالَ مُتَمَسِّكًا بِاستِقامَتِه، *+ مع أنَّكَ تُحاوِلُ أن تُحَرِّضَني + لِأُدَمِّرَهُ * بِلا سَبَب». ٤ فأجابَ الشَّيْطَان يَهْوَه وقال: «جِلدٌ بِجِلد! الإنسانُ مُستَعِدٌّ أن يُعْطِيَ كُلَّ ما لَدَيهِ مُقابِلَ حَياتِه. * ٥ لِذلِك مُدَّ يَدَكَ على * عَظمِهِ ولَحمِه، وسَتَرى أنَّهُ سيَلعَنُكَ في وَجهِك». +
٦ فقالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَان: «أنا أضَعُهُ في يَدِك، * ولكنْ لا تَأخُذْ حَياتَه!». * ٧ فخَرَجَ الشَّيْطَان مِن حَضرَةِ * يَهْوَه وضَرَبَ أَيُّوب بِحُبوبٍ + مُلتَهِبَة * موجِعَة مِن أعْلى رَأسِهِ إلى أسفَلِ قَدَمِه. ٨ فجَلَسَ أَيُّوب في الرَّمادِ + وأخَذَ قِطعَةَ فَخَّارٍ لِيَحُكَّ بها جِلدَه.
٩ أخيرًا قالَت لهُ زَوجَتُه: «هل أنتَ مُتَمَسِّكٌ بِاستِقامَتِكَ * حتَّى الآن؟ إلعَنِ اللّٰهَ ومُت!». ١٠ فقالَ لها: «تَتَكَلَّمينَ مِثلَ امرَأةٍ جاهِلَة. هل نَقبَلُ الخَيرَ فَقَط مِنَ اللّٰهِ ولا نَقبَلُ الشَّرَّ أيضًا؟». + رَغمَ كُلِّ شَيء، لم يُخطِئْ أَيُّوب بِكَلامِه. *+
١١ وسَمِعَ ثَلاثَةُ أصحابٍ * لِأَيُّوب بِكُلِّ المَصائِبِ الَّتي أتَت علَيه، وجاءَ كُلُّ واحِدٍ مِن مِنطَقَتِه. وهُم أَلِيفَاز + التِّيمَانِيُّ وبِلْدَد + الشُّوحِيُّ + وصُوفَر + النِّعْمَاتِيّ. قَرَّروا أن يَلتَقوا ويَأتوا لِيُعَزُّوا أَيُّوب ويُعَبِّروا لهُ عن تَعاطُفِهِم. ١٢ وعِندَما رَأَوْهُ مِن بَعيد، لم يَعرِفوه. فبَكَوْا بِصَوتٍ عالٍ، ومَزَّقوا ثِيابَهُم، ورَمَوْا تُرابًا في الهَواءِ فَوقَ رُؤوسِهِم. + ١٣ ثُمَّ جَلَسوا معهُ على الأرضِ سَبعَةَ أيَّام، نَهارًا ولَيلًا. لم يَقُلْ لهُ أحَدٌ أيَّ كَلِمَة، لِأنَّهُم رَأَوْا أنَّ وَجَعَهُ عَظيمٌ جِدًّا. +
ولا اللَّيلَةَ الَّتي قالوا فيها: ‹لقد وُلِدَ صَبِيّ›!
٤ لِيَكُنْ ذلِكَ اليَومُ مُظلِمًا!
يا لَيتَ اللّٰهَ نَسِيَ ذلِكَ اليَوم!
ويا لَيتَ النُّورَ لم يُشرِقْ علَيه!
٥ يا لَيتَ العَتمَةَ الشَّديدَة * استَوْلَت علَيه!
ويا لَيتَ غَيمَةً مُمطِرَة خَيَّمَت فَوقَهُ
وظَلامًا مُرعِبًا غَطَّى نورَه!
٦ يا لَيتَ تِلكَ اللَّيلَةَ كانَت مُظلِمَةً جِدًّا، +
يا لَيتَها لم تَفرَحْ مع أيَّامِ السَّنَةِ
ولم تُحسَبْ بَينَ أيَّامِ الشُّهور!
٧ يا لَيتَ تِلكَ اللَّيلَةَ لم يولَدْ فيها أحَد،
ولم يُسمَعْ فيها هُتافُ الفَرَح!
٩ يا لَيتَ نُجومَ الفَجرِ لم تَظهَرْ تِلكَ اللَّيلَة!
يا لَيتَها انتَظَرَت نورَ الصَّباحِ بِلا فائِدَة،
ولم تَرَ أشِعَّةَ الفَجر!
١١ لِماذا لم أمُتْ عِندَما وُلِدت؟
لِماذا لم أهلَكْ عِندَما خَرَجتُ مِنَ البَطن؟ +
١٢ لِماذا استَقبَلَني حِضنُ أُمِّي؟
ولِماذا رَضِعتُ مِن ثَدْيَيْها؟
١٣ فلَو مُتُّ، لَكُنتُ الآنَ راقِدًا بِهُدوء؛ +
لَكُنتُ نائِمًا ومُرتاحًا +
١٤ مع مُلوكِ الأرضِ ومُستَشاريهِمِ
الَّذينَ بَنَوْا لِأنفُسِهِم أماكِنَ صارَت خَرابًا، *
١٥ أو مع رُؤَساءَ امتَلكوا ذَهَبًا،
ومَلَأوا بُيوتَهُم بِالفِضَّة.
١٦ لِماذا لم أمُتْ وأنا جَنينٌ لا يَعرِفُ أحَدٌ بِوُجودِه،
مِثلَ الأطفالِ الَّذينَ لم يَرَوُا النُّورَ أبَدًا؟
١٨ هُناك كُلُّ السُّجَناءِ مُرتاحونَ
ولا يَسمَعونَ صَوتَ الَّذي يُسَخِّرُهُم.
٢١ لِماذا يَتَمَنَّوْنَ المَوتَ ولا يَأتي؟ +
هُم يُفَتِّشونَ عنهُ أكثَرَ مِنَ الكُنوزِ المُخَبَّأَة،
٢٢ يَفرَحونَ كَثيرًا
ويَبتَهِجونَ عِندَما يَجِدونَ قَبرًا.
٢٥ فما خِفتُ مِنهُ أصابَني،
وما فَزِعتُ مِنهُ أتى علَيَّ.
٢٦ لم أعرِفْ طَعمَ السَّلامِ والهُدوءِ والرَّاحَة،
وما زالَتِ المَشاكِلُ تَأتي علَيَّ».
٤ فأجابَ أَلِيفَاز + التِّيمَانِيّ:
٢ «إذا تَجَرَّأَ أحَدٌ أن يَتَكَلَّمَ معك، فهل ستَتَحَمَّل؟
ولكنْ كَيفَ أبْقى ساكِتًا؟
٤ كانَ كَلامُكَ يُقيمُ الَّذي يَتَعَثَّر،
وكُنتَ تُقَوِّي الَّذينَ ارتَخَت رُكَبُهُم.
٥ ولكنْ لمَّا أتَت علَيكَ المُصيبَةُ الآن، لم تَتَحَمَّل.
أصابَتكَ فانهَرت.
٦ ألَا يُعْطيكَ خَوفُ اللّٰهِ الثِّقَة؟
ألَا تُعْطيكَ استِقامَتُكَ *+ الأمَل؟
٧ تَذَكَّرْ مِن فَضلِك: مَن ماتَ وهو بَريء؟
ومتى هَلَكَ المُستَقيمون؟
٩ بِنَفخَةٍ مِنَ اللّٰهِ يَهلَكون،
وبِرِياحِ غَضَبِهِ الشَّديدَة يَبيدون.
١٠ الأسَدُ يَزأَرُ وشِبلُهُ يُزَمجِر،
ولكنْ حتَّى الأُسودُ القَوِيَّة تَتَكَسَّرُ أنيابُها.
١١ مِن دونِ فَريسَة، يَموتُ الأسَدُ
وتَتَفَرَّقُ صِغارُه.
١٢ لقد قيلَت لي كَلِمَةٌ في السِّرّ؛
وَصَلَت هَمسَةٌ إلى أُذُني.
١٣ في اللَّيلِ وأنا نائِمٌ نَومًا عَميقًا،
رَأيتُ رُؤًى أزعَجَتني.
١٤ فصِرتُ أرجُفُ بِقُوَّة،
ودَخَلَ الرُّعبُ في كُلِّ عِظامي.
١٥ مَرَّ روحٌ فَوقَ وَجهي،
فوَقَفَ شَعرُ جِسمي.
١٦ ثُمَّ وَقَفَ الرُّوحُ في مَكانِه،
لكنِّي لم أُمَيِّزْ شَكلَه.
رَأيتُ خَيالًا أمامَ عَيْنَيَّ،
وكانَ هُناك هُدوء. ثُمَّ سَمِعتُ صَوتًا يَقول:
١٧ ‹هل يُمكِنُ أن يَكونَ الإنسانُ عادِلًا * أكثَرَ مِنَ اللّٰه؟
هل يُمكِنُ أن يَكونَ أطهَرَ مِن صانِعِه؟›.
١٩ فكَيفَ يَثِقُ بِالسَّاكِنينَ في بُيوتٍ مِن طين،
الَّذينَ في التُّرابِ + أساسُهُم،
الَّذينَ يُسحَقونَ بِسُهولَةٍ كالعُثّ؟!
٢٠ يَكونونَ أحياءً في الصَّباحِ ويُسحَقونَ كامِلًا قَبلَ المَساء؛
يَهلَكونَ إلى الأبَدِ ولا أحَدَ يَنتَبِه.
٢١ إنَّهُم يُشبِهونَ خَيمَةً اقتُلِعَ حَبلُها فسَقَطَت.
هُم يَموتونَ بِلا حِكمَة.
٥ «أُطلُبِ المُساعَدَة! فهل يُجيبُكَ أحَد؟
إلى أيِّ واحِدٍ مِنَ القُدُّوسينَ * ستَصرُخ؟
٢ فالحِقدُ يَقتُلُ الأحمَق،
والحَسَدُ يَقْضي على الجاهِل.
٣ لقد رَأيتُ الأحمَقَ يَزدَهِر،
ولكنْ فَجْأةً يَصيرُ مَكانُ سَكَنِهِ مَلعونًا.
٥ الجائِعونَ يَأكُلونَ ما يَحصُدُه،
ويَأخُذونَ حتَّى ما يَنْمو بَينَ الشَّوك.
وتُؤْخَذُ مُمتَلَكاتُهُ ومُمتَلَكاتُ أبنائِه.
٦ فالأُمورُ المُؤْذِيَة لا تَنبُتُ مِنَ التُّراب،
والمَشاكِلُ لا تَخرُجُ مِنَ الأرض.
٧ مِثلَما أنَّ اللَّهَبَ يَتَّجِهُ دائِمًا إلى أعْلى،
كذلِكَ الإنسانُ يولَدُ لِكَي يُعاني.
٨ ولكنْ لَو كُنتُ مَكانَك، كُنتُ الْتَفَتُّ إلى اللّٰهِ
ورَفَعتُ إلَيهِ قَضِيَّتي،
٩ هوَ الَّذي يَعمَلُ أُمورًا عَظيمَة تَفوقُ فَهمَنا،
أُمورًا رائِعَة لا تُعَدّ.
١٠ يُعْطي مَطَرًا لِلأرضِ
ويُرسِلُ مِياهًا لِلحُقول.
١١ يَرفَعُ المِسكينَ عالِيًا،
ويُخَلِّصُ الحَزين.
١٢ يُفَشِّلُ خُطَطَ المُخادِعينَ
كَي لا يَنجَحَ عَمَلُ أيْديهِم.
١٤ تُحيطُ بهِمِ العَتمَةُ خِلالَ النَّهار،
ويُفَتِّشونَ عن طَريقِهِم في عِزِّ النَّهارِ وكَأنَّهُم في اللَّيل.
١٥ هو يُخَلِّصُ الفَقيرَ مِنَ السَّيفِ الخارِجِ مِن فَمِهِم،
يُخَلِّصُهُ مِن يَدِ القَوِيّ،
١٦ كَي يَكونَ هُناك أمَلٌ لِلمِسكين،
وكَي يَسُدَّ الشِّرِّيرُ فَمَه.
١٧ ما أسعَدَ الإنسانَ الَّذي يُوَبِّخُهُ اللّٰه!
فلا تَرفُضْ تَأديبَ القادِرِ على كُلِّ شَيء.
١٨ فهو يَجرَحُ ويَشْفي،
يَكسِرُ ويَجبُر.
١٩ سيُخَلِّصُكَ مِن سِتِّ مَصائِب،
وحتَّى السَّابِعَة لن تُؤْذِيَك.
٢٢ ستَضحَكُ على الدَّمارِ والجوع،
ولن تَخافَ مِنَ الحَيَواناتِ المُتَوَحِّشَة.
٢٥ وسَيَكونُ لَدَيكَ أوْلادٌ كَثيرون،
ويَكونُ نَسلُكَ كَثيرًا مِثلَ عُشبِ الأرض.
٢٦ ستَبْقى قَوِيًّا إلى أن تَموت،
كرَبطاتِ القَمحِ الَّتي جُمِعَت في مَوْسِمِها.
٢٧ لقد تَحَقَّقنا مِنَ المَوْضوع، ووَجَدنا أنَّهُ هكَذا.
فاسمَعْ هذا الكَلامَ واقبَلْه».
٦ فأجابَ أَيُّوب:
٣ فهوَ الآنَ أثقَلُ مِن رَملِ البَحر.
لِذلِك تَكَلَّمتُ بِلا تَفكير. *+
٤ فسِهامُ القادِرِ على كُلِّ شَيءٍ انغَرَزَت فِيَّ،
وروحي تَشرَبُ سَمَّها. +
إمتَلَأتُ رُعبًا لِأنَّ اللّٰهَ يُهاجِمُني.
٥ هل يَنهَقُ الحِمارُ الوَحشِيُّ + إذا كانَ عِندَهُ عُشب؟!
وهل يَصرُخُ الثَّورُ إذا كانَ عِندَهُ عَلَف؟!
٦ هل يُؤْكَلُ الطَّعامُ الَّذي بِلا نَكهَةٍ مِن دونِ مِلح؟!
وهل هُناك طَعمٌ في عَصيرِ نَباتِ الخُبَّيزَة؟!
٧ أرفُضُ * أن ألمُسَ أشياءَ كهذِه.
إنَّها مِثلُ طَعامٍ مُلَوَّث.
٨ يا لَيتَ طَلَبي يَتَحَقَّقُ
ويُعْطيني اللّٰهُ ما أرغَبُ فيه:
١٠ فحتَّى هذا سيُريحُني؛
سأقفِزُ مِنَ الفَرَحِ رَغمَ وَجَعي المُستَمِرّ،
لِأنِّي لم أرفُضْ كَلامَ القُدُّوس. +
١١ هل لَدَيَّ القُوَّةُ لِأتَحَمَّلَ بَعد؟ +
وهل لَدَيَّ أمَلٌ لِأعيشَ * مِن أجْلِه؟
١٢ هل أنا قَوِيٌّ كالصَّخر؟
هل لَحمي مِن نُحاس؟
١٣ كَيفَ أُساعِدُ نَفْسي
وأنا قد خَسِرتُ كُلَّ دَعمٍ لي؟
١٥ إخوَتي غَدَّارونَ + كأنهارِ الشِّتاء،
الأنهارِ الَّتي تَجْري في الشِّتاءِ وتَجِفُّ في النِّهايَة.
١٦ فهي مُظلِمَة بِسَبَبِ الجَليد،
وفيها يَختَفي الثَّلجُ الذَّائِب.
١٧ في مَوْسِمِ الجَفافِ يَنقَطِعُ مِنها الماءُ وتَنشَف؛
تَجِفُّ عِندَما يُصبِحُ الطَّقسُ حارًّا.
١٨ يَتَحَوَّلُ مَجْراها؛
تَجْري إلى الصَّحراءِ وتَختَفي.
١٩ تُفَتِّشُ عنها المَواكِبُ الآتِيَة مِن تَيْمَا، +
وتَنتَظِرُها مَجموعاتُ المُسافِرينَ مِن سَبَأ. +
٢٠ يُذَلُّونَ لِأنَّ ثِقَتَهُم كانَت في غَيرِ مَحَلِّها.
يَذهَبونَ إلى هُناك لكنَّ أمَلَهُم يَخيب.
٢٢ هل طَلَبتُ مِنكُم أن تُعْطوني شَيئًا
أو أن تُقَدِّموا مِن ثَروَتِكُم هَدِيَّةً مِن أجْلي؟
٢٥ الكَلِماتُ الصَّادِقَة لا توجِع. +
ولكنْ ما الفائِدَةُ الَّتي تَأتي مِن تَوبيخِكُم؟ +
٢٨ والآنَ الْتَفِتوا وانظُروا إلَيَّ،
لِأنَّي لن أكذِبَ علَيكُم.
٣٠ هل تَظُنُّونَ أنِّي أخطَأتُ في كَلامي؟
ألَا أقدِرُ أن أُمَيِّزَ مُصيبَتي؟
٧ «ألَيسَت حَياةُ الإنسانِ على الأرضِ مِثلَ العَمَلِ بِالسُّخرَة؟
ألَيسَت أيَّامُهُ مِثلَ أيَّامِ العامِل؟ +
٤ عِندَما أستَلْقي أقول: ‹متى سأقوم؟›. +
وفيما يَطولُ اللَّيل، أظَلُّ أتَقَلَّبُ حتَّى الفَجر.
٥ لَحمي غَطَّاهُ الدُّودُ وكُتَلُ التُّراب، +
وجِلدِي كُلُّهُ قُشورٌ مُتَشَقِّقَة يَسيلُ مِنها القَيح. +
٦ أيَّامي تَمُرُّ بِسُرعَة، أسرَعَ مِمَّا يُحَرِّكُ النَّسَّاجُ أداتَه، *+
وتَنتَهي مِن دونِ أمَل. +
٧ تَذَكَّرْ يا اللّٰهُ أنَّ حَياتي مُجَرَّدُ نَفخَة، *+
تَذَكَّرْ أنَّ عَيْني لن تَرى الفَرَحَ * مِن جَديد.
٨ العَيْنُ الَّتي تَراني الآنَ لن تَراني مُجَدَّدًا؛
عَيْناكَ ستُفَتِّشانِ عنِّي، لكنِّي لن أكونَ مَوْجودًا. +
١١ لِذلِك لن أسكُت.
١٣ عِندَما أقول: ‹سأستَلْقي على فِراشي لِأرتاح،
سيُخَفِّفُ سَريري مِن بُؤْسي›،
١٦ أكرَهُ حَياتي؛ + لا أُريدُ أن أعيش.
أُترُكْني، لِأنَّ أيَّامي مُجَرَّدُ نَفخَة. +
٢٠ إذا كُنتُ قد أخطَأت، فكَيفَ يُؤْذيكَ ذلِك يا مَن تُراقِبُ البَشَر؟ +
لِماذا جَعَلتَني هَدَفًا لك؟
هل صِرتُ حِملًا ثَقيلًا علَيك؟
٢١ لِماذا لا تَغفِرُ خَطَئي
وتُسامِحُني على ذَنْبي؟
فأنا قَريبًا سأرقُدُ في التُّراب؛ +
ستُفَتِّشُ عنِّي، لكنِّي لن أكونَ مَوْجودًا».
