إنجيلُ مَتَّى
١ كِتابٌ عن تاريخِ حَياةِ * يَسُوع المَسِيح، * ابْنِ دَاوُد، + ابْنِ إبْرَاهِيم: +
٢ إبْرَاهِيم وَلَدَ إسْحَاق، +
وإسْحَاق وَلَدَ يَعْقُوب، +
ويَعْقُوب وَلَدَ يَهُوذَا + وإخوَتَه،
٣ ويَهُوذَا وَلَدَ فَارِص وزَارَح + مِن ثَامَار،
وفَارِص وَلَدَ حَصْرُون، +
وحَصْرُون وَلَدَ رَام، +
٤ ورَام وَلَدَ عَمِّينَادَاب،
وعَمِّينَادَاب وَلَدَ نَحْشُون، +
ونَحْشُون وَلَدَ سَلْمُون،
٥ وسَلْمُون وَلَدَ بُوعَز مِن رَاحَاب، +
وبُوعَز وَلَدَ عُوبِيد مِن رَاعُوث، +
وعُوبِيد وَلَدَ يَسَّى، +
ودَاوُد وَلَدَ سُلَيْمَان + مِن زَوجَةِ أُورِيَّا،
٧ وسُلَيْمَان وَلَدَ رَحْبَعَام، +
ورَحْبَعَام وَلَدَ أَبِيَّا،
وأَبِيَّا وَلَدَ آسَا، +
٨ وآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاط، +
ويَهُوشَافَاط وَلَدَ يَهُورَام، +
ويَهُورَام وَلَدَ عُزِّيَّا،
٩ وعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَام، +
ويُوثَام وَلَدَ آحَاز، +
وآحَاز وَلَدَ حَزَقِيَّا، +
١٠ وحَزَقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى، +
ومَنَسَّى وَلَدَ آمُون، +
وآمُون وَلَدَ يُوشِيَّا، +
١١ ويُوشِيَّا + وَلَدَ يَكُنْيَا + وإخوَتَهُ خِلالَ فَترَةِ أسْرِ اليَهُودِ إلى بَابِل. +
١٢ وفي بَابِل، يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتَئِيل،
وشَأَلْتَئِيل وَلَدَ زَرُبَابِل، +
١٣ وزَرُبَابِل وَلَدَ أَبِيُود،
وأَبِيُود وَلَدَ أَلِيَاقِيم،
وأَلِيَاقِيم وَلَدَ عَازُور،
١٤ وعَازُور وَلَدَ صَادُوق،
وصَادُوق وَلَدَ أَخِيم،
وأَخِيم وَلَدَ أَلِيُود،
١٥ وأَلِيُود وَلَدَ أَلِعَازَار،
وأَلِعَازَار وَلَدَ مَتَّان،
ومَتَّان وَلَدَ يَعْقُوب،
١٦ ويَعْقُوب وَلَدَ يُوسُف زَوجَ مَرْيَم، ومِنها وُلِدَ يَسُوع + الَّذي يُدْعى المَسِيح. +
١٧ إذًا، بَلَغَ مَجموعُ الأجيالِ مِن إبْرَاهِيم إلى دَاوُد ١٤ جيلًا، ومِن دَاوُد إلى الأسْرِ البَابِلِيِّ ١٤ جيلًا، ومِنَ الأسْرِ البَابِلِيِّ إلى المَسِيح ١٤ جيلًا.
١٨ أمَّا وِلادَةُ يَسُوع المَسِيح فحَصَلَت هكَذا: لمَّا كانَت أُمُّهُ مَرْيَم مَخطوبَةً لِيُوسُف، حَبِلَت * مِن روحٍ قُدُسٍ *+ قَبلَ أن يَتَزَوَّجا. ١٩ وبِما أنَّ زَوجَها يُوسُف كانَ رَجُلًا صالِحًا ولم يَرغَبْ أن يَفضَحَها، قَرَّرَ أن يُطَلِّقَها في السِّرّ. + ٢٠ ولكنْ بَعدَما فَكَّرَ جِدِّيًّا في هذِهِ الأُمور، ظَهَرَ لهُ مَلاكُ يَهْوَه * في حُلْمٍ وقالَ له: «يا يُوسُف ابْنَ دَاوُد، لا تَخَفْ أن تَأخُذَ زَوجَتَكَ مَرْيَم إلى بَيتِك، لِأنَّها حُبْلى مِن روحٍ قُدُس. *+ ٢١ وهي ستَلِدُ ابْنًا، فسَمِّهِ يَسُوع *+ لِأنَّهُ سيُخَلِّصُ شَعبَهُ مِن خَطاياهُم». + ٢٢ وهذا كُلُّهُ حَدَثَ فِعلًا لِيَتَحَقَّقَ ما قالَهُ يَهْوَه بِواسِطَةِ نَبِيِّه: ٢٣ «ستَحبَلُ العَذراءُ وتَلِدُ ابْنًا، وسَيُسَمُّونَهُ عَمَّانُوئِيل»، + الَّذي يَعْني: «اللّٰهُ معنا». +
٢٤ ثُمَّ استَيقَظَ يُوسُف مِن نَومِهِ وفَعَلَ مِثلَما أمَرَهُ مَلاكُ يَهْوَه، وأخَذَ زَوجَتَهُ إلى بَيتِه. ٢٥ ولم يُقِمْ معها عَلاقَةً زَوجِيَّة إلى أن وَلَدَتِ الطِّفل، + وسَمَّاهُ يَسُوع. +
٢ وبَعدَما وُلِدَ يَسُوع في بَيْت لَحْم + بِاليَهُودِيَّة، في أيَّامِ المَلِكِ هِيرُودُس، + أتى مُنَجِّمونَ * مِنَ الشَّرقِ إلى أُورُشَلِيم. ٢ وقالوا: «أينَ هوَ المَوْلود، مَلِكُ اليَهُود؟ + رَأينا نَجمَهُ عِندَما كُنَّا في الشَّرق، وجِئنا لِنَسجُدَ أمامَه». ٣ فلمَّا سَمِعَ المَلِكُ هِيرُودُس ذلِك، هَزَّهُ الخَبَرُ هو وجَميعَ النَّاسِ في أُورُشَلِيم. ٤ فجَمَعَ كُلَّ كِبارِ الكَهَنَةِ والكَتَبَةِ واستَفسَرَ مِنهُم أينَ يولَدُ المَسِيح. * ٥ فقالوا له: «في بَيْت لَحْم + بِاليَهُودِيَّة، لِأنَّ هذا ما كُتِبَ بِواسِطَةِ النَّبِيّ: ٦ ‹وأنتِ يا بَيْت لَحْم الَّتي في أرضِ يَهُوذَا، لَستِ أبَدًا المَدينَةَ الأقَلَّ أهَمِّيَّة كما يَظُنُّ حُكَّامُ يَهُوذَا، لِأنَّ مِنكِ سيَأتي حاكِمٌ يَرْعى شَعبي إسْرَائِيل›». +
٧ عِندَئِذٍ استَدْعى هِيرُودُس المُنَجِّمينَ في السِّرّ، وعَرَفَ مِنهُم بِالضَّبطِ متى ظَهَرَ النَّجم. ٨ ثُمَّ أرسَلَهُم إلى بَيْت لَحْم وقال: «إذهَبوا وابحَثوا جَيِّدًا عنِ الصَّبِيّ. وحينَ تَجِدونَه، أَخبِروني لِأذهَبَ أنا أيضًا وأسجُدَ أمامَه». ٩ وبَعدَما سَمِعوا كَلامَ المَلِك، ذَهَبوا. والنَّجمُ الَّذي رَأَوْهُ عِندَما كانوا في الشَّرقِ + سارَ أمامَهُم إلى أن تَوَقَّفَ فَوقَ المَكانِ الَّذي فيهِ الصَّبِيّ. ١٠ فلمَّا رَأَوُا النَّجم، فَرِحوا كَثيرًا. ١١ وعِندَما دَخَلوا إلى البَيت، رَأَوُا الصَّبِيَّ مع أُمِّهِ مَرْيَم. فرَكَعوا وسَجَدوا أمامَه. وفَتَحوا صَناديقَهُم وقَدَّموا لهُ هَدايا: ذَهَبًا ولُبَانًا ومُرًّا. * ١٢ ولكنْ لِأنَّ اللّٰهَ حَذَّرَهُم في حُلْمٍ + كَي لا يَعودوا إلى هِيرُودُس، غادَروا إلى بِلادِهِم من طَريقٍ آخَر.
١٣ وبَعدَ مُغادَرَتِهِم، ظَهَرَ مَلاكُ يَهْوَه لِيُوسُف في حُلْمٍ + وقالَ له: «قُمْ وخُذِ الصَّبِيَّ وأُمَّهُ واهرُبْ إلى مِصْر. وابْقَ هُناك حتَّى أقولَ لكَ أن تَرجِع، لِأنَّ هِيرُودُس سيَبحَثُ عنِ الصَّبِيِّ لِيَقتُلَه». ١٤ فقامَ يُوسُف وأخَذَ الصَّبِيَّ وأُمَّهُ في اللَّيلِ وذَهَبَ إلى مِصْر. ١٥ وبَقِيَ هُناك حتَّى ماتَ هِيرُودُس. وهذا حَقَّقَ ما قالَهُ يَهْوَه بِواسِطَةِ نَبِيِّه: «مِن مِصْر دَعَوتُ ابْني». +
١٦ ولمَّا رَأى هِيرُودُس أنَّ المُنَجِّمينَ ضَحِكوا علَيه، غَضِبَ جِدًّا. فأرسَلَ وقَتَلَ جَميعَ الصِّبيانِ في بَيْت لَحْم وكُلِّ المَناطِقِ المُحيطَة بها، مِن عُمرِ سَنَتَيْنِ وأقَلّ، وذلِك على أساسِ ما عَرَفَهُ مِنَ المُنَجِّمينَ عن وَقتِ ظُهورِ النَّجم. + ١٧ وهكَذا تَحَقَّقَ ما قالَهُ اللّٰهُ بِواسِطَةِ النَّبِيِّ إرْمِيَا: ١٨ «سُمِعَ صَوتٌ في الرَّامَة، بُكاءٌ ونَدْبٌ شَديد. إنَّهُ صَوتُ رَاحِيل + تَبْكي على أوْلادِها، وهي تَرفُضُ أن تَتَعَزَّى لِأنَّهُم ما عادوا مَوْجودين». +
١٩ وبَعدَما ماتَ هِيرُودُس، ظَهَرَ مَلاكُ يَهْوَه لِيُوسُف في حُلْمٍ + وهو في مِصْر. ٢٠ وقالَ له: «قُمْ وخُذِ الصَّبِيَّ وأُمَّهُ وارجِعْ إلى أرضِ إسْرَائِيل. فقد ماتَ الَّذينَ كانوا يُريدونَ أن يَقتُلوه». * ٢١ فقامَ وأخَذَ الصَّبِيَّ وأُمَّهُ ورَجَعَ إلى أرضِ إسْرَائِيل. ٢٢ ولكنْ عِندَما سَمِعَ أنَّ أَرْخِيلَاوُس يَحكُمُ كمَلِكٍ على اليَهُودِيَّة بَدَلَ أبيهِ هِيرُودُس، خافَ أن يَذهَبَ إلى هُناك. ولِأنَّ اللّٰهَ حَذَّرَهُ أيضًا في حُلْم، + ذَهَبَ إلى مِنطَقَةِ الجَلِيل. + ٢٣ وأتى وسَكَنَ في مَدينَةٍ اسْمُها «النَّاصِرَة»، + لِيَتَحَقَّقَ ما قيلَ بِواسِطَةِ الأنبِياء: «سيُدْعى نَاصِرِيًّا». *+
٣ في أحَدِ الأيَّام، أتى يُوحَنَّا + المَعْمَدَان إلى صَحراءِ * اليَهُودِيَّة وبَدَأ يُبَشِّرُ + ٢ ويَقول: «توبوا لِأنَّ مَملَكَةَ السَّمواتِ اقتَرَبَت». + ٣ يُوحَنَّا هذا هوَ الَّذي قالَ عنهُ النَّبِيُّ إشَعْيَا + هذِهِ الكَلِمات: «صَوتُ إنسانٍ يُنادي في الصَّحراء: ‹جَهِّزوا طَريقَ يَهْوَه! إجعَلوا طُرُقَهُ مُستَقيمَة›». + ٤ وكانَ يُوحَنَّا يَلبَسُ ثَوبًا مِن وَبَرِ الجَمَلِ وعلى خَصرِهِ حِزامٌ مِن جِلد. + وتَألَّفَ طَعامُهُ مِنَ الجَرادِ والعَسَلِ البَرِّيّ. + ٥ وأتى إلَيهِ النَّاسُ مِن أُورُشَلِيم وكُلِّ اليَهُودِيَّة وكُلِّ المِنطَقَةِ المُحيطَة بِنَهرِ الأُرْدُنّ. + ٦ فعَمَّدَهُم * في نَهرِ الأُرْدُنّ، + وكانوا يَعتَرِفونَ عَلَنًا بِخَطاياهُم.
٧ ولمَّا رَأى يُوحَنَّا أنَّ كَثيرينَ مِنَ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّينَ + يَأتونَ إلى مَكانِ المَعمودِيَّة، قالَ لهُم: «يا أوْلادَ الأفاعي، + مَن جَعَلَكُم تَظُنُّونَ أنَّكُم تَقدِرونَ أن تَهرُبوا مِنَ الغَضَبِ الآتي؟ + ٨ لِذلِكَ اعمَلوا أعمالًا * تُظهِرُ أنَّكُم تائِبون. ٩ ولا تُفَكِّروا أن تَقولوا لِأنفُسِكُم: ‹أبونا هو إبْرَاهِيم›. + فأنا أقولُ لكُم إنَّ اللّٰهَ يَقدِرُ أن يَصنَعَ مِن هذِهِ الحِجارَةِ أوْلادًا لِإبْرَاهِيم. ١٠ إنَّ الفَأسَ وُضِعَت على أصلِ الشَّجَر. فكُلُّ شَجَرَةٍ لا تُنتِجُ ثِمارًا جَيِّدَة تُقطَعُ وتُرْمى في النَّار. + ١١ أنا أُعَمِّدُكُم بِماءٍ لِأنَّكُم تُبتُم. + لكنَّ الَّذي يَأتي بَعدي هو أعظَمُ مِنِّي، وأنا لا أستَحِقُّ أن أنزِعَ حِذاءَه. + هو سيُعَمِّدُكُم بِروحٍ قُدُسٍ + ونار. + ١٢ في يَدِهِ رَفشٌ لِرَمْيِ الحُبوبِ والقَشِّ في الهَواء، * وسَيُنَظِّفُ بَيدَرَهُ * تَمامًا، ويَجمَعُ قَمحَهُ إلى المَخزَن، أمَّا القَشُّ فيُحرِقُهُ بِنارٍ + لا تَنطَفي».
١٣ ثُمَّ جاءَ يَسُوع مِنَ الجَلِيل إلى نَهرِ الأُرْدُنّ لِيُعَمِّدَهُ يُوحَنَّا. + ١٤ لكنَّ يُوحَنَّا حاوَلَ أن يَمنَعَهُ وقال: «أنتَ مَن يَجِبُ أن يُعَمِّدَني، فكَيفَ تَأتي أنتَ إلَيَّ؟!». ١٥ أجابَهُ يَسُوع: «أُترُكِ الأُمورَ هكَذا الآن، فمِنَ المُناسِبِ أن نَعمَلَ مَشيئَةَ اللّٰهِ * بِهذِهِ الطَّريقَة». فما عادَ يُوحَنَّا يَمنَعُه. ١٦ ولمَّا اعتَمَدَ يَسُوع، طَلَعَ فَوْرًا مِنَ الماء. ثُمَّ انفَتَحَتِ السَّموات، + ورَأى * روحَ اللّٰهِ يَنزِلُ مِثلَ حَمامَةٍ ويَأتي علَيه. *+ ١٧ وقالَ صَوتٌ مِنَ السَّموات: + «هذا هوَ ابْني + الحَبيبُ الَّذي أنا راضٍ عنه». +
٤ بَعدَ ذلِك، وَجَّهَ الرُّوحُ يَسُوع إلى الصَّحراء، وهُناك جَرَّبَهُ + إبْلِيس. + ٢ فبَعدَما صامَ ٤٠ نَهارًا و ٤٠ لَيلَة، شَعَرَ بِالجوع. ٣ فاقتَرَبَ مِنهُ المُجَرِّبُ + وقالَ له: «إذا كُنتَ ابْنًا لِلّٰه، فقُلْ لِهذِهِ الحِجارَةِ أن تَصيرَ أرغِفَةَ خُبز». ٤ فأجابَه: «مَكتوب: ‹لا يَجِبُ أن يَعيشَ الإنسانُ بِالخُبزِ فَقَط، بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ يَهْوَه›». +
٥ ثُمَّ أخَذَهُ إبْلِيس إلى المَدينَةِ المُقَدَّسَة + وأوْقَفَهُ عِندَ أعْلى نُقطَةٍ في الهَيكَل، *+ ٦ وقالَ له: «إذا كُنتَ ابْنًا لِلّٰه، فارْمِ نَفْسَكَ إلى أسفَل لِأنَّهُ مَكتوب: ‹سيُوَصِّي مَلائِكَتَهُ بك›، وأيضًا: ‹سيَحمِلونَكَ على أيْديهِم كَي لا تَضرِبَ قَدَمَكَ بِحَجَر›». + ٧ فقالَ لهُ يَسُوع: «مَكتوبٌ أيضًا: ‹لا تَمتَحِنْ يَهْوَه إلهَك›». +
٨ ثُمَّ أخَذَهُ إبْلِيس إلى جَبَلٍ عالٍ جِدًّا وأراهُ كُلَّ مَمالِكِ العالَمِ وعَظَمَتَها. + ٩ وقالَ له: «سأُعْطيكَ هذِه كُلَّها إذا رَكَعتَ وعَبَدتَني مَرَّةً واحِدَة». ١٠ فقالَ لهُ يَسُوع: «إذهَبْ يا شَيْطَان! لِأنَّهُ مَكتوب: ‹يَجِبُ أن تَعبُدَ يَهْوَه إلهَكَ + وتُقَدِّمَ لهُ وَحْدَهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة›». + ١١ ثُمَّ تَرَكَهُ إبْلِيس، + فجاءَ مَلائِكَةٌ وصاروا يَخدُمونَه. +
١٢ وسَمِعَ يَسُوع أنَّ يُوحَنَّا قُبِضَ علَيه، + فغادَرَ إلى الجَلِيل. + ١٣ وبَعدَما تَرَكَ النَّاصِرَة، جاءَ وسَكَنَ في كَفَرْنَاحُوم + قُربَ البُحَيرَةِ في مَناطِقِ زَبُولُون ونَفْتَالِي. ١٤ وهكَذا تَحَقَّقَ ما قيلَ بِواسِطَةِ النَّبِيِّ إشَعْيَا: ١٥ «يا أرضَ الجَلِيل الَّتي تَسكُنُها الأُمَم، أرضَ زَبُولُون وأرضَ نَفْتَالِي، أنتِ الَّتي على طَريقِ البَحرِ * في غَربِ نَهرِ الأُرْدُنّ! ١٦ الشَّعبُ السَّاكِنُ في الظَّلامِ رَأى نورًا عَظيمًا، والسَّاكِنونَ في ظِلِّ المَوتِ أشرَقَ علَيهِم نور». + ١٧ ومِن ذلِكَ الوَقت، بَدَأ يَسُوع يُبَشِّرُ ويَقول: «توبوا لِأنَّ مَملَكَةَ السَّمواتِ اقتَرَبَت». +
١٨ وفيما كانَ يَمْشي عِندَ بُحَيرَةِ الجَلِيل، رَأى أخَوَيْنِ هُما سِمْعَان الَّذي يُسَمَّى بُطْرُس + وأخوهُ أَنْدرَاوُس. وكانا يَرْمِيانِ شَبَكَةَ صَيدٍ في البُحَيرَةِ لِأنَّهُما صَيَّادان. + ١٩ فقالَ لهُما: «هَيَّا اتبَعاني، فأجعَلَكُما تَصطادانِ النَّاس». + ٢٠ فتَرَكا الشِّباكَ فَوْرًا وتَبِعاه. + ٢١ وتابَعَ طَريقَهُ مِن هُناك، فرَأى أخَوَيْنِ آخَرَيْنِ هُما يَعْقُوب بْنُ زَبَدِي وأخوهُ يُوحَنَّا. + وكانا في المَركَبِ مع أبيهِما زَبَدِي يُصلِحانِ الشِّباك، فدَعاهُما. + ٢٢ وعلى الفَوْر، تَرَكا المَركَبَ وأباهُما وتَبِعاه.
٢٣ وكانَ يَتَنَقَّلُ في كُلِّ الجَلِيل + يُعَلِّمُ في المَجامِع، + ويُبَشِّرُ بِالأخبارِ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰه، ويَشْفي النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعاهَة. + ٢٤ فانتَشَرَت أخبارُهُ في كُلِّ سُورِيَّا. وأحضَروا إلَيهِ كُلَّ الَّذينَ يُعانونَ مِن مُختَلِفِ الأمراضِ والأوْجاع، + والَّذينَ تُسَيطِرُ علَيهِمِ الشَّيَاطِين، + والمُصابينَ بِالصَّرْع، + والمَشلولين، فشَفاهُم جَميعًا. ٢٥ نَتيجَةَ ذلِك، تَبِعَتهُ جُموعٌ كَبيرَة مِنَ الجَلِيل والدِّكَابُولِيس * وأُورُشَلِيم واليَهُودِيَّة ومِن شَرقِ نَهرِ الأُرْدُنّ.
٥ ولمَّا رَأى يَسُوع الجُموع، صَعِدَ إلى الجَبَل. فجَلَسَ وأتى إلَيهِ تَلاميذُه. ٢ فبَدَأ يُعَلِّمُهُم ويَقول:
٣ «سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ يَشعُرونَ أنَّ لَدَيهِم حاجَةً روحِيَّة، *+ لِأنَّ لهُم مَملَكَةَ السَّموات.
٤ «سُعَداءُ هُمُ الحَزانى، لِأنَّهُم سيَتَشَجَّعون. +
٥ «سُعَداءُ هُمُ الوُدَعاء، + لِأنَّ اللّٰهَ سيُعْطيهِمِ الأرض. *+
٦ «سُعَداءُ هُمُ الجائِعونَ والعَطِشونَ + إلى الحَقّ، لِأنَّهُم سيُشبَعون. +
٧ «سُعَداءُ هُمُ الرُّحَماء، + لِأنَّهُم سيُرحَمون.
٨ «سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ قُلوبُهُم طاهِرَة، + لِأنَّهُم سيَرَوْنَ اللّٰه.
٩ «سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ يَسْعَوْنَ وَراءَ السَّلام، *+ لِأنَّهُم سيُدْعَوْنَ أبناءَ اللّٰه.
١٠ «سُعَداءُ هُمُ المُضطَهَدونَ مِن أجْلِ الحَقّ، + لِأنَّ لهُم مَملَكَةَ السَّموات.
١١ «سُعَداءُ أنتُم حينَ يُهينُكُمُ النَّاسُ + مِن أجْلي ويَضطَهِدونَكُم + ويَقولونَ عنكُم أكاذيبَ شِرِّيرَة كَثيرَة. + ١٢ إفرَحوا وابتَهِجوا كَثيرًا + لِأنَّ مُكافَأَتَكُم + عَظيمَة في السَّموات. فإنَّهُم هكَذا اضطَهَدوا الأنبِياءَ مِن قَبلِكُم. +
١٣ «أنتُم مِلحُ + الأرض، ولكنْ إذا فَقَدَ المِلحُ طَعمَه، فكَيفَ يَستَعيدُ مُلوحَتَه؟ إنَّهُ لا يَعودُ يَنفَعُ لِشَيءٍ إلَّا لِيُرْمى خارِجًا + ويَدوسَ علَيهِ النَّاس.
١٤ «أنتُم نورُ العالَم. + لا يُمكِنُ إخفاءُ مَدينَةٍ تَقَعُ على جَبَل. ١٥ ولا أحَدَ يُشعِلُ سِراجًا ويُغَطِّيه، * بل يَضَعُهُ في مَكانٍ مُرتَفِعٍ كَي يُضيءَ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيت. + ١٦ أنتُم أيضًا، يَجِبُ أن يُضيءَ نورُكُم قُدَّامَ النَّاس، + وهكَذا يَرَوْنَ أعمالَكُمُ الجَيِّدَة + ويُمَجِّدونَ أباكُمُ الَّذي في السَّموات. +
١٧ «لا تَظُنُّوا أنِّي جِئتُ لِأُلْغِيَ الشَّريعَةَ أو كِتاباتِ الأنبِياء. ما جِئتُ لِأُلْغِيَها، بل لِأُتَمِّمَها. + ١٨ صِدقًا أقولُ لكُم: حتَّى لَو زالَتِ السَّماءُ والأرض، فلن يَزولَ مِنَ الشَّريعَةِ أصغَرُ حَرفٍ أو جُزْءٌ مِن حَرفٍ قَبلَ أن يَتَحَقَّقَ كُلُّ ما هو مَكتوبٌ فيها. + ١٩ لِذلِك مَن يَكسِرُ واحِدَةً مِن أصغَرِ وَصاياها ويُعَلِّمُ الآخَرينَ ذلِك، لن يَكونَ مُؤَهَّلًا أن يَدخُلَ إلى * مَملَكَةِ السَّموات. أمَّا مَن يُطيعُها ويُعَلِّمُها، فهو مُؤَهَّلٌ أن يَدخُلَ إلى * مَملَكَةِ السَّموات. ٢٠ فإنِّي أقولُ لكُم إذا لم تُطيعوا اللّٰهَ أكثَرَ مِمَّا يُطيعُهُ * الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون، + فلن تَدخُلوا أبَدًا إلى مَملَكَةِ السَّموات. +
٢١ «سَمِعتُم أنَّهُ قيلَ لِآبائِكُم: ‹لا تَقتُل، + والَّذي يَقتُلُ سيُحاسَبُ أمامَ المَحكَمَة›. + ٢٢ أمَّا أنا فأقولُ لكُم إنَّ كُلَّ مَن يَبْقى غاضِبًا + على أخيه، سيُحاسَبُ أمامَ المَحكَمَة. ومَن يَقولُ لِأخيهِ كَلِمَةً مُهينَة، سيُحاسَبُ أمامَ المَحكَمَةِ العُلْيا. أمَّا مَن يَقولُ له: ‹أيُّها الأحمَقُ الحَقير!›، فسَيَنتَهي بهِ الأمرُ في نارِ وادي هِنُّوم. *+
٢٣ «لِذلِك إذا كُنتَ تَجلُبُ تَقدِمَتَكَ إلى المَذبَح، + وهُناك تَذَكَّرتَ أنَّ أخاكَ مُنزَعِجٌ مِنك، ٢٤ فاترُكْ تَقدِمَتَكَ هُناك أمامَ المَذبَح، واذهَبْ صالِحْ أخاكَ أوَّلًا ثُمَّ ارجِعْ وقَدِّمْ تَقدِمَتَك. +
٢٥ «أَسرِعْ إلى حَلِّ الأُمورِ معَ المُشتَكي علَيكَ وأنتَ معهُ في الطَّريقِ إلى المَحكَمَة، كَي لا يُسَلِّمَكَ المُشتَكي إلى القاضي، والقاضي إلى الشُّرطِيّ، فيَرْمِيَكَ في السِّجن. + ٢٦ صِدقًا أقولُ لك: لن تَخرُجَ مِن هُناك حتَّى توفِيَ آخِرَ فَلْسٍ * علَيك.
٢٧ «سَمِعتُم أنَّهُ قيل: ‹لا تَزنِ›. + ٢٨ أمَّا أنا فأقولُ لكُم: كُلُّ مَنِ استَمَرَّ في النَّظَرِ إلى امرَأةٍ + حتَّى صارَ يَشتَهيها، فقد زَنى بها في قَلبِه. + ٢٩ فإذا كانَت عَيْنُكَ اليَمينُ تَجعَلُكَ تُخطِئ، * فاقلَعْها وارْمِها بَعيدًا عنك. + فأحسَنُ لكَ أن تَخسَرَ أحَدَ أعضائِكَ مِن أن يُرْمى جَسَدُكَ كُلُّهُ في وادي هِنُّوم. + ٣٠ وإذا كانَت يَدُكَ اليَمينُ أيضًا تَجعَلُكَ تُخطِئ، * فاقطَعْها وارْمِها بَعيدًا عنك. + فأحسَنُ لكَ أن تَخسَرَ أحَدَ أعضائِكَ مِن أن يُرْمى جَسَدُكَ كُلُّهُ في وادي هِنُّوم. +
٣١ «وقيلَ أيضًا: ‹مَن يُطَلِّقُ زَوجَتَه، يَجِبُ أن يُعْطِيَها وَثيقَةَ طَلاق›. + ٣٢ أمَّا أنا فأقولُ لكُم: كُلُّ مَن يُطَلِّقُ زَوجَتَه، إلَّا إذا ارتَكَبَتِ العَهارَة، * فهو يُعَرِّضُها لِارتِكابِ الزِّنى. ومَن يَتَزَوَّجُ امرَأةً مُطَلَّقَة يَزْني. +
٣٣ «سَمِعتُم أيضًا أنَّهُ قيلَ لِآبائِكُم: ‹لا تَتَراجَعْ عن ما تَحلِفُ به، + بل أوْفِ نُذورَكَ لِيَهْوَه›. + ٣٤ أمَّا أنا فأقولُ لكُم: لا تَحلِفوا أبَدًا، + لا بِالسَّماءِ لِأنَّها عَرشُ اللّٰه، ٣٥ ولا بِالأرضِ لِأنَّها مَوْضِعُ قَدَمَيْه، + ولا بِأُورُشَلِيم لِأنَّها مَدينَةُ المَلِكِ العَظيم. + ٣٦ ولا تَحلِفْ بِرَأسِكَ لِأنَّكَ لا تَقدِرُ أن تَجعَلَ شَعرَةً واحِدَة بَيضاءَ أو سَوداء. ٣٧ فكَلِمَتُكُم ‹نَعَم› يَجِبُ أن تَعْنِيَ نَعَم، وكَلِمَتُكُم ‹لا› يَجِبُ أن تَعْنِيَ لا، + وما يَزيدُ على ذلِك هو مِنَ الشِّرِّير. +
٣٨ «سَمِعتُم أنَّهُ قيل: ‹العَيْنُ بِالعَيْنِ والسِّنُّ بِالسِّنّ›. + ٣٩ أمَّا أنا فأقولُ لكُم: لا تُقاوِموا الشَّخصَ الشِّرِّير، بل مَن صَفَعَكَ على خَدِّكَ اليَمين، فحَوِّلْ لهُ الخَدَّ الآخَرَ أيضًا. + ٤٠ وإذا أرادَ أحَدٌ أن يَأخُذَكَ إلى المَحكَمَةِ ويَحصُلَ على ثَوبِك، فأعْطِهِ ثَوبَكَ الخارِجِيَّ أيضًا. + ٤١ وإذا أجبَرَكَ مَسؤولٌ أن تَمْشِيَ ميلًا واحِدًا، فاذهَبْ معهُ ميلَيْن. ٤٢ وإذا طَلَبَ أحَدٌ مِنكَ شَيئًا، فأعْطِهِ إيَّاه. ولا تُغلِقْ بابَكَ في وَجهِ شَخصٍ يُريدُ أن يَتَدَيَّنَ مِنك. *+
٤٣ «سَمِعتُم أنَّهُ قيل: ‹أَحِبَّ قَريبَكَ + واكرَهْ عَدُوَّك›. ٤٤ أمَّا أنا فأقولُ لكُم: أَحِبُّوا أعداءَكُم + وصَلُّوا لِأجْلِ الَّذينَ يَضطَهِدونَكُم، + ٤٥ كَي تُظهِروا أنَّكُم أبناءُ أبيكُمُ الَّذي في السَّموات. + فهو يُشرِقُ شَمسَهُ على الأشرارِ والصَّالِحين، ويُمطِرُ على الطَّائِعينَ وغَيرِ الطَّائِعين. + ٤٦ فإذا أحبَبتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم، فأيُّ مُكافَأَةٍ تَستَحِقُّونَها؟ + ألَا يَفعَلُ ذلِك أيضًا جامِعو الضَّرائِب؟ ٤٧ وإذا سَلَّمتُم على إخوَتِكُم فَقَط، فماذا يُمَيِّزُكُم عن غَيرِكُم؟ ألَا يَفعَلُ ذلِك أيضًا الَّذينَ مِنَ الأُمَم؟ ٤٨ لِذلِك كونوا كامِلينَ كما أنَّ أباكُمُ السَّماوِيَّ هو كامِل. +
٦ «إيَّاكُم أن تَعمَلوا أعمالًا جَيِّدَة مِن أجْلِ أن يَراكُمُ النَّاس، + وإلَّا فلن تَنالوا مُكافَأَةً مِن أبيكُمُ الَّذي في السَّموات. ٢ لِذلِك حينَ تُعْطي صَدَقَة، لا تُعلِنْ ذلِك * مِثلَما يَعمَلُ المُنافِقونَ في المَجامِعِ والشَّوارِعِ كَي يَمدَحَهُمُ النَّاس. صِدقًا أقولُ لكُم: إنَّهُم أخَذوا مُكافَأَتَهُم كامِلًا. ٣ أمَّا أنتَ فحينَ تُعْطي صَدَقَة، لا تَدَعْ يَدَكَ الشِّمالَ تَعرِفُ ما تَفعَلُهُ يَدُكَ اليَمين، ٤ كَي تَكونَ صَدَقَتُكَ هذِه في السِّرّ. وأبوكَ الَّذي يَرى في السِّرِّ يُكافِئُك. +
٥ «وحينَ تُصَلُّون، لا تَتَصَرَّفوا مِثلَ المُنافِقين. + فهُم يُحِبُّونَ أن يُصَلُّوا واقِفينَ في المَجامِعِ وفي زَوايا الشَّوارِعِ الرَّئيسِيَّة كَي يَراهُمُ النَّاس. + صِدقًا أقولُ لكُم: إنَّهُم أخَذوا مُكافَأَتَهُم كامِلًا. ٦ أمَّا أنتَ فحينَ تُصَلِّي، ادخُلْ إلى غُرفَتِكَ وأَغلِقْ بابَكَ وصَلِّ إلى أبيكَ الَّذي في الخَفاء. + وأبوكَ الَّذي يَرى في السِّرِّ يُكافِئُك. ٧ وعِندَما تُصَلُّون، لا تُكَرِّروا الكَلِماتِ نَفْسَها مِثلَما يَفعَلُ باقي النَّاس. * فهُم يَظُنُّونَ أنَّ اللّٰهَ سيَسمَعُ لهُم إذا كَثَّروا الكَلام. ٨ فلا تَكونوا مِثلَهُم، لِأنَّ أباكُم يَعرِفُ ما تَحتاجونَ إلَيهِ + حتَّى قَبلَ أن تَطلُبوهُ مِنه.
