أعمالُ الرُّسُل
١ في الرِّوايَةِ الأُولى يا ثَاوْفِيلُس، كَتَبتُ عن كُلِّ ما عَمِلَهُ يَسُوع وعَلَّمَهُ مِنَ البِدايَةِ + ٢ إلى اليَومِ الَّذي رُفِعَ فيهِ إلى السَّماء، + بَعدَما أعْطى بِتَوجيهٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ إرشاداتٍ لِلرُّسُلِ الَّذينَ اختارَهُم. + ٣ وبَعدَ أن تَألَّم، ظَهَرَ لهُم مَرَّاتٍ كَثيرَة لِيُثبِتَ لهُم بِبَراهينَ مُقنِعَة أنَّهُ حَيّ. + فقد رَأَوْهُ على مَدى ٤٠ يَومًا، وكَلَّمَهُم عن مَملَكَةِ اللّٰه. + ٤ وفيما هو مُجتَمِعٌ معهُم، أمَرَهُم قائِلًا: «لا تُغادِروا أُورُشَلِيم، + بلِ ابْقَوْا مُنتَظِرينَ وَعْدَ الآبِ + الَّذي سَمِعتُموهُ مِنِّي. ٥ فيُوحَنَّا عَمَّدَ بِماء، أمَّا أنتُم فسَتَعتَمِدونَ بِروحٍ قُدُسٍ + بَعدَ أيَّامٍ قَليلَة».
٦ ولمَّا كانوا مُجتَمِعينَ معهُ مَرَّةً أُخْرى، سَألوه: «يا رَبّ، هل ستَرُدُّ الآنَ المَملَكَةَ إلى إسْرَائِيل؟». + ٧ فقالَ لهُم: «لا داعي أن تَعرِفوا الأوْقاتَ والأزمِنَةَ الَّتي الآبُ وَحْدَهُ لَدَيهِ السُّلطَةُ أن يُحَدِّدَها. + ٨ لكنَّكُم ستَنالونَ قُدرَةً حينَ يَحِلُّ علَيكُمُ الرُّوحُ القُدُس، + وسَتَكونونَ شُهودًا + لي في أُورُشَلِيم، + وفي كُلِّ اليَهُودِيَّة والسَّامِرَة، + وإلى أبعَدِ مَكانٍ في الأرض». *+ ٩ وبَعدَما قالَ ذلِك، رُفِعَ قُدَّامَ عُيونِهِم، ثُمَّ أخْفَتهُ غَيمَةٌ عن نَظَرِهِم. + ١٠ وبَينَما هُم يَنظُرونَ إلى السَّماءِ وهو يَصعَد، ظَهَرَ بِجانِبِهِم فَجْأةً رَجُلانِ بِثِيابٍ بَيضاءَ + ١١ وقالا: «أيُّها الرِّجالُ الجَلِيلِيُّون، لِماذا أنتُم واقِفونَ تَنظُرونَ إلى السَّماء؟ يَسُوع هذا الَّذي كانَ معكُم ورُفِعَ إلى السَّماءِ سيَأتي بِنَفْسِ الطَّريقَةِ الَّتي رَأيتُموهُ يَذهَبُ بها إلى السَّماء».
١٢ ثُمَّ رَجَعوا إلى أُورُشَلِيم + مِن جَبَلٍ يُسَمَّى «جَبَلَ الزَّيْتُون»، وهو قَريبٌ مِنها على بُعدِ كيلومِترٍ واحِدٍ تَقريبًا. * ١٣ ولمَّا وَصَلوا، صَعِدوا إلى الغُرفَةِ العُلوِيَّة الَّتي كانوا يُقيمونَ فيها. وهُم: بُطْرُس ويُوحَنَّا ويَعْقُوب وأَنْدرَاوُس، فِيلِبُّس وتُومَا، بَرْثُلْمَاوُس ومَتَّى، يَعْقُوب بْنُ حَلْفَى، سِمْعَان الحَماسِيّ، * ويَهُوذَا بْنُ يَعْقُوب. + ١٤ هؤُلاء كُلُّهُم كانوا يُداوِمونَ على الصَّلاةِ بِوَحدَة، ومعهُم بَعضُ النِّساء، + ومَرْيَم أُمُّ يَسُوع، وإخوَتُه. +
١٥ وفي أحَدِ تِلكَ الأيَّام، وَقَفَ بُطْرُس بَينَ الإخوَة (وكانَ عَدَدُ المُجتَمِعينَ حَوالَيْ ١٢٠ شَخصًا) وقال: ١٦ «أيُّها الرِّجالُ الإخوَة، كانَ يَجِبُ أن تَتِمَّ الآيَةُ الَّتي أنبَأَ بها الرُّوحُ القُدُسُ بِواسِطَةِ دَاوُد عن يَهُوذَا، + الَّذي صارَ دَليلًا لِلَّذينَ قَبَضوا على يَسُوع. + ١٧ فهو كانَ واحِدًا مِنَّا، + وكانَ لهُ حِصَّةٌ في هذِهِ الخِدمَة. ١٨ (هذا الرَّجُلُ اشتَرى حَقلًا بِالأُجرَةِ الَّتي نالَها مُقابِلَ عَمَلِهِ الشِّرِّير، + وسَقَطَ على رَأسِهِ وانشَقَّ بَطنُهُ * فخَرَجَت كُلُّ أمعائِه. + ١٩ وعَرَفَ كُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيم بِهذِهِ الحادِثَة، فسُمِّيَ ذلِكَ الحَقلُ في لُغَتِهِم حَقِلْ دَمَا، أي «حَقلَ الدَّم».) ٢٠ فقد كُتِبَ في كِتابِ المَزامير: ‹يا لَيتَ مَنزِلَهُ يَصيرُ خَرابًا، ولا يَسكُنُ فيهِ أحَد›، + وأيضًا: ‹لِيَأخُذْ شَخصٌ آخَرُ تَعيينَهُ كناظِر›. + ٢١ لِذلِك يَجِبُ أن نَختارَ واحِدًا مِنَ الرِّجالِ الَّذينَ رافَقونا طولَ المُدَّةِ الَّتي قَضاها * الرَّبُّ يَسُوع بَينَنا، ٢٢ مُنذُ أن عَمَّدَهُ يُوحَنَّا + إلى اليَومِ الَّذي كانَ فيهِ معنا ورُفِع، + وهذا الرَّجُلُ سيَكونُ شاهِدًا معنا على قِيامَتِه». +
٢٣ فاقتَرَحوا شَخصَيْن: يُوسُف الَّذي يُسَمَّى بَرْسَابَا والمَعروفَ أيضًا بِالاسْمِ يُوسْتُس، ومَتِيَاس. ٢٤ ثُمَّ صَلَّوْا وقالوا: «يا يَهْوَه، أنتَ تَعرِفُ قُلوبَ الجَميع. + أَظهِرْ أيَّ واحِدٍ اختَرتَ مِن هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ ٢٥ لِيَنالَ هذِهِ الخِدمَةَ ويَكونَ رَسولًا، لِأنَّ يَهُوذَا تَرَكَ ذلِك لِيَذهَبَ في طَريقِه». + ٢٦ وألْقَوُا القُرعَةَ بَينَ الرَّجُلَيْن، + فوَقَعَتِ القُرعَةُ على مَتِيَاس وأُضيفَ إلى * الرُّسُلِ الـ ١١.
٢ وخِلالَ يَومِ الخَمسين، + كانوا كُلُّهُم معًا في مَكانٍ واحِد. ٢ وفَجْأةً سُمِعَ صَوتٌ قَوِيٌّ مِنَ السَّماءِ يُشبِهُ صَوتَ رِياحٍ شَديدَة، ومَلَأ كُلَّ البَيتِ الَّذي كانوا جالِسينَ فيه. + ٣ وظَهَرَت لهُم ألسِنَةٌ بَدَت وكَأنَّها مِن نار، وتَوَزَّعَت، واستَقَرَّ لِسانٌ واحِدٌ على كُلِّ شَخصٍ مِنهُم. ٤ فامتَلَأوا كُلُّهُم روحًا قُدُسًا + وبَدَأوا يَتَكَلَّمونَ بِلُغاتٍ * مُختَلِفَة، بِحَسَبِ ما مَكَّنَهُمُ الرُّوحُ أن يَتَكَلَّموا. +
٥ في ذلِكَ الوَقت، كانَ يوجَدُ في أُورُشَلِيم يَهُودٌ مُتَعَبِّدونَ لِلّٰهِ مِن كُلِّ بِلادِ العالَم. + ٦ فلمَّا صارَ هذا الصَّوت، تَجَمَّعَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ النَّاس. وكانوا مُحتارينَ لِأنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم كانَ يَسمَعُ التَّلاميذَ يَتَكَلَّمونَ بِلُغَتِه. ٧ فاندَهَشوا كَثيرًا جِدًّا وقالوا: «ألَيسَ كُلُّ هؤُلاءِ الذَّينَ يَتَكَلَّمونَ هُم مِنَ الجَلِيل؟ + ٨ فكَيفَ يَسمَعُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا لُغَتَه؟ * ٩ نَحنُ مِن فَرْثِيَا، ومَادِي، + وعِيلَام، + وبِلادِ ما بَينَ النَّهرَيْن، واليَهُودِيَّة وكَبَّدُوكْيَة، وبُنْطُس وإقليمِ آسْيَا، + ١٠ وفَرِيجْيَة وبَمْفِيلْيَة، ومِصْر والمَناطِقِ اللِّيبِيَّة القَريبَة مِن قِيرِين، وزُوَّارٌ مِن رُومَا، البَعضُ يَهُودٌ وآخَرونُ صاروا يَهُودًا، *+ ١١ وأيضًا أشخاصٌ مِن كرِيت وبِلادِ العَرَب، ومع ذلِك نَسمَعُهُم يَتَكَلَّمونَ بِلُغاتِنا عن أعمالِ اللّٰهِ العَظيمَة». ١٢ فكانوا كُلُّهُم مُندَهِشينَ ومُحتارينَ يَقولونَ بَعضُهُم لِبَعض: «ماذا يَعْني ذلِك؟». ١٣ لكنَّ آخَرينَ قالوا بِاستِهزاء: «إنَّهُم سَكرانون». *
١٤ فوَقَفَ بُطْرُس معَ الأحَدَ عَشَرَ + وقالَ بِصَوتٍ عالٍ: «يا أهلَ اليَهُودِيَّة، ويا كُلَّ سُكَّانِ أُورُشَلِيم، اسمَعوا جَيِّدًا ما سأقولُه. ١٥ هؤُلاء لَيسوا سَكرانينَ مِثلَما تَظُنُّون، فالسَّاعَةُ لا تَزالُ التَّاسِعَةَ صَباحًا. * ١٦ ولكنْ في الواقِع، هذا حَقَّقَ ما قيلَ بِواسِطَةِ النَّبِيِّ يُوئِيل: ١٧ ‹«وفي الأيَّامِ الأخيرَة»، يَقولُ اللّٰه، «أسكُبُ مِن روحي على مُختَلَفِ النَّاس، فيَتَنَبَّأُ أبناؤُكُم وبَناتُكُم، ويَرى شُبَّانُكُم رُؤى، ويَحلُمُ المُسِنُّونَ بَينَكُم أحلامًا. + ١٨ حتَّى على عَبيدي الرِّجالِ والنِّساءِ سأسكُبُ مِن روحي في تِلكَ الأيَّام، فيَتَنَبَّأون. + ١٩ وأُعْطي عَلاماتٍ عَجيبَة في السَّماءِ مِن فَوق وعَجائِبَ * على الأرضِ مِن تَحت، فيَكونُ هُناك دَمٌ ونارٌ وغُيومٌ كَثيفَة مِنَ الدُّخان. ٢٠ وتَتَحَوَّلُ الشَّمسُ إلى ظُلمَةٍ والقَمَرُ إلى دَمٍ قَبلَ أن يَجيءَ يَومُ يَهْوَه العَظيمُ المَجيد. ٢١ وكُلُّ مَن يَدْعو بِاسْمِ يَهْوَه يَخلُص»›. +
٢٢ «أيُّها الإسْرَائِيلِيُّون، اسمَعوا هذا الكَلام: مِثلَما تَعرِفون، يَسُوع النَّاصِرِيُّ كانَ رَجُلًا مُرسَلًا مِنَ اللّٰه، وأُظهِرَ ذلِك بِوُضوحٍ مِن خِلالِ أعمالٍ عَظيمَة * ومُعجِزاتٍ * وعَلاماتٍ عَمِلَها اللّٰهُ بَينَكُم بِواسِطَتِه. + ٢٣ هذا الرَّجُلُ الَّذي سُلِّمَ إلَيكُم بِحَسَبِ مَشيئَةِ * اللّٰهِ ومَعرِفَتِهِ المُسبَقَة، + عَلَّقتُموهُ أنتُم على خَشَبَةٍ بِواسِطَةِ أشخاصٍ أشرارٍ * وقَضَيتُم علَيه. + ٢٤ لكنَّ اللّٰهَ أقامَهُ + بِتَحريرِهِ مِن أوْجاعِ * المَوت. فلم يَكُنْ مُمكِنًا لِلمَوتِ أن يَبْقى مُمسِكًا به. + ٢٥ فدَاوُد يَقولُ عنه: ‹أُبْقي يَهْوَه أمامي * دائِمًا. فهو عن يَميني كَي لا يَهُزَّني شَيءٌ أبَدًا. ٢٦ لِهذا السَّبَب، قَلبي فَرحانٌ ولِساني مُبتَهِجٌ جِدًّا. وسَأعيشُ وعِندي أمَل. * ٢٧ فأنتَ لن تَترُكَني * في القَبر، * ولن تَدَعَ خادِمَكَ الوَلِيَّ يَرى فَسادًا. + ٢٨ دَلَّيتَني على طُرُقِ الحَياة، وسَتَملَأُني بِفَرَحٍ عَظيمٍ في حَضرَتِك›. *+
٢٩ «أيُّها الإخوَة، اسمَحوا لي أن أُكَلِّمَكُم بِصَراحَة. * إنَّ رَأسَ العائِلَةِ دَاوُد ماتَ ودُفِنَ + وقَبرُهُ مَوْجودٌ هُنا حتَّى هذا اليَوم. ٣٠ وقد كانَ نَبِيًّا وعَرَفَ أنَّ اللّٰهَ حَلَفَ لهُ أنَّهُ سيُجلِسُ على عَرشِهِ واحِدًا مِن نَسلِه. *+ ٣١ لِذلِك، عَرَفَ مُسبَقًا عن قِيامَةِ المَسِيح وتَكَلَّمَ عنها، فقالَ إنَّهُ لن يُترَكَ في القَبرِ * وإنَّ جَسَدَهُ لن يَرى فَسادًا. + ٣٢ فاللّٰهُ أقامَ يَسُوع هذا، ونَحنُ كُلُّنا شُهودٌ على ذلِك. + ٣٣ ولِأنَّهُ رُفِعَ إلى يَمينِ اللّٰهِ + ونالَ الرُّوحَ القُدُسَ الَّذي وَعَدَ بهِ الآب، + سَكَبَ علَينا هذا الرُّوحَ الَّذي تَرَوْنَهُ وتَسمَعونَه. ٣٤ فدَاوُد لم يَصعَدْ إلى السَّموات، بل هو نَفْسُهُ يَقول: ‹قالَ يَهْوَه لِرَبِّي: «إجلِسْ على يَميني ٣٥ إلى أن أضَعَ أعداءَكَ تَحتَ قَدَمَيْك»›. *+ ٣٦ لِذلِك لِيَكُنْ كُلُّ شَعبِ إسْرَائِيل واثِقينَ أنَّ اللّٰهَ جَعَلَ يَسُوع رَبًّا + ومَسِيحًا، هذا الَّذي عَلَّقتُموهُ على خَشَبَة». +
٣٧ فلمَّا سَمِعوا ذلِك، شَعَروا وكَأنَّهُم طُعِنوا في قُلوبِهِم. وقالوا لِبُطْرُس وباقي الرُّسُل: «أيُّها الإخوَة، ماذا يَجِبُ أن نَعمَل؟». ٣٨ أجابَهُم بُطْرُس: «توبوا + ولْيَعتَمِدْ + كُلُّ واحِدٍ مِنكُم بِاسْمِ يَسُوع المَسِيح كَي تُغفَرَ خَطاياكُم. + عِندَئِذٍ، تَنالونَ هَدِيَّةَ الرُّوحِ القُدُسِ الَّتي يُعْطيها اللّٰهُ مَجَّانًا. ٣٩ فالوَعْدُ + هو لكُم ولِأوْلادِكُم ولِكُلِّ البَعيدين، هو لِكُلِّ الَّذينَ يَدْعوهُم إلهُنا يَهْوَه إلَيه». + ٤٠ وبِكَلامٍ آخَرَ كَثير، قَدَّمَ لهُم شَهادَةً كامِلَة وكانَ يَنصَحُهُم قائِلًا: «إبتَعِدوا عن هذا الجيلِ الأعوَجِ لِكَي تَنْجوا». + ٤١ والَّذينَ قَبِلوا كَلامَهُ بِفَرَحٍ اعتَمَدوا. + وفي ذلِكَ اليَوم، انضَمَّ إلى التَّلاميذِ ٠٠٠,٣ شَخصٍ * تَقريبًا. + ٤٢ وظَلُّوا مُنتَبِهينَ إلى * تَعاليمِ الرُّسُل، وداوَموا على قَضاءِ الوَقتِ بَعضُهُم مع بَعض، * وتَناوُلِ الطَّعامِ معًا، + والصَّلاة. +
٤٣ وامتَلَأَ جَميعُ النَّاسِ بِالرَّهبَة، وعَمِلَ الرُّسُلُ مُعجِزاتٍ وعَلاماتٍ كَثيرَة. + ٤٤ وكُلُّ الَّذينَ صاروا مُؤْمِنينَ كانوا يَظَلُّونَ معًا ويَتَشارَكونَ في كُلِّ شَيء. ٤٥ وكانوا يَبيعونَ أراضِيَهُم ومُمتَلَكاتِهِم + ويُوَزِّعونَ ثَمَنَها على الجَميع، بِحَسَبِ حاجَةِ كُلِّ واحِد. + ٤٦ وكانوا كُلَّ يَومٍ يَجتَمِعونَ في الهَيكَلِ بِوَحدَة، ويَأكُلونَ معًا واحِدُهُم في بَيتِ الآخَرِ ويَتَشارَكونَ في طَعامِهِم بِفَرَحٍ كَبيرٍ وقُلوبٍ صادِقَة. ٤٧ وكانوا يُسَبِّحونَ اللّٰهَ ويَكسِبونَ رِضى جَميعِ النَّاس. وفي الوَقتِ نَفْسِه، كانَ يَهْوَه يَضُمُّ إلَيهِم يَومِيًّا الَّذينَ يُخَلِّصُهُم. +
٣ وصَعِدَ بُطْرُس ويُوحَنَّا إلى الهَيكَلِ مِن أجْلِ ساعَةِ الصَّلاة، أيِ السَّاعَةِ الثَّالِثَة بَعدَ الظُّهر. * ٢ وكانَ هُناك أشخاصٌ يَحمِلونَ رَجُلًا مُقعَدًا مُنذُ الوِلادَة. فكُلَّ يَوم، يَضَعونَهُ قُربَ بابِ الهَيكَلِ الَّذي اسْمُه «البابُ الجَميل»، كَي يَطلُبَ صَدَقَةً مِنَ الدَّاخِلينَ إلى الهَيكَل. ٣ ولمَّا رَأى الرَّجُلُ أنَّ بُطْرُس ويُوحَنَّا على وَشْكِ أن يَدخُلا إلى الهَيكَل، بَدَأ يَطلُبُ مِنهُما صَدَقَة. ٤ فتَطَلَّعَ فيهِ بُطْرُس ويُوحَنَّا مُباشَرَةً، وقالَ بُطْرُس: «أُنظُرْ إلَينا». ٥ فرَكَّزَ نَظَرَهُ علَيهِما متَوَقِّعًا أن يَحصُلَ على شَيءٍ مِنهُما. ٦ لكنَّ بُطْرُس قال: «لا أملِكُ فِضَّةً ولا ذَهَبًا، لكنِّي سأُعْطيكَ ما عِندي: بِاسْمِ يَسُوع المَسِيح النَّاصِرِيّ، قُمْ وامْشِ!». + ٧ فأمسَكَهُ بِيَدِهِ اليَمينِ وأقامَه. + وفي الحال، قَوِيَت قَدَماهُ وكاحِلاه. + ٨ فقَفَزَ على قَدَمَيْهِ + وبَدَأ يَمْشي، ودَخَلَ معهُما إلى الهَيكَلِ وهو يَمْشي ويَقفِزُ ويُسَبِّحُ اللّٰه. ٩ ورَآهُ كُلُّ النَّاسِ يَمْشي ويُسَبِّحُ اللّٰه. ١٠ وعَرَفوهُ أنَّهُ هوَ الَّذي كانَ يَجلِسُ عِندَ «البابِ الجَميل» في الهَيكَلِ لِيَطلُبَ صَدَقَة. + فاندَهَشوا كَثيرًا جِدًّا وتَعَجَّبوا مِمَّا حَدَثَ له.
١١ وبَينَما كانَ الرَّجُلُ مُتَمَسِّكًا بِبُطْرُس ويُوحَنَّا، رَكَضَ إلَيهِم كُلُّ النَّاسِ معًا إلى ما يُسَمَّى «مَمَرَّ * سُلَيْمَان»، + وكانوا مُتَفاجِئينَ جِدًّا. ١٢ ولمَّا رَأى بُطْرُس ذلِك، قالَ لهُم: «يا رِجالَ إسْرَائِيل، لِماذا تَتَعَجَّبونَ مِن هذا؟ ولِماذا تَنظُرونَ إلَينا وكَأنَّنا جَعَلناهُ يَمْشي بِقُوَّتِنا الخاصَّة أو بِفَضلِ تَعَبُّدِنا لِلّٰه؟ ١٣ إنَّ إلهَ إبْرَاهِيم وإسْحَاق ويَعْقُوب، + إلهَ آبائِنا، مَجَّدَ خادِمَهُ + يَسُوع + الَّذي سَلَّمتُموهُ + وأنكَرتُموهُ أمامَ بِيلَاطُس، مع أنَّهُ قَرَّرَ أن يُطلِقَ سَراحَه. ١٤ نَعَم، أنكَرتُم هذا القُدُّوسَ الَّذي بِلا لَوم، وطَلَبتُم أن يُحَرَّرَ لكُم رَجُلٌ قاتِل، + ١٥ بَينَما قَتَلتُمُ الوَكيلَ الرَّئيسِيَّ لِلحَياة. + لكنَّ اللّٰهَ أقامَهُ مِنَ المَوت ونَحنُ شُهودٌ على ذلِك. + ١٦ وبِواسِطَةِ اسْمِه، وبِفَضلِ إيمانِنا بِاسْمِه، عادَتِ القُوَّةُ لِهذا الرَّجُلِ الَّذي تَرَوْنَهُ وتَعرِفونَه. فالإيمانُ الَّذي نِلناهُ بِواسِطَتِهِ جَعَلَ هذا الرَّجُلَ بِصِحَّةٍ تامَّة أمامَكُم جَميعًا. ١٧ أنا أعرِفُ أيُّها الإخوَةُ أنَّكُم تَصَرَّفتُم بِجَهل، + مِثلَما تَصَرَّفَ رُؤَساؤُكُم أيضًا. + ١٨ ولكنْ بِهذِهِ الطَّريقَة، تَمَّمَ اللّٰهُ ما أعلَنَهُ مُسبَقًا بِواسِطَةِ كُلِّ الأنبِياء، وهو أنَّ مَسِيحَهُ سيَتَألَّم. +
١٩ «فتوبوا + وارجِعوا + لِتُمْحى خَطاياكُم، + كَي تَأتِيَ أوْقاتُ الانتِعاشِ مِن يَهْوَه نَفْسِهِ * ٢٠ ويُرسِلَ المَسِيح الَّذي عَيَّنَهُ لكُم، أي يَسُوع. ٢١ فهو يَجِبُ أن يَبْقى في السَّماءِ إلى أن تَأتِيَ فَترَةُ * رَدِّ كُلِّ الأشياءِ الَّتي تَكَلَّمَ عنها اللّٰهُ بِواسِطَةِ أنبِيائِهِ القُدُّوسينَ في الماضي. ٢٢ وفي الواقِع، قالَ مُوسَى: ‹سيُعَيِّنُ لكُم يَهْوَه إلهُكُم نَبِيًّا مِثلي مِن بَينِ إخوَتِكُم. + إسمَعوا لهُ في كُلِّ ما يَقولُهُ لكُم. + ٢٣ وكُلُّ مَن * لا يَسمَعُ لِذلِكَ النَّبِيِّ سيُبادُ مِن بَينِ الشَّعب›. + ٢٤ وجَميعُ الأنبِياءِ الَّذينَ تَكَلَّموا، مِن صَمُوئِيل فصاعِدًا، خَبَّروا أيضًا بِوُضوحٍ عن هذِهِ الأيَّام. + ٢٥ وأنتُم أبناءُ الأنبِياءِ وأبناءُ العَهدِ * الَّذي قَطَعَهُ اللّٰهُ مع آبائِكُم + حينَ قالَ لِإبْرَاهِيم: ‹تَتَبارَكُ بِواسِطَةِ نَسلِكَ * كُلُّ عائِلاتِ الأرض›. + ٢٦ فاللّٰه، بَعدَما عَيَّنَ خادِمَه، أرسَلَهُ أوَّلًا إلَيكُم + لِيُبارِكَكُم مِن خِلالِ إرجاعِ كُلِّ واحِدٍ مِنكُم عن أعمالِهِ الشِّرِّيرَة».