٨ فأجابَ بِلْدَد + الشُّوحِيّ: +
٢ «إلى متى ستَتَكَلَّمُ هكَذا؟ +
كَلِماتُكَ هي مُجَرَّدُ ريحٍ قَوِيَّة.
٣ هل يُمكِنُ أن يَظلِمَ اللّٰهُ أحَدًا،
أو أن لا يَتَصَرَّفَ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ بِعَدل؟!
٤ إذا كانَ أبناؤُكَ قد أخطَأوا إلَيه،
فهو عاقَبَهُم على تَمَرُّدِهِم. *
٥ ولكنْ إذا الْتَفَتَّ إلى اللّٰهِ +
وتَرَجَّيتَ القادِرَ على كُلِّ شَيءٍ أن يَرْضى عنك،
٦ وإذا كُنتَ فِعلًا طاهِرًا ومُستَقيمًا، +
فهو سيُوَجِّهُ انتِباهَهُ إلَيكَ *
ويَرُدُّكَ إلى المَكانِ الَّذي تَستَحِقُّه.
٩ فنَحنُ وُلِدنا البارِحَةَ ولا نَعرِفُ شَيئًا،
لِأنَّ أيَّامَنا على الأرضِ تَزولُ بِسُرعَةٍ كالظِّلّ.
١١ هل يَنْمو نَباتُ البَرْدِيُّ بَعيدًا عنِ المُستَنقَع،
أم يَنْمو القَصَبُ بِلا ماء؟
١٢ حتَّى لَو كانَ مُزهِرًا ولم يُقطَعْ بَعد،
فإنَّهُ سيَيبَسُ قَبلَ باقي النَّباتات.
١٣ هذا هو مَصيرُ * كُلِّ الَّذينَ يَنْسَوْنَ اللّٰه.
فالَّذي لا يَخافُ اللّٰهَ * لن يَتَحَقَّقَ أمَلُه،
١٤ هوَ الَّذي يَضَعُ ثِقَتَهُ في ما يَزول،
ويَتَّكِلُ على ما هو ضَعيفٌ مِثلُ بَيتِ العَنكَبوت.
١٥ سيَسنُدُ نَفْسَهُ على بَيتِهِ لكنَّهُ سيَنهار؛
سيَتَمَسَّكُ بهِ لكنَّهُ لن يَبْقى ثابِتًا.
٢٠ إنَّ اللّٰهَ لن يَرفُضَ مَن يُحافِظُ على استِقامَتِه، *
ولن يَدعَمَ * الأشرار،
٢١ لِأنَّهُ سيَجعَلُكَ تَضحَكُ
وتَهتِفُ مِنَ الفَرَحِ مُجَدَّدًا.
٢٢ الَّذينَ يَكرَهونَكَ سيَلبَسونَ الذُّلّ،
وخَيمَةُ الأشرارِ لن تَعودَ مَوْجودَة».
٩ فأجابَ أَيُّوب:
٢ «أنا مُتَأكِّدٌ أنَّ هذا صَحيح.
ولكنْ كَيفَ يَكونُ الإنسانُ مُحِقًّا في دَعْوى ضِدَّ اللّٰه؟ +
٤ هو حَكيمٌ * وقَوِيٌّ جِدًّا. +
مَن يَقدِرُ أن يُقاوِمَهُ دونَ أن يَتَأذَّى؟ +
٧ يَأمُرُ الشَّمسَ أن لا تُشرِق،
ويَضَعُ خَتمًا على النُّجومِ فلا تُرى؛ +
٨ يَمُدُّ السَّمواتِ وَحْدَهُ +
ويَدوسُ على أمواجِ البَحرِ العالِيَة. +
٩ صَنَعَ نُجومَ عَايِيش * وكَسِيل * وكِيمَة *+
ونُجومَ الجَنوب؛ *
١٠ يَعمَلُ أُمورًا عَظيمَة تَفوقُ فَهمَنا، +
أُمورًا رائِعَة لا تُعَدّ. +
١١ يَمُرُّ قُربي لكنِّي لا أراه؛
يَتَجاوَزُني لكنِّي لا أُمَيِّزُ مَن هو.
١٢ إذا خَطَفَ شَيئًا، فمَن يَقدِرُ أن يُقاوِمَه؟!
مَن يَقولُ له: ‹ماذا تَفعَل›؟! +
١٤ فكم يَجِبُ أن أختارَ كَلِماتي جَيِّدًا
عِندَما أُجاوِبُه!
١٥ حتَّى لَو كُنتُ مُحِقًّا، فلن أُجيبَه. +
لا يُمكِنُني إلَّا أن أتَرَجَّى قاضِيَّ * أن يَرحَمَني.
١٦ إذا صَرَختُ إلَيه، فهل سيَستَجيبُ لي؟
لا أعتَقِدُ أنَّهُ سيَسمَعُ صَوتي؛
١٧ فهو يَسحَقُني بِمَصائِبَ كالعاصِفَةِ
ويَزيدُ جُروحي بِلا سَبَب. +
١٨ لا يَدَعُني آخُذُ نَفَسًا؛
فهو يَجلُبُ علَيَّ مُصيبَةً وَراءَ مُصيبَة.
١٩ مِن جِهَةِ القُوَّة، هوَ القَوِيّ. +
ومِن جِهَةِ العَدل، مَن يَقدِرُ أن يُحاسِبَه؟! *
٢٠ حتَّى لَو كُنتُ مُحِقًّا، ففَمي سيَدينُني؛
حتَّى لَو حافَظتُ على استِقامَتي، * فاللّٰهُ سيَعتَبِرُني مُذنِبًا. *
٢٢ النَّتيجَةُ واحِدَة في كُلِّ الأحوال. لِذلِك أقول:
‹هو يُهلِكُ البَريءَ * والشِّرِّيرَ كِلَيْهِما›.
٢٣ إذا جاءَ فَيَضانٌ فَجْأةً وسَبَّبَ المَوت،
فهو يَسخَرُ مِن يَأْسِ الأبرِياء.
إذا لم يَكُنْ هو، فمَن إذًا؟
٢٧ إذا قُلتُ: ‹سأنْسى عَذابي،
سأُغَيِّرُ تَعبيرَ وَجهي وأكونُ فَرِحًا›،
٢٩ وبِما أنِّي سأُعتَبَرُ مُذنِبًا، *
فلِماذا أتعَبُ بِلا فائِدَة؟ +
٣٠ لَوِ اغتَسَلتُ بِالثَّلجِ الذَّائِب،
ونَظَّفتُ يَدَيَّ بِالصَّابون، *+
٣١ فأنتَ ستَغمِسُني في حُفرَةٍ موحِلَة،
حتَّى إنَّ ثِيابي ستَكرَهُني.
ولم يَعُدْ يُرعِبُني، +
٣٥ فعِندَئِذٍ سأتَكَلَّمُ معهُ بِلا خَوف،
فلَيسَ مِن عادَتي أن أتَكَلَّمَ بِخَوف.
سأُعَبِّرُ عن كُلِّ هُمومي،
سأتَكَلَّمُ لِأنِّي في ضيقٍ شَديد! *
٢ سأقولُ لِلّٰه: ‹لا تَحكُمْ بِأنِّي مُذنِب.
قُلْ لي لِماذا تَعتَبِرُني خَصمَك.
٤ هل عِندَكَ عَيْنَا إنسان،
وهل تَرى مِثلَما يَرى الإنسانُ الزَّائِل؟
٥ هل أيَّامُكَ قَصيرَة كأيَّامِ البَشَرِ
وسَنَواتُكَ كسَنَواتِ إنسان، +
٦ حتَّى تَبحَثَ عن ذَنْبي
وتُفَتِّشَ دائِمًا عن خَطِيَّتي؟ +
٩ تَذَكَّرْ مِن فَضلِكَ أنَّكَ صَنَعتَني مِنَ الطِّين، +
لكنَّكَ الآنَ تُريدُ أن تُعيدَني إلى التُّراب. +
١٠ ألَمْ تَسكُبْني كالحَليبِ
وتَجعَلْني جامِدًا كالجُبن؟
١٣ لكنَّكَ نَوَيتَ في السِّرِّ أن تَفعَلَ هذِهِ الأُمور، *
وأنا أعرِفُ أنَّها مِنك.
١٥ لَو أنا مُذنِب، فيا وَيْلي!
وحتَّى لَو أنا بَريء، فلا أقدِرُ أن أرفَعَ رَأسي، +
لِأنَّ حَياتي مَليئَةٌ بِالذُّلِّ والمَصائِب. +
١٧ تَجلُبُ شُهودًا آخَرينَ ضِدِّي
وتَزيدُ غَضَبَكَ علَيَّ،
فيما تَأتي علَيَّ مُصيبَةٌ وَراءَ مُصيبَة.
١٨ فلِماذا أخرَجتَني مِنَ الرَّحِم؟ +
يا لَيتَني مُتُّ قَبلَ أن يَراني أحَد!
١٩ فكُنتُ أُخِذتُ مِنَ الرَّحِمِ إلى القَبر،
وكَأنِّي لم أكُنْ مَوْجودًا أبَدًا›.
٢٠ ألَيسَت أيَّامي قَليلَة؟ + فلْيَترُكْني
ولْيُبعِدْ نَظَرَهُ عنِّي كَي أرتاحَ *+ قَليلًا
٢١ قَبلَ أن أذهَبَ بِلا رَجعَة، +
إلى أرضِ العَتمَةِ الشَّديدَة، *+
٢٢ أرضِ العَتمَةِ الكَثيفَة،
أرضِ الظَّلامِ الشَّديدِ والفَوْضى،
الأرضِ الَّتي حتَّى النُّورُ فيها كالظَّلام».
١١ فأجابَ صُوفَر + النِّعْمَاتِيّ:
٢ «هل تَظُنُّ أنَّ كُلَّ هذا الكَلامِ سيَمُرُّ مِن دونِ رَدّ؟
هل كَثرَةُ الكَلامِ تَجعَلُ الشَّخصَ مُحِقًّا؟ *
٣ هل سيُسكِتُ كَلامُكَ الفارِغُ النَّاس؟
ألَنْ يُوَبِّخَكَ أحَدٌ على كَلامِكَ السَّاخِر؟ +
٦ فهو عِندَئِذٍ سيَكشِفُ لكَ أسرارَ الحِكمَة،
لِأنَّ الحِكمَةَ لها أوْجُهٌ كَثيرَة.
وعِندَئِذٍ ستَعرِفُ أنَّ اللّٰهَ يَنْسى بَعضَ ذُنوبِك.
٧ هل تَقدِرُ أن تَكتَشِفَ أعماقَ اللّٰهِ
أو تَكتَشِفَ كُلَّ ما يَتَعَلَّقُ بِالقادِرِ على كُلِّ شَيء؟! *
٨ إنَّ الحِكمَةَ أعْلى مِنَ السَّموات، فماذا تَقدِرُ أن تَفعَل؟!
هي أعمَقُ مِنَ القَبر، * فماذا تَقدِرُ أن تَعرِفَ عنها؟!
٩ إنَّها أكبَرُ مِنَ الأرض،
وأوْسَعُ مِنَ البَحر.
١٠ إذا مَرَّ اللّٰهُ وأمسَكَ أحَدًا وأخَذَهُ إلى المَحكَمَة،
فمَن يَقدِرُ أن يُقاوِمَه؟!
١١ فهو يَعرِفُ متى يَكونُ النَّاسُ مُخادِعين،
ويُلاحِظُ الشَّرَّ عِندَما يَراه.
١٣ يا لَيتَكَ تُهَيِّئُ قَلبَكَ
وتَرفَعُ يَدَيْكَ وتُصَلِّي إلَيه!
١٤ إذا كُنتَ تَفعَلُ شَيئًا خاطِئًا، فتَوَقَّفْ عن ذلِك
ولا تَدَعِ الشَّرَّ يَسكُنُ في خِيامِك.
١٥ فعِندَئِذٍ ستَرفَعُ وَجهَكَ بِلا خَجَلٍ
وتَقِفُ ثابِتًا بِلا خَوف.
١٦ وعِندَئِذٍ ستَنْسى مَشاكِلَك؛
ستَنْساها مِثلَما تَنْسى مِياهًا مَرَّت بِجانِبِك.
١٧ وتَصيرُ حَياتُكَ مُشرِقَةً أكثَرَ مِنَ الشَّمسِ عِندَ الظُّهر؛
حتَّى الظَّلامُ في حياتِكَ سيَكونُ مِثلَ نورِ الصَّباح.
١٨ وسَتَكونُ مُطمَئِنًّا لِأنَّ لَدَيكَ أمَلًا؛
ستَنظُرُ حَولَكَ وتَنامُ بِأمان.
١٩ ستَستَلْقي ولن يُخيفَكَ أحَد،
وسَيَطلُبُ كَثيرونَ رِضاك.
٢٠ أمَّا الأشرارُ فسَتَضعُفُ عُيونُهُم،
ولن يَجِدوا مَكانًا يَهرُبونَ إلَيه،
١٢ فأجابَ أَيُّوب:
٣ ولكنْ أنا أيضًا عِندي فَهم، *
ولَستُ أقَلَّ مِنكُم.
مَنِ الَّذي لا يَعرِفُ هذِهِ الأشياء؟!
الَّذي بِلا لَومٍ ويَفعَلُ الصَّوابَ هو مَسخَرَةٌ عِندَ النَّاس.
٥ أمَّا الَّذي بِلا هُمومٍ فيَستَخِفُّ بِالمَصائِبِ
ويَعتَبِرُ أنَّها لا تُصيبُ إلَّا الَّذينَ قَدَمُهُم لَيسَت ثابِتَة. *
٦ السَّارِقونَ يَعيشونَ بِسَلامٍ في خِيامِهِم، +
والَّذينَ يُغضِبونَ اللّٰهَ يَشعُرونَ بِالأمان، +
هؤُلاء هُمُ الَّذينَ يَحمِلونَ إلهَهُم في يَدِهِم.
٧ ولكنْ مِن فَضلِكَ اسألِ الحَيَواناتِ وسَتُعَلِّمُك؛
إسألْ أيضًا طُيورَ السَّماءِ وسَتُخبِرُك.
٩ مَن مِنها كُلِّها لا يَعرِفُ
أنَّ يَدَ يَهْوَه صَنَعَت هذا؟!
١٤ عِندَما يَهدِمُ شَيئًا، لا يُمكِنُ أن يُبْنى مُجَدَّدًا. +
وما يُغلِقُهُ لا يَقدِرُ أيُّ إنسانٍ أن يَفتَحَه.
١٦ عِندَهُ القُوَّةُ والحِكمَة؛ +
في يَدِهِ الَّذي يُخطِئُ والَّذي يَقودُ غَيرَهُ إلى الخَطَإ.
١٧ يَجعَلُ المُستَشارينَ يَمْشونَ حافين، *
ويَجعَلُ القُضاةَ حَمْقى. +
١٩ يَجعَلُ الكَهَنَةَ يَمْشونَ حافين، +
ويُسقِطُ الثَّابِتينَ في مَراكِزِهِم. +
٢٠ يُسكِتُ المُستَشارينَ الَّذينَ يُتَّكَلُ علَيهِم،
ويَأخُذُ مِنَ المُسِنِّينَ * الحُكمَ السَّليم.
٢١ يَسكُبُ الذُّلَّ على النُّبَلاء، +
ويُضعِفُ الأقوِياء. *
٢٢ يَكشِفُ الأُمورَ المَخْفِيَّة في الظَّلام، +
ويُضيءُ العَتمَةَ الشَّديدَة.
٢٣ يَجعَلُ الأُمَمَ عَظيمَةً ثُمَّ يُدَمِّرُها؛
يُوَسِّعُ حُدودَها ثُمَّ يَأخُذُها إلى الأسْر.
٢٤ يَأخُذُ الفَهمَ * مِن قادَةِ الشُّعوب،
ويَجعَلُهُم يَتَنَقَّلونَ في أراضٍ مَهجورَة لا طَريقَ فيها. +
٢٥ فيُفَتِّشونَ عن طَريقِهِم في الظَّلام، + في أماكِنَ لا نورَ فيها؛
يَجعَلُهُم يَمْشونَ بِلا هَدَفٍ مِثلَ السَّكرانين. +
١٣ «لقد رَأت عَيْني كُلَّ هذا،
وسَمِعَتهُ أُذُني وفَهِمَته.
٢ ما تَعرِفونَهُ أنا أيضًا أعرِفُه؛
لَستُ أقَلَّ مِنكُم.
٣ لكنِّي أُفَضِّلُ أن أتَكَلَّمَ معَ اللّٰهِ القادِرِ على كُلِّ شَيء،
وأُريدُ أن أُدافِعَ عن قَضِيَّتي أمامَه. +
٦ إسمَعوا حُجَجي مِن فَضلِكُم،
وانتَبِهوا فيما أُدافِعُ عن نَفْسي.
٧ هل تُوَجِّهونَ اتِّهاماتٍ ظالِمَة بِاسْمِ اللّٰه؟
هل تَتَكَلَّمونَ بِالخِداعِ بِاسْمِه؟
٩ لَو فَحَصَكُمُ اللّٰه، فهل سيَرْضى عنكُم؟ +
هل ستَخدَعونَهُ وكَأنَّهُ مُجَرَّدُ إنسان؟
١١ ألَنْ تُرعِبَكُم عَظَمَتُهُ
ويُسَيطِرَ علَيكُمُ الخَوفُ مِنه؟
١٢ أقوالُكُمُ الحَكيمَة * لَيسَت إلَّا أمثالًا مِن رَماد؛
حُجَجُكُم ضَعيفَة مِثلُ حُصونٍ * مِن طين.
١٣ أُسكُتوا لِأتَكَلَّمَ أنا،
ولا يَهُمُّني ماذا يُصيبُني بَعدَ ذلِك.
١٧ إسمَعوا كَلِمَتي جَيِّدًا؛
إنتَبِهوا إلى ما سأقولُه.
١٨ أنا جاهِزٌ الآنَ لِأعرِضَ قَضِيَّتي؛
أنا أعرِفُ أنِّي مُحِقّ.
١٩ فمَن سيُثبِتُ أنِّي مُخطِئ؟
لَو سَكَتُّ الآن، فسَأموت! *
٢٢ تَكَلَّمْ وأنا سأُجيبُك،
أو دَعْني أتَكَلَّمُ أوَّلًا ورُدَّ علَيَّ أنت.
٢٣ ما هي ذُنوبي وخَطاياي؟
إكشِفْ لي ذَنْبي وخَطِيَّتي.
٢٥ هل تُخيفُ وَرَقَةً تُطَيِّرُها الرِّيح،
أو هل تُطارِدُ قَشًّا يابِسًا؟
٢٦ فأنتَ تُسَجِّلُ اتِّهاماتٍ خَطيرَة ضِدِّي،
وتُحاسِبُني على خَطايا شَبابي.
٤ هل يَأتي شَخصٌ طاهِرٌ مِن شَخصٍ نَجِس؟ +
كَلَّا.
٥ إذا كانَت أيَّامُ الإنسانِ مَحدودَة،
فعَدَدُ شُهورِهِ هو في يَدِك.
وَضَعتَ حَدًّا لِحَياتِهِ لا يَقدِرُ أن يَتَجاوَزَه. +
٧ فحتَّى الشَّجَرَةُ لَدَيها أمَل.
إذا قُطِعَت فهي تُفرِخُ مِن جَديد،
وأغصانُها الجَديدَة تَستَمِرُّ في النُّمُوّ.