«‹أبانا الَّذي في السَّموات، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُك. + ١٠ لِتَأتِ مَملَكَتُك. *+ لِتَكُنْ مَشيئَتُكَ + كما في السَّماءِ كذلِك على الأرض. + ١١ أعْطِنا الخُبزَ الَّذي نَحتاجُهُ اليَوم. + ١٢ واغفِرْ لنا دُيونَنا * مِثلَما نَغفِرُ نَحنُ أيضًا لِلمَديونينَ لنا. + ١٣ ولا تُدخِلْنا في تَجرِبَة، + بل نَجِّنا مِنَ الشِّرِّير›. +
١٤ «فإذا سامَحتُمُ النَّاسَ على زَلَّاتِهِم، يُسامِحُكُم أيضًا أبوكُمُ السَّماوِيّ. + ١٥ ولكنْ إذا لم تُسامِحوا النَّاسَ على زَلَّاتِهِم، فلن يُسامِحَكُم أبوكُم على زَلَّاتِكُم. +
١٦ «وحينَ تَصومون، + لا تَظَلُّوا عابِسينَ مِثلَ المُنافِقين. فهُم يُهمِلونَ مَظهَرَهُم * كَي يَرى النَّاسُ أنَّهُم صائِمون. + صِدقًا أقولُ لكُم: إنَّهُم أخَذوا مُكافَأَتَهُم كامِلًا. ١٧ أمَّا أنتَ فحينَ تَصوم، ادهَنْ رَأسَكَ بِزَيتٍ عَطِرٍ واغسِلْ وَجهَك، ١٨ كَي لا تَظهَرَ صائِمًا أمامَ النَّاس، بل أمامَ أبيكَ الَّذي في الخَفاء. وأبوكَ الَّذي يَرى في السِّرِّ يُكافِئُك.
١٩ «لا تُجَمِّعوا بَعدَ الآنَ كُنوزًا على الأرضِ + لِأنَّ العُثَّ والصَّدَأَ يُخَرِّبانِها، ولِأنَّ اللُّصوصَ يَدخُلونَ ويَسرِقونَها. ٢٠ بل جَمِّعوا كُنوزًا في السَّماء. + فهُناك لا يُخَرِّبُها العُثُّ أوِ الصَّدَأ، + ولا يَدخُلُ اللُّصوصُ ويَسرِقونَها. ٢١ فالمَكانُ الَّذي يَكونُ فيهِ كَنزُك، يَكونُ فيهِ قَلبُكَ أيضًا.
٢٢ «العَيْنُ هي نورُ * الجَسَد. + فإذا كانَت عَيْنُكَ مُرَكِّزَةً جَيِّدًا، * يَكونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ مَليئًا بِالنُّور. ٢٣ ولكنْ إذا كانَت عَيْنُكَ حَسودَة، *+ يَكونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ مَليئًا بِالظُّلمَة. وإذا كانَ النُّورُ الَّذي فيكَ هو في الحَقيقَةِ ظَلامًا، فما أشَدَّ ذلِكَ الظَّلام!
٢٤ «لا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَكونَ عَبدًا لِسَيِّدَيْن. فهو إمَّا سيَكرَهُ واحِدًا ويُحِبُّ الآخَر، + أو يَكونُ وَفِيًّا لِواحِدٍ ويَحتَقِرُ الآخَر. لا تَقدِرونَ أن تَكونوا عَبيدًا لِلّٰهِ والمال. +
٢٥ «لِذلِك أقولُ لكُم: لا تَقلَقوا بَعدَ الآنَ + بِخُصوصِ ماذا ستَأكُلونَ أو ماذا ستَشرَبونَ أو ماذا ستَلبَسون. + ألَيسَتِ الحَياةُ * أهَمَّ مِنَ الطَّعام، والجَسَدُ أهَمَّ مِنَ المَلابِس؟ + ٢٦ تَأمَّلوا طُيورَ السَّماء. + إنَّها لا تَزرَعُ ولا تَحصُدُ ولا تَجمَعُ في مَخازِن، لكنَّ أباكُمُ السَّماوِيَّ يُطعِمُها. ألَستُم أنتُم أغْلى مِنها؟ ٢٧ مَن مِنكُم إذا حَمَلَ هَمًّا يَقدِرُ أن يُطَوِّلَ عُمرَهُ ولَو قَليلًا؟ *+ ٢٨ ولِماذا تَحمِلونَ هَمَّ المَلابِس؟ تَعَلَّموا دَرسًا مِنَ الزَّنابِقِ الَّتي تَنْمو في الحَقل. إنَّها لا تَتعَبُ ولا تَنسُج. ٢٩ لكنِّي أقولُ لكُم: حتَّى سُلَيْمَان + في كُلِّ مَجدِهِ لم يَلبَسْ مِثلَ واحِدَةٍ مِنها. ٣٠ فإذا كانَ نَباتُ الحَقل، الَّذي يَكونُ هُنا اليَومَ ويُرْمى غَدًا في النَّار، * يُلبِسُهُ اللّٰهُ هكَذا، أفَلَنْ يَهتَمَّ أكثَرَ أن يُلبِسَكُم أنتُم يا قَليلي الإيمان؟ ٣١ فلا تَحمِلوا أبَدًا هَمًّا + وتَقولوا: ‹ماذا سنَأكُل؟›، أو: ‹ماذا سنَشرَب؟›، أو: ‹ماذا سنَلبَس؟›. + ٣٢ فكُلُّ هذِهِ الأُمورِ يَركُضُ وَراءَها باقي النَّاس. * وأبوكُمُ السَّماوِيُّ يَعرِفُ أنَّكُم تَحتاجونَ إلَيها كُلِّها.
٣٣ «لِذلِك ضَعوا دائِمًا مَملَكَةَ اللّٰهِ ووَصاياهُ * أوَّلًا في حَياتِكُم، وهو سيُعْطيكُم كُلَّ هذِهِ الأُمور. + ٣٤ لا تَحمِلوا أبَدًا هَمَّ الغَد، + لِأنَّ الغَدَ لهُ هُمومُه. كُلُّ يَومٍ فيهِ ما يَكْفي مِنَ المَشاكِل.
٧ «لا * تَحكُموا + على أحَدٍ كَي لا يُحكَمَ علَيكُم. ٢ فبِالطَّريقَةِ الَّتي تَحكُمونَ بها على الآخَرينَ سيُحكَمُ علَيكُم، + وبِالكَيلَةِ الَّتي تُكَيِّلونَ بها، سيُكَيَّلُ لكُم. + ٣ فلِماذا تَرى القَشَّةَ في عَيْنِ أخيك، ولا تُلاحِظُ الخَشَبَةَ الكَبيرَة في عَيْنِكَ أنت؟ + ٤ أو كَيفَ تَقدِرُ أن تَقولَ لِأخيك: ‹دَعْني أُخرِجُ القَشَّةَ مِن عَيْنِك›، وفي عَيْنِكَ أنتَ خَشَبَةٌ كَبيرَة؟ ٥ يا مُنافِق، أَخرِجْ أوَّلًا الخَشَبَةَ الكَبيرَة مِن عَيْنِك، وعِندَئِذٍ تَرى جَيِّدًا كَيفَ تُخرِجُ القَشَّةَ مِن عَيْنِ أخيك.
٦ «لا تُعْطوا ما هو مُقَدَّسٌ لِلكِلاب، ولا تَرْموا جَواهِرَكُم * أمامَ الخَنازير. + فهي ستَدوسُ علَيها ثُمَّ تَرجِعُ إلَيكُم وتُمَزِّقُكُم.
٧ «إستَمِرُّوا في الطَّلَبِ * يُعْطَ لكُم، + استَمِرُّوا في البَحثِ تَجِدوا، استَمِرُّوا في دَقِّ البابِ يُفتَحْ لكُم. + ٨ فكُلُّ مَن يَطلُبُ * يَنال، + ومَن يَبحَثُ يَجِد، ومَن يَدُقُّ يُفتَحُ له. ٩ مَن مِنكُم إذا طَلَبَ ابْنُهُ خُبزًا يُعْطيهِ حَجَرًا؟ ١٠ أو إذا طَلَبَ سَمَكَة، فهل يُعْطيهِ حَيَّة؟ ١١ فإذا كُنتُم وأنتُم أشرارٌ تَعرِفونَ أن تُعْطوا أوْلادَكُم عَطايا صالِحَة، فكم بِالأكثَرِ أبوكُمُ الَّذي في السَّمواتِ يُعْطي عَطايا صالِحَة + لِلَّذينَ يَطلُبونَ مِنه! +
١٢ «إذًا في كُلِّ شَيء، عامِلوا الآخَرينَ مِثلَما تُريدونَ أن يُعامِلوكُم. *+ هذِه هي خُلاصَةُ الشَّريعَةِ وكِتاباتِ الأنبِياء. +
١٣ «أُدخُلوا مِنَ البَوَّابَةِ الضَّيِّقَة. + فالطَّريقُ الَّذي يُؤَدِّي إلى الهَلاكِ سَهلٌ وبَوَّابَتُهُ واسِعَة وكَثيرونَ يَدخُلونَ مِنها. ١٤ لكنَّ الطَّريقَ الَّذي يُؤَدِّي إلى الحَياةِ صَعبٌ وبَوَّابَتُهُ ضَيِّقَة وقَليلونَ يَجِدونَه. +
١٥ «إحذَروا مِنَ الأنبِياءِ الكَذَّابينَ + الَّذينَ يَأتونَ إلَيكُم ويَتَظاهَرونَ بِأنَّهُم خِراف، *+ لكنَّهُم في الدَّاخِلِ ذِئابٌ مُفتَرِسَة. + ١٦ مِن ثِمارِهِم * تَعرِفونَهُم. هل يَقطِفُ النَّاسُ عِنَبًا مِنَ الشَّوكِ أو تينًا مِنَ الحَسَك؟! *+ ١٧ بِنَفْسِ الطَّريقَة، كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَة تُنتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا، وكُلُّ شَجَرَةٍ رَديئَة تُنتِجُ ثَمَرًا رَديئًا. + ١٨ لا يُمكِنُ لِشَجَرَةٍ جَيِّدَة أن تُنتِجَ ثَمَرًا رَديئًا، ولا يُمكِنُ لِشَجَرَةٍ رَديئَة أن تُنتِجَ ثَمَرًا جَيِّدًا. + ١٩ كُلُّ شَجَرَةٍ لا تُنتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقطَعُ وتُرْمى في النَّار. + ٢٠ فِعلًا، ستَعرِفونَ الأنبِياءَ الكَذَّابينَ مِن ثِمارِهِم. +
٢١ «لَيسَ كُلُّ مَن يَقولُ لي: ‹يا رَبّ، يا رَبّ›، سيَدخُلُ إلى مَملَكَةِ السَّموات، بل فَقَطِ الَّذي يَعمَلُ ما يُريدُهُ أبي الَّذي في السَّموات. + ٢٢ في ذلِكَ اليَوم، كَثيرونَ سيَقولونَ لي: ‹يا رَبّ، يا رَبّ، + ألَمْ نَتَنَبَّأْ بِاسْمِك؟ ألَمْ نُخرِجْ شَيَاطِينَ بِاسْمِك؟ أوَلَمْ نَعمَلْ أعمالًا عَظيمَة * كَثيرَة بِاسْمِك؟›. + ٢٣ عِندَئِذٍ أقولُ لهُم بِصَراحَة: ‹أنا لم أعرِفْكُم أبَدًا! إبتَعِدوا عنِّي يا فاعِلي الشَّرّ›. +
٢٤ «لِذلِك كُلُّ مَن يَسمَعُ كَلامي هذا ويُطَبِّقُهُ يُشبِهُ رَجُلًا حَكيمًا * بَنى بَيتَهُ على الصَّخر. + ٢٥ فنَزَلَتِ الأمطارُ وأتَتِ الفَيَضاناتُ وهَبَّتِ الرِّياحُ وضَرَبَت ذلِكَ البَيت، فلم يَسقُطْ لِأنَّ أساساتِهِ مَبْنِيَّةٌ على الصَّخر. ٢٦ أمَّا كُلُّ مَن يَسمَعُ كَلامي هذا ولا يُطَبِّقُه، فيُشبِهُ رَجُلًا غَبِيًّا بَنى بَيتَهُ على الرَّمل. + ٢٧ فَنَزَلَتِ الأمطارُ وأتَتِ الفَيَضاناتُ وهَبَّتِ الرِّياحُ وضَرَبَت ذلِكَ البَيت، + فسَقَطَ وكانَ سُقوطُهُ عَظيمًا».
٢٨ ولمَّا انتَهى يَسُوع مِن كَلامِه، اندَهَشَتِ الجُموعُ مِن طَريقَةِ تَعليمِه، + ٢٩ لِأنَّهُ كانَ يُعَلِّمُهُم مِثلَ شَخصٍ لهُ سُلطَة، + ولَيسَ مِثلَ الكَتَبَة.
٨ ولمَّا نَزَلَ مِنَ الجَبَلِ تَبِعَتهُ جُموعٌ كَثيرَة. ٢ فجاءَ شَخصٌ مُصابٌ بِالبَرَصِ وسَجَدَ أمامَهُ وقال: «يا سَيِّدي، إذا كُنتَ تُريد، فأنتَ قادِرٌ أن تَجعَلَني طاهِرًا». + ٣ فمَدَّ يَسُوع يَدَهُ ولَمَسَهُ وقال: «نَعَم أُريد. كُنْ طاهِرًا». + وعلى الفَوْرِ شُفِيَ مِن بَرَصِه. + ٤ ثُمَّ قالَ لهُ يَسُوع: «لا تُخبِرْ أحَدًا، + بلِ اذهَبْ إلى الكاهِنِ وأَرِهِ نَفْسَكَ + وقَدِّمِ التَّقدِمَةَ الَّتي أمَرَ بها مُوسَى، + وهكَذا تُبَرهِنُ لهُم أنَّكَ شُفيت».
٥ ولمَّا دَخَلَ يَسُوع إلى كَفَرْنَاحُوم، جاءَ إلَيهِ ضابِطٌ يَتَرَجَّاهُ + ٦ ويَقول: «يا سَيِّدي، إنَّ خادِمي مَشلولٌ ونائِمٌ في البَيت، وهو يَتَعَذَّبُ كَثيرًا». ٧ فقالَ لهُ يَسُوع: «سأذهَبُ إلى هُناك وأشْفيه». ٨ أجابَهُ الضَّابِط: «يا سَيِّدي، أنا لا أستَحِقُّ أن تَدخُلَ بَيتي. يَكْفي أن تَقولَ كَلِمَةً وسَيُشْفى خادِمي. ٩ أنا أيضًا أخضَعُ لِسُلطَةٍ أعْلى مِنِّي، وعِندي جُنودٌ تَحتَ أمري. أقولُ لِواحِد: ‹إذهَب!› فيَذهَب، وأقولُ لِآخَر: ‹تَعال!› فيَأتي، وأقولُ لِعَبدي: ‹إفعَلْ هذا!› فيَفعَلُه». ١٠ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع ذلِك، تَعَجَّبَ وقالَ لِلَّذينَ يَتبَعونَه: «صِدقًا أقولُ لكُم، لم أجِدْ عِندَ أحَدٍ في إسْرَائِيل مِثلَ هذا الإيمانِ القَوِيّ. + ١١ وأقولُ لكُم إنَّ كَثيرينَ سيَأتونَ مِنَ الشَّرقِ والغَربِ ويَجلِسونَ * إلى المائِدَةِ مع إبْرَاهِيم وإسْحَاق ويَعْقُوب في مَملَكَةِ السَّموات. + ١٢ أمَّا أبناءُ المَملَكَةِ فسَيُرْمَوْنَ خارِجًا في الظُّلمَة. هُناك سيَبْكونَ ويَشُدُّونَ على أسنانِهِم». + ١٣ ثُمَّ قالَ يَسُوع لِلضَّابِط: «إذهَب، وطَلَبُكَ سيُستَجابُ لِأنَّكَ آمَنت». + فشُفِيَ الخادِمُ في تِلكَ اللَّحظَة. +
١٤ وأتى يَسُوع إلى بَيتِ بُطْرُس، فرَأى حَماتَهُ + مُمَدَّدَةً على السَّريرِ لِأنَّها مَريضَةٌ بِالحُمَّى. + ١٥ فلَمَسَ يَدَها، + فزالَت عنها الحُمَّى وقامَت وبَدَأَت تَخدُمُه. ١٦ ولمَّا صارَ المَساء، أحضَرَ إلَيهِ النَّاسُ أشخاصًا كَثيرينَ تُسَيطِرُ علَيهِمِ الشَّيَاطِين. فطَرَدَ الأرواحَ بِكَلِمَةٍ وشَفى كُلَّ المَرْضى. ١٧ وهذا تَمَّمَ ما قيلَ بِواسِطَةِ النَّبِيِّ إشَعْيَا: «هو أخَذَ أمراضَنا وحَمَلَ أوْجاعَنا». +
١٨ ولمَّا رَأى يَسُوع جُموعًا حَولَه، طَلَبَ مِن تَلاميذِهِ أن يَذهَبوا معهُ إلى الجِهَةِ الأُخْرى مِنَ البُحَيرَة. + ١٩ واقتَرَبَ إلَيهِ واحِدٌ مِنَ الكَتَبَةِ وقالَ لَه: «يا مُعَلِّم، سأتبَعُكَ أينَما تَذهَب». + ٢٠ فقالَ لهُ يَسُوع: «الثَّعالِبُ لَدَيها أوْكارٌ والطُّيورُ لَدَيها أعشاش، أمَّا ابْنُ الإنسانِ فلَيسَ لَدَيهِ مَكانٌ يَسنُدُ فيهِ رَأسَه». + ٢١ ثُمَّ قالَ لهُ واحِدٌ مِنَ التَّلاميذ: «يا رَبّ، اسمَحْ لي أوَّلًا أن أذهَبَ وأدفِنَ أبي». + ٢٢ فأجابَهُ يَسُوع: «إستَمِرَّ في اتِّباعي، واترُكِ المَوْتى يَدفِنونَ مَوْتاهُم». +
٢٣ ولمَّا صَعِدَ إلى المَركَب، تَبِعَهُ تَلاميذُه. + ٢٤ فهَبَّت عاصِفَةٌ قَوِيَّة في البُحَيرَة، حتَّى إنَّ الأمواجَ غَطَّتِ المَركَب. أمَّا هو فكانَ نائِمًا. + ٢٥ فجاؤُوا وأيقَظوهُ مِنَ النَّومِ وقالوا: «يا رَبّ، أَنقِذْنا لِأنَّنا سنَموت!». ٢٦ لكنَّهُ قالَ لهُم: «يا قَليلي الإيمان، لِماذا أنتُم خائِفونَ لِهذِهِ الدَّرَجَة؟». *+ ثُمَّ قامَ وصاحَ على الرِّياحِ والبُحَيرَة، فحَدَثَ هُدوءٌ عَظيم. + ٢٧ عِندَئِذٍ تَعَجَّبَ التَّلاميذُ وقالوا: «مَن هو هذا الإنسان؟! حتَّى الرِّياحُ والمِياهُ تُطيعُه!».
٢٨ وعِندَما وَصَلَ إلى الجِهَةِ الأُخْرى مِنَ البُحَيرَة، إلى مِنطَقَةِ الجَدَارِيِّين، خَرَجَ مِن بَينِ القُبورِ * رَجُلانِ تُسَيطِرُ علَيهِما الشَّيَاطِينُ وأتَيا لِمُلاقاتِه. + وكانا شَرِسَيْنِ جِدًّا حتَّى لم يَكُنْ أحَدٌ يَتَجَرَّأُ أن يَمُرَّ مِن ذلِك الطَّريق. ٢٩ فصَرَخا: «ماذا تُريدُ مِنَّا يا ابْنَ اللّٰه؟ + هل جِئتَ إلى هُنا كَي تُعَذِّبَنا + قَبلَ الوَقتِ المُعَيَّن؟». + ٣٠ وكانَ هُناك قَطيعٌ كَبيرٌ مِنَ الخَنازيرِ يَرْعى بَعيدًا عنهُم. + ٣١ فتَرَجَّاهُ الشَّيَاطِين: «إذا كُنتَ ستُخرِجُنا، فأَرسِلْنا إلى قَطيعِ الخَنازير». + ٣٢ فقالَ لهُم: «إذهَبوا!». فخَرَجوا مِنَ الرَّجُلَيْنِ ودَخَلوا في الخَنازير، فرَكَضَ القَطيعُ كُلُّهُ وقَفَزَ مِن على مُنحَدَرٍ شَديدٍ إلى البُحَيرَةِ وماتَ في المِياه. ٣٣ أمَّا الرُّعاةُ فهَرَبوا وذَهَبوا إلى المَدينَة، وأخبَروا النَّاسَ بِكُلِّ شَيءٍ وبِما حَصَلَ معَ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ كانَت تُسَيطِرُ علَيهِما الشَّيَاطِين. ٣٤ فخَرَجَتِ المَدينَةُ كُلُّها لِلِقاءِ يَسُوع. ولمَّا رَأَوْه، أصَرُّوا علَيهِ أن يُغادِرَ مِنطَقَتَهُم. +
٩ فصَعِدَ إلى المَركَبِ وعَبَرَ البُحَيرَةَ وجاءَ إلى مَدينَتِه. + ٢ فأحضَرَ إلَيهِ بَعضُ النَّاسِ رَجُلًا مَشلولًا مُمَدَّدًا على سَريرٍ نَقَّال. ولمَّا رَأى يَسُوع إيمانَهُم، قالَ لِلمَشلول: «تَشَجَّعْ يا وَلَدي، خَطاياكَ مَغفورَة». + ٣ ففَكَّرَ بَعضُ الكَتَبَةِ في أنفُسِهِم: «هذا الرَّجُلُ يُجَدِّفُ على اللّٰه». ٤ فعَرَفَ يَسُوع أفكارَهُم وقال: «لِماذا تُفَكِّرونَ أفكارًا شِرِّيرَة في قُلوبِكُم؟ + ٥ ما الأسهَل: أن يُقال: ‹خَطاياكَ مَغفورَة›، أم أن يُقال: ‹قُمْ وامْشِ›؟ + ٦ ولكنْ كَي تَعرِفوا أنَّ ابْنَ الإنسانِ لَدَيهِ سُلطَةٌ على الأرضِ أن يَغفِرَ الخَطايا ...»، ثُمَّ قالَ لِلمَشلول: «قُمْ واحمِلْ سَريرَكَ واذهَبْ إلى بَيتِك». + ٧ فقامَ وذَهَبَ إلى بَيتِه. ٨ ولمَّا رَأتِ الجُموعُ ذلِك، تَعَجَّبوا كَثيرًا ومَجَّدوا اللّٰهَ الَّذي أعْطى البَشَرَ مِثلَ هذِهِ السُّلطَة.
٩ وفيما كانَ يَسُوع ذاهِبًا مِن هُناك، رَأى رَجُلًا اسْمُهُ مَتَّى يَجلِسُ عِندَ مَكتَبِ جَمعِ الضَّرائِب. فقالَ له: «إتبَعْني»، فقامَ وتَبِعَه. + ١٠ ولاحِقًا، فيما كانَ يَأكُلُ * في بَيتِ مَتَّى، جاءَ كَثيرونَ مِن جامِعي الضَّرائِبِ والخُطاةِ وأكَلوا * مع يَسُوع وتَلاميذِه. + ١١ ولكنْ عِندَما رَأى الفَرِّيسِيُّونَ ذلِك، قالوا لِتَلاميذِه: «لِماذا يَأكُلُ مُعَلِّمُكُم مع جامِعي الضَّرائِبِ والخُطاة؟». + ١٢ فسَمِعَهُم وقال: «المَرْضى هُمُ الَّذينَ يَحتاجونَ إلى طَبيبٍ ولَيسَ الَّذينَ صِحَّتُهُم جَيِّدَة. + ١٣ فاذهَبوا وتَعَلَّموا ما تَعْنيهِ الآيَة: ‹أُريدُ رَحمَةً لا ذَبيحَة›. + فأنا لم آتِ لِأدْعُوَ الَّذينَ يَفعَلونَ الصَّوابَ بلِ الخُطاة».
١٤ ثُمَّ جاءَ إلَيهِ تَلاميذُ يُوحَنَّا وسَألوه: «لِماذا نَصومُ نَحنُ والفَرِّيسِيُّون، أمَّا تَلاميذُكَ فلا يَصومون؟». + ١٥ أجابَهُم يَسُوع: «هل يَحزَنُ أصدِقاءُ العَريسِ ما دامَ العَريسُ + معهُم؟ ولكنْ ستَأتي أيَّامٌ يُؤْخَذُ فيها العَريسُ مِنهُم، + وعِندَئِذٍ يَصومون. ١٦ لا أحَدَ يُخَيِّطُ قِطعَةَ قُماشٍ جَديدَة على ثَوبٍ عَتيق، لِأنَّ القِطعَةَ الجَديدَة تَنكَمِشُ وتُمَزِّقُ الثَّوب، فيَصيرُ الثُّقْبُ أسوَأ. + ١٧ ولا يَضَعُ النَّاسُ نَبيذًا جَديدًا في كيسٍ جِلدِيٍّ * عَتيق. فإذا فَعَلوا ذلِك، يَنشَقُّ الكيسُ ويَندَلِقُ النَّبيذُ ويَخرَبُ الكيس. لكنَّهُم يَضَعونَ نَبيذًا جَديدًا في كيسٍ جَديد، فيُحافِظونَ على الاثنَيْنِ معًا».
١٨ وفيما كانَ يُخبِرُهُم بِهذِهِ الأُمور، جاءَ واحِدٌ مِنَ المَسؤولينَ وسَجَدَ أمامَهُ وقال: «أكيدٌ أنَّ ابْنَتي ماتَتِ الآن، ولكنْ تَعالَ وضَعْ يَدَكَ علَيها فتَعودَ إلى الحَياة». +
١٩ فقامَ يَسُوع وتَبِعَهُ هو وتَلاميذُه. ٢٠ وكانَت هُناك امرَأةٌ تُعاني مِن نَزيفِ دَمٍ + مُنذُ ١٢ سَنَة. فاقتَرَبَت إلَيهِ مِنَ الوَراءِ ولَمَسَت طَرَفَ ثَوبِه. + ٢١ فقد قالَت في نَفْسِها: «إذا لَمَستُ ثَوبَهُ فَقَط فسَأُشْفى». ٢٢ فالْتَفَتَ يَسُوع ورَآها. فقالَ لها: «لا تَخافي يا ابْنَة، إيمانُكِ شَفاكِ». + فشُفِيَتِ المَرأةُ في تِلكَ اللَّحظَة. +
٢٣ وحينَ دَخَلَ بَيتَ المَسؤولِ ورَأى الَّذينَ يَعزِفونَ ألحانًا حَزينَة على المِزمارِ ورَأى النَّاسَ في بَلبَلَة، + ٢٤ قالَ يَسُوع: «أُخرُجوا. لم تَمُتِ البِنتُ لكنَّها نائِمَة». + فضَحِكوا علَيه. ٢٥ ولمَّا خَرَجَ النَّاس، دَخَلَ وأمسَكَ بِيَدِ البِنتِ + فقامَت. + ٢٦ وبِالطَّبع، انتَشَرَ الخَبَرُ عن ما فَعَلَهُ في كُلِّ تِلكَ المِنطَقَة.
٢٧ وفيما كانَ يَسُوع ذاهِبًا مِن هُناك، لَحِقَهُ أعْمَيان. + وكانا يَصرُخان: «إرحَمْنا يا ابْنَ دَاوُد!». ٢٨ وعِندَما دَخَلَ إلى البَيت، أتى إلَيهِ الأعْمَيان. فسَألَهُما يَسُوع: «هل تُؤْمِنانِ بِأنِّي أقدِرُ أن أشْفِيَكُما؟». + أجاباه: «نَعَم يا رَبّ». ٢٩ عِندَئِذٍ لَمَسَ عُيونَهُما + وقال: «ستَنالانِ ما تُريدانِهِ لِأنَّ لَدَيكُما إيمانًا». ٣٠ فعادَ إلَيهِما نَظَرُهُما. وحَذَّرَهُما يَسُوع بِشِدَّة: «إيَّاكُما أن يَعرِفَ أحَد!». + ٣١ لكنَّهُما خَرَجا ونَشَرا الخَبَرَ عنهُ في كُلِّ تِلكَ المِنطَقَة.
٣٢ وفيما هُما يُغادِران، أحضَرَ إلَيهِ النَّاسُ شَخصًا أخرَسَ يُسَيطِرُ علَيهِ شَيْطَان. + ٣٣ ولمَّا أخرَجَ يَسُوع الشَّيْطَانَ تَكَلَّمَ الأخرَس. + فتَعَجَّبَتِ الجُموعُ وقالوا: «لم يَحصُلْ شَيءٌ كهذا في إسْرَائِيل مِن قَبل». + ٣٤ أمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فقالوا: «إنَّهُ يُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِقُدرَةٍ مِن رَئيسِ الشَّيَاطِين». +
٣٥ وذَهَبَ يَسُوع في جَولَةٍ في جَميعِ المُدُنِ والقُرى يُعَلِّمُ في المَجامِع، ويُبَشِّرُ بِالأخبارِ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰه، ويَشْفي النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعاهَة. + ٣٦ وكانَ عِندَما يَرى النَّاسَ يُشفِقُ علَيهِم، + لِأنَّهُم كانوا مُتَضايِقينَ ومَتروكينَ * مِثلَ خِرافٍ لا راعي لها. + ٣٧ فقالَ لِتَلاميذِه: «إنَّ الحَصادَ كَثيرٌ لكنَّ العُمَّالَ قَليلون. + ٣٨ لِذلِك تَرَجَّوْا سَيِّدَ الحَصادِ أن يُرسِلَ عُمَّالًا إلى حَصادِه». +
١٠ ثُمَّ استَدْعى تَلاميذَهُ الـ ١٢ وأعْطاهُم سُلطَةً على الأرواحِ الشِّرِّيرَة *+ كَي يُخرِجوها ويَشْفوا كُلَّ مَرَضٍ وعاهَة.