٤ وفيما كانَ بُطْرُس ويُوحَنَّا يُكَلِّمانِ النَّاس، أتى إلَيهِما الكَهَنَةُ وقائِدُ حَرَسِ الهَيكَلِ والصَّدُّوقِيُّون. + ٢ وكانوا مُنزَعِجينَ لِأنَّ الرَّسولَيْنِ كانا يُعَلِّمانِ الشَّعبَ ويُخبِرانِ عَلَنًا عن قِيامَةِ يَسُوع مِنَ المَوت. *+ ٣ فقَبَضوا علَيهِما ووَضَعوهُما في الحَبسِ + حتَّى اليَومِ التَّالي، لِأنَّ المَساءَ كانَ قد أتى. ٤ لكنَّ كَثيرينَ مِنَ الَّذينَ سَمِعوا ما قيلَ آمَنوا، فصارَ عَدَدُ الرِّجالِ المُؤْمِنينَ ٠٠٠,٥ تَقريبًا. +
٥ وفي اليَومِ التَّالي، اجتَمَعَ رُؤَساءُ اليَهُودِ وشُيوخُهُم وكَتَبَتُهُم في أُورُشَلِيم، ٦ ومعهُم حَنَّان + الكاهِنُ الكَبيرُ وقِيَافَا + ويُوحَنَّا والإسْكَنْدَر وكُلُّ الَّذينَ كانوا مِن أقارِبِ الكاهِنِ الكَبير. ٧ وأوْقَفوا بُطْرُس ويُوحَنَّا في وَسَطِهِم وبَدَأوا يَستَجوِبونَهُما قائِلين: «بِأيِّ قُدرَةٍ أو بِاسْمِ مَن عَمِلتُما ذلِك؟». ٨ عِندَئِذٍ قالَ لهُم بُطْرُس وهو مُمتَلِئٌ روحًا قُدُسًا: +
«يا رُؤَساءَ الشَّعبِ ويا أيُّها الشُّيوخ، ٩ إذا كُنتُم تَستَجوِبونَنا اليَومَ بِخُصوصِ عَمَلِ خَيرٍ فَعَلناهُ لِرَجُلٍ مَشلولٍ + وتَسألونَ مَن شَفاه، ١٠ فاعرِفوا كُلُّكُم، أنتُم وكُلُّ شَعبِ إسْرَائِيل، أنَّنا فَعَلنا ذلِك بِاسْمِ يَسُوع المَسِيح النَّاصِرِيّ، + الَّذي عَلَّقتُموهُ * على خَشَبَةٍ + وأقامَهُ اللّٰهُ مِنَ المَوت؛ + بِواسِطَتِهِ يَقِفُ هذا الرَّجُلُ أمامَكُم هُنا بِصِحَّةٍ جَيِّدَة. ١١ فيَسُوع هذا هوَ ‹الحَجَرُ الَّذي لم تَعرِفوا قيمَتَهُ أيُّها البَنَّاؤون، والَّذي صارَ حَجَرَ الزَّاوِيَةِ الرَّئيسِيّ›. *+ ١٢ ولا خَلاصَ بِواسِطَةِ أحَدٍ غَيرِه، لِأنَّهُ لا يوجَدُ تَحتَ السَّماءِ اسْمٌ آخَرُ + أُعْطِيَ لِلنَّاسِ نَقدِرُ مِن خِلالِهِ أن نَخلُص». +
١٣ فلمَّا رَأَوْا جُرأةَ * بُطْرُس ويُوحَنَّا، وعَرَفوا أنَّهُما غَيرُ مُتَعَلِّمَيْنِ * ومِن عامَّةِ الشَّعب، + تَعَجَّبوا وفَهِموا أنَّهُما كانا مع يَسُوع. + ١٤ وبِما أنَّهُم رَأَوُا الرَّجُلَ الَّذي شُفِيَ واقِفًا معهُما، + فلم يَكُنْ لَدَيهِم شَيءٌ يَقولونَه. + ١٥ فأمَروهُم أن يَخرُجوا مِن قاعَةِ السَّنْهَدْرِيم. * وبَدَأوا يَتَشاوَرونَ في ما بَينَهُم ١٦ ويَقولون: «ماذا نَفعَلُ بِهذَيْنِ الرَّجُلَيْن؟ + واضِحٌ لِكُلِّ سُكَّانِ أُورُشَلِيم أنَّهُما عَمِلا عَجيبَةً * عَظيمَة، + ونَحنُ لا نَقدِرُ أن نُنكِرَها. ١٧ ولكنْ حتَّى لا يَنتَشِرَ الخَبَرُ أكثَرَ بَينَ الشَّعب، دَعونا نُهَدِّدُهُما كَي لا يُكَلِّما أحَدًا بَعد بِهذا الاسْم». +
١٨ عِندَئِذٍ استَدْعَوْهُما وأمَروهُما أن لا يَتَكَلَّما أبَدًا أو يُعَلِّما شَيئًا بِاسْمِ يَسُوع. ١٩ لكنَّ بُطْرُس ويُوحَنَّا أجابا: «أُحكُموا أنتُم إذا كانَ صَحيحًا في نَظَرِ اللّٰهِ أن نُطيعَكُم بَدَلَ أن نُطيعَه. ٢٠ أمَّا نَحنُ فلا نَقدِرُ أن نَتَوَقَّفَ عنِ التَّكَلُّمِ بِما رَأيناهُ وسَمِعناه». + ٢١ فهَدَّدوهُما مَرَّةً ثانِيَة ثُمَّ أطلَقوا سَراحَهُما. فهُم لم يَجِدوا أساسًا لِمُعاقَبَتِهِما، وأيضًا بِسَبَبِ الشَّعب، + لِأنَّ الجَميعَ كانوا يُمَجِّدونَ اللّٰهَ على ما حَصَل. ٢٢ فالرَّجُلُ الَّذي شُفِيَ بِواسِطَةِ هذِهِ العَجيبَةِ * كانَ عُمرُهُ أكثَرَ مِن ٤٠ سَنَة.
٢٣ وبَعدَما أُطلِقَ سَراحُهُما، ذَهَبا إلى رِفاقِهِما وأخبَراهُم ما قالَهُ كِبارُ الكَهَنَةِ والشُّيوخ. ٢٤ فلمَّا سَمِعوا ذلِك، صَلَّوْا معًا إلى اللّٰهِ وقالوا:
«أيُّها السَّيِّدُ العَظيم، أنتَ الَّذي صَنَعتَ السَّماءَ والأرضَ والبَحرَ وكُلَّ ما فيها، + ٢٥ وأنتَ الَّذي جَعَلتَ أبانا دَاوُد + خادِمَكَ يَقولُ بِوَحْيٍ مِن روحٍ قُدُس: ‹لِماذا هاجَتِ الأُمَمُ وتَأمَّلَتِ الشُّعوبُ في أُمورٍ لا فائِدَةَ مِنها؟ ٢٦ إجتَمَعَ الرُّؤَساءُ معًا وقامَ مُلوكُ الأرضِ على يَهْوَه وعلى مَسِيحِه›. *+ ٢٧ وهذا ما حَصَلَ فِعلًا. فهِيرُودُس * وبُنْطِيُوس بِيلَاطُس + ومعهُما شُعوبُ إسْرَائِيل وأشخاصٌ مِنَ الأُمَمِ اجتَمَعوا في هذِهِ المَدينَةِ ضِدَّ خادِمِكَ القُدُّوسِ يَسُوع الَّذي جَعَلتَهُ مَسِيحًا، + ٢٨ لِكَي يَعمَلوا ما قَرَّرتَهُ مُسبَقًا وما جَعَلتَهُ يَحصُلُ بِقُدرَتِكَ * وانسِجامًا مع مَشيئَتِك. *+ ٢٩ والآنَ يا يَهْوَه، اسمَعْ تَهديداتِهِم، واجعَلْنا نَحنُ عَبيدَكَ نَستَمِرُّ في إعلانِ كَلِمَتِكَ بِكُلِّ جُرأة، ٣٠ فيما تَمُدُّ يَدَكَ لِتَشْفِيَ المَرْضى وفيما تَحصُلُ عَلاماتٌ ومُعجِزاتٌ + بِاسْمِ خادِمِكَ القُدُّوسِ يَسُوع». +
٣١ وبَعدَما تَوَسَّلوا إلى اللّٰه، اهتَزَّ المَكانُ الَّذي كانوا مُجتَمِعينَ فيه، وامتَلَأوا كُلُّهُم بِالرُّوحِ القُدُس، + وصاروا يُعلِنونَ كَلِمَةَ اللّٰهِ بِجُرأة. +
٣٢ وكانَ العَدَدُ الكَبيرُ مِنَ المُؤْمِنينَ قَلبًا واحِدًا وفِكرًا * واحِدًا. ولم يَكُنْ أحَدٌ مِنهُم يَعتَبِرُ أنَّ ما يَملِكُهُ هو له، بل كانَ كُلُّ شَيءٍ مُشتَرَكًا بَينَهُم. + ٣٣ واستَمَرَّ الرُّسُلُ يَشهَدونَ عن قِيامَةِ الرَّبِّ يَسُوع بِنَجاحٍ كَبير، + وأظهَرَ اللّٰهُ لهُم جَميعًا لُطفَهُ الفائِق. * ٣٤ ولم يَكُنْ واحِدٌ مِنهُم مُحتاجًا، + لِأنَّ كُلَّ الَّذينَ يَملِكونَ حُقولًا أو بُيوتًا كانوا يَبيعُونَها ويَجلُبونَ ثَمَنَها ٣٥ ويُعْطونَهُ لِلرُّسُل، + وهُم يُوَزِّعونَهُ بِحَسَبِ حاجَةِ كُلِّ واحِد. + ٣٦ فيُوسُف مَثَلًا، وهو لَاوِيٌّ أصلُهُ مِن قُبْرُص سَمَّاهُ الرُّسُلُ أيضًا بَرْنَابَا + (الَّذي يَعْني: «إبْنَ التَّشجيع» *)، ٣٧ باعَ قِطعَةَ أرضٍ كانَ يَملِكُها وأعْطى المالَ لِلرُّسُل. +
٥ وكانَ هُناك رَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا باعَ هو وزَوجَتُهُ سَفِّيرَة قِطعَةَ أرض. ٢ لكنَّهُ احتَفَظَ سِرًّا بِجُزْءٍ مِن ثَمَنِها، وزَوجَتُهُ على عِلمٍ بِذلِك، وأحضَرَ الباقي وأعطاهُ لِلرُّسُل. + ٣ فقالَ بُطْرُس: «يا حَنَانِيَّا، كَيفَ جَعَلَكَ الشَّيْطَان تَتَجَرَّأُ * أن تَكذِبَ + على الرُّوحِ القُدُسِ + وتَحتَفِظَ سِرًّا بِجُزْءٍ مِن ثَمَنِ الحَقل؟ ٤ ألَمْ يَكُنِ الحَقلُ لكَ قَبلَ أن تَبيعَه؟ وبَعدَما بِعتَه، ألَمْ تَكُنْ حُرًّا أن تَتَصَرَّفَ بِالمالِ مِثلَما تُريد؟ لِماذا خَطَّطتَ لِشَيءٍ كهذا في قَلبِك؟ أنتَ لم تَكذِبْ على النَّاس، بل على اللّٰه». ٥ فلمَّا سَمِعَ حَنَانِيَّا هذا الكَلام، وَقَعَ ومات. وكُلُّ الَّذينَ سَمِعوا بِذلِك شَعَروا بِالخَوفِ والرَّهبَة. ٦ فجاءَ بَعضُ الشُّبَّانِ ولَفُّوهُ في أقمِشَةٍ وحَمَلوهُ إلى الخارِجِ ودَفَنوه.
٧ وبَعدَ ثَلاثِ ساعاتٍ تَقريبًا، دَخَلَت زَوجَتُهُ وهي لا تَعرِفُ ماذا حَصَل. ٨ فسَألَها بُطْرُس: «قولي لي، هل بِهذا المَبلَغِ بِعتُما الحَقل؟». أجابَت: «نَعَم، بِهذا المَبلَغ». ٩ فقالَ لها بُطْرُس: «لِماذا اتَّفَقتُما على امتِحانِ روحِ يَهْوَه؟ إسمَعي، إنَّ الَّذينَ دَفَنوا زَوجَكِ صاروا عِندَ الباب، وسَيَحمِلونَكِ إلى الخارِج». ١٠ فوَقَعَت فَوْرًا عِندَ قَدَمَيْهِ وماتَت. ولمَّا دَخَلَ الشُّبَّانُ وَجَدوها مَيِّتَة، فحَمَلوها إلى الخارِجِ ودَفَنوها قُربَ زَوجِها. ١١ وكُلُّ الجَماعَةِ وكُلُّ الَّذينَ سَمِعوا بِذلِك شَعَروا بِالخَوفِ والرَّهبَة.
١٢ وظَلَّ الرُّسُلُ يَعمَلونَ مُعجِزاتٍ وعَلاماتٍ كَثيرَة بَينَ النَّاس. + وكانوا كُلُّهُم يَلتَقونَ معًا في مَمَرِّ * سُلَيْمَان. + ١٣ ولم يَتَجَرَّإ الآخَرونَ أن يَنضَمُّوا إلَيهِم. مع ذلِك، كانَ النَّاسُ يَحتَرِمونَهُم ويَتَكَلَّمونَ عنهُم بِالخَير. ١٤ وظَلَّ المُؤْمِنونَ بِالرَّبّ، رِجالًا ونِساء، يَتَزايَدونَ بِأعدادٍ كَبيرَة. + ١٥ وكانَ النَّاسُ يَجلُبونَ المَرْضى إلى الشَّوارِعِ الرَّئيسِيَّة ويَضَعونَهُم على فِراشٍ أو سَريرٍ صَغير، حتَّى إذا مَرَّ بُطْرُس، يَأتي ولَو ظِلُّهُ على بَعضٍ مِنهُم. + ١٦ وظَلَّت أعدادٌ كَبيرَة مِنَ النَّاسِ تَأتي مِنَ المُدُنِ الَّتي حَولَ أُورُشَلِيم، حامِلينَ المَرْضى والَّذينَ تُعَذِّبُهُمُ الأرواحُ الشِّرِّيرَة. * وكانوا كُلُّهُم يُشْفَوْن.
١٧ لكنَّ رَئيسَ الكَهَنَةِ وكُلَّ جَماعَتِه، وهُم مِن مَذهَبِ الصَّدُّوقِيِّين، امتَلَأوا بِالغيرَة. فقاموا ١٨ وقَبَضوا على الرُّسُلِ ووَضَعوهُم في الحَبسِ العامّ. + ١٩ ولكنْ في اللَّيل، فَتَحَ مَلاكُ يَهْوَه أبوابَ الحَبسِ + وأخرَجَهُم وقال: ٢٠ «إذهَبوا وقِفوا في الهَيكَلِ واستَمِرُّوا في إخبارِ النَّاسِ بِكُلِّ الكَلامِ عن تِلكَ الحَياة». ٢١ فلمَّا سَمِعوا ذلِك، دَخَلوا إلى الهَيكَلِ عِندَ الفَجرِ وبَدَأوا يُعَلِّمون.
وقامَ رَئيسُ الكَهَنَةِ وجَماعَتُهُ بِاستِدعاءِ السَّنْهَدْرِيم وكُلِّ مَجلِسِ شُيوخِ شَعبِ إسْرَائِيل، وأرسَلوا حُرَّاسًا إلى الحَبسِ لِيُحضِروا الرُّسُل. ٢٢ ولكنْ لمَّا وَصَلَ الحُرَّاسُ إلى هُناك، لم يَجِدوهُم في الحَبس. فرَجَعوا وخَبَّروا ٢٣ قائِلين: «وَجَدنا الحَبسَ مُقفَلًا جَيِّدًا والحُرَّاسَ واقِفينَ على الأبواب. ولكنْ لمَّا فَتَحناها لم نَجِدْ أحَدًا في الدَّاخِل». ٢٤ فلمَّا سَمِعَ قائِدُ حَرَسِ الهَيكَلِ وكِبارُ الكَهَنَةِ هذا الكَلام، احتاروا وتَساءَلوا ماذا ستَكونُ نَتيجَةُ ذلِك. ٢٥ ثُمَّ جاءَ أحَدٌ وأخبَرَهُم: «الرِّجالُ الَّذينَ وَضَعتُموهُم في الحَبسِ واقِفونَ في الهَيكَلِ يُعَلِّمونَ الشَّعب». ٢٦ عِندَئِذٍ ذَهَبَ قائِدُ الحَرَسِ مع حُرَّاسِهِ وأحضَروهُم مِن دونِ استِعمالِ العُنف، لِأنَّهُم خافوا أن يَرجُمَهُمُ الشَّعب. +
٢٧ ولمَّا أحضَروهُم، أوْقَفوهُم أمامَ السَّنْهَدْرِيم. فاستَجوَبَهُم رَئيسُ الكَهَنَةِ ٢٨ وقال: «أعْطَيناكُم أوامِرَ مُشَدَّدَة أن لا تُعَلِّموا بَعد بِهذا الاسْم. + لكنَّكُم مَلَأتُم أُورُشَلِيم بِتَعليمِكُم، وأنتُم مُصَمِّمونَ أن تُحَمِّلونا مَسؤولِيَّةَ مَوتِ * هذا الرَّجُل». + ٢٩ فأجابَ بُطْرُس والرُّسُلُ الآخَرون: «يَجِبُ أن نُطيعَ اللّٰهَ حاكِمًا لا النَّاس. + ٣٠ إنَّ إلهَ آبائِنا أقامَ يَسُوع الَّذي أنتُم قَتَلتُموهُ بِتَعليقِهِ على خَشَبَة. *+ ٣١ وقد رَفَعَهُ اللّٰهُ وأجلَسَهُ على يَمينِهِ + كوَكيلٍ رَئيسِيٍّ + ومُخَلِّص، + كَي يَقدِرَ الإسْرَائِيلِيُّونَ أن يَتوبوا ويَنالوا الغُفرانَ عن خَطاياهُم. + ٣٢ ونَحنُ شُهودٌ على * هذِهِ الأُمور، + وكَذلِكَ الرُّوحُ القُدُسُ + الَّذي أعْطاهُ اللّٰهُ لِلَّذينَ يُطيعونَه». *
٣٣ فلمَّا سَمِعوا ذلِك، اشتَعَلَ غَضَبُهُم وأرادوا أن يَقْضوا علَيهِم. ٣٤ لكنَّ رَجُلاً فَرِّيسِيًّا اسْمُهُ غَمَالَائِيل، + وهو مُعَلِّمٌ لِلشَّريعَةِ يَحتَرِمُهُ كُلُّ الشَّعب، وَقَفَ أمامَ السَّنْهَدْرِيم وأمَرَ أن يُخرِجوا الرُّسُلَ قَليلًا. ٣٥ ثُمَّ قال: «يا رِجالَ إسْرَائِيل، انتَبِهوا مِمَّا تَنْوونَ أن تَفعَلوهُ بِهؤُلاءِ الرِّجال. ٣٦ فمِن فَترَة، ظَهَرَ ثُودَاس وادَّعى أنَّهُ شَخصٌ مُهِمّ. فتَبِعَهُ ٤٠٠ رَجُلٍ تَقريبًا. لكنَّهُ قُتِل، وتَفَرَّقَ كُلُّ أتباعِهِ ولم يَبْقَ لهُم أثَر. ٣٧ وظَهَرَ بَعدَهُ يَهُوذَا الجَلِيلِيُّ في أيَّامِ تَسجيلِ السُّكَّان، وجَرَّ وَراءَهُ أتباعًا. لكنَّهُ هو أيضًا هَلَك، وتَفَرَّقَ كُلُّ أتباعِه. ٣٨ لِذلِك، وبِالنَّظَرِ إلى ما يَحدُثُ الآن، أقولُ لكُم: أُترُكوا هؤُلاءِ الرِّجالَ ولا تَتَدَخَّلوا فيهِم. فإذا كانَ هذا المُخَطَّطُ أو هذا العَمَلُ مِنَ البَشَرِ فسَيَفشَل. ٣٩ ولكنْ إذا كانَ مِنَ اللّٰه، فلن تَقدِروا أن تُفَشِّلوه، + بل قد تَجِدونَ أنفُسَكُم تُحارِبونَ اللّٰهَ نَفْسَه». + ٤٠ فعَمِلوا بِنَصيحَتِهِ واستَدْعَوُا الرُّسُل، وجَلَدوهُم *+ وأمَروهُم أن لا يَتَكَلَّموا بَعد بِاسْمِ يَسُوع، ثُمَّ تَرَكوهُم يَذهَبون.
٤١ فخَرَجوا مِن أمامِ السَّنْهَدْرِيم فَرِحينَ + لِأنَّهُم نالوا الشَّرَفَ أن يُهانوا مِن أجْلِ اسْمِه. ٤٢ وكُلَّ يَوم، كانوا في الهَيكَلِ ومِن بَيتٍ إلى بَيتٍ + يُعَلِّمونَ ويُعلِنونَ بِلا تَوَقُّفٍ الأخبارَ الحُلْوَة عنِ المَسِيح يَسُوع. +
٦ وفي تِلكَ الأيَّام، فيما كانَ عَدَدُ التَّلاميذِ يَزداد، تَشَكَّى اليَهُودُ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ اليُونَانِيَّة مِنَ اليَهُودِ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ العِبْرَانِيَّة، لِأنَّ أرامِلَهُم لا يَحصُلْنَ على حِصَّةٍ مِنَ التَّوزيعِ اليَومِيّ. + ٢ فجَمَعَ الاثنا عَشَرَ كُلَّ التَّلاميذِ وقالوا: «لا يَجوزُ * أن نُهمِلَ نَحنُ كَلِمَةَ اللّٰهِ لِنُوَزِّعَ الطَّعامَ على الطَّاوِلات. + ٣ لِذلِك أيُّها الإخوَة، اختاروا مِن بَينِكُم سَبعَةَ رِجالٍ صيتُهُم جَيِّدٌ + ومُمتَلِئينَ روحًا قُدُسًا وحِكمَة، + كَي نوكِلَ إلَيهِم هذا العَمَلَ الضَّرورِيّ. + ٤ وهكَذا نَتَفَرَّغُ نَحنُ لِلصَّلاةِ وتَعليمِ * كَلِمَةِ اللّٰه». ٥ فأعجَبَ هذا القَرارُ كُلَّ التَّلاميذ. واختاروا إسْتِفَانُوس، وهو رَجُلٌ مُمتَلِئٌ إيمانًا وروحًا قُدُسًا، وفِيلِبُّس + وبرُوخُورُس ونِيكَانُور وتِيمُون وبَرْمِينَاس ونِيقُولَاوُس، وهو رَجُلٌ مِن أَنْطَاكْيَة كانَ قد صارَ يَهُودِيًّا. * ٦ وأحضَروهُم إلى الرُّسُل، فصَلَّوْا ثُمَّ وَضَعوا أيْدِيَهُم علَيهِم. +
٧ وبَقِيَت كَلِمَةُ اللّٰهِ تَنتَشِرُ + وعَدَدُ التَّلاميذِ يَزدادُ كَثيرًا جِدًّا + في أُورُشَلِيم. وصارَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ الكَهَنَةِ مُؤْمِنين. *+
٨ وكانَ إسْتِفَانُوس مُمتَلِئًا بِالرِّضى الإلهِيِّ والقُدرَة، فعَمِلَ مُعجِزاتٍ وعَلاماتٍ عَظيمَة بَينَ النَّاس. ٩ ولكنْ جاءَ أشخاصٌ يَنتَمونَ إلى ما يُسَمَّى «مَجمَعَ المُحَرَّرين»، ومعهُم أشخاصٌ مِن قِيرِين والإسْكَنْدَرِيَّة وآخَرونَ مِن كِيلِيكْيَة وآسْيَا، وصاروا يُجادِلونَ إسْتِفَانُوس. ١٠ لكنَّهُم لم يَقدِروا أن يَقِفوا في وَجهِ حِكمَتِهِ والرُّوحِ الَّذي كانَ يَتَكَلَّمُ بِواسِطَتِه. + ١١ عِندَئِذٍ أقنَعوا بِالسِّرِّ رِجالًا لِيَقولوا: «سَمِعناهُ يُجَدِّفُ على مُوسَى وعلى اللّٰه». ١٢ فحَرَّضوا علَيهِ الشَّعبَ والشُّيوخَ والكَتَبَة، فأتَوْا علَيهِ فَجْأةً واعتَقَلوهُ بِالقُوَّةِ وأخَذوهُ إلى السَّنْهَدْرِيم. ١٣ وأحضَروا شُهودَ زورٍ لِيَقولوا: «هذا الرَّجُلُ لا يَتَوَقَّفُ عنِ التَّكَلُّمِ ضِدَّ هذا المَكانِ المُقَدَّسِ وضِدَّ الشَّريعَة. ١٤ فنَحنُ سَمِعناهُ يَقولُ إنَّ يَسُوع النَّاصِرِيَّ سيَهدِمُ هذا المَكانَ ويُغَيِّرُ العاداتِ الَّتي نَقَلَها إلَينا مُوسَى».
١٥ ونَظَرَ إلَيهِ كُلُّ الجالِسينَ في السَّنْهَدْرِيم، ورَأَوْا وَجهَهُ مِثلَ وَجهِ مَلاك.