٨ إذا صارَت جُذورُها قَديمَةً في الأرضِ
وجَفَّ جِذعُها في التُّراب،
٩ فمِن رائِحَةِ الماءِ فَقَط ستُفرِخُ
وتُنبِتُ أغصانًا مِثلَ نَبتَةٍ جَديدَة.
١٠ أمَّا الإنسانُ فيَموتُ وتَزولُ كُلُّ قُوَّتِه؛
وعِندَما يَتَنَفَّسُ نَفَسَهُ الأخير، أينَ يَذهَب؟ +
١١ المِياهُ تَختَفي مِنَ البَحر،
والنَّهرُ يَنشَفُ ويَجِفّ.
١٢ الإنسانُ أيضًا يَرقُدُ ولا يَقوم. +
ما دامَتِ السَّمواتُ مَوْجودَة، فلن يَستَيقِظَ
ولن يَنهَضَ مِن نَومِه. +
١٣ يا لَيتَكَ تُخَبِّئُني في القَبر، *+
وتُخْفيني إلى أن يَمُرَّ غَضَبُك،
وتُحَدِّدُ لي وَقتًا وتَتَذَكَّرُني! +
١٤ إذا ماتَ إنسان، فهل يَعيشُ مُجَدَّدًا؟ +
سأنتَظِرُ كُلَّ أيَّامِ عُبودِيَّتي
إلى أن يَأتِيَ الفَرَج. +
١٥ ستُناديني وأنا سأُجيبُك؛ +
تَشتاقُ إلى الَّذي صَنَعَتهُ يَداك.
١٦ أمَّا الآنَ فتُراقِبُ كُلَّ خُطُواتي،
ولا تَرى إلَّا خَطِيَّتي.
١٨ مِثلَما يَسقُطُ الجَبَلُ ويَتَفَتَّت،
وتَتَحَرَّكُ الصَّخرَةُ مِن مَكانِها،
١٩ ومِثلَما يَبْري الماءُ الحِجارَةَ
وتَجرُفُ الأنهارُ تُرابَ الأرض،
هكَذا أنتَ تَقْضي على أمَلِ الإنسان.
١٥ فأجابَ أَلِيفَاز + التِّيمَانِيّ:
٣ التَّوبيخُ بِالكَلامِ فَقَط لا يَنفَع،
والأقوالُ وَحْدَها لا تُفيد.
٤ فبِسَبَبِكَ يَضعُفُ خَوفُ اللّٰهِ عِندَ النَّاس،
وبِسَبَبِكَ لا يُفَكِّرونَ في اللّٰه.
٧ هل أنتَ أوَّلُ شَخصٍ وُلِدَ بَينَ النَّاس،
أو هل وُلِدتَ قَبلَ التِّلال؟
٨ هل تَسمَعُ ما يَقولُهُ اللّٰهُ في السِّرّ،
أو هل أنتَ وَحْدَكَ حَكيم؟
٩ ما الَّذي تَعرِفُهُ ونَحنُ لا نَعرِفُه؟ +
وما الَّذي تَفهَمُهُ ونَحنُ لا نَفهَمُه؟
١١ ألَا تَكْفيكَ التَّعزِيَةُ مِنَ اللّٰهِ
أوِ الكَلِماتُ الَّتي تُقالُ لكَ بِرِقَّة؟
١٢ لِماذا تَسمَحُ لِقَلبِكَ أن يُسَيطِرَ علَيك؟
ولِماذا الغَضَبُ في عَيْنَيْك؟
١٤ كَيفَ يُمكِنُ أن يَكونَ الإنسانُ طاهِرًا؟!
أو كَيفَ يُمكِنُ أن يَكونَ المَوْلودُ مِنَ المَرأةِ بِلا لَوم؟! *+
١٧ إسمَعْ لي وسَأُخبِرُك؛
١٩ لهُم وَحْدَهُم أُعْطِيَتِ الأرض،
ولم يَمُرَّ بَينَهُم غَريب.
٢٠ الشِّرِّيرُ الظَّالِمُ يَتَعَذَّبُ كُلَّ أيَّامِه،
يَرى المَشاكِلَ كُلَّ سَنَواتِ حَياتِه.
٢٣ يَتَنَقَّلُ مِن مَكانٍ إلى آخَرَ مُفَتِّشًا عنِ الخُبزِ ويَقول: ‹أينَ هو؟›،
ويَعرِفُ جَيِّدًا أنَّ يَومَ الظَّلامِ قَريب.
٢٤ يُرعِبُهُ الحُزنُ والضِّيق؛
يَنتَصِرانِ علَيهِ مِثلَ مَلِكٍ مُستَعِدٍّ لِلهُجوم.
٢٥ فهو يَرفَعُ يَدَهُ في وَجهِ اللّٰه،
ويُحاوِلُ أن يَتَحَدَّى * القادِرَ على كُلِّ شَيء؛
٢٦ يَهجُمُ علَيهِ بِعِنادٍ
حامِلًا تُرسَهُ السَّميكَ القَوِيّ؛ *
٢٧ وَجهُهُ مُغَطًّى بِالشَّحم،
وخاصِرَتاهُ مَليئَتانِ بِالدِّهن؛
٢٨ هو يَسكُنُ في مُدُنٍ ستُدَمَّر،
في بُيوتٍ لن يَسكُنَ فيها أحَد،
بُيوتٍ ستَصيرُ كَومَةَ حِجارَة.
٢٩ لن يَصيرَ غَنِيًّا ولن تَزدادَ ثَروَتُه،
ولن تَنتَشِرَ مُمتَلَكاتُهُ في الأرض.
٣١ لا يَجِبُ أن يَخدَعَ نَفْسَهُ ويَتَّكِلَ على أُمورٍ بِلا قيمَة،
لِأنَّ ما سيَنالُهُ سيَكونُ بِلا قيمَة.
٣٢ سيَحصُلُ ذلِك خِلالَ حَياتِه،
وأغصانُهُ لن تَزدَهِرَ أبَدًا. +
٣٣ سيَكونُ مِثلَ كَرمَةٍ تَرْمي عِنَبَها قَبلَ أن يَنضَج،
ومِثلَ زَيتونَةٍ توقِعُ أزهارَها؛
٣٥ يَحبَلونَ بِالأذى ويَلِدونَ شَرًّا،
وبَطنُهُم يَلِدُ خِداعًا».
١٦ فأجابَ أَيُّوب:
٢ «لقد سَمِعتُ أُمورًا كَثيرَة كهذِه مِن قَبل.
أنتُم تَزيدونَ عَذابي بَدَلَ أن تُعَزُّوني. +
٣ هل هُناك نِهايَةٌ لِلكَلامِ الفارِغ؟ *
ما الَّذي يَستَفِزُّكَ * حتَّى تُجاوِبَ هكَذا؟
٤ لَو كُنتُم مَكاني،
كُنتُ أقدِرُ أنا أيضًا أن أتَكَلَّمَ مِثلَكُم؛
كُنتُ أقدِرُ أن أستَعمِلَ ضِدَّكُم حُجَجًا قَوِيَّة
وأهُزَّ رَأسي بِسُخرِيَة. +
٥ لكنِّي ما كُنتُ لِأفعَلَ ذلِك، بل كُنتُ قَوَّيتُكُم بِكَلِماتِ فَمي
وأرَحتُكُم بِكَلِماتي المُعَزِّيَة. +
٩ غَضَبُهُ يُمَزِّقُني إلى قِطَع، وهو يَحقِدُ علَيَّ. +
يَشُدُّ على أسنانِهِ عِندَما يَراني.
يَطعَنُني بِنَظَراتِهِ وكَأنَّهُ عَدُوِّي. +
١٠ النَّاسُ يُكَشِّرونَ عن أنيابِهِم، +
ويَضرِبونَني على خَدَّيَّ لِيُهينوني؛
يَجتَمِعونَ علَيَّ بِأعدادٍ كَبيرَة. +
١٢ كُنتُ مُرتاحًا، لكنَّهُ دَمَّرَ حَياتي. +
أمسَكَني بِرَقَبَتي وحَطَّمَني؛
ثُمَّ جَعَلَني هَدَفًا له.
١٣ الَّذينَ يَرْمونَ السِّهامَ يُحيطونَ بي؛
سِهامُهُ + تَطعَنُني في كُليَتَيَّ + وهو لا يُشفِق؛
يَسكُبُ مَرارَتي على الأرض.
١٤ أنا مِثلُ سورٍ يَختَرِقُهُ ويَعمَلُ فيهِ فَتحَةً بَعدَ فَتحَة،
ويَهجُمُ علَيَّ كمُحارِب.
١٦ وَجهي احمَرَّ مِنَ البُكاء، +
وعَيْنايَ أحاطَ بهِما السَّواد، *
١٧ مع أنِّي لم أُؤْذِ أحَدًا
وصَلاتي نَقِيَّة.
١٨ يا أرض، لا تُغَطِّي دَمي! +
ولا تُسكِتي صُراخي!
١٩ ولكنِ الآنَ أيضًا، هُناك في السَّمواتِ مَن يَشهَدُ لي؛
الَّذي يَقدِرُ أن يَشهَدَ لي هو في الأعالي.
٣ أرْجوكَ اقبَلْ ضَمانَتي وأبْقِها عِندَك.
مَن غَيرُكَ سيَضَعُ يَدَهُ في يَدي * ويَكفَلُني؟ +
٥ هُم يُوَزِّعونَ ما يَملِكونَهُ على أصحابِهِم،
فيما عُيونُ أوْلادِهِم تَضعُفُ مِنَ الحِرمان.
١٢ إنَّهُم يُحَوِّلونَ اللَّيلَ إلى نَهار،
ويَقولون: ‹بِما أنَّهُ ظَلام، فلا شَكَّ أنَّ النُّورَ قَريب›.
١٤ سأُنادي القَبرَ *+ وأقولُ له: ‹أنتَ أبي!›،
وأقولُ لِلدُّودَة: ‹أنتِ أُمِّي وأُختي!›.
١٥ هل بَقِيَ لي أمَلٌ إذًا؟ +
هل يَظُنُّ أحَدٌ أنَّ هُناك أمَلًا لي؟
١٨ فأجابَ بِلْدَد + الشُّوحِيّ:
٢ «متى ستوقِفُ هذِهِ الخِطابات؟
أَظهِرْ بَعضَ الفَهم، وبَعدَ ذلِك نَتَكَلَّم.
٤ حتَّى لَو مَزَّقتَ نَفْسَكَ مِنَ الغَضَب،
فهل تَظُنُّ أنَّ الأرضَ ستَصيرُ مَهجورَةً مِن أجْلِك،
أو أنَّ الصَّخرَ سيَتَحَرَّكُ مِن مَكانِه؟
٦ النُّورُ في خَيمَتِهِ سيُظلِم،
والسِّراجُ المُعَلَّقُ فيها سيَنطَفي.
٨ فقَدَماهُ ستَأخُذانِهِ إلى شَبَكَة،
وهُما ستَعلَقانِ بها.
١٠ هُناك على الأرضِ حَبلٌ مُخَبَّأٌ له،
ويوجَدُ فَخٌّ في طَريقِه.
١٦ جُذورُهُ ستَجِفُّ تَحتَه،
وأغصانُهُ ستَذبُلُ فَوقَه.
١٨ سيُطرَدُ مِنَ النُّورِ إلى العَتمَةِ
ويُنْفى مِنَ الأرض.
٢٠ عِندَما يَأتي يَومُه، سيُصدَمُ سُكَّانُ الغَرب،
وسَيَرتَعِبُ سُكَّانُ الشَّرق.
٢١ هذا ما يَحصُلُ لِخِيامِ الخاطِئ؛
هذا ما يَحصُلُ لِلَّذي لم يَعرِفِ اللّٰه».
١٩ فأجابَ أَيُّوب:
٤ لِنَفرِضْ أنِّي أخطَأت،
هذا الأمرُ يَخُصُّني أنا وَحْدي.
٥ إذا كُنتُم مُصِرِّينَ أن تَتَكَبَّروا علَيَّ،
وإذا كُنتُم تَدَّعونَ أنِّي أستَحِقُّ العارَ الَّذي أصابَني،
٦ فاعرِفوا إذًا أنَّ اللّٰهَ هوَ الَّذي ضَلَّلَني،
وأمسَكَ بي في شَبَكَةِ صَيدِه.
٧ أظَلُّ أصرُخُ مِنَ العُنف، ولكنْ لا أحَدَ يُجيبُني؛ +
أظَلُّ أطلُبُ المُساعَدَة، ولكنْ لا أحَدَ يُحَقِّقُ لي العَدل. +
٩ أزالَ مَجدي عنِّي،
وأخَذَ التَّاجَ عن رَأسي.
١٠ هو يُحَطِّمُني مِن كُلِّ الجِهاتِ إلى أن أهلَك؛
يَقتَلِعُ أمَلي مِثلَ شَجَرَة.
١٢ جُنودُهُ يَأتونَ معًا ويُحاصِرونَني،
ويُقيمونَ مُعَسكَرَهُم حَولَ خَيمَتي.
١٦ أُنادي خادِمي، لكنَّهُ لا يُجيب.
أتَرَجَّاهُ أن يُشفِقَ علَيَّ.
١٨ حتَّى الأوْلادُ الصِّغارُ يَحتَقِرونَني؛
عِندَما أقومُ يَضحَكونَ علَيَّ.
٢٣ يا لَيتَ كَلِماتي مَكتوبَة!
يا لَيتَها كُتِبَت في كِتاب!
٢٤ يا لَيتَها نُقِشَت إلى الأبَدِ في الصَّخر،
حُفِرَت بِقَلَمٍ مِن حَديدٍ ومُلِئَت بِالرَّصاص!
٢٦ وبَعدَ أن يَهتَرِيَ جِلدي مِثلَما يَهتَري الآن،
وبَينَما لا أزالُ حَيًّا، سأرى اللّٰه؛
٢٧ سأراهُ أنا بِنَفْسي،
سأراهُ بِعَيْنَيَّ ولَيسَ بِعَيْنَيْ شَخصٍ آخَر. +
مع ذلِك، أشعُرُ أنِّي مُحَطَّمٌ تَمامًا. *
٢٨ فأنتُم تَتَساءَلون: ‹كَيفَ نَضطَهِدُه؟›، +
وكَأنِّي أنا أصلُ المُشكِلَة.
لِأنَّ السَّيفَ يَجلُبُ العِقابَ على الخَطايا؛
إعرِفوا أنَّ هُناك قاضِيًا». +
٢٠ فأجابَ صُوفَر + النِّعْمَاتِيّ:
٢ «أنا مُنزَعِجٌ وأفكاري تُضايِقُني
لِذلِك يَجِبُ أن أرُدّ.
٣ التَّوبيخُ الَّذي سَمِعتُهُ يُهينُني؛
وأنا سأُجيبُ لِأنَّ عِندي فَهمًا.
٤ لا شَكَّ أنَّكَ تَعرِفُ هذِهِ الأُمورَ مُنذُ وَقتٍ طَويل،
لِأنَّ هذا ما يَحصُلُ مُنذُ وُضِعَ الإنسانُ * على الأرض: +
٥ إنَّ فَرَحَ الأشرارِ قَصيرٌ
٦ حتَّى لَو بَلَغَت عَظَمَتُهُ السَّماءَ
ووَصَلَ رَأسُهُ إلى الغُيوم،
٧ فسَيَزولُ إلى الأبَدِ مِثلَ فَضَلاتِه.
الَّذينَ كانوا يَرَوْنَهُ سيَسألون: ‹أينَ هو؟›.
٨ سيَطيرُ كالحُلْمِ ولن يَجِدوه،
سيَختَفي مِثلَ رُؤى اللَّيل.
١١ حَيَوِيَّةُ الشَّبابِ الَّتي مَلَأَت عِظامَهُ
ستَرقُدُ معهُ في التُّراب.
١٢ إذا كانَ طَعمُ الشَّرِّ حُلْوًا في فَمِه،
إذا كانَ يُخْفيهِ تَحتَ لِسانِه،
١٣ إذا تَلَذَّذَ بهِ ولم يَترُكْه،
بل أبْقاهُ في فَمِه،
١٤ فما أكَلَهُ سيَصيرُ حامِضًا في داخِلِه؛
١٥ لقد بَلَعَ ثَروَة، لكنَّهُ سيَتَقَيَّأُها؛
مِن بَطنِهِ سيُخرِجُها اللّٰه.
١٧ لن يَرى أبَدًا مَجاري المِياه،
أنهارَ العَسَلِ والزُّبدَة.
١٨ سيَرُدُّ مُمتَلَكاتِهِ دونَ أن يَستَفيدَ مِنها، *
لن يَتَمَتَّعَ بِالثَّروَةِ الَّتي جَمَعَها مِن تِجارَتِه. +
١٩ فهو سَحَقَ الفُقَراءَ وتَخَلَّى عنهُم؛
إستَوْلى على بَيتٍ لم يَبْنِه.
٢٠ مع ذلِك، لن يَشعُرَ بِالسَّلامِ في داخِلِه؛
ثَروَتُهُ لن تُنَجِّيَه.
٢١ لن يَبْقى لهُ شَيءٌ لِيَلتَهِمَه؛
لِذلِك لن يَدومَ ازدِهارُه.
٢٢ في عِزِّ غِناه، سيُسَيطِرُ علَيهِ القَلَق؛
كُلُّ الأُمورِ السَّيِّئَة ستَأتي علَيه.
٢٣ وبَينَما يَملَأُ بَطنَه،
سيُرسِلُ اللّٰهُ * علَيهِ غَضَبَهُ المُشتَعِلَ
وسَيَسكُبُهُ في داخِلِهِ كالمَطَر.
٢٤ عِندَما يَهرُبُ مِن أسلِحَةٍ حَديدِيَّة،
ستَنغَرِزُ فيهِ سِهامٌ مِن قَوْسٍ نُحاسِيّ.
٢٥ يَسحَبُ سَهمًا دَخَلَ في ظَهرِه،
سَهمًا لامِعًا انغَرَزَ في مَرارَتِه.
والرُّعبُ سيَستَوْلي علَيه. +
٢٦ ستَضيعُ كُنوزُهُ في الظَّلامِ التَّامّ؛
ستَلتَهِمُهُ نارٌ لم يَنفُخْ فيها أحَد؛
وسَتَأتي المُصيبَةُ على كُلِّ النَّاجينَ في خَيمَتِه.
٢٧ ستَكشِفُ السَّماءُ ذَنْبَه؛
ستَقومُ الأرضُ ضِدَّه.
٢٩ هذِه هيَ الحِصَّةُ الَّتي يَنالُها مِنَ اللّٰه،
الميراثُ الَّذي يُعَيِّنُهُ لهُ اللّٰه».
٢١ فأجابَ أَيُّوب:
٢ «إسمَعوا لي بِانتِباه؛
فأنتُم بِهذِهِ الطَّريقَةِ ستُعَزُّونَني.
٤ هل أنا أشْكو هَمِّي لِإنسان؟
أمَا كُنتُ * فَقَدتُ صَبري في هذِهِ الحالَة؟
٥ أُنظُروا إلَيَّ وسَتَندَهِشون؛
ضَعوا يَدَكُم على فَمِكُم.
٦ عِندَما أُفَكِّرُ في الأمر، أتَضايَقُ
ويَرجُفُ جِسمي كُلُّه.
٨ أوْلادُهُم أمامَهُم دائِمًا،
ويَعيشونَ لِيَرَوْا أوْلادَ أوْلادِهِم.