٢ وهذِه أسماءُ الرُّسُلِ الـ ١٢: + سِمْعَان الَّذي يُسَمَّى بُطْرُس + وأخوهُ أَنْدرَاوُس، + يَعْقُوب بْنُ زَبَدِي وأخوهُ يُوحَنَّا، + ٣ فِيلِبُّس وبَرْثُلْمَاوُس، + تُومَا + ومَتَّى + جامِعُ الضَّرائِب، يَعْقُوب بْنُ حَلْفَى، وتَدَّاوُس، ٤ سِمْعَان القَانَوِيّ، * ويَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيُّ الَّذي خانَ يَسُوع لاحِقًا. +
٥ وأرسَلَ يَسُوع هؤُلاءِ الـ ١٢ وأعْطاهُمُ الإرشاداتِ التَّالِيَة: + «لا تَذهَبوا إلى مَناطِقِ الأُمَم، ولا تَدخُلوا إلى مَدينَةٍ سَامِرِيَّة. + ٦ بَدَلًا مِن ذلِك، اذهَبوا * إلى خِرافِ بَيتِ إسْرَائِيل الضَّائِعَة. + ٧ وفيما أنتُم ذاهِبون، بَشِّروا وقولوا: ‹مَملَكَةُ السَّمواتِ اقتَرَبَت›. + ٨ صَحِّحوا المَرْضى، + أقيموا الأموات، اشْفوا البُرص، أَخرِجوا الشَّيَاطِين. مَجَّانًا أخَذتُم مَجَّانًا أَعْطوا. ٩ لا تَحمِلوا ذَهَبًا ولا فِضَّةً ولا نُحاسًا في أحزِمَتِكُم، + ١٠ ولا حَقيبَةَ طَعامٍ لِلطَّريق، ولا ثَوبًا إضافِيًّا * ولا حِذاءً إضافِيًّا ولا عُكَّازًا إضافِيًّا، + لِأنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ أن يَنالَ طَعامَه. +
١١ «وأيُّ مَدينَةٍ أو قَريَةٍ تَدخُلوا إلَيها، فابحَثوا فيها عمَّن يَستَحِقُّ رِسالَتَكُم، وابْقَوْا عِندَهُ حتَّى تُغادِروا المِنطَقَة. + ١٢ وحينَ تَدخُلونَ بَيتًا سَلِّموا على أهلِه. ١٣ فإذا كانَ أهلُ البَيتِ مُستَحِقِّين، يَنالونَ السَّلامَ الَّذي تَمَنَّيتُموهُ لهُم. + وإذا لم يَكونوا مُستَحِقِّين، يَعودُ السَّلامُ إلَيكُم. ١٤ وإذا رَفَضَ أحَدٌ أن يَستَقبِلَكُم أو يَسمَعَ كَلامَكُم، فانفُضوا الغُبارَ عن أقدامِكُم عِندَ خُروجِكُم مِن ذلِكَ البَيتِ أو تِلكَ المَدينَة. + ١٥ صِدقًا أقولُ لكُم: ما سيَحصُلُ لِسَدُوم وعَمُورَة + في يَومِ الحِسابِ سيَكونُ أهوَنَ مِمَّا سيَحصُلُ لِتِلكَ المَدينَة.
١٦ «إسمَعوا! أنا أُرسِلُكُم مِثلَ خِرافٍ بَينَ ذِئاب. فكونوا حَذِرينَ كالحَيَّاتِ ولكنْ أبرِياءَ كالحَمام. + ١٧ إحذَروا مِنَ النَّاسِ لِأنَّهُم سيُسَلِّمونَكُم إلى المَحاكِمِ + ويَجلِدونَكُم + في مَجامِعِهِم. + ١٨ وسَتَقِفونَ أمامَ حُكَّامٍ ومُلوكٍ + مِن أجْلي لِتُقَدِّموا شَهادَةً لهُم ولِلأُمَم. + ١٩ ولكنْ حينَ يُسَلِّمونَكُم، لا تَحمِلوا هَمًّا ماذا تَقولونَ أو كَيفَ تَقولونَه. ففي تِلكَ اللَّحظَة، سيُعْطى لكُمُ الكَلامُ المُناسِب. + ٢٠ فلَستُم أنتُم مَن يَتَكَلَّم، بل روحُ أبيكُم هوَ الَّذي يَتَكَلَّمُ بِواسِطَتِكُم. + ٢١ وسَيُسَلِّمُ الأخُ أخاهُ لِلمَوت، ويُسَلِّمُ الأبُ وَلَدَه، ويَنقَلِبُ الأوْلادُ على والِديهِم ويُسَلِّمونَهُم كَي يُقتَلوا. + ٢٢ وسَيَكرَهُكُمُ الجَميعُ مِن أجْلِ اسْمي. + لكنَّ الَّذي يَحتَمِلُ إلى النِّهايَةِ هو يَخلُص. + ٢٣ وعِندَما يَضطَهِدونَكُم في مَدينَة، اهرُبوا إلى أُخْرى. + صِدقًا أقولُ لكُم: قَبلَ أن تُنْهوا جَولَتَكُم في مُدُنِ إسْرَائِيل سيَأتي ابْنُ الإنسان.
٢٤ «لا يوجَدُ تِلميذٌ أفضَلُ مِن مُعَلِّمِه، ولا عَبدٌ أفضَلُ مِن سَيِّدِه. + ٢٥ يَكْفي التِّلميذَ أن يُعامَلَ * مِثلَ مُعَلِّمِه، والعَبدَ مِثلَ سَيِّدِه. + إذا كانَ النَّاسُ يُسَمُّونَ رَبَّ البَيتِ بَعْلَزَبُول، *+ فكم بِالأكثَرِ أهلَ بَيتِه؟! ٢٦ لا تَخافوا مِنهُم! كُلُّ مَخْفِيٍّ سيُكشَف، وكُلُّ سِرٍّ سيُعرَف. + ٢٧ ما أقولُهُ لكُم في الظَّلامِ قولوهُ في النُّور، وما أهمِسُهُ في آذانِكُم نادوا بهِ على السُّطوح. + ٢٨ ولا تَخافوا مِنَ الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسَدَ ولكنْ لا يَقدِرونَ أن يَقتُلوا النَّفْس، *+ بل خافوا بِالأكثَرِ مِنَ الَّذي يَقدِرُ أن يُهلِكَ النَّفْسَ والجَسَدَ كِلَيْهِما في وادي هِنُّوم. + ٢٩ ألَا يُباعُ عُصفورانِ دُورِيَّانِ بِقِرش؟ * مع ذلِك، لا يَسقُطُ واحِدٌ مِنهُما على الأرضِ دونَ أن يَعرِفَ أبوكُم. + ٣٠ أمَّا أنتُم، فحتَّى شَعرُ رَأسِكُم كُلُّهُ مَعدود. ٣١ إذًا لا تَخافوا، أنتُم أغْلى بِكَثيرٍ مِنَ العَصافيرِ الدُّورِيَّة. +
٣٢ «كُلُّ مَن يَعتَرِفُ بي أمامَ النَّاس، + سأعتَرِفُ بهِ أنا أيضًا أمامَ أبي الَّذي في السَّموات. + ٣٣ ومَن يُنكِرُني أمامَ النَّاس، سأُنكِرُهُ أنا أيضًا أمامَ أبي الَّذي في السَّموات. + ٣٤ لا تَظُنُّوا أنِّي جِئتُ لِأجلُبَ سَلامًا على الأرض. ما جِئتُ لِأجلُبَ سَلامًا بل سَيفًا. + ٣٥ فأنا جِئتُ لِأُسَبِّبَ انقِسامًا: الابْنُ ضِدُّ أبيه، والبِنتُ ضِدُّ أُمِّها، والكَنَّةُ ضِدُّ حَماتِها. + ٣٦ فيَكونُ أعداءُ الإنسانِ مِن أهلِ بَيتِه. ٣٧ الَّذي يُحِبُّ أباهُ أو أُمَّهُ أكثَرَ مِنِّي لا يَستَحِقُّني، والَّذي يُحِبُّ ابْنَهُ أوِ ابْنَتَهُ أكثَرَ مِنِّي لا يَستَحِقُّني. + ٣٨ ومَن لا يُريدُ أن يَحمِلَ خَشَبَةَ آلامِهِ ويَتبَعَني لا يَستَحِقُّني. + ٣٩ الَّذي يُحاوِلُ أن يُخَلِّصَ حَياتَهُ * يَخسَرُها، والَّذي يَخسَرُ حَياتَهُ * مِن أجْلي يُخَلِّصُها. +
٤٠ «الَّذي يَستَقبِلُكُم يَستَقبِلُني أنا أيضًا، والَّذي يَستَقبِلُني يَستَقبِلُ الَّذي أرسَلَني. + ٤١ الَّذي يَستَقبِلُ نَبِيًّا لِأنَّهُ نَبِيّ، يَنالُ مُكافَأَةَ نَبِيّ. + والَّذي يَستَقبِلُ خادِمًا لِلّٰهِ لِأنَّهُ خادِمٌ لِلّٰه، يَنالُ المُكافَأَةَ الَّتي يَأخُذُها خادِمُ اللّٰه. ٤٢ ومَن يَسْقي أحَدَ هؤُلاءِ الصِّغارِ ولَو كَأسَ ماءٍ بارِدٍ لِأنَّهُ تِلميذي، فصِدقًا أقولُ لكُم: لن يَخسَرَ مُكافَأَتَهُ أبَدًا». +
١١ وعِندَما انتَهى يَسُوع مِن إعطاءِ إرشاداتِهِ لِتَلاميذِهِ الـ ١٢، انتَقَلَ مِن هُناك لِيُعَلِّمَ ويُبَشِّرَ في المُدُنِ الأُخْرى. +
٢ وسَمِعَ يُوحَنَّا وهو في الحَبسِ + عن أعمالِ المَسِيح، فأرسَلَ اثنَيْنِ مِن تَلاميذِهِ + ٣ كَي يَسألاه: «هل أنتَ الَّذي نَنتَظِرُ مَجيئَهُ أم سيَأتي شَخصٌ آخَر؟». + ٤ فأجابَهُما يَسُوع: «إذهَبا وأَخبِرا يُوحَنَّا بِما تَسمَعانِهِ وتَرَيانِه: + ٥ العُميانُ يَرَوْن، + والعُرجُ يَمْشون، والبُرصُ + يُشْفَوْن، والصُّمُّ يَسمَعون، والأمواتُ يَقومون، والفُقَراءُ يَسمَعونَ الأخبارَ الحُلْوَة. + ٦ سَعيدٌ هوَ الَّذي لا يَتَعَثَّرُ ويَسقُطُ بِسَبَبي». +
٧ وبَعدَما ذَهَبَ التِّلميذان، بَدَأ يَسُوع يَقولُ لِلجُموعِ عن يُوحَنَّا: «ماذا خَرَجتُم لِتَرَوْا في الصَّحراء؟ + هل خَرَجتُم لِتَرَوْا قَصَبَةً تَتَلاعَبُ بها الرِّيح؟ + ٨ أم هل خَرَجتُم لِتَرَوْا إنسانًا يَلبَسُ ثِيابًا فاخِرَة؟ إنَّ الَّذينَ يَلبَسونَ الثِّيابَ الفاخِرَة يَعيشونَ في بُيوتِ المُلوك. ٩ لِماذا إذًا خَرَجتُم؟ هل لِتَرَوْا نَبِيًّا؟ أقولُ لكُم: نَعَم، وأعظَمَ بِكَثيرٍ مِن نَبِيّ. + ١٠ هذا هوَ الَّذي كُتِبَ عنه: ‹أنا سأُرسِلُ رَسولي قَبلَك، * وهو سيُجَهِّزُ الطَّريقَ قُدَّامَك›. + ١١ صِدقًا أقولُ لكُم: لا أحَدَ بَينَ الَّذينَ وَلَدَتهُمُ النِّساءُ هو أعظَمُ مِن يُوحَنَّا المَعْمَدَان، لكنَّ الأصغَرَ في مَملَكَةِ السَّمواتِ هو أعظَمُ مِنه. + ١٢ ومِن أيَّامِ يُوحَنَّا المَعْمَدَان إلى الآن، مَملَكَةُ السَّمواتِ هيَ الهَدَفُ الَّذي يَجتَهِدُ النَّاسُ كَي يَصِلوا إلَيه، والَّذينَ يَجتَهِدونَ كَثيرًا يَصِلونَ إلَيه. *+ ١٣ فإنَّ الأنبِياءَ والشَّريعَةَ تَنَبَّأوا جَميعًا حتَّى زَمَنِ يُوحَنَّا. + ١٤ وإذا أرَدتُم أن تُصَدِّقوا أو لا، فهو ‹إيلِيَّا الَّذي قالَ الأنبِياءُ إنَّهُ سيَأتي›. + ١٥ مَن لَدَيهِ أُذُنانِ فلْيَسمَع.
١٦ «بِمَن أُشَبِّهُ هذا الجيل؟ + يُشبِهُ أوْلادًا صِغارًا يَجلِسونَ في ساحاتِ الأسواقِ ويُنادونَ رِفاقَهُمُ الَّذينَ يَلعَبونَ معهُم، ١٧ ويَقولون: ‹عَزَفنا لكُم على المِزمارِ فلم تَرقُصوا، نَدَبنا فلم تَضرِبوا على صُدورِكُم مِنَ الحُزن›. ١٨ بِشَكلٍ مُشابِه، جاءَ يُوحَنَّا لا يَأكُلُ ولا يَشرَب، فقالَ النَّاسُ عنه: ‹فيهِ شَيْطَان›. ١٩ وجاءَ ابْنُ الإنسانِ يَأكُلُ ويَشرَب، + فقالوا عنه: ‹أُنظُروا! إنَّهُ شَرِهٌ وسِكِّير، صَديقٌ لِجامِعي الضَّرائِبِ والخُطاة›. + لكنَّ الحِكمَةَ تُعرَفُ مِن نَتائِجِها». *+
٢٠ ثُمَّ بَدَأ يُوَبِّخُ المُدُنَ الَّتي حَدَثَت فيها مُعظَمُ أعمالِهِ العَظيمَة * لِأنَّها لم تُظهِرِ التَّوبَة. ٢١ فقال: «يا وَيْلَكِ يا كُورَزِين! يا وَيْلَكِ يا بَيْت صَيْدَا! فلَو حَدَثَت في صُور وصَيْدُون الأعمالُ العَظيمَة الَّتي حَدَثَت فيكُما، كانَ تابَ سُكَّانُهُما مِن زَمانٍ ولَبِسوا ثَوبَ الحُزنِ وجَلَسوا في الرَّماد. + ٢٢ لكنِّي أقولُ لكُما: ما سيَحصُلُ لِصُور وصَيْدُون في يَومِ الحِسابِ سيَكونُ أهوَنَ مِمَّا سيَحصُلُ لكُما. + ٢٣ وأنتِ يا كَفَرْنَاحُوم، + هل تَظُنِّينَ أنَّكِ ستُرفَعينَ إلى السَّماء؟ إلى القَبرِ * ستَنزِلين، + لِأنَّهُ لَو حَدَثَت في سَدُوم الأعمالُ العَظيمَة الَّتي حَدَثَت فيكِ، كانَت ظَلَّت مَوْجودَةً إلى هذا اليَوم. ٢٤ لكنِّي أقولُ لكِ: ما سيَحصُلُ لِسَدُوم في يَومِ الحِسابِ سيَكونُ أهوَنَ مِمَّا سيَحصُلُ لكِ». +
٢٥ في ذلِكَ الوَقتِ قالَ يَسُوع: «أُسَبِّحُكَ عَلَنًا يا أبي، رَبَّ السَّماءِ والأرض، لِأنَّكَ أخْفَيتَ هذِهِ الأُمورَ عنِ الحُكَماءِ والمُفَكِّرينَ وكَشَفتَها لِلأطفال. + ٢٦ نَعَم يا أبي، لِأنَّ هذا ما أرَدتَه. ٢٧ لقد سَلَّمَني أبي كُلَّ شَيء. + ولا أحَدَ يَعرِفُ الابْنَ تَمامًا إلَّا الآب. + ولا أحَدَ يَعرِفُ الآبَ تَمامًا إلَّا الابْنُ وكُلُّ الَّذينَ يُريدُ الابْنُ أن يَكشِفَ لهُم مَن هوَ الآبُ فِعلًا. + ٢٨ تَعالَوْا إلَيَّ يا جَميعَ المُتعَبينَ والَّذينَ يَحمِلونَ أحمالًا ثَقيلَة، وأنا أُريحُكُم. * ٢٩ إحمِلوا نيري * وتَعَلَّموا مِنِّي لِأنِّي وَديعٌ ومُتَواضِع، *+ وسَتَشعُرونَ بِالرَّاحَة. * ٣٠ فنيري هَيِّنٌ * وحِملي خَفيف».
١٢ في ذلِكَ الوَقت، مَرَّ يَسُوع في الحُقولِ يَومَ السَّبت. وجاعَ تَلاميذُهُ وبَدَأوا يَقطِفونَ السَّنابِلَ ويَأكُلون. + ٢ وعِندَما رَأى الفَرِّيسِيُّونَ ذلِك، قالوا له: «أُنظُر! تَلاميذُكَ يَفعَلونَ أمرًا لا يَجوزُ فِعلُهُ في السَّبت». + ٣ فقالَ لهُم: «ألَمْ تَقرَأوا ماذا فَعَلَ دَاوُد حينَ جاعَ هو ورِجالُه؟ + ٤ فقد دَخَلَ إلى بَيتِ اللّٰهِ وأكَلَ هو ورِجالُهُ أرغِفَةَ التَّقدِمَة، + مع أنَّ ذلِك لا يَجوزُ لهُ ولا لِرِجالِه، بل لِلكَهَنَةِ فَقَط. + ٥ ألَمْ تَقرَأوا أيضًا في الشَّريعَةِ أنَّ الكَهَنَةَ يَعمَلونَ في الهَيكَلِ أيَّامَ السَّبتِ ومع ذلِك لا يُعتَبَرونَ مُذنِبينَ بِكَسرِ شَريعَةِ السَّبت؟ + ٦ لكنِّي أقولُ لكُم: يوجَدُ هُنا مَن هو أعظَمُ مِنَ الهَيكَل. + ٧ ولَو فَهِمتُم ما تَعْنيهِ الآيَة: ‹أُريدُ رَحمَةً + لا ذَبيحَة›، + ما كُنتُم حَكَمتُم على أشخاصٍ غَيرِ مُذنِبين. ٨ فإنَّ ابْنَ الإنسانِ هو رَبُّ السَّبت». +
٩ ثُمَّ ذَهَبَ مِن هُناك وجاءَ إلى مَجمَعِهِم. ١٠ وكانَ هُناك رَجُلٌ يَدُهُ مَشلولَة. *+ فسَألوه: «هل يَجوزُ شِفاءُ المَرْضى في السَّبت؟»، وذلِك كَي يَجِدوا تُهمَةً ضِدَّه. + ١١ أجابَهُم: «إذا كانَ لَدَيكُم خَروفٌ واحِدٌ وسَقَطَ في حُفرَةٍ يَومَ السَّبت، فمَن مِنكُم لا يُمسِكُهُ ويُخرِجُه؟ + ١٢ كمِ الإنسانُ أغْلى مِنَ الخَروف! إذًا، يَجوزُ فِعلُ الخَيرِ يَومَ السَّبت». ١٣ ثُمَّ قالَ لِلرَّجُل: «مُدَّ يَدَك». فمَدَّها، فعادَت سَليمَةً مِثلَ يَدِهِ الأُخْرى. ١٤ لكنَّ الفَرِّيسِيِّينَ خَرَجوا وتَآمَروا علَيهِ كَي يَقتُلوه. ١٥ وحينَ عَرَفَ يَسُوع بِذلِك، غادَرَ المَكان. ولَحِقَهُ كَثيرونَ + فشَفى جَميعَ المَرْضى بَينَهُم. ١٦ لكنَّهُ أمَرَهُم بِحَزمٍ أن لا يُخبِروا أحَدًا عنه. + ١٧ وهذا تَمَّمَ ما قيلَ بِواسِطَةِ النَّبِيِّ إشَعْيَا:
١٨ «أُنظُروا! هذا هو خادِمي + الَّذي اختَرتُه، حَبيبي الَّذي أنا راضٍ عنه. + سأضَعُ علَيهِ روحي، + فيُظهِرُ لِلأُمَمِ ما هوَ العَدلُ الحَقيقِيّ. ١٩ لن يُشاجِرَ + ولن يَصرُخ، ولن يَسمَعَ أحَدٌ صَوتَهُ في الشَّوارِعِ الرَّئيسِيَّة. ٢٠ لن يَكسِرَ قَصَبَةً مُنحَنِيَة ولن يُطفِئَ فَتيلَةً تُدَخِّن، + إلى أن يَجعَلَ العَدلَ يَنتَصِر. ٢١ والأُمَمُ ستَضَعُ أمَلَها في اسْمِه». +
٢٢ ثُمَّ أحضَروا إلَيهِ رَجُلًا أعْمى وأخرَسَ لِأنَّ شَيْطَانًا كانَ يُسَيطِرُ علَيه. فشَفاهُ يَسُوع، وصارَ الأخرَسُ يَتَكَلَّمُ ويَرى. ٢٣ فتَعَجَّبَتِ الجُموعُ كُلُّها وقالَت: «هل هذا هوَ ابْنُ دَاوُد يا تُرى؟». ٢٤ ولمَّا سَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ ذلِك، قالوا: «هذا الرَّجُلُ لا يُخرِجُ الشَّيَاطِينَ إلَّا بِقُدرَةٍ مِن بَعْلَزَبُول، * رَئيسِ الشَّيَاطِين». + ٢٥ فعَرَفَ يَسُوع أفكارَهُم وقالَ لهُم: «كُلُّ مَملَكَةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخرَب، وكُلُّ مَدينَةٍ أو بَيتٍ يَنقَسِمُ على نَفْسِهِ لا يَصمُد. ٢٦ فإذا كانَ الشَّيْطَان يُخرِجُ الشَّيْطَان، يَكونُ قدِ انقَسَمَ على نَفْسِه. فكَيفَ إذًا تَصمُدُ مَملَكَتُه؟ ٢٧ وإذا كُنتُ أنا أُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِقُدرَةٍ مِن بَعْلَزَبُول، فبِقُدرَةِ مَن يُخرِجُهُم تَلاميذُكُم؟ لِذلِك هُم يَحكُمونَ علَيكُم بِأنَّكُم مُخطِئون. ٢٨ ولكنْ إذا كُنتُ أُخرِجُ الشَّيَاطِينَ بِروحِ اللّٰه، فقد جاءَت إلَيكُم مَملَكَةُ اللّٰهِ ولم تَنتَبِهوا. + ٢٩ أو كَيفَ يَقدِرُ أحَدٌ أن يَهجُمَ على بَيتِ رَجُلٍ قَوِيٍّ ويَأخُذَ مُمتَلَكاتِهِ إذا لم يَربُطْهُ أوَّلًا؟ عِندَئِذٍ فَقَط يَقدِرُ أن يَسرِقَ بَيتَه. ٣٠ مَن لَيسَ معي فهو ضِدِّي، ومَن لا يَجمَعُ معي فهو يُفَرِّق. +
٣١ «لِهذا السَّبَبِ أقولُ لكُم: كُلُّ نَوعٍ مِنَ الخَطِيَّةِ والتَّجديفِ سيُغفَرُ لِلنَّاس، أمَّا التَّجديفُ على الرُّوحِ القُدُسِ فلن يُغفَر. + ٣٢ مَثَلًا، مَن يَقولُ كَلِمَةً على ابْنِ الإنسانِ سيُغفَرُ له. + أمَّا مَن يَقولُ كَلِمَةً على الرُّوحِ القُدُسِ فلن يُغفَرَ له، لا في هذا العالَمِ * ولا في العالَمِ الآتي. +
٣٣ «إمَّا أن تَجعَلوا الشَّجَرَةَ جَيِّدَةً وثَمَرَها جَيِّدًا، وإمَّا أن تَجعَلوا الشَّجَرَةَ رَديئَةً وثَمَرَها رَديئًا. فالشَّجَرَةُ تُعرَفُ مِن ثِمارِها. + ٣٤ يا أوْلادَ الأفاعي، + كَيفَ يُمكِنُكُم أن تَتَكَلَّموا بِأُمورٍ جَيِّدَة وأنتُم أشرار؟! فما يَفيضُ مِنَ القَلبِ يَتَكَلَّمُ بهِ الفَم. + ٣٥ فالإنسانُ الصَّالِحُ يُخرِجُ أُمورًا صالِحَة مِنَ الكَنزِ الصَّالِحِ في قَلبِه. أمَّا الإنسانُ الشِّرِّيرُ فيُخرِجُ أُمورًا شِرِّيرَة مِنَ الكَنزِ الشِّرِّيرِ في قَلبِه. + ٣٦ أقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ غَيرِ نافِعَة يَقولُها النَّاسُ سيُحاسَبونَ + علَيها في يَومِ الحِساب. ٣٧ فعلى أساسِ كَلامِكَ تُعتَبَرُ بِلا لَومٍ * أو تُعتَبَرُ مُذنِبًا».
٣٨ عِندَئِذٍ قالَ لهُ بَعضُ الكَتَبَةِ والفَرِّيسِيِّين: «يا مُعَلِّم، نُريدُ أن نَرى مِنكَ عَلامَة». + ٣٩ فأجابَهُم: «هذا الجيلُ الشِّرِّيرُ الخائِنُ * يَطلُبُ عَلامَة، لكنَّهُ لن يُعْطى إلَّا عَلامَةَ النَّبِيِّ يُونَان. + ٤٠ فمِثلَما بَقِيَ يُونَان في بَطنِ السَّمَكَةِ الضَّخمَة ثَلاثَةَ أيَّامٍ وثَلاثَ لَيالٍ، + سيَبْقى ابْنُ الإنسانِ أيضًا في قَلبِ الأرضِ ثَلاثَةَ أيَّامٍ وثَلاثَ لَيالٍ. + ٤١ أهلُ نِينَوَى سيَقومونَ مع هذا الجيلِ في يَومِ الحِسابِ ويَدينونَه، لِأنَّهُم تابوا عِندَما سَمِعوا رِسالَةَ يُونَان. + ولكنِ انظُروا! يوجَدُ هُنا مَن هو أعظَمُ مِن يُونَان. + ٤٢ مَلِكَةُ الجَنوبِ ستَقومُ مع هذا الجيلِ في يَومِ الحِسابِ وتَدينُه، لِأنَّها أتَت مِن آخِرِ الأرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيْمَان. + ولكنِ انظُروا! يوجَدُ هُنا مَن هو أعظَمُ مِن سُلَيْمَان. +
٤٣ «عِندَما يَخرُجُ روحٌ شِرِّيرٌ * مِن إنسان، يَمُرُّ في أماكِنَ جافَّة فيما يَبحَثُ عن مَكانِ راحَة، فلا يَجِد. + ٤٤ عِندَئِذٍ يَقول: ‹سأعودُ إلى بَيتي الَّذي تَرَكتُه›. وحينَ يَصِل، يَجِدُهُ فارِغًا ومُكَنَّسًا ومُزَيَّنًا. ٤٥ فيَذهَبُ ويَجلُبُ معهُ سَبعَةَ أرواحٍ أشَرَّ مِنه. فتَدخُلُ وتَسكُنُ هُناك، فتَصيرُ حالَةُ ذلِكَ الإنسانِ في الآخِرِ أسوَأَ مِن حالَتِهِ في الأوَّل. + هذا ما سيَحصُلُ أيضًا لِهذا الجيلِ الشِّرِّير».
٤٦ وفيما هو يُكَلِّمُ الجُموع، أتَت أُمُّهُ وإخوَتُهُ + ووَقَفوا في الخارِجِ وطَلَبوا أن يُكَلِّموه. + ٤٧ فقالَ لهُ واحِد: «ها هُم أُمُّكَ وإخوَتُكَ واقِفونَ في الخارِجِ ويُريدونَ أن يُكَلِّموك». ٤٨ فقالَ لِلَّذي أخبَرَه: «مَن هي أُمِّي؟ ومَن هُم إخوَتي؟». ٤٩ ثُمَّ أشارَ بِيَدِهِ إلى تَلاميذِهِ وقال: «هؤُلاء هُم أُمِّي وإخوَتي! + ٥٠ فكُلُّ مَن يَفعَلُ ما يُريدُهُ أبي الَّذي في السَّماءِ هو أخي وأُختي وأُمِّي». +
١٣ في ذلِكَ اليَوم، خَرَجَ يَسُوع مِنَ البَيتِ وجَلَسَ عِندَ البُحَيرَة. ٢ فاجتَمَعَت حَولَهُ جُموعٌ كَبيرَة حتَّى إنَّهُ صَعِدَ إلى مَركَبٍ وجَلَس، وكانَتِ الجُموعُ كُلُّها واقِفَةً على الشَّطّ. + ٣ وبَدَأ يُعَلِّمُهُم أشياءَ كَثيرَة بِواسِطَةِ أمثال. + وقال: «خَرَجَ مُزارِعٌ لِيَزرَع. + ٤ وفيما هو يَزرَع، وَقَعَت بَعضُ البُذورِ على الطَّريق، فجاءَتِ الطُّيورُ وأكَلَتها. + ٥ ووَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى على أرضٍ صَخرِيَّة لا يوجَدُ علَيها تُربَةٌ كافِيَة، فنَبَتَت بِسُرعَةٍ لِأنَّ التُّربَةَ لم تَكُنْ عَميقَة. + ٦ ولكنْ حينَ أشرَقَتِ الشَّمسُ ضَرَبَتها، ولِأنَّها كانَت بِلا جُذورٍ يَبِسَت. ٧ ووَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى بَينَ الشَّوك، فكَبُرَ الشَّوكُ وخَنَقَها. + ٨ ووَقَعَت حَبَّاتٌ أُخْرى أيضًا على التُّربَةِ الجَيِّدَة، فأعْطَت أضعافَ ما زُرِع: بَعضُها ١٠٠ ضِعف، وبَعضُها ٦٠، وبَعضُها ٣٠. + ٩ مَن لَدَيهِ أُذُنانِ فلْيَسمَع». +
١٠ فاقتَرَبَ إلَيهِ تَلاميذُهُ وسَألوه: «لِماذا تُعَلِّمُهُم بِواسِطَةِ أمثال؟». + ١١ أجابَهُم: «لكُم أُعْطِيَ الامتِيازُ أن تَفهَموا الأسرارَ المُقَدَّسَة + لِمَملَكَةِ السَّموات، لكنَّهُ لم يُعْطَ لهُم. ١٢ فمَن لَدَيهِ شَيءٌ يَنالُ أكثَرَ ويَفيضُ عنه. أمَّا مَن لَيسَ لَدَيه، فحتَّى القَليلُ الَّذي لَدَيهِ يُؤْخَذُ مِنه. + ١٣ لِهذا السَّبَبِ أتَكَلَّمُ معهُم بِأمثال. فهُم يَنظُرونَ ولكنْ بِلا فائِدَةٍ ويَسمَعونَ ولكنْ بِلا فائِدَة، ولا حتَّى يَفهَمون. + ١٤ لقد تَمَّت فيهِم نُبُوَّةُ إشَعْيَا الَّتي تَقول: ‹ستَسمَعونَ لكنَّكُم لن تَفهَموا، ستَنظُرونَ لكنَّكُم لن تَرَوْا. + ١٥ فقد تَحَجَّرَ قَلبُ هذا الشَّعبِ وسَدُّوا آذانَهُم وأغمَضوا عُيونَهُم، كَي لا يَرَوْا بِعُيونِهِم ولا يَسمَعوا بِآذانِهِم ولا يَفهَموا بِقُلوبِهِم ولا يَرجِعوا فأشْفِيَهُم›. +
١٦ «أمَّا أنتُم فسُعَداءُ لِأنَّ عُيونَكُم تَرى ولِأنَّ آذانَكُم تَسمَع. + ١٧ صِدقًا أقولُ لكُم: كَثيرونَ مِنَ الأنبِياءِ وخُدَّامِ اللّٰهِ تَمَنَّوْا أن يَرَوْا ما تَرَوْنَهُ ولم يَرَوْا، + وأن يَسمَعوا ما تَسمَعونَهُ ولم يَسمَعوا.