٧ فسَألَ رَئيسُ الكَهَنَةِ إسْتِفَانُوس: «هل هذا صَحيح؟». ٢ فأجاب: «أيُّها الإخوَةُ والآباء، اسمَعوا. إلهُ المَجدِ ظَهَرَ لِأبينا إبْرَاهِيم لمَّا كانَ في بِلادِ ما بَينَ النَّهرَيْن، قَبلَ أن يَسكُنَ في حَارَان. + ٣ وقالَ له: ‹أُترُكْ أرضَكَ وأقرِباءَكَ وتَعالَ إلى الأرضِ الَّتي سأُريكَ إيَّاها›. + ٤ فخَرَجَ مِن أرضِ الكَلْدَانِيِّينَ وسَكَنَ في حَارَان. وبَعدَ مَوتِ أبيه، + وَجَّهَهُ اللّٰهُ كَي يَنتَقِلَ مِن هُناك إلى هذِهِ الأرضِ الَّتي تَعيشونَ فيها الآن. + ٥ ولم يُعْطِهِ فيها أيَّ ميراث، ولا حتَّى شِبرًا واحِدًا. * لكنَّهُ وَعَدَ أن يُعْطِيَها مِلْكًا لهُ ولِنَسلِهِ مِن بَعدِه، + مع أنَّهُ لم يَكُنْ عِندَهُ وَلَدٌ بَعد. ٦ وقالَ لهُ اللّٰهُ إنَّ نَسلَهُ سيَتَغَرَّبُ * في أرضٍ لَيسَت له، والنَّاسُ سيَستَعبِدونَهُ ويُذِلُّونَهُ * ٤٠٠ سَنَة. + ٧ ‹والأُمَّةُ الَّتي تَستَعبِدُهُم سأُحاسِبُها›، + قالَ اللّٰه، ‹وبَعدَ ذلِك يَخرُجونَ مِن هُناك ويُقَدِّمونَ لي خِدمَةً مُقَدَّسَة في هذا المَكان›. +
٨ «وعَمِلَ اللّٰهُ مع إبْرَاهِيم عَهدَ * الخِتان. + ووَلَدَ إبْرَاهِيم إسْحَاق + وخَتَنَهُ في اليَومِ الثَّامِن، + وإسْحَاق وَلَدَ * يَعْقُوب، ويَعْقُوب وَلَدَ * رُؤوسَ العائِلاتِ * الـ ١٢. ٩ ورُؤوسُ العائِلاتِ غاروا مِن يُوسُف + وباعوهُ إلى مِصْر. + لكنَّ اللّٰهَ كانَ معه، + ١٠ وأنقَذَهُ مِن كُلِّ ضيقاتِه، وأعْطاهُ حِكمَةً وجَعَلَهُ يَكسِبُ رِضى فِرْعَوْن مَلِكِ مِصْر. فعَيَّنَهُ حاكِمًا على مِصْر ومَسؤولًا عن كُلِّ بَيتِه. + ١١ ولكنْ حَصَلَت مَجاعَةٌ في كُلِّ مِصْر وكَنْعَان. فكانَ هُناك ضيقٌ شَديد، ولم يَجِدْ آباؤُنا شَيئًا يَأكُلونَه. + ١٢ ولمَّا سَمِعَ يَعْقُوب أنَّهُ يوجَدُ طَعامٌ * في مِصْر، أرسَلَ آباءَنا أوَّلَ مَرَّة. + ١٣ وفي المَرَّةِ الثَّانِيَة، عَرَّفَ يُوسُف إخوَتَهُ بِنَفْسِه، وسَمِعَ فِرْعَوْن عن عائِلَةِ يُوسُف. + ١٤ فأرسَلَ يُوسُف خَبَرًا واستَدْعى أباهُ يَعْقُوب وكُلَّ أقارِبِه، + وكانَ مَجموعُهُم ٧٥ شَخصًا. *+ ١٥ فنَزَلَ يَعْقُوب إلى مِصْر، + وماتَ هُناك + هو وآباؤُنا. + ١٦ ونُقِلوا إلى شَكِيم ووُضِعوا في القَبرِ الَّذي كانَ إبْرَاهِيم قدِ اشتَراهُ بِمَبلَغٍ مِنَ المالِ * مِن أبناءِ حَمُور في شَكِيم. +
١٧ «وفيما كانَ الوَقتُ يَقتَرِبُ لِيَتَحَقَّقَ الوَعْدُ الَّذي أعلَنَهُ اللّٰهُ لِإبْرَاهِيم، كانَ شَعبُنا يَزدادُ ويَكثُرُ في مِصْر، ١٨ إلى أن حَكَمَ على مِصْر مَلِكٌ آخَرُ لم يَكُنْ يَعرِفُ عن يُوسُف. + ١٩ وهذا المَلِكُ دَبَّرَ خُطَّةً ماكِرَة ضِدَّ شَعبِنا، وظَلَمَ الآباءَ حينَ أجبَرَهُم أن يَتَخَلَّوْا عن أطفالِهِم كَي لا يَبْقَوْا أحياء. + ٢٠ في ذلِكَ الوَقت، وُلِدَ مُوسَى. وكانَ جَميلًا جِدًّا حتَّى في نَظَرِ اللّٰه. وتَرَبَّى ثَلاثَةَ أشهُرٍ في بَيتِ أبيه. + ٢١ ولكنْ لمَّا اضطُرَّ والِداهُ أن يَتَخَلَّيا عنه، + أخَذَتهُ ابْنَةُ فِرْعَوْن ورَبَّتهُ كابْنٍ لها. + ٢٢ فتَعَلَّمَ مُوسَى كُلَّ حِكمَةِ المِصْرِيِّين. وكانَ كَلامُهُ قَوِيًّا وأعمالُهُ عَظيمَة. +
٢٣ «وعِندَما صارَ عُمرُهُ ٤٠ سَنَة، قَرَّرَ * أن يَزورَ * إخوَتَهُ الإسْرَائِيلِيِّين. + ٢٤ ولمَّا رَأى مِصْرِيًّا يُعامِلُ واحِدًا مِنهُم مُعامَلَةً سَيِّئَة، دافَعَ عنِ المَظلومِ وانتَقَمَ لهُ بِقَتلِ المِصْرِيّ. ٢٥ وظَنَّ أنَّ إخوَتَهُ سيَفهَمونَ أنَّ اللّٰهَ يَستَخدِمُهُ لِيُخَلِّصَهُم، لكنَّهُم لم يَفهَموا. ٢٦ وفي اليَومِ التَّالي، جاءَ إلَيهِم ووَجَدَ اثنَيْنِ مِنهُم يَتَشاجَران. فحاوَلَ أن يُصالِحَهُما قائِلًا: ‹أيُّها الرَّجُلان، أنتُما أخَوان. لِماذا تُؤْذِيانِ واحِدُكُما الآخَر؟›. ٢٧ لكنَّ الَّذي كانَ يُؤْذي قَريبَهُ دَفَعَ مُوسَى بَعيدًا وقال: ‹مَن عَيَّنَكَ حاكِمًا وقاضِيًا علَينا؟ ٢٨ هل تُريدُ أن تَقْضِيَ علَيَّ مِثلَما قَضَيتَ على المِصْرِيِّ البارِحَة؟›. ٢٩ ولمَّا سَمِعَ مُوسَى هذا الكَلام، هَرَبَ وسَكَنَ كأجنَبِيٍّ في أرضِ مِدْيَان. وهُناك أنجَبَ ابْنَيْن. +
٣٠ «وبَعدَ مُرورِ ٤٠ سَنَة، ظَهَرَ لهُ مَلاكٌ في صَحراءِ * جَبَلِ سِينَاء، في لَهَبِ شَجَرَةِ عُلَّيْقٍ مُشتَعِلَة. + ٣١ ولمَّا رَأى مُوسَى ذلِك، تَعَجَّبَ مِنَ المَنظَر. وفيما هو يَقتَرِبُ لِيَرى ماذا يَحدُث، سَمِعَ صَوتَ يَهْوَه يَقول: ٣٢ ‹أنا إلهُ آبائِك، إلهُ إبْرَاهِيم وإسْحَاق ويَعْقُوب›. + فبَدَأ مُوسَى يَرجُفُ ولم يَتَجَرَّأْ أن يَنظُر. ٣٣ وقالَ لهُ يَهْوَه: ‹إخلَعْ حِذاءَكَ لِأنَّكَ واقِفٌ على أرضٍ مُقَدَّسَة. ٣٤ لقد رَأيتُ الظُّلمَ الَّذي يَتَعَرَّضُ لهُ شَعبي الَّذينَ في مِصْر، وسَمِعتُهُم يَئِنُّونَ + ونَزَلتُ كَي أُخَلِّصَهُم. فسَأُرسِلُكَ الآنَ إلى مِصْر›. ٣٥ هذا هو مُوسَى الَّذي رَفَضوهُ قائِلين: ‹مَن عَيَّنَكَ حاكِمًا وقاضِيًا؟›. + لكنَّهُ هوَ الَّذي أرسَلَهُ اللّٰهُ + لِيَكونَ حاكِمًا ومُنقِذًا، وذلِك بِواسِطَةِ المَلاكِ الَّذي ظَهَرَ لهُ في شَجَرَةِ العُلَّيْق. ٣٦ هذا الرَّجُلُ أخرَجَهُم + وعَمِلَ مُعجِزاتٍ وعَلاماتٍ في مِصْر، + وعِندَ البَحرِ الأَحْمَر، + وفي الصَّحراءِ مُدَّةَ ٤٠ سَنَة. +
٣٧ «هذا هو مُوسَى الَّذي قالَ لِلإسْرَائِيلِيِّين: ‹سيُعَيِّنُ لكُمُ اللّٰهُ نَبِيًّا مِثلي مِن بَينِ إخوَتِكُم›. + ٣٨ هذا هوَ الَّذي كانَ معَ الجَماعَةِ في الصَّحراء؛ كانَ هُناك معَ المَلاكِ + الَّذي كَلَّمَهُ + على جَبَلِ سِينَاء ومع آبائِنا، ونالَ إعلاناتٍ مُقَدَّسَة حَيَّة لِيُعْطِيَنا إيَّاها. + ٣٩ لكنَّ آباءَنا رَفَضوا أن يُطيعوهُ وأداروا ظَهرَهُم لهُ + وحَنَّت قُلوبُهُم إلى مِصْر. + ٤٠ فقالوا لِهَارُون: ‹إصنَعْ لنا آلِهَةً تَقودُنا، لِأنَّنا لا نَعرِفُ ماذا حَصَلَ لِمُوسَى هذا الَّذي أخرَجَنا مِن مِصْر›. + ٤١ فصَنَعوا في تِلكَ الأيَّامِ تِمثالًا على شَكلِ عِجل، وقَدَّموا ذَبيحَةً لِلصَّنَمِ واحتَفَلوا بِما عَمِلَتهُ أيْديهِم. + ٤٢ فابتَعَدَ اللّٰهُ عنهُم وتَرَكَهُم يَعبُدونَ جَيشَ السَّماء، + مِثلَما هو مَكتوبٌ في كِتابِ الأنبِياء: ‹هل لي أنا قَدَّمتُم تَقدِماتٍ وذَبائِحَ خِلالَ الـ ٤٠ سَنَةً في الصَّحراء، يا بَيتَ إسْرَائِيل؟! ٤٣ لا، بل حَمَلتُم معكُم خَيمَةَ مُولُوك + ونَجمَ الإلهِ رِفَان، هذَيْنِ التِّمثالَيْنِ اللَّذَيْنِ صَنَعتُموهُما لِلعِبادَة. لِذلِك سأنْفيكُم إلى أبعَدَ مِن بَابِل›. +
٤٤ «ولمَّا كانَ آباؤُنا في الصَّحراء، كانَت لَدَيهِم خَيمَةُ الشَّهادَةِ الَّتي، حينَ كَلَّمَ اللّٰهُ مُوسَى، أمَرَهُ أن يَصنَعَها بِحَسَبِ التَّصميمِ * الَّذي كانَ قد رَآه. + ٤٥ وآباؤُنا وَرِثوها وأخَذوها معهُم حينَ دَخَلوا مع يَشُوع إلى أرضِ الأُمَمِ + الَّذينَ طَرَدَهُمُ اللّٰهُ مِن قُدَّامِ آبائِنا. + وهي بَقِيَت هُناك إلى أيَّامِ دَاوُد. ٤٦ ودَاوُد نالَ رِضى اللّٰهِ وطَلَبَ الامتِيازَ أن يَبْنِيَ بَيتًا لِإلهِ يَعْقُوب. + ٤٧ لكنَّ سُلَيْمَان هوَ الَّذي بَنى لهُ بَيتًا. + ٤٨ إلَّا أنَّ العالي على كُلِّ شَيءٍ لا يَسكُنُ في بُيوتٍ صَنَعَتها أيْدي البَشَر، + مِثلَما يَقولُ النَّبِيّ: ٤٩ ‹السَّماءُ عَرشي، + والأرضُ مَوْضِعُ قَدَمَيَّ. + فأيَّ بَيتٍ ستَبْنونَ لي؟ يَقولُ يَهْوَه. وهل هُناك مَكانٌ يُمكِنُ أن أسكُنَ فيه؟ ٥٠ ألَمْ تَصنَعْ يَدي كُلَّ هذِه؟›. +
٥١ «أيُّها العَنيدونَ ويا مَن قُلوبُهُم وآذانُهُم مُغلَقَة، * أنتُم دائِمًا تُقاوِمونَ الرُّوحَ القُدُس؛ مِثلَما عَمِلَ آباؤُكُم تَعمَلون. + ٥٢ أيُّ واحِدٍ مِنَ الأنبِياءِ لم يَضطَهِدْهُ آباؤُكُم؟ + فهُم قَتَلوا الَّذينَ أعلَنوا مُسبَقًا عن مَجيءِ الَّذي بِلا لَوم، + الَّذي سَلَّمتُموهُ وقَتَلتُموه، + ٥٣ أنتُمُ الَّذينَ تَسَلَّمتُمُ الشَّريعَةَ الَّتي أوْصَلَها المَلائِكَة، + لكنَّكُم لم تُطيعوها».
٥٤ فلمَّا سَمِعوا ذلِك، اشتَعَلَ الغَضَبُ في قُلوبِهِم ونَظَروا إلَيهِ وهُم يَشُدُّونَ على أسنانِهِم. ٥٥ أمَّا إسْتِفَانُوس فتَطَلَّعَ إلى السَّماءِ وهو مُمتَلِئٌ روحًا قُدُسًا، فرَأى مَجدَ اللّٰهِ ويَسُوع واقِفًا على يَمينِ اللّٰه. + ٥٦ وقال: «أرى السَّمواتِ مَفتوحَةً وابْنَ الإنسانِ + واقِفًا على يَمينِ اللّٰه». + ٥٧ عِندَئِذٍ صَرَخوا بِأعْلى صَوتِهِم ووَضَعوا أيْدِيَهُم على آذانِهِم وهَجَموا علَيهِ كُلُّهُم معًا. ٥٨ ورَمَوْهُ خارِجَ المَدينَة، ثُمَّ بَدَأوا يَرجُمونَهُ بِالحِجارَة. + ووَضَعَ الشُّهودُ + ثِيابَهُمُ الخارِجِيَّة عِندَ قَدَمَيْ شابٍّ اسْمُهُ شَاوُل. + ٥٩ وفيما هُم يَرجُمونَ إسْتِفَانُوس، طَلَبَ قائِلًا: «أيُّها الرَّبُّ يَسُوع، اقبَلْ روحي». ٦٠ ثُمَّ رَكَعَ وصَرَخَ بِصَوتٍ قَوِيّ: «يا يَهْوَه، لا تَحسُبْ علَيهِم هذِهِ الخَطِيَّة». + وبَعدَما قالَ ذلِك مات. *
٨ وكانَ شَاوُل مُوافِقًا على قَتلِه. +
وفي ذلِكَ اليَوم، بَدَأ يَحدُثُ اضطِهادٌ شَديدٌ على الجَماعَةِ في أُورُشَلِيم. فتَفَرَّقَ الجَميع، ما عَدا الرُّسُل، في مَناطِقِ اليَهُودِيَّة والسَّامِرَة. + ٢ وجاءَ رِجالٌ يَخافونَ اللّٰهَ وأخَذوا إسْتِفَانُوس كَي يَدفِنوه، ونَدَبوهُ وبَكَوْا علَيهِ كَثيرًا. ٣ أمَّا شَاوُل فبَدَأ يُهاجِمُ الجَماعَةَ بِشِدَّة. فكانَ يُداهِمُ بَيتًا بَعدَ آخَرَ ويَجُرُّ رِجالًا ونِساءً ويُسَلِّمُهُم كَي يُسجَنوا. +
٤ لكنَّ الَّذينَ تَفَرَّقوا أعلَنوا الأخبارَ الحُلْوَة عن كَلِمَةِ اللّٰهِ في كُلِّ مَكانٍ ذَهَبوا إلَيه. + ٥ ونَزَلَ فِيلِبُّس إلى مَدينَةِ السَّامِرَة *+ وبَشَّرَهُم عنِ المَسِيح. ٦ وفيما كانَ الجُموعُ يَسمَعونَ لهُ ويَرَوْنَ العَجائِبَ الَّتي يَعمَلُها، كانوا كُلُّهُم يَنتَبِهونَ جَيِّدًا لِما يَقولُه. ٧ فالأرواحُ الشِّرِّيرَة * كانَت تَخرُجُ مِن كَثيرينَ وهي تَصرُخُ بِصَوتٍ عالٍ. + وشُفِيَ أيضًا عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ المَشلولينَ والعُرج. ٨ فصارَ هُناك فَرَحٌ عَظيمٌ في تِلكَ المَدينَة.
٩ وكانَ في المَدينَةِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُون يُمارِسُ الفُنونَ السِّحرِيَّة ويُدهِشُ أهلَ السَّامِرَة، وكانَ يَدَّعي أنَّهُ شَخصٌ مُهِمٌّ جِدًّا. ١٠ وكانوا كُلُّهُم يَتبَعونَه، مِن صَغيرِهِم إلى كَبيرِهِم، ويَقولون: «هذا الرَّجُلُ هو قُدرَةُ اللّٰهِ الَّتي تُدْعى القُدرَةَ العَظيمَة». ١١ وهُم تَبِعوهُ لِأنَّهُ كانَ يُدهِشُهُم بِفُنونِهِ السِّحرِيَّة مِن مُدَّةٍ طَويلَة. ١٢ ولكنْ لمَّا أعلَنَ لهُم فِيلِبُّس الأخبارَ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ + وعنِ اسْمِ يَسُوع المَسِيح، صَدَّقوهُ واعتَمَدوا رِجالًا ونِساء. + ١٣ وسِيمُون نَفْسُهُ صارَ أيضًا مُؤْمِنًا. وبَعدَ أنِ اعتَمَد، لم يُفارِقْ فِيلِبُّس. + وكانَ يَندَهِشُ حينَ يَرى العَلاماتِ والأعمالَ العَظيمَة * الَّتي تَحدُث.
١٤ ولمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ في أُورُشَلِيم أنَّ أهلَ السَّامِرَة قَبِلوا كَلِمَةَ اللّٰه، + أرسَلوا إلَيهِم بُطْرُس ويُوحَنَّا. ١٥ فنَزَلا وصَلَّيا مِن أجْلِهِم لِكَي يَنالوا روحًا قُدُسًا. + ١٦ فالرُّوحُ لم يَكُنْ قد حَلَّ بَعد على أحَدٍ مِنهُم، بل كانوا قدِ اعتَمَدوا فَقَط بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوع. + ١٧ ثُمَّ وَضَعا أيْدِيَهُما علَيهِم، + فنالوا روحًا قُدُسًا.
١٨ ولمَّا رَأى سِيمُون أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يَحِلُّ على أيِّ شَخصٍ يَضَعُ الرَّسولانِ أيْدِيَهُما علَيه، عَرَضَ علَيهِما مالًا ١٩ وقال: «أعْطِياني أنا أيضًا هذِهِ السُّلطَة، كَي يَنالَ روحًا قُدُسًا كُلُّ مَن أضَعُ يَدَيَّ علَيه». ٢٠ فقالَ لهُ بُطْرُس: «لِتَهلَكْ أنتَ وفِضَّتُك! هل ظَنَنتَ أنَّكَ تَقدِرُ أن تَشتَرِيَ بِالمالِ هَدِيَّةَ اللّٰهِ المَجَّانِيَّة؟! + ٢١ لَيسَ لكَ حِصَّةٌ في هذا الأمرِ ولا دَخلَ لكَ فيه، لِأنَّ قَلبَكَ لَيسَ مُستَقيمًا في نَظَرِ اللّٰه. ٢٢ فتُبْ عن ذَنْبِكَ هذا وتَوَسَّلْ إلى يَهْوَه، على أمَلِ أن يُسامِحَكَ على نَواياكَ الشِّرِّيرَة. ٢٣ فأنا أراكَ سَمًّا مُرًّا * وعَبدًا لِلشَّرّ». ٢٤ فأجابَهُما سِيمُون: «تَوَسَّلا إلى يَهْوَه مِن أجْلي كَي لا يُصيبَني شَيءٌ مِمَّا قُلتُما».
٢٥ وبَعدَ أن قَدَّمَ بُطْرُس ويُوحَنَّا شَهادَةً كامِلَة وتَكَلَّما بِكَلِمَةِ يَهْوَه، رَجَعا إلى أُورُشَلِيم. وفي الطَّريق، أعلَنا الأخبارَ الحُلْوَة لِقُرًى سَامِرِيَّة كَثيرَة. +
٢٦ وتَكَلَّمَ مَلاكُ + يَهْوَه مع فِيلِبُّس قائِلًا: «قُمْ واذهَبْ بِاتِّجاهِ الجَنوبِ إلى الطَّريقِ النَّازِلِ مِن أُورُشَلِيم إلى غَزَّة». (وهو طَريقٌ صَحراوِيّ.) ٢٧ فقامَ وذَهَب. فرَأى مَسؤولًا * مِنَ الحَبَشَة كانَ لَدَيهِ مَركَزٌ مُهِمٌّ عِندَ كَنْدَاكَة مَلِكَةِ الحَبَشِيِّينَ ويُشرِفُ على كُلِّ خَزينَتِها. هذا الرَّجُلُ كانَ قد ذَهَبَ إلى أُورُشَلِيم لِيَعبُدَ اللّٰه. + ٢٨ وفي طَريقِ العَودَة، كانَ جالِسًا في عَرَبَتِهِ يَقرَأُ بِصَوتٍ عالٍ كِتابَ النَّبِيِّ إشَعْيَا. ٢٩ فقالَ الرُّوحُ لِفِيلِبُّس: «إلحَقْ هذِهِ العَرَبَةَ وابْقَ قَريبًا مِنها». ٣٠ فرَكَضَ فِيلِبُّس بِجانِبِها وسَمِعَ الرَّجُلَ يَقرَأُ بِصَوتٍ عالٍ كِتابَ النَّبِيِّ إشَعْيَا. فقالَ له: «هل تَفهَمُ ما تَقرَأُه؟». ٣١ أجاب: «وكَيفَ سأفهَمُ إذا لم يَشرَحْ لي * أحَد؟». وطَلَبَ مِن فِيلِبُّس أن يَصعَدَ ويَجلِسَ معه. ٣٢ والفَقَرَةُ الَّتي كانَ يَقرَأُها مِنَ الأسفارِ المُقَدَّسَة هي هذِه: «مِثلَ خَروفٍ أُحضِرَ إلى الذَّبح. مِثلَ خَروفٍ صَغيرٍ ساكِتٍ أمامَ مَن يَجُزُّ صوفَه، هكَذا هو لا يَفتَحُ فَمَه. + ٣٣ حينَ أُذِلَّ، أُخِذَت مِنهُ العَدالَة. + ومَن سيُخبِرُ عن تَفاصيلِ جيلِه؟ فحَياتُهُ ستُنتَزَعُ مِنَ الأرض». +
٣٤ فقالَ الرَّجُلُ لِفِيلِبُّس: «أرْجوكَ أَخبِرْني، عمَّن يَتَحَدَّثُ النَّبِيُّ هُنا؟ عن نَفْسِهِ أم عن شَخصٍ آخَر؟». ٣٥ فبَدَأ فِيلِبُّس يَتَكَلَّم، وأعلَنَ لهُ الأخبارَ الحُلْوَة عن يَسُوع مُبتَدِئًا مِن هذِهِ الآيَة. ٣٦ وبَينَما هُما على الطَّريق، وَصَلا إلى بُقعَةٍ فيها ماء. فقالَ الرَّجُل: «أُنظُر، يوجَدُ ماءٌ هُنا. فماذا يَمنَعُ أن أعتَمِد؟». ٣٧ — ٣٨ عِندَئِذٍ أمَرَ أن تَقِفَ العَرَبَة. ونَزَلَ هو وفِيلِبُّس في الماء، وعَمَّدَهُ فِيلِبُّس. ٣٩ ولمَّا طَلَعا مِنَ الماء، قادَ روحُ يَهْوَه فِيلِبُّس بِسُرعَةٍ إلى مَكانٍ آخَر. ولم يَعُدِ الرَّجُلُ يَراهُ وتابَعَ طَريقَهُ فَرِحًا. ٤٠ أمَّا فِيلِبُّس فوَجَدَ نَفْسَهُ في أَشْدُود. وتَنَقَّلَ في المِنطَقَةِ وهو يُعلِنُ الأخبارَ الحُلْوَة في كُلِّ المُدُنِ حتَّى وَصَلَ إلى قَيْصَرِيَّة. +
٩ أمَّا شَاوُل فكانَ لا يَزالُ يَغْلي مِن كُرْهِهِ لِتَلاميذِ الرَّبِّ ويُهَدِّدُ أن يَقتُلَهُم. + فذَهَبَ عِندَ رَئيسِ الكَهَنَةِ ٢ وطَلَبَ أن يُعْطِيَهُ رَسائِلَ إلى المَجامِعِ في دِمَشْق، لِكَي يَعتَقِلَ كُلَّ الَّذينَ يَجِدُهُم مِن أتباعِ «الطَّريق»، + رِجالًا ونِساء، ويَجلُبَهُم مُقَيَّدينَ إلى أُورُشَلِيم.
٣ وفيما هو مُسافِرٌ إلى دِمَشْق وقد صارَ قَريبًا مِنها، لَمَعَ حَولَهُ فَجْأةً ضَوءٌ مِنَ السَّماء. + ٤ فوَقَعَ على الأرضِ وسَمِعَ صَوتًا يَقولُ له: «شَاوُل، شَاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟». ٥ فسَأل: «مَن أنتَ يا سَيِّد؟». أجابَهُ الصَّوت: «أنا يَسُوع + الَّذي أنتَ تَضطَهِدُه. + ٦ ولكنْ قُمْ وادخُلْ إلى المَدينَة، وسَيُقالُ لكَ هُناك ماذا يَجِبُ أن تَعمَل». ٧ أمَّا الرِّجالُ المُسافِرونَ معهُ فوَقَفوا ساكِتينَ مِن صَدمَتِهِم. فهُم سَمِعوا صَوتًا لكنَّهُم لم يَرَوْا أحَدًا. + ٨ عِندَئِذٍ قامَ شَاوُل عنِ الأرض. ومع أنَّ عَيْنَيْهِ كانَتا مَفتوحَتَيْن، لم يَقدِرْ أن يَرى شَيئًا. فأمسَكوهُ بِيَدِهِ وأخَذوهُ إلى دِمَشْق. ٩ وبَقِيَ ثَلاثَةَ أيَّامٍ لا يَرى، + ولم يَأكُلْ أو يَشرَبْ شَيئًا.
١٠ وكانَ في دِمَشْق تِلميذٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا. + فناداهُ الرَّبُّ في رُؤيا: «يا حَنَانِيَّا». أجاب: «نَعَم يا رَبّ». ١١ فقالَ لهُ الرَّبّ: «قُمْ واذهَبْ إلى الشَّارِعِ الَّذي اسْمُه ‹المُستَقيم›، واسألْ في بَيتِ يَهُوذَا عن رَجُلٍ مِن طَرْسُوس + اسْمُهُ شَاوُل. إنَّهُ الآنَ يُصَلِّي، ١٢ وقد رَأى في رُؤيا رَجُلًا اسْمُهُ حَنَانِيَّا يَدخُلُ ويَضَعُ يَدَيْهِ علَيهِ كَي يَستَرجِعَ نَظَرَه». + ١٣ لكنَّ حَنَانِيَّا أجاب: «يا رَبّ، سَمِعتُ مِن كَثيرينَ عن هذا الرَّجُلِ وعن كُلِّ الأذى الَّذي سَبَّبَهُ لِخُدَّامِكَ القِدِّيسينَ في أُورُشَلِيم. ١٤ وهو جاءَ إلى هُنا ومعهُ سُلطَةٌ مِن كِبارِ الكَهَنَةِ كَي يَقبِضَ على * كُلِّ الَّذينَ يَدْعونَ بِاسْمِك». + ١٥ لكنَّ الرَّبَّ قالَ له: «إذهَب، لِأنِّي اختَرتُ هذا الرَّجُلَ *+ لِيَحمِلَ اسْمي إلى الأُمَمِ + والمُلوكِ + والإسْرَائِيلِيِّين. ١٦ فأنا سأُريهِ كم يَجِبُ أن يَتَألَّمَ مِن أجْلِ اسْمي». +
١٧ فذَهَبَ حَنَانِيَّا ودَخَلَ إلى البَيتِ الَّذي فيهِ شَاوُل. ووَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِ وقال: «أخي شَاوُل، إنَّ الرَّبَّ يَسُوع الَّذي ظَهَرَ لكَ على الطَّريقِ الَّذي جِئتَ مِنه، أرسَلَني كَي تَستَرجِعَ نَظَرَكَ وتَمتَلِئَ روحًا قُدُسًا». + ١٨ وعلى الفَوْر، وَقَعَ مِن عَيْنَيْ شَاوُل ما يُشبِهُ القِشرَ وصارَ يَرى. فقامَ واعتَمَد. ١٩ ثُمَّ تَناوَلَ بَعضَ الطَّعامِ واستَعادَ قُوَّتَه.