١٠ ثيرانُهُم لَدَيها الكَثيرُ مِنَ الصِّغار؛
بَقَراتُهُم تَلِدُ ولا تُجهِض.
١١ صِبيانُهُم يَركُضونَ في الخارِجِ مِثلَ قَطيعٍ مِنَ الغَنَم،
وأوْلادُهُم يَلعَبونَ ويَقفِزون.
١٤ هذا مع أنَّهُم يَقولونَ لِلّٰه: ‹إبتَعِدْ عنَّا!
نَحنُ لا نُريدُ أن نَعرِفَ طُرُقَك. +
١٥ مَن هوَ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ حتَّى نَعبُدَه؟ *+
وكَيفَ يُفيدُنا التَّعَرُّفُ علَيه؟›. +
١٦ مِن جِهَتي، أنا أعرِفُ أنَّهُم لا يَقدِرونَ أن يَتَحَكَّموا في ازدِهارِهِم. +
تَفكيرُ * الأشرارِ بَعيدٌ عنِّي. +
١٧ ولكنْ كم مَرَّةً يَنطَفي سِراجُ الأشرار؟ +
كم مَرَّةً تَأتي علَيهِمِ المُصيبَة؟
كم مَرَّةً يَغضَبُ اللّٰهُ ويُهلِكُهُم؟
١٨ هل يَصيرونَ كالتِّبْنِ الَّذي تُطَيِّرُهُ الرِّيح،
وكَالقَشِّ الَّذي تَحمِلُهُ العاصِفَة؟
١٩ اللّٰهُ يُخَبِّئُ عِقابَ الشِّرِّيرِ لِأبنائِه.
ولكنْ يا لَيتَ اللّٰهَ يُجازيهِ هو كَي يَعرِفَ خَطَأَه! +
٢٠ يا لَيتَ الشِّرِّيرَ يَرى هَلاكَهُ بِعَيْنَيْه!
ويا لَيتَهُ هو يَشرَبُ مِن غَضَبِ القادِرِ على كُلِّ شَيء! +
٢٣ واحِدٌ يَموتُ في عِزِّ نَشاطِه، +
وهو بِلا هَمٍّ ومُرتاحٌ تَمامًا، +
٢٤ وفَخْذاهُ مَليئانِ بِالشَّحم،
وعِظامُهُ قَوِيَّة. *
٢٨ فأنتُم تَقولون: ‹أينَ بَيتُ الرَّجُلِ البارِز،
وأينَ الخَيمَةُ الَّتي كانَ يَسكُنُ فيها الشِّرِّير؟›. +
٢٩ ألَمْ تَسألوا المُسافِرين؟
ألَمْ تُفَكِّروا جَيِّدًا في ما رَأَوْه: *
٣٠ أنَّ الشِّرِّيرَ لا يُعاني في يَومِ المُصيبَة،
وهو يَنْجو في يَومِ الغَضَبِ الشَّديد؟
٣١ مَن سيُواجِهُهُ ويَقولُ لهُ إنَّ طَريقَهُ شِرِّير،
ومَن سيُجازيهِ على ما فَعَلَه؟!
٣٢ عِندَما يَأخُذونَهُ إلى المَقبَرَة،
سيَسهَرونَ على قَبرِه.
٣٣ يَنامُ مُرتاحًا في تُرابِ الوادي. *+
وكُلُّ البَشَرِ يَلحَقونَ به، *+
مِثلَما حَصَلَ لِأعدادٍ لا تُحْصى قَبلَه.
٣٤ فلِماذا تُقَدِّمونَ لي تَعزِيَةً لا قيمَةَ لها؟ +
لا أجِدُ إلَّا الخِداعَ في أجوِبَتِكُم!».
٢٢ فأجابَ أَلِيفَاز + التِّيمَانِيّ:
٢ «هل يَقدِرُ إنسانٌ أن يَنفَعَ اللّٰه؟
هل يَقدِرُ مَن عِندَهُ بُعدُ نَظَرٍ أن يَكونَ نافِعًا له؟ +
٣ هل يَهتَمُّ * القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ بِأنَّكَ تَفعَلُ الصَّواب؟
هل يَربَحُ شَيئًا لِأنَّكَ تَمْشي في طَريقِ الاستِقامَة؟ *+
٤ هل يُعاقِبُكَ ويَأخُذُكَ إلى المَحكَمَةِ
بِسَبَبِ احتِرامِكَ له؟
٨ الرِّجالُ الأقوِياءُ مِثلُكَ يُسَيطِرونَ على أراضٍ كَثيرَة، +
والَّذينَ يُكرِمُهُمُ النَّاسُ هُم يَسكُنونَ فيها.
٩ مع ذلِك، طَرَدتَ الأرامِلَ بَدَلَ أن تُساعِدَهُنَّ،
وحَطَّمتَ ذِراعَ اليَتيم.
١٠ لِذلِك تُحيطُ بكَ الفِخاخ، *+
وتُخيفُكَ أُمورٌ مُرعِبَة فَجْأةً؛
١١ ولِذلِك يُحيطُ بكَ الظَّلامُ ولا تَقدِرُ أن تَرى،
ويَغمُرُكَ فَيَضانُ ماء.
١٢ ألَيسَ اللّٰهُ في أعالي السَّموات؟
أُنظُرْ إلى النُّجوم، ألَيسَت كُلُّها عالِيَةً جِدًّا؟
١٣ مع ذلِك تَقول: ‹ماذا يَعرِفُ اللّٰه؟
هل يَقدِرُ أن يُحاسِبَ مِن وَراءِ الظَّلامِ الكَثيف؟
١٥ هل ستَتبَعُ الطَّريقَ القَديمَ
الَّذي مَشى علَيهِ الأشرار،
١٧ كانوا يَقولونَ لِلّٰه: ‹إبتَعِدْ عنَّا!›،
ويَسألون: ‹ماذا يَستَطيعُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ أن يَفعَلَ لنا؟›.
١٨ مع ذلِك، هوَ الَّذي مَلَأ بُيوتَهُم بِالخَيرات.
(هذا التَّفكيرُ الشِّرِّيرُ بَعيدٌ عنِّي.)
١٩ سيَرى المُستَقيمونَ هَلاكَهُم ويَفرَحون،
والأبرِياءُ سيَسخَرونَ مِنهُم ويَقولون:
٢٠ ‹لقد هَلَكَ أعداؤُنا،
والنَّارُ ستَلتَهِمُ ما بَقِيَ مِنهُم›.
٢١ تَعَرَّفْ إلى اللّٰهِ لِتَكونَ في سَلام؛
وعِندَئِذٍ ستَنالُ البَرَكات.
٢٣ إذا رَجَعتَ إلى القادِرِ على كُلِّ شَيء، فسَتَزدَهِرُ مُجَدَّدًا. +
إذا أزَلتَ الشَّرَّ مِن خَيمَتِك،
٢٤ إذا رَمَيتَ ذَهَبَكَ على التُّرابِ
وألْقَيتَ ذَهَبَ أُوفِير المُمتازَ + في الأوْدِيَةِ الصَّخرِيَّة،
٢٥ فعِندَئِذٍ سيَكونُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ ذَهَبَكَ
وأفضَلَ فِضَّةٍ بِالنِّسبَةِ إلَيك.
٢٦ وعِندَئِذٍ ستَفرَحُ بِالقادِرِ على كُلِّ شَيء،
وتَرفَعُ وَجهَكَ إلى اللّٰهِ بِثِقَة.
٢٧ ستَتَوَسَّلُ إلَيهِ وهو سيَسمَعُك،
وسَتوفي نُذورَك.
٢٨ كُلُّ ما تُقَرِّرُ أن تَفعَلَهُ سيَنجَح،
والنُّورُ سيُضيءُ طَريقَك.
٣٠ هو سيُنَجِّي الأبرِياء؛
فإذا كانَت يَداكَ طاهِرَتَيْن، يُنَجِّيكَ بِالتَّأكيد».
٢٣ فأجابَ أَيُّوب:
٢ «اليَومَ أيضًا، أنا مُصِرٌّ بِشِدَّةٍ أن أُقَدِّمَ شَكْواي. *+
لم يَعُدْ عِندي قُوَّةٌ بِسَبَبِ تَنَهُّدي.
٣ يا لَيتَني أعرِفُ أينَ أجِدُ اللّٰه! +
فكُنتُ ذَهَبتُ إلى مَكانِ سَكَنِه. +
٤ كُنتُ قَدَّمتُ دَعْوايَ أمامَهُ
وعَرَضتُ كُلَّ الحُجَجِ لِأُدافِعَ عن نَفْسي.
٥ كُنتُ عَرَفتُ جَوابَهُ
وانتَبَهتُ لِما سيَقولُهُ لي.
٦ وهل كانَ سيَستَعمِلُ قُوَّتَهُ العَظيمَة في دَعْواهُ ضِدِّي؟
كَلَّا، أنا مُتَأكِّدٌ أنَّهُ كانَ سيَسمَعُ لي. +
٧ هُناك، أمامَه، يَقدِرُ المُستَقيمُ أن يُصَحِّحَ الأُمورَ معه،
وعِندَئِذٍ يُبَرِّئُني قاضِيَّ مَرَّةً وإلى الأبَد.
٨ ولكنْ إذا ذَهَبتُ شَرقًا، لا يَكونُ هُناك؛
وإذا ذَهَبتُ غَربًا، لا أجِدُه.
٩ عِندَما يَعمَلُ في الشَّمال، لا أقدِرُ أن أراه.
ثُمَّ يَتَّجِهُ إلى الجَنوب، ومع ذلِك لا أراهُ أيضًا.
١٠ لكنَّهُ يَعرِفُ الطَّريقَ الَّذي أمْشي فيه. +
وبَعدَما يَمتَحِنُني، سأخرُجُ كالذَّهَبِ النَّقِيّ. +
١٢ لم أبتَعِدْ عنِ الوَصايا الَّتي قالَها.
أُبْقي أقوالَهُ عِندي مِثلَ كَنز، + حتَّى أكثَرَ مِنَ المَطلوبِ مِنِّي. *
١٣ عِندَما يُصَمِّمُ على أمر، مَن يَستَطيعُ أن يُقاوِمَه؟! +
وعِندَما يُريدُ * أن يَفعَلَ شَيئًا، فهو يَفعَلُه. +
١٥ لِذلِك أخافُ مِنه؛
عِندَما أُفَكِّرُ فيه، يَزدادُ خَوفي.
١٦ اللّٰهُ جَعَلَ قَلبي ضَعيفًا،
والقادِرُ على كُلِّ شَيءٍ خَوَّفَني.
١٧ مع ذلِك، لم يُسكِتْني الظَّلامُ
ولا العَتمَةُ الشَّديدَة الَّتي غَطَّت وَجهي.
٢٤ «لِماذا لا يُحَدِّدُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ وَقتًا؟ +
لِماذا الَّذينَ يَعرِفونَهُ لا يَرَوْنَ يَومَه؟ *
٥ الفُقَراءُ يُفَتِّشونَ عنِ الطَّعامِ مِثلَ الحَميرِ الوَحشِيَّة + في البَرِّيَّة؛
يُفَتِّشونَ عنِ الطَّعامِ لِأوْلادِهِم في الصَّحراء.
٨ يَتَبَلَّلونَ مِنَ الأمطارِ في الجِبال؛
يَلتَصِقونَ بِالصُّخورِ لِأنَّهُم بِلا مَلجَإٍ.
٩ اليَتيمُ يُخطَفُ عن ثَدْيِ أُمِّه؛ +
وثِيابُ الفُقَراءِ تُؤْخَذُ كضَمانَةٍ مُقابِلَ دَين. +
١٠ فيُضطَرُّونَ أن يَتَجَوَّلوا عُريانينَ بِلا ثِيابٍ
وجائِعينَ فيما يَحمِلونَ السَّنابِلَ المَحصودَة.
١١ في حَرِّ النَّهار، يَكدَحونَ بَينَ حيطانِ الجِلال. *
يَدوسونَ على العِنَبِ في المَعاصِر، ومع ذلِك يَعطَشون. +
١٢ الَّذينَ على وَشْكِ أن يَموتوا يَصرُخونَ في المَدينَة،
والمُصابونَ بِجُروحٍ مُميتَة * يَطلُبونَ المُساعَدَة، +
لكنَّ اللّٰهَ لا يَهُمُّهُ ذلِك. *
يَقول: ‹لن يَراني أحَد!›، +
ويَضَعُ غِطاءً على وَجهِه.
لا يَعرِفونَ ضَوءَ النَّهار. +
١٧ فهُم يَخافونَ مِنَ الصَّباحِ مِثلَما يَخافُ النَّاسُ مِنَ العَتمَةِ الشَّديدَة؛
إنَّهُم مُتَعَوِّدونَ على الأُمورِ المُرعِبَة في هذِهِ العَتمَة.
١٨ لكنَّ المِياهَ تَجرُفُهُم بِسُرعَة. *
قِطعَةُ أرضِهِم ستَصيرُ مَلعونَة، +
ولن يَعودوا إلى كُرومِهِم.
١٩ مِثلَما أنَّ الجَفافَ والحَرَّ يُنَشِّفانِ مِياهَ الثَّلج،
٢٠ أُمُّهُم * ستَنْساهُم؛ سيَكونُونَ وَليمَةً لِلدُّود.
لن يَتَذَكَّرَهُم أحَدٌ بَعدَ الآن. +
وسَيُقطَعُ الشَّرُّ مِثلَ شَجَرَة.
٢١ يُؤْذونَ المَرأةَ الَّتي لا تُنجِب،
ويُعامِلُونَ الأرمَلَةَ مُعامَلَةً سَيِّئَة.
٢٢ اللّٰهُ * سيَستَعمِلُ قُوَّتَهُ لِيَقْضِيَ على الأقوِياء؛
فهؤُلاء قد يَزدَهِرون، لكنَّهُم لا يَضمَنونَ حَياتَهُم.
٢٤ يَرتَفِعونَ فَترَةً قَصيرَة، ثُمَّ يَزولون. +
يَنذَلُّونَ + ويُجمَعونَ كباقي النَّاس؛
يُقطَعونَ كالسَّنابِل.
٢٥ والآنَ مَن يَقدِرُ أن يُكَذِّبَني
أو يُثبِتَ أنَّ كَلامي خَطَأ؟».
٢٥ فأجابَ بِلْدَد + الشُّوحِيّ:
٣ هل يَقدِرُ أحَدٌ أن يَعُدَّ جُنودَه؟
على مَن لا يُشرِقُ نورُه؟
٤ فكَيفَ يُمكِنُ أن يَكونَ الإنسانُ بِلا لَومٍ * أمامَ اللّٰه؟! +
أو كَيفَ يُمكِنُ أن يَكونَ المَوْلودُ مِنَ المَرأةِ بَريئًا؟! *+
٥ حتَّى القَمَرُ لَيسَ مُضيئًا في نَظَرِه،
والنُّجومُ لَيسَت طاهِرَةً في عَيْنَيْه،
٦ فكم بِالأكثَرِ الإنسانُ الحَشَرَة،
وابْنُ الإنسانِ الدُّودَة!».
٢٦ فأجابَ أَيُّوب:
٢ «يا لها مِن طَريقَةٍ لِتُساعِدَ الضَّعيفَ
وتُخَلِّصَ الَّذي لا قُوَّةَ له! +
٣ يا لِلنَّصائِحِ العَظيمَة الَّتي تُعْطيها لِمَن تَنقُصُهُ الحِكمَة! +
أنتَ تُوَزِّعُ الحِكمَةَ * بِكَرَم! *
٥ الأمواتُ العاجِزونَ يَرجُفونَ أمامَ اللّٰه؛
هُم تَحتَ المِياهِ وسُكَّانِها.
٧ يَمُدُّ السَّماءَ * على الفَراغ، +
ويُعَلِّقُ الأرضَ على لا شَيء.
٨ يَجمَعُ المِياهَ ويَلُفُّها بِالغُيوم، +
مِن دونِ أن تَتَمَزَّقَ الغُيومُ مِن ثِقلِ المِياه.
٩ يَنشُرُ غُيومَهُ على عَرشِهِ +
كَي يُخْفِيَهُ عنِ النَّظَر.
١٠ يَرسُمُ الأُفُقَ * لِيَفصِلَ بَينَ المِياهِ والسَّماء؛ +
يَضَعُ حَدًّا بَينَ النُّورِ والظَّلام.
١١ أعمِدَةُ السَّمواتِ تَهتَزّ؛
هي تَرتَعِبُ مِن تَوبيخِه.
فمَن يَقدِرُ أن يَفهَم رَعدَهُ القَوِيّ؟». +
٢٧ وتابَعَ أَيُّوب كَلِمَتَهُ * وقال:
٢ «أحلِفُ بِاللّٰهِ الحَيِّ الَّذي حَرَمَني مِنَ العَدل، +
وبِالقادِرِ على كُلِّ شَيءٍ الَّذي جَعَلَ حَياتي * مُرَّة، +
٣ أنَّهُ ما دُمتُ أتَنَفَّس،
وما دامَ هُناك روحٌ مِنَ اللّٰهِ في أنفي، +
٤ فلن تَقولَ شَفَتايَ كَلامًا شِرِّيرًا،
ولن يَتَكَلَّمَ لِساني بِالخِداع!
٥ مُستَحيلٌ أن أقولَ إنَّكُم على حَقّ!
حتَّى أموتَ لن أتَخَلَّى عنِ * استِقامَتي! *+
٧ يا لَيتَ عَدُوِّي يُعاقَبُ كالشِّرِّير،
ولْتَكُنْ آخِرَةُ الَّذينَ يَتَهَجَّمونَ علَيَّ كآخِرَةِ الأشرار!
٨ فأيُّ أمَلٍ هُناك لِلَّذي لا يَخافُ اللّٰهَ * عِندَما يَأتي وَقتُ هَلاكِه، +
عِندَما يَأخُذُ اللّٰهُ حَياتَه؟ *
١٠ هل سيَفرَحُ هذا الشَّخصُ بِالقادِرِ على كُلِّ شَيء؟
هل سيُصَلِّي إلى اللّٰهِ في كُلِّ وَقت؟
١٢ إذا كُنتُم كُلُّكُم قد رَأيتُم رُؤًى،
فلِماذا كَلامُكُم فارِغٌ تَمامًا؟
١٣ هذِه هيَ الحِصَّةُ الَّتي يَنالُها الشِّرِّيرُ مِنَ اللّٰه، +
والميراثُ الَّذي يَأخُذُهُ المُستَبِدُّونَ مِنَ القادِرِ على كُلِّ شَيء:
١٥ أبناؤُهُ مِن بَعدِهِ سيُدفَنونَ بِسَبَبِ الوَبَإ،
ولن تَبْكِيَ أرامِلُهُم علَيهِم.
١٦ حتَّى لَو كَوَّمَ الشِّرِّيرُ الفِضَّةَ كالتُّرابِ
والثِّيابَ الفاخِرَة كالطِّين،
١٧ فالمُستَقيمُ سيَلبَسُ ما جَمَعَهُ الشِّرِّير، +
والأبرِياءُ سيَتَقاسَمونَ فِضَّتَه.
١٨ البَيتُ الَّذي يَبْنيهِ يَكونُ ضَعيفًا مِثلَ بَيتِ العُثّ،
ومِثلَ كوخٍ + صَنَعَهُ الحارِس.
١٩ يَنامُ غَنِيًّا، لكنَّهُ لا يَحصُدُ شَيئًا؛
يَفتَحُ عَيْنَيْه، فلا يَجِدُ شَيئًا.