١٨ «إسمَعوا أنتُم ما يَعْنيهِ مَثَلُ المُزارِع. + ١٩ كُلُّ مَن يَسمَعُ رِسالَةَ * المَملَكَةِ ولا يَفهَمُها، يَأتي الشِّرِّيرُ + ويَخطِفُ ما زُرِعَ في قَلبِه. هذِه هيَ البُذورُ الَّتي وَقَعَت على الطَّريق. + ٢٠ أمَّا البُذورُ الَّتي وَقَعَت على الأرضِ الصَّخرِيَّة، فهي مَن يَسمَعُ الرِّسالَةَ ويَقبَلُها فَوْرًا بِفَرَح. + ٢١ لكنَّ البُذورَ لَيسَ لها جُذورٌ في قَلبِه، لِذلِك تَبْقى فَترَةً قَصيرَة. فحينَ يَحدُثُ ضيقٌ أوِ اضطِهادٌ بِسَبَبِ الرِّسالَة، يَتَعَثَّرُ ويَقَعُ فَوْرًا. ٢٢ أمَّا البُذورُ الَّتي وَقَعَت بَينَ الشَّوك، فهي مَن يَسمَعُ الرِّسالَة، لكنَّ هُمومَ هذا العالَمِ *+ وقُوَّةَ الغِنى الخادِعَة تَخنُقانِ الرِّسالَة، فتَصيرُ بِلا ثَمَر. + ٢٣ أمَّا البُذورُ الَّتي وَقَعَت على التُّربَةِ الجَيِّدَة، فهي مَن يَسمَعُ الرِّسالَةَ ويَفهَمُها، وهو يُثمِرُ ويُنتِج: واحِدٌ ١٠٠ ضِعف، وواحِدٌ ٦٠، وآخَرُ ٣٠». +
٢٤ وأعْطاهُم مَثَلًا آخَرَ وقال: «تُشبِهُ مَملَكَةُ السَّمواتِ شَخصًا زَرَعَ بُذورًا جَيِّدَة في حَقلِه. ٢٥ وفيما النَّاسُ نائِمون، جاءَ عَدُوُّهُ وزَرَعَ زِوانًا * بَينَ القَمحِ وذَهَب. ٢٦ ولمَّا نَما القَمحُ وأنتَجَ السَّنابِل، ظَهَرَ الزِّوانُ أيضًا. ٢٧ فجاءَ عَبيدُ صاحِبِ الحَقلِ وسَألوه: ‹يا سَيِّد، ألَمْ تَزرَعْ بُذورًا جَيِّدَة في حَقلِك؟ فمِن أينَ أتى الزِّوان؟›. ٢٨ أجابَهُم: ‹عَدُوِّي فَعَلَ ذلِك›. + فقالوا له: ‹هل تُريدُ أن نَذهَبَ ونَجمَعَه؟›. ٢٩ فقال: ‹لا، كَي لا تَقتَلِعوا القَمحَ معَ الزِّوانِ وأنتُم تَجمَعونَه. ٣٠ أُترُكوهُما يَنْمُوانِ معًا حتَّى الحَصاد. وفي مَوْسِمِ الحَصاد، سأقولُ لِلحَصَّادين: إجمَعوا أوَّلًا الزِّوانَ واربُطوهُ معًا لِيُحرَق، ثُمَّ اجمَعوا القَمحَ وضَعوهُ في مَخزَني›». +
٣١ وأعْطاهُم مَثَلًا آخَرَ وقال: «تُشبِهُ مَملَكَةُ السَّمواتِ حَبَّةَ خَردَلٍ أخَذَها شَخصٌ وزَرَعَها في حَقلِه. + ٣٢ إنَّها الأصغَرُ بَينَ جَميعِ البُذور. ولكنْ حينَ تَنْمو، تَكونُ الأكبَرَ بَينَ نَباتاتِ البَساتينِ وتُصبِحُ شَجَرَة، حتَّى إنَّ الطُّيورَ تَأتي وتَسكُنُ بَينَ أغصانِها».
٣٣ وقالَ لهُم مَثَلًا آخَر: «تُشبِهُ مَملَكَةُ السَّمواتِ خَميرَةً خَلَطَتها امرَأةٌ بِثَلاثِ كَيلاتٍ كَبيرَة * مِنَ الطَّحين، فاختَمَرَ العَجينُ كُلُّه». +
٣٤ هذا كُلُّهُ قالَهُ يَسُوع لِلجُموعِ بِواسِطَةِ أمثال. فهو لم يَكُنْ يَتَكَلَّمُ معهُم بِدونِ أمثال. + ٣٥ وهذا تَمَّمَ ما قيلَ بِواسِطَةِ النَّبِيّ: «سأتَكَلَّمُ بِأمثال، سأُعلِنُ ما كانَ مَخْفِيًّا مُنذُ البِدايَة». *+
٣٦ ثُمَّ طَلَبَ مِنَ الجُموعِ أن يُغادِروا ودَخَلَ البَيت. فاقتَرَبَ إلَيهِ تَلاميذُهُ وقالوا: «إشرَحْ لنا مَثَلَ زِوانِ الحَقل». ٣٧ فأجابَهُم: «الَّذي زَرَعَ البُذورَ الجَيِّدَة هوَ ابْنُ الإنسان. ٣٨ الحَقلُ هوَ البَشَر. *+ والبُذورُ الجَيِّدَة هي أبناءُ المَملَكَة. أمَّا الزِّوانُ فهو أبناءُ الشِّرِّير. + ٣٩ والعَدُوُّ الَّذي زَرَعَهُ هو إبْلِيس. والحَصادُ هو آخِرُ أيَّامِ هذا العالَم. * والحَصَّادونَ هُمُ المَلائِكَة. ٤٠ فمِثلَما يُجمَعُ الزِّوانُ ويُحرَقُ بِالنَّار، سيَحدُثُ الأمرُ نَفْسُهُ في آخِرِ أيَّامِ هذا العالَم. *+ ٤١ فابْنُ الإنسانِ سيُرسِلُ مَلائِكَتَهُ وسَيَجمَعونَ مِن مَملَكَتِهِ كُلَّ ما يُسَبِّبُ الخَطِيَّةَ * وكُلَّ الَّذينَ يَكسِرونَ الشَّريعَة، ٤٢ وسَيَرْمونَهُم في أتونِ النَّار. + هُناك سيَبْكونَ ويَشُدُّونَ على أسنانِهِم. ٤٣ في ذلِكَ الوَقت، سيُضيءُ المُستَقيمونَ * كالشَّمسِ + في مَملَكَةِ أبيهِم. مَن لَدَيهِ أُذُنانِ فلْيَسمَع.
٤٤ «تُشبِهُ مَملَكَةُ السَّمواتِ كَنزًا مُخَبَّأً في الحَقلِ وجَدَهُ شَخصٌ وخَبَّأَهُ مِن جَديد. ومِن فَرحَتِهِ ذَهَبَ وباعَ كُلَّ ما لَدَيهِ واشتَرى ذلِكَ الحَقل. +
٤٥ «وتُشبِهُ مَملَكَةُ السَّمواتِ أيضًا تاجِرًا يَبحَثُ عن لُؤْلُؤٍ فاخِر. ٤٦ وعِندَما وَجَدَ لُؤْلُؤَةً واحِدَة قيمَتُها كَبيرَة جِدًّا، ذَهَبَ وباعَ فَوْرًا كُلَّ ما لَدَيهِ واشتَراها. +
٤٧ «أيضًا تُشبِهُ مَملَكَةُ السَّمواتِ شَبَكَةَ صَيدٍ كَبيرَة رَماها الصَّيَّادونَ في البَحر، فجَمَعَت سَمَكًا مِن كُلِّ نَوع. ٤٨ ولمَّا امتَلَأَت سَحَبوها إلى الشَّطّ، وجَلَسوا وجَمَعوا السَّمَكَ الجَيِّدَ + في سَلَّات، أمَّا السَّمَكُ الرَّديءُ + فرَمَوْهُ بَعيدًا. ٤٩ هذا ما سيَحدُثُ في آخِرِ أيَّامِ هذا العالَم. * سيَأتي المَلائِكَةُ ويَفرِزونَ الأشرارَ مِن بَينِ المُستَقيمين، ٥٠ ويَرْمونَهُم في أتونِ النَّار. هُناك سيَبْكي الأشرارُ ويَشُدُّونَ على أسنانِهِم».
٥١ وسَألَ يَسُوع: «هل فَهِمتُم كُلَّ ما قُلتُه؟». أجابَهُ التَّلاميذ: «نَعَم». ٥٢ فقالَ لهُم: «في هذِهِ الحالَة، كُلُّ مُعَلِّمٍ * يَتَعَلَّمُ عن مَملَكَةِ السَّمواتِ يُشبِهُ رَبَّ بَيتٍ يُخرِجُ مِن مَخزَنِهِ * كُنوزًا جَديدَة وقَديمَة».
٥٣ ولمَّا انتَهى يَسُوع مِن قَولِ هذِهِ الأمثال، ذَهَبَ مِن هُناك. ٥٤ وبَعدَما جاءَ إلى المِنطَقَةِ الَّتي تَرَبَّى فيها، + بَدَأ يُعَلِّمُ النَّاسَ في مَجمَعِهِم. فاندَهَشوا وقالوا: «مِن أينَ لهُ هذِهِ الحِكمَةُ وهذِهِ القُدرَةُ على صُنعِ الأعمالِ العَظيمَة؟ *+ ٥٥ ألَيسَ هذا ابْنَ النَّجَّار؟ + ألَيسَت أُمُّهُ اسْمُها مَرْيَم، وإخوَتُهُ هُم يَعْقُوب ويُوسُف وسِمْعَان ويَهُوذَا؟ + ٥٦ ألَا تَعيشُ كُلُّ أخَواتِهِ * هُنا معنا؟ فمِن أينَ لهُ كُلُّ هذا؟». + ٥٧ فكانَ ذلِك عائِقًا جَعَلَهُم يَرفُضونَه. *+ لكنَّ يَسُوع قالَ لهُم: «النَّبِيُّ مُكَرَّمٌ في كُلِّ مَكانٍ إلَّا في مَوْطِنِهِ وفي بَيتِه». + ٥٨ ولم يَصنَعْ هُناك أعمالًا عَظيمَة كَثيرَة بِسَبَبِ عَدَمِ إيمانِهِم.
١٤ في ذلِكَ الوَقت، سَمِعَ هِيرُودُس * حاكِمُ * الجَلِيل بِأخبارِ يَسُوع. + ٢ فقالَ لِخُدَّامِه: «هذا يُوحَنَّا المَعْمَدَان. لقد قامَ مِنَ المَوت، ولِهذا السَّبَبِ يَقدِرُ أن يَصنَعَ هذِهِ الأعمالَ العَظيمَة». *+ ٣ فهِيرُودُس كانَ قد قَبَضَ على يُوحَنَّا وقَيَّدَهُ بِسَلاسِلَ ورَماهُ في السِّجن، وذلِك بِسَبَبِ هِيرُودِيَّا زَوجَةِ أخيهِ فِيلِبُّس. + ٤ فيُوحَنَّا كانَ يَقولُ له: «لا يَحِقُّ لكَ أن تَتَزَوَّجَها». + ٥ وكانَ هِيرُودُس يُريدُ أن يَقتُلَه، لكنَّهُ خافَ مِنَ الشَّعبِ لِأنَّهُمُ اعتَبَروهُ نَبِيًّا. + ٦ وخِلالَ الاحتِفالِ بِعيدِ ميلادِ + هِيرُودُس، رَقَصَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا وفَرَّحَت هِيرُودُس كَثيرًا، + ٧ حتَّى إنَّهُ حَلَفَ أن يُعْطِيَها أيَّ شَيءٍ تَطلُبُه. ٨ فقالَت بِتَحريضٍ مِن أُمِّها: «أَحضِرْ لي رَأسَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان إلى هُنا على طَبَقٍ كَبير». + ٩ فحَزِنَ المَلِك، ولكنْ لِأنَّهُ حَلَفَ أمامَ ضُيوفِه، * أمَرَ أن يُعْطى لها رَأسُ يُوحَنَّا. ١٠ فأرسَلَ جُندِيًّا كَي يَقطَعَ رَأسَ يُوحَنَّا في السِّجن. ١١ فأُحضِرَ رَأسُهُ على طَبَقٍ كَبيرٍ وأُعْطِيَ لِلصَّبِيَّة، فأخَذَتهُ إلى أُمِّها. ١٢ ولاحِقًا، أتى تَلاميذُهُ وأخَذوا جُثَّتَهُ ودَفَنوها، ثُمَّ ذَهَبوا وأخبَروا يَسُوع. ١٣ ولمَّا سَمِعَ يَسُوع الخَبَر، ذَهَبَ مِن هُناك في مَركَبٍ واتَّجَهَ إلى مَكانٍ مُنعَزِلٍ لِيَكونَ وَحْدَه. لكنَّ الجُموعَ سَمِعَت بِذلِك، ولَحِقَتهُ مِنَ المُدُنِ مَشْيًا على الأقدام. +
١٤ ولمَّا وَصَلَ إلى الشَّطّ، رَأى جُموعًا كَثيرَة. فأشفَقَ علَيهِم + وشَفى المَرْضى بَينَهُم. + ١٥ ولكنْ عِندَما أتى المَساء، اقتَرَبَ إلَيهِ تَلاميذُهُ وقالوا له: «المَكانُ مُنعَزِل، وقد تَأخَّرَتِ السَّاعَة. قُلْ لِلنَّاسِ أن يَذهَبوا كَي يَشتَروا طَعامًا مِنَ القُرى المُجاوِرَة». + ١٦ لكنَّ يَسُوع قالَ لهُم: «لا داعي أن يَذهَبوا. أَعْطوهُم أنتُم شَيئًا يَأكُلونَه». ١٧ فقالوا له: «لَيسَ عِندَنا هُنا إلَّا خَمسَةُ أرغِفَةٍ وسَمَكَتان». ١٨ فقال: «أَحضِروها إلَيَّ». ١٩ وطَلَبَ مِنَ الجُموعِ أن يَجلِسوا على العُشب. ثُمَّ أخَذَ الأرغِفَةَ الخَمسَة والسَّمَكَتَيْنِ ورَفَعَ عَيْنَيْهِ إلى السَّماءِ وصَلَّى. *+ وبَعدَما كَسَرَ الأرغِفَة، أعْطاها لِلتَّلاميذ، والتَّلاميذُ أعْطَوْها لِلجُموع. ٢٠ فأكَلَ الجَميعُ وشَبِعوا. وجَمَعوا ما تَبَقَّى مِن قِطَعِ الخُبز، ١٢ سَلَّةً مَلآنَة. + ٢١ وكانَ عَدَدُ الَّذينَ أكَلوا ٠٠٠,٥ رَجُلٍ تَقريبًا، ما عَدا النِّساءَ والأوْلادَ الصِّغار. + ٢٢ وفي الحال، قالَ لِتَلاميذِهِ أن يَصعَدوا إلى المَركَبِ ويَسبِقوهُ إلى الشَّطِّ المُقابِل، فيما طَلَبَ مِنَ الجُموعِ أن تُغادِر. +
٢٣ وبَعدَما غادَرَتِ الجُموع، صَعِدَ إلى الجَبَلِ وَحْدَهُ لِيُصَلِّي. + وحينَ جاءَ اللَّيل، كانَ لا يَزالُ وَحْدَهُ هُناك. ٢٤ وكانَ المَركَبُ قدِ ابتَعَدَ مِئاتِ الأمتارِ * عنِ الشَّطّ، والأمواجُ تَضرِبُهُ بِقُوَّةٍ لِأنَّ الرِّياحَ كانَت ضِدَّه. ٢٥ ولكنْ قَبلَ الفَجر، * جاءَ إلَيهِم ماشِيًا على البُحَيرَة. ٢٦ ولمَّا رَآهُ التَّلاميذُ يَمْشي على المِياه، ارتَبَكوا وقالوا: «ما هذا الَّذي ظَهَرَ لنا؟». وصَرَخوا مِن شِدَّةِ خَوفِهِم. ٢٧ وعلى الفَوْرِ قالَ لهُم يَسُوع: «كونوا شُجعانًا. هذا أنا، لا تَخافوا». + ٢٨ فقالَ لهُ بُطْرُس: «هل هذا أنتَ يا رَبّ؟ دَعْني إذًا آتي إلَيكَ على المِياه». ٢٩ فأجابَه: «تَعال!». فنَزَلَ بُطْرُس مِنَ المَركَبِ ومَشى على المِياهِ بِاتِّجاهِ يَسُوع. ٣٠ ولكنْ لمَّا رَأى قُوَّةَ الرِّياحِ خاف. وحينَ بَدَأ يَغرَق، صَرَخ: «يا رَبّ، أَنقِذْني!». ٣١ فمَدَّ يَسُوع يَدَهُ فَوْرًا وأمسَكَ بهِ وقال: «يا قَليلَ الإيمان، لِماذا استَسلَمتَ لِلشَّك؟». + ٣٢ وبَعدَما صَعِدا إلى المَركَب، هَدَأَتِ الرِّياح. ٣٣ والَّذينَ في المَركَبِ سَجَدوا أمامَهُ وقالوا: «أنتَ فِعلًا ابْنُ اللّٰه!». ٣٤ وعَبَروا البُحَيرَةَ ووَصَلوا إلى البَرِّ عِندَ مَكانٍ يُسَمَّى «جِنِّيسَارِت». +
٣٥ وحينَ عَرَفَهُ سُكَّانُ ذلِكَ المَكان، أرسَلوا خَبَرًا إلى كُلِّ المَناطِقِ المُحيطَة. فأحضَرَ النَّاسُ إلَيهِ جَميعَ المَرْضى. ٣٦ وتَرَجَّوْهُ أن يَلمُسوا ولَو طَرَفَ ثَوبِه، + وكُلُّ الَّذينَ لَمَسوهُ شُفوا تَمامًا.
١٥ ثُمَّ جاءَ إلى يَسُوع بَعضُ الفَرِّيسِيِّينَ والكَتَبَةِ مِن أُورُشَلِيم + وسَألوه: ٢ «لِماذا يُخالِفُ تَلاميذُكَ تَقاليدَ آبائِنا؟ فهُم مَثَلًا لا يَغسِلونَ * أيْدِيَهُم قَبلَ أن يَأكُلوا». +
٣ فأجابَهُم: «وأنتُم لِماذا تُخالِفونَ وَصايا اللّٰهِ مِن أجْلِ تَقاليدِكُم؟ + ٤ مَثَلًا، قالَ اللّٰه: ‹أَكرِمْ أباكَ وأُمَّك›، + وأيضًا: ‹مَن يَسُبُّ * أباهُ أو أُمَّه، يَجِبُ أن يُقتَل›. + ٥ أمَّا أنتُم فتَقولون: ‹مَن يَقولُ لِأبيهِ أو أُمِّه: «لا أقدِرُ أن أُساعِدَكُما لِأنَّ ما أملِكُهُ هو هَدِيَّةٌ خَصَّصتُها لِلّٰه»، + ٦ فهو لَيسَ مُلزَمًا أبَدًا أن يُكرِمَ والِدَيْه›. وهكَذا تَجاهَلتُم كَلامَ اللّٰهِ مِن أجْلِ تَقاليدِكُم. + ٧ يا مُنافِقون، صَدَقَ إشَعْيَا حينَ تَنَبَّأَ عنكُم قائِلًا: + ٨ ‹هذا الشَّعبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيْه، أمَّا قَلبُهُ فبَعيدٌ جِدًّا عنِّي. ٩ عِبادَتُهُم لي بِلا فائِدَة، لِأنَّهُم يُعَلِّمونَ تَعاليمَ البَشَر›». + ١٠ ثُمَّ دَعا الجُموعَ أن يَقتَرِبوا وقالَ لهُم: «إسمَعوا وافهَموا ما أقول: + ١١ ما يُنَجِّسُ الإنسانَ لَيسَ ما يَدخُلُ إلى فَمِه، بل ما يَخرُجُ مِن فَمِه». +
١٢ عِندَئِذٍ جاءَ التَّلاميذُ وقالوا له: «هل تَعرِفُ أنَّ الفَرِّيسِيِّينَ انزَعَجوا كَثيرًا * لمَّا سَمِعوا ما قُلتَه؟». + ١٣ أجابَهم: «كُلُّ نَبتَةٍ لم يَزرَعْها أبي السَّماوِيُّ تُقتَلَعُ مِن جُذورِها. ١٤ أُترُكوهُم. إنَّهُم قادَةٌ عُميان. وإذا كانَ أعْمى يَقودُ أعْمى، يَقَعُ الاثنانِ في حُفرَة». + ١٥ فقالَ لهُ بُطْرُس: «وَضِّحْ لنا ما قُلتَه». * ١٦ أجاب: «أنتُم أيضًا لا تَفهَمونَ بَعد؟ + ١٧ ألَا تَعرِفونَ أنَّ كُلَّ ما يَدخُلُ إلى الفَمِ يَمُرُّ في المِعدَةِ ثُمَّ يَخرُجُ مِنَ الجِسم؟ ١٨ أمَّا ما يَخرُجُ مِنَ الفَمِ فهو يَخرُجُ مِنَ القَلب، وهو ما يُنَجِّسُ الإنسان. + ١٩ مَثَلًا، مِنَ القَلبِ تَخرُجُ الأفكارُ الشِّرِّيرَة + الَّتي تُؤَدِّي إلى القَتل، والزِّنى، والعَهارَة، * والسَّرِقَة، والشَّهادَةِ بِالكَذِب، والتَّجديف. ٢٠ هذِه هيَ الأُمورُ الَّتي تُنَجِّسُ الإنسان. أمَّا الأكلُ بِيَدَيْنِ غَيرِ مَغسولَتَيْنِ * فلا يُنَجِّسُ الإنسان».
٢١ ثُمَّ غادَرَ يَسُوع مِن هُناك، وذَهَبَ إلى مِنطَقَةِ صُور وصَيْدُون. + ٢٢ فخَرَجَتِ امرَأةٌ فِينِيقِيَّةٌ مِن تِلكَ المِنطَقَةِ وصَرَخَت: «إرحَمْني يا رَبّ، يا ابْنَ دَاوُد. إبْنَتي تَتَعَذَّبُ كَثيرًا بِسَبَبِ شَيْطَانٍ يُسَيطِرُ علَيها». + ٢٣ لكنَّهُ لم يُجِبْها بِأيَّةِ كَلِمَة. فاقتَرَبَ تَلاميذُهُ وألَحُّوا علَيهِ قائِلين: «قُلْ لها أن تَرحَلَ لِأنَّها تَلحَقُ بنا وتَصرُخ». ٢٤ أجاب: «أنا أُرسِلتُ فَقَط إلى خِرافِ بَيتِ إسْرَائِيل الضَّائِعَة». + ٢٥ لكنَّ المَرأةَ جاءَت وسَجَدَت أمامَهُ وقالَت: «يا رَبّ، ساعِدْني!». ٢٦ أجاب: «لا يَجوزُ أن يُؤْخَذَ خُبزُ الأوْلادِ ويُرْمى إلى صِغارِ الكِلاب». ٢٧ فقالَت: «صَحيحٌ يا رَبّ، لكنَّ صِغارَ الكِلابِ تَأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَقَعُ مِن طاوِلَةِ أسيادِها». + ٢٨ عِندَئِذٍ أجابَها يَسُوع: «إيمانُكِ عَظيمٌ يا امرَأة. ستَنالينَ ما تُريدين». فشُفِيَتِ ابْنَتُها في تِلكَ اللَّحظَة.
٢٩ ثُمَّ غادَرَ يَسُوع وجاءَ إلى مَكانٍ قُربَ بُحَيرَةِ الجَلِيل + وصَعِدَ إلى الجَبَلِ وجَلَسَ هُناك. ٣٠ واقتَرَبَت إلَيهِ جُموعٌ كَثيرَة، وكانَ معهُم عُرجٌ وعُميٌ وخُرسٌ ومَن عِندَهُم إعاقَةٌ ومَرْضى آخَرونَ كَثيرون، ووَضَعوهُم عِندَ قَدَمَيْهِ فشَفاهُم. + ٣١ فاندَهَشَتِ الجُموعُ عِندَما رَأَوُا الخُرسَ يَتَكَلَّمون، والَّذينَ عِندَهُم إعاقَةٌ يُشْفَوْن، والعُرجَ يَمْشون، والعُميانَ يَرَوْن. فمَجَّدوا إلهَ إسْرَائِيل. +
٣٢ ودَعا يَسُوع تَلاميذَهُ إلَيهِ وقال: «إنِّي أُشفِقُ على النَّاس، + فهُم معي مُنذُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ ولَيسَ عِندَهُم ما يَأكُلونَه. ولا أُريدُ أن يَرجِعوا جائِعين. * فقد يُغْمى علَيهِم في الطَّريق». + ٣٣ فقالَ لهُ التَّلاميذ: «نَحنُ في مَكانٍ مُنعَزِل، فمِن أينَ نَجلُبُ خُبزًا يَكْفي هذِهِ الجُموعَ الكَبيرَة كَي يَشبَعوا؟». + ٣٤ فسَألَهُم يَسُوع: «كم رَغيفًا عِندَكُم؟». قالوا: «سَبعَة، وبَعضُ السَّمَكاتِ الصَّغيرَة». ٣٥ فطَلَبَ مِنَ الجُموعِ أن يَجلِسوا على الأرض. ٣٦ ثُمَّ أخَذَ الأرغِفَةَ السَّبعَة والسَّمَك. وبَعدَ أن شَكَرَ اللّٰه، كَسَرَ الأرغِفَةَ وأعْطاها لِلتَّلاميذ، والتَّلاميذُ أعْطَوْها لِلجُموع. + ٣٧ فأكَلَ الجَميعُ وشَبِعوا. وجَمَعوا ما تَبَقَّى مِن قِطَعِ الخُبز، سَبعَ سَلَّاتٍ كَبيرَة مَلآنَة. + ٣٨ وكانَ عَدَدُ الَّذينَ أكَلوا ٠٠٠,٤ رَجُل، ما عَدا النِّساءَ والأوْلادَ الصِّغار. ٣٩ ثُمَّ طَلَبَ مِنَ الجُموعِ أن يَذهَبوا، وصَعِدَ إلى المَركَبِ وذَهَبَ إلى مِنطَقَةٍ تُسَمَّى «مَجَدَان». +
١٦ وهُناك، اقتَرَبَ مِنهُ الفَرِّيسِيُّونَ والصَّدُّوقِيُّونَ كَي يَمتَحِنوه. فطَلَبوا مِنهُ أن يُرِيَهُم عَلامَةً مِنَ السَّماء. + ٢ فرَدَّ علَيهِم: «حينَ تَكونُ السَّماءُ حَمراءَ في المَساء، تَقولون: ‹غَدًا سيَكونُ الطَّقسُ جَيِّدًا›. ٣ وحينَ تَكونُ حَمراءَ في الصَّباحِ ومَلآنَةً بِالغُيوم، تَقولون: ‹اليَومَ سيَكونُ الطَّقسُ مُمطِرًا وعاصِفًا›. تَعرِفونَ أن تُمَيِّزوا كَيفَ سيَكونُ الطَّقسُ مِن مَنظَرِ السَّماء، لكنَّكُم لا تَقدِرونَ أن تُفَسِّروا العَلاماتِ الَّتي تَحصُلُ الآن. * ٤ هذا الجيلُ الشِّرِّيرُ الخائِنُ * يَطلُبُ عَلامَة، لكنَّهُ لن يُعْطى + إلَّا عَلامَةَ النَّبِيِّ يُونَان». + ثُمَّ تَرَكَهُم وذَهَب.
٥ وعَبَرَ التَّلاميذُ إلى الجِهَةِ الأُخْرى مِنَ البُحَيرَة، ونَسوا أن يَأخُذوا معهُم خُبزًا. + ٦ وقالَ لهُم يَسُوع: «أَبْقوا عُيونَكُم مَفتوحَةً واحذَروا مِن خَميرَةِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين». + ٧ فبَدَأوا يَتَناقَشونَ في ما بَينَهُم ويَقولون: «رُبَّما يَقولُ ذلِك لِأنَّنا لم نَجلُبْ معنا خُبزًا». ٨ فعَرَفَ يَسُوع وقال لهُم: «يا قَليلي الإيمان، لِماذا تَقولونَ في ما بَينَكُم إنَّكُم لم تَجلُبوا خُبزًا؟ ٩ ألَا تَفهَمونَ قَصدي بَعد؟ ألَا تَذكُرونَ الأرغِفَةَ الخَمسَة الَّتي أشبَعَت ٠٠٠,٥ رَجُلٍ وكم سَلَّةٍ جَمَعتُم؟! + ١٠ أوِ الأرغِفَةَ السَّبعَة الَّتي أشبَعَت ٠٠٠,٤ رَجُلٍ وكم سَلَّةٍ كَبيرَة جَمَعتُم؟! + ١١ كَيفَ لا تَفهَمونَ أنِّي لم أكُنْ أتَكَلَّمُ عنِ الخُبز؟ فأنا أُحَذِّرُكُم مِن خَميرَةِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين». + ١٢ عِندَئِذٍ فَهِموا أنَّهُ لم يَكُنْ يُحَذِّرُهُم مِن خَميرَةِ الخُبز، بل مِن تَعاليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين.
١٣ ولمَّا جاءَ إلى مِنطَقَةِ قَيْصَرِيَّة فِيلِبِّي، سَألَ تَلاميذَه: «مَن هوَ ابْنُ الإنسانِ بِرَأْيِ النَّاس؟». + ١٤ أجابوا: «يَقولُ البَعضُ إنَّهُ يُوحَنَّا المَعْمَدَان، + وآخَرونَ إنَّهُ إيلِيَّا، + وآخَرونَ إنَّهُ إرْمِيَا أو واحِدٌ مِنَ الأنبِياء». ١٥ فسَألَهُم: «وأنتُم، مَن أنا بِرَأْيِكُم؟». ١٦ أجابَ سِمْعَان بُطْرُس: «أنتَ المَسِيح + ابْنُ اللّٰهِ الحَيِّ». + ١٧ فقالَ لهُ يَسُوع: «سَعيدٌ أنتَ يا سِمْعَان بْنَ يُونَان، لِأنَّ ذلِك لم يَكشِفْهُ لكَ إنسان، * بل أبي الَّذي في السَّموات! + ١٨ وأقولُ لكَ أيضًا: أنتَ بُطْرُس، + وعلى هذا الصَّخرِ + سأبْني جَماعَتي، وبَوَّاباتُ القَبرِ * لن تَقدِرَ علَيها. ١٩ سأُعْطيكَ مَفاتيحَ مَملَكَةِ السَّموات. فما تَربُطُهُ على الأرضِ يَكونُ مَربوطًا أساسًا في السَّموات، وما تَفُكُّهُ على الأرضِ يَكونُ مَفكوكًا أساسًا في السَّموات». ٢٠ ثُمَّ أوْصى تَلاميذَهُ بِحَزمٍ أن لا يَقولوا لِأحَدٍ إنَّهُ المَسِيح. +
٢١ مِن ذلِكَ الوَقت، بَدَأ يَسُوع يَشرَحُ لِتَلاميذِهِ أنَّهُ يَجِبُ أن يَذهَبَ إلى أُورُشَلِيم، ويُعانِيَ كَثيرًا مِنَ الشُّيوخِ وكِبارِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، ويُقتَل، ثُمَّ يُقامَ في اليَومِ الثَّالِث. + ٢٢ فأخَذَهُ بُطْرُس جانِبًا وبَدَأ يُوَبِّخُهُ ويَقول: «إرحَمْ نَفْسَكَ يا رَبّ! هذا لن يَحصُلَ لكَ أبَدًا». + ٢٣ أمَّا هو فأدارَ ظَهرَهُ وقالَ لِبُطْرُس: «إبتَعِدْ عنِّي * يا شَيْطَان! أنتَ عائِقٌ في طَريقي، * لِأنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفكيرَ اللّٰهِ بل تَفكيرَ النَّاس». +
٢٤ ثُمَّ قالَ يَسُوع لِتَلاميذِه: «إذا أرادَ أحَدٌ أن يَتبَعَني، يَجِبُ أن يُنكِرَ نَفْسَهُ كُلِّيًّا ويَحمِلَ خَشَبَةَ آلامِهِ ويَتبَعَني دائِمًا. + ٢٥ فمَن يُريدُ أن يُخَلِّصَ حَياتَهُ * يَخسَرُها، أمَّا مَن يَخسَرُ حَياتَهُ * مِن أجْلي فيُخَلِّصُها. + ٢٦ ماذا يَستَفيدُ الشَّخصُ لَو رَبِحَ العالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ حَياتَه؟ *+ أو ماذا يُعْطي الشَّخصُ لِيَستَرِدَّ حَياتَه؟ *+ ٢٧ فابْنُ الإنسانِ سيَأتي بِمَجدِ أبيهِ مع مَلائِكَتِه، وسَيُعْطي كُلَّ واحِدٍ ما يَستَحِقُّهُ على تَصَرُّفاتِه. + ٢٨ صِدقًا أقولُ لكُم: إنَّ بَعضَ المَوْجودينَ هُنا لن يَذوقوا المَوتَ أبَدًا قَبلَ أن يَرَوُا ابْنَ الإنسانِ آتِيًا في مَملَكَتِه». +
١٧ بَعدَ سِتَّةِ أيَّام، أخَذَ يَسُوع بُطْرُس ويَعْقُوب وأخاهُ يُوحَنَّا إلى جَبَلٍ عالٍ، وكانوا وَحْدَهُم. + ٢ وتَغَيَّرَ مَظهَرُهُ * أمامَهُم، فأضاءَ وَجهُهُ كالشَّمسِ وصارَت ثِيابُهُ تَلمَعُ * كالنُّور. + ٣ وفَجْأةً ظَهَرَ لهُم مُوسَى وإيلِيَّا، وكانا يَتَحَدَّثانِ إلى يَسُوع. ٤ فقالَ بُطْرُس لِيَسُوع: «يا رَبّ، كم هو رائِعٌ أنَّنا هُنا! فإذا أرَدتَ، فسَأنصُبُ هُنا ثَلاثَ خِيام: واحِدَة لكَ وواحِدَة لِمُوسَى وواحِدَة لِإيلِيَّا». ٥ وفيما هو يَتَكَلَّم، غَطَّتهُم غَيمَةٌ مُضيئَة، وقالَ صَوتٌ مِنَ الغَيمَة: «هذا هوَ ابْني الحَبيبُ الَّذي أنا راضٍ عنه. + إسمَعوا له». + ٦ ولمَّا سَمِعَ التَّلاميذُ ذلِك، سَقَطوا ووُجوهُهُم إلى الأرضِ وخافوا كَثيرًا. ٧ فاقتَرَبَ يَسُوع مِنهُم ولَمَسَهُم وقال: «قوموا، لا تَخافوا». ٨ فرَفَعوا رُؤوسَهُم ولم يَرَوْا أحَدًا غَيرَ يَسُوع. ٩ وفيما هُم نازِلونَ مِنَ الجَبَل، أوْصاهُم: «لا تُخبِروا أحَدًا بِالرُّؤيا إلى أن يُقامَ ابْنُ الإنسانِ مِن بَينِ الأموات». +
١٠ وسَألَهُ تَلاميذُه: «لِماذا إذًا يَقولُ الكَتَبَةُ إنَّ إيلِيَّا يَجِبُ أن يَأتِيَ أوَّلًا؟». + ١١ أجاب: «نَعَم، يَجِبُ أن يَأتِيَ إيلِيَّا ويَرُدَّ كُلَّ شَيء. + ١٢ لكنِّي أقولُ لكُم إنَّ إيلِيَّا أتى ولم يَعرِفوه، بل فَعَلوا بهِ ما أرادوا. + بِنَفْسِ الطَّريقَةِ أيضًا سيَتَألَّمُ ابْنُ الإنسانِ على أيْديهِم». + ١٣ عِندَئِذٍ فَهِمَ التَّلاميذُ أنَّهُ كانَ يُكَلِّمُهُم عن يُوحَنَّا المَعْمَدَان.