وبَقِيَ عِدَّةَ أيَّامٍ معَ التَّلاميذِ في دِمَشْق. + ٢٠ وبَدَأ فَوْرًا يُبَشِّرُ في المَجامِعِ أنَّ يَسُوع هوَ ابْنُ اللّٰه. ٢١ فكانَ كُلُّ السَّامِعينَ يَندَهِشونَ ويَقولون: «ألَيسَ هذا هوَ الَّذي هاجَمَ بِشِدَّةٍ في أُورُشَلِيم مَن يَدْعونَ بِهذا الاسْم؟ + ألَمْ يَأتِ إلى هُنا بِهَدَفِ أن يَعتَقِلَهُم ويَأخُذَهُم * إلى كِبارِ الكَهَنَة؟». + ٢٢ أمَّا شَاوُل فظَلَّت قُوَّتُهُ في التَّبشيرِ تَزدادُ أكثَرَ فأكثَر. وكانَ يُبَرهِنُ بِحُجَجٍ مَنطِقِيَّة أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيح، فلم يَقدِرِ اليَهُودُ السَّاكِنونَ في دِمَشْق أن يُجاوِبوهُ بِشَيء. +
٢٣ وبَعدَ فَترَةٍ مِنَ الوَقت، تَآمَرَ اليَهُودُ معًا كَي يَقْضوا علَيه. + ٢٤ لكنَّ شَاوُل عَرَفَ بِمُؤامَرَتِهِم ضِدَّه. وكانوا أيضًا لَيلَ نَهارَ يُراقِبونَ بَوَّاباتِ المَدينَةِ بِانتِباهٍ كَي يَتَخَلَّصوا مِنه. ٢٥ فأخَذَهُ تَلاميذُهُ في اللَّيلِ وأنزَلوهُ في سَلَّةٍ مِن خِلالِ فَتحَةٍ في سورِ المَدينَة. +
٢٦ ولمَّا وَصَلَ إلى أُورُشَلِيم، + حاوَلَ أن يَنضَمَّ إلى التَّلاميذ. لكنَّهُم كانوا جَميعًا خائِفينَ مِنهُ لِأنَّهُم لم يُصَدِّقوا أنَّهُ صارَ تِلميذًا. ٢٧ فساعَدَهُ بَرْنَابَا + وأخَذَهُ إلى الرُّسُل. وأخبَرَهُم بِالتَّفصيلِ كَيفَ أنَّ شَاوُل رَأى الرَّبَّ في الطَّريقِ + وأنَّ الرَّبَّ كَلَّمَه، وكَيفَ أنَّهُ تَكَلَّمَ بِجُرأةٍ بِاسْمِ يَسُوع في دِمَشْق. + ٢٨ فبَقِيَ شَاوُل معهُم، وكانَ يَتَنَقَّلُ بِحُرِّيَّةٍ * في أُورُشَلِيم ويَتَكَلَّمُ بِجُرأةٍ بِاسْمِ الرَّبّ. ٢٩ وكانَ يَتَحَدَّثُ إلى اليَهُودِ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ اليُونَانِيَّة ويُجادِلُهُم. لكنَّ هؤُلاء حاوَلوا أكثَرَ مِن مَرَّةٍ أن يَقْضوا علَيه. + ٣٠ ولمَّا عَرَفَ الإخوَةُ بِذلِك، أنزَلوهُ إلى قَيْصَرِيَّة وأرسَلوهُ إلى طَرْسُوس. +
٣١ وتَمَتَّعَتِ الجَماعاتُ في كُلِّ اليَهُودِيَّة والجَلِيل والسَّامِرَة + بِفَترَةٍ مِنَ السَّلام، وكانَت تَتَقَوَّى. وفيما استَمَرَّت تَخافُ * يَهْوَه وتَنالُ التَّشجيعَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، + كانَت تَزدادُ أكثَرَ فأكثَر.
٣٢ وبَينَما كانَ بُطْرُس يَتَنَقَّلُ في كُلِّ المِنطَقَة، ذَهَبَ أيضًا إلى القِدِّيسينَ السَّاكِنينَ في لِدَّة. + ٣٣ ووَجَدَ هُناك رَجُلًا اسْمُهُ إينْيَاس كانَ مَشلولًا ومُمَدَّدًا على سَريرِهِ مُنذُ ثَماني سِنين. ٣٤ فقالَ لهُ بُطْرُس: «إينْيَاس، يَسُوع المَسِيح يَشْفيك. + قُمْ ورَتِّبْ سَريرَك». + فقامَ فَوْرًا. ٣٥ ولمَّا رَآهُ كُلُّ السَّاكِنينَ في لِدَّة وسَهلِ شَارُون، آمَنوا بِالرَّبّ.
٣٦ وكانَ في يَافَا تِلميذَةٌ اسْمُها طَابِيثَا، الَّذي يُتَرجَمُ إلى «دُورْكَاس». * وكانَت تَعمَلُ الخَيرَ دائِمًا وتُعْطي صَدَقاتٍ لِلمُحتاجين. ٣٧ وفي ذلِكَ الوَقت، مَرِضَت وماتَت. فغَسَلوا جَسَدَها ووَضَعوها في غُرفَةٍ عُلوِيَّة. ٣٨ وكانَت لِدَّة قَريبَةً مِن يَافَا. لِذلِك لمَّا سَمِعَ التَّلاميذُ أنَّ بُطْرُس مَوْجودٌ في تِلكَ المَدينَة، أرسَلوا إلَيهِ رَجُلَيْنِ لِيَطلُبا مِنهُ بِإلحاح: «مِن فَضلِك، تَعالَ إلَينا بِسُرعَة!». ٣٩ فقامَ بُطْرُس وذَهَبَ معهُما. ولمَّا وَصَل، أخَذوهُ إلى الغُرفَةِ العُلوِيَّة. فجاءَت إلَيهِ كُلُّ الأرامِلِ وهُنَّ يَبْكينَ ويُرينَ بُطْرُس أثوابًا ومَلابِسَ أُخْرى كَثيرَة خَيَّطَتها دُورْكَاس حينَ كانَت حَيَّة. ٤٠ عِندَئِذٍ أخرَجَ بُطْرُس الجَميعَ + ورَكَعَ وصَلَّى. ثُمَّ الْتَفَتَ إلى الجُثَّةِ وقال: «طَابِيثَا، قومي!». ففَتَحَت عَيْنَيْها، ولمَّا رَأت بُطْرُس جَلَسَت. + ٤١ فمَدَّ يَدَهُ إلَيها وأوْقَفَها. ثُمَّ دَعا القِدِّيسينَ والأرامِلَ وأراهُم إيَّاها حَيَّة. + ٤٢ وانتَشَرَ الخَبَرُ في يَافَا كُلِّها، فآمَنَ كَثيرونَ بِالرَّبّ. + ٤٣ وبَقِيَ بُطْرُس أيَّامًا كَثيرَة في يَافَا عِندَ رَجُلٍ اسْمُهُ سِمْعَان، وهو دَبَّاغُ جُلود. +
١٠ وكانَ في قَيْصَرِيَّة رَجُلٌ اسْمُهُ كَرْنِيلْيُوس، وهو ضابِطٌ * في كَتيبَةٍ * اسْمُها الكَتيبَةُ الإيطَالِيَّة. ٢ وكانَ رَجُلًا مُتَعَبِّدًا يَخافُ اللّٰهَ هو وكُلُّ أهلِ بَيتِه، ويُعْطي صَدَقاتٍ كَثيرَة لِلنَّاس، ويَتَوَسَّلُ دائِمًا إلى اللّٰه. ٣ وفي أحَدِ الأيَّام، حَوالَيِ السَّاعَةِ الثَّالِثَة بَعدَ الظُّهر، *+ رَأى بِوُضوحٍ في رُؤيا مَلاكَ اللّٰهِ يَأتي إلَيهِ ويَقول: «يا كَرْنِيلْيُوس». ٤ فتَطَلَّعَ فيهِ كَرْنِيلْيُوس وهو مُرتَعِب، وسَأل: «ماذا هُناك يا سَيِّد؟». أجابَه: «صَلَواتُكَ صَعِدَت إلى اللّٰهِ وصَدَقاتُكَ لَيسَت مَخْفِيَّة عنه؛ إنَّهُ يَتَذَكَّرُها دائِمًا. + ٥ فأَرسِلِ الآنَ رِجالًا إلى يَافَا واستَدْعِ رَجُلًا اسْمُهُ سِمْعَان، الَّذي يُدْعى أيضًا بُطْرُس. ٦ إنَّهُ ضَيفٌ عِندَ دَبَّاغِ جُلودٍ اسْمُهُ سِمْعَان، بَيتُهُ عِندَ البَحر». ٧ وحالَما غادَرَ المَلاكُ الَّذي كَلَّمَه، نادى كَرْنِيلْيُوس اثنَيْنِ مِن خُدَّامِهِ وجُندِيًّا مُتَعَبِّدًا لِلّٰهِ مِن بَينِ مُرافِقيه، ٨ وأخبَرَهُم كُلَّ شَيءٍ وأرسَلَهُم إلى يَافَا.
٩ وفي اليَومِ التَّالي، فيما هُم يُتابِعونَ رِحلَتَهُم ويَقتَرِبونَ مِنَ المَدينَة، صَعِدَ بُطْرُس إلى السَّطحِ حَوالَيِ السَّاعَةِ الـ ١٢ ظُهرًا * لِكَي يُصَلِّي. ١٠ لكنَّهُ جاعَ كَثيرًا وأرادَ أن يَأكُل. وبَينَما هُم يُجَهِّزونَ الطَّعام، دَخَلَ في ما يُشبِهُ الغَيبوبَة، *+ ١١ فرَأى السَّماءَ مَفتوحَةً وشَيئًا مِثلَ قِطعَةِ قُماشٍ كَتَّانِيَّة كَبيرَة نازِلَة إلى الأرضِ ومَحمولَة مِن أطرافِها الأربَعَة. ١٢ وكانَ فيها مِن كُلِّ أنواعِ حَيَواناتِ الأرضِ الَّتي لها أربَعُ أرجُل، ومِن كُلِّ أنواعِ الزَّواحِفِ على الأرض، ومِن كُلِّ أنواعِ طُيورِ السَّماء. ١٣ ثُمَّ قالَ لهُ صَوت: «قُمْ يا بُطْرُس، اذبَحْ وكُل». ١٤ لكنَّ بُطْرُس أجاب: «لا يا سَيِّد! * أنا لم آكُلْ أبَدًا شَيئًا مُحَرَّمًا أو نَجِسًا». + ١٥ فعادَ الصَّوتُ وكَلَّمَهُ مَرَّةً ثانِيَة: «ما طَهَّرَهُ اللّٰه، لا تَعتَبِرْهُ نَجِسًا بَعدَ الآن». ١٦ وتَكَلَّمَ الصَّوتُ مَرَّةً ثالِثَة، ثُمَّ رُفِعَ ذلِكَ الشَّيءُ فَوْرًا إلى السَّماء.
١٧ وبَينَما كانَ بُطْرُس مُحتارًا يَتَساءَلُ عن مَعْنى الرُّؤيا الَّتي رَآها، كانَ الرِّجالُ الَّذينَ أرسَلَهُم كَرْنِيلْيُوس قد سَألوا عن بَيتِ سِمْعَان وصاروا واقِفينَ على البَوَّابَة. + ١٨ فنادَوْا وسَألوا هل سِمْعَان الَّذي يُدْعى بُطْرُس ضَيفٌ في البَيت. ١٩ وفيما كانَ بُطْرُس لا يَزالُ يُفَكِّرُ في الرُّؤيا، قالَ لهُ الرُّوح: + «هُناك ثَلاثَةُ رِجالٍ يَسألونَ عنك. ٢٠ قُمِ انزِلْ واذهَبْ معهُم ولا تَشُكَّ في شَيءٍ أبَدًا، لِأنِّي أنا أرسَلتُهُم». ٢١ فنَزَلَ بُطْرُس وقالَ لِلرِّجال: «أنا هوَ الَّذي تُفَتِّشونَ عنه. لِماذا أنتُم هُنا؟». ٢٢ أجابوا: «أرسَلَنا الضَّابِطُ كَرْنِيلْيُوس، + وهو رَجُلٌ صالِحٌ يَخافُ اللّٰهَ وسُمعَتُهُ جَيِّدَة بَينَ كُلِّ اليَهُود. فقد أعْطاهُ مَلاكٌ قُدُّوسٌ إرشاداتٍ إلهِيَّة كَي يَستَدْعِيَكَ إلى بَيتِهِ ويَسمَعَ ما عِندَكَ لِتَقولَه». ٢٣ فدَعاهُم أن يَدخُلوا واستَضافَهُم تِلكَ اللَّيلَة.
وفي الغَد، قامَ وذَهَبَ معهُم. ورافَقَهُ بَعضُ الإخوَةِ مِن يَافَا. ٢٤ فوَصَلَ إلى قَيْصَرِيَّة في اليَومِ التَّالي. وكانَ كَرْنِيلْيُوس يَنتَظِرُهُم معَ الَّذينَ جَمَعَهُم مِن أقارِبِهِ وأصدِقائِهِ اللَّصيقين. ٢٥ ولمَّا وَصَلَ بُطْرُس إلى البَيت، لاقاهُ كَرْنِيلْيُوس ورَمى نَفْسَهُ عِندَ قَدَمَيْهِ وسَجَدَ أمامَه. ٢٦ لكنَّ بُطْرُس أوْقَفَهُ وقال: «قُم، أنا أيضًا مُجَرَّدُ إنسان». + ٢٧ ودَخَلَ وهو يَتَكَلَّمُ معه، ووَجَدَ أشخاصًا كَثيرينَ مُجتَمِعين. ٢٨ فقالَ لهُم: «أنتُم تَعرِفونَ جَيِّدًا أنَّهُ مُحَرَّمٌ على اليَهُودِيِّ أن يَختَلِطَ بِأحَدٍ مِن شَعبٍ آخَرَ أو يَزورَه. + لكنَّ اللّٰهَ أراني أنَّهُ لا يَجِبُ أن أعتَبِرَ أيَّ إنسانٍ نَجِسًا. + ٢٩ لِذلِك حينَ استَدْعَيتُموني، جِئتُ دونَ اعتِراض. فأَخبِروني: لِماذا طَلَبتُم أن آتي؟».
٣٠ فقالَ كَرْنِيلْيُوس: «مِن أربَعَةِ أيَّام، كُنتُ في بَيتي أُصَلِّي في مِثلِ هذا الوَقت، عِندَ السَّاعَةِ الثَّالِثَة بَعدَ الظُّهر. * وفَجْأةً، وَقَفَ أمامي رَجُلٌ ثِيابُهُ لامِعَة ٣١ وقال: ‹يا كَرْنِيلْيُوس، اللّٰهُ استَجابَ صَلاتَكَ وأبْقى صَدَقاتِكَ في ذاكِرَتِه. ٣٢ لِذلِك، أَرسِلْ رِجالًا إلى يَافَا واستَدْعِ سِمْعَان الَّذي يُدْعى بُطْرُس. إنَّهُ ضَيفٌ عِندَ سِمْعَان، دَبَّاغِ جُلودٍ بَيتُهُ عِندَ البَحر›. + ٣٣ فطَلَبتُ فَوْرًا أن تَأتي، فجِئتَ وهذا لُطفٌ مِنك. والآنَ نَحنُ كُلُّنا مُجتَمِعونَ هُنا أمامَ اللّٰهِ لِنَسمَعَ كُلَّ ما أمَرَكَ يَهْوَه أن تَقولَه».
٣٤ عِندَئِذٍ بَدَأ بُطْرُس يَتَكَلَّم، فقال: «الآنَ فَهِمتُ فِعلًا أنَّ اللّٰهَ لَيسَ عِندَهُ تَحَيُّز، + ٣٥ بل يَقبَلُ كُلَّ شَخصٍ يَخافُهُ ويَعمَلُ الصَّواب، مِن أيِّ شَعبٍ كان. + ٣٦ لقد أرسَلَ رِسالَةً إلى الإسْرَائِيلِيِّين، وهيَ الأخبارُ الحُلْوَة عنِ السَّلامِ + بِواسِطَةِ يَسُوع المَسِيح الَّذي هو رَبُّ الكُلّ. + ٣٧ وأنتُم تَعرِفونَ المَوْضوعَ الَّذي تَكَلَّمَ عنهُ النَّاسُ في كُلِّ اليَهُودِيَّة، والَّذي بَدَأَ الحَديثُ عنهُ في الجَلِيل + بَعدَ المَعمودِيَّةِ الَّتي بَشَّرَ بها يُوحَنَّا. ٣٨ إنَّهُ بِخُصوصِ يَسُوع الَّذي مِنَ النَّاصِرَة، كَيفَ أنَّ اللّٰهَ عَيَّنَهُ * بِواسِطَةِ روحٍ قُدُسٍ + وأعْطاهُ قُدرَة، فتَنَقَّلَ في كُلِّ مَكانٍ يَعمَلُ الخَيرَ ويَشْفي جَميعَ الَّذينَ سَيطَرَ علَيهِم إبْلِيس، + لِأنَّ اللّٰهَ كانَ معه. + ٣٩ ونَحنُ شُهودٌ على كُلِّ ما عَمِلَهُ في بِلادِ اليَهُودِ وفي أُورُشَلِيم. لكنَّهُم قَتَلوهُ بِتَعليقِهِ على خَشَبَة. * ٤٠ واللّٰهُ أقامَهُ في اليَومِ الثَّالِثِ + وجَعَلَهُ يَظهَر، ٤١ لا لِكُلِّ الشَّعب، بل لِشُهودٍ عَيَّنَهُمُ اللّٰهُ مُسبَقًا، أي لنا نَحنُ الَّذينَ أكَلنا وشَرِبنا معهُ بَعدَما قامَ مِنَ المَوت. + ٤٢ وأمَرَنا أن نُبَشِّرَ الشَّعبَ ونَشهَدَ كامِلًا + أنَّهُ هوَ الَّذي عَيَّنَهُ اللّٰهُ لِيَكونَ قاضِيًا لِلأحياءِ والأموات. + ٤٣ وكُلُّ الأنبِياءِ يَشهَدونَ عنه، + قائِلينَ إنَّ كُلَّ مَن يُؤْمِنُ بهِ يَنالُ بِواسِطَةِ اسْمِهِ غُفرانَ الخَطايا». +
٤٤ وبَينَما كانَ بُطْرُس يَقولُ هذا الكَلام، حَلَّ الرُّوحُ القُدُسُ على كُلِّ الَّذينَ كانوا يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللّٰه. + ٤٥ فاندَهَشَ المُؤْمِنونَ * المَختونونَ الَّذينَ جاؤُوا مع بُطْرُس، لِأنَّ أشخاصًا مِنَ الأُمَمِ نالوا هُم أيضًا هَدِيَّةَ الرُّوحِ القُدُسِ المَجَّانِيَّة. ٤٦ فقد سَمِعوهُم يَتَكَلَّمونَ بِلُغاتٍ أجنَبِيَّة * ويُعَظِّمونَ اللّٰه. + عِندَئِذٍ قالَ بُطْرُس: ٤٧ «هؤُلاءِ النَّاسُ نالوا الرُّوحَ القُدُسَ مِثلَنا نَحن، فهل يَقدِرُ أحَدٌ أن يَمنَعَهُم مِن أن يَعتَمِدوا بِالماء؟». + ٤٨ فأمَرَ أن يَعتَمِدوا بِاسْمِ يَسُوع المَسِيح. + ثُمَّ طَلَبوا مِنهُ أن يَبْقى عِندَهُم عِدَّةَ أيَّام.
١١ وسَمِعَ الرُّسُلُ والإخوَةُ الَّذينَ كانوا في اليَهُودِيَّة أنَّ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ قَبِلوا أيضًا كَلِمَةَ اللّٰه. ٢ لِذلِك لمَّا صَعِدَ بُطْرُس إلى أُورُشَلِيم، بَدَأَ الَّذينَ يُؤَيِّدونَ الخِتانَ + يَنتَقِدونَهُ * ٣ ويَقولونَ له: «دَخَلتَ إلى بَيتِ رِجالٍ لَيسوا مَختونينَ وأكَلتَ معهُم». ٤ عِندَئِذٍ شَرَحَ لهُم بُطْرُس ما حَصَلَ بِالتَّفصيل، قائِلًا:
٥ «كُنتُ في مَدينَةِ يَافَا أُصَلِّي. وفيما كُنتُ في شِبهِ غَيبوبَة، * رَأيتُ رُؤيا؛ رَأيتُ شَيئًا مِثلَ قِطعَةِ قُماشٍ كَتَّانِيَّة كَبيرَة نازِلَة مِنَ السَّماءِ ومَحمولَة مِن أطرافِها الأربَعَة، ووَصَلَت إلَيَّ. + ٦ فنَظَرتُ إلَيها جَيِّدًا ورَأيتُ فيها حَيَواناتِ الأرضِ الَّتي لها أربَعُ أرجُل، وحَيَواناتٍ مُفتَرِسَة، وزَواحِف، وطُيورَ السَّماء. ٧ وسَمِعتُ أيضًا صَوتًا يَقولُ لي: ‹قُمْ يا بُطْرُس، اذبَحْ وكُل›. ٨ لكنِّي أجَبت: ‹لا يا سَيِّد! * أنا لم يَدخُلْ فَمي أبَدًا شَيءٌ مُحَرَّمٌ أو نَجِس›. ٩ فتَكَلَّمَ الصَّوتُ مِنَ السَّماءِ مَرَّةً ثانِيَة وقال: ‹ما طَهَّرَهُ اللّٰه، لا تَعتَبِرْهُ نَجِسًا بَعدَ الآن›. ١٠ وتَكَلَّمَ الصَّوتُ مَرَّةً ثالِثَة، ثُمَّ رُفِعَ كُلُّ شَيءٍ إلى السَّماء. ١١ وفي نَفْسِ اللَّحظَة، وَصَلَ ثَلاثَةُ رِجالٍ إلى البَيتِ الَّذي كُنَّا فيه، وكانوا قد أُرسِلوا إلَيَّ مِن قَيْصَرِيَّة. + ١٢ فقالَ لي الرُّوحُ أن أذهَبَ معهُم وأن لا أشُكَّ في شَيءٍ أبَدًا. وذَهَبَ معي أيضًا هؤُلاءِ الإخوَةُ السِّتَّة، فدَخَلنا إلى بَيتِ الرَّجُل.
١٣ «فأخبَرَنا كَيفَ أنَّهُ رَأى المَلاكَ واقِفًا في بَيتِهِ ويَقول: ‹أَرسِلْ رِجالًا إلى يَافَا واستَدْعِ سِمْعَان الَّذي يُدْعى بُطْرُس، + ١٤ وهو سيُخبِرُكَ أُمورًا تُخَلِّصُكَ أنتَ وكُلَّ أهلِ بَيتِك›. ١٥ ولكنْ لمَّا بَدَأتُ أتَكَلَّم، حَلَّ الرُّوحُ القُدُسُ علَيهِم مِثلَما حَلَّ علَينا نَحنُ أيضًا في البِدايَة. + ١٦ عِندَئِذٍ تَذَكَّرتُ كَلامَ الرَّبّ، كَيفَ كانَ يَقول: ‹يُوحَنَّا عَمَّدَ بِماء، + أمَّا أنتُم فسَتَعتَمِدونَ بِروحٍ قُدُس›. + ١٧ فإذا كانَ اللّٰهُ قد أعْطاهُمُ الهَدِيَّةَ المَجَّانِيَّة نَفْسَها الَّتي أعْطانا إيَّاها، نَحنُ الَّذينَ آمَنَّا بِالرَّبِّ يَسُوع المَسِيح، فمَن أنا حتَّى أقِفَ في طَريقِ اللّٰه؟». *+
١٨ فلمَّا سَمِعوا ذلِك، ما عادوا يُجادِلونَ * ومَجَّدوا اللّٰهَ قائِلين: «إذًا، أعْطى اللّٰهُ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ أيضًا الفُرصَةَ أن يَتوبوا لِيَنالوا الحَياة». +
١٩ والَّذينَ تَفَرَّقوا + نَتيجَةَ الاضطِهادِ * الَّذي حَدَثَ بَعدَ مَوتِ إسْتِفَانُوس، وَصَلوا حتَّى فِينِيقْيَة وقُبْرُص وأَنْطَاكْيَة. وكانوا لا يُبَشِّرونَ إلَّا اليَهُود. + ٢٠ لكنَّ بَعضَ الرِّجالِ بَينَهُم، وهُم مِن قُبْرُص وقِيرِين، أتَوْا إلى أَنْطَاكْيَة وبَدَأوا يَتَحَدَّثونَ إلى الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ اليُونَانِيَّة ويُعلِنونَ لهُمُ الأخبارَ الحُلْوَة عنِ الرَّبِّ يَسُوع. ٢١ وكانَت يَدُ يَهْوَه معهُم، فآمَنَ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ النَّاسِ وتَبِعوا الرَّبّ. +
٢٢ ووَصَلَ الخَبَرُ إلى الجَماعَةِ في أُورُشَلِيم، فأرسَلوا بَرْنَابَا + إلى أَنْطَاكْيَة. ٢٣ ولمَّا وَصَلَ ورَأى اللُّطفَ الفائِقَ الَّذي أظهَرَهُ اللّٰهُ لهُم، * فَرِحَ وشَجَّعَهُم كُلَّهُم أن يُصَمِّموا في قُلوبِهِم أن يَظَلُّوا أوْلِياءَ لِلرَّبّ. + ٢٤ فهو كانَ رَجُلًا صالِحًا ومُمتَلِئًا روحًا قُدُسًا وإيمانًا. نَتيجَةَ ذلِك، آمَنَت أعدادٌ كَبيرَة بِالرَّبّ. + ٢٥ فذَهَبَ بَرْنَابَا إلى طَرْسُوس لِيُفَتِّشَ عن شَاوُل. + ٢٦ وبَعدَ أن وَجَدَه، أحضَرَهُ إلى أَنْطَاكْيَة. ولِمُدَّةِ سَنَةٍ كامِلَة، اجتَمَعا معَ الجَماعَةِ هُناك وعَلَّما جُموعًا كَبيرَة مِنَ النَّاس. وفي أَنْطَاكْيَة، وبِتَوجيهٍ مِنَ اللّٰه، سُمِّيَ التَّلاميذُ لِأوَّلِ مَرَّة «مَسِيحِيِّين». +
٢٧ في تِلكَ الأيَّام، نَزَلَ أنبِياءُ + مِن أُورُشَلِيم إلى أَنْطَاكْيَة. ٢٨ ووَقَفَ واحِدٌ مِنهُمُ اسْمُهُ أَغَابُوس، + وكَشَفَ بِواسِطَةِ الرُّوحِ أنَّ مَجاعَةً عَظيمَة ستَأتي قَريبًا على كُلِّ تِلكَ الأرض. + وهي حَصَلَت فِعلًا في أيَّامِ كلُودْيُوس. ٢٩ فقَرَّرَ التَّلاميذ، كُلُّ واحِدٍ بِحَسَبِ إمكانِيَّاتِه، + أن يُرسِلوا مُساعَداتٍ *+ إلى الإخوَةِ في اليَهُودِيَّة. ٣٠ ففَعَلوا ذلِك وأرسَلوها إلى الشُّيوخِ بِواسِطَةِ بَرْنَابَا وشَاوُل. +
١٢ في ذلِكَ الوَقتِ تَقريبًا، بَدَأَ المَلِكُ هِيرُودُس يَضطَهِدُ البَعضَ في الجَماعَة. + ٢ فقَتَلَ يَعْقُوب أخا يُوحَنَّا + بِالسَّيف. + ٣ وعِندَما رَأى أنَّ هذا يُرْضي اليَهُود، أمَرَ بِالقَبضِ على بُطْرُس أيضًا. (وكانَ ذلِك خِلالَ أيَّامِ عيدِ الفَطير. *) + ٤ فأمسَكَهُ ووَضَعَهُ في السِّجن، + وسَلَّمَهُ إلى أربَعِ مَجموعاتٍ مِنَ الجُنودِ تَتَناوَبُ على حِراسَتِه، كُلُّ مَجموعَةٍ فيها أربَعَة. وكانَ يَنْوي أن يُحضِرَهُ * أمامَ الشَّعبِ بَعدَ الفِصح. ٥ وفيما كانَ بُطْرُس مَحجوزًا في السِّجن، ظَلَّتِ الجَماعَةُ تُصَلِّي بِحَرارَةٍ إلى اللّٰهِ مِن أجْلِه. +
٦ ولمَّا كانَ هِيرُودُس على وَشْكِ أن يُحاكِمَه، كانَ بُطْرُس في تِلكَ اللَّيلَةِ نائِمًا بَينَ جُندِيَّيْنِ ومُقَيَّدًا بِسِلسِلَتَيْن. وكانَ أمامَ البابِ جُندِيَّانِ آخَرانِ يَحرُسانِ السِّجن. ٧ وفَجْأةً، ظَهَرَ مَلاكُ يَهْوَه + وأضاءَ نورٌ في الزِّنزانَة. فهَزَّ المَلاكُ جَنبَ بُطْرُس وأيقَظَهُ وقالَ له: «قُمْ بِسُرعَة!». فسَقَطَتِ السِّلسِلَتانِ مِن يَدَيْه. + ٨ وقالَ لهُ المَلاك: «شُدَّ حِزامَكَ حَولَ خَصرِكَ والْبَسْ حِذاءَك». ففَعَلَ ذلِك. ثُمَّ قالَ لهُ المَلاك: «إلبَسْ ثَوبَكَ الخارِجِيَّ واتبَعْني». ٩ فخَرَجَ وتَبِعَه. لكنَّهُ لم يَعرِفْ أنَّ ما عَمِلَهُ المَلاكُ هو حَقيقَة، بل ظَنَّ أنَّهُ يَرى رُؤيا. ١٠ وقَطَعا نُقطَةَ الحِراسَةِ الأُولى والثَّانِيَة، ووَصَلا إلى بَوَّابَةِ الحَديدِ الَّتي تُؤَدِّي إلى المَدينَة، فانفَتَحَت لهُما وَحْدَها. وبَعدَما خَرَجا، مَشَيا معًا شارِعًا واحِدًا ثُمَّ تَرَكَهُ المَلاكُ فَجْأةً. ١١ عِندَئِذٍ استَوعَبَ بُطْرُس ما حَصَلَ وقال: «الآنَ تَأكَّدتُ أنَّ يَهْوَه أرسَلَ مَلاكَهُ وأنقَذَني مِن يَدِ هِيرُودُس ومِن كُلِّ ما انتَظَرَ اليَهُودُ أن يَحدُثَ لي». +
١٢ وبَعدَ أن فَهِمَ ما حَصَل، ذَهَبَ إلى بَيتِ مَرْيَم أُمِّ يُوحَنَّا الَّذي يُسَمَّى مُرْقُس. + وكانَ كَثيرونَ مُجتَمِعينَ هُناك ويُصَلُّون. ١٣ ولمَّا دَقَّ على بابِ المَدخَل، أتَت خادِمَةٌ اسْمُها رُودَا لِتَعرِفَ مَن على الباب. ١٤ ولمَّا عَرَفَت صَوتَ بُطْرُس، فَرِحَت كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّها لم تَفتَحْ لهُ الباب، بل رَكَضَت إلى الدَّاخِلِ وأخبَرَتِ المَوْجودينَ أنَّ بُطْرُس واقِفٌ عِندَ المَدخَل. ١٥ فقالوا لها: «أنتِ مَجنونَة!». لكنَّها بَقِيَت مُصِرَّةً أنَّهُ هو. فقالوا: «هذا مَلاكُه». ١٦ أمَّا بُطْرُس فظَلَّ يَدُقُّ الباب. ولمَّا فَتَحوا ورَأَوْه، اندَهَشوا. ١٧ لكنَّهُ أشارَ إلَيهِم بِيَدِهِ لِيَسكُتوا وأخبَرَهُم بِالتَّفصيلِ كَيفَ أخرَجَهُ يَهْوَه مِنَ السِّجن. وقال: «أَخبِروا يَعْقُوب + والإخوَةَ بِذلِك». ثُمَّ خَرَجَ وسافَرَ إلى مَكانٍ آخَر.