٢٨ «هُناك مَكانٌ لِاستِخراجِ الفِضَّةِ
ومَكانٌ لِتَنقِيَةِ الذَّهَب. +
٢ الحَديدُ يُستَخرَجُ مِنَ الأرض،
٣ الإنسانُ يَهزِمُ الظَّلام؛
يَستَكشِفُ أبعَدَ الأماكِنِ في العَتمَةِ والظَّلامِ
بَحثًا عنِ المَعادِنِ الثَّمينَة. *
٤ يَحفِرُ مَنجَمًا بَعيدًا عنِ المَنازِل،
في أماكِنَ مَنْسِيَّة لا يَمْشي فيها النَّاس.
يَنزِلُ أشخاصٌ بِالحِبال، يَعمَلونَ وهُم مُعَلَّقونَ بها.
٦ هُناك، يوجَدُ ياقوتٌ أزرَقُ في الحِجارَةِ
وذَهَبٌ في التُّراب.
٧ الطُّيورُ المُفتَرِسَة لا تَعرِفُ الطَّريقَ إلَيه،
ولم يَرَهُ طائِرُ الحِدَأةِ السَّوداءِ بِعَيْنِه.
٨ لم تَدُسْ علَيهِ الوُحوشُ المُفتَرِسَة،
ولم يَمْشِ الأسَدُ القَوِيُّ هُناك.
٩ يَضرِبُ الإنسانُ حَجَرَ الصَّوَّان؛
يَقلِبُ الجِبالَ مِن أساسِها.
١١ يَسُدُّ مَنابِعَ الأنهار،
ويُخرِجُ إلى النُّورِ ما هو مَخْفِيّ.
١٤ المِياهُ العَميقَة تَقول: ‹لَيسَت هُنا!›.
والبَحرُ يَقول: ‹لَيسَت عِندي!›. +
١٥ لا يُمكِنُ شِراؤُها بِالذَّهَبِ النَّقِيّ؛
ولا تَكْفي أيُّ كَمِّيَّةٍ مِنَ الفِضَّةِ كثَمَنٍ لها. +
١٦ لا يُمكِنُ شِراؤُها بِذَهَبٍ مُمتازٍ مِن أُوفِير، +
ولا بِحَجَرِ الجَزْعِ النَّادِرِ والياقوتِ الأزرَق.
١٧ الذَّهَبُ والزُّجاجُ لا يُساوِيانِها،
ولا يُمكِنُ لِإناءٍ مِن ذَهَبٍ نَقِيٍّ أن يُدفَعَ ثَمَنًا لها. +
١٨ المَرجانُ والبَلُّورُ لا شَيءَ بِالمُقارَنَةِ معها، +
لِأنَّ الحِكمَةَ أغْلى مِن كيسٍ مَلآنٍ بِاللُّؤْلُؤ.
٢٢ المَوتُ ومَكانُ الهَلاكِ يَقولان:
‹لم تَسمَعْ آذانُنا إلَّا إشاعاتٍ عنها›.
٢٣ اللّٰهُ وَحْدَهُ يَعرِفُ الطَّريقَ إلَيها؛
هوَ الَّذي يَعرِفُ أينَ تَسكُن، +
٢٤ لِأنَّهُ يَرى حتَّى آخِرِ الأرض،
يَرى كُلَّ شَيءٍ تَحتَ السَّموات. +
٢٥ عِندَما أعْطى الرِّيحَ قُوَّتَها *+
وقاسَ المِياهَ وقَسَّمَها، +
٢٦ عِندَما وَضَعَ قانونًا لِلمَطَرِ +
وشَقَّ طَريقًا لِلغُيومِ المُمطِرَة والرَّعد، +
٢٧ رَأى الحِكمَةَ في أعمالِهِ ووَضَّحَها.
ثَبَّتَها وفَحَصَ قيمَتَها.
٢٨ ثُمَّ قالَ لِلإنسان:
٢٩ وتابَعَ أَيُّوب كَلِمَتَهُ * وقال:
٢ «يا لَيتَ الأشهُرَ الماضِيَة تَعود،
الأيَّامَ الَّتي كانَ اللّٰهُ يَحرُسُني فيها،
٣ كانَ يُنيرُ بِسِراجِهِ فَوقَ رَأسي،
ويُضيءُ طَريقي كَي أقدِرَ أن أمْشِيَ في العَتمَة، +
٤ كُنتُ في عِزِّ شَبابي
وأتَمَتَّعُ بِصَداقَةِ اللّٰهِ في خَيمَتي، +
٥ كانَ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ لا يَزالُ معي،
وأوْلادي * حَولي،
٦ كُنتُ أغسِلُ قَدَمَيَّ بِالزُّبدَة،
وكانَتِ الصُّخورُ تَسكُبُ لي أنهارًا مِنَ الزَّيت. +
٧ كُلَّما خَرَجتُ إلى بَوَّابَةِ المَدينَةِ +
وأخَذتُ مَكاني في السَّاحَة، +
٨ كانَ الشُّبَّانُ يَرَوْنَني ويَقِفونَ جانِبًا *
والكِبارُ في العُمرِ يَقومونَ ويَبْقَوْنَ واقِفين. +
٩ كانَ الرُّؤَساءُ يَمتَنِعونَ عنِ الكَلامِ
ويَضَعونَ يَدَهُم على فَمِهِم.
١٠ كانَت أصواتُ الرِّجالِ البارِزينَ تَختَفي
ولِسانُهُم يَلتَصِقُ بِسَقفِ حَلقِهِم.
١١ كانَ كُلُّ مَن يَسمَعُني يَمدَحُني،
والَّذينَ يرَوْنَني يَشهَدونَ لي.
١٢ فأنا كُنتُ أُخَلِّصُ الفَقيرَ الَّذي يَصرُخُ طَلَبًا لِلمُساعَدَة، +
واليَتيمَ ومَن لَيسَ لَدَيهِ أحَدٌ إلى جانِبِه. +
١٣ الَّذي على حافَّةِ الهَلاكِ كانَ يَدْعو لي بِالبَرَكَة، +
ومُساعَدَتي فَرَّحَت قَلبَ الأرمَلَة. +
١٤ لَبِستُ الاستِقامَةَ كثَوبٍ لي.
وكانَ عَدلي كعَباءَةٍ وعِمامَةٍ على رَأسي.
١٥ كُنتُ عَيْنَيْنِ لِلأعْمى،
وقَدَمَيْنِ لِلأعرَج.
١٩ سأكونُ كشَجَرَةٍ تَمتَدُّ جُذورُها وتَصِلُ إلى المِياه،
والنَّدى يَبْقى كُلَّ اللَّيلِ على أغصانِها.
٢٠ مَجدي يَتَجَدَّدُ دائِمًا،
والقَوْسُ في يَدي يَرْمي سَهمًا وَراءَ سَهم›.
٢٢ بَعدَ أن أتَكَلَّم، لم يَكُنْ أحَدٌ يُضيفُ شَيئًا؛
كَلِماتي كانَت تَنزِلُ بِرِقَّةٍ * على آذانِهِم.
٢٣ كانوا يَنتَظِرونَني مِثلَما يَنتَظِرونَ المَطَرَ
ويَتَشَوَّقونَ لِيَسمَعوا كَلامي مِثلَما يَتَشَوَّقونَ لِمَطَرِ الرَّبيع. +
٢٥ كُنتُ أُوَجِّهُهُم كقائِدٍ لهُم،
وعِشتُ مِثلَ مَلِكٍ بَينَ جُنودِه، +
وكُنتُ أُعَزِّي الحَزانى. +
٣٠ «أمَّا الآنَ فيَضحَكُ علَيَّ +
رِجالٌ أصغَرُ مِنِّي،
رِجالٌ ما كُنتُ لِأقبَلَ أن أُرسِلَ آباءَهُم
معَ الكِلابِ الَّتي تَحرُسُ قَطيعي.
٢ بِماذا نَفَعَتني قُوَّةُ أيْديهِم؟
لقد زالَت قُوَّتُهُم.
٣ هُم مُرهَقونَ بِسَبَبِ الفَقرِ والجوع؛
يَمضَغونَ ما يَجِدونَهُ في الأرضِ القاحِلَة،
الأرضِ الَّتي مَرَّ وَقتٌ مُنذُ صارَت مَهجورَةً وخَرِبَة.
٤ يَجمَعونَ نَباتَ المِلحِ مِن بَينِ الأشجارِ الصَّغيرَة،
وطَعامُهُم هو جُذورُ أشجارِ الرَّتَم.
٦ فيَعيشونَ في مُنحَدَراتِ الأوْدِيَة،
في حُفَرٍ في الأرضِ والصَّخر.
٧ يَصرُخونَ مِن بَينِ الأشجارِ الصَّغيرَة،
ويَتَجَمَّعونَ معًا بَينَ نَباتِ القُرَّيْص.
١٢ مِنَ اليَمين، يَقومونَ ويَهجُمونَ علَيَّ كعِصابَة.
يُجبِرونَني على الهَرَب،
ويَضَعونَ في طَريقي حَواجِزَ مُدَمِّرَة.
١٤ يَأتونَ علَيَّ وكَأنَّهُم يَمُرُّونَ مِن فَتحَةٍ واسِعَة في السُّور؛
يَتَدَفَّقونَ نَحوي وَسَطَ الخَراب.
١٩ اللّٰهُ رَماني في الوَحل؛
صِرتُ مُجَرَّدَ تُرابٍ ورَماد.
٢٣ فأنا أعرِفُ أنَّكَ ستُسَلِّمُني إلى المَوت،
إلى البَيتِ الَّذي سيَلتَقي فيهِ كُلُّ الأحياء.
٢٤ ولكنْ لا أحَدَ يَمُدُّ يَدَهُ على رَجُلٍ مُحَطَّم، *+
رَجُلٍ يَطلُبُ المُساعَدَةَ وَقتَ مُصيبَتِه.
٢٥ ألَمْ أبْكِ على مَن يَمُرُّونَ بِأوْقاتٍ صَعبَة؟ *
ألَمْ أحزَنْ على الفُقَراء؟ +
٢٦ إنتَظَرتُ الخَيرَ فجاءَ الشَّرّ؛
إنتَظَرتُ النُّورَ فجاءَتِ العَتمَة.
٢٧ كانَ قَلبي يَغْلي ولا يَهدَأ.
واجَهَتني أيَّامٌ مِنَ المُعاناة.
٢٨ أمْشي حَزينًا، + ولا أرى نورَ الشَّمس.
أقومُ في وَسَطِ الجَماعَةِ وأطلُبُ المُساعَدَة.
٣١ «لقد عَمِلتُ اتِّفاقًا * مع عَيْنَيَّ +
أن لا أتَطَلَّعَ * أبَدًا إلى صَبِيَّة. *+
٢ فإذا فَعَلتُ شَيئًا كهذا، فماذا يُعْطيني اللّٰهُ الَّذي في السَّماء،
وماذا يَكونُ ميراثي مِنَ القادِرِ على كُلِّ شَيء؟
٥ هل مَشَيتُ يَومًا في طَريقِ الكَذِب؟ *
هل خَدَعتُ أحَدًا مِن قَبل؟ +
٧ إذا ابتَعَدَت خُطُواتي عنِ الطَّريق، +
وسارَ قَلبي وَراءَ ما تَراهُ عَيْناي، +
أو تَنَجَّسَت يَداي،
٨ فلْيَأكُلْ غَيري ما أزرَعُه، +
ولْيَقلَعوا ما أغرِسُه. *
٩ وإذا كانَ قَلبي قد أُغْرِيَ وانجَذَبَ إلى امرَأة، +
أوِ انتَظَرتُ + قُربَ بَيتِ قَريبي لِأُخطِئَ مع زَوجَتِه،
١٠ فلْتَطحَنْ زَوجَتي الحُبوبَ لِرَجُلٍ آخَر،
بِماذا أُجيبُهُ عِندَما يُحاسِبُني؟ +
١٥ ألَيسَ الَّذي صَنَعَني في بَطنِ أُمِّي صَنَعَهُم هُم أيضًا؟ +
ألَيسَ هوَ الَّذي كَوَّنَنا كُلَّنا في الرَّحِم؟ +
١٦ إذا كُنتُ حَرَمتُ الفُقَراءَ مِمَّا يَرغَبونَ فيهِ +
وأبْكَيتُ عُيونَ الأرامِل، *+
١٧ أو أكَلتُ لُقمَتي وَحْدي،
ولم أتَشارَكْ فيها معَ الأيتام، +
١٨ (فمُنذُ كُنتُ شابًّا كَبِرَ اليَتيمُ * عِندي وكَأنِّي أبوه،
١٩ أو رَأيتُ شَخصًا يَموتُ مِنَ البَردِ لِأنَّهُ لا يَملِكُ ثِيابًا،
أو فَقيرًا لَيسَ لَدَيهِ ما يَتَغَطَّى به، +
٢٠ ولم أُعْطِهِ صوفًا مِن عِندي
لِكَي يَتَدَفَّأَ ويَدْعُوَ لي بِالبَرَكَة، *+
٢١ أو هَزَّيتُ يَدي لِأُهَدِّدَ اليَتيمَ +
عِندَما احتاجَ إلى مُساعَدَتي عِندَ بَوَّابَةِ المَدينَة، *+
٢٢ فلْتَسقُطْ ذِراعي مِن كِتفي،
ولْتَنكَسِرْ ذِراعي عِندَ كوعي. *
٢٣ فأنا كُنتُ دائِمًا أخافُ أن يَجلُبَ اللّٰهُ علَيَّ مُصيبَة،
وأنا لا أقدِرُ أن أقِفَ أمامَ عَظَمَتِه.
٢٥ هلِ اعتَبَرتُ ثَروَتي الكَبيرَة مَصدَرَ فَرَحي، +
لِأنِّي حَصَلتُ على مُمتَلَكاتٍ كَثيرَة؟ +
٢٦ هل نَظَرتُ إلى الشَّمسِ * المُشرِقَة،
أو رَأيتُ القَمَرَ وهو يَتَحَرَّكُ بِمَجد، +
٢٧ فأُغْرِيَ قَلبي سِرًّا
وأرسَلَت يَدي إلَيهِما قُبلَةً لِأعبُدَهُما؟ +
٢٨ إذا كُنتُ فَعَلتُ ذلِك، فإنِّي عَمِلتُ ذَنْبًا يَستَحِقُّ عِقابَ القُضاة،
لِأنِّي أكونُ قد أنكَرتُ اللّٰهَ الَّذي في السَّماء.
٣٤ هل خِفتُ مِن رَدَّةِ فِعلِ النَّاسِ
أو مِنِ احتِقارِ العَشائِر؟
هل جَعَلَني الخَوفُ أسكُتُ وأبْقى في بَيتي؟
٣٥ يا لَيتَ هُناك أحَدًا يَسمَعُني! +
فكُنتُ وَضَعتُ تَوقيعي على ما قُلتُه. *
فلْيُجِبْني القادِرُ على كُلِّ شَيء! +
يا لَيتَ مَن يَتَّهِمُني يَكتُبُ التُّهَمَ في وَثيقَة!
٣٦ فكُنتُ حَمَلتُها على كِتفي
ووَضَعتُها على رَأسي مِثلَ تاج.
٣٧ كُنتُ أعْطَيتُهُ تَقريرًا عن كُلِّ خُطُواتي؛
كُنتُ اقتَرَبتُ مِنهُ بِثِقَةٍ وكَأنِّي أمير.
٣٨ إذا كانَت أرضي صَرَخَت وتَشَكَّت مِنِّي
وبَكَت معًا خُطوطُها المَفلوحَة،
٣٩ إذا كُنتُ أكَلتُ ثَمَرَها مَجَّانًا، +
وسَبَّبتُ الحُزنَ الشَّديدَ لِأصحابِها، +
٤٠ فلْيَطلَعْ في أرضي شَوكٌ بَدَلَ القَمح،
ولْيَنبُتْ عُشبٌ رائِحَتُهُ كَريهَة بَدَلَ الشَّعير».
إنتَهَت كَلِماتُ أَيُّوب.
٣٢ فسَكَتَ هؤُلاءِ الرِّجالُ الثَّلاثَة وما عادوا يُجاوِبونَ أَيُّوب، لِأنَّهُ كانَ مُقتَنِعًا أنَّهُ بِلا لَوم. *+ ٢ لكنَّ أَلِيهُو بْنَ بَرَخْئِيل البُوزِيِّ + مِن عَشيرَةِ رَام كانَ غاضِبًا كَثيرًا. فقدِ اشتَعَلَ غَضَبُهُ على أَيُّوب، لِأنَّهُ حاوَلَ أن يُبَرِّئَ نَفْسَهُ * لا اللّٰه. + ٣ واشتَعَلَ غَضَبُهُ أيضًا على أصحابِ أَيُّوب الثَّلاثَة، لِأنَّهُم لم يَجِدوا جَوابًا مُناسِبًا بل قالوا إنَّ اللّٰهَ شِرِّير. + ٤ وكانَ أَلِيهُو قدِ انتَظَرَ كَي يُجاوِبَ أَيُّوب، لِأنَّهُم كُلَّهُم أكبَرُ مِنه. + ٥ وعِندَما رَأى أَلِيهُو أنَّ الرِّجالَ الثَّلاثَة لم يَعُدْ لَدَيهِم ما يَقولونَه، اشتَدَّ غَضَبُهُ أكثَر. ٦ فبَدَأ أَلِيهُو بْنُ بَرَخْئِيل البُوزِيِّ كَلامَهُ قائِلًا:
لِذلِك بَقيتُ ساكِتًا احتِرامًا لكُم، +
ولم أتَجَرَّأْ أن أُخبِرَكُم بِما أعرِفُه.
٨ لكنَّ روحَ اللّٰهِ الَّذي في البَشَر،
نَسَمَةَ القادِرِ على كُلِّ شَيء، هوَ الَّذي يُعْطيهِمِ الفَهم. +
٩ العُمرُ * وَحْدَهُ لا يَجعَلُ الشَّخصَ حَكيمًا،
ولا الكِبارُ في العُمرِ فَقَط يَفهَمونَ ما هو صَواب. +
١١ لقدِ انتَظَرتُ لِتَقولوا ما عِندَكُم،
وبَقيتُ أسمَعُ حُجَجَكُم، +
فيما كُنتُم تُفَتِّشونَ عن كَلِماتٍ تَقولونَها. +
١٢ إنتَبَهتُ إلَيكُم جَيِّدًا،
ولكنْ لا أحَدَ مِنكُمُ استَطاعَ أن يُبَرهِنَ أنَّ أَيُّوب مُخطِئٌ *
أو أن يَرُدَّ على حُجَجِه.
١٣ لِذلِك لا تَقولوا: ‹نَحنُ الحُكَماء.
واللّٰهُ هوَ الَّذي يُبَرهِنُ أنَّهُ مُخطِئ، لا الإنسان›.
١٤ إنَّ أَيُّوب لم يُوَجِّهْ كَلِماتِهِ ضِدِّي،
وأنا لن أرُدَّ علَيهِ بِحُجَجِكُم.
١٥ هؤُلاءِ الرِّجالُ * مُحتارون، ولَيسَ لَدَيهِمِ المَزيدُ مِنَ الأجوِبَة؛
لم يَعُدْ لَدَيهِم ما يَقولونَه.
١٦ إنتَظَرتُ لكنَّهُم تَوَقَّفوا عنِ الكَلام؛
إنَّهُم يَقِفونَ هُناك ولم يَعُدْ عِندَهُم أيُّ جَواب.