١٤ ولمَّا وَصَلوا عِندَ الجُموع، + اقتَرَبَ مِنهُ رَجُلٌ ورَكَعَ أمامَهُ وقال: ١٥ «يا سَيِّد، ارحَمِ ابْني لِأنَّهُ مَريضٌ بِالصَّرْعِ وحالَتُهُ سَيِّئَة. فكَثيرًا ما يَقَعُ في النَّارِ وكَثيرًا ما يَقَعُ في الماء. + ١٦ وقد أحضَرتُهُ إلى تَلاميذِك، لكنَّهُم لم يَقدِروا أن يَشْفوه». ١٧ فأجابَ يَسُوع: «أيُّها الجيلُ غَيرُ المُؤْمِنِ والأعوَج، + إلى متى أبْقى معكُم؟ إلى متى أتَحَمَّلُكُم؟ أُجلُبوهُ إلَيَّ هُنا». ١٨ فأمَرَ يَسُوع الشَّيْطَانَ بِحَزمٍ أن يَخرُجَ مِنه. فخَرَج، وشُفِيَ الصَّبِيُّ في تِلكَ اللَّحظَة. + ١٩ عِندَئِذٍ اقتَرَبَ التَّلاميذُ مِن يَسُوع على انفِرادٍ وسَألوه: «لِماذا لم نَقدِرْ نَحنُ أن نُخرِجَه؟». ٢٠ أجابَهُم: «بِسَبَبِ قِلَّةِ إيمانِكُم. صِدقًا أقولُ لكُم: إذا كانَ عِندَكُم إيمانٌ بِحَجمِ حَبَّةِ خَردَل، تَقولونَ لِهذا الجَبَل: ‹إنتَقِلْ مِن هُنا إلى هُناك›، فيَنتَقِل، ولا يَكونُ أيُّ شَيءٍ مُستَحيلًا علَيكُم». + ٢١ —
٢٢ وبَينَما كانَ يَسُوع وتَلاميذُهُ مُجتَمِعينَ في الجَلِيل، قالَ لهُم: «إبْنُ الإنسانِ سيُسَلَّمُ إلى أيْدي النَّاس. + ٢٣ وسَيَقتُلونَه، وفي اليَومِ الثَّالِثِ سيُقام». + فحَزِنَ التَّلاميذُ كَثيرًا.
٢٤ وبَعدَما وَصَلوا إلى كَفَرْنَاحُوم، اقتَرَبَ الَّذينَ يَجمَعونَ ضَريبَةَ الهَيكَلِ * مِن بُطْرُس وسَألوه: «هل يَدفَعُ مُعَلِّمُكُم ضَريبَةَ الهَيكَل؟». + ٢٥ فأجابَهُم: «نَعَم». ولمَّا دَخَلَ البَيت، سَبَقَهُ يَسُوع بِالكَلامِ وسَألَه: «ما رَأْيُكَ يا سِمْعَان؟ مِمَّن يَأخُذُ مُلوكُ الأرضِ الرُّسومَ والضَّرائِب؟ * مِن أوْلادِهِم أو مِنَ الشَّعب؟». ٢٦ أجاب: «مِنَ الشَّعب». فقالَ لهُ يَسُوع: «إذًا، الأوْلادُ مُعْفَوْنَ مِنَ الضَّريبَة. ٢٧ ولكنْ كَي لا نُضايِقَهُم، *+ اذهَبْ إلى البُحَيرَةِ وارْمِ صِنَّارَةً وخُذْ أوَّلَ سَمَكَةٍ تَصطادُها. وحينَ تَفتَحُ فَمَها تَجِدُ قِطعَةً نَقدِيَّة فِضِّيَّة. * خُذْها وادفَعِ الضَّريبَةَ عنِّي وعنك».
١٨ في ذلِكَ الوَقت، اقتَرَبَ التَّلاميذُ مِن يَسُوع وسَألوه: «مَن هوَ الأعظَمُ في مَملَكَةِ السَّموات؟». + ٢ فدَعا إلَيهِ وَلَدًا صَغيرًا وأوْقَفَهُ بَينَهُم، ٣ وقال: «صِدقًا أقولُ لكُم: إذا لم تَتَغَيَّروا * وتَصيروا مِثلَ الأوْلادِ الصِّغار، + فلن تَدخُلوا أبَدًا إلى مَملَكَةِ السَّموات. + ٤ فالَّذي يَتَواضَعُ مِثلَ هذا الوَلَدِ الصَّغيرِ هوَ الأعظَمُ في مَملَكَةِ السَّموات. + ٥ والَّذي يَستَقبِلُ وَلَدًا صَغيرًا كهذا مِن أجْلِ اسْمي، يَستَقبِلُني أنا أيضًا. ٦ ولكنِ الَّذي يَضَعُ عَقَبَةً أمامَ * أحَدِ هؤُلاءِ الصِّغارِ المُؤْمِنينَ بي، أحسَنُ لهُ أن يُعَلَّقَ حَولَ رَقَبَتِهِ حَجَرُ طَحنٍ كَبيرٌ * ويُرْمى في أعماقِ البَحر. +
٧ «يا وَيْلَ العالَمِ بِسَبَبِ العَقَباتِ الَّتي تُؤَدِّي إلى الخَطِيَّة! * بِالتَّأكيدِ سيَكونُ هُناك عَقَبات، ولكنْ يا وَيْلَ الشَّخصِ الَّذي يَضَعُها! ٨ فإذا كانَت يَدُكَ أو رِجلُكَ تَجعَلُكَ تُخطِئ، * فاقطَعْها وارْمِها بَعيدًا عنك. + فأحسَنُ لكَ أن تَنالَ الحَياةَ وعِندَكَ يَدٌ أو رِجلٌ واحِدَة، مِن أن تُرْمى في النَّارِ الأبَدِيَّة وعِندَكَ يَدانِ أو رِجلان. + ٩ وإذا كانَت عَيْنُكَ أيضًا تَجعَلُكَ تُخطِئ، * فاقلَعْها وارْمِها بَعيدًا عنك. فأحسَنُ لكَ أن تَنالَ الحَياةَ وأنتَ أعوَر، مِن أن تُرْمى في نارِ وادي هِنُّوم وعِندَكَ عَيْنان. + ١٠ إيَّاكُم أن تَستَخِفُّوا بِأحَدِ هؤُلاءِ الصِّغار. فأنا أقولُ لكُم إنَّ مَلائِكَتَهُم في السَّماءِ يَرَوْنَ دائِمًا وَجهَ أبي الَّذي في السَّماء. + ١١ —
١٢ «ما رَأْيُكُم؟ إذا كانَ لَدى أحَدٍ ١٠٠ خَروفٍ وشَرَدَ واحِدٌ مِنها، + أفَلَا يَترُكُ الـ ٩٩ على الجِبالِ ويَذهَبُ لِيَبحَثَ عنِ الخَروفِ الشَّارِد؟ + ١٣ وإذا وَجَدَه، أُؤَكِّدُ لكُم أنَّهُ يَفرَحُ بهِ أكثَرَ مِنَ الـ ٩٩ الَّتي لم تَشرُد. ١٤ بِشَكلٍ مُشابِه، لا يَرغَبُ أبي * الَّذي في السَّماءِ أن يَهلَكَ ولَو واحِدٌ مِن هؤُلاءِ الصِّغار. +
١٥ «وإذا أخطَأَ أخوكَ بِحَقِّك، فاذهَبْ وأَخبِرْهُ بَينَكَ وبَينَهُ عن خَطَئِه. *+ فإذا سَمِعَ لك، تَربَحُ أخاك. + ١٦ وإذا لم يَسمَع، فخُذْ معكَ شَخصًا أوِ اثنَيْن، لِأنَّ كُلَّ مَسألَةٍ تَصيرُ أكيدَةً بِشَهادَةِ * شَخصَيْنِ أو ثَلاثَة. + ١٧ وإذا لم يَسمَعْ لهُما، فأَخبِرِ الجَماعَة. وإذا لم يَسمَعْ لِلجَماعَةِ أيضًا، فعامِلْهُ كواحِدٍ مِنَ الأُمَمِ + وكَجامِعِ الضَّرائِب. +
١٨ «صِدقًا أقولُ لكُم: ما تَربُطونَهُ على الأرضِ يَكونُ مَربوطًا أساسًا في السَّماء، وما تَفُكُّونَهُ على الأرضِ يَكونُ مَفكوكًا أساسًا في السَّماء. ١٩ وصِدقًا أقولُ لكُم أيضًا: إذا اتَّفَقَ اثنانِ مِنكُم على الأرضِ أن يُصَلِّيا بِخُصوصِ أيِّ مَسألَةٍ مُهِمَّة، يَستَجيبُ لهُما أبي الَّذي في السَّماء. + ٢٠ فحينَ يَجتَمِعُ اثنانِ أو ثَلاثَةٌ بِاسْمي، + أكونُ بَينَهُم».
٢١ ثُمَّ اقتَرَبَ بُطْرُس وقالَ له: «يا رَبّ، كم مَرَّةً أُسامِحُ أخي عِندَما يُخطِئُ إلَيَّ؟ هل أُسامِحُهُ إلى سَبعِ مَرَّات؟». ٢٢ أجابَهُ يَسُوع: «لا، لَيسَ إلى سَبعِ مَرَّاتٍ بل إلى ٧٧ مَرَّة. +
٢٣ «لِذلِك تُشبِهُ مَملَكَةُ السَّمواتِ مَلِكًا أرادَ أن يُصَفِّيَ حِساباتِهِ مع عَبيدِه. ٢٤ ولمَّا بَدَأ يُصَفِّيها، أحضَرَ إلَيهِ خُدَّامُهُ عَبدًا كانَ علَيهِ ٦٠ مَليونَ دينار. * ٢٥ ولِأنَّ العَبدَ لم يَكُنْ يَملِكُ ما يُسَدِّدُ بهِ الدَّين، أمَرَ المَلِكُ بِأن يُباعَ هو وزَوجَتُهُ وأوْلادُهُ وكُلُّ ما يَملِكُ كَي يوفِيَ ما علَيه. + ٢٦ فسَجَدَ العَبدُ أمامَهُ وتَرَجَّاه: ‹إصبِرْ علَيَّ وسَأرُدُّ لكَ كُلَّ شَيء›. ٢٧ فأشفَقَ المَلِكُ علَيهِ وألْغى لهُ دَينَهُ + وتَرَكَهُ يَذهَب. ٢٨ ولكنْ لمَّا خَرَجَ ذلِكَ العَبد، وجَدَ واحِدًا مِن رِفاقِهِ العَبيدِ كانَ مَديونًا لهُ بـ ١٠٠ دينار. فأمسَكَهُ وبَدَأ يَخنُقُهُ قائِلًا: ‹إدفَعْ لي ما علَيك›. ٢٩ فسَجَدَ رَفيقُهُ أمامَهُ وتَرَجَّاه: ‹إصبِرْ علَيَّ وسَأدفَعُ لك›. ٣٠ فلم يَقبَل، بل ذَهَبَ ورَماهُ في السِّجنِ إلى أن يوفِيَ ما علَيه. ٣١ ولمَّا رَأى رِفاقُهُ العَبيدُ ما حَدَث، تَضايَقوا جِدًّا وذَهَبوا وأخبَروا المَلِكَ بِكُلِّ ما حَصَل. ٣٢ عِندَئِذٍ استَدْعاهُ المَلِكُ وقالَ له: ‹أيُّها العَبدُ الشِّرِّير، لقد ألْغَيتُ لكَ كُلَّ ذلِكَ الدَّينِ حينَ تَرَجَّيتَني. ٣٣ ألَمْ يَكُنْ علَيكَ أن تَرحَمَ أنتَ أيضًا رَفيقَكَ العَبدَ مِثلَما رَحِمتُكَ أنا؟›. + ٣٤ وغَضِبَ المَلِكُ كَثيرًا وسَلَّمَهُ إلى السَّجَّانينَ إلى أن يوفِيَ دَينَهُ كُلَّه. ٣٥ هكَذا سيُعامِلُكُم + أبي السَّماوِيُّ إذا لم يُسامِحْ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم أخاهُ مِن قَلبِه». +
١٩ ولمَّا انتَهى يَسُوع مِن هذا الكَلام، غادَرَ الجَلِيل وجاءَ إلى حُدودِ اليَهُودِيَّة في الجِهَةِ الأُخْرى مِن نَهرِ الأُرْدُنّ. + ٢ وتَبِعَتهُ جُموعٌ كَبيرَة، فشَفى المَرْضى هُناك.
٣ وأتى إلَيهِ فَرِّيسِيُّونَ كَي يَمتَحِنوه، فسَألوه: «هل يَحِقُّ لِلرَّجُلِ أن يُطَلِّقَ زَوجَتَهُ لِأيِّ سَبَبٍ كان؟». + ٤ فأجاب: «ألَمْ تَقرَأوا أنَّ الَّذي خَلَقَهُما، خَلَقَهُما مِنَ البِدايَةِ ذَكَرًا وأُنْثى؟ + ٥ ألَمْ تَقرَأوا أيضًا أنَّهُ قال: ‹لِهذا السَّبَبِ يَترُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأُمَّهُ ويَلتَصِقُ بِزَوجَتِهِ ويَصيرُ الاثنانِ جَسَدًا واحِدًا›؟ + ٦ فهُما لم يَعودا اثنَيْن، بل جَسَدٌ واحِد. إذًا، ما جَمَعَهُ اللّٰهُ * لا يَجِبُ أن يُفَرِّقَهُ إنسان». + ٧ قالوا له: «لِماذا إذًا أمَرَ مُوسَى أن يُعْطِيَ الرَّجُلُ وَثيقَةَ طَلاقٍ لِزَوجَتِهِ ويُرسِلَها؟». + ٨ قالَ لهُم: «بِسَبَبِ قَساوَةِ قُلوبِكُم تَساهَلَ مُوسَى معكُم في طَلاقِ زَوجاتِكُم، + لكنَّ الوَضعَ لم يَكُنْ هكَذا في البِدايَة. + ٩ لِذلِك أقولُ لكُم إنَّ كُلَّ مَن يُطَلِّقُ زَوجَتَه، إلَّا إذا ارتَكَبَتِ العَهارَة، * ويَتَزَوَّجُ غَيرَها فهو يَزْني». +
١٠ فقالَ لهُ التَّلاميذ: «إذا كانَ الزَّواجُ هكَذا، فعَدَمُ الزَّواجِ أفضَل». ١١ قالَ لهُم: «لا يَقدِرُ الجَميعُ أن يُطَبِّقوا هذا الكَلام، بل فَقَطِ الَّذينَ لَدَيهِمِ المَوهِبَة. + ١٢ فهُناك خِصيانٌ وُلِدوا هكَذا، وهُناك أشخاصٌ خَصاهُمُ النَّاس، وهُناك أشخاصٌ خَصَوْا أنفُسَهُم مِن أجْلِ مَملَكَةِ السَّموات. مَن يَقبَلُ أن يَعيشَ هكَذا فلْيَفعَل». +
١٣ ثُمَّ أحضَرَ إلَيهِ النَّاسُ أوْلادًا صِغارًا لِيَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِم ويُصَلِّيَ مِن أجْلِهِم، لكنَّ التَّلاميذَ وَبَّخوهُم. + ١٤ أمَّا يَسُوع فقال: «أُترُكوا الأوْلادَ الصِّغارَ يَأتونَ إلَيَّ ولا تَمنَعوهُم، لِأنَّ مَملَكَةَ السَّمواتِ هي لِمِثلِ هؤُلاء». + ١٥ فوَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِم وذَهَبَ مِن هُناك.
١٦ واقتَرَبَ مِنهُ شابٌّ وسَألَه: «يا مُعَلِّم، أيُّ أعمالٍ صالِحَة علَيَّ أن أعمَلَها كَي أحصُلَ على الحَياةِ الأبَدِيَّة؟». + ١٧ أجابَه: «لِماذا تَسألُني أنا عن ما هو صالِح؟ واحِدٌ فَقَط هوَ الصَّالِح. + ولكنْ إذا أرَدتَ أن تَحصُلَ على الحَياة، فاستَمِرَّ في إطاعَةِ الوَصايا». + ١٨ فسَألَه: «أيِّ وَصايا؟». أجابَ يَسُوع: «لا تَقتُل، + لا تَزْنِ، + لا تَسرِق، + لا تُقَدِّمْ شَهادَةً كاذِبَة، + ١٩ أَكرِمْ أباكَ وأُمَّك، + وأَحِبَّ قَريبَكَ كنَفْسِك». + ٢٠ قالَ لهُ الشَّابّ: «أنا أُطَبِّقُ كُلَّ هذِهِ الوَصايا، فماذا يَنقُصُني بَعد؟». ٢١ قالَ لهُ يَسُوع: «إذا أرَدتَ أن تَكونَ كامِلًا، فاذهَبْ وبِعْ مُمتَلَكاتِكَ وأعْطِ الفُقَراء، فيَكونَ لَدَيكَ كَنزٌ في السَّماء. + ثُمَّ تَعالَ اتبَعْني». + ٢٢ فلمَّا سَمِعَ الشَّابُّ ذلِك، ذَهَبَ حَزينًا لِأنَّ أملاكَهُ كانَت كَثيرَة. + ٢٣ عِندَئِذٍ قالَ يَسُوع لِتَلاميذِه: «صِدقًا أقولُ لكُم: صَعبٌ على الغَنِيِّ أن يَدخُلَ إلى مَملَكَةِ السَّموات. + ٢٤ وأقولُ لكُم أيضًا: إنَّ مُرورَ جَمَلٍ في ثُقْبِ إبرَةٍ أسهَلُ مِن أن يَدخُلَ غَنِيٌّ إلى مَملَكَةِ اللّٰه». +
٢٥ فلمَّا سَمِعَ التَّلاميذُ ذلِك، تَعَجَّبوا كَثيرًا وقالوا: «إذًا، مَن يَقدِرُ أن يَخلُص؟». + ٢٦ فنَظَرَ يَسُوع في عُيونِهِم وقالَ لهُم: «هذا مُستَحيلٌ عِندَ النَّاس، ولكنْ كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ عِندَ اللّٰه». +
٢٧ عِندَئِذٍ قالَ لهُ بُطْرُس: «نَحنُ تَرَكنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعناك، فماذا سنَنال؟». + ٢٨ قالَ لهُم يَسُوع: «صِدقًا أقولُ لكُم: حينَ يَجلِسُ ابْنُ الإنسانِ على عَرشِهِ المَجيدِ عِندَ تَجديدِ كُلِّ شَيء، ستَجلِسونَ أنتُم أيضًا، يا مَن تَبِعتُموني، على ١٢ عَرشًا وتُحاسِبونَ أسباطَ إسْرَائِيل الـ ١٢. + ٢٩ وكُلُّ مَن تَرَكَ بُيوتًا أو إخوَةً أو أخَواتٍ أو أبًا أو أُمًّا أو أوْلادًا أو أراضي مِن أجْلِ اسْمي، يَنالُ مِئَةَ ضِعفٍ ويُكافَأُ بِحَياةٍ أبَدِيَّة. +
٣٠ «لكنَّ كَثيرينَ هُمُ الآنَ في الأوَّلِ سيَصيرونَ في الآخِر، وكَثيرينَ هُمُ الآنَ في الآخِرِ سيَصيرونَ في الأوَّل. +
٢٠ «فمَملَكَةُ السَّمواتِ تُشبِهُ صاحِبَ كَرمٍ خَرَجَ في الصَّباحِ الباكِرِ لِيَستَأجِرَ عُمَّالًا لِكَرمِه. + ٢ فاتَّفَقَ معَ العُمَّالِ أن يَدفَعَ لهُم دينارًا في اليَوم، وأرسَلَهُم إلى كَرمِه. ٣ ثُمَّ خَرَجَ حَوالَيِ السَّاعَةِ التَّاسِعَة صَباحًا، * ورَأى عُمَّالًا آخَرينَ واقِفينَ في ساحَةِ السُّوقِ بِلا عَمَل. ٤ فقالَ لهُم: ‹إذهَبوا أنتُم أيضًا إلى الكَرم، وسَأُعْطيكُم أُجرَةً عادِلَة›. ٥ فذَهَبوا. وخَرَجَ مَرَّةً أُخْرى حَوالَيِ السَّاعَةِ الـ ١٢ ظُهرًا، * ثُمَّ حَوالَيِ الثَّالِثَة بَعدَ الظُّهرِ * وفَعَلَ الأمرَ نَفْسَه. ٦ وأخيرًا، خَرَجَ حَوالَيِ السَّاعَةِ الخامِسَة بَعدَ الظُّهرِ * ووَجَدَ عُمَّالًا آخَرينَ واقِفين. فسَألَهُم: ‹لِماذا أنتُم واقِفونَ هُنا كُلَّ النَّهارِ بِلا عَمَل؟›. ٧ أجابوه: ‹لم يَستَأجِرْنا أحَد›. فقالَ لهُم: ‹إذهَبوا أنتُم أيضًا إلى الكَرم›.
٨ «ولمَّا صارَ المَساء، قالَ صاحِبُ الكَرمِ لِلمَسؤولِ عن أعمالِه: ‹إستَدْعِ العُمَّالَ وادفَعْ لهُم أُجرَتَهُم، + وابدَأْ بِالَّذينَ أتَوْا في الآخِرِ حتَّى تَصِلَ إلى الَّذينَ أتَوْا في الأوَّل›. ٩ ولمَّا جاءَ الَّذينَ بَدَأوا العَمَلَ عِندَ الخامِسَة بَعدَ الظُّهر، حَصَلَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم على دينار. ١٠ لِذلِك لمَّا جاءَ الَّذينَ عَمِلوا كُلَّ النَّهار، ظَنُّوا أنَّهُم سيَأخُذونَ أكثَر، لكنَّهُم حَصَلوا هُم أيضًا على دينارٍ واحِد. ١١ عِندَئِذٍ، بَدَأوا يَتَشَكَّوْنَ مِن صاحِبِ الكَرم، ١٢ ويَقولون: ‹هؤُلاءِ الَّذينَ أتَوْا في الآخِرِ عَمِلوا ساعَةً واحِدَة، لكنَّكَ ساوَيتَهُم بنا نَحنُ الَّذينَ تَعِبنا طولَ النَّهارِ تَحتَ حَرِّ الشَّمس›. ١٣ فقالَ لِواحِدٍ مِنهُم: ‹يا رَجُل، أنا لم أظلِمْك. ألَمْ نَتَّفِقْ على دينار؟ + ١٤ خُذْ أُجرَتَكَ واذهَب. أنا أُريدُ أن أُعْطِيَ الَّذينَ أتَوْا في الآخِرِ مِثلَك. ١٥ ألَا يَحِقُّ لي أن أفعَلَ ما أُريدُ بِمالي؟ أم إنَّ عَيْنَكَ حَسودَةٌ * لِأنِّي رَجُلٌ كَريم؟›. *+ ١٦ بِهذِهِ الطَّريقَة، الَّذينَ في الآخِرِ سيَصيرونَ في الأوَّل، والَّذينَ في الأوَّلِ سيَصيرونَ في الآخِر». +
١٧ وفيما كانَ يَسُوع صاعِدًا إلى أُورُشَلِيم، أخَذَ الـ ١٢ تِلميذًا على انفِرادٍ وقالَ لهُم في الطَّريق: + ١٨ «إسمَعوا! نَحنُ صاعِدونَ إلى أُورُشَلِيم، وابْنُ الإنسانِ سيُسَلَّمُ إلى كِبارِ الكَهَنَةِ وإلى الكَتَبَة. وسَيَحكُمونَ علَيهِ بِالمَوت، + ١٩ ويُسَلِّمونَهُ إلى أشخاصٍ مِنَ الأُمَمِ كَي يَسخَروا مِنهُ ويَجلِدوهُ ويُعَلِّقوهُ * على خَشَبَة. + وفي اليَومِ الثَّالِثِ سيُقام». +
٢٠ عِندَئِذٍ اقتَرَبَت إلَيهِ أُمُّ ابْنَيْ زَبَدِي + ومعها ابْناها وسَجَدَت أمامَه، وكانَت تُريدُ أن تَطلُبَ مِنهُ شَيئًا. + ٢١ فقالَ لها: «ماذا تُريدين؟». أجابَته: «أُريدُ أن يَجلِسَ ابْنايَ معكَ في مَملَكَتِك، + واحِدٌ على يَمينِكَ والآخَرُ على شِمالِك». ٢٢ أجابَ يَسُوع: «أنتُما لا تَعرِفانِ ماذا تَطلُبان. هل تَقدِرانِ أن تَشرَبا الكَأسَ الَّذي سأشرَبُه؟». + فقالا له: «نَقدِر». ٢٣ قالَ لهُما: «كَأسي ستَشرَبانِه. + أمَّا الجُلوسُ على يَميني وعلى شِمالي، فلَستُ أنا مَن يُقَرِّرُه. فأبي هوَ الَّذي يُقَرِّرُ مَن يُسمَحُ لهُم بِالجُلوسِ هُناك». +
٢٤ ولمَّا سَمِعَ العَشَرَة الآخَرونَ بِذلِك، غَضِبوا جِدًّا مِنَ الأخَوَيْن. + ٢٥ لكنَّ يَسُوع استَدْعى التَّلاميذَ وقال: «أنتُم تَعرِفونَ أنَّ حُكَّامَ العالَمِ * يَتَحَكَّمونَ في شُعوبِهِم، وأنَّ العُظَماءَ يَتَسَلَّطونَ علَيهِم. + ٢٦ ولكنْ لا يَجِبُ أن يَكونَ الأمرُ هكَذا بَينَكُم. + فمَن يُريدُ أن يَكونَ عَظيمًا بَينَكُم يَجِبُ أن يَكونَ خادِمًا لكُم. + ٢٧ ومَن يُريدُ أن يَكونَ الأوَّلَ بَينَكُم يَجِبُ أن يَكونَ عَبدًا لكُم. + ٢٨ هكَذا فَعَلَ ابْنُ الإنسانِ الَّذي لم يَأتِ لِيَخدُمَهُ النَّاس، بل لِيَخدُمَهُم هو + ويُقَدِّمَ حَياتَهُ * فِديَةً عن كَثيرين». +
٢٩ وبَينَما هُم خارِجونَ مِن أَرِيحَا، تَبِعَتهُ جُموعٌ كَبيرَة. ٣٠ وسَمِعَ أعْمَيانِ جالِسانِ على جانِبِ الطَّريقِ أنَّ يَسُوع يَمُرُّ مِن هُناك، فصَرَخا: «إرحَمْنا يا رَبّ، يا ابْنَ دَاوُد!». + ٣١ فوَبَّخَهُما النَّاسُ وأمَروهُما أن يَسكُتا، إلَّا أنَّهُما صَرَخا بِصَوتٍ أعْلى: «إرحَمْنا يا رَبّ، يا ابْنَ دَاوُد!». ٣٢ فتَوَقَّفَ يَسُوع وناداهُما وقال: «ماذا تُريدانِ أن أفعَلَ لكُما؟». ٣٣ أجاباه: «يا رَبّ، افتَحْ عُيونَنا». ٣٤ فأشفَقَ يَسُوع علَيهِما ولَمَسَ عُيونَهُما، + فاستَعادا نَظَرَهُما فَوْرًا وتَبِعاه.
٢١ وعِندَما اقتَرَبوا مِن أُورُشَلِيم ووَصَلوا إلى بَيْت فَاجِي على جَبَلِ الزَّيْتُون، أرسَلَ يَسُوع اثنَيْنِ مِن تَلاميذِه، + ٢ وقالَ لهُما: «أُدخُلا إلى القَريَةِ الَّتي تَرَيانِها أمامَكُما، وسَتَجِدانِ فَوْرًا حِمارًا صَغيرًا مَربوطًا بِجانِبِ أُمِّه. فُكَّا رِباطَهُما وأَحضِراهُما إلَيَّ. ٣ وإذا قالَ لكُما أحَدٌ شَيئًا، تُجيبانِه: ‹الرَّبُّ يَحتاجُ إلَيهِما›. عِندَئِذٍ يُرسِلُهُما معكُما في الحال».
٤ وهذا حَدَثَ فِعلًا لِيَتَحَقَّقَ ما قيلَ بِواسِطَةِ النَّبِيّ: ٥ «قولوا لِبِنتِ صِهْيَوْن: ‹ها هو مَلِكُكِ آتٍ إلَيكِ. + إنَّهُ وَديعٌ + وراكِبٌ على حِمار، على حِمارٍ صَغير›». *+
٦ فذَهَبَ التِّلميذانِ وفَعَلا تَمامًا مِثلَما طَلَبَ مِنهُما يَسُوع. + ٧ وأحضَرا الحِمارَ الصَّغيرَ وأُمَّهُ ووَضَعوا علَيهِما ثِيابَهُمُ الخارِجِيَّة، فجَلَسَ يَسُوع علَيها. + ٨ وفَرَشَ مُعظَمُ الجُموعِ ثِيابَهُمُ الخارِجِيَّة على الطَّريق، + وقَطَعَ آخَرونَ أغصانًا مِنَ الأشجارِ وفَرَشوها على الطَّريق. ٩ وكانَتِ الجُموعُ الَّتي تَمْشي قُدَّامَهُ ووَراءَهُ تَصرُخ: «نَرْجوك، خَلِّصِ ابْنَ دَاوُد! *+ مُبارَكٌ هوَ الآتي بِاسْمِ يَهْوَه! + نَرْجوك، خَلِّصْهُ يا مَن في الأعالي!». +
١٠ ولمَّا دَخَلَ إلى أُورُشَلِيم، ضَجَّتِ المَدينَةُ كُلُّها وقالَ سُكَّانُها: «مَن هذا؟». ١١ فأجابَتِ الجُموع: «هذا هوَ النَّبِيُّ يَسُوع + مِنَ النَّاصِرَة في الجَلِيل!».