١٨ وفي الصَّباح، حَدَثَت بَلبَلَةٌ كَبيرَة بَينَ الجُنودِ وتَساءَلوا ماذا حَصَلَ لِبُطْرُس. ١٩ وفَتَّشَ هِيرُودُس عنه، لكنَّهُ لم يَجِدْه. فاستَجوَبَ الحُرَّاسَ وأمَرَ أن يُعاقَبوا. + ثُمَّ نَزَلَ مِنَ اليَهُودِيَّة إلى قَيْصَرِيَّة وبَقِيَ هُناك بَعضَ الوَقت.
٢٠ وكانَ هِيرُودُس غاضِبًا * على أهلِ صُور وصَيْدُون. فجاؤُوا إلَيهِ معًا وطَلَبوا الصُّلحَ بَعدَما أقنَعوا بلَاسْتُس، المَسؤولَ عن بَيتِ * المَلِك، أن يُساعِدَهُم، وذلِك لِأنَّ بِلادَهُم كانَت تَحصُلُ على الطَّعامِ مِن بِلادِ المَلِك. ٢١ وفي اليَومِ المُحَدَّد، لَبِسَ هِيرُودُس ثَوبًا مَلَكِيًّا وجَلَسَ على كُرسِيِّ القَضاءِ وبَدَأ يُلْقي خِطابًا أمامَ النَّاس. ٢٢ فصارَ المُجتَمِعونَ يَصرُخون: «هذا صَوتُ إلهٍ لا صَوتُ إنسان!». ٢٣ وفي الحال، ضَرَبَهُ مَلاكُ يَهْوَه بِمَرَضٍ لِأنَّهُ لم يُعْطِ المَجدَ لِلّٰه، فأكَلَهُ الدُّودُ ومات.
٢٤ وظَلَّت كَلِمَةُ يَهْوَه تَنتَشِرُ وعَدَدُ المُؤْمِنينَ يَزداد. +
٢٥ أمَّا بَرْنَابَا + وشَاوُل فبَعدَما أنْهَيا مُهِمَّتَهُما لِمُساعَدَةِ الإخوَةِ في أُورُشَلِيم، + رَجَعا إلى أَنْطَاكْيَة وأخَذا معهُما يُوحَنَّا + الَّذي يُسَمَّى أيضًا مُرْقُس.
١٣ وكانَ في جَماعَةِ أَنْطَاكْيَة أنبِياءُ ومُعَلِّمونَ + هُم: بَرْنَابَا، شَمْعُون الَّذي يُدْعى نِيجَر، لُوكْيُوس الَّذي مِن قِيرِين، مَنَايِن الَّذي تَعَلَّمَ معَ الحاكِمِ * هِيرُودُس، وشَاوُل. ٢ وفيما هُم يَخدُمونَ يَهْوَه ويَصومون، قالَ لهُمُ الرُّوحُ القُدُس: «إفرِزوا لي بَرْنَابَا وشَاوُل + لِيَقوما بِالعَمَلِ الَّذي اختَرتُهُما له». + ٣ فصاموا وصَلَّوْا، ثُمَّ وَضَعوا أيْدِيَهُم علَيهِما وأرسَلوهُما.
٤ وهكَذا، أرسَلَ الرُّوحُ القُدُسُ هذَيْنِ الرَّجُلَيْن، فنَزَلا إلى سَلُوقْيَة، ومِن هُناك أبحَرا إلى قُبْرُص. ٥ ولمَّا وَصَلا إلى سَلَامِيس، بَدَآ يُعلِنانِ كَلِمَةَ اللّٰهِ في مَجامِعِ اليَهُود. وكانَ معهُما يُوحَنَّا خادِمًا * لهُما. +
٦ وعَبَرا الجَزيرَةَ كُلَّها وُصولًا إلى بَافُوس. وهُناك، الْتَقَيا رَجُلًا يَهُودِيًّا اسْمُهُ بَارْيَشُوع، وهو ساحِرٌ ونَبِيٌّ كَذَّاب. ٧ وكانَ يَعمَلُ لَدى الحاكِمِ * سِرْجِيُوس بُولُس، الَّذي كانَ رَجُلًا ذَكِيًّا. وهذا الحاكِمُ استَدْعى بَرْنَابَا وشَاوُل لِأنَّهُ رَغِبَ أن يَسمَعَ كَلِمَةَ اللّٰه. ٨ لكنَّ ذلِكَ السَّاحِرَ الَّذي اسْمُهُ أيضًا عَلِيم (ومَعْنى الاسْمِ عَلِيم هو ساحِر) بَدَأ يُقاوِمُهُما وحاوَلَ أن يُبعِدَ الحاكِمَ عنِ الإيمان. ٩ إلَّا أنَّ شَاوُل، الَّذي يُسَمَّى أيضًا بُولُس، امتَلَأَ روحًا قُدُسًا وتَطَلَّعَ فيهِ مُباشَرَةً ١٠ وقال: «يا ابْنَ إبْلِيس، + يا عَدُوَّ كُلِّ خَير، أيُّها المَلآنُ بِكُلِّ خِداعٍ وخُبث! ألَنْ تَتَوَقَّفَ عن تَعْويجِ طُرُقِ يَهْوَه المُستَقيمَة؟! ١١ ستَضرِبُكَ يَدُ يَهْوَه، فتَصيرُ أعْمى لا تَرى نورَ الشَّمسِ لِفَترَة». وفَوْرًا غَطَّت عَيْنَيْهِ غَشاوَةٌ وصارَ كُلُّ شَيءٍ حَولَهُ مُظلِمًا، وبَدَأ يَدورُ ويَبحَثُ عن أحَدٍ لِيَقودَهُ بِيَدِه. ١٢ ولمَّا رَأى الحاكِمُ ما حَصَل، اندَهَشَ مِن تَعليمِ يَهْوَه وآمَن.
١٣ ثُمَّ أبحَرَ بُولُس ورَفيقاهُ مِن بَافُوس ووَصَلوا إلى بَرْجَة في بَمْفِيلْيَة. لكنَّ يُوحَنَّا + تَرَكَهُما ورَجَعَ إلى أُورُشَلِيم. + ١٤ أمَّا هُما فتابَعا رِحلَتَهُما مِن بَرْجَة وأتَيا إلى أَنْطَاكْيَة في بِيسِيدْيَة. ويَومَ السَّبت، دَخَلا إلى المَجمَعِ + وجَلَسا. ١٥ وبَعدَ القِراءَةِ العَلَنِيَّة لِلشَّريعَةِ + وكِتاباتِ الأنبِياء، أرسَلَ رُؤَساءُ المَجمَعِ إلَيهِما خَبَرًا يَقول: «أيُّها الأخَوان، إذا كانَت عِندَكُما كَلِمَةُ تَشجيعٍ لِلشَّعب، فقولاها». ١٦ فوَقَفَ بُولُس، وأشارَ بِيَدِهِ لِيَسكُتَ الحاضِرونَ وقال:
«إسمَعوا أيُّها الإسْرَائِيلِيُّونَ وغَيرَهُم مِمَّن يَخافونَ اللّٰه. ١٧ إنَّ إلهَ شَعبِ إسْرَائِيل اختارَ آباءَنا وجَعَلَ الشَّعبَ أُمَّةً عَظيمَة عِندَما كانوا يَعيشونَ كأجانِبَ في أرضِ مِصْر، ثُمَّ أخرَجَهُم مِنها بِذِراعِهِ القَوِيَّة. + ١٨ وتَحَمَّلَهُم في الصَّحراءِ مُدَّةَ ٤٠ سَنَةً تَقريبًا. + ١٩ وبَعدَ أن أهلَكَ سَبعَ أُمَمٍ في أرضِ كَنْعَان، أعْطى أرضَهُم لِآبائِنا كميراث. + ٢٠ كُلُّ هذا حَصَلَ خِلالَ ٤٥٠ سَنَةً تَقريبًا.
«بَعدَ ذلِك، عَيَّنَ لهُم قُضاةً حتَّى زَمَنِ النَّبِيِّ صَمُوئِيل. + ٢١ ثُمَّ طالَبوا بِمَلِك، + فأعْطاهُمُ اللّٰهُ شَاوُل بْنَ قَيْس، وهو رَجُلٌ مِن سِبطِ بِنْيَامِين. + فحَكَمَ علَيهِم ٤٠ سَنَة. ٢٢ وبَعدَما عَزَلَهُ اللّٰهُ عن مَنصِبِه، عَيَّنَ دَاوُد مَلِكًا علَيهِم، + وهوَ الَّذي شَهِدَ لهُ وقال: ‹وَجَدتُ دَاوُد بْنَ يَسَّى + رَجُلًا مِثلَما يَتَمَنَّاهُ قَلبي؛ + هو سيَعمَلُ كُلَّ ما أُريدُه›. ٢٣ ومِثلَما وَعَدَ اللّٰه، جَلَبَ مِن نَسلِ هذا الرَّجُلِ مُخَلِّصًا لِإسْرَائِيل هو يَسُوع. + ٢٤ وقَبلَ أن يَأتِيَ يَسُوع، بَشَّرَ يُوحَنَّا عَلَنًا كُلَّ شَعبِ إسْرَائِيل أن يَعتَمِدوا كرَمزٍ إلى التَّوبَة. + ٢٥ ولمَّا أوْشَكَ يُوحَنَّا أن يُنْهِيَ خِدمَتَه، كانَ يَقول: ‹هل تَظُنُّونَ أنِّي أنا هو؟ لا. لكنَّهُ سيَأتي بَعدي وأنا لا أستَحِقُّ أن أفُكَّ رِباطَ حِذائِه›. +
٢٦ «أيُّها الإخوَة، يا أبناءَ إبْرَاهِيم وغَيرَهُم مِمَّن يَخافونَ اللّٰه، إنَّ رِسالَةَ هذا الخَلاصِ أُرسِلَت إلَينا. + ٢٧ وسُكَّانُ أُورُشَلِيم ورُؤَساؤُهُم لم يَعرِفوا ذلِكَ المُخَلِّص. مع ذلِك، حينَ حاكَموهُ تَمَّموا كَلامَ الأنبِياءِ + الَّذي يُقرَأُ بِصَوتٍ عالٍ كُلَّ سَبت. ٢٨ ومع أنَّهُم لم يَجِدوا سَبَبًا لِلحُكمِ علَيهِ بِالمَوت، + طَلَبوا مِن بِيلَاطُس أن يُعدَم. + ٢٩ ولمَّا تَمَّموا كُلَّ ما هو مَكتوبٌ عنه، أنزَلوهُ عنِ الخَشَبَةِ * ووَضَعوهُ في قَبر. *+ ٣٠ لكنَّ اللّٰهَ أقامَهُ مِنَ المَوت، + ٣١ وظَهَرَ على مَدى أيَّامٍ كَثيرَة لِلَّذينَ طَلَعوا معهُ مِنَ الجَلِيل إلى أُورُشَلِيم. وهُمُ الآنَ يَشهَدونَ عنهُ لِلشَّعب. +
٣٢ «لِذلِك نَحنُ نُعلِنُ لكُمُ الأخبارَ الحُلْوَة عنِ الوَعْدِ الَّذي أعْطاهُ اللّٰهُ لِآبائِنا. ٣٣ واللّٰهُ حَقَّقَ كامِلًا هذا الوَعْدَ لنا، نَحنُ أوْلادَهُم، بِإقامَةِ يَسُوع مِنَ المَوت. + وهذا يَنسَجِمُ مع ما هو مَكتوبٌ في المَزمورِ الثَّاني: ‹أنتَ ابْني، أنا اليَومَ وَلَدتُك›. + ٣٤ والفِكرَةُ أنَّ اللّٰهَ أقامَهُ مِنَ المَوتِ وأنَّهُ لن يَعودَ أبَدًا إلى الفَساد، تَكَلَّمَ عنها حينَ قال: ‹سأُظهِرُ لكُمُ الوَلاءَ * الَّذي وَعَدتُ بهِ دَاوُد، وهذا الوَعْدُ أمين›. *+ ٣٥ ولِذلِك قالَ أيضًا في مَزمورٍ آخَر: ‹لن تَدَعَ خادِمَكَ الوَلِيَّ يَرى فَسادًا›. + ٣٦ فدَاوُد خَدَمَ اللّٰهَ * في أيَّامِهِ وماتَ * ودُفِنَ مع آبائِهِ ورَأى فَسادًا. + ٣٧ أمَّا الَّذي أقامَهُ اللّٰهُ فلم يَرَ فَسادًا. +
٣٨ «لِذلِك أيُّها الإخوَة، اعرِفوا أنَّ غُفرانَ الخَطايا لا يَكونُ إلَّا بِواسِطَتِه، وهذا ما نُعلِنُهُ لكُمُ الآن. + ٣٩ فشَريعَةُ مُوسَى لم تَقدِرْ أن تَجعَلَكُم بِلا ذَنْب، + أمَّا كُلُّ مَن يُؤْمِنُ فيُعتَبَرُ بِلا ذَنْبٍ بِواسِطَتِه. + ٤٠ فانتَبِهوا كَي لا يَحصُلَ لكُم ما قيلَ في كِتاباتِ الأنبِياء: ٤١ ‹أُنظُروا أيُّها المُستَهزِئون، وتَعَجَّبوا واهلَكوا! فأنا أعمَلُ عَمَلًا في أيَّامِكُم، عَمَلًا لن تُصَدِّقوهُ أبَدًا حتَّى لَو أخبَرَكُم عنهُ أحَد›». +
٤٢ وبَينَما كانا يُغادِران، ألَحَّ علَيهِما النَّاسُ أن يَتَكَلَّما عن هذِهِ الأُمورِ في السَّبتِ التَّالي. ٤٣ وبَعدَما انتَهى الاجتِماعُ في المَجمَع، كَثيرونَ مِنَ اليَهُودِ ومِنَ الَّذينَ كانوا قد صاروا يَهُودًا * ويَعبُدونَ اللّٰهَ تَبِعوا بُولُس وبَرْنَابَا. فتَحَدَّثا إلَيهِم وشَجَّعاهُم أن يَتَمَسَّكوا بِلُطفِ اللّٰهِ الفائِق. *+
٤٤ وفي السَّبتِ التَّالي، اجتَمَعَتِ المَدينَةُ كُلُّها تَقريبًا لِتَسمَعَ كَلِمَةَ يَهْوَه. ٤٥ ولمَّا رَأى اليَهُودُ الجُموع، امتَلَأوا بِالغيرَةِ وبَدَأوا يُعارِضونَ كَلامَ بُولُس، وكانوا بِذلِك يُجَدِّفون. + ٤٦ فقالَ لهُم بُولُس وبَرْنَابَا بِجُرأة: «كانَ يَجِبُ أن تَصِلَ كَلِمَةُ اللّٰهِ إلَيكُم أنتُم أوَّلًا. + ولكنْ بِما أنَّكُم تَرفُضونَها وتَحكُمونَ على أنْفُسِكُم أنَّكُم لا تَستاهِلونَ الحَياةَ الأبَدِيَّة، فسَنَتَوَجَّهُ إلى الأُمَم. + ٤٧ فيَهْوَه أوْصانا قائِلًا: ‹عَيَّنتُكَ نورًا لِلأُمَمِ كَي تَجلُبَ الخَلاصَ إلى آخِرِ الأرض›». +
٤٨ ولمَّا سَمِعَ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ ذلِك، فَرِحوا ومَجَّدوا كَلِمَةَ يَهْوَه، وآمَنَ كُلُّ الَّذينَ قُلوبُهُم مُجَهَّزَة لِنَيلِ الحَياةِ الأبَدِيَّة. ٤٩ وكانَت كَلِمَةُ يَهْوَه تَنتَشِرُ في كُلِّ المِنطَقَة. ٥٠ لكنَّ اليَهُودَ حَرَّضوا النِّساءَ البارِزاتِ المُتَدَيِّناتِ والرِّجالَ المُهِمِّينَ في المَدينَة، فاضطَهَدوا + بُولُس وبَرْنَابَا وطَرَدوهُما خارِجَ حُدودِ مِنطَقَتِهِم. ٥١ فنَفَضَ بُولُس وبَرْنَابَا الغُبارَ عن أقدامِهِما كشَهادَةٍ ضِدَّهُم، وذَهَبا إلى إيقُونْيَة. + ٥٢ وظَلَّ التَّلاميذُ يَمتَلِئونَ فَرَحًا + وروحًا قُدُسًا.
١٤ وفي إيقُونْيَة، دَخَلَ بُولُس وبَرْنَابَا معًا إلى مَجمَعِ اليَهُودِ وتَكَلَّما بِطَريقَةٍ جَعَلَت أعدادًا كَبيرَة مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّينَ يَصيرونَ مُؤْمِنين. ٢ لكنَّ اليَهُودَ الَّذينَ لم يُؤْمِنوا حَرَّضوا الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ على الإخوَة، وأثَّروا علَيهِم كَي يَكرَهوهُم. + ٣ فأمْضى بُولُس وبَرْنَابَا وَقتًا طَويلًا هُناك، وبِسُلطَةٍ مِن يَهْوَه كانا يَتَكَلَّمانِ بِجُرأة. وهو أعْطاهُما القُدرَةَ أن يَعمَلا مُعجِزاتٍ وعَلاماتٍ لِيُؤَكِّدَ الرِّسالَةَ عن لُطفِهِ الفائِقِ * الَّذي بَشَّرا به. + ٤ لكنَّ أهلَ المَدينَةِ انقَسَموا، بَعضُهُم معَ اليَهُودِ وبَعضُهُم معَ الرَّسولَيْن. ٥ وحاوَلَ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ وأيضًا اليَهُودُ ورُؤَساؤُهُم أن يُسيئوا مُعامَلَةَ الرَّسولَيْنِ ويَرجُموهُما بِالحِجارَة. + ٦ لكنَّهُما عَرَفا بِذلِك وهَرَبا إلى مَدينَتَيْنِ في لِيكَأُونْيَة، هُما لِسْتَرَة ودِرْبَة، وإلى القُرى المُحيطَة بهِما. + ٧ وهُناكَ استَمَرَّا يُبَشِّرانِ بِالأخبارِ الحُلْوَة.
٨ وفي لِسْتَرَة، كانَ يَجلِسُ رَجُلٌ رِجلاهُ مَشلولَتان. فهو مُقعَدٌ مُنذُ الوِلادَةِ ولم يَمْشِ أبَدًا. ٩ وكانَ يَستَمِعُ إلى بُولُس وهو يَتَكَلَّم. ولمَّا تَطَلَّعَ فيهِ بُولُس ورَأى أنَّ عِندَهُ إيمانًا لِكَي يُشْفى، + ١٠ قالَ بِصَوتٍ عالٍ: «قِفْ على رِجلَيْك». فوَقَفَ الرَّجُلُ بِسُرعَةٍ وبَدَأ يَمْشي. + ١١ ولمَّا رَأتِ الجُموعُ ما فَعَلَهُ بُولُس، صَرَخوا بِاللُّغَةِ اللِّيكَأُونِيَّة: «صارَ الآلِهَةُ كالبَشَرِ ونَزَلوا إلَينا!». + ١٢ وبَدَأوا يَدْعونَ بَرْنَابَا «زَفْس»، وبُولُس «هِرْمِس» لِأنَّهُ كانَ المُتَكَلِّمَ الرَّئيسِيّ. ١٣ فجَلَبَ كاهِنُ زَفْس، الَّذي كانَ مَعبَدُهُ عِندَ مَدخَلِ المَدينَة، ثيرانًا وتيجانًا مِنَ الزُّهورِ * إلى بَوَّاباتِ المَدينَة، وأرادَ أن يُقَدِّمَ ذَبائِحَ معَ الجُموع.
١٤ ولمَّا سَمِعَ الرَّسولانِ بَرْنَابَا وبُولُس بِذلِك، مَزَّقا ثِيابَهُما وأسرَعا نَحوَ الجُموعِ وهُما يَصرُخان: ١٥ «لِماذا تَفعَلونَ هذا؟! نَحنُ أيضًا بَشَرٌ ضُعَفاءُ مِثلُكُم. + ونَحنُ نُبَشِّرُكُم لِكَي تَترُكوا هذِهِ الأُمورَ الَّتي لا نَفعَ لها وتَعبُدوا اللّٰهَ الحَيّ، الَّذي صَنَعَ السَّماءَ والأرضَ والبَحرَ وكُلَّ ما فيها. + ١٦ لقد سَمَحَ لِكُلِّ الأُمَمِ في الأزمِنَةِ الماضِيَة أن يَعمَلوا ما يُريدونَه، + ١٧ لكنَّهُ لم يَترُكْ نَفْسَهُ مِن دونِ أدِلَّةٍ تَشهَدُ له. + فهو عَمِلَ لكُم خَيرًا: أعْطاكُم أمطارًا مِنَ السَّماءِ ومَواسِمَ مُثمِرَة، + أعْطاكُم طَعامًا بِكَثرَةٍ ومَلَأ قُلوبَكُم بِالفَرَح». + ١٨ ومع أنَّهُما قالا هذا الكَلام، لم يَقدِرا أن يَمنَعا الجُموعَ مِن تَقديمِ الذَّبائِحِ لهُما إلَّا بَعدَ جُهدٍ كَبير.
١٩ وأتى يَهُودٌ مِن أَنْطَاكْيَة وإيقُونْيَة وأثَّروا على الجُموع، + فرَجَموا بُولُس وجَرُّوهُ إلى خارِجِ المَدينَة، مُعتَقِدينَ أنَّهُ مات. + ٢٠ ولكنْ لمَّا تَجَمَّعَ التَّلاميذُ حَولَه، قامَ ودَخَلَ إلى المَدينَة. وفي اليَومِ التَّالي، غادَرَ مع بَرْنَابَا إلى دِرْبَة. + ٢١ فأعلَنا الأخبارَ الحُلْوَة في تِلكَ المَدينَةِ وساعَدا كَثيرينَ أن يَصيروا تَلاميذ. ثُمَّ رَجَعا إلى لِسْتَرَة، ومِنها إلى إيقُونْيَة، ومِنها إلى أَنْطَاكْيَة. ٢٢ وكانا يُقَوِّيانِ التَّلاميذَ + ويُشَجِّعانِهِم أن يَظَلُّوا مُتَمَسِّكينَ بِالإيمان، قائِلَيْن: «يَجِبُ أن نَمُرَّ بِضيقاتٍ كَثيرَة لِنَدخُلَ إلى مَملَكَةِ اللّٰه». + ٢٣ وعَيَّنا لهُم شُيوخًا في كُلِّ جَماعَةٍ + بَعدَ أن صَلَّيا وصاما، + وتَرَكاهُم تَحتَ رِعايَةِ يَهْوَه الَّذي آمَنوا به.
٢٤ ثُمَّ عَبَرا في بِيسِيدْيَة ووَصَلا إلى بَمْفِيلْيَة. + ٢٥ وأعلَنا كَلِمَةَ اللّٰهِ في بَرْجَة، ثُمَّ نَزَلا إلى أَتَّالْيَة. ٢٦ ومِن هُناك أبحَرا إلى أَنْطَاكْيَة، المَدينَةِ الَّتي مِنها أرسَلَهُما الإخوَةُ تَحتَ رِعايَةِ اللّٰهِ ولُطفِهِ الفائِقِ كَي يَقوما بِالعَمَلِ الَّذي أكمَلاهُ الآن. +
٢٧ ولمَّا وَصَلا إلى أَنْطَاكْيَة واستَدْعَيا الجَماعَة، أخبَراهُم عنِ الأُمورِ الكَثيرَة الَّتي عَمِلَها اللّٰهُ بِواسِطَتِهِما، وأنَّهُ فَتَحَ بابَ الإيمانِ لِلأُمَم. + ٢٨ وقَضَيا وَقتًا طَويلًا معَ التَّلاميذ.