١٧ لِذلِك أنا أيضًا سأُعْطي جَوابًا؛
أنا أيضًا سأقولُ ما أعرِفُه،
١٨ لِأنَّ عِندي كَلامًا كَثيرًا أقولُه؛
الرُّوحُ في داخِلي يَدفَعُني أن أتَكَلَّم.
٢٠ أُترُكوني أتَكَلَّمُ كَي أرتاح.
سأفتَحُ فَمي لِأُجيب.
ولن أمدَحَ أيَّ إنسانٍ مَدحًا كاذِبًا، *
٢٢ لِأنِّي لا أعرِفُ أن أمدَحَ مَدحًا كاذِبًا؛
ولَو فَعَلتُ ذلِك، كانَ صانِعي أهلَكَني بِسُرعَة.
٣٣ «أمَّا الآن، فاسمَعْ مِن فَضلِكَ يا أَيُّوب
وأصْغِ إلى كُلِّ ما أقولُه.
٥ جاوِبْني إذا استَطَعت؛
قَدِّمْ حُجَجَكَ أمامي؛ إستَعِدَّ لِتُدافِعَ عن قَضِيَّتِك.
٧ لِذلِك لا يَجِبُ أن تَخافَ مِنِّي؛
كَلِماتي لن تَكونَ ثَقيلَةً علَيك.
٨ لكنِّي سَمِعتُكَ تَقول،
سَمِعتُكَ تُكَرِّرُ هذا الكَلام:
٩ ‹أنا نَقِيٌّ وبِلا خَطِيَّة. +
أنا طاهِرٌ وبِلا ذَنْب. +
١٢ لكنَّكَ مُخطِئٌ في ما تَقولُه، لِذلِك أنا سأُجيبُك:
اللّٰهُ أعظَمُ بِكَثيرٍ مِنَ الإنسان. +
١٣ لِماذا تُقَدِّمُ شَكْوى ضِدَّه؟ +
هل لِأنَّهُ لم يُجِبْ عن كُلِّ كَلامِك؟ +
١٤ فاللّٰهُ يَتَكَلَّمُ مَرَّةً ومَرَّتَيْنِ
ولكنْ لا أحَدَ يَنتَبِه،
١٥ هو يَتَكَلَّمُ في حُلْم، في رُؤيا في اللَّيل، +
حينَ يَنامُ النَّاسُ نَومًا عَميقًا،
بَينَما هُم غافونَ على سَريرِهِم.
١٦ ثُمَّ يَكشِفُ عن آذانِهِم لِيَسمَعوا، +
ويَطبَعُ * تَعليمَهُ في أذهانِهِم،
١٧ لِيُبعِدَ الإنسانَ عنِ الخَطَإ +
ويَحْمِيَهُ مِنَ الكِبرِياء. +
١٨ اللّٰهُ يُخَلِّصُهُ * مِنَ النُّزولِ إلى الحُفرَةِ *+
ويُنقِذُ حَياتَهُ مِن أن تَهلَكَ بِالسَّيف. *
١٩ الشَّخصُ يَتَوَبَّخُ أيضًا حينَ يَتَوَجَّعُ على سَريرِه،
وحينَ تُؤْلِمُهُ عِظامُهُ طولَ الوَقت،
٢٠ فتَكرَهُ نَفْسُهُ * الخُبزَ
وتَرفُضُ حتَّى الطَّعامَ الفاخِر. +
٢٣ ولكنْ إذا أتى إلَيهِ رَسول، *
شَخصٌ يُدافِعُ عن قَضِيَّتِه، مُدافِعٌ واحِدٌ مِن ألف،
لِيُخبِرَهُ كَيفَ يَكونُ مُستَقيمًا،
٢٤ فاللّٰهُ عِندَئِذٍ يَتَحَنَّنُ علَيهِ ويَقول:
لقد وَجَدتُ فِديَة! +
٢٦ سيَتَوَسَّلُ إلى اللّٰه، + وهو سيَرْضى عنه.
وحينَ يَرى وَجهَ اللّٰهِ سيَهتِفُ مِنَ الفَرَح،
واللّٰهُ سيَعتَبِرُهُ بِلا لَومٍ * مِن جَديد.
٢٧ فيُعلِنُ * ذلِكَ الشَّخصُ لِلنَّاس:
‹لقد أخطَأت، + وعَوَّجتُ ما هو مُستَقيم،
ومع ذلِك، لم أنَلْ ما أستَحِقُّه. *
٢٩ اللّٰهُ يَفعَلُ كُلَّ هذِه
مَرَّتَيْنِ وثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن أجْلِ الشَّخص،
٣٠ لِيَرُدَّهُ * مِنَ الحُفرَة، *
كَي يَتَمَتَّعَ بِنورِ الحَياة. +
٣١ إنتَبِهْ يا أَيُّوب، واسمَعْ لي!
إبْقَ ساكِتًا، وأنا سأُتابِعُ الكَلام.
٣٢ إذا كانَ عِندَكَ ما تَقولُه، فرُدَّ علَيَّ.
تَكَلَّم، فأنا أُريدُ أن أُثبِتَ أنَّكَ مُحِقّ.
٣٣ وإلَّا فاسمَعْ أنتَ لي؛
إبْقَ ساكِتًا، وسَأُعَلِّمُكَ الحِكمَة».
٣٤ وتابَعَ أَلِيهُو جَوابَهُ وقال:
٢ «إسمَعوا كَلامي أيُّها الحُكَماء؛
أَصْغوا إلَيَّ يا مَن تَعرِفونَ الكَثير.
٤ لِذلِك دَعونا نُحَدِّدُ ما هو صائِب،
ونُقَرِّرُ معًا ما هو صالِح.
٦ هل أكذِبُ وأقولُ إنِّي لا أستَحِقُّ حُكمًا لِصالِحي؟
جُرحي لا يُشْفى، مع أنِّي لم أُخطِئ›. +
٧ مَن مِثلُ أَيُّوب
الَّذي يَشرَبُ السُّخرِيَةَ كالماء؟
١٠ لِذلِكَ اسمَعوا لي يا مَن عِندَكُم فَهم: *
١٤ إذا رَكَّزَ انتِباهَهُ * على البَشَر،
وإذا جَمَعَ عِندَهُ روحَهُم ونَفَسَهُم، *+
١٥ فسَيَهلَكُونَ كُلُّهُم معًا
ويَعودونَ إلى التُّراب. +
١٦ فإذا كانَ عِندَكَ فَهم، فاسمَعْني جَيِّدًا
وانتَبِهْ لِما أقولُه.
١٧ هل تَظُنُّ أنَّ مَن يَكرَهُ العَدلَ هوَ الَّذي يَحكُم؟!
وهل مَعقولٌ أن تَدينَ حاكِمًا عادِلًا؟!
١٨ هل تَقولُ لِلمَلِك: ‹أنتَ بِلا نَفع›،
أو تَقولُ لِلنُّبَلاء: ‹أنتُم أشرار›؟! +
١٩ اللّٰهُ لا يَتَحَيَّزُ لِلرُّؤَساءِ
ولا يُفَضِّلُ الغَنِيَّ على الفَقير، *+
لِأنَّهُم كُلَّهُم عَمَلُ يَدَيْه. +
٢٠ قد يَموتونَ فَجْأةً، + في نِصفِ اللَّيل. +
يَرجُفونَ بِقُوَّةٍ ويَهلَكون؛
حتَّى الحُكَّامُ يَزولون، ولكنْ لَيسَ بِيَدٍ بَشَرِيَّة. +
٢٣ فاللّٰهُ لا يُحَدِّدُ وَقتًا لِأيِّ إنسانٍ
كَي يَقِفَ أمامَهُ لِيُحاكِمَه.
٢٦ يَضرِبُهُم بِسَبَبِ شَرِّهِم
أمامَ الجَميع، +
٢٧ لِأنَّهُم تَوَقَّفوا عنِ اتِّباعِهِ +
ولا يَهتَمُّونَ بِأيِّ شَيءٍ يَفعَلُه؛ +
٢٨ بِسَبَبِهِم يَصرُخُ الفُقَراءُ إلَيه،
وهو يَسمَعُ صُراخَ الضُّعَفاء. +
٢٩ أمَّا إذا بَقِيَ اللّٰهُ ساكِتًا، فمَن يَقدِرُ أن يَدينَه؟
وإذا أخْفى وَجهَه، فمَن يَقدِرُ أن يَراه؟
سَواءٌ أخْفى وَجهَهُ عن أُمَّةٍ أو إنسان، فالنَّتيجَةُ واحِدَة:
٣٠ لن يَسمَحَ اللّٰهُ لِلَّذي لا يَخافُهُ * أن يَحكُمَ +
ولا أن يَضَعَ فِخاخًا لِلشَّعب.
٣١ هل يَجوزُ أن يَقولَ أحَدٌ لِلّٰه:
‹نِلتُ عِقابًا، مع أنِّي لم أفعَلْ أيَّ خَطَإٍ؛ +
٣٢ أرِني ما لم أقدِرْ أن أراه؛
وإذا كُنتُ قد أخطَأت، فلن أفعَلَ ذلِك مُجَدَّدًا›؟
٣٣ هل يَجِبُ أن يُكافِئَكَ مِثلَما تُحِبُّ فيما تَرفُضُ حُكمَه؟
علَيكَ أنتَ أن تُقَرِّر، لا أنا.
والآن، أَخبِرْني ما تَعرِفُهُ جَيِّدًا.
والحُكَماءُ الَّذينَ يَسمَعونَني سيَقولونَ لي:
٣٥ ‹أَيُّوب يَتَكَلَّمُ بِلا مَعرِفَة، +
وكَلامُهُ لَيسَ فيهِ بُعدُ نَظَر›.
٣٧ هو يُضيفُ التَّمَرُّدَ على خَطِيَّتِه. +
يُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ بِسُخرِيَةٍ أمامَنا
ويَقولُ كَلامًا كَثيرًا ضِدَّ اللّٰه!». +
٣٥ وتابَعَ أَلِيهُو جَوابَه:
٢ «هل أنتَ مُقتَنِعٌ كَثيرًا أنَّكَ مُحِقٌّ لِدَرَجَةِ أنَّكَ تَقول:
٣ فأنتَ تَقول: ‹هل يَهُمُّكَ * إذا فَعَلتُ الصَّواب؟
هل وَضعي أحسَنُ لِأنِّي لم أُخطِئ؟›. +
٦ فإذا أخطَأتَ، فهل تُؤْذيه؟ +
وإذا كَثُرَت ذُنوبُك، فكَيفَ يُؤَثِّرُ ذلِك علَيه؟ +
٨ شَرُّكَ لا يُؤَثِّرُ إلَّا على إنسانٍ مِثلِك،
وفِعلُكَ الصَّوابَ لا يُؤَثِّرُ إلَّا على البَشَر.
١٠ ولكنْ لا أحَدَ يَقول: ‹أينَ اللّٰهُ صانِعي العَظيم، +
الَّذي بِفَضلِهِ تُغَنَّى التَّرانيمُ في اللَّيل؟›. +
١٣ حَقًّا، إنَّ اللّٰهَ لا يَسمَعُ الصُّراخَ الفارِغ؛ *+
القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ لا يُوَجِّهُ انتِباهَهُ إلَيه.
١٤ فهل مَعقولٌ أن يَسمَعَكَ حينَ تَتَشَكَّى أنَّكَ لا تَراه؟! +
قَضِيَّتُكَ أمامَه، فانتَظِرْهُ بِلَهفَة. +
٣٦ وتابَعَ أَلِيهُو قائِلًا:
٢ «إصبِرْ علَيَّ قَليلًا بَينَما أشرَحُ لك،
فعِندي بَعد ما أقولُهُ بِالنِّيابَةِ عنِ اللّٰه.
٧ لا يُبعِدُ عَيْنَيْهِ عنِ المُستَقيمين؛ +
يُجلِسُهُم على عُروشٍ معَ المُلوك، *+ ويُكرِمُهُم إلى الأبَد.
٨ ولكنْ إذا قُيِّدوا بِسَلاسِلَ
ورُبِطوا بِحِبالٍ توجِعُهُم،
٩ يَكشِفُ لهُم ما فَعَلوه،
الخَطايا الَّتي عَمِلوها بِسَبَبِ كِبرِيائِهِم.
١٣ أمَّا الَّذينَ لا يَخافونَ اللّٰهَ * في قَلبِهِم، فيَمتَلِئونَ حِقدًا
ولا يَصرُخونَ مِن أجْلِ المُساعَدَةِ حتَّى عِندَما يُعاقِبُهُم.
١٥ لكنَّ اللّٰهَ * يُخَلِّصُ المَساكينَ مِن مُعاناتِهِم،
ويَفتَحُ آذانَهُم لِيَسمَعوا لهُ حينَ يَتَعَرَّضونَ لِلظُّلم.
١٦ يَسحَبُكَ بَعيدًا عنِ الضِّيقاتِ +
إلى مَكانٍ واسِعٍ لا شَيءَ فيهِ يُضَيِّقُ علَيك، +
ويَكونُ على مائِدَتِكَ طَعامٌ فاخِرٌ لِتَعزِيَتِك. +
١٧ حينَ يَصدُرُ الحُكمُ ويَتَحَقَّقُ العَدل،
ستَكونُ راضِيًا لِأنَّ الأشرارَ نالوا عِقابَهُم بِالكامِل. +
١٨ ولكنِ انتَبِهْ كَي لا يَقودَكَ الغَضَبُ إلى الحِقد، *+
ولا تَدَعِ الرَّشوَةَ الكَبيرَة تُضَلِّلُك.
١٩ فهل يَنفَعُ في هذِهِ الحالَةِ أن تَطلُبَ المُساعَدَة؟
كَلَّا، ولا حتَّى جُهودُكَ الجَبَّارَة تَقدِرُ أن تَحْمِيَكَ مِنَ الضِّيق. +
٢٠ لا تَتَشَوَّقْ إلى اللَّيلِ
حينَ يَختَفي النَّاسُ مِن مَكانِهِم.
٢٢ اللّٰهُ يَتَمَجَّدُ بِسَبَبِ قُدرَتِه.
أيُّ مُعَلِّمٍ هو مِثلُه؟!
٢٥ كُلُّ البَشَرِ يَرَوْنَها؛
الإنسانُ الزَّائِلُ يَنظُرُ إلَيها مِن بَعيد.
٢٧ هو يَرفَعُ قَطَراتِ الماء؛ +
فيَتَكَثَّفُ الضَّبابُ ويُشَكِّلُ مَطَرًا؛
٢٨ ثُمَّ تَسكُبُ الغُيومُ الماء، +
وتَنزِلُ الأمطارُ بِغَزارَةٍ على البَشَر.
٢٩ مَن يَقدِرُ أن يَفهَمَ كَيفَ تَتَشَكَّلُ طَبَقاتُ الغُيوم،
٣٧ «والآنَ يَخفِقُ قَلبي،
ويقفِزُ مِن مَكانِه.
٢ إسمَعوا بِانتِباهٍ هَديرَ صَوتِهِ
والرَّعدَ الَّذي يَخرُجُ مِن فَمِه.
٤ بَعدَ ذلِك يُسمَعُ زَئير؛
صَوتُهُ العَظيمُ يَهدُرُ مِثلَ الرَّعد، +
ويَتَواصَلُ البَرقُ فيما يَتَكَلَّم.
٦ فهو يَقولُ لِلثَّلج: ‹أُسقُطْ على الأرض›، +
ويَقولُ لِلأمطار: ‹إنزِلي بِقُوَّة›. +
٨ الحَيَواناتُ المُتَوَحِّشَة تَدخُلُ إلى مَكانِ سَكَنِها،
وتَبْقى في مَخابِئِها.
١١ يُثَقِّلُ الغُيومَ بِالرُّطوبَةِ
ويَنشُرُ بَرقَهُ + بَينَها؛
١٢ تَدورُ حَيثُ يُوَجِّهُها؛
تُنَفِّذُ كُلَّ ما يَأمُرُها بهِ + على وَجهِ الأرض.
١٦ هل تَعرِفُ كَيفَ تَعومُ الغُيومُ في السَّماء؟ +
إنَّها أعمالٌ رائِعَة مِن صُنْعِ الَّذي عِندَهُ المَعرِفَةُ الكامِلَة. +
١٩ خَبِّرْنا ماذا يَجِبُ أن نَقولَ له؛
فنَحنُ لا نَقدِرُ أن نُعْطِيَ جَوابًا لِأنَّنا في ظَلام.
٢٠ هل يَجوزُ أن أقولَ لهُ إنِّي أُريدُ أن أُكَلِّمَه؟!
أو هل قالَ أحَدٌ كَلامًا يَجِبُ أن يَصِلَ إلَيه؟! +
٢١ النَّاسُ لا يَقدِرونَ حتَّى أن يَرَوُا النُّورَ *
مع أنَّهُ ساطِعٌ في السَّماء،
إلى أن تَهُبَّ الرِّيحُ وتُزيحَ الغُيوم.
٢٣ لا نَقدِرُ أن نَستَوعِبَ عَظَمَةَ القادِرِ على كُلِّ شَيء. +
قُدرَتُهُ كَبيرَة جِدًّا، +
وهو لا يُخالِفُ أبَدًا عَدلَهُ + واستِقامَتَهُ العَظيمَة. +
٢٤ لِذلِك يَجِبُ أن يَخافَهُ النَّاس. +
فهو لا يَرْضى عنِ الَّذينَ يَظُنُّونَ أنَّهُم حُكَماء». *+
٣٨ فأجابَ يَهْوَه أَيُّوب مِنَ العاصِفَةِ + وقال:
٣ إستَعِدَّ مِن فَضلِكَ وكُنْ رَجُلًا؛
سأسألُك، وأنتَ تُجيبُني.
٤ أينَ كُنتَ حينَ أسَّستُ الأرض؟ +
قُلْ لي إذا كُنتَ تَفهَمُ كَيفَ حَصَلَ ذلِك.
٥ مَن حَدَّدَ قِياساتِها؟ أَخبِرْني إذا كُنتَ تَعرِف.
مَن مَدَّ علَيها خَيطَ القِياس؟
٦ على أيِّ شَيءٍ غُرِزَت أساساتُها،
أو مَن وَضَعَ حَجَرَ زاوِيَتِها، +
٨ مَن حَجَزَ البَحرَ وَراءَ أبواب، +
حينَ بَدَأ يَتَدَفَّقُ وكَأنَّهُ خارِجٌ مِنَ الرَّحِم،
٩ حينَ جَعَلتُ الغُيومَ ثَوبًا لهُ
ولَفَّيتُهُ * بِالعَتمَةِ الشَّديدَة،
١٠ حينَ رَسَمتُ لهُ حُدودًا
ووَضَعتُ أقفالَهُ وأبوابَهُ في مكانِها، +
١١ وقُلت: ‹تَصِلُ إلى هذا الحَدِّ ولا تَتَجاوَزُه،
وهُنا تَتَوَقَّفُ أمواجُكَ العالِيَة›؟ +
١٢ هل أمَرتَ الصَّباحَ مَرَّةً في حَياتِك،
أو قُلتَ لِلفَجرِ أينَ يَجِبُ أن يَظهَر، +
١٣ كَي يُمسِكَ بِأطرافِ الأرضِ
ويَنفُضَ الأشرارَ مِنها؟ +
١٤ يَتَغَيَّرُ شَكلُ الأرضِ مِثلَ الطِّينِ تَحتَ الخَتم،
وتَبرُزُ مَعالِمُها مِثلَ الزِّينَةِ على الثَّوب.