١٢ ثُمَّ دَخَلَ يَسُوع إلى الهَيكَلِ وطَرَدَ جَميعَ الَّذينَ يَبيعونَ ويَشتَرونَ هُناك، وقَلَبَ طاوِلاتِ الصَّرَّافينَ ومَقاعِدَ بائِعي الحَمام. + ١٣ وقالَ لهُم: «مَكتوب: ‹بَيتي سيُدْعى بَيتَ صَلاة›، + لكنَّكُم تَجعَلونَهُ مَغارَةَ لُصوص». + ١٤ وفيما هو في الهَيكَل، جاءَ إلَيهِ عُميٌ وعُرج، فشَفاهُم.
١٥ ولمَّا رَأى كِبارُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ الأعمالَ العَجيبَة الَّتي عَمِلَها، ورَأَوُا الصِّبيانَ يَصرُخونَ في الهَيكَلِ ويَقولون: «نَرْجوك، خَلِّصِ ابْنَ دَاوُد!»، + غَضِبوا جِدًّا. + ١٦ وقالوا له: «هل تَسمَعُ ما يَقولُهُ الصِّبيان؟». أجابَهُم: «نَعَم. ألَمْ تَقرَأوا هذِهِ الكَلِماتِ مِن قَبل: ‹مِن فَمِ الأوْلادِ والأطفالِ أخرَجتَ تَسبيحًا›؟». + ١٧ ثُمَّ تَرَكَهُم وخَرَجَ مِنَ المَدينَةِ إلى بَيْت عَنْيَا وقَضى اللَّيلَ هُناك. +
١٨ وبَينَما كانَ يَسُوع راجِعًا إلى المَدينَةِ في الصَّباحِ الباكِر، أحَسَّ بِالجوع. + ١٩ ورَأى شَجَرَةَ تينٍ على الطَّريقِ فذَهَبَ إلَيها. لكنَّهُ لم يَجِدْ علَيها شَيئًا إلَّا الوَرَق. + فقالَ لها: «لن يَأتِيَ مِنكِ ثَمَرٌ أبَدًا بَعدَ الآن». + فيَبِسَتِ التِّينَةُ فَوْرًا. ٢٠ ولمَّا رَأى التَّلاميذُ ذلِك، تَعَجَّبوا وقالوا: «كَيفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فَوْرًا؟». + ٢١ أجابَهُم يَسُوع: «صِدقًا أقولُ لكُم: إذا كانَ لَدَيكُم إيمانٌ ولا تَشُكُّون، فلن تَفعَلوا فَقَط ما فَعَلتُهُ بِالتِّينَة. بل أيضًا إذا قُلتُم لِهذا الجَبَل: ‹قُمْ وانطَرِحْ في البَحر›، فسَيَحدُثُ ذلِك. + ٢٢ فإذا كانَ لَدَيكُم إيمان، فكُلُّ ما تُصَلُّونَ مِن أجْلِهِ ستَحصُلونَ علَيه». +
٢٣ وبَعدَما دَخَلَ إلى الهَيكَل، اقتَرَبَ مِنهُ كِبارُ الكَهَنَةِ وشُيوخُ الشَّعبِ وهو يُعَلِّمُ وسَألوه: «بِأيِّ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمال؟ ومَن أعْطاكَ هذِهِ السُّلطَة؟». + ٢٤ أجابَهُم يَسُوع: «وأنا أيضًا سأسألُكُم سُؤالًا واحِدًا. فإذا أجَبتُموني، أقولُ لكُم بِأيِّ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمال. ٢٥ مَن أعْطى يُوحَنَّا السُّلطَةَ أن يُعَمِّد؟ اللّٰهُ * أمِ النَّاس؟». فتَشاوَروا في ما بَينَهُم وقالوا: «إذا قُلنا: ‹اللّٰه›، * يُجيبُنا: ‹لِماذا إذًا لم تُؤْمِنوا به؟›. + ٢٦ وإذا قُلنا: ‹النَّاس›، نَخافُ مِنَ الجُموعِ لِأنَّهُم كُلَّهُم يَعتَبِرونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا». ٢٧ لِذلِك أجابوا يَسُوع: «لا نَعرِف». فقالَ لهُم: «ولا أنا أقولُ لكُم بِأيِّ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمال.
٢٨ «ما رَأْيُكُم؟ كانَ لَدى رَجُلٍ وَلَدان. فجاءَ إلى الأوَّلِ وقالَ له: ‹يا وَلَدي، اذهَبِ اليَومَ واشتَغِلْ في الكَرم›. ٢٩ فأجابَهُ الوَلَد: ‹لا أُريد›، لكنَّهُ بَعدَ ذلِك نَدِمَ وذَهَب. ٣٠ وجاءَ إلى وَلَدِهِ الثَّاني وطَلَبَ مِنهُ الأمرَ نَفْسَه. فأجابَه: ‹حاضِر يا أبي›، * لكنَّهُ لم يَذهَب. ٣١ فمَن مِنهُما عَمِلَ ما يُريدُهُ أبوه؟». أجابوا: «الأوَّل». قالَ لهُم يَسُوع: «صِدقًا أقولُ لكُم: إنَّ جامِعي الضَّرائِبِ والعاهِراتِ يَسبِقونَكُم إلى مَملَكَةِ اللّٰه. ٣٢ فقد جاءَ يُوحَنَّا إلَيكُم كَي يُرِيَكُم طَريقَ الحَقّ، لكنَّكُم لم تُؤْمِنوا به. أمَّا جامِعو الضَّرائِبِ والعاهِراتُ فآمَنوا به. + وحتَّى بَعدَما رَأيتُم ذلِك، لم تَندَموا ولم تُؤْمِنوا به.
٣٣ «إسمَعوا مَثَلًا آخَر: كانَ هُناك صاحِبُ أرضٍ زَرَعَ كَرمًا، + ووَضَعَ حَولَهُ سِياجًا، وحَفَرَ فيهِ مِعصَرَةَ نَبيذ، وبَنى بُرجًا لِلحِراسَة. + ثُمَّ أجَّرَهُ لِفَلَّاحينَ وسافَرَ بَعيدًا. + ٣٤ ولمَّا جاءَ مَوْسِمُ قَطفِ العِنَب، أرسَلَ عَبيدَهُ إلى الفَلَّاحينَ لِيَأخُذَ حِصَّتَه. ٣٥ لكنَّ الفَلَّاحينَ أمسَكوا عَبيدَه، فضَرَبوا واحِدًا وقَتَلوا آخَرَ ورَجَموا آخَرَ حتَّى المَوت. + ٣٦ فأرسَلَ مِن جَديدٍ عَبيدًا آخَرينَ أكثَرَ مِنَ المَرَّةِ الأُولى، ففَعَلوا بهِم نَفْسَ الشَّيء. + ٣٧ وأخيرًا، أرسَلَ إلَيهِمِ ابْنَهُ لِأنَّهُ قال: ‹سيَحتَرِمونَ ابْني›. ٣٨ فلمَّا رَأى الفَلَّاحونَ الابْن، قالوا بَعضُهُم لِبَعض: ‹هذا هوَ الوَريث. + تَعالَوْا نَقتُلُهُ ونَأخُذُ ميراثَه!›. ٣٩ فأمسَكوهُ ورَمَوْهُ خارِجَ الكَرمِ وقَتَلوه. + ٤٠ فعِندَما يَرجِعُ صاحِبُ الكَرم، ماذا سيَفعَلُ بِهؤُلاءِ الفَلَّاحين؟». ٤١ قالوا له: «لِأنَّهُم أشرار، سيَقْضي علَيهِم تَمامًا ويُؤَجِّرُ الكَرمَ لِفَلَّاحينَ آخَرينَ يُعْطونَهُ الثَّمَرَ في وَقتِه».
٤٢ قالَ لهُم يَسُوع: «ألَمْ تَقرَأوا أبَدًا في الأسفارِ المُقَدَّسَة أنَّ ‹الحَجَرَ الَّذي رَفَضَهُ البَنَّاؤونَ صارَ هو حَجَرَ الزَّاوِيَةِ الرَّئيسِيّ؟ *+ هذا الحَجَرُ مِن يَهْوَه، وهو رائِعٌ في نَظَرِنا›. + ٤٣ لِذلِك أقولُ لكُم: مَملَكَةُ اللّٰهِ تُؤْخَذُ مِنكُم وتُعْطى لِأُمَّةٍ تُنتِجُ ثِمارًا جَيِّدَة. * ٤٤ ومَن يَقَعُ على هذا الحَجَرِ سيَتَكَسَّر. + ومَن يَقَعُ هذا الحَجَرُ علَيهِ سيَسحَقُه». +
٤٥ ولمَّا سَمِعَ كِبارُ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيُّونَ هذَيْنِ المَثَلَيْن، عَرَفوا أنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ عنهُم. + ٤٦ فأرادوا أن يَقبِضوا علَيه، لكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لِأنَّهُم كانوا يَعتَبِرونَهُ نَبِيًّا. +
٢٢ مَرَّةً أُخْرى، تَكَلَّمَ يَسُوع معهُم بِأمثالٍ وقال: ٢ «تُشبِهُ مَملَكَةُ السَّمواتِ مَلِكًا عَمِلَ لِابْنِهِ وَليمَةَ عُرس. + ٣ وأرسَلَ عَبيدَهُ لِيَدْعوا المَدْعُوِّينَ إلى وَليمَةِ العُرس، لكنَّهُم لم يُريدوا أن يَأتوا. + ٤ وأرسَلَ مَرَّةً ثانِيَة عَبيدًا آخَرينَ وأوْصاهُم: ‹قولوا لِلمَدْعُوِّين: «حَضَّرتُ الغَداء. ثيراني وأسمَنُ حَيَواناتي ذُبِحَت، وكُلُّ شَيءٍ جاهِز. فتَعالَوْا إلى وَليمَةِ العُرس»›. ٥ لكنَّ المَدْعُوِّينَ لم يَهتَمُّوا، فذَهَبَ بَعضُهُم إلى حُقولِهِم وآخَرونَ إلى تِجارَتِهِم. + ٦ أمَّا الباقونَ فأمسَكوا عَبيدَهُ وأهانوهُم وأساؤُوا مُعامَلَتَهُم وقَتَلوهُم.
٧ «فغَضِبَ المَلِكُ جِدًّا وأرسَلَ جُنودَهُ وأهلَكَ هؤُلاءِ القاتِلينَ وأحرَقَ مَدينَتَهُم. + ٨ ثُمَّ قالَ لِعَبيدِه: ‹وَليمَةُ العُرسِ جاهِزَة، لكنَّ المَدْعُوِّينَ لا يَستَحِقُّونَها. + ٩ لِذلِكَ اذهَبوا إلى الشَّوارِعِ الَّتي تُؤَدِّي إلى خارِجِ المَدينَة، وادْعوا إلى وَليمَةِ العُرسِ كُلَّ الَّذينَ تَجِدونَهُم›. + ١٠ فخَرَجَ هؤُلاءِ العَبيدُ إلى الشَّوارِعِ وجَمَعوا كُلَّ الَّذينَ وَجَدوهُم، أشرارًا وصالِحين. فامتَلَأَت قاعَةُ العُرسِ بِالضُّيوف. *
١١ «ولمَّا دَخَلَ المَلِكُ كَي يَتَفَقَّدَ الضُّيوف، رَأى شَخصًا لا يَلبَسُ ثَوبًا لِلعُرس. ١٢ فقالَ له: ‹يا رَجُل، كَيفَ دَخَلتَ إلى هُنا وأنتَ لا تَلبَسُ ثَوبًا لِلعُرس؟›. فظَلَّ ساكِتًا. ١٣ عِندَئِذٍ قالَ المَلِكُ لِخُدَّامِه: ‹أُربُطوا يَدَيْهِ ورِجلَيْهِ وارْموهُ خارِجًا في الظُّلمَة. هُناك سيَبْكي ويَشُدُّ على أسنانِه›.
١٤ «فالمَدْعُوُّونَ كَثيرون، لكنَّ المُختارينَ قَليلون».
١٥ فذَهَبَ الفَرِّيسِيُّونَ وتَآمَروا معًا كَي يُمسِكوا علَيهِ كَلِمَة. + ١٦ فأرسَلوا إلَيهِ تَلاميذَهُم مع أعضاءِ حِزبِ هِيرُودُس + كَي يَقولوا له: «يا مُعَلِّم، نَعرِفُ أنَّكَ صادِقٌ وتُعَلِّمُ الحَقيقَةَ عن طَريقِ اللّٰه، ولا يَهُمُّكَ أن تُرْضِيَ النَّاسَ لِأنَّكَ لا تَنظُرُ إلى المَظهَرِ الخارِجِيّ. ١٧ قُلْ لنا: هل يَجوزُ دَفعُ الضَّريبَةِ * لِقَيْصَر أم لا؟ ما رَأْيُك؟». ١٨ إلَّا أنَّ يَسُوع عَرَفَ خُطَّتَهُمُ الشِّرِّيرَة، فقالَ لهُم: «لِماذا تَمتَحِنونَني يا مُنافِقون؟ ١٩ أَعْطوني العُملَةَ الَّتي تَدفَعونَها لِلضَّريبَة». فناوَلوهُ دينارًا. ٢٠ فسَأل: «صورَةُ مَن هذِه، واسْمُ مَن هذا؟». ٢١ أجابوا: «قَيْصَر». عِندَئِذٍ قالَ لهُم: «إذًا أَعْطوا ما لِقَيْصَر لِقَيْصَر، وما لِلّٰهِ لِلّٰه». + ٢٢ فاندَهَشوا لمَّا سَمِعوا ذلِك وتَرَكوهُ وذَهَبوا.
٢٣ في ذلِكَ اليَوم، جاءَ إلَيهِ الصَّدُّوقِيُّونَ الَّذينَ لا يُؤْمِنونَ بِالقِيامَةِ + وسَألوه: + ٢٤ «يا مُعَلِّم، قالَ مُوسَى: ‹إذا ماتَ رَجُلٌ ولَيسَ لَدَيهِ أوْلاد، يَجِبُ أن يَتَزَوَّجَ أخوهُ بِأرمَلَتِهِ ويُنجِبَ نَسلًا لِأخيه›. + ٢٥ كانَ عِندَنا سَبعَةُ إخوَة. تَزَوَّجَ الأوَّلُ ومات. ولِأنَّهُ لم يُنجِبْ نَسلًا، تَزَوَّجَ أخوهُ بِأرمَلَتِه. ٢٦ وحَدَثَ نَفْسُ الشَّيءِ معَ الأخِ الثَّاني والثَّالِثِ حتَّى السَّابِع. ٢٧ وفي النِّهايَة، ماتَتِ المَرأة. ٢٨ ففي القِيامَة، زَوجَةَ مَن تَكون؟ لِأنَّ السَّبعَة كُلَّهُم تَزَوَّجوها».
٢٩ فأجابَهُم يَسُوع: «أنتُم مُخطِئونَ لِأنَّكُم لا تَعرِفونَ الأسفارَ المُقَدَّسَة ولا قُدرَةَ اللّٰه. + ٣٠ ففي القِيامَة، لا يَتَزَوَّجُ الرِّجالُ ولا تُزَوَّجُ النِّساء، بل يَكونونَ مِثلَ المَلائِكَةِ في السَّماء. + ٣١ أمَّا بِخُصوصِ قِيامَةِ الأموات، أفَلَمْ تَقرَأوا ما قالَهُ اللّٰهُ لكُم: ٣٢ ‹أنا إلهُ إبْرَاهِيم وإلهُ إسْحَاق وإلهُ يَعْقُوب›؟ + فهو لَيسَ إلهَ أموات، بل إلهُ أحياء». + ٣٣ فلمَّا سَمِعَتِ الجُموعُ ذلِك، اندَهَشَت مِن تَعليمِه. +
٣٤ وبَعدَما سَمِعَ الفَرِّيسِيُّونَ أنَّهُ سَكَّتَ الصَّدُّوقِيِّين، أتَوْا إلَيهِ معًا. ٣٥ وسَألَهُ واحِدٌ مِنهُم، وهو خَبيرٌ في الشَّريعَة، كَي يَمتَحِنَه: ٣٦ «يا مُعَلِّم، ما أهَمُّ وَصِيَّةٍ في الشَّريعَة؟». + ٣٧ أجابَه: «‹أَحِبَّ يَهْوَه إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وبِكُلِّ نَفْسِكَ وبِكُلِّ عَقلِك›. + ٣٨ هذِه هيَ الوَصِيَّةُ الأهَمُّ والأُولى. ٣٩ والوَصِيَّةُ الثَّانِيَة تُشبِهُها، وهي هذِه: ‹أَحِبَّ قَريبَكَ كنَفْسِك›. + ٤٠ هاتانِ الوَصِيَّتانِ هُما أساسُ الشَّريعَةِ كُلِّها وكِتاباتِ الأنبِياء». +
٤١ وفيما كانَ الفَرِّيسِيُّونَ مُجتَمِعين، سَألَهُم يَسُوع: + ٤٢ «ما رَأْيُكُم؟ إبْنُ مَن هوَ المَسِيح؟». أجابوه: «إبْنُ دَاوُد». + ٤٣ فسَألَهُم: «إذًا كَيفَ يَدْعوهُ دَاوُد رَبًّا حينَ قالَ بِوَحْيٍ إلهِيّ: + ٤٤ ‹قالَ يَهْوَه لِرَبِّي: «إجلِسْ على يَميني إلى أن أضَعَ أعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيْك»›؟ + ٤٥ فإذا كانَ دَاوُد يَدْعو المَسِيح رَبًّا، فكَيفَ يَكونُ المَسِيح ابْنَه؟». + ٤٦ فلم يَقدِرْ أحَدٌ أن يُجيبَهُ بِكَلِمَة، ولم يَتَجَرَّأْ أحَدٌ مُنذُ ذلِكَ اليَومِ أن يَسألَهُ أسئِلَةً أُخْرى.
٢٣ ثُمَّ كَلَّمَ يَسُوع الجُموعَ وتَلاميذَهُ وقال: ٢ «لقد أجلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ أنفُسَهُم على كُرسِيِّ مُوسَى. ٣ فاعمَلوا كُلَّ ما يَقولونَهُ لكُم، ولكنْ لا تَعمَلوا أعمالَهُم لِأنَّهُم يَقولونَ ولا يَفعَلون. + ٤ فهُم يُكَدِّسونَ أحمالًا ثَقيلَة على أكتافِ النَّاس، + لكنَّهُم لا يُريدونَ أن يُحَرِّكوها بِإصبَعِهِم. + ٥ كُلُّ أعمالِهِم يَعمَلونَها كَي يَراهُمُ النَّاس. + فهُم يُكَبِّرونَ العُلَبَ الَّتي فيها آياتٌ والَّتي يَلبَسونَها كتَعْويذَة، + ويُطَوِّلونَ شَراريبَ ثِيابِهِم. + ٦ ويُحِبُّونَ مَقاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِمِ والمَقاعِدَ الأمامِيَّة * في المَجامِع. + ٧ ويُحِبُّونَ التَّحِيَّاتِ الخاصَّة في ساحاتِ الأسواقِ وأن يَدْعُوَهُمُ النَّاس: يا مُعَلِّم. * ٨ أمَّا أنتُم فلا تَقبَلوا أن يَدْعُوَكُم أحَد: يا مُعَلِّم، *+ لِأنَّ لَدَيكُم مُعَلِّمًا واحِدًا وأنتُم جَميعًا إخوَة. ٩ ولا تَدْعوا أحَدًا على الأرض: يا أبانا، + لِأنَّ لَديكُم أبًا واحِدًا وهوَ الَّذي في السَّماء. ١٠ ولا تَقبَلوا أن يَدْعُوَكُم أحَدٌ قادَة، لِأنَّ لَدَيكُم قائِدًا واحِدًا وهوَ المَسِيح. ١١ فالأعظَمُ بَينَكُم يَجِبُ أن يَكونَ خادِمًا لكُم. + ١٢ مَن يُرَفِّعُ نَفْسَهُ سيُذَلّ، + ومَن يَتَواضَعُ سيُرَفَّع. +
١٣ «يا وَيْلَكُم أيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُنافِقون! فأنتُم تُغلِقونَ أبوابَ مَملَكَةِ السَّمواتِ في وَجهِ النَّاس. فلا تَدخُلونَ أنتُم، ولا تَسمَحونَ لِلَّذينَ يُريدونَ الدُّخولَ بِأن يَدخُلوا! + ١٤ —
١٥ «يا وَيْلَكُم أيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُنافِقون! + فأنتُم تُسافِرونَ عَبْرَ البَحرِ والبَرِّ كَي تُقنِعوا شَخصًا واحِدًا أن يَصيرَ يَهُودِيًّا. * وعِندَما يَصيرُ يَهُودِيًّا، تَجعَلونَهُ يَستَحِقُّ الهَلاكَ في وادي هِنُّوم أكثَرَ مِنكُم بِمَرَّتَيْن.
١٦ «يا وَيْلَكُم أيُّها القادَةُ العُميان! + فأنتُم تَقولون: ‹إذا حَلَفَ أحَدٌ بِالهَيكَل، فهو لَيسَ مُلزَمًا بِحَلْفِه. أمَّا إذا حَلَفَ بِذَهَبِ الهَيكَلِ فهو مُلزَم›. + ١٧ أيُّها الأغبِياءُ والعُميان، ما الأهَمّ: الذَّهَبُ أمِ الهَيكَلُ الَّذي يُقَدِّسُ الذَّهَب؟ ١٨ وتَقولونَ أيضًا: ‹إذا حَلَفَ أحَدٌ بِالمَذبَح، فهو لَيسَ مُلزَمًا بِحَلْفِه. أمَّا إذا حَلَفَ بِالتَّقدِمَةِ الَّتي علَيهِ فهو مُلزَم›. ١٩ أيُّها العُميان، ما الأهَمّ: التَّقدِمَةُ أمِ المَذبَحُ الَّذي يُقَدِّسُ التَّقدِمَة؟ ٢٠ لِذلِكَ الَّذي يَحلِفُ بِالمَذبَح، فهو يَحلِفُ بهِ وبِكُلِّ ما علَيه. ٢١ والَّذي يَحلِفُ بِالهَيكَل، فهو يَحلِفُ بهِ وبِاللّٰهِ السَّاكِنِ فيه. + ٢٢ والَّذي يَحلِفُ بِالسَّماء، فهو يَحلِفُ بِعَرشِ اللّٰهِ وبِالجالِسِ علَيه.
٢٣ «يا وَيْلَكُم أيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُنافِقون! فأنتُم تُقَدِّمونَ عُشرَ النَّعنَعِ والشَّبَتِ والكَمُّون، + لكنَّكُم تَجاهَلتُم أهَمَّ ما في الشَّريعَة، أيِ العَدلَ + والرَّحمَةَ + والأمانَة. كانَ يَجِبُ أن تُقَدِّموا العُشرَ مِن دونِ أن تَتَجاهَلوا الأُمورَ الأهَمّ. + ٢٤ أيُّها القادَةُ العُميان، + أنتُم تُصَفُّونَ شَرابَكُم مِنَ البَرغَشَةِ *+ لكنَّكُم تَبلَعونَ الجَمَل! +
٢٥ «يا وَيْلَكُم أيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُنافِقون! فأنتُم تُطَهِّرونَ الكَأسَ والصَّحنَ مِنَ الخارِج، + وهُما مِنَ الدَّاخِلِ مَليئانِ بِالطَّمَعِ *+ وإشباعِ الرَّغَبات. + ٢٦ أيُّها الفَرِّيسِيُّ الأعْمى، طَهِّرْ أوَّلًا الكَأسَ والصَّحنَ مِنَ الدَّاخِلِ كَي يَصيرا طاهِرَيْنِ مِنَ الخارِجِ أيضًا.
٢٧ «يا وَيْلَكُم أيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُنافِقون! + فأنتُم تُشبِهونَ القُبورَ المُبَيَّضَة + الَّتي تَبْدو جَميلَةً مِنَ الخارِج، لكنَّها في الدَّاخِلِ مَليئَةٌ بِعِظامِ الأمواتِ وبِكُلِّ أنواعِ النَّجاسَة. ٢٨ هكَذا أنتُم أيضًا تَبْدونَ مِنَ الخارِجِ مُستَقيمين، لكنَّكُم في الدَّاخِلِ مَليئونَ بِالنِّفاقِ والشَّرّ. *+
٢٩ «يا وَيْلَكُم أيُّها الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُنافِقون! + فأنتُم تَبْنونَ مَدافِنَ الأنبِياءِ وتُزَيِّنونَ قُبورَ خُدَّامِ اللّٰه، *+ ٣٠ وتَقولون: ‹لَو عِشنا في أيَّامِ آبائِنا، ما كُنَّا اشتَرَكنا معهُم في قَتلِ * الأنبِياء›. ٣١ فأنتُم بِأنفُسِكُم تَعتَرِفونَ أنَّكُم أبناءُ الَّذينَ قَتَلوا الأنبِياء. + ٣٢ هَيَّا إذًا، أَكمِلوا ما بَدَأهُ آباؤُكُم. *
٣٣ «أيُّها الحَيَّاتُ أوْلادُ الأفاعي، + كَيفَ ستَهرُبونَ مِنَ العِقابِ في وادي هِنُّوم؟ + ٣٤ لِذلِك سأُرسِلُ إلَيكُم أنبِياءَ + وحُكَماءَ ومُعَلِّمين. *+ وسَتَقتُلونَ + بَعضَهُم وتُعَلِّقونَهُم * على خَشَبَة، وسَتَجلِدونَ + آخَرينَ في مَجامِعِكُم وتُطارِدونَهُم + مِن مَدينَةٍ إلى مَدينَة. ٣٥ وهكَذا ستُحاسَبونَ على دَمِ كُلِّ شَخصٍ فَعَلَ الصَّوابَ * وقُتِلَ على الأرض، مِن دَمِ هَابِيل الَّذي كانَ يَفعَلُ الصَّوابَ *+ إلى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذي قَتَلتُموهُ بَينَ الهَيكَلِ والمَذبَح. + ٣٦ صِدقًا أقولُ لكُم: إنَّ هذا الجيلَ سيُحاسَبُ على كُلِّ هذِهِ الأُمور.
٣٧ «يا أُورُشَلِيم، يا أُورُشَلِيم، يا مَن قَتَلتِ الأنبِياءَ ورَجَمتِ المُرسَلينَ إلَيكِ! + كَم مَرَّةٍ أرَدتُ أن أجمَعَ أوْلادَكِ مِثلَما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيْها! لكنَّكُم لم تُريدوا. + ٣٨ أُنظُروا! إنَّ بَيتَكُم يُترَكُ لكُم. *+ ٣٩ فأنا أقولُ لكُم: لن تَرَوْني أبَدًا مِنَ الآنَ إلى أن تَقولوا: ‹مُبارَكٌ هوَ الآتي بِاسْمِ يَهْوَه!›». +
٢٤ وفيما كانَ يَسُوع يُغادِرُ الهَيكَل، اقتَرَبَ مِنهُ تَلاميذُهُ وأشاروا إلى مَباني الهَيكَل. ٢ فقالَ لهُم: «هل تَرَوْنَ هذِه كُلَّها؟ صِدقًا أقولُ لكُم: لن يَبْقى هُنا حَجَرٌ على حَجَر؛ كُلُّها ستُهدَم». +
٣ وبَينَما هو جالِسٌ على جَبَلِ الزَّيْتُون، اقتَرَبَ مِنهُ التَّلاميذُ على انفِرادٍ وسَألوه: «قُلْ لنا متى ستَحدُثُ هذِهِ الأُمور، وما هيَ العَلامَةُ الَّتي تَدُلُّ على حُضورِكَ + وعلى آخِرِ أيَّامِ هذا العالَم؟». *+
٤ أجابَهُم يَسُوع: «إحذَروا أن يُضَلِّلَكُم أحَد. + ٥ فكَثيرونَ سيَأتونَ ويَستَعمِلونَ اسْمي ويَقولون: ‹أنا المَسِيح›، وسَيُضَلِّلونَ كَثيرين. + ٦ وسَتَسمَعونَ أصواتَ حُروبٍ وأخبارًا عن حُروب. ولكنْ لا تَرتَعِبوا، فهذِهِ الأشياءُ يَجِبُ أن تَحدُث، ولكنْ لَيسَت هذِه هيَ النِّهايَة. +
٧ «فسَتَقومُ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ ومَملَكَةٌ على مَملَكَة، + وسَتَحدُثُ مَجاعاتٌ + وزَلازِلُ في أماكِنَ كَثيرَة. + ٨ هذِه كُلُّها بِدايَةُ الأوْجاع. *
٩ «عِندَئِذٍ سيَضطَهِدونَكُم *+ ويَقتُلونَكُم، + وسَتَكرَهُكُم جَميعُ الأُمَمِ مِن أجْلِ اسْمي. + ١٠ وعِندَئِذٍ أيضًا، سيَخسَرُ كَثيرونَ إيمانَهُم * ويَخونونَ بَعضُهُم بَعضًا ويَكرَهونَ بَعضُهُم بَعضًا. ١١ وسَيَظهَرُ الكَثيرُ مِنَ الأنبِياءِ الكَذَّابينَ ويُضَلِّلونَ كَثيرين. + ١٢ وبِسَبَبِ ازدِيادِ الشَّرّ، * ستَبرُدُ مَحَبَّةُ أكثَرِيَّةِ النَّاس. ١٣ لكنَّ الَّذي يَحتَمِلُ إلى النِّهايَةِ هو يَخلُص. + ١٤ وسَيُبَشَّرُ بِالأخبارِ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ في كُلِّ الأرض، فيَكونُ ذلِك شَهادَةً لِجَميعِ الأُمَمِ + ثُمَّ تَأتي النِّهايَة.