١٥ ونَزَلَ بَعضُ الرِّجالِ مِنَ اليَهُودِيَّة إلى أَنْطَاكْيَة وبَدَأوا يُعَلِّمونَ الإخوَةَ قائِلين: «إذا لم تُختَنوا بِحَسَبِ شَريعَةِ مُوسَى، + لا تَقدِرونَ أن تَخلُصوا». ٢ فاختَلَفَ معهُم بُولُس وبَرْنَابَا. وبَعدَ أن حَدَثَ بَينَهُم جِدالٌ كَبير، أُخِذَ قَرارٌ أن يَصعَدَ بُولُس وبَرْنَابَا وإخوَةٌ آخَرونَ إلى الرُّسُلِ والشُّيوخِ في أُورُشَلِيم + مِن أجْلِ هذِهِ المَسألَة. *
٣ وبَعدَ أن رافَقَتهُمُ الجَماعَةُ مَسافَةً قَصيرَة، تابَعوا طَريقَهُم عَبرَ فِينِيقْيَة والسَّامِرَة وهُم يُخبِرونَ بِالتَّفصيلِ كَيفَ اهتَدى الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ إلى عِبادَةِ اللّٰه. ففَرَّحوا كُلَّ الإخوَةِ كَثيرًا. ٤ ولمَّا وَصَلوا إلى أُورُشَلِيم، رَحَّبَت بهِمِ الجَماعَةُ والرُّسُلُ والشُّيوخ. وخَبَّرَ بُولُس وبَرْنَابَا عنِ الأُمورِ الكَثيرَة الَّتي عَمِلَها اللّٰهُ بِواسِطَتِهِما. ٥ لكنَّ بَعضَ الَّذينَ انتَمَوْا سابِقًا إلى مَذهَبِ الفَرِّيسِيِّينَ وصاروا مُؤْمِنين، قاموا مِن مَقاعِدِهِم وقالوا: «يَجِبُ أن نَختِنَ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ ونوصِيَهُم أن يُطيعوا شَريعَةَ مُوسَى». +
٦ فاجتَمَعَ الرُّسُلُ والشُّيوخُ لِيَدرُسوا هذِهِ المَسألَة. ٧ وبَعدَ نِقاشٍ طَويلٍ وعَميق، * وَقَفَ بُطْرُس وقالَ لهُم: «أيُّها الإخوَة، أنتُم تَعرِفونَ جَيِّدًا أنَّهُ مُنذُ وَقتٍ طَويل، اختارَني اللّٰهُ مِن بَينِكُم كَي يَسمَعَ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ البِشارَةَ بِواسِطَتي ويُؤْمِنوا. + ٨ واللّٰهُ الَّذي يَعرِفُ القُلوبَ + أظهَرَ أنَّهُ يَقبَلُهُم حينَ أعْطاهُمُ الرُّوحَ القُدُس، + مِثلَما فَعَلَ معنا أيضًا. ٩ ولم يُفَرِّقْ أبَدًا بَينَنا وبَينَهُم. + فهو طَهَّرَ قُلوبَهُم بِواسِطَةِ الإيمان. + ١٠ فلِماذا تَمتَحِنونَ اللّٰهَ الآنَ وتَضَعونَ على التَّلاميذِ حِملًا ثَقيلًا *+ لم يَقدِرْ آباؤُنا ولا نَحنُ أن نَحمِلَه؟ + ١١ فنَحنُ نُؤْمِنُ أنَّنا نَخلُصُ بِفَضلِ اللُّطفِ الفائِقِ * الَّذي أظهَرَهُ الرَّبُّ يَسُوع، + مِثلَما يَخلُصونَ هُم بِفَضلِه». +
١٢ عِندَئِذٍ سَكَتَ المُجتَمِعونَ كُلُّهُم، وبَدَأوا يَستَمِعونَ إلى بَرْنَابَا وبُولُس وهُما يُخبِرانِ عنِ العَلاماتِ والمُعجِزاتِ الكَثيرَة الَّتي عَمِلَها اللّٰهُ بِواسِطَتِهِما بَينَ الأُمَم. ١٣ ولمَّا انتَهَيا مِنَ الكَلام، أجابَ يَعْقُوب: «أيُّها الإخوَة، اسمَعوني. ١٤ لقد أخبَرَنا شَمْعُون *+ بِالتَّفصيلِ كَيفَ وَجَّهَ اللّٰهُ انتِباهَهُ إلى الأُمَمِ لِأوَّلِ مَرَّة، كَي يَأخُذَ مِن بَينِهِم شَعبًا مِن أجْلِ اسْمِه. *+ ١٥ وهذا يَنسَجِمُ مع كَلامِ الأنبِياء، مِثلَما هو مَكتوب: ١٦ ‹بَعدَ ذلِك، سأرجِعُ وأُقيمُ مِن جَديدٍ خَيمَةَ * دَاوُد الَّتي سَقَطَت؛ سأُعيدُ بِناءَ بَقاياها وأُرَمِّمُها، ١٧ لِكَي يَقدِرَ الَّذينَ يَبْقَوْنَ أن يَخدُموا يَهْوَه مِن كُلِّ القَلب، هُم والنَّاسُ مِن كُلِّ الأُمَم، النَّاسُ الَّذينَ يُدْعى اسْمي علَيهِم. هذا ما يَقولُهُ يَهْوَه الَّذي يَفعَلُ هذِهِ الأُمورَ + ١٨ المَعروفَة مُنذُ القَديم›. + ١٩ لِذلِك، قَراري * هو أن لا نُصَعِّبَ الأمرَ على النَّاسِ مِنَ الأُمَمِ الَّذينَ يَهتَدونَ إلى عِبادَةِ اللّٰه، + ٢٠ بل أن نَكتُبَ لهُم أن يَمتَنِعوا عن كُلِّ ما لهُ عَلاقَةٌ * بِالأصنامِ + وعنِ العَهارَةِ *+ والحَيَواناتِ المَخنوقَة * والدَّم. + ٢١ فمُنذُ القَديم، كانَ هُناك دائِمًا مَن يُبَشِّرُ بِكِتاباتِ مُوسَى في مَدينَةٍ بَعدَ أُخْرى، لِأنَّها تُقرَأُ بِصَوتٍ عالٍ في المَجامِعِ كُلَّ سَبت». +
٢٢ عِندَئِذٍ، قَرَّرَ الرُّسُلُ والشُّيوخُ مع كُلِّ الجَماعَةِ أن يَختاروا مِن بَينِهِم رَجُلَيْنِ ويُرسِلوهُما إلى أَنْطَاكْيَة مع بُولُس وبَرْنَابَا. فأرسَلوا يَهُوذَا، الَّذي يُسَمَّى بَرْسَابَا، وسِيلَا، + وهُما رَجُلانِ لَدَيهِما مَسؤولِيَّاتٌ كَبيرَة بَينَ الإخوَة. ٢٣ وأرسَلوا معهُم هذِهِ الرِّسالَة:
«مِن إخوَتِكُمُ الرُّسُلِ والشُّيوخِ إلى الإخوَةِ الَّذينَ مِنَ الأُمَمِ في أَنْطَاكْيَة + وسُورِيَّا وكِيلِيكْيَة: تَحِيَّةٌ طَيِّبَة! ٢٤ سَمِعنا أنَّ البَعضَ ذَهَبوا مِن عِندِنا إلَيكُم وأزعَجوكُم بِكَلامِهِم + وشَوَّشوا تَفكيرَكُم، * مع أنَّنا لم نَطلُبْ مِنهُم هذا الأمر. ٢٥ لِذلِك، تَوَصَّلنا إلى قَرارٍ مُوَحَّدٍ أن نَختارَ رَجُلَيْنِ ونُرسِلَهُما إلَيكُم مع حَبيبَيْنا بَرْنَابَا وبُولُس، ٢٦ رَجُلَيْنِ قَدَّما حَياتَهُما * مِن أجْلِ اسْمِ رَبِّنا يَسُوع المَسِيح، + ٢٧ وهُما يَهُوذَا وسِيلَا. ونَحنُ نُرسِلُهُما كَي يُخبِراكُم شَفَهِيًّا أيضًا ما تَقولُهُ هذِهِ الرِّسالَة. + ٢٨ فالرُّوحُ القُدُسُ + ونَحنُ فَضَّلنا أن لا نُحَمِّلَكُم أيَّ ثِقلٍ غَيرَ هذِهِ الأشياءِ الضَّرورِيَّة: ٢٩ أن تَمتَنِعوا دائِمًا عن ما ذُبِحَ لِلأصنامِ + وعنِ الدَّمِ + والحَيَواناتِ المَخنوقَة *+ والعَهارَة. *+ وإذا تَجَنَّبتُم تَمامًا هذِهِ الأشياء، تَكونُ أُمورُكُم جَيِّدَة. نَتَمَنَّى لكُمُ الصِّحَّةَ والعافِيَة!». *
٣٠ فانطَلَقَ هؤُلاءِ الرِّجالُ ونَزَلوا إلى أَنْطَاكْيَة. وجَمَعوا التَّلاميذَ كُلَّهُم وأعْطَوْهُمُ الرِّسالَة. ٣١ ولمَّا قَرَأوها، فَرِحوا بِالكَلامِ المُشَجِّعِ فيها. ٣٢ وبِما أنَّ يَهُوذَا وسِيلَا كانا أيضًا نَبِيَّيْن، قالا خِطاباتٍ كَثيرَة شَجَّعَتِ الإخوَةَ وقَوَّتهُم. + ٣٣ وبَعدَما أمْضَيا بَعضَ الوَقتِ هُناك، وَدَّعَهُما الإخوَةُ وتَمَنَّوْا لهُما أن يَرجِعا بِسَلامٍ إلى الَّذينَ أرسَلوهُما. ٣٤ — ٣٥ أمَّا بُولُس وبَرْنَابَا فبَقِيا في أَنْطَاكْيَة يُعَلِّمانِ ويُعلِنانِ الأخبارَ الحُلْوَة عن كَلِمَةِ يَهْوَه، وكانَ معهُما إخوَةٌ كَثيرون.
٣٦ وبَعدَ فَترَةٍ مِنَ الوَقت، قالَ بُولُس لِبَرْنَابَا: «تَعالَ نَرجِعُ ونَزورُ الإخوَةَ في كُلِّ مَدينَةٍ أعلَنَّا فيها كَلِمَةَ يَهْوَه لِنَرى كَيفَ حالُهُم». + ٣٧ وأصَرَّ بَرْنَابَا أن يَأخُذا معهُما يُوحَنَّا الَّذي يُسَمَّى مُرْقُس. + ٣٨ أمَّا بُولُس فلم يُفَضِّلْ أن يَأخُذاهُ معهُما، لِأنَّهُ تَرَكَهُما في بَمْفِيلْيَة ولم يَذهَبْ معهُما لِيُساعِدَهُما في عَمَلِ التَّبشير. + ٣٩ فحَصَلَت بَينَهُما مُشاجَرَةٌ كَبيرَة * لِدَرَجَةِ أنَّهُما افتَرَقا. فأخَذَ بَرْنَابَا + مُرْقُس وأبحَرَ إلى قُبْرُص. ٤٠ أمَّا بُولُس فاختارَ سِيلَا وغادَرَ بَعدَ أن تَرَكَهُ الإخوَةُ تَحتَ رِعايَةِ يَهْوَه ولُطفِهِ الفائِق. + ٤١ فعَبَرَ في سُورِيَّا وكِيلِيكْيَة وكانَ يُقَوِّي الجَماعات.
١٦ ووَصَلَ بُولُس إلى دِرْبَة ثُمَّ ذَهَبَ إلى لِسْتَرَة. + وهُناك كانَ يوجَدُ تِلميذٌ اسْمُهُ تِيمُوثَاوُس، + أُمُّهُ يَهُودِيَّة مُؤْمِنَة لكنَّ أباهُ يُونَانِيّ. ٢ وكانَ صيتُهُ جَيِّدًا بَينَ الإخوَةِ الَّذينَ في لِسْتَرَة وإيقُونْيَة. ٣ وأرادَ بُولُس أن يُرافِقَهُ تِيمُوثَاوُس. فأخَذَهُ وخَتَنَهُ مِن أجْلِ اليَهُودِ في تِلكَ المَناطِق، + لِأنَّ الجَميعَ كانوا يَعرِفونَ أنَّ أباهُ يُونَانِيّ. ٤ وخِلالَ سَفَرِهِم مِن مَدينَةٍ إلى أُخْرى، أوْصَلوا إلى الإخوَةِ القَراراتِ الَّتي أخَذَها الرُّسُلُ والشُّيوخُ في أُورُشَلِيم، لِكَي يُطَبِّقوها. + ٥ وهكَذا، ظَلَّتِ الجَماعاتُ تَقْوى في الإيمانِ وعَدَدُ المُؤْمِنينَ يَزدادُ يَومًا بَعدَ يَوم.
٦ وعَبَروا في فَرِيجْيَة وبِلادِ غَلَاطْيَة، + لِأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ مَنَعَهُم مِنَ التَّبشيرِ بِكَلِمَةِ اللّٰهِ في إقليمِ آسْيَا. ٧ ولمَّا وَصَلوا إلى مِيسْيَة، حاوَلوا أن يَذهَبوا إلى بِيثِينْيَة، + لكنَّ روحَ يَسُوع لم يَسمَحْ لهُم. ٨ فمَرُّوا في مِيسْيَة ونَزَلوا إلى تَرْوَاس. ٩ وفي اللَّيل، رَأى بُولُس في رُؤيا رَجُلًا مَقْدُونِيًّا واقِفًا يُلِحُّ علَيهِ ويَقول: «تَعالَ إلى مَقْدُونْيَة وساعِدْنا». ١٠ وحالَما رَأى الرُّؤيا، استَعَدَّينا لِنَذهَبَ إلى مَقْدُونْيَة لِأنَّنا استَنتَجنا أنَّ اللّٰهَ دَعانا لِنُعلِنَ الأخبارَ الحُلْوَة فيها.
١١ فأبحَرنا مِن تَرْوَاس واتَّجَهنا مُباشَرَةً إلى سَامُوتْرَاقْيَا، وفي اليَومِ التَّالي إلى نِيَابُولِيس. ١٢ ومِن هُناك ذَهَبنا إلى فِيلِبِّي، + وهي مُستَعمَرَةٌ رُومَانِيَّة وأهَمُّ مَدينَةٍ في ذلِكَ الجُزْءِ مِن مَقْدُونْيَة. وبَقينا فيها عِدَّةَ أيَّام. ١٣ وفي يَومِ السَّبت، خَرَجنا مِن بَوَّابَةِ المَدينَةِ إلى النَّهر، لِأنَّنا كُنَّا نَظُنُّ أنَّ هُناك مَكانًا لِلصَّلاة. فجَلَسنا وبَدَأنا نَتَكَلَّمُ معَ النِّساءِ المُجتَمِعاتِ هُناك. ١٤ وكانَت تَستَمِعُ إلَينا امرَأةٌ تَعبُدُ اللّٰهَ اسْمُها لِيدْيَة، وهي بائِعَةُ أُرجُوانٍ مِن مَدينَةِ ثِيَاتِيرَا. + ففَتَحَ يَهْوَه قَلبَها لِتَقبَلَ كَلامَ بُولُس. ١٥ ولمَّا اعتَمَدَت هي وأهلُ بَيتِها، + تَرَجَّتنا قائِلَة: «إذا كُنتُم تَعتَبِرونَني مُؤْمِنَةً بِيَهْوَه، فتَعالَوْا وانزِلوا في بَيتي». فأجبَرَتنا مِن كَثرَةِ ما أصَرَّت.
١٦ وفي أحَدِ الأيَّام، فيما كُنَّا ذاهِبينَ إلى مَكانِ الصَّلاة، لاقَتنا خادِمَةٌ فيها روحٌ شِرِّير، شَيْطَانٌ يُمَكِّنُها مِن رُؤيَةِ الغَيب. + وكانَت تُكسِبُ أسيادَها أرباحًا كَثيرَة مِنَ التَّبصير. ١٧ هذِهِ الخادِمَةُ صارَت تَتبَعُنا نَحنُ وبُولُس وهي تَصرُخ: «هؤُلاءِ الرِّجالُ هُم عَبيدٌ لِلّٰهِ العالي على كُلِّ شَيء، + وهُم يُعلِنونَ لكُم طَريقَ الخَلاص». ١٨ وظَلَّت تَفعَلُ ذلِك أيَّامًا كَثيرَة. وفي الآخِر، انزَعَجَ بُولُس جِدًّا والْتَفَتَ وقالَ لِلرُّوح: «آمُرُكَ بِاسْمِ يَسُوع المَسِيح أن تَخرُجَ مِنها». فخَرَجَ في اللَّحظَةِ نَفْسِها. +
١٩ ولمَّا رَأى أسيادُها أنَّهُم خَسِروا بابَ رِزقِهِم، + أمسَكوا بُولُس وسِيلَا وجَرُّوهُما إلى السُّلُطاتِ في ساحَةِ السُّوق. + ٢٠ وهُناك، أمامَ مَسؤولي الإدارَةِ المَدَنِيَّة، قالوا: «هذانِ الرَّجُلانِ يُسَبِّبانِ بَلبَلَةً كَبيرَة في مَدينَتِنا. + إنَّهُما يَهُودِيَّانِ ٢١ ويَنشُرانِ عاداتٍ لا يَجوزُ لنا نَحنُ الرُّومَانِيِّينَ أن نَقبَلَها أو نُمارِسَها». ٢٢ فقامَتِ الجُموعُ علَيهِما، ومَزَّقَ مَسؤولو الإدارَةِ المَدَنِيَّة ثِيابَهُما عنهُما وأمَروا أن يُضرَبا بِالعِصِيّ. + ٢٣ وبَعدَ أن ضَرَبوهُما كَثيرًا، رَمَوْهُما في السِّجنِ وأمَروا السَّجَّانَ أن يُشَدِّدَ الحِراسَةَ علَيهِما. + ٢٤ ولِكَي يُنَفِّذَ هذا الأمر، رَماهُما في السِّجنِ الدَّاخِلِيِّ وثَبَّتَ أقدامَهُما في المِقطَرَة. *
٢٥ وفي نِصفِ اللَّيلِ تَقريبًا، كانَ بُولُس وسِيلَا يُصَلِّيانِ ويُسَبِّحانِ اللّٰهَ بِالتَّرنيم، + والمَساجينُ يَستَمِعونَ إلَيهِما. ٢٦ وفَجْأةً حَدَثَ زِلزالٌ عَظيمٌ هَزَّ أساساتِ السِّجن. وانفَتَحَت فَوْرًا كُلُّ الأبوابِ وانفَكَّت قُيودُ الجَميع. + ٢٧ ولمَّا استَيقَظَ السَّجَّانُ ورَأى أبوابَ السِّجنِ مَفتوحَة، سَحَبَ سَيفَهُ وكانَ على وَشْكِ أن يَقتُلَ نَفْسَهُ لِأنَّهُ ظَنَّ أنَّ المَساجينَ هَرَبوا. + ٢٨ لكنَّ بُولُس صَرَخَ بِصَوتٍ عالٍ: «لا تُؤْذِ نَفْسَك! نَحنُ كُلُّنا هُنا!». ٢٩ فطَلَبَ السَّجَّانُ أنوارًا لِلإضاءَةِ وأسرَعَ إلى الدَّاخِل، ورَمى نَفْسَهُ أمامَ بُولُس وسِيلَا وهو يَرجُف. ٣٠ ثُمَّ أخرَجَهُما وقال: «يا سَيِّدَيَّ، ماذا علَيَّ أن أعمَلَ لِكَي أخلُص؟». ٣١ أجاباه: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوع فتَخلُصَ أنتَ وأهلُ بَيتِك». + ٣٢ ثُمَّ بَشَّراهُ بِكَلِمَةِ يَهْوَه هو وكُلَّ الَّذينَ في بَيتِه. ٣٣ وأخَذَهُما في ذلِكَ الوَقتِ مِنَ اللَّيلِ وغَسَلَ جِراحَهُما. ثُمَّ اعتَمَدَ فَوْرًا هو وكُلُّ أهلِ بَيتِه. + ٣٤ وأحضَرَهُما إلى مَنزِلِهِ ومَدَّ أمامَهُما طاوِلَةَ طَعام، وفَرِحَ جِدًّا هو وكُلُّ أهلِ بَيتِهِ لِأنَّهُ آمَنَ بِاللّٰه.
٣٥ ولمَّا صارَ النَّهار، أرسَلَ مَسؤولو الإدارَةِ المَدَنِيَّة حَرَسَهُمُ الخاصَّ * لِيَقولوا لِلسَّجَّان: «أَطلِقْ سَراحَ هذَيْنِ الرَّجُلَيْن». ٣٦ فنَقَلَ السَّجَّانُ كَلامَهُم إلى بُولُس قائِلًا: «مَسؤولو الإدارَةِ المَدَنِيَّة أرسَلوا أمرًا بِإطلاقِ سَراحِكُما. فاخرُجا واذهَبا بِسَلام». ٣٧ لكنَّ بُولُس قالَ لِلحَرَسِ الخاصّ: «ضَرَبونا عَلَنًا مِن دونِ مُحاكَمَةٍ * مع أنَّنا رُومَانِيَّان، + ورَمَوْنا في السِّجن. والآنَ يُريدونَ أن يُخرِجونا في السِّرّ؟! لا! بل لِيَأتوا هُم بِأنفُسِهِم ويُخرِجونا». ٣٨ فأوْصَلَ الحَرَسُ الخاصُّ هذا الكَلامَ إلى مَسؤولي الإدارَةِ المَدَنِيَّة. ولمَّا سَمِعوا أنَّهُما رُومَانِيَّانِ خافوا. + ٣٩ فجاؤُوا وصاروا يُراضونَهُما. وبَعدَ أن أخرَجوهُما، طَلَبوا مِنهُما أن يُغادِرا المَدينَة. ٤٠ لكنَّهُما خَرَجا مِنَ السِّجنِ وذَهَبا إلى بَيتِ لِيدْيَة. فالْتَقَيا بِالإخوَةِ عِندَها وشَجَّعاهُم + ثُمَّ رَحَلا.
١٧ وسافَروا عَبرَ أَمْفِيبُولِيس وأَبُولُّونْيَة ووَصَلوا إلى تَسَالُونِيكِي، + وكانَ فيها مَجمَعٌ لِليَهُود. ٢ فدَخَلَ إلَيهِ بُولُس مِثلَ عادَتِه، + وناقَشَهُم * مِنَ الأسفارِ المُقَدَّسَة + ثَلاثَةَ سُبوت. ٣ فشَرَحَ لهُم وبَرهَنَ بِآياتٍ أنَّ المَسِيح كانَ يَجِبُ أن يَتَألَّمَ + ويَقومَ مِنَ المَوت، + وقال: «إنَّ يَسُوع هذا الَّذي أُخبِرُكُم عنهُ هوَ المَسِيح». ٤ فصارَ بَعضٌ مِنهُم مُؤْمِنينَ وانضَمُّوا إلى بُولُس وسِيلَا. + وهذا ما فَعَلَهُ أيضًا عَدَدٌ كَبيرٌ جِدًّا مِنَ اليُونَانِيِّينَ الَّذينَ يَعبُدونَ اللّٰه، بِالإضافَةِ إلى عَدَدٍ غَيرِ قَليلٍ مِنَ النِّساءِ البارِزات.
٥ وغارَ اليَهُود، + فجَمَعوا رِجالًا أشرارًا وعاطِلينَ عنِ العَمَلِ يَتَجَوَّلونَ في ساحَةِ السُّوق، وألَّفوا مَجموعَةً كَبيرَة تُسَبِّبُ الشَّغَب، وأثاروا الفَوْضى في المَدينَة. وهَجَموا على بَيتِ يَاسُون وفَتَّشوا عن بُولُس وسِيلَا لِيُخرِجوهُما إلى مَجموعَةِ الشَّغَب. ٦ وحينَ لم يَجِدوهُما، جَرُّوا يَاسُون وبَعضَ الإخوَةِ إلى حُكَّامِ المَدينَةِ وهُم يَصرُخون: «الرَّجُلانِ اللَّذانِ خَرَبا الدُّنيا * هُما هُنا أيضًا، + ٧ ويَاسُون استَضافَهُما في بَيتِه. وهُم كُلُّهُم يُخالِفونَ قَوانينَ قَيْصَر قائِلينَ إنَّ هُناك مَلِكًا آخَرَ هو يَسُوع». + ٨ فاضطَرَبَتِ الجُموعُ وحُكَّامُ المَدينَةِ حينَ سَمِعوا ذلِك. ٩ وبَعدَما أخَذوا كَفالَةً مِن يَاسُون والآخَرين، أطلَقوا سَراحَهُم.
١٠ وحالَما أتى اللَّيل، أرسَلَ الإخوَةُ بُولُس وسِيلَا إلى بِيرِيَّة. ولمَّا وَصَلا، ذَهَبا إلى مَجمَعِ اليَهُود. ١١ وكانَ الَّذينَ في بِيرِيَّة أكثَرَ انفِتاحًا * مِنَ الَّذينَ في تَسَالُونِيكِي. فهُم قَبِلوا كَلِمَةَ اللّٰهِ بِحَماسٍ شَديد، وكانوا كُلَّ يَومٍ يَبحَثونَ جَيِّدًا في الأسفارِ المُقَدَّسَة لِيَتَأكَّدوا هلِ الأُمورُ الَّتي سَمِعوها صَحيحَة. ١٢ فصارَ كَثيرونَ مِنهُم مُؤْمِنين، بِالإضافَةِ إلى عَدَدٍ غَيرِ قَليلٍ مِنَ النِّساءِ اليُونَانِيَّاتِ المُهِمَّاتِ وعَدَدٍ مِنَ الرِّجالِ اليُونَانِيِّين. ١٣ ولكنْ حينَ عَرَفَ اليَهُودُ في تَسَالُونِيكِي أنَّ بُولُس يُعلِنُ كَلِمَةَ اللّٰهِ في بِيرِيَّة أيضًا، ذَهَبوا إلى هُناك لِيُحَرِّضوا النَّاسَ ويُسَبِّبوا فَوْضى. + ١٤ فأرسَلَ الإخوَةُ بُولُس فَوْرًا إلى البَحر. + أمَّا سِيلَا وتِيمُوثَاوُس فبَقِيا هُناك. ١٥ والَّذينَ رافَقوا بُولُس أوْصَلوهُ إلى أَثِينَا. ثُمَّ رَجَعوا ومعهُم وَصِيَّةٌ مِنهُ أن يَأتِيَ سِيلَا وتِيمُوثَاوُس + إلَيهِ بِأسرَعِ وَقتٍ مُمكِن.