١٥ أمَّا الأشرارُ فنورُهُم يُؤْخَذُ مِنهُم،
وذِراعُهُمُ المُرتَفِعَة تَنكَسِر.
١٨ هل تَستَوعِبُ كمِ الأرضُ واسِعَة؟ +
أَخبِرْني إذا كُنتَ تَعرِفُ هذا كُلَّه.
١٩ في أيِّ جِهَةٍ بَيتُ النُّور؟ +
وأينَ بِالضَّبطِ يَسكُنُ الظَّلام؟
٢٠ هل تَقدِرُ أن تَأخُذَهُما إلى مَكانِهِما،
وهل تَعرِفُ الطُّرُقَ إلى بَيتِهِما؟
٢٢ هل دَخَلتَ إلى مَخازِنِ الثَّلج، +
أو رَأيتَ مَخازِنَ البَرَد، +
٢٣ الَّتي أبْقَيتُها لِوَقتِ الضِّيق،
لِيَومِ القِتالِ والحَرب؟ +
٢٤ مِن أيِّ جِهَةٍ يَنتَشِرُ النُّور، *
وما هو مَصدَرُ الرِّيحِ الشَّرقِيَّة الَّتي تَهُبُّ على الأرض؟ +
٢٥ مَن شَقَّ قَناةً لِلمَطَرِ الغَزيرِ
وطَريقًا لِلغُيومِ المُمطِرَة والرَّعد، +
٢٦ لِكَي يَجعَلَ المَطَرَ يَنزِلُ على أرضٍ لا يَسكُنُ فيها إنسان،
على أرضٍ قاحِلَة لا بَشَرَ فيها، +
٢٧ لِكَي يَسْقِيَ الأراضي الجافَّة والخَرِبَة
ويَجعَلَ العُشبَ يَنْمو؟ +
٢٩ مَن وَلَدَ الجَليد،
ومَن أنجَبَ صَقيعَ * السَّماءِ +
٣٠ حينَ تَتَغَطَّى المِياهُ بِغِطاءٍ مِثلِ الحَجَر،
ويَتَجَمَّدُ سَطحُ المِياهِ العَميقَة؟ +
٣٢ هل تَقدِرُ أن تُخرِجَ إحْدى مَجموعاتِ النُّجومِ * في وَقتِها،
وتُرشِدَ مَجموعَةَ عَايِيش * مع أبنائِها؟
٣٣ هل تَعرِفُ القَوانينَ الَّتي تَضبُطُ السَّموات، +
أو يُمكِنُكَ أن تَفرِضَ سُلطَتَها * على الأرض؟
٣٥ هل تَقدِرُ أن تُرسِلَ بُروقًا؟
هل تَرجِعُ البُروقُ وتَقولُ لك: ‹نَحنُ هُنا!›؟
٣٧ مَن هو حَكيمٌ كِفايَةً لِيَعُدَّ الغُيومَ
أو لِيَسكُبَ الماءَ مِن جَرَّاتِ السَّماء، +
٣٨ حينَ يَصيرُ التُّرابُ وَحلًا ويَنسَكِب،
وتَلتَصِقُ معًا كُتَلُ التُّراب؟
٣٩ هل تَقدِرُ أن تَصطادَ فَريسَةً لِلأسَدِ
وتُشبِعَ شَهِيَّةَ صِغارِ الأُسود، +
٤٠ حينَ تَجلِسُ في مَخبَإها
أو تَنتَظِرُ مُستَعِدَةً لِلهُجوم؟
٤١ مَن يُجَهِّزُ طَعامًا لِلغُرابِ +
حينَ تَصرُخُ صِغارُهُ لِلّٰهِ
وتُفَتِّشُ عنِ الطَّعامِ في كُلِّ مَكان؟
٣٩ «هل تَعرِفُ الوَقتَ الَّذي تَلِدُ فيهِ مِعزاةُ الجَبَل؟ +
هل رَأيتَ الغَزالَةَ * تُنجِبُ صِغارَها؟ +
٢ هل تَعُدُّ شُهورَ حَبَلِها؟
هل تَعرِفُ الوَقتَ الَّذي تَلِدُ فيه؟
٣ تَنحَني حينَ تَلِدُ أوْلادَها،
وتَنتَهي أوْجاعُ وِلادَتِها.
٤ صِغارُها تَصيرُ قَوِيَّةً وتَكبَرُ في البَرِّيَّة؛
تَخرُجُ ولا تَرجِعُ إلى أُمِّها.
٦ جَعَلتُ السُّهولَ الصَّحراوِيَّة بَيتَهُ
والأرضَ المالِحَة مَكانَ سَكَنِه.
٧ يَسخَرُ مِن ضَجَّةِ المَدينَة،
ولا يَسمَعُ صُراخَ الَّذي يَقودُ الحَيَوانات.
٨ يَتَجَوَّلُ في التِّلالِ لِيُفَتِّشَ عن مَرْعًى
ويَجِدَ أيَّ نَباتٍ أخضَر.
٩ هل يَقبَلُ الثَّورُ الوَحشِيُّ أن يَخدُمَك؟ +
هل يَنامُ عِندَكَ في الإسطَبْل؟ *
١١ هل تَتَّكِلُ على قُوَّتِهِ الكَبيرَة
وتَترُكُهُ يَقومُ بِعَمَلِكَ المُتعِب؟
١٣ جَناحَا النَّعامَةِ يُرَفرِفانِ بِفَرَح؛
ولكنْ هل يُقارَنُ ريشُها وجَناحاها بِريشِ اللَّقْلَقِ وجَناحَيْه؟! +
١٤ هي تَترُكُ بَيضَها على الأرضِ
وتُبْقيهِ دافِئًا في التُّراب.
١٥ وتَنْسى أنَّهُ قد يُسحَقُ تَحتَ الأقدامِ
أو أنَّ حَيَوانًا بَرِّيًّا قد يَدوسُ علَيه.
١٨ ولكنْ عِندَما تَقومُ وتَفتَحُ جَناحَيْها لِتَركُض،
تَضحَكُ على الحِصانِ وراكِبِه.
١٩ هل أنتَ مَن يُعْطي الحِصانَ قُوَّتَه؟ +
هل تُلبِسُ رَقَبَتَهُ شَعرًا يَتَطايَرُ في الهَواء؟
٢٠ هل تَقدِرُ أن تَجعَلَهُ يَقفِزُ كالجَرادَة؟
إنَّ نَفخَةَ أنفِهِ قَوِيَّةٌ ومُرعِبَة. +
٢٢ يَسخَرُ مِنَ الخَوفِ ولا يَفزَعُ مِن شَيء. +
ولا يَتَراجَعُ أمامَ السَّيف.
٢٤ مِن شِدَّةِ حَماسَتِهِ يَندَفِعُ بِسُرعَةٍ إلى الأمام، *
ولا يَقدِرُ أن يَقِفَ في مَكانِهِ * عِندَما يَسمَعُ صَوتَ البوق. *
٢٥ عِندَما يُنفَخُ في البوق، يَقول: ‹هَيَّا!›.
يَشُمُّ رائِحَةَ المَعرَكَةِ مِن بَعيدٍ
ويَسمَعُ صُراخَ القادَةِ وهُتافَ الحَرب. +
٢٦ هل بِفَهمِكَ عَلَّمتَ الصَّقرَ كَيفَ يُحَلِّقُ عالِيًا
ويَفتَحُ جَناحَيْهِ بِاتِّجاهِ الجَنوب؟
٢٧ هل بِأمرٍ مِنكَ يَطيرُ النِّسرُ * عالِيًا +
ويَبْني عُشَّهُ في الأعالي؟ +
٢٨ هو يَقْضي اللَّيلَ في المُنحَدَراتِ العالِيَة،
ويَسكُنُ في حِصنِهِ على الصَّخر. *
٤٠ وتابَعَ يَهْوَه جَوابَهُ لِأَيُّوب:
٢ «هل يَجوزُ أن يَنتَقِدَ إنسانٌ القادِرَ على كُلِّ شَيءٍ ويَشتَكِيَ علَيه؟ +
فلْيَتَكَلَّمِ الَّذي يُريدُ أن يُوَبِّخَ اللّٰه». +
٣ فأجابَ أَيُّوب يَهْوَه:
فبِماذا أُجيبُك؟
سأضَعُ يَدي على فَمي وأسكُت. +
٥ تَكَلَّمتُ مَرَّةً ومَرَّتَيْن،
لكنِّي لن أُجاوِبَ أو أتَكَلَّمَ بَعدَ الآن».
٦ فأجابَ يَهْوَه أَيُّوب مِنَ العاصِفَةِ وقال: +
هل تَدينُني كَي تَكونَ أنتَ مُحِقًّا؟ +
١٠ مِن فَضلِك، تَزَيَّنْ بِالمَجدِ والعَظَمَة،
والْبَسِ الكَرامَةَ والجَمال.
١١ أَطلِقْ كُلَّ الغَضَبِ الَّذي فيك؛
أُنظُرْ إلى كُلِّ مُتَكَبِّرٍ وأَذِلَّه.
١٢ أُنظُرْ إلى كُلِّ مُتَكَبِّرٍ وأَذِلَّه،
واسحَقْ فَوْرًا الأشرارَ بِقَدَمَيْك.
١٣ إطمِرْهُم كُلَّهُم في التُّراب؛
قَيِّدْهُم * في المَكانِ المَخْفِيّ،
١٤ وعِندَئِذٍ أنا نَفْسي سأعتَرِفُ لكَ *
أنَّ يَدَكَ اليُمْنى تَقدِرُ أن تُخَلِّصَك.
١٥ فَكِّرْ في بَهِيمُوث * الَّذي يَأكُلُ العُشبَ مِثلَ الثَّور.
أنا صَنَعتُهُ مِثلَما صَنَعتُك.
١٦ أُنظُرْ إلى القُوَّةِ في خاصِرَتَيْهِ
والقُدرَةِ في عَضَلاتِ بَطنِه.
١٧ ذَنَبُهُ قاسٍ كشَجَرَةِ أَرْز؛
أوْتارُ فَخْذَيْهِ مَنسوجَة معًا.
١٨ عِظامُهُ مِثلُ أنابيبَ مِن نُحاس؛
أطرافُهُ مِثلُ قُضبانٍ مِن حَديد.
١٩ هوَ الأوَّلُ في صِنفِهِ بَينَ * أعمالِ اللّٰه؛
لا يَقدِرُ إلَّا صانِعُهُ أن يَقتَرِبَ مِنهُ ومعهُ سَيف.
٢٠ طَعامُهُ تُنتِجُهُ لهُ الجِبالُ
الَّتي تَلعَبُ فيها الحَيَواناتُ البَرِّيَّة.
٢١ يَنامُ تَحتَ أشجارِ السِّدْر،
يَختَبِئُ بَينَ القَصَبِ في المُستَنقَع.
٢٢ تُغَطِّيهِ أشجارُ السِّدْرِ بِظِلِّها،
وتُحيطُ بهِ أشجارُ الحَوْرِ في الوادي.
٢٣ إذا اضطَرَبَت مِياهُ النَّهر، لا يَفزَع.
يَبْقى هادِئًا حتَّى لَو تَدَفَّقَ نَهرُ الأُرْدُنّ + في وَجهِه.
٣ هل يَتَرَجَّاكَ أن تَرحَمَهُ
أو يَتَكَلَّمُ معكَ بِلُطف؟
٤ هل يَعمَلُ معكَ اتِّفاقًا
كَي يَصيرَ عَبدًا لكَ مَدى الحَياة؟
٥ هل تَلعَبُ معهُ وكَأنَّهُ عُصفورٌ
أو تَربُطُهُ لِيُسَلِّيَ بَناتِكَ الصَّغيرات؟
أو يُقَسِّمونَهُ على التُّجَّار؟
٨ ضَعْ يَدَكَ علَيه.
وعِندَئِذٍ لن تَنْسى المَعرَكَة، ولن تُكَرِّرَ ذلِك أبَدًا.
٩ لا أمَلَ في أن تَهزِمَه،
ومُجَرَّدُ النَّظَرِ إلَيهِ يُرعِبُك. *
١٠ لا أحَدَ يَتَجَرَّأُ أن يَستَفِزَّه.
فمَنِ الَّذي يَقدِرُ أن يَقِفَ في وَجهي؟! +
١١ مَن أخَذَ المُبادَرَةَ وأعْطاني شَيئًا لِأرُدَّ لهُ مَعروفَه؟ +
كُلُّ ما تَحتَ السَّماءِ هو لي. +
١٢ سأتَكَلَّمُ أيضًا عن أطرافِهِ
وقُوَّتِهِ وجِسمِهِ المُتَناسِق.
١٣ مَن يُزيلُ عنهُ دِرعَه؟
ومَن يَقتَرِبُ مِن فَكَّيْهِ المَفتوحَيْن؟
١٤ مَن يُجبِرُهُ أن يَفتَحَ فَمَه؟ *
أسنانُهُ * مُرعِبَة.
١٦ كُلُّ واحِدَةٍ قَريبَة جِدًّا مِنَ الأُخْرى
حتَّى إنَّ الهَواءَ لا يَدخُلُ بَينَها.
١٧ تَلتَصِقُ الواحِدَةُ بِالأُخْرى؛
يَتَعَلَّقُ بَعضُها بِبَعضٍ ولا يُمكِنُ فَصلُها.
١٨ عِندَما يَعطُسُ يَلمَعُ نور،
وعَيْناهُ مِثلُ أشِعَّةِ الفَجر.
١٩ مِن فَمِهِ تَخرُجُ بُروق،
وشَراراتُ نارٍ تَتَطايَرُ مِنه.
٢٠ مِن أنفِهِ يَخرُجُ دُخان،
وكَأنَّهُ يَخرُجُ مِن فُرنٍ تَشتَعِلُ فيهِ أغصانُ الأسَل.
٢١ نَفَسُهُ يُشعِلُ الجَمر،
ومِن فَمِهِ يَخرُجُ لَهَب.
٢٢ في رَقَبَتِهِ قُوَّةٌ كَبيرَة،
وكُلُّ الَّذينَ يَرَوْنَهُ يَرتَعِبون.
٢٤ قَلبُهُ قاسٍ كالحَجَر،
كحَجَرِ الطَّحنِ السُّفلِيّ.
٢٥ عِندَما يَقوم، حتَّى الأقوِياءُ يَفزَعون؛
وعِندَما يَخبِطُ ذَنَبَهُ يَرتَعِبون.
٢٧ الحَديدُ في نَظَرِهِ كالتِّبن،
والنُّحاسُ كالخَشَبِ المُهتَري.
٣١ يَجعَلُ الأعماقَ تَغْلي كمِياهٍ في طَنجَرَة؛ *
يُحَرِّكُ البَحرَ بِقُوَّةٍ مِثلَ طَنجَرَةٍ يَغْلي فيها الزَّيتُ العَطِر.
٣٢ يَسبَحُ فيَترُكُ وَراءَهُ خَطًّا لامِعًا.
فيَظُنُّ الشَّخصُ أنَّ المِياهَ العَميقَة عِندَها شَعرٌ أبيَض.
٣٣ لَيسَ هُناك على الأرضِ مِثلُه؛
عِندَما خَلَقَهُ اللّٰه، جَعَلَهُ لا يَخافُ شَيئًا.
٣٤ يَنظُرُ بِدونِ خَوفٍ إلى كُلِّ مُتَكَبِّر.
هو مَلِكٌ على كُلِّ الحَيَواناتِ المُتَوَحِّشَة العَظيمَة».
٤٢ فأجابَ أَيُّوب يَهْوَه:
٣ سَألتَني: ‹مَن هذا الَّذي يُشَكِّكُ في قَراراتي * مِن دونِ مَعرِفَة؟›. +
حَقًّا، تَكَلَّمتُ مِن دونِ فَهمٍ
عن أُمورٍ مُذهِلَة جِدًّا تَفوقُ مَعرِفَتي. +
٤ قُلتَ لي: ‹إسمَعْ مِن فَضلِك، وأنا سأتَكَلَّم.
سأسألُك، وأنتَ تُجيبُني›. +
٥ لقد سَمِعتُ عنكَ بِأُذُنَيَّ فَقَط،
أمَّا الآنَ فأراكَ بِعَيْنَيَّ.
٧ وبَعدَما تَكَلَّمَ يَهْوَه مع أَيُّوب، قالَ يَهْوَه لِأَلِيفَاز التِّيمَانِيّ:
«أنا غاضِبٌ كَثيرًا مِنكَ ومِن صاحِبَيْك، + لِأنَّكُم لم تَقولوا الحَقيقَةَ عنِّي + مِثلَ خادِمي أَيُّوب. ٨ والآنَ خُذوا سَبعَةَ ثيرانٍ وسَبعَةَ خِرافٍ واذهَبوا إلى خادِمي أَيُّوب، وقَدِّموا ذَبيحَةَ مُحرَقَةٍ عنكُم. وخادِمي أَيُّوب سيُصَلِّي مِن أجْلِكُم. + وأنا سأقبَلُ طَلَبَهُ * أن لا أُعاقِبَكُم على حَماقَتِكُم؛ فأنتُم لم تَقولوا الحَقيقَةَ عنِّي مِثلَ خادِمي أَيُّوب».
٩ فذَهَبَ أَلِيفَاز التِّيمَانِيُّ وبِلْدَد الشُّوحِيُّ وصُوفَر النِّعْمَاتِيُّ وفَعَلوا مِثلَما قالَ لهُم يَهْوَه. وقَبِلَ يَهْوَه صَلاةَ أَيُّوب.
١٠ وبَعدَما صَلَّى أَيُّوب مِن أجْلِ أصحابِه، + أوْقَفَ يَهْوَه مُعاناتَهُ + وأعادَ لهُ ازدِهارَه. * وأعْطاهُ يَهْوَه ضِعفَ ما كانَ عِندَهُ مِن قَبل. + ١١ وزارَهُ كُلُّ إخوَتِهِ وأخَواتِهِ وكُلُّ أصدِقائِهِ القَديمينَ + وأكَلوا معهُ في بَيتِه. وتَعاطَفوا معهُ وعَزَّوْهُ على كُلِّ المَصائِبِ الَّتي سَمَحَ يَهْوَه أن تَأتِيَ علَيه. وأعْطاهُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم قِطعَةً مِنَ المالِ وحَلقَةً مِن ذَهَب.
١٢ وبارَكَ يَهْوَه أَيُّوب في آخِرِ حَياتِهِ أكثَرَ مِن بِدايَتِها، + فصارَ عِندَهُ ٠٠٠,١٤ مِنَ الغَنَم، و ٠٠٠,٦ مِنَ الجِمال، و ٠٠٠,١ زَوجٍ مِنَ البَقَر، و ٠٠٠,١ حِمارَة. + ١٣ ووَلَدَ أيضًا سَبعَةَ أبناءٍ وثَلاثَ بَناتٍ آخَرين. + ١٤ وسَمَّى بِنتَهُ الأُولى يَمِيمَة، والثَّانِيَة قَصِيعَة، والثَّالِثَة قَرْن هَفُّوك. ١٥ ولم توجَدْ في كُلِّ تِلكَ الأرضِ نِساءٌ جَميلاتٌ مِثلُ بَناتِ أَيُّوب، وأعْطاهُنَّ أبوهُنَّ ميراثًا مع إخوَتِهِنَّ.