١٥ «فعِندَما تَرَوْنَ المُخَرِّبَ المُنَفِّرَ مَوْجودًا في المَكانِ المُقَدَّس، مِثلَما قالَ النَّبِيُّ دَانْيَال، + (مَيِّزْ أيُّها القارِئ)، ١٦ عِندَئِذٍ يَجِبُ أن يَهرُبَ الَّذينَ في اليَهُودِيَّة إلى الجِبال. + ١٧ والَّذي يَكونُ على السَّطحِ لا يَجِبُ أن يَنزِلَ لِيَأخُذَ أغراضَهُ مِن بَيتِه. ١٨ والَّذي يَكونُ في الحَقلِ لا يَجِبُ أن يَرجِعَ لِيَأخُذَ ثَوبَهُ الخارِجِيّ. ١٩ يا وَيْلَ الحَبالى والمُرضِعاتِ في تِلكَ الأيَّام! ٢٠ صَلُّوا دائِمًا أن لا يَكونَ هَرَبُكُم في الشِّتاءِ أو في يَومِ سَبت، ٢١ لِأنَّهُ في ذلِكَ الوَقتِ سيَكونُ هُناك ضيقٌ عَظيمٌ + لم يَحدُثْ مِثلُهُ مُنذُ بِدايَةِ العالَمِ إلى الآن، ولن يَحدُثَ مَرَّةً ثانِيَة. + ٢٢ وفي الواقِع، إذا لم تُقَصَّرْ تِلكَ الأيَّام، فلن يَخلُصَ أحَد. * ولكنْ مِن أجْلِ المُختارينَ ستُقَصَّرُ تِلكَ الأيَّام. +
٢٣ «وإذا قالَ لكُم أحَد: ‹ها هوَ المَسِيح هُنا!›، + أو: ‹المَسِيح هُناك!›، فلا تُصَدِّقوا. + ٢٤ فسَيَظهَرُ أشخاصٌ كَذَّابونَ يَدَّعونَ أنَّهُمُ المَسِيح وسَيَظهَرُ أنبِياءُ كَذَّابون، + وسَيَعمَلونَ عَجائِبَ وعَلاماتٍ عَظيمَة كَي يُضَلِّلوا + حتَّى المُختارينَ إذا استَطاعوا. ٢٥ إنتَبِهوا، أنا أُحَذِّرُكُم مِنَ الآن. ٢٦ لِذلِك، إذا قالوا لكُم: ‹ها هو في البَرِّيَّة›، فلا تَذهَبوا إلى هُناك. أو إذا قالوا: ‹ها هو داخِلَ البَيت›، * فلا تُصَدِّقوا. + ٢٧ فمِثلَما يُضيءُ البَرقُ في كُلِّ السَّماءِ مِنَ الشَّرقِ إلى الغَرب، هكَذا يَكونُ حُضورُ ابْنِ الإنسان. + ٢٨ أينَما توجَدِ الجُثَّة، فهُناك تَجتَمِعُ النُّسور. *+
٢٩ «وفَوْرًا بَعدَ ضيقِ تِلكَ الأيَّام، ستُظلِمُ الشَّمس، + ولن يُضيءَ القَمَر، وسَتَسقُطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء، وتَرتَجُّ القِوى الَّتي في السَّماء. + ٣٠ بَعدَ ذلِك، ستَظهَرُ عَلامَةُ ابْنِ الإنسانِ في السَّماء، وسَيَضرِبُ جَميعُ شُعوبِ * الأرضِ على صُدورِهِم مِنَ الحُزن، + وسَيَرَوْنَ ابْنَ الإنسانِ + آتِيًا على غُيومِ السَّماءِ بِقُدرَةٍ ومَجدٍ عَظيم. + ٣١ ومع صَوتِ بوقٍ مُرتَفِع، سيُرسِلُ مَلائِكَتَهُ وسَيَجمَعونَ مُختاريهِ مِنَ الجِهاتِ * الأربَع، مِن طَرَفِ السَّمواتِ إلى طَرَفِها الآخَر. +
٣٢ «تَعَلَّموا هذا الدَّرسَ مِن شَجَرَةِ التِّين: حالَما يَصيرُ غُصنُها الصَّغيرُ طَرِيًّا ويُخرِجُ أوْراقًا، تَعرِفونَ أنَّ الصَّيفَ قَريب. + ٣٣ كذلِك، حينَ تَرَوْنَ كُلَّ هذِهِ الأُمور، اعرِفوا أنَّ ابْنَ الإنسانِ قَريبٌ على الأبواب. + ٣٤ صِدقًا أقولُ لكُم: لن يَزولَ هذا الجيلُ أبَدًا قَبلَ أن تَحدُثَ هذِهِ الأُمورُ كُلُّها. ٣٥ السَّماءُ والأرضُ ستَزولان، أمَّا كَلامي فلن يَزولَ أبَدًا. +
٣٦ «لكنَّ ذلِكَ اليَومَ وتِلكَ السَّاعَةَ لا أحَدَ يَعرِفُهُما، + لا المَلائِكَةُ في السَّماءِ ولا الابْن؛ الآبُ وَحْدَهُ هوَ الَّذي يَعرِف. + ٣٧ ومِثلَما كانَ الحالُ في أيَّامِ نُوح، + كذلِك سيَكونُ الحالُ خِلالَ حُضورِ ابْنِ الإنسان. + ٣٨ ففي الأيَّامِ الَّتي قَبلَ الطُّوفان، كانَ النَّاسُ يَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَتَزَوَّجونَ ويُزَوِّجون، إلى اليَومِ الَّذي دَخَلَ فيهِ نُوح إلى الفُلك، + ٣٩ ولم يَهتَمُّوا إلى أن جاءَ الطُّوفانُ وجَرَفَهُم جَميعًا. + هكَذا سيَكونُ حُضورُ ابْنِ الإنسان. ٤٠ في ذلِكَ الوَقتِ سيَكونُ رَجُلانِ في الحَقل: يُؤْخَذُ واحِدٌ ويُترَكُ الآخَر. ٤١ وسَتَكونُ امرَأتانِ تَطحَنانِ على المِطحَنَة: تُؤْخَذُ واحِدَة وتُترَكُ الأُخْرى. + ٤٢ لِذلِكَ ابْقَوْا ساهِرينَ لِأنَّكُم لا تَعرِفونَ في أيِّ يَومٍ يَأتي رَبُّكُم. +
٤٣ «ولكنْ فَكِّروا في هذا: إذا عَرَفَ صاحِبُ البَيتِ في أيِّ وَقتٍ مِنَ اللَّيلِ * سيَأتي السَّارِق، + يَبْقى مُستَيقِظًا ولا يَدَعُهُ يَتَسَلَّلُ إلى بَيتِه. + ٤٤ لِذلِك كونوا أنتُم أيضًا مُستَعِدِّينَ + لِأنَّ ابْنَ الإنسانِ سيَأتي في ساعَةٍ لا تَتَوَقَّعونَها.
٤٥ «مَن هوَ العَبدُ الأمينُ الحَكيمُ * الَّذي عَيَّنَهُ سَيِّدُهُ على الخَدَمِ في بَيتِهِ كَي يُعْطِيَهُم طَعامَهُم في الوَقتِ المُناسِب؟ + ٤٦ سَعيدٌ هو ذلِكَ العَبدُ إذا جاءَ سَيِّدُهُ ووَجَدَهُ يَقومُ بِعَمَلِهِ هذا! + ٤٧ صِدقًا أقولُ لكُم: سيُعَيِّنُهُ مَسؤولًا على كُلِّ مُمتَلَكاتِه.
٤٨ «ولكنْ إذا كانَ ذلِكَ العَبدُ شِرِّيرًا وقالَ في قَلبِه: ‹سَيِّدي سيَتَأخَّر›، + ٤٩ وابتَدَأَ يَضرِبُ رِفاقَهُ العَبيدَ ويَأكُلُ ويَشرَبُ معَ السَّكرانينَ المُدمِنين، ٥٠ فسَيَأتي سَيِّدُ ذلِكَ العَبدِ في يَومٍ لا يَتَوَقَّعُهُ وفي ساعَةٍ لا يَعرِفُها، + ٥١ وسَيُعاقِبُهُ عِقابًا شَديدًا ويَضَعُهُ معَ المُنافِقين. هُناك سيَبْكي ويَشُدُّ على أسنانِه. +
٢٥ «في ذلِكَ الوَقت، تُشبِهُ مَملَكَةُ السَّمواتِ عَشْرَ بَناتٍ عَذارى، كُلُّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ أخَذَت سِراجَها + وخَرَجَت لِلِقاءِ العَريس. + ٢ وكانَت خَمسٌ مِنهُنَّ غَبِيَّاتٍ وخَمسٌ حَكيمات. *+ ٣ فأخَذَت كُلُّ واحِدَةٍ مِنَ الغَبِيَّاتِ سِراجَها، ولكنْ لم تَأخُذْ معها زَيتًا إضافِيًّا. ٤ أمَّا الحَكيماتُ فأخَذَت كُلُّ واحِدَةٍ سِراجَها مع قِنِّينَةِ زَيتٍ إضافِيَّة. ٥ ولمَّا تَأخَّرَ العَريس، نَعَسْنَ جَميعًا ونِمْنَ. ٦ وفي مُنتَصَفِ اللَّيل، سُمِعَ صُراخ: ‹العَريسُ هُنا! أُخرُجْنَ لِلِقائِه!›. ٧ عِندَئِذٍ قامَت جَميعُ العَذارى وجَهَّزَت كُلُّ واحِدَةٍ سِراجَها. + ٨ فقالَتِ الغَبِيَّاتُ لِلحَكيمات: ‹أعْطينَنا من زَيتِكُنَّ، لِأنَّ سُرُجَنا على وَشْكِ أن تَنطَفي›. ٩ أجابَتِ الحَكيمات: ‹رُبَّما لا يَكْفي لنا جَميعًا. إذهَبْنَ إلى البَيَّاعينَ واشتَرينَ بَعضَ الزَّيت›. ١٠ وبَينَما هُنَّ ذاهِباتٌ لِشِراءِ الزَّيت، جاءَ العَريس. فدَخَلَت معهُ العَذارى المُستَعِدَّاتُ إلى وليمَةِ العُرس، + وأُغلِقَ الباب. ١١ لاحِقًا، أتَت أيضًا باقي العَذارى وقُلْنَ: ‹يا سَيِّد، يا سَيِّد، افتَحْ لنا!›. + ١٢ فأجاب: ‹صِدقًا أقولُ لَكُنَّ: أنا لا أعرِفُكُنَّ›.
١٣ «لِذلِكَ ابْقَوْا ساهِرينَ + لِأنَّكُم لا تَعرِفونَ اليَومَ ولا السَّاعَة. +
١٤ «وتُشبِهُ أيضًا مَملَكَةُ السَّمواتِ رَجُلًا استَدْعى عَبيدَهُ قَبلَ أن يُسافِرَ وأمَّنَهُم على مُمتَلَكاتِه. + ١٥ فأعْطى واحِدًا مِنهُم خَمسَ وَزناتٍ * والثَّاني وَزنَتَيْنِ والثَّالثَ وَزنَة، كُلَّ واحِدٍ بِحَسَبِ قُدرَتِه، وسافَر. ١٦ وفي الحال، ذَهَبَ الَّذي أخَذَ الخَمسَ وَزناتٍ وتاجَرَ بها ورَبِحَ خَمسَ وَزناتٍ إضافِيَّة. ١٧ والَّذي أخَذَ الوَزنَتَيْنِ رَبِحَ وَزنَتَيْنِ إضافِيَّتَيْن. ١٨ أمَّا العَبدُ الَّذي أخَذَ وَزنَةً واحِدَة فَقَط، فذَهَبَ وحَفَرَ في الأرضِ وخَبَّأَ مالَ * سَيِّدِه.
١٩ «وبَعدَ فَترَةٍ طَويلَة، جاءَ سَيِّدُ هؤُلاءِ العَبيدِ لِيُصَفِّيَ حِسابَهُ معهُم. + ٢٠ فأتى الَّذي أخَذَ الخَمسَ وَزناتٍ وأحضَرَ معهُ خَمسَ وَزناتٍ إضافِيَّة، وقال: ‹يا سَيِّد، أنتَ أمَّنتَني على خَمسِ وَزنات، وأنا رَبِحتُ خَمسَ وَزناتٍ إضافِيَّة›. + ٢١ فقالَ لهُ سَيِّدُه: ‹أحسَنتَ أيُّها العَبدُ الصَّالِحُ والأمين! كُنتَ أمينًا على القَليل، لِذلِك سأُعَيِّنُكَ على الكَثير. + تَعالَ وافرَحْ مع سَيِّدِك›. + ٢٢ ثُمَّ اقتَرَبَ الَّذي أخَذَ الوَزنَتَيْنِ وقال: ‹يا سَيِّد، أنتَ أمَّنتَني على وَزنَتَيْن، وأنا رَبِحتُ وَزنَتَيْنِ إضافِيَّتَيْن›. + ٢٣ فقالَ لهُ سَيِّدُه: ‹أحسَنتَ أيُّها العَبدُ الصَّالِحُ والأمين! كُنتَ أمينًا على القَليل، لِذلِك سأُعَيِّنُكَ على الكَثير. تَعالَ وافرَحْ مع سَيِّدِك›.
٢٤ «وأخيرًا اقتَرَبَ الَّذي أخَذَ الوَزنَةَ الواحِدَة وقال: ‹يا سَيِّد، أعرِفُ أنَّكَ إنسانٌ مُتَطَلِّب، تَحصُدُ دونَ أن تَزرَع، وتَجمَعُ الحُبوبَ دونَ أن تَعمَل. *+ ٢٥ لِذلِك خِفت، فذَهَبتُ وخَبَّأتُ وَزنَتَكَ في الأرض. خُذ، هذا هو مالُك›. ٢٦ فأجابَه سَيِّدُه: ‹أيُّها العَبدُ الشِّرِّيرُ والكَسلان، إذا كُنتَ تَعرِفُ أنِّي أحصُدُ دونَ أن أزرَعَ وأجمَعُ الحُبوبَ دونَ أن أعمَل، ٢٧ فلِماذا إذًا لم تَضَعْ مالي * في المَصرِف، وعِندَما آتي آخُذُهُ مع فائِدَة؟›.
٢٨ «ثُمَّ قالَ لِخُدَّامِه: ‹خُذوا الوَزنَةَ مِنهُ وأَعْطوها لِلَّذي معهُ عَشْرُ وَزنات. + ٢٩ فكُلُّ مَن لَدَيهِ شَيء، يَنالُ أكثَرَ ويَفيضُ عنه. أمَّا مَن لَيسَ لَدَيه، فحتَّى القَليلُ الَّذي لَدَيهِ يُؤْخَذُ مِنه. + ٣٠ وهذا العَبدُ الَّذي لا يَنفَعُ لِشَيءٍ ارْموهُ خارِجًا في الظُّلمَة. هُناك سيَبْكي ويَشُدُّ على أسنانِه›.
٣١ «وعِندَما يَجيءُ ابْنُ الإنسانِ + بِمَجدِهِ ومعهُ كُلُّ المَلائِكَة، + سيَجلِسُ على عَرشِهِ المَجيد. ٣٢ وسَيَجتَمِعُ أمامَهُ كُلُّ النَّاس، * فيَفرِزُهُم مِثلَما يَفرِزُ الرَّاعي الخِرافَ عنِ الجِداء. ٣٣ وسَيَضَعُ الخِرافَ + على يَمينِهِ والجِداءَ على شِمالِه. +
٣٤ «بَعدَ ذلِك، يَقولُ المَلِكُ لِلَّذينَ على يَمينِه: ‹تَعالَوْا يا مَن بارَكَهُم أبي، خُذوا * المَملَكَةَ المُجَهَّزَة لكُم مُنذُ تَأسيسِ العالَم. ٣٥ فقد جُعتُ فأطعَمتُموني، عَطِشتُ فسَقَيتُموني. كُنتُ غَريبًا فاستَضَفتُموني. + ٣٦ إحتَجتُ إلى ثِيابٍ * فألبَستُموني. + مَرِضتُ فاعتَنَيتُم بي. كُنتُ مَسجونًا فجِئتُم لِزِيارَتي›. + ٣٧ عِندَئِذٍ يُجيبُهُ الصَّالِحون: ‹يا رَبّ، متى رَأيناكَ جائِعًا وأطعَمناك، أو عَطشانًا وسَقَيناك؟ + ٣٨ ومتى كُنتَ غَريبًا واستَضَفناك، أو مُحتاجًا إلى ثِيابٍ وألبَسناك؟ ٣٩ ومتى رَأيناكَ مَريضًا أو مَسجونًا وجِئنا لِزِيارَتِك؟›. ٤٠ فيُجيبُهُمُ المَلِك: ‹صِدقًا أقولُ لكُم: بِما أنَّكُم عَمِلتُم ذلِك لِواحِدٍ مِن إخوَتي هؤُلاء، حتَّى لِلأصغَرِ بَينَهُم، فقد عَمِلتُموهُ لي›. +
٤١ «بَعدَ ذلِك يَقولُ لِلَّذينَ على شِمالِه: ‹إذهَبوا عنِّي، + يا مَلعونون، إلى النَّارِ الأبَدِيَّة + المُجَهَّزَة لِإبْلِيس ومَلائِكَتِه. + ٤٢ فقد جُعتُ لكنَّكُم لم تُطعِموني، وعَطِشتُ فلم تَسْقوني. ٤٣ كُنتُ غَريبًا فلم تَستَضيفوني، مُحتاجًا إلى ثِيابٍ فلم تُلبِسوني، مَريضًا ومَسجونًا فلم تَعتَنوا بي›. ٤٤ عِندَئِذٍ يُجيبونَهُ هُم أيضًا: ‹يا رَبّ، متى رَأيناكَ جائِعًا أو عَطشانًا، ومتى كُنتَ غَريبًا أو مُحتاجًا إلى ثِيابٍ أو مَريضًا أو مَسجونًا ولم نَخدُمْك؟›. ٤٥ فيُجيبُهُم: ‹صِدقًا أقولُ لكُم: بِما أنَّكُم لم تَعمَلوا ذلِك لِواحِدٍ مِن إخوَتي هؤُلاء، حتَّى لِلأصغَرِ بَينَهُم، فلم تَعمَلوهُ لي›. + ٤٦ فيَذهَبُ هؤُلاءِ إلى مَوتٍ * أبَدِيّ، + والصَّالِحونَ إلى حَياةٍ أبَدِيَّة». +
٢٦ ولمَّا انتَهى يَسُوع مِن كُلِّ هذا الكَلام، قالَ لِتَلاميذِه: ٢ «مِثلَما تَعرِفون، عيدُ الفِصحِ بَعدَ يَومَيْنِ + وابْنُ الإنسانِ سيُسَلَّمُ لِأعدائِهِ كَي يُعَلَّقَ * على خَشَبَة». +
٣ في ذلِكَ الوَقت، اجتَمَعَ كِبارُ الكَهَنَةِ وشُيوخُ الشَّعبِ في ساحَةِ بَيتِ رَئيسِ الكَهَنَةِ الَّذي اسْمُهُ قِيَافَا. + ٤ ووَضَعوا خُطَّةً خَبيثَة + كَي يَقبِضوا على يَسُوع ويَقتُلوه. ٥ لكنَّهُم قالوا: «لن نَفعَلَ ذلِك في العيدِ كَي لا يَحدُثَ شَغَبٌ بَينَ الشَّعب».
٦ وكانَ يَسُوع في بَيْت عَنْيَا في بَيتِ سِمْعَان الأبرَص. + ٧ وفيما هو يَأكُل، * اقتَرَبَت مِنهُ امرَأةٌ معها قِنِّينَةٌ مِن حَجَرِ المَرمَرِ فيها زَيتٌ عَطِرٌ ثَمين، وسَكَبَتهُ على رَأسِه. ٨ ولمَّا رَأى التَّلاميذُ ذلِك، غَضِبوا جِدًّا وقالوا: «لِماذا هذا الهَدر؟ ٩ كانَ يُمكِنُ أن يُباعَ هذا الزَّيتُ بِمَبلَغٍ كَبيرٍ ويُعْطى المالُ لِلفُقَراء». ١٠ فعَرَفَ يَسُوع بِذلِك وقالَ لهُم: «لِماذا تُضايِقونَ المَرأة؟ هي عَمِلَت لي عَمَلًا رائِعًا. ١١ فالفُقَراءُ معكُم دائِمًا، + أمَّا أنا فلن أكونَ معكُم دائِمًا. + ١٢ وهي سَكَبَت هذا الزَّيتَ العَطِرَ على جِسمي كَي تُجَهِّزَني لِلدَّفن. + ١٣ صِدقًا أقولُ لكُم: أينَما يُبَشَّرْ بِالأخبارِ الحُلْوَة في كُلِّ العالَم، فسَيُحْكى أيضًا عن ما فَعَلَتهُ هذِهِ المَرأةُ كذِكْرى لها». +
١٤ ثُمَّ ذَهَبَ واحِدٌ مِنَ الاثنَيْ عَشَر، الَّذي يُدْعى يَهُوذَا الإسْخَرْيُوطِيّ، + إلى كِبارِ الكَهَنَة. + ١٥ وقالَ لهُم: «ماذا تُعْطونَني كَي أُسَلِّمَهُ إلَيكُم؟». + فاتَّفَقوا معهُ على ٣٠ قِطعَةً مِنَ الفِضَّة. + ١٦ ومِن ذلِكَ الوَقت، ظَلَّ يُفَتِّشُ عن فُرصَةٍ مُناسِبَة كَي يُسَلِّمَه.
١٧ وفي أوَّلِ يَومٍ مِن عيدِ الفَطير، *+ جاءَ التَّلاميذُ إلى يَسُوع وسَألوه: «أينَ تُريدُ أن نُجَهِّزَ لكَ عَشاءَ الفِصح؟». + ١٨ أجاب: «إذهَبوا إلى فُلانٍ في المَدينَةِ وقولوا له: ‹المُعَلِّمُ يَقول: «وَقتي المُعَيَّنُ قَريب. سأحتَفِلُ بِالفِصحِ مع تَلاميذي في بَيتِك»›». ١٩ ففَعَلَ التَّلاميذُ مِثلَما أوْصاهُم يَسُوع، وجَهَّزوا عَشاءَ الفِصح.
٢٠ وعِندَما جاءَ المَساء، + جَلَسَ * إلى الطَّاوِلَةِ معَ التَّلاميذِ الـ ١٢. + ٢١ وفيما هُم يَأكُلون، قال: «صِدقًا أقولُ لكُم: واحِدٌ مِنكُم سيَخونُني». + ٢٢ فحَزِنوا كَثيرًا، وبَدَأ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم يَسألُه: «أنا يا رَبّ؟». ٢٣ أجاب: «الَّذي يُغَمِّسُ معي في الصَّحنِ هوَ الَّذي سيَخونُني. + ٢٤ صَحيحٌ أنَّ ابْنَ الإنسانِ سيَموتُ مِثلَما هو مَكتوبٌ عنه، ولكنْ يا وَيْلَ + الرَّجُلِ الَّذي يَخونُ ابْنَ الإنسان! + كانَ أفضَلَ لهُ لَو لم يولَد». + ٢٥ فسَألَهُ يَهُوذَا الَّذي كانَ سيَخونُه: «أنا يا مُعَلِّم؟». * أجابَهُ يَسُوع: «أنتَ بِنَفْسِكَ قُلت».
٢٦ وفيما هُم يَأكُلون، أخَذَ يَسُوع رَغيفًا. وبَعدَ أن صَلَّى، * كَسَرَهُ + وأعْطى التَّلاميذَ وقال: «خُذوا كُلوا. هذا يُمَثِّلُ جَسَدي». + ٢٧ وأخَذَ كَأسًا وشَكَرَ اللّٰه، ثُمَّ أعْطاهُم وقال: «إشرَبوا مِنهُ كُلُّكُم. + ٢٨ فهو يُمَثِّلُ دَمي، + ‹دَمَ العَهد›، *+ الَّذي سيُسكَبُ مِن أجْلِ كَثيرينَ + كَي تُغفَرَ خَطاياهُم. + ٢٩ ولكنْ أقولُ لكُم: لن أشرَبَ مُجَدَّدًا مِن هذا النَّبيذِ إلى أن يَأتِيَ اليَومُ الَّذي أشرَبُ فيهِ نَبيذًا جَديدًا معكُم في مَملَكَةِ أبي». + ٣٠ وأخيرًا، رَنَّموا تَرانيمَ * تُسَبِّحُ اللّٰه، ثُمَّ ذَهَبوا إلى جَبَلِ الزَّيْتُون. +
٣١ عِندَئِذٍ قالَ لهُم يَسُوع: «كُلُّكُم ستَسقُطونَ * بِسَبَبِ ما يُصيبُني هذِهِ اللَّيلَة، لِأنَّهُ مَكتوب: ‹سأضرِبُ الرَّاعي فتَتَفَرَّقُ خِرافُ الرَّعِيَّة›. + ٣٢ ولكنْ بَعدَ قِيامَتي مِنَ المَوت، سأسبِقُكُم إلى الجَلِيل». + ٣٣ لكنَّ بُطْرُس أجابَه: «حتَّى لَو سَقَطَ * الآخَرونَ كُلُّهُم بِسَبَبِ ما يُصيبُك، فأنا لن أسقُطَ أبَدًا». + ٣٤ قالَ لهُ يَسُوع: «صِدقًا أقولُ لك: في هذِهِ اللَّيلَة، قَبلَ أن يَصيحَ الدِّيك، ستُنكِرُني ثَلاثَ مَرَّات». + ٣٥ قالَ لهُ بُطْرُس: «لن أُنكِرَكَ أبَدًا حتَّى لَو كانَ علَيَّ أن أموتَ معك». + وكُلُّ التَّلاميذِ قالوا أيضًا نَفْسَ الكَلام.
٣٦ ثُمَّ جاءَ يَسُوع معَ التَّلاميذِ إلى مَكانٍ يُسَمَّى «جَتْسِيمَانِي»، + وقالَ لهُم: «إجلِسوا هُنا بَينَما أذهَبُ إلى هُناك وأُصَلِّي». + ٣٧ وأخَذَ معهُ بُطْرُس وابْنَيْ زَبَدِي، وبَدَأ يَشعُرُ بِحُزنٍ وانزِعاجٍ شَديد. + ٣٨ فقالَ لهُم: «أنا حَزينٌ * جِدًّا لِدَرَجَةِ المَوت. إنتَظِروا هُنا وابْقَوْا ساهِرينَ معي». + ٣٩ وابتَعَدَ عنهُم قَليلًا، ثُمَّ سَجَدَ وصَلَّى: + «يا أبي، إذا كانَ مُمكِنًا، فأَبعِدْ عنِّي هذا الكَأس. + ولكنْ لَيسَ مِثلَما أُريدُ أنا، بل مِثلَما تُريدُ أنت». +
٤٠ ثُمَّ رَجَعَ إلى التَّلاميذِ ووَجَدَهُم نائِمين. فقالَ لِبُطْرُس: «ألَمْ تَقدِروا أن تَبْقَوْا ساهِرينَ معي ساعَةً واحِدَة فَقَط؟ + ٤١ إبْقَوْا ساهِرينَ + وصَلُّوا دائِمًا + كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة. + إنَّ الرُّوحَ مُندَفِع، * أمَّا الجَسَدُ فضَعيف». + ٤٢ وابتَعَدَ مَرَّةً ثانِيَة وصَلَّى: «يا أبي، إذا لم يَكُنْ مُمكِنًا أن تُبعِدَ عنِّي هذا الكَأسَ بل يَجِبُ أن أشرَبَه، فلْتَكُنْ مَشيئَتُك». + ٤٣ ثُمَّ رَجَعَ ووَجَدَهُم نائِمينَ لِأنَّهُم لم يَقدِروا أن يَفتَحوا عُيونَهُم مِنَ النَّعَس. ٤٤ فتَرَكَهُم وابتَعَدَ مِن جَديد. وصَلَّى لِلمَرَّةِ الثَّالِثَة وقالَ أيضًا نَفْسَ الكَلام. ٤٥ ثُمَّ رجَعَ إلى التَّلاميذِ وقالَ لهُم: «هل تَنامونَ وتَرتاحونَ في وَقتٍ كهذا؟ إنتَبِهوا! إقتَرَبَ الوَقتُ كَي يُسَلَّمَ ابْنُ الإنسانِ إلى أيْدي الخُطاة. ٤٦ قوموا لِنَذهَب. ها هوَ الَّذي سيُسَلِّمُني قدِ اقتَرَب». ٤٧ وفيما كانَ لا يَزالُ يَتَكَلَّم، وَصَلَ يَهُوذَا، واحِدٌ مِنَ الاثنَيْ عَشَر. وكانَ معهُ جَمعٌ كَبيرٌ مُسَلَّحٌ بِالسُّيوفِ والعِصِيّ، وقد أرسَلَهُم كِبارُ الكَهَنَةِ وشُيوخُ الشَّعب. +
٤٨ وكانَ الخائِنُ قد أعْطاهُم عَلامَة: «الَّذي أُقَبِّلُهُ هوَ الرَّجُلُ المَطلوب. إقبِضوا علَيه». ٤٩ وذَهَبَ مُباشَرَةً إلى يَسُوع وقال: «مَرحَبًا يا مُعَلِّم»، * وقَبَّلَهُ بِرِقَّة. ٥٠ لكنَّ يَسُوع قالَ له: «يا صاحِبي، لِماذا أنتَ هُنا؟». + عِندَئِذٍ اقتَرَبَ الجَمعُ وأمسَكوا يَسُوع وقَبَضوا علَيه. ٥١ لكنَّ واحِدًا مِنَ الَّذينَ كانوا مع يَسُوع مَدَّ يَدَهُ إلى سَيفِهِ وسَحَبَهُ وقَطَعَ أُذُنَ عَبدِ رَئيسِ الكَهَنَة. + ٥٢ فقالَ لهُ يَسُوع: «أَرجِعْ سَيفَكَ إلى مَكانِه، + لِأنَّ كُلَّ الَّذينَ يَستَعمِلونَ السَّيفَ بِالسَّيفِ سيَموتون. + ٥٣ أم هل تَظُنُّ أنِّي لا أقدِرُ أن أطلُبَ مِن أبي أن يُرسِلَ إلَيَّ في هذِهِ اللَّحظَةِ أكثَرَ مِن ١٢ فِرقَةً * مِنَ المَلائِكَة؟ + ٥٤ ولكنْ إذا فَعَلتُ ذلِك، فكَيفَ ستَتِمُّ الأسفارُ المُقَدَّسَة الَّتي تَقولُ إنَّ هذِهِ الأُمورَ يَجِبُ أن تَحدُثَ هكَذا؟». ٥٥ ثُمَّ قالَ يَسُوع لِلجَمع: «هل أنا لِصٌّ حتَّى أتَيتُم بِالسُّيوفِ والعِصِيِّ لِتَقبِضوا علَيَّ؟ كُنتُ كُلَّ يَومٍ أجلِسُ في الهَيكَلِ لِأُعَلِّم، + ولم تَقبِضوا علَيَّ. + ٥٦ ولكنْ هذا كُلُّهُ حَدَثَ كَي تَتِمَّ الأسفارُ الَّتي كَتَبَها الأنبِياء». + عِندَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاميذُ كُلُّهُم وهَرَبوا. +
٥٧ أمَّا الَّذينَ قَبَضوا على يَسُوع فأخَذوهُ إلى رَئيسِ الكَهَنَةِ قِيَافَا، + وكانَ الكَتَبَةُ والشُّيوخُ مُجتَمِعينَ عِندَه. + ٥٨ وظَلَّ بُطْرُس يَتبَعُهُ مِن بَعيدٍ حتَّى وَصَلَ إلى ساحَةِ بَيتِ رَئيسِ الكَهَنَة. فدَخَلَ وجَلَسَ مع خَدَمِ البَيتِ لِيَرى ماذا سيَحصُلُ في النِّهايَة. +
٥٩ وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ وكُلُّ السَّنْهَدْرِيم * يُفَتِّشونَ عمَّن يُقَدِّمُ شَهادَةً كاذِبَة ضِدَّ يَسُوع كَي يَقتُلوه. + ٦٠ لكنَّهُم لم يَجِدوا شَهادَةً مُناسِبَة، مع أنَّ كَثيرينَ جاؤُوا وقَدَّموا شَهاداتٍ كاذِبَة. + وأخيرًا، جاءَ اثنانِ ٦١ وقالا: «هذا الرَّجُلُ قال: ‹أنا قادِرٌ أن أهدِمَ هَيكَلَ اللّٰهِ وأبْنِيَهُ في ثَلاثَةِ أيَّام›». + ٦٢ عِندَئِذٍ وَقَفَ رَئيسُ الكَهَنَةِ وسَألَ يَسُوع: «ألَا يوجَدُ عِندَكَ جَواب؟ ألَا تَسمَعُ ما يَتَّهِمُكَ بهِ هذانِ الرَّجُلان؟». + ٦٣ لكنَّ يَسُوع ظَلَّ ساكِتًا. + فقالَ لهُ رَئيسُ الكَهَنَة: «أُحَلِّفُكَ بِاللّٰهِ الحَيِّ أن تَقولَ لنا مَن أنت. هل أنتَ المَسِيح ابْنُ اللّٰه؟». + ٦٤ أجابَهُ يَسُوع: «أنتَ بِنَفْسِكَ قُلت. لكنِّي أقولُ لكُم: مِنَ الآنَ ستَرَوْنَ ابْنَ الإنسانِ + جالِسًا على يَمينِ القادِرِ على كُلِّ شَيءٍ *+ وآتِيًا على غُيومِ السَّماء». + ٦٥ عِندَئِذٍ مَزَّقَ رَئيسُ الكَهَنَةِ ثِيابَهُ وقال: «لقد جَدَّفَ على اللّٰه! هل نَحتاجُ بَعد إلى شُهود؟! أنتُم بِأنفُسِكُم سَمِعتُموهُ يُجَدِّف. ٦٦ فما رَأْيُكُم؟». أجابوا: «إنَّهُ يَستَحِقُّ المَوت». + ٦٧ ثُمَّ بَصَقوا في وَجهِهِ + وضَرَبوه، + وآخَرونَ صَفَعوهُ على وَجهِه، + ٦٨ وسَخِروا مِنهُ وقالوا: «تَنَبَّأْ لنا أيُّها المَسِيح، مَنِ الَّذي ضَرَبَك؟».