١٦ وفيما كانَ بُولُس يَنتَظِرُهُما في أَثِينَا، انزَعَجَ كَثيرًا * لمَّا رَأى المَدينَةَ مَليئَةً بِالأصنام. ١٧ فبَدَأ في المَجمَعِ يُناقِشُ * اليَهُودَ وغَيرَهُم مِنَ النَّاسِ الَّذينَ يَعبُدونَ اللّٰه. وفَعَلَ ذلِك أيضًا كُلَّ يَومٍ معَ الَّذينَ الْتَقى بهِم في ساحَةِ السُّوق. ١٨ فصارَ عَدَدٌ مِنَ الفَلاسِفَةِ الأَبِيقُورِيِّينَ والرِّوَاقِيِّينَ يُجادِلونَه. وقالَ بَعضُهُم: «ماذا يُريدُ هذا الثَّرثارُ أن يَقول؟»، وآخَرونَ قالوا: «يَبْدو أنَّهُ يُبَشِّرُ بِآلِهَةٍ أجنَبِيَّة». وهُم قالوا ذلِك لِأنَّهُ كانَ يُبَشِّرُ بِيَسُوع والقِيامَة. + ١٩ فأخَذوهُ ومَشَوْا بهِ إلى أَرْيُوس بَاغُوس، وقالوا له: «هل يُمكِنُنا أن نَعرِفَ ما هذا التَّعليمُ الجَديدُ الَّذي تَتَكَلَّمُ عنه؟ ٢٠ فأنتَ تَتَحَدَّثُ عن أُمورٍ غَريبَة علَينا، ونُريدُ أن نَعرِفَ مَعْناها». ٢١ وفي الواقِع، كُلُّ أهلِ أَثِينَا والأجانِبُ المُقيمونَ * هُناك كانوا لا يَعمَلونَ شَيئًا في أوْقاتِ فَراغِهِم إلَّا أن يَتَحَدَّثوا عن شَيءٍ جَديدٍ أو يَستَمِعوا إلى شَيءٍ جَديد. ٢٢ فوَقَفَ بُولُس في وَسَطِ أَرْيُوس بَاغُوس + وقال:
«يا رِجالَ أَثِينَا، لاحَظتُ أنَّكُم في كُلِّ شَيءٍ مُتَدَيِّنونَ * أكثَرَ مِن غَيرِكُم. + ٢٣ فبَينَما كُنتُ أمْشي في مَدينَتِكُم وأنظُرُ بِانتِباهٍ إلى الأشياءِ الَّتي تُكَرِّمونَها، * وَجَدتُ أيضًا مَذبَحًا مَكتوبًا علَيه: ‹لِإلهٍ مَجهول›. في الحَقيقَة، هذا الَّذي تَعبُدونَهُ وأنتُم لا تَعرِفونَهُ هوَ الَّذي أُخبِرُكُم عنه. ٢٤ إنَّهُ الإلهُ الَّذي صَنَعَ العالَمَ وكُلَّ ما فيه. إنَّهُ رَبُّ السَّماءِ والأرض، + لِذلِك لا يَسكُنُ في مَعابِدَ صَنَعَتها أيْدي البَشَر. + ٢٥ وهو لا يَطلُبُ أن تَخدُمَهُ أيْدي البَشَرِ كما لَو أنَّهُ بِحاجَةٍ إلى شَيء، + لِأنَّهُ هوَ الَّذي يُعْطي جَميعَ النَّاسِ الحَياةَ والنَّفَسَ *+ وكُلَّ شَيء. ٢٦ وقد عَمِلَ مِن إنسانٍ واحِدٍ + كُلَّ الشُّعوبِ لِيَسكُنوا في الأرضِ كُلِّها، + وحَدَّدَ أيضًا الأوْقاتَ المُعَيَّنَة ووَضَعَ الحُدودَ لِأماكِنِ سَكَنِهِم، + ٢٧ وذلِك كَي يُفَتِّشوا عنِ اللّٰه، يُفَتِّشوا عنهُ بِاجتِهادٍ * ويَجِدوه، + مع أنَّهُ فِعلِيًّا لَيسَ بَعيدًا عن أيِّ واحِدٍ مِنَّا. ٢٨ فبِسَبَبِهِ نَحنُ نَعيشُ ونَتَحَرَّكُ ونوجَد، مِثلَما قالَ بَعضُ الشُّعَراءِ بَينَكُم: ‹لِأنَّنا نَحنُ أيضًا أوْلادُه›.
٢٩ «لِذلِك، بِما أنَّنا أوْلادُ اللّٰه، + لا يَجِبُ أن نَظُنَّ أنَّ اللّٰهَ * يُشبِهُ شَيئًا مِن ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ أو حِجارَة، شَيئًا نَحَتَهُ البَشَرُ مِن وَحْيِ فَنِّهِم وخَيالِهِم. + ٣٠ لقد غَضَّ اللّٰهُ النَّظَرَ عن هذا الجَهلِ + في الأزمِنَةِ السَّابِقَة، لكنَّهُ الآنَ يُعلِنُ لِلنَّاسِ في كُلِّ مَكانٍ أنَّهُم يَجِبُ أن يَتوبوا. ٣١ فهو حَدَّدَ يَومًا سيُحاسِبُ + فيهِ الأرضَ بِعَدلٍ * بِواسِطَةِ رَجُلٍ عَيَّنَه، وأعْطى الجَميعَ ضَمانَةً على ذلِك حينَ أقامَهُ مِنَ المَوت». +
٣٢ ولمَّا سَمِعوا عن قِيامَةِ الأموات، بَدَأَ البَعضُ يَسخَرون، + بَينَما قالَ آخَرون: «سنَسمَعُ مِنكَ مَرَّةً أُخْرى عن هذا المَوْضوع». ٣٣ فتَرَكَهُم بُولُس. ٣٤ لكنَّ بَعضَ النَّاسِ انضَمُّوا إلَيهِ وصاروا مُؤْمِنين. ومِنهُم دِيُونِيسْيُوس، وهو قاضٍ في مَحكَمَةِ أَرْيُوس بَاغُوس، وامرَأةٌ اسْمُها دَامَرِس، وآخَرونَ غَيرُهُما.
١٨ بَعدَ ذلِك، غادَرَ بُولُس أَثِينَا وجاءَ إلى كُورِنْثُوس. ٢ والْتَقى هُناك بِرَجُلٍ يَهُودِيٍّ اسْمُهُ أَكِيلَا + أصلُهُ مِن بُنْطُس. وهو أتى مُؤَخَّرًا مِن إيطَالْيَا مع زَوجَتِهِ برِيسْكِلَّا، لِأنَّ كلُودْيُوس كانَ قد أمَرَ كُلَّ اليَهُودِ أن يَترُكوا رُومَا. فذَهَبَ بُولُس لِيَزورَهُما. ٣ ولِأنَّهُ كانَ يَعمَلُ في نَفْسِ مِهنَتِهِما، وهي صِناعَةُ الخِيام، بَقِيَ في بَيتِهِما واشتَغَلَ معهُما. + ٤ وكُلَّ سَبت، + كانَ يُلْقي خِطابًا * في المَجمَعِ + ويُقنِعُ يَهُودًا ويُونَانِيِّين.
٥ ولمَّا نَزَلَ سِيلَا + وتِيمُوثَاوُس + مِن مَقْدُونْيَة، خَصَّصَ بُولُس كُلَّ وَقتِهِ لِلتَّبشيرِ * بِكَلِمَةِ اللّٰه. فكانَ يَشهَدُ لِليَهُودِ لِيُبَرهِنَ أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيح. + ٦ لكنَّهُم ظَلُّوا يُقاوِمونَهُ ويَقولونَ كَلامًا مُهينًا. فنَفَضَ ثِيابَهُ + وقالَ لهُم: «أنتُم ستَتَحَمَّلونَ مَسؤولِيَّةَ ما سيَحصُلُ لكُم! + أنا بَريءٌ مِن دَمِكُم. *+ مِنَ الآنَ سأذهَبُ إلى الَّذينَ مِنَ الأُمَم». + ٧ وانتَقَلَ مِن هُناك * وذَهَبَ إلى بَيتِ تِيطْيُوس يُوسْتُس، وهو رَجُلٌ يَعبُدُ اللّٰهَ وبَيتُهُ مُلاصِقٌ لِلمَجمَع. ٨ وآمَنَ رَئيسُ المَجمَعِ كرِيسْبُس + بِالرَّبِّ هو وكُلُّ أهلِ بَيتِه. وكَثيرونَ مِن أهلِ كُورِنْثُوس الَّذينَ سَمِعوا الرِّسالَةَ آمَنوا واعتَمَدوا. ٩ وفي إحْدى اللَّيالي، قالَ الرَّبُّ لِبُولُس في رُؤيا: «لا تَخَف. إستَمِرَّ في التَّكَلُّمِ ولا تَسكُت، ١٠ لِأنِّي معكَ + ولن يَتَهَجَّمَ علَيكَ أحَدٌ لِيُؤْذِيَك. فلَدَيَّ بَعد شَعبٌ كَثيرٌ في هذِهِ المَدينَة». ١١ فبَقِيَ هُناك سَنَةً وسِتَّةَ أشهُرٍ يُعَلِّمُ كَلِمَةَ اللّٰهِ بَينَهُم.
١٢ وبَينَما كانَ غَالِيُون هوَ الحاكِمَ * على أَخَائِيَة، اتَّفَقَ اليَهُودُ كُلُّهُم معًا وهَجَموا على بُولُس وأخَذوهُ إلى مَكانِ كُرسِيِّ القَضاء. ١٣ وقالوا: «هذا الرَّجُلُ يُقنِعُ النَّاسَ أن يَعبُدوا اللّٰهَ بِطَريقَةٍ تُخالِفُ القانون». ١٤ وفيما بُولُس على وَشْكِ أن يَتَكَلَّم، قالَ غَالِيُون لِليَهُود: «أيُّها اليَهُود، لَو كانَتِ المَسألَةُ مَسألَةَ خَطَإٍ أو جَريمَةً خَطيرَة، كانَ مَعقولًا أن أسمَعَ لكُم بِصَبر. ١٥ ولكنْ بِما أنَّ المَسألَةَ هي مُجادَلاتٌ حَولَ كَلِماتٍ وأسماءٍ وحَولَ شَريعَتِكُم، + فحُلُّوها أنتُم. لا أُريدُ أن أكونَ قاضِيًا في هذِهِ الأُمور». ١٦ ثُمَّ أبعَدَهُم عن كُرسِيِّ القَضاء. ١٧ فأمسَكَ الجَميعُ رَئيسَ المَجمَعِ سُوسْتَانِيس + وبَدَأوا يَضرِبونَهُ أمامَ كُرسِيِّ القَضاء. لكنَّ غَالِيُون لم يَتَدَخَّلْ أبَدًا في الأمر.
١٨ أمَّا بُولُس فبَقِيَ هُناك أيَّامًا كَثيرَة، ثُمَّ وَدَّعَ الإخوَةَ وأبحَرَ مُتَّجِهًا إلى سُورِيَّا ومعهُ برِيسْكِلَّا وأَكِيلَا. وكانَ قد قَصَّ شَعرَهُ قَصيرًا في كَنْخَرْيَا + لِأنَّهُ كانَ علَيهِ نَذْر. ١٩ ولمَّا وَصَلوا إلى أَفَسُس، تَرَكَهُما هُناك في المَدينَة. أمَّا هو فدَخَلَ إلى المَجمَعِ وناقَشَ * اليَهُود. + ٢٠ ومع أنَّهُم طَلَبوا مِنهُ أن يَبْقى وَقتًا أطوَل، لم يُوافِق. ٢١ بل وَدَّعَهُم وقالَ لهُم: «سأرجِعُ إلَيكُم إن شاءَ يَهْوَه». وأبحَرَ مِن أَفَسُس ٢٢ ونَزَلَ إلى قَيْصَرِيَّة. ثُمَّ طَلَعَ * وسَلَّمَ على الجَماعَة، وبَعدَ ذلِك نَزَلَ إلى أَنْطَاكْيَة. +
٢٣ وبَعدَ أن بَقِيَ هُناك بَعضَ الوَقت، غادَرَ وتَنَقَّلَ مِن مَكانٍ إلى آخَرَ في بِلادِ غَلَاطْيَة وفَرِيجْيَة، + وكانَ يُقَوِّي كُلَّ التَّلاميذ. +
٢٤ ووَصَلَ إلى أَفَسُس رَجُلٌ يَهُودِيٌّ اسْمُهُ أَبُلُّوس + أصلُهُ مِنَ الإسْكَنْدَرِيَّة. وهو مَوْهوبٌ في الكَلامِ وخَبيرٌ بِالأسفارِ المُقَدَّسَة. ٢٥ هذا الرَّجُلُ كانَ قد تَعَلَّمَ * عن طَريقِ يَهْوَه. وكانَ يَتَكَلَّمُ ويُعَلِّمُ بِدِقَّةٍ عن يَسُوع وهو يَغْلي حَماسَةً بِفَضلِ الرُّوح. لكنَّهُ لم يَكُنْ يَعرِفُ إلَّا مَعمودِيَّةَ يُوحَنَّا. ٢٦ فبَدَأ يَتَكَلَّمُ بِجُرأةٍ في المَجمَع. ولمَّا سَمِعَهُ برِيسْكِلَّا وأَكِيلَا، + أخَذاهُ معهُما وشَرَحا لهُ طَريقَ اللّٰهِ بِدِقَّةٍ أكثَر. ٢٧ وحينَ أرادَ أَبُلُّوس أن يَذهَبَ إلى أَخَائِيَة، كَتَبَ الإخوَةُ رِسالَةً إلى التَّلاميذِ هُناك لِيوصوهُم أن يُرَحِّبوا به. ولمَّا وَصَلَ إلى أَخَائِيَة، ساعَدَ كَثيرًا الَّذينَ كانوا قد آمَنوا بِفَضلِ لُطفِ اللّٰهِ الفائِق. * ٢٨ فقد كانَ عَلَنًا وبِكُلِّ قُوَّةٍ يَغلِبُ اليَهُودَ ويُثبِتُ أنَّهُم على خَطَإٍ، مُبَرهِنًا لهُم مِنَ الأسفارِ المُقَدَّسَة أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيح. +
١٩ وبَينَما كانَ أَبُلُّوس + في كُورِنْثُوس، سافَرَ بُولُس عَبْرَ المَناطِقِ الدَّاخِلِيَّة ونَزَلَ إلى أَفَسُس. + وهُناك، وَجَدَ بَعضَ التَّلاميذِ ٢ وسَألَهُم: «هل نِلتُم روحًا قُدُسًا حينَ آمَنتُم؟». + أجابوه: «لا. ولا حتَّى سَمِعنا أنَّهُ يوجَدُ روحٌ قُدُس». ٣ فقال: «إذًا أيَّ مَعمودِيَّةٍ اعتَمَدتُم؟». أجابوا: «مَعمودِيَّةَ يُوحَنَّا». + ٤ فقالَ بُولُس: «يُوحَنَّا عَمَّدَ النَّاسَ كرَمزٍ إلى التَّوبَة، + وقالَ لِلشَّعبِ أن يُؤْمِنوا بِالَّذي يَأتي بَعدَه، + أي يَسُوع». ٥ فلمَّا سَمِعوا ذلِك، اعتَمَدوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوع. ٦ وحينَ وَضَعَ بُولُس يَدَيْهِ علَيهِم، حَلَّ الرُّوحُ القُدُسُ علَيهِم، + وبَدَأوا يَتَكَلَّمونَ بِلُغاتٍ أجنَبِيَّة ويَتَنَبَّأون. + ٧ وكانوا كُلُّهُم حَوالَيِ ١٢ رَجُلًا.
٨ وظَلَّ يَأتي إلى المَجمَعِ + على مَدى ثَلاثَةِ أشهُر. وكانَ يَتَكَلَّمُ بِجُرأةٍ ويُقَدِّمُ خِطاباتٍ ويُناقِشُ النَّاسَ بِطَريقَةٍ مُقنِعَة بِخُصوصِ مَملَكَةِ اللّٰه. + ٩ لكنَّ البَعضَ رَفَضوا بِعِنادٍ أن يُؤْمِنوا، * وقالوا كَلامًا سَيِّئًا عنِ «الطَّريق» + أمامَ الجُموع. فتَرَكَهُم + وفَرَزَ التَّلاميذَ عنهُم، وصارَ يُقَدِّمُ كُلَّ يَومٍ خِطاباتٍ في قاعَةِ مَدرَسَةِ تِيرَانُس. ١٠ واستَمَرَّ يَفعَلُ ذلِك سَنَتَيْن، حتَّى إنَّ كُلَّ سُكَّانِ إقليمِ آسْيَا، اليَهُودَ واليُونَانِيِّين، سَمِعوا كَلِمَةَ الرَّبّ.
١١ وظَلَّ اللّٰهُ يَعمَلُ بِواسِطَةِ بُولُس أعمالًا عَظيمَة * غَيرَ عادِيَّة. + ١٢ حتَّى إنَّ النَّاسَ كانوا يَأخُذونَ قِطَعَ القُماشِ والمَراويلَ الَّتي لَمَسَت جِسمَهُ ويُعْطونَها لِلمَرْضى، + فيُشْفَوْنَ مِن أمراضِهِم وتَخرُجُ مِنهُمُ الأرواحُ الشِّرِّيرَة. + ١٣ لكنَّ بَعضَ اليَهُود، الَّذينَ كانوا يَتَجَوَّلونَ ويُخرِجونَ الشَّيَاطِين، حاوَلوا أيضًا أن يَستَعمِلوا اسْمَ الرَّبِّ يَسُوع معَ الَّذينَ فيهِم أرواحٌ شِرِّيرَة. فكانوا يَقولون: «بِاسْمِ يَسُوع الَّذي يُبَشِّرُ عنهُ بُولُس آمُرُكُم أن تَخرُجوا». + ١٤ وكانَ لِواحِدٍ مِن كِبارِ الكَهَنَةِ اليَهُود، واسْمُهُ سَكَاوَا، سَبعَةُ أبناءٍ يَفعَلونَ ذلِك. ١٥ لكنَّ الرُّوحَ الشِّرِّيرَ أجابَهُم: «أنا أعرِفُ يَسُوع + وأعرِفُ مَن هو بُولُس، + ولكنْ مَن أنتُم؟». ١٦ عِندَئِذٍ هَجَمَ علَيهِمِ الرَّجُلُ الَّذي فيهِ الرُّوحُ الشِّرِّير، وغَلَبَهُم واحِدًا بَعدَ الآخَرِ وقَدِرَ علَيهِم، حتَّى إنَّهُم هَرَبوا مِنَ البَيتِ عُراةً ومُجَرَّحين. ١٧ ووَصَلَ الخَبَرُ إلى كُلِّ اليَهُودِ واليُونَانِيِّينَ السَّاكِنينَ في أَفَسُس. فشَعَروا كُلُّهُم بِالخَوفِ والرَّهبَة، وظَلَّ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوع يَتَمَجَّد. ١٨ وكانَ كَثيرونَ مِنَ الَّذينَ آمَنوا يَأتونَ ويَعتَرِفونَ عَلَنًا بِمُمارَساتِهِمِ السَّيِّئَة ويُخبِرونَ عنها. ١٩ وعَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ الَّذينَ كانوا يُمارِسونَ الفُنونَ السِّحرِيَّة جَمَعوا كُتُبَهُم وحَرَقوها أمامَ الجَميع. + وحَسَبوا قيمَتَها ووَجَدوا أنَّها تُساوي ٠٠٠,٥٠ قِطعَةٍ مِنَ الفِضَّة. ٢٠ وهكَذا ظَلَّت كَلِمَةُ يَهْوَه تَنتَشِرُ بِقُوَّةٍ وتَأثيرُها يَزدادُ أكثَرَ فأكثَر. +
٢١ وبَعدَ أن حَصَلَت هذِهِ الأُمور، قَرَّرَ * بُولُس أن يُسافِرَ إلى أُورُشَلِيم بَعدَ أن يَمُرَّ في مَقْدُونْيَة + وأَخَائِيَة. وقال: «بَعدَما أصِلُ إلى أُورُشَلِيم، + يَجِبُ أن أذهَبَ إلى رُومَا أيضًا». + ٢٢ فأرسَلَ إلى مَقْدُونْيَة اثنَيْنِ مِن مُساعِديهِ هُما تِيمُوثَاوُس + وأَرَاسْتُس. + أمَّا هو فبَقِيَ فَترَةً في إقليمِ آسْيَا.
٢٣ في ذلِكَ الوَقت، حَدَثَ شَغَبٌ كَبيرٌ + بِخُصوصِ «الطَّريق». + ٢٤ فهُناك صائِغُ فِضَّة، اسْمُهُ دِيمِتْرِيُوس، كانَ يَصنَعُ مَعابِدَ صَغيرَة مِن فِضَّةٍ لِأَرْطَامِيس، ويُكسِبُ الحِرَفِيِّينَ رِبحًا كَبيرًا. + ٢٥ فجَمَعَهُم هُم وآخَرينَ يَعمَلونَ في هذا المَجالِ وقال: «أيُّها الرِّجال، أنتُم تَعرِفونَ جَيِّدًا أنَّنا مُرتاحونَ مادِّيًّا بِفَضلِ هذا العَمَل. ٢٦ وأنتُمُ الآنَ تَرَوْنَ وتَسمَعونَ كَيفَ أنَّ بُولُس هذا أقنَعَ عَدَدًا كَبيرًا مِنَ النَّاسِ وغَيَّرَ رَأْيَهُم، لَيسَ في أَفَسُس + فَقَط، بل تَقريبًا في كُلِّ إقليمِ آسْيَا. فهو يَقولُ إنَّ الآلِهَةَ الَّتي تَصنَعُها أيْدي البَشَرِ لَيسَت آلِهَة. + ٢٧ لِذلِك، لَيسَ الخَطَرُ فَقَط أن تَتَشَوَّهَ سُمعَةُ مِهنَتِنا، بل أيضًا أن يَصيرَ مَعبَدُ الإلاهَةِ العَظيمَة أَرْطَامِيس بِلا قيمَةٍ في نَظَرِ النَّاس. وهذا سيُخَسِّرُ أَرْطَامِيس عَظَمَتَها، هيَ الَّتي يَعبُدُها النَّاسُ في كُلِّ إقليمِ آسْيَا والأرض». ٢٨ ولمَّا سَمِعوا ذلِك، غَضِبوا جِدًّا وصاروا يَصرُخون: «عَظيمَةٌ هي أَرْطَامِيس إلاهَةُ الأَفَسُسِيِّين!».
٢٩ فحَدَثَت بَلبَلَةٌ في كُلِّ المَدينَة، ورَكَضَ النَّاسُ كُلُّهُم معًا إلى المَسرَح. وجَرُّوا معهُم رَفيقَيْ بُولُس في السَّفَر، غَايُس وأَرِسْتَرْخُس + اللَّذَيْنِ مِن مَقْدُونْيَة. ٣٠ وكانَ بُولُس يُريدُ أن يَدخُلَ لِيُواجِهَ الجُموع، لكنَّ التَّلاميذَ لم يَدَعوهُ يَفعَلُ ذلِك. ٣١ حتَّى إنَّ بَعضَ المُشرِفينَ على الاحتِفالاتِ والألعاب، الَّذينَ كانوا وَدودينَ معه، أرسَلوا إلَيهِ خَبَرًا وتَرَجَّوْهُ أن لا يُخاطِرَ ويَدخُلَ إلى المَسرَح. ٣٢ وكانَتِ الجُموعُ * في حالَةِ فَوْضى؛ بَعضُهُم يُنادونَ بِشَيءٍ وبَعضُهُم بِشَيءٍ آخَر، وأكثَرِيَّتُهُم لا يَعرِفونَ لِماذا هُم مُجتَمِعون. ٣٣ وأخرَجوا مِن بَينِ الجُموعِ رَجُلًا اسْمُهُ الإسْكَنْدَر كانَ اليَهُودُ يَدفَعونَهُ إلى الأمام. فأشارَ الإسْكَنْدَر بِيَدِهِ لِيُسكِتَ النَّاسَ وأرادَ أن يوضِحَ لهُمُ المَسألَة. * ٣٤ ولكنْ لمَّا عَرَفوا أنَّهُ يَهُودِيّ، صاروا كُلُّهُم يَصرُخونَ بِصَوتٍ واحِدٍ لِساعَتَيْنِ تَقريبًا: «عَظيمَةٌ هي أَرْطَامِيس إلاهَةُ الأَفَسُسِيِّين!».
٣٥ أخيرًا، استَطاعَ رَئيسُ ديوانِ المَدينَةِ أن يُهَدِّئَ الجُموع. وقال: «يا أهلَ أَفَسُس، هل هُناك أحَدٌ لا يَعرِفُ أنَّ مَدينَةَ الأَفَسُسِيِّينَ هيَ الحارِسَةُ لِمَعبَدِ الإلاهَةِ العَظيمَة أَرْطَامِيس ولِتِمثالِها الَّذي سَقَطَ مِنَ السَّماء؟ ٣٦ هذا الأمرُ لا خِلافَ علَيه، لِذلِك يَجِبُ أن تَهدَأوا ولا تَتَصَرَّفوا بِتَهَوُّر. ٣٧ أنتُم أحضَرتُم هذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إلى هُنا مع أنَّهُما لا يَسرِقانِ المَعابِدَ ولا يُجَدِّفانِ على إلاهَتِنا. ٣٨ فإذا كانَ لِدِيمِتْرِيُوس + والحِرَفِيِّينَ الَّذينَ معهُ شَكْوى على أحَد، فهُناك أيَّامٌ تَجتَمِعُ فيها المَحكَمَةُ وهُناك أيضًا حُكَّام، * فلْيَشتَكوا إلَيهِم. ٣٩ أمَّا إذا كُنتُم تُريدونَ شَيئًا آخَر، فيَجِبُ أن يُبَتَّ في اجتِماعٍ قانونِيّ. ٤٠ فبِسَبَبِ ما حَدَثَ اليَوم، نَحنُ فِعلًا في خَطَرٍ أن نُتَّهَمَ بِالتَّحريضِ على العِصيان. فلَيسَ لَدَينا عُذرٌ يُبَرِّرُ هذا التَّجَمُّعَ الفَوْضَوِيّ». ٤١ وبَعدَما قالَ ذلِك، طَلَبَ مِنَ الجُموعِ أن يُغادِروا.
٢٠ ولمَّا انتَهى الشَّغَب، استَدْعى بُولُس التَّلاميذَ وشَجَّعَهُم، ثُمَّ وَدَّعَهُم وبَدَأ رِحلَتَهُ إلى مَقْدُونْيَة. ٢ وتَنَقَّلَ مِن مَكانٍ إلى آخَرَ في تِلكَ المِنطَقَةِ وقَوَّى التَّلاميذَ هُناك بِكَلامٍ مُشَجِّعٍ كَثير، ثُمَّ وَصَلَ إلى اليُونَان. ٣ وبَقِيَ فيها ثَلاثَةَ أشهُر. وكانَ على وَشْكِ أن يُسافِرَ إلى سُورِيَّا في البَحر. ولكنْ لِأنَّ اليَهُودَ دَبَّروا خُطَّةً خَبيثَة لِيَقتُلوه، + قَرَّرَ أن يَرجِعَ عن طَريقِ مَقْدُونْيَة. ٤ وكانَ يُرافِقُهُ سُوبَاتْرُس بْنُ بِرُّس مِن بِيرِيَّة، وأَرِسْتَرْخُس + وسَكُونْدُس مِن تَسَالُونِيكِي، وغَايُس مِن دِرْبَة، وتِيمُوثَاوُس، + ومِن إقليمِ آسْيَا تِيخِيكُس + وترُوفِيمُس. + ٥ هؤُلاءِ الرِّجالُ سَبَقونا وانتَظَرونا في تَرْوَاس. ٦ أمَّا نَحنُ فأبحَرنا مِن فِيلِبِّي بَعدَ عيدِ الفَطير. *+ وانضَمَّينا إلَيهِم في تَرْوَاس بَعدَ خَمسَةِ أيَّام، وقَضَينا هُناك سَبعَةَ أيَّام.