١٦ وعاشَ أَيُّوب بَعدَ ذلِك ١٤٠ سَنَة، ورَأى أوْلادَهُ وأحفادَهُ إلى الجيلِ الرَّابِع. ١٧ وفي النِّهايَة، ماتَ أَيُّوب بَعدَ أن عاشَ حَياةً طَويلَة وسَعيدَة. *
ربما معناه: «هدف عداوة».
أو: «بلا لوم». حرفيًّا: «تامًّا؛ كاملًا».
حرفيًّا: «فدَّان».
أو: «في دوره».
هذا التعبير في اللغة العبرانية يشير إلى الملائكة.
حرفيًّا: «قلبك».
أو: «بلا لوم». حرفيًّا: «تام؛ كامل».
أو: «تحت تصرُّفك».
حرفيًّا: «وجه».
أو ربما: «صاعقة».
أو: «البرية».
أو: «ولم ينسب إلى اللّٰه أي شيء سيئ».
هذا التعبير في اللغة العبرانية يشير إلى الملائكة.
حرفيًّا: «قلبك».
أو: «بلا لوم». حرفيًّا: «تام؛ كامل».
حرفيًّا: «تمامه؛ كماله».
حرفيًّا: «لأبلعه».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «مدَّ يدك ومسَّ».
أو: «تحت تصرُّفك».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «وجه».
أو: «بقروح».
حرفيًّا: «تمامك؛ كمالك».
حرفيًّا: «بشفتيه».
أو: «معارف».
حرفيًّا: «يومه».
أو: «العتمة وظل الموت».
يُعتقد أن هذه الكلمة تشير إلى التمساح أو حيوان آخر ضخم وقوي يعيش في المياه.
أو ربما: «أماكن لا يسكن فيها أحد».
أو: «للذين في تعاسة شديدة». حرفيًّا: «للذين نفسهم مُرَّة».
أو: «صحَّحت طريق».
حرفيًّا: «تمام طرقك؛ كمال طرقك».
أو: «يخطِّطون ل».
حرفيًّا: «بارًّا».
أو: «رسله».
إشارة إلى الملائكة كما يتضح.
حرفيًّا: «سيفديك».
أو: «ستعمل اتفاقًا (معاهدة) معك».
حرفيًّا: «أن السلام هو خيمتك».
أو: «تكلَّمتُ بتسرُّع وتهوُّر».
حرفيًّا: «نفسي ترفض».
أو: «لأطوِّل عمري».
أو: «المحبة الثابتة».
حرفيًّا: «سيتخلَّى عن خوفه».
حرفيًّا: «تفدوني».
أو: «تبيعوا صاحبكم بالمقايضة».
أو: «ما زلتُ بارًّا».
أو: «المكُّوك».
أو: «ريح».
حرفيًّا: «الخير».
بالعبرانية شِئول، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
حرفيًّا: «روحي».
أو: «لأني في تعاسة شديدة». حرفيًّا: «لأن نفسي مُرَّة».
حرفيًّا: «تنِّين».
حرفيًّا: «نفسي تفضِّل».
حرفيًّا: «على عظامي هذه».
حرفيًّا: «قلبك».
حرفيًّا: «سلَّمهم إلى يد تمرُّدهم».
أو: «سيقوم من أجلك».
حرفيًّا: «يُخرِجوا كلامًا من قلوبهم».
حرفيًّا: «هكذا هي طرق».
أو: «فالمرتد».
أو: «ينظر إلى بيت من حجارة».
أو: «يُبلَع».
أو: «هكذا سينتهي طريقه».
أو: «الذي بلا لوم». حرفيًّا: «التام؛ الكامل».
حرفيًّا: «لن يأخذ بيد».
أو: «أن يرفع دعوى ضد اللّٰه».
حرفيًّا: «حكيم القلب».
أو: «يزيل».
ربما كوكبة الدب الأكبر.
ربما كوكبة الجبَّار.
ربما تشير إلى نجوم الثريَّا في كوكبة الثور.
حرفيًّا: «غرف الجنوب الداخلية».
ربما وحش بحري عظيم.
أو ربما: «خصمي في الدعوى».
أو: «يستدعيه».
أو: «كنتُ بريئًا». حرفيًّا: «كنتُ تامًّا؛ كنتُ كاملًا».
حرفيًّا: «أعوج».
أو: «كنتُ بريئًا». حرفيًّا: «كنتُ تامًّا؛ كنتُ كاملًا».
حرفيًّا: «لا أعرف نفسي».
أو: «أرفض أن أعيش هكذا».
أو: «الذي يحافظ على استقامته». حرفيًّا: «التام؛ الكامل».
حرفيًّا: «وجوه».
حرفيًّا: «عُقاب».
حرفيًّا: «شريرًا».
أو: «بالبوتاس»، نوع من الصابون مصنوع من الرماد.
أو: «وسيط».
حرفيًّا: «يضع يده علينا نحن الاثنين».
حرفيًّا: «أزال عصاه عني».
حرفيًّا: «نفسي كرهت».
أو: «لأني في تعاسة شديدة». حرفيًّا: «لأن نفسي مُرَّة».
أو: «نَفَسي؛ حياتي».
حرفيًّا: «وخبَّأتَ هذه الأمور في قلبك».
أو: «أفرح».
أو: «العتمة وظل الموت».
أو: «هل يكون المفتخر مُحقًّا؟».
أو: «تكتشف حدود القادر على كل شيء».
بالعبرانية شِئول، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
أو: «حين يولَد الحمار الوحشي إنسانًا».
حرفيًّا: «تسليم النفس».
حرفيًّا: «أنتم الناس».
حرفيًّا: «قلب».
أو: «الذين تزلُّ قدمهم».
أو ربما: «تكلَّم مع».
حرفيًّا: «نَفْس».
أو: «نَفَس».
حرفيًّا: «الحنك».
حرفيًّا: «عنده المشورة والفهم».
أو: «يأخذ من المستشارين كل شيء».
أو: «الشيوخ».
حرفيًّا: «يُرخي حزام الأقوياء».
حرفيًّا: «القلب».
أو: «هل تتحيَّزون له؟».
أو: «العميقة».
أو: «تُروس».
حرفيًّا: «أحمل لحمي بأسناني».
حرفيًّا: «نفسي».
أو: «سأدافع عن طرقي».
أو: «لأن المرتد».
أو ربما: «إذا استطاع أحد أن يجادلني، فسأسكت وأموت».
حرفيًّا: «أمران فقط لا تفعلهما بي».
حرفيًّا: «وضعتَ قدميَّ في المقطرة».
حرفيًّا: «هو»، ربما إشارة إلى أيوب.
أو: «وهو شبعان اضطرابًا».
أو ربما: «يُقطَع».
حرفيًّا: «أحضرتني».
بالعبرانية شِئول، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
حرفيًّا: «مختوم».
حرفيًّا: «لا تحزن نفسه».
أو: «بمعرفة كالريح».
حرفيًّا: «يملأ بطنه بالريح الشرقية»، إشارة إلى ريح شرقية حارقة تهبُّ من الأراضي الصحراوية.
أو: «فذَنْبك يدرِّب فمك».
حرفيًّا: «تحوِّل روحك ضد اللّٰه».
حرفيًّا: «بارًّا».
إشارة إلى الملائكة كما يتضح.
أو: «يحاول أن يَغلِب».
حرفيًّا: «ترسه الذي عليه عُقَد نافرة».
أي: لا أمل في أن يستردَّ ما خسره.
حرفيًّا: «فمه».
أو: «الذين لا يخافون اللّٰه».
أو: «للكلام الذي مثل الريح».
أي: أليفاز.
أو: «كل جماعتي».
أي: اللّٰه.
أو: «قوتي». حرفيًّا: «قرني».
أو: «ظل الموت».
أو ربما: «تنظر عيني إلى اللّٰه دون أن تنام».
حرفيًّا: «يَصفِق يدي».
أو: «مَضرَب مَثَل».
أو: «أطرافي».
أو: «من المرتد».
بالعبرانية شِئول، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
أو: «الحفرة».
أي: الأمل.
بالعبرانية شِئول، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
أو ربما: «نجسين».
حرفيًّا: «مشورته».
أو: «يعرج».
حرفيًّا: «بكر الموت».
أو: «موت فظيع».
حرفيًّا: «ما ليس له».
حرفيًّا: «لن يكون له اسم».
أو: «مكان إقامته الوقتية».
حرفيًّا: «تضايقون نفسي».
أو: «أهنتُموني».
أو: «أقربائي».
حرفيًّا: «أبناء بطني»، أي أبناء البطن الذي حملني (بطن أمي).
حرفيًّا: «أنجو بجِلد أسناني».
حرفيًّا: «مسَّتني».
حرفيًّا: «لا تشبعون من لحمي».
أو: «الذي يفديني؛ الذي له حق الاسترجاع».
حرفيًّا: «على التراب».
أو: «فشلت كُليتاي في داخلي».
أو: «البشر؛ آدم».
أو: «المرتد».
أو: «مُرّ».
حرفيًّا: «الصِّل [أي الكوبرا]».
حرفيًّا: «الأصلال [أي الكوبرا]».
حرفيًّا: «لسان».
حرفيًّا: «ولن يبلعها».
حرفيًّا: «سيُرسِل».
حرفيًّا: «غضبه».
حرفيًّا: «كانت روحي».
أو: «أقوياء».
أو: «الناي».
بالعبرانية شِئول، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
أو: «في لحظة»، أي أنهم يموتون موتًا سريعًا بلا ألم.
حرفيًّا: «نخدمه».
أو: «نصيحة؛ مخطَّطات».
أو: «قُطِع عدد شهوره إلى نصفين».
حرفيًّا: «أن يعلِّم اللّٰه معرفة».
حرفيًّا: «مخ عظامه [أي النخاع] طري».
حرفيًّا: «نفسه مُرَّة».
أو ربما: «لتعاملوني بعنف».
حرفيًّا: «في إشاراتهم».
حرفيًّا: «كُتَل تراب الوادي حلوة له».
حرفيًّا: «يجرُّ كل البشر وراءه».
أو: «يفرح».
حرفيًّا: «التمام؛ الكمال».
حرفيًّا: «تسلب ثياب العريانين».
حرفيًّا: «فخاخ الطيور».
أو: «دائرة».
أو: «قُصِّرت حياتهم».
حرفيًّا: «نهر».
أو: «الذي يُنزِل نظره إلى الأرض».
أو: «اليوم أيضًا شكواي هي تمرُّد».
أو: «المفروض عليَّ».
حرفيًّا: «تشتهي نفسه».
أو: «مفروض عليَّ».
أي: يوم حسابه.
أو: «رَهنًا».
أو ربما: «أن يحصدوا العَلَف في الحقل».
أو ربما: «يعصرون الزيت بين حيطان الجِلال [أي المدرَّجات الزراعية]».
حرفيًّا: «نفوس المصابين».
أو ربما: «اللّٰه لا يتَّهم أحدًا بفعل الشر».
حرفيًّا: «يحفرون إلى».
حرفيًّا: «هو سريع على وجه المياه».
بالعبرانية شِئول، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
حرفيًّا: «الرحم».
حرفيًّا: «هو».
حرفيًّا: «هو».
حرفيًّا: «عيناه على طرقهم».
حرفيًّا: «في أعاليه».
حرفيًّا: «بارًّا».
أو: «طاهرًا».
أو: «الفهم».
أو: «بكثرة».
حرفيًّا: «نسمة (روح) مَن خرجت منك؟».
بالعبرانية شِئول، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
حرفيًّا: «قدَّامه».
أو: «وأبدُّون».
أو: «السماء الشمالية». حرفيًّا: «الشمال».
حرفيًّا: «دائرةً».
حرفيًّا: «رَهَب».
أو: «بريحه».
أو: «تزحف بسرعة».
حرفيًّا: «مَثَله».
حرفيًّا: «نفسي».
أو: «سأحافظ على؛ لن أنزع عني».
حرفيًّا: «تمامي؛ كمالي».
حرفيًّا: «ببرِّي».
أو: «يؤنِّبني ضميري».
أو: «على أي يوم من أيامي».
أو: «للمرتد».
حرفيًّا: «نفسه».
أو ربما: «بقدرة».
أو ربما: «الناس يصفِّقون».
حرفيًّا: «يُسكَب».
حرفيًّا: «الحجر».
كما يتضح، إشارة إلى العمل في المناجم.
حرفيًّا: «وزنًا».
حرفيًّا: «مَثَله».
أو: «خدَّامي».
حرفيًّا: «ويختبئون».
حرفيًّا: «عشِّي».
حرفيًّا: «تنقِّط».
أو ربما: «لم يزيلوا الفرح عن وجهي».
حرفيًّا: «أُبعِدوا بالسوط».
أو: «مَضرَب مَثَل».
حرفيًّا: «أرخى وتر قوسي».
أو: «يُرخون اللِّجام في حضوري».
أو ربما: «يساعدهم».
حرفيًّا: «نفسي».
حرفيًّا: «عظامي تُثقَب».
أو ربما: «شدة معاناتي تشوِّهني».
أو ربما: «تذوِّبني مع هدير قوي».
حرفيًّا: «على كومة خراب».
أو: «بيوم سيئ».
إبن آوى هو حيوان يُسمَّى أيضًا «الواوي».
أو ربما: «الحمَّى».
أو: «نايي».
حرفيًّا: «عهدًا».
أو: «أنظر بشهوة».
حرفيًّا: «عذراء».
أو ربما: «مع الكذَّابين».
حرفيًّا: «تام؛ كامل».
أو: «نسلي».
حرفيًّا: «لينحنِ عليها».
حرفيًّا: «تأكل (تلتهم) حتى الهلاك».
أو: «تقلع كل محاصيلي».
أو: «رفعوا قضية ضدي».
حرفيًّا: «يقوم».
حرفيًّا: «أُضعِف عينَي الأرملة».
حرفيًّا: «كبر».
حرفيًّا: «من بطن أمي».
حرفيًّا: «أرشدها».
حرفيًّا: «وتباركني خاصرتاه».
أو ربما: «عندما رأيتُ أني مدعوم عند بوابة المدينة».
أو: «من مفصلها؛ من عظمها الأعلى».
حرفيًّا: «النور».
حرفيًّا: «يطلب نفسه بلعنة».
حرفيًّا: «من لحمه».
أو: «أجنبي».
أو: «هذا هو توقيعي».
حرفيًّا: «كان بارًّا في عينَي نفسه».
أو: «أن يبرهن أنه مُحق؛ أن يدافع عن برِّه».
حرفيًّا: «صغير في الأيام».
حرفيًّا: «الأيام».
أو: «كثرة الأيام».
حرفيًّا: «إسمع».
أو: «يوبِّخ أيوب».
يبدو أن أليهو يتكلَّم مع أيوب هنا.
حرفيًّا: «بطني مثل نبيذ لا منفذ له».
حرفيًّا: «زِق».
أو: «لن أمنح أي إنسان لقبًا تكريميًّا؛ لن أتملَّق أي إنسان».
حرفيًّا: «لساني مع حنكي».
حرفيًّا: «يضع قدميَّ في المقطرة».
حرفيًّا: «يختم».
أو: «يخلِّص نفسه».
أو: «القبر».
أو: «بالسلاح».
حرفيًّا: «حياته».
أو: «تنكشف».
أو: «حياته».
أو: «القبر».
أو: «ملاك».
أو: «القبر».
أو: «أكثر نضارة».
حرفيًّا: «سيُعيد إلى الإنسان برَّه».
حرفيًّا: «يرنِّم».
أو ربما: «ولم ينفعني ذلك».
حرفيًّا: «فدى نفسي».
أو: «القبر».
حرفيًّا: «ليردَّ نفسه».
أو: «القبر».
حرفيًّا: «الحنك».
أو: «مُحق».
حرفيًّا: «قلب».
أو: «الأرض المسكونة».
حرفيًّا: «قلبه».
أو: «ونسمتهم».
أو: «النبيل على المسكين».
أو: «للمرتد».
حرفيًّا: «قلب».
أو ربما: «يا أبي، ليُمتَحن أيوب».
حرفيًّا: «بار».
على الأرجح إشارة إلى اللّٰه.
حرفيًّا: «ذراع».
أو: «الكذب».
أو: «قدرة قلبه عظيمة».
أو ربما: «يُجلِس الملوك على عروش».
أو: «بالسلاح».
أو: «المرتدون».
أو: «مأبوني المعبد».
حرفيًّا: «تموت نفوسهم».
حرفيًّا: «هو».
حرفيًّا: «التصفيق».
أو ربما: «انتقد؛ حاسبه على».
حرفيًّا: «مظلته».
حرفيًّا: «نوره».
حرفيًّا: «جذور».
أو ربما: «يدافع عن قضية».
أو ربما: «ما».
حرفيًّا: «يضع ختمًا على يد كل إنسان».
حرفيًّا: «كعصا».
أو: «يأمر اللّٰه».
أو: «تضرب بمطرقة».
أي: نور الشمس.
حرفيًّا: «عن حكماء القلب».
أو: «يجعل مشورتي غامضة».
هذا التعبير في اللغة العبرانية يشير إلى الملائكة.
أو: «قمَّطتُه».
أو: «ظل الموت».
حرفيًّا: «أيامك».
أو ربما: «البرق».
طبقة رقيقة من الجليد تَظهَر على سطح الأشياء.
ربما تشير إلى نجوم الثريَّا في كوكبة الثور.
ربما كوكبة الجبَّار.
حرفيًّا: «مزَّاروت». في ٢ ملوك ٢٣:٥، يشير التعبير بصيغة الجمع إلى مجموعات النجوم في دائرة الأبراج.
ربما كوكبة الدب الأكبر.
أو ربما: «سلطة اللّٰه».
أو ربما: «الإنسان».
أو ربما: «للعقل».
حرفيًّا: «الأُيَّلة».
أو: «الأخدري»، وهو نوع من الحمير الوحشية.
أو: «المذود».
أو: «ليمشِّط التربة».
المكان الذي تُفصَل فيه الحبوب عن القش.
حرفيًّا: «نسَّاها».
حرفيًّا: «يخرج للقاء السلاح».
حرفيًّا: «المزراق».
حرفيًّا: «يلتهم الأرض».
أو ربما: «لا يصدِّق أذنيه».
أو: «قرن الخروف».
حرفيًّا: «العُقاب».
حرفيًّا: «على سنِّ الصخر».
أو: «تَنقُض».
حرفيًّا: «قيِّد وجوههم».
أو: «سأمدحك».
ربما فرس النهر.
حرفيًّا: «هو بداية».
حرفيًّا: «بفخ».
ربما التمساح.
حرفيًّا: «أسَلَة»، نبات ينمو في المستنقعات كان يُستعمَل في صنع الحبال.
حرفيًّا: «بشوكة».
أو: «يبيعه الصيادون بالمقايضة».
أو: «يُوقِعك على الأرض».
حرفيًّا: «بابَي وجهه».
حرفيًّا: «دائرة أسنانه».
أو ربما: «يفتخر بصفوف الحراشف التي تغطِّيه».
حرفيًّا: «لحمه».
أو: «حجارة المقلاع؛ حجارة النقَّافة».
حرفيًّا: «المزراق».
أو: «حَلَّة».
أو: «يجعل مشورتي غامضة».
أو: «أتراجع».
حرفيًّا: «سأرفع وجهه».
أو: «ردَّ يهوه أيوب من أسره».
حرفيًّا: «عجوزًا وشبعان أيامًا».