٦٩ وكانَ بُطْرُس يَجلِسُ في الخارِجِ في ساحَةِ البَيت. فاقتَرَبَت مِنهُ خادِمَةٌ وقالَت له: «أنتَ أيضًا كُنتَ مع يَسُوع الجَلِيلِيّ!». + ٧٠ لكنَّهُ أنكَرَ ذلِك قُدَّامَ الجَميعِ وقال: «لا أعرِفُ عن ماذا تَتَكَلَّمين». ٧١ ثُمَّ ذَهَبَ إلى مَدخَلِ السَّاحَة، فرَأتهُ واحِدَةٌ أُخْرى وقالَت لِلمَوْجودينَ هُناك: «هذا الرَّجُلُ كانَ مع يَسُوع النَّاصِرِيّ». + ٧٢ فأنكَرَ مَرَّةً ثانِيَة وحَلَفَ قائِلًا: «لا أعرِفُ هذا الرَّجُل!». ٧٣ وبَعدَ قَليل، اقتَرَبَ الواقِفونَ هُناك مِن بُطْرُس وقالوا له: «بِالتَّأكيدِ أنتَ أيضًا واحِدٌ مِنهُم لِأنَّ لَهجَتَكَ تَفضَحُك». ٧٤ عِندَئِذٍ بَدَأ يَلعَنُ نَفْسَهُ ويَحلِف: «لا أعرِفُ هذا الرَّجُل!». وفي الحالِ صاحَ الدِّيك. ٧٥ فتَذَكَّرَ بُطْرُس كَلامَ يَسُوع: «قَبلَ أن يَصيحَ الدِّيك، ستُنكِرُني ثَلاثَ مَرَّات». + فخَرَجَ وبَكى بِحَرقَة.
٢٧ ولمَّا طَلَعَ الصَّباح، اجتَمَعَ كُلُّ كِبارِ الكَهَنَةِ وشُيوخِ الشَّعبِ لِيَتَشاوَروا معًا كَي يَقتُلوا يَسُوع. + ٢ فرَبَطوا يَدَيْه، ثُمَّ أخَذوهُ وسَلَّموهُ إلى الحاكِمِ بِيلَاطُس. +
٣ ولمَّا رَأى يَهُوذَا الخائِنُ أنَّ يَسُوع حُكِمَ علَيهِ بِالمَوت، نَدِمَ ورَدَّ الـ ٣٠ قِطعَةً مِنَ الفِضَّةِ إلى كِبارِ الكَهَنَةِ والشُّيوخ. + ٤ وقالَ لهُم: «أخطَأتُ حينَ خُنتُ إنسانًا * بَريئًا». فأجابوه: «وما دَخلُنا نَحن؟ هذِه مُشكِلَتُكَ أنت!». ٥ فرَمى قِطَعَ الفِضَّةِ في الهَيكَل. ثُمَّ ذَهَبَ وشَنَقَ نَفْسَه. + ٦ فأخَذَ كِبارُ الكَهَنَةِ قِطَعَ الفِضَّةِ وقالوا: «لا يَجوزُ أن نَضَعَها في الخَزينَةِ المُقَدَّسَة، لِأنَّها دُفِعَت مُقابِلَ دَمِ إنسان». ٧ وبَعدَ أن تَناقَشوا معًا، اشتَرَوْا بِهذا المالِ حَقلَ صانِعِ الفَخَّارِ كَي يَكونَ مَقبَرَةً لِلغُرَباء. ٨ لِذلِك يُسَمَّى هذا الحَقل «حَقل الدَّم» + إلى هذا اليَوم. ٩ عِندَئِذٍ تَحَقَّقَ ما قيلَ بِواسِطَةِ النَّبِيِّ إرْمِيَا: «وأخَذوا الـ ٣٠ قِطعَةً مِنَ الفِضَّة، وهيَ المَبلَغُ الَّذي اتَّفَقَ الإسْرَائِيلِيُّونَ أن يَكونَ ثَمَنَ الرَّجُل، ١٠ ودَفَعوها مُقابِلَ حَقلِ صانِعِ الفَخَّار، مِثلَما أمَرَني يَهْوَه». +
١١ وحينَ وَقَفَ يَسُوع أمامَ الحاكِم، سَألَهُ الحاكِم: «هل أنتَ مَلِكُ اليَهُود؟». أجابَه يَسُوع: «أنتَ بِنَفْسِكَ قُلت». + ١٢ ولكنْ لمَّا كانَ كِبارُ الكَهَنَةِ والشُّيوخُ يَتَّهِمونَه، لم يَكُنْ يُجيبُ بِشَيء. + ١٣ عِندَئِذٍ قالَ لهُ بِيلَاطُس: «ألَا تَسمَعُ هذِهِ التُّهَمَ الَّتي يَتَّهِمونَكَ بها؟». ١٤ لكنَّهُ لم يُجِبْهُ ولا حتَّى بِكَلِمَة، فتَفاجَأَ الحاكِمُ كَثيرًا.
١٥ وكانَ مِن عادَةِ الحاكِمِ في عيدِ الفِصحِ أن يُحَرِّرَ سَجينًا تَختارُهُ الجُموع. + ١٦ وفي ذلِكَ الوَقت، كانَ هُناك سَجينٌ صيتُهُ سَيِّئٌ اسْمُهُ بَارَابَاس. ١٧ فقالَ بِيلَاطُس لِلنَّاسِ المُتَجَمِّعين: «مَن تُريدونَ أن أُحَرِّرَ لكُم: بَارَابَاس أم يَسُوع الَّذي يُقالُ عنهُ المَسِيح؟». ١٨ فبِيلَاطُس كانَ يَعرِفُ أنَّهُم سَلَّموا يَسُوع بِسَبَبِ حَسَدِهِم. ١٩ أيضًا، بَينَما كانَ جالِسًا على كُرسِيِّ القَضاء، أرسَلَت إلَيهِ زَوجَتُهُ رِسالَةً تَقول: «إيَّاكَ أن تُؤْذِيَ هذا الرَّجُلَ البَريء! فبِسَبَبِهِ رَأيتُ حُلْمًا مُزعِجًا ضايَقَني كَثيرًا اليَوم». ٢٠ لكنَّ كِبارَ الكَهَنَةِ والشُّيوخَ أقنَعوا الجُموعَ أن يُطالِبوا بِتَحريرِ بَارَابَاس + وقَتلِ يَسُوع. + ٢١ فسَألَهُمُ الحاكِمُ مَرَّةً ثانِيَة: «أيَّ واحِدٍ مِنَ الاثنَيْنِ تُريدونَ أن أُحَرِّرَ لكُم؟». أجابوا: «بَارَابَاس». ٢٢ فقالَ لهُم بِيلَاطُس: «ماذا أفعَلُ إذًا بِيَسُوع الَّذي يُقالُ عنهُ المَسِيح؟». قالوا كُلُّهُم: «عَلِّقْهُ * على خَشَبَة!». + ٢٣ قال: «لِماذا؟ ما الخَطَأُ الَّذي فَعَلَه؟». لكنَّهُم صاروا يَصرُخونَ أكثَر: «عَلِّقْهُ على خَشَبَة!». +
٢٤ فلمَّا رَأى بِيلَاطُس أنَّ مُحاوَلاتِهِ لا تَنفَعُ وأنَّهُ بَدَأ يَحدُثُ شَغَب، أخَذَ ماءً وغَسَلَ يَدَيْهِ أمامَ الجُموعِ وقال: «أنا بَريءٌ مِن دَمِ هذا الرَّجُل. تَحَمَّلوا أنتُمُ المَسؤولِيَّة». ٢٥ فأجابَ كُلُّ الشَّعب: «نَحنُ وأوْلادُنا نَتَحَمَّلُ مَسؤولِيَّةَ مَوتِه». *+ ٢٦ عِندَئِذٍ حَرَّرَ بَارَابَاس، أمَّا يَسُوع فأمَرَ أن يُجلَدَ + ثُمَّ سَلَّمَهُ إلى الجُنودِ كَي يُعَلَّقَ * على خَشَبَة. +
٢٧ فأخَذَ جُنودُ الحاكِمِ يَسُوع إلى قَصرِ الحاكِمِ وجَمَعوا حَولَهُ كُلَّ العَسكَر. + ٢٨ فخَلَعوا عنهُ ثِيابَهُ وألبَسوهُ مِعطَفًا أحمَر. *+ ٢٩ وجَدَّلوا * تاجًا مِن شَوكٍ ووَضَعوهُ على رَأسِهِ وحَمَّلوهُ قَصَبَةً في يَدِهِ اليَمين. ثُمَّ رَكَعوا قُدَّامَهُ واستَهزَأوا بهِ وقالوا: «يَعيشُ مَلِكُ اليَهُود!». ٣٠ وبَصَقوا علَيهِ + وأخَذوا القَصَبَةَ وصاروا يَضرِبونَهُ بها على رَأسِه. ٣١ وبَعدَما استَهزَأوا به، خَلَعوا عنهُ المِعطَفَ وألبَسوهُ ثِيابَهُ مِن جَديدٍ وأخذوهُ لِيُعَلَّقَ على خَشَبَة. +
٣٢ وفيما هُم خارِجون، وَجَدوا رَجُلًا مِن قِيرِين اسْمُهُ سِمْعَان. فأجبَروهُ أن يَحمِلَ خَشَبَةَ آلامِ يَسُوع. + ٣٣ ولمَّا جاؤُوا إلى مَكانٍ اسْمُهُ جُلْجُثَة، * الَّذي يَعْني «الجُمْجُمَة»، + ٣٤ أعْطَوْا يَسُوع نَبيذًا مَخلوطًا بِمادَّةٍ مُرَّة لِيَشرَب. + ولكنْ بَعدَ أن ذاقَه، رَفَضَ أن يَشرَبَه. ٣٥ ولمَّا عَلَّقوهُ على الخَشَبَة، ألْقَوْا قُرعَةً على ثِيابِهِ لِيُقَسِّموها بَينَهُم. + ٣٦ وجَلَسوا هُناك يَحرُسونَه. ٣٧ وعَلَّقوا فَوقَ رَأسِهِ لَوحَةً مَكتوبًا علَيها تُهمَتُه: «هذا هو يَسُوع مَلِكُ اليَهُود». +
٣٨ وعُلِّقَ بِجانِبِهِ لِصَّان، كُلُّ واحِدٍ على خَشَبَة. وكانَ واحِدٌ على يَمينِهِ وواحِدٌ على شِمالِه. + ٣٩ وكانَ المارُّونَ يَسُبُّونَهُ + ويَهُزُّونَ رُؤوسَهُم + ٤٠ ويَقولون: «أنتَ يا مَن ستَهدِمُ الهَيكَلَ وتَبْنيهِ في ثَلاثَةِ أيَّام، + خَلِّصْ نَفْسَك! إذا كُنتَ ابْنًا لِلّٰه، فانزِلْ عن خَشَبَةِ الآلام». + ٤١ وكانَ كِبارُ الكَهَنَةِ معَ الكَتَبَةِ والشُّيوخِ يَستَهزِئونَ بهِ بِنَفْسِ الطَّريقَةِ ويَقولون: + ٤٢ «خَلَّصَ آخَرين، لكنَّهُ لا يَقدِرُ أن يُخَلِّصَ نَفْسَه. إذا كانَ هو مَلِكَ إسْرَائِيل، + فلْيَنزِلِ الآنَ عن خَشَبَةِ الآلام، وعِندَئِذٍ نُؤْمِنُ به. ٤٣ إتَّكَلَ على اللّٰه، فلْيُنقِذْهُ الآنَ إذا كانَ راضِيًا عنه. + فهو قال: ‹أنا ابْنُ اللّٰه›». + ٤٤ حتَّى اللِّصَّانِ اللَّذانِ عُلِّقا على يَمينِهِ وعلى شِمالِهِ كانا يُهينانِهِ بِنَفْسِ الطَّريقَة. +
٤٥ ومِنَ السَّاعَةِ الـ ١٢ ظُهرًا * حتَّى الـ ٣ بَعدَ الظُّهر، * صارَت هُناك عَتمَةٌ في كُلِّ تِلكَ الأرض. + ٤٦ وحَوالَيِ السَّاعَةِ الـ ٣ بَعدَ الظُّهر، صَرَخَ يَسُوع بِصَوتٍ عالٍ وقال: «إيلِي، إيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟»، أي: «إلهي، إلهي، لِماذا تَرَكتَني؟». + ٤٧ ولمَّا سَمِعَ ذلِك بَعضُ الواقِفينَ هُناك، قالوا: «إنَّهُ يُنادي إيلِيَّا». + ٤٨ وعلى الفَوْر، رَكَضَ واحِدٌ مِنهُم وأخَذَ إسفَنجَةً وغَمَّسَها بِنَبيذٍ حامِض، ووَضَعَها على قَصَبَةٍ وأعْطاها لِيَسُوع كَي يَشرَب. + ٤٩ لكنَّ الباقينَ قالوا: «أُترُكْه! دَعْنا نَرى هل يَأتي إيلِيَّا لِيُخَلِّصَه». ٥٠ وصَرَخَ يَسُوع مِن جَديدٍ بِصَوتٍ عالٍ وسَلَّمَ روحَه. *+
٥١ فانشَقَّتِ السِّتارَةُ الدَّاخِلِيَّة * في الهَيكَلِ + إلى اثنَيْنِ + مِن فَوق إلى تَحت، + وتَزَلزَلَتِ الأرض، وتَشَقَّقَتِ الصُّخور. ٥٢ وانفَتَحَتِ القُبور، * وخَرَجَ الكَثيرُ مِن جُثَثِ القِدِّيسينَ الأموات، * ٥٣ فرَآها أشخاصٌ كَثيرون. (وبَعدَ قِيامَتِه، جاءَ أشخاصٌ كانوا بَينَ القُبورِ ودَخَلوا إلى المَدينَةِ المُقَدَّسَة.) ٥٤ أمَّا الضَّابِطُ والَّذينَ كانوا يَحرُسونَ يَسُوع معه، فخافوا كَثيرًا لمَّا رَأَوُا الزِّلزالَ وكُلَّ ما يَحدُث، وقالوا: «فِعلًا كانَ هذا ابْنَ اللّٰه». +
٥٥ وكانَت هُناك نِساءٌ كَثيراتٌ يُراقِبْنَ مِن بَعيد. وهؤُلاءِ النِّساءُ كُنَّ قد رافَقْنَ يَسُوع مِنَ الجَلِيل كَي يَخدُمْنَه. + ٥٦ ومِن بَينِهِنَّ مَرْيَم المَجْدَلِيَّة، ومَرْيَم أُمُّ يَعْقُوب ويُوسِي، وأُمُّ ابْنَيْ زَبَدِي. +
٥٧ وفي وَقتٍ مُتَأخِّرٍ مِن بَعدِ الظُّهر، جاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَة اسْمُهُ يُوسُف. وكانَ هو أيضًا قد صارَ تِلميذًا لِيَسُوع. + ٥٨ هذا الرَّجُلُ ذَهَبَ إلى بِيلَاطُس وطَلَبَ جَسَدَ يَسُوع. + فأمَرَ بِيلَاطُس الجُنودَ أن يُعْطوهُ إيَّاه. + ٥٩ فأخَذَ يُوسُف الجَسَدَ ولَفَّهُ بِقُماشٍ مِن كَتَّانٍ جَيِّدٍ ونَظيف. + ٦٠ ووَضَعَهُ في قَبرٍ * جَديدٍ + يَملِكُهُ كانَ قد حَفَرَهُ في الصَّخر. ودَحرَجَ حَجَرًا كَبيرًا على مَدخَلِ القَبر، * ثُمَّ غادَر. ٦١ لكنَّ مَرْيَم المَجْدَلِيَّة ومَرْيَم الأُخْرى بَقِيَتا جالِسَتَيْنِ هُناك أمامَ القَبر. +
٦٢ هذا كانَ يَومَ الاستِعدادِ لِلسَّبت. + وفي اليَومِ التَّالي، اجتَمَعَ كِبارُ الكَهَنَةِ والفَرِّيسِيُّونَ أمامَ بِيلَاطُس، ٦٣ وقالوا: «يا سَيِّدي، تَذَكَّرنا أنَّ ذلِكَ المُحتالَ قالَ وهو لا يَزالُ حَيًّا: ‹سأُقامُ بَعدَ ثَلاثَةِ أيَّام›. + ٦٤ لِذلِك أعْطِ أمرًا بِحِراسَةِ القَبرِ حتَّى اليَومِ الثَّالِثِ كَي لا يَأتِيَ تَلاميذُهُ ويَسرِقوهُ + ويَقولوا لِلشَّعب: ‹أُقيمَ مِنَ المَوت›، فتَكونَ هذِهِ الخُدعَةُ الأخيرَة أسوَأَ مِنَ الأُولى». ٦٥ فقالَ لهُم بِيلَاطُس: «خُذوا معكُم حُرَّاسًا، واذهَبوا واحرُسوهُ بِأفضَلِ طَريقَةٍ مُمكِنَة». ٦٦ فذَهَبوا وثَبَّتوا الحَجَرَ جَيِّدًا على مَدخَلِ القَبرِ ووَضَعوا حُرَّاسًا هُناك.
٢٨ وبَعدَ السَّبت، عِندَ طُلوعِ الضَّوءِ في أوَّلِ يَومٍ مِنَ الأُسبوع، جاءَت مَرْيَم المَجْدَلِيَّة ومَرْيَم الأُخْرى كَي تَرَيا القَبر. +
٢ وكانَ قد حَدَثَ زِلزالٌ قَوِيّ، لِأنَّ مَلاكَ يَهْوَه نَزَلَ مِنَ السَّماءِ وأتى إلى القَبرِ ودَحرَجَ الحَجَر، ثُمَّ جَلَسَ علَيه. + ٣ وكانَ يَلمَعُ كالبَرق، وثِيابُهُ بَيضاءَ كالثَّلج. + ٤ فخافَ مِنهُ الحُرَّاسُ وبَدَأوا يَرجُفون، وصاروا كالأموات.
٥ لكنَّ المَلاكَ قالَ لِلمَرأتَيْن: «لا تَخافا. أنا أعرِفُ أنَّكُما تُفَتِّشانِ عن يَسُوع الَّذي عُلِّقَ * على خَشَبَة. + ٦ هو لَيسَ هُنا، لِأنَّهُ أُقيمَ مِنَ المَوتِ مِثلَما قال. + إقتَرِبا وانظُرا المَكانَ الَّذي كانَ جَسَدُهُ مَوْضوعًا فيه. ٧ ثُمَّ اذهَبا بِسُرعَةٍ وقولا لِتَلاميذِه: ‹لقد أُقيمَ مِنَ المَوت. ها هو سيَسبِقُكُم إلى الجَلِيل، + وهُناك ستَرَوْنَه›. هذا ما جِئتُ لِأقولَهُ لكُما». +
٨ فتَرَكَتا القَبرَ * بِسُرعَة. ورَغمَ خَوفِهِما، كانَتا فَرِحَتَيْنِ جِدًّا. ورَكَضَتا لِتُخبِرا تَلاميذَه. + ٩ وفَجْأةً الْتَقى بهِما يَسُوع وقال: «مَرحَبًا». فاقتَرَبَتا مِنهُ وسَجَدَتا أمامَهُ وأمسَكَتا بِقَدَمَيْه. ١٠ فقالَ لهُما يَسُوع: «لا تَخافا. إذهَبا إلى إخوَتي وقولا لهُم أن يَذهَبوا إلى الجَلِيل، وهُناك سيَرَوْنَني».
١١ وبَينَما هُما في الطَّريق، ذَهَبَ بَعضُ الحُرَّاسِ + إلى المَدينَةِ وأخبَروا كِبارَ الكَهَنَةِ بِكُلِّ ما حَدَث. ١٢ فاجتَمَعَ كِبارُ الكَهَنَةِ معَ الشُّيوخِ وتَشاوَروا معًا، وأعْطَوُا الجُنودَ مَبلَغًا كَبيرًا مِنَ الفِضَّة. ١٣ وأوْصَوْهُم: «قولوا إنَّ تَلاميذَهُ جاؤُوا في اللَّيلِ وسَرَقوهُ فيما كُنَّا نائِمين. + ١٤ وإذا سَمِعَ الحاكِمُ بِذلِك، فنَحنُ سنَشرَحُ لهُ المَسألَة. * لا تَقلَقوا». ١٥ فأخَذوا الفِضَّةَ وفَعَلوا مِثلَما أوْصَوْهُم. وانتَشَرَت هذِهِ القِصَّةُ بَينَ اليَهُودِ إلى هذا اليَوم.
١٦ خِلالَ هذا الوَقت، ذَهَبَ التَّلاميذُ الـ ١١ إلى الجَلِيل، + إلى الجَبَلِ الَّذي حَدَّدَهُ لهُم يَسُوع كَي يَلتَقوا به. + ١٧ ولمَّا رَأَوْهُ سَجَدوا أمامَه، لكنَّ البَعضَ شَكُّوا أنَّهُ هو. ١٨ فاقتَرَبَ مِنهُم يَسُوع وقال: «أُعْطِيَت لي كُلُّ سُلطَةٍ في السَّماءِ وعلى الأرض. + ١٩ لِذلِكَ اذهَبوا وعَلِّموا أشخاصًا مِن كُلِّ الشُّعوبِ * لِيَصيروا تَلاميذي، + وعَمِّدوهُم + بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحِ القُدُس، ٢٠ وعَلِّموهُم أن يُطيعوا كُلَّ ما أوْصَيتُكُم به. + وأنا سأكونُ معكُم دائِمًا * إلى أن تَأتِيَ نِهايَةُ العالَم». *+
أو: «عن سلسلة نسب».
أو: «المسيَّا؛ الممسوح؛ المختار».
حرفيًّا: «وُجِدت حُبلى».
أو: «قوة اللّٰه العاملة».
هذه أول مرة، من أصل ٢٣٧ مرة، يرد فيها الاسم الإلهي يهوه في نص هذه الترجمة للأسفار اليونانية المسيحية.
أو: «لأن الذي كُوِّن فيها هو من روح قدس».
الاسم يسوع هو الصيغة العربية للاسم العبراني يَشوع أو يِشوع، ومعناه: «يهوه خلاص».
حرفيًّا: «مجوس».
أو: «المسيَّا؛ الممسوح؛ المختار».
اللُّبان والمُر هما مادتان عطريتان ثمينتان.
حرفيًّا: «كانوا يطلبون نفس الصبي».
كلمة «ناصري» هي على الأرجح من الكلمة العبرانية التي تُترجَم إلى «فرخ»، أي فرخ النبات.
أو: «برية».
أو: «غطَّسهم؛ غمرهم بالماء».
حرفيًّا: «ثمرًا».
حرفيًّا: «رفش للتذرية».
المكان الذي تُفصَل فيه الحبوب عن القش.
أو: «نتمِّم كل بر».
ربما إشارة إلى يوحنا.
أي: يسوع.
أو: «عند حافة سور الهيكل».
ربما إشارة إلى بحيرة الجليل.
أو: «منطقة العشر مدن».
أو: «الذين يتسوَّلون طلبًا للروح».
حرفيًّا: «لأنهم يرثون الأرض».
أو: «المسالمون».
أو: «يضعه تحت مكيال».
حرفيًّا: «سيُدعى الأصغر في».
حرفيًّا: «سيُدعى عظيمًا في».
أو: «إذا لم تكونوا أبرارًا أكثر من».
مكان لحرق النفايات خارج أورشليم.
حرفيًّا: «آخِر رُبع».
حرفيًّا: «تتعثَّر».
حرفيًّا: «تتعثَّر».
باليونانية پورنِيا.
أي: يتديَّن بدون أن يعطيك فائدة.
حرفيًّا: «لا تنفخ أمامك في بوق».
حرفيًّا: «مثل الأمم».
أو: «ملكوتك».
أو: «أخطاءنا».
حرفيًّا: «يغيِّرون وجوههم».
حرفيًّا: «سراج».
أو: «فإذا كنتَ ترى بوضوح». حرفيًّا: «عينك بسيطة».
أي: تسعى وراء أشياء كثيرة. حرفيًّا: «شريرة».
حرفيًّا: «النفس».
حرفيًّا: «ذراعًا واحدة».
حرفيًّا: «التنُّور».
حرفيًّا: «تسعى إليها الأمم».
أو: «برَّه؛ فعل الصواب في نظره».
حرفيًّا: «توقَّفوا عن أن».
حرفيًّا: «لآلئكم».
أو: «السؤال».
أو: «يسأل».
حرفيًّا: «كل ما تريدون أن يفعل الناس لكم، افعلوا هكذا أنتم أيضًا لهم».
حرفيًّا: «يأتون إليكم بثياب الخراف».
أو: «أعمالهم».
الحسك هو نبات شائك.
حرفيًّا: «قوَّات».
أو: «فطينًا».
أو: «يتَّكِئون».
أو: «ضعفاء القلب».
أو: «القبور التذكارية».
أو: «كان متَّكِئًا إلى الطاولة».
أو: «واتَّكأوا إلى الطاولة».
حرفيًّا: «زِقاق».
حرفيًّا: «لأن جلدهم كان مسلوخًا وكانوا مرميِّين».
حرفيًّا: «النجسة».
أو: «الحماسي؛ الغيور».
يحمل الفعل الأصلي هنا فكرة الاستمرارية.
حرفيًّا: «ثوبَين».
حرفيًّا: «يصير».
أو: «بيلزبوب؛ بعل زبوب». لقب يُطلَق على الشيطان، رئيس الشياطين.
أو: «الحياة»، أي فرصة العيش مجددًا في المستقبل.
حرفيًّا: «أسَّاريون».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «أمام وجهك».
حرفيًّا: «يأخذونه بالقوة».
حرفيًّا: «الحكمة تبرَّرت بأعمالها».
حرفيًّا: «قوَّاته».
باليونانية هايدِس، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
أو: «أُنعشكم».
خشبة توضَع على أكتاف الحيوانات والناس لحمل الأثقال وغير ذلك.
حرفيًّا: «متواضع القلب».
أو: «الانتعاش».
أو: «لطيف؛ حمله سهل».
حرفيًّا: «يابسة».
أو: «بيلزبوب؛ بعل زبوب». لقب يُطلَق على الشيطان.
أو: «العصر؛ نظام الأشياء».
أو: «تتبرَّر».
حرفيًّا: «الزاني».
حرفيًّا: «نجس».
حرفيًّا: «كلمة».
أو: «العصر؛ نظام الأشياء».
نبات يشبه القمح لكنَّه سام.
حرفيًّا: «ثلاثة أصواع». ١ صاع = ٣٣,٧ ل.
أو ربما: «تأسيس العالم».
أو: «العالم». باليونانية كوسموس.
أو: «أواخر العصر؛ أواخر نظام الأشياء». باليونانية إِيون.
أو: «أواخر العصر؛ أواخر نظام الأشياء». باليونانية إِيون.
حرفيًّا: «كل ما يسبِّب التعثُّر».
أو: «الأبرار».
أو: «أواخر العصر؛ أواخر نظام الأشياء».
أو: «مرشد».
حرفيًّا: «مكنزه».
حرفيًّا: «القوَّات».
يمكن أن تشير صيغة الجمع اليونانية إلى المثنى، أي «أُختاه».
أو: «فكانوا يتعثَّرون بسببه».
أي: هيرودس أنتيباس.
حرفيًّا: «تِترارخ».
حرفيًّا: «القوَّات».
أو: «أمام الذين يتَّكِئون معه إلى الطاولة».
حرفيًّا: «بارك».
حرفيًّا: «غلوات كثيرة». ١ غلوة = ١٨٥ م.
حرفيًّا: «في الهزيع الرابع»، وهي فترة تمتد من حوالي الثالثة صباحًا إلى شروق الشمس عند السادسة تقريبًا.
أي: لا يغسلون أيديهم بحسب التقاليد والطقوس.
أو: «يقول كلامًا مهينًا على».
حرفيًّا: «تعثَّروا».
حرفيًّا: «المَثَل».
جمع للكلمة اليونانية پورنِيا.
أي: غير مغسولتَين بحسب التقاليد والطقوس.
أو: «صائمين».
أو: «علامات الأزمنة».
حرفيًّا: «الزاني».
حرفيًّا: «لحم ودم».
باليونانية هايدِس، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
حرفيًّا: «إذهب ورائي».
حرفيًّا: «أنت عثرة لي».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «نفسه».
أو: «تجلَّى».
أو: «بيضاء».
حرفيًّا: «الدرهمين؛ الدايدراخما».
المقصود هنا هو ضريبة الرأس، أي التي تُفرَض على كل شخص.
حرفيًّا: «كي لا نجعلهم يتعثَّرون».
حرفيًّا: «إستارًا»، ويُعتقد أنه التِّترادراخما.
حرفيًّا: «ترجعوا».
حرفيًّا: «يسبِّب التعثُّر ل».
أو: «حجر طحن يُديره حمار».
حرفيًّا: «يا ويل العالم من العثرات».
حرفيًّا: «تتعثَّر».
حرفيًّا: «تتعثَّر».
أو ربما: «أبوكم».
حرفيًّا: «وعاتبه بينك وبينه وحدكما».
حرفيًّا: «على فم».
حرفيًّا: «٠٠٠,١٠ وزنة».
حرفيًّا: «ما جمعه اللّٰه في نير واحد».
باليونانية پورنِيا.
حرفيًّا: «حوالي الساعة الثالثة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «حوالي الساعة السادسة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «حوالي الساعة التاسعة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «حوالي الساعة الحادية عشرة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «أم عينك شريرة».
حرفيًّا: «صالح».
أو: «يُعدموه».
حرفيًّا: «الأمم».
حرفيًّا: «نفسه».
حرفيًّا: «جحش ابن دابة».
حرفيًّا: «أُوصَنَّا (هوشَعنا) لابن داود».
حرفيًّا: «السماء».
حرفيًا: «السماء».
حرفيًّا: «سيدي».
حرفيًّا: «رأس الزاوية».
حرفيًّا: «ثمارها»، أي ثمارًا تناسب مملكة اللّٰه.
أو: «بالمتَّكِئين إلى الطاولة».
المقصود هنا هو ضريبة الرأس، أي التي تُفرَض على كل شخص.
أو: «وأفضل المقاعد».
حرفيًّا: «رابِّي».
حرفيًّا: «رابِّي».
أو: «تجعلوا شخصًا واحدًا متهوِّدًا».
أو: «البعوضة».
أو: «بالنَّهب».
أو: «وكسر الشريعة».
أو: «القبور التذكارية لخدام اللّٰه».
حرفيًّا: «دم».
حرفيًّا: «فاملأوا كيل آبائكم».
أو: «مرشدين».
أو: «تُعدمونهم».
أو: «بار».
أو: «البار».
أو ربما: «يُترَك لكم خرابًا».
أو: «أواخر العصر؛ أواخر نظام الأشياء».
حرفيًّا: «أوجاع الولادة؛ المخاض».
حرفيًّا: «يسلِّمونكم إلى ضيق».
حرفيًّا: «يتعثَّر كثيرون».
أو: «كسر الشريعة».
حرفيًّا: «جسد».
أو: «في الغرف الداخلية».
حرفيًّا: «العِقبان».
حرفيًّا: «قبائل».
حرفيًّا: «الرياح».
حرفيًّا: «في أي هزيع».
أو: «الفطين».
أو: «فطينات».
١ وزنة يونانية = ٤,٢٠ كلغ.
حرفيًّا: «فضة».
أو: «أن تذرِّي».
حرفيًّا: «فضتي».
حرفيًّا: «الأمم».
حرفيًّا: «رِثوا».
حرفيًّا: «عريانًا».
حرفيًّا: «قَطع»، مثلما يُقطَع الغصن من الشجرة.
أو: «يُعدَم».
أو: «وفيما هو متَّكِئ إلى الطاولة».
أو: «الخبز بلا خميرة؛ الخبز غير المُختمِر».
أو: «اتَّكأ».
حرفيًّا: «رابِّي».
حرفيًّا: «بارك».
أو: «المعاهدة؛ الاتفاق».
أو: «مزامير».
حرفيًّا: «ستتعثَّرون».
حرفيًّا: «تعثَّر».
حرفيًّا: «نفسي حزينة».
أو: «مستعد».
حرفيًّا: «رابِّي».
حرفيًّا: «فيلقًا». تشير الكلمة الأصلية إلى الفرقة الرئيسية في جيش روما القديمة. وهي تُستعمَل هنا للإشارة إلى عدد كبير غير محدَّد.
السنهدريم هو المحكمة اليهودية العليا.
حرفيًّا: «يمين القدرة».
حرفيًّا: «دمًا».
أو: «أَعدِمه».
حرفيًّا: «دمه علينا وعلى أولادنا».
أو: «يُعدَم».
حرفيًّا: «قرمزيًّا».
أو: «ضفَّروا».
أو: «الجُلجُلة».
حرفيًّا: «الساعة السادسة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «الساعة التاسعة»، بحسب التوقيت اليهودي.
أو: «وتنفَّس نَفَسه الأخير».
أو: «الحجاب».
أو: «القبور التذكارية».
حرفيًّا: «الراقدين».
أو: «قبر تذكاري».
أو: «القبر التذكاري».
أو: «أُعدِم».
أو: «القبر التذكاري».
أو: «نقنعه».
حرفيًّا: «الأمم».
حرفيًّا: «كل الأيام».
أو: «أواخر العصر؛ أواخر نظام الأشياء».