٧ وفي أوَّلِ يَومٍ مِنَ الأُسبوع، كُنَّا مُجتَمِعينَ كَي نَتَناوَلَ الطَّعام. وألْقى بُولُس خِطابًا لِلحاضِرينَ لِأنَّهُ كانَ يَنْوي أن يُسافِرَ في اليَومِ التَّالي، وطَوَّلَ في الكَلامِ حتَّى نِصفِ اللَّيل. ٨ وكانَت هُناك أنوارٌ كَثيرَة في الغُرفَةِ العُلوِيَّة الَّتي اجتَمَعنا فيها. ٩ وكانَ شابٌّ اسْمُهُ أَفْتِيخُوس جالِسًا عِندَ الشُّبَّاك. فغَلَبَهُ النُّعاسُ فيما بُولُس يَتَكَلَّمُ وغَرِقَ في نَومٍ عَميقٍ وسَقَطَ مِنَ الطَّابِقِ الثَّالِث. ولمَّا وَصَلوا إلَيهِ وحَمَلوه، كانَ مَيِّتًا. ١٠ فنَزَلَ بُولُس ورَمى نَفْسَهُ علَيهِ وعانَقَهُ + وقال: «لا تَقلَقوا، إنَّهُ حَيّ». *+ ١١ ثُمَّ صَعِدَ بُولُس إلى الغُرفَةِ العُلوِيَّة وأخَذَ طَعامًا * وبَدَأ يَأكُل. وتَحَدَّثَ إلَيهِم لِوَقتٍ طَويلٍ حتَّى طَلَعَ الفَجر، ثُمَّ غادَر. ١٢ وأخَذوا الصَّبِيَّ إلى بَيتِهِ حَيًّا، وكانوا فَرِحينَ جِدًّا. *
١٣ أمَّا نَحنُ فرَكِبنا السَّفينَةَ وأبحَرنا إلى أَسُّوس كَي نَأخُذَ بُولُس معنا مِن هُناك. فهو طَلَبَ مِنَّا ذلِك لِأنَّهُ أرادَ أن يُسافِرَ إلَيها مَشْيًا على الأقدام. ١٤ ولمَّا لَحِقَنا إلى أَسُّوس، أركَبناهُ معنا وذَهَبنا إلى مِيتِيلِينِي. ١٥ وفي اليَومِ التَّالي، أبحَرنا مِن هُناك ووَصَلنا قُربَ جَزيرَةِ خِيُوس. وفي اليَومِ الثَّالِثِ تَوَقَّفنا قَليلًا في سَامُوس، وفي اليَومِ الرَّابِعِ وَصَلنا إلى مِيلِيتُس. ١٦ وكانَ بُولُس قد قَرَّرَ أن لا يَتَوَقَّفَ في أَفَسُس + كَي لا يَتَأخَّرَ في إقليمِ آسْيَا. فهو كانَ مُستَعجِلًا لِيَصِلَ إلى أُورُشَلِيم + في يَومِ الخَمسينَ إذا استَطاع.
١٧ لكنَّهُ أرسَلَ مِن مِيلِيتُس رِسالَةً إلى أَفَسُس واستَدْعى شُيوخَ الجَماعَة. ١٨ ولمَّا وَصَلوا قالَ لهُم: «أنتُم تَعرِفونَ جَيِّدًا كَيفَ عِشتُ حَياتي حينَ كُنتُ معكُم، مِن أوَّلِ يَومٍ جِئتُ فيهِ إلى إقليمِ آسْيَا. + ١٩ فأنا خَدَمتُ الرَّبَّ كعَبدٍ بِكُلِّ تَواضُعٍ + وبِدُموع، خَدَمتُهُ وأنا أمُرُّ بِصُعوباتٍ كَثيرَة بِسَبَبِ خُطَطِ اليَهُودِ الخَبيثَة. ٢٠ وفي الوَقتِ نَفْسِه، لم أُقَصِّرْ في إخبارِكُم عن أيِّ شَيءٍ يُفيدُكُم، ولا قَصَّرتُ في تَعليمِكُم عَلَنًا + ومِن بَيتٍ إلى بَيت. + ٢١ بل قَدَّمتُ شَهادَةً كامِلَة لِليَهُودِ واليُونَانِيِّينَ أنَّ علَيهِم أن يَتوبوا + ويَرجِعوا إلى اللّٰهِ ويُؤْمِنوا بِرَبِّنا يَسُوع. + ٢٢ والآن، أنا مُسافِرٌ إلى أُورُشَلِيم لِأنَّ الرُّوحَ يَدفَعُني، * مع أنِّي لا أعرِفُ ماذا سيَحصُلُ لي هُناك. ٢٣ كُلُّ ما أعرِفُهُ هو أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُحَذِّرُني في مَدينَةٍ بَعدَ أُخْرى أنَّ الحَبسَ والضِّيقاتِ تَنتَظِرُني. + ٢٤ لكنِّي لا أعتَبِرُ أنَّ حَياتي * مُهِمَّة. * المُهِمُّ أن أُنْهِيَ سِباقي *+ وأُتَمِّمَ الخِدمَةَ الَّتي نِلتُها مِنَ الرَّبِّ يَسُوع، وهي أن أشهَدَ كامِلًا عنِ البِشارَةِ المُتَعَلِّقَة بِلُطفِ اللّٰهِ الفائِق. *
٢٥ «والآنَ اسمَعوا: أنا أعرِفُ أنْ لا أحَدَ مِنكُم سيَرى وَجهي مَرَّةً ثانِيَة، أنتُمُ الَّذينَ بَشَّرتُ بَينَكُم عن مَملَكَةِ اللّٰه. ٢٦ لِذلِك أدْعوكُم أن تَشهَدوا اليَومَ بِأنِّي بَريءٌ * مِن دَمِ الجَميع، + ٢٧ لِأنِّي لم أُقَصِّرْ في إخبارِكُم عن مَشيئَةِ * اللّٰهِ كُلِّها. + ٢٨ فانتَبِهوا لِأنفُسِكُم + ولِكُلِّ الرَّعِيَّةِ الَّتي عَيَّنَكُمُ الرُّوحُ القُدُسُ نُظَّارًا فيها، + كَي تَرْعَوْا جَماعَةَ اللّٰهِ + الَّتي اشتَراها بِدَمِ ابْنِه. + ٢٩ أنا أعرِفُ أنَّهُ بَعدَما أذهَب، ستَدخُلُ بَينَكُم ذِئابٌ شَرِسَة *+ لن تُعامِلَ الرَّعِيَّةَ بِرِقَّة، ٣٠ ومِن بَينِكُم أنتُم سيَظهَرُ رِجالٌ يَتَكَلَّمونَ بِأُمورٍ مُلتَوِيَة لِيَجُرُّوا التَّلاميذَ وَراءَهُم. +
٣١ «لِذلِكَ ابْقَوْا مُستَيقِظين، وتَذَكَّروا أنِّي لِمُدَّةِ ثَلاثِ سَنَوات، + لَيلًا ونَهارًا، لم أتَوَقَّفْ أبَدًا عن تَنبيهِ كُلِّ واحِدٍ مِنكُم بِدُموع. ٣٢ والآنَ أترُكُكُم تَحتَ رِعايَةِ اللّٰهِ والكَلِمَةِ عن لُطفِهِ الفائِق، الكَلِمَةِ القادِرَة أن تُقَوِّيَكُم * وتُعْطِيَكُمُ الميراثَ مع كُلِّ المُقَدَّسين. + ٣٣ أنا لم أشتَهِ فِضَّةَ أحَدٍ ولا ذَهَبَهُ ولا ثِيابَه. + ٣٤ وأنتُم أنفُسُكُم تَعرِفونَ أنِّي اشتَغَلتُ بِهاتَيْنِ اليَدَيْنِ كَي أُؤَمِّنَ حاجاتي + وحاجاتِ الَّذينَ معي. ٣٥ وقد أرَيتُكُم في كُلِّ شَيءٍ عَمِلتُهُ أنَّهُ يَجِبُ أن تَتعَبوا هكَذا + لِتُساعِدوا الضُّعَفاء، وأن تَتَذَكَّروا كَلِماتِ الرَّبِّ يَسُوع حينَ قال: ‹السَّعادَةُ في العَطاءِ + أكثَرُ مِنَ السَّعادَةِ في الأخذ›».
٣٦ وبَعدَما قالَ ذلِك، رَكَعَ معهُم جَميعًا وصَلَّى. ٣٧ وبَكَوْا كُلُّهُم كَثيرًا، وعانَقوا * بُولُس وقَبَّلوه. ٣٨ فهُم كانوا حَزينينَ جِدًّا، خُصوصًا لِأنَّهُ قالَ إنَّهُم لن يَرَوْا وَجهَهُ مَرَّةً ثانِيَة. + ثُمَّ رافَقوهُ إلى السَّفينَة.
٢١ وبَعدَ أن وَدَّعناهُم غَصبًا عنَّا، أبحَرنا واتَّجَهنا مُباشَرَةً إلى كُوس. فوَصَلنا إلَيها، وفي اليَومِ التَّالي إلى رُودُس، ومِن هُناك إلى بَاتَارَا. ٢ ولمَّا وَجَدنا سَفينَةً مُسافِرَة إلى فِينِيقْيَة، رَكِبناها وأبحَرنا. ٣ ثُمَّ رَأينا جَزيرَةَ قُبْرُص على يَسارِنا، لكنَّنا تَجاوَزناها وأبحَرنا بِاتِّجاهِ سُورِيَّا. ونَزَلنا في صُور لِأنَّ السَّفينَةَ كانَت ستُفرِغُ حُمولَتَها هُناك. ٤ ففَتَّشنا عنِ التَّلاميذ، ولمَّا وَجَدناهُم بَقينا معهُم سَبعَةَ أيَّام. لكنَّهُم ظَلُّوا يَقولونَ لِبُولُس، بِناءً على ما كَشَفَهُ لهُمُ الرُّوح، أن لا يَذهَبَ إلى أُورُشَلِيم. + ٥ ولمَّا انتَهَت زِيارَتُنا، غادَرنا لِنُكمِلَ رِحلَتَنا. فرافَقونا كُلُّهُم معَ النِّساءِ والأوْلادِ إلى خارِجِ المَدينَة. ورَكَعنا على الشَّاطِئِ وصَلَّينا، ٦ ثُمَّ وَدَّعنا بَعضُنا بَعضًا. ورَكِبنا نَحنُ السَّفينَة، ورَجَعوا هُم إلى بُيوتِهِم.
٧ وتابَعنا الرِّحلَةَ مِن صُور ووَصَلنا إلى بَتُولِمَايِس. فسَلَّمنا على الإخوَةِ وبَقينا عِندَهُم يَومًا واحِدًا. ٨ وفي اليَومِ التَّالي، غادَرنا وجِئنا إلى قَيْصَرِيَّة. ودَخَلنا إلى بَيتِ فِيلِبُّس المُبَشِّر، الَّذي كانَ واحِدًا مِنَ الرِّجالِ السَّبعَة، + وبَقينا عِندَه. ٩ وكانَ لَدَيهِ أربَعُ بَناتٍ عازِباتٍ * يَتَنَبَّأْنَ. + ١٠ وبَعدَما أمْضَينا أيَّامًا كَثيرَة هُناك، نَزَلَ مِنَ اليَهُودِيَّة نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوس. + ١١ وجاءَ إلَينا وأخَذَ حِزامَ بُولُس ورَبَطَ بهِ رِجلَيْهِ ويَدَيْهِ وقال: «هذا ما يَقولُهُ الرُّوحُ القُدُس: ‹إنَّ صاحِبَ هذا الحِزامِ سيُقَيِّدُهُ اليَهُودُ بِهذِهِ الطَّريقَةِ في أُورُشَلِيم، + وسَيُسَلِّمونَهُ إلى أيْدي أشخاصٍ مِنَ الأُمَم›». + ١٢ ولمَّا سَمِعنا هذا الكَلام، صِرنا نَحنُ والمَوْجودونَ هُناك نَتَرَجَّى بُولُس أن لا يَطلَعَ إلى أُورُشَلِيم. ١٣ عِندَئِذٍ أجابَ بُولُس: «ماذا تَفعَلون؟ لِماذا تَبْكونَ وتُضعِفونَ مَعْنَوِيَّاتي؟ * أنا مُستَعِدٌّ لَيسَ فَقَط أن أُقَيَّد، بل أن أموتَ أيضًا في أُورُشَلِيم مِن أجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوع». + ١٤ وحينَ رَأينا أنَّهُ لن يَقتَنِع، لم نَعُدْ نُلِحُّ علَيهِ * وقُلنا: «لِتَكُنْ مَشيئَةُ يَهْوَه».
١٥ بَعدَ ذلِك، جَهَّزنا أنفُسَنا لِلسَّفَرِ وبَدَأنا رِحلَتَنا إلى أُورُشَلِيم. ١٦ ورافَقَنا أيضًا بَعضُ التَّلاميذِ مِن قَيْصَرِيَّة، كَي يَأخُذونا إلى بَيتِ مَنَاسُون القُبْرُصِيِّ الَّذي كُنَّا سنَنزِلُ ضُيوفًا عِندَه، وهو واحِدٌ مِنَ التَّلاميذِ الأوائِل. ١٧ ولمَّا وَصَلنا إلى أُورُشَلِيم، استَقبَلَنا الإخوَةُ بِفَرَح. ١٨ وفي اليَومِ التَّالي، ذَهَبَ بُولُس معنا عِندَ يَعْقُوب، + وكانَ الشُّيوخُ كُلُّهُم مَوْجودين. ١٩ فسَلَّمَ علَيهِم وبَدَأ يُخبِرُهُم بِالتَّفصيلِ عن كُلِّ ما عَمِلَهُ اللّٰهُ بَينَ الأُمَمِ بِواسِطَةِ خِدمَتِه.
٢٠ وعِندَما سَمِعوا كَلامَه، صاروا يُمَجِّدونَ اللّٰه. لكنَّهُم قالوا لهُ بَعدَ ذلِك: «يا أخ بُولُس، أنتَ تَرى أنَّ آلافًا كَثيرَة مِنَ اليَهُودِ صاروا مُؤْمِنين، وكُلُّهُم مُتَمَسِّكونَ بِالشَّريعَة. + ٢١ هؤُلاء سَمِعوا إشاعاتٍ عنكَ أنَّكَ تُعَلِّمُ كُلَّ اليَهُودِ الَّذينَ بَينَ الأُمَمِ أن يَرتَدُّوا عن شَريعَةِ مُوسَى، وتَقولُ لهُم أن لا يَختِنوا أوْلادَهُم ولا يَلتَزِموا بِالعاداتِ المُتَّبَعَة. + ٢٢ فما العَمَل؟ هُم بِالتَّأكيدِ سيَسمَعونَ أنَّكَ جِئتَ إلى هُنا. ٢٣ لِذلِكَ افعَلْ ما نَقولُهُ لك: عِندَنا أربَعَةُ رِجالٍ علَيهِم نَذْرٌ يَجِبُ أن يوفوه. ٢٤ خُذْ هؤُلاءِ الرِّجالَ وتَطَهَّرْ معهُم بِحَسَبِ الطُّقوسِ واهتَمَّ بِمَصاريفِهِم كَي يَحلِقوا شَعرَ رَأسِهِم. وهكَذا سيَعرِفُ الجَميعُ أنَّ الإشاعاتِ الَّتي سَمِعوها عنكَ خاطِئَة، وأنَّكَ تَتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ صَحيحَة وتُطَبِّقُ الشَّريعَةَ أيضًا. + ٢٥ أمَّا بِالنِّسبَةِ إلى المُؤْمِنينَ الَّذينَ مِنَ الأُمَم، فقد كَتَبنا قَرارَنا وأرسَلناهُ إلَيهِم، وهو أنَّ علَيهِم أن يَبتَعِدوا عن ما يُذبَحُ لِلأصنامِ + وعنِ الدَّمِ + والحَيَواناتِ المَخنوقَة *+ والعَهارَة». *+
٢٦ فأخَذَ بُولُس الرِّجالَ في اليَومِ التَّالي وتَطَهَّرَ معهُم بِحَسَبِ الطُّقوس. + ودَخَلَ إلى الهَيكَلِ لِيُخبِرَ متى ستَنتَهي أيَّامُ التَّطهير، كَي تُقَدَّمَ التَّقدِمَةُ عن كُلِّ واحِدٍ مِنهُم.
٢٧ ولمَّا كانَت أيَّامُ التَّطهيرِ السَّبعَة على وَشْكِ أن تَنتَهي، رَآهُ في الهَيكَلِ اليَهُودُ الَّذينَ مِن آسْيَا. فحَرَّضوا الجُموعَ كُلَّها وقَبَضوا علَيهِ ٢٨ وهُم يَصرُخون: «يا رِجالَ إسْرَائِيل، ساعِدونا! هذا هوَ الرَّجُلُ الَّذي يُعَلِّمُ الجَميعَ في كُلِّ مَكانٍ أُمورًا ضِدَّ شَعبِنا وشَريعَتِنا وهذا المَكان. وأكثَرُ مِن ذلِك، أدخَلَ يُونَانِيِّينَ إلى الهَيكَلِ ونَجَّسَ هذا المَكانَ المُقَدَّس». + ٢٩ وهُم قالوا ذلِك لِأنَّهُم رَأَوْا ترُوفِيمُس + الأَفَسُسِيَّ مع بُولُس في المَدينَة، وظَنُّوا أنَّ بُولُس أدخَلَهُ إلى الهَيكَل. ٣٠ فهاجَتِ المَدينَةُ كُلُّها، ورَكَضَ النَّاسُ معًا وأمسَكوا بُولُس وجَرُّوهُ إلى خارِجِ الهَيكَل. وأُغلِقَتِ الأبوابُ فَوْرًا. ٣١ وفيما هُم يُحاوِلونَ أن يَقتُلوه، وَصَلَ الخَبَرُ إلى قائِدِ كَتيبَةِ الجَيشِ أنَّ أُورُشَلِيم كُلَّها في حالَةِ فَوْضى. ٣٢ فأخَذَ على الفَوْرِ جُنودًا وضُبَّاطًا ونَزَلَ إلَيهِم بِسُرعَة. ولمَّا رَأَوُا القائِدَ والجُنود، تَوَقَّفوا عن ضَربِ بُولُس.
٣٣ فاقتَرَبَ القائِدُ وقَبَضَ على بُولُس وأمَرَ أن يُقَيَّدَ بِسِلسِلَتَيْن. + ثُمَّ سَألَ عنهُ لِيَعرِفَ مَن هو وماذا فَعَل. ٣٤ لكنَّ البَعضَ بَدَأوا يَصرُخونَ ويُجيبونَ بِشَيء، والبَعضَ بِشَيءٍ آخَر. وحينَ لم يَقدِرِ القائِدُ وَسَطَ هذِهِ البَلبَلَةِ أن يَحصُلَ على مَعلوماتٍ أكيدَة، أمَرَ أن يُؤْخَذَ بُولُس إلى ثُكنَةِ الجَيش. ٣٥ ولمَّا وَصَلَ بُولُس إلى الدَّرَج، * اضطُرَّ الجُنودُ أن يَحمِلوهُ بِسَبَبِ عُنفِ الجُموع، ٣٦ لِأنَّ النَّاسَ كانوا يَتبَعونَهُ ويَصرُخون: «أُقتُلوه!».
٣٧ ولمَّا كانَ بُولُس على وَشْكِ أن يَدخُلَ إلى الثُّكنَة، قالَ لِلقائِد: «هل تَسمَحُ أن أقولَ لكَ شَيئًا؟». فأجابَه: «أنتَ تَتَكَلَّمُ اليُونَانِيَّة؟! ٣٨ ألَستَ أنتَ المِصْرِيَّ الَّذي حَرَّضَ على العِصيانِ مِن فَترَة، وقادَ إلى الصَّحراءِ ٠٠٠,٤ رَجُلٍ مُسَلَّحينَ بِالخَناجِر؟». * ٣٩ فأجابَ بُولُس: «في الحَقيقَةِ أنا يَهُودِيٌّ + مِن طَرْسُوس، + مُواطِنٌ مِن مَدينَةٍ مُهِمَّةٍ في كِيلِيكْيَة. مِن فَضلِك، اسمَحْ لي أن أُكَلِّمَ الشَّعب». ٤٠ فسَمَحَ لهُ القائِد. عِندَئِذٍ وَقَفَ بُولُس على الدَّرَج، وأشارَ بِيَدِهِ إلى الشَّعبِ لِيَسكُتوا. ولمَّا هَدَأوا وسَكَتوا، قالَ لهُم بِاللُّغَةِ العِبْرَانِيَّة: +
٢٢ «يا إخوَتي وآبائي، اسمَعوا ما سأقولُهُ الآنَ لِأُدافِعَ عن نَفْسي». + ٢ ولمَّا سَمِعوهُ يُكَلِّمُهُم بِاللُّغَةِ العِبْرَانِيَّة، هَدَأوا أكثَر. فقال: ٣ «أنا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ + وُلِدتُ في طَرْسُوس بِكِيلِيكْيَة. + لكنِّي تَعَلَّمتُ هُنا في هذِهِ المَدينَةِ وأُستاذي كانَ غَمَالَائِيل. *+ تَعَلَّمتُ أن أُطيعَ شَريعَةَ آبائِنا بِأدَقِّ تَفاصيلِها، + وكُنتُ أخدُمُ اللّٰهَ بِنَفْسِ الحَماسَةِ الَّتي تُظهِرونَها أنتُم جَميعًا اليَوم. + ٤ واضطَهَدتُ أتباعَ هذا ‹الطَّريق› وتَسَبَّبتُ بِمَوتِهِم، وكُنتُ أعتَقِلُهُم رِجالًا ونِساءً وأرْميهِم في السُّجون. + ٥ ويَشهَدُ على كَلامي هذا رَئيسُ الكَهَنَةِ ومَجلِسُ الشُّيوخِ كُلُّه. فقد أخَذتُ مِنهُم أيضًا رَسائِلَ إلى الإخوَةِ اليَهُودِ في دِمَشْق، وكُنتُ ذاهِبًا لِأعتَقِلَ أتباعَ ‹الطَّريق› هُناك وأُحضِرَهُم مُقَيَّدينَ إلى أُورُشَلِيم كَي يُعاقَبوا.
٦ «ولكنْ فيما أنا مُسافِرٌ إلى دِمَشْق وقد صِرتُ قَريبًا مِنها، عِندَ الظُّهرِ تَقريبًا، لَمَعَ حَولي فَجْأةً ضَوءٌ قَوِيٌّ مِنَ السَّماء. + ٧ فوَقَعتُ على الأرضِ وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي: ‹شَاوُل، شَاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟›. ٨ فأجَبت: ‹مَن أنتَ يا سَيِّد؟›. قالَ لي: ‹أنا يَسُوع النَّاصِرِيُّ الَّذي أنتَ تَضطَهِدُه›. ٩ والرِّجالُ الَّذينَ كانوا معي رَأَوُا الضَّوء، لكنَّهُم لم يَسمَعوا الكَلامَ الَّذي قالَهُ لي. ١٠ فقُلت: ‹ماذا يَجِبُ أن أعمَلَ يا رَبّ؟›. أجابَني الرَّبّ: ‹قُمْ واذهَبْ إلى دِمَشْق، وسَتَعرِفُ هُناك كُلَّ ما هو مُعَيَّنٌ لكَ أن تَعمَلَه›. + ١١ وبِما أنِّي فَقَدتُ نَظَري بِسَبَبِ ذلِكَ الضَّوءِ المُشِعّ، أمسَكَني بِيَدي الرِّجالُ الَّذينَ معي حتَّى وَصَلتُ إلى دِمَشْق.
١٢ «وكانَ في دِمَشْق رَجُلٌ اسْمُهُ حَنَانِيَّا، وهو بِحَسَبِ الشَّريعَةِ مُتَعَبِّدٌ لِلّٰه، وكُلُّ اليَهُودِ هُناك يَمدَحونَ به. ١٣ فجاءَ إلَيَّ ووَقَفَ بِجانِبي وقال: ‹أخ شَاوُل، استَرجِعْ نَظَرَك!›. فرَفَعتُ عَيْنَيَّ ورَأيتُهُ في تِلكَ اللَّحظَةِ نَفْسِها. + ١٤ فقال: ‹إنَّ إلهَ آبائِنا اختارَكَ لِتَعرِفَ مَشيئَتَهُ وتَرى الَّذي بِلا لَومٍ + وتَسمَعَ صَوتَه. ١٥ فأنتَ ستَكونُ شاهِدًا لهُ كَي تُعلِنَ لِكُلِّ النَّاسِ ما رَأيتَهُ وسَمِعتَه. + ١٦ والآنَ ماذا تَنتَظِر؟ قُمِ اعتَمِد، وادْعُ بِاسْمِهِ كَي تَغتَسِلَ مِن خَطاياك›. +
١٧ «وبَعدَما رَجَعتُ إلى أُورُشَلِيم + وكُنتُ أُصَلِّي في الهَيكَل، دَخَلتُ في ما يُشبِهُ الغَيبوبَة. * ١٨ ورَأيتُ الرَّبَّ يَقولُ لي: ‹عَجِّلْ واخرُجْ مِن أُورُشَلِيم بِسُرعَة، لِأنَّهُم لن يَقبَلوا شَهادَتَكَ عنِّي›. + ١٩ فقُلت: ‹يا رَبّ، هُم يَعرِفونَ جَيِّدًا أنِّي كُنتُ أدخُلُ إلى مَجمَعٍ بَعدَ آخَرَ لِأسجُنَ وأضرِبَ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بك. + ٢٠ وحينَ قُتِلَ شاهِدُكَ إسْتِفَانُوس، كُنتُ مَوْجودًا ومُوافِقًا على ما يَحصُل، وحَرَستُ ثِيابَ الَّذينَ يَقتُلونَه›. + ٢١ لكنَّ الرَّبَّ قالَ لي: ‹إذهَب، لِأنِّي سأُرسِلُكَ إلى أُمَمٍ بَعيدَة›». +
٢٢ وكانوا يَسمَعونَ لهُ إلى أن قالَ هذِهِ الكَلِمات. عِندَئِذٍ صاروا يَصرُخون: «أزيلوا هذا الرَّجُلَ عن وَجهِ الأرض! إنَّهُ لا يَستاهِلُ أن يَعيش!». ٢٣ وكانوا يَصرُخونَ ويُلْقونَ ثِيابَهُم هُنا وهُناك ويَرْمونَ التُّرابَ في الهَواء. + ٢٤ فأمَرَ القائِدُ أن يُدخِلوا بُولُس إلى ثُكنَةِ الجَيش، وطَلَبَ أن يَجلِدوهُ لِيُجبِروهُ أن يَتَكَلَّم، وذلِك لِيَعرِفَ بِالضَّبطِ لِماذا يَصرُخونَ علَيهِ هكَذا. ٢٥ ولكنْ حينَ مَدُّوهُ لِيَجلِدوه، قالَ بُولُس لِلضَّابِطِ الواقِفِ هُناك: «هل يَجوزُ بِحَسَبِ القانونِ أن تَجلِدوا شَخصًا * رُومَانِيًّا مِن دونِ مُحاكَمَتِه؟». *+ ٢٦ فلمَّا سَمِعَ الضَّابِطُ ذلِك، ذَهَبَ إلى القائِدِ وأخبَرَهُ وقال: «ماذا تَنْوي أن تَفعَل؟ هذا الرَّجُلُ رُومَانِيّ!». ٢٧ فجاءَ القائِدُ عِندَ بُولُس وسَألَه: «أَخبِرْني، هل أنتَ رُومَانِيّ؟». أجاب: «نَعَم». ٢٨ فقالَ القائِد: «أنا دَفَعتُ مَبلَغًا كَبيرًا لِأحصُلَ على هذِهِ الجِنسِيَّة». * فقالَ بُولُس: «أمَّا أنا فلَدَيَّ هذِهِ الجِنسِيَّةُ مُنذُ الوِلادَة». +
٢٩ وعلى الفَوْر، تَراجَعَ الَّذينَ كانوا سيَستَجوِبونَهُ تَحتَ التَّعذيب. وخافَ القائِدُ حينَ عَرَفَ أنَّهُ رُومَانِيٌّ لِأنَّهُ كانَ قد قَيَّدَهُ بِسَلاسِل. +
٣٠ وفي اليَومِ التَّالي، ولِأنَّهُ كانَ يُريدُ أن يَعرِفَ بِالضَّبطِ لِماذا يَتَّهِمُ اليَهُودُ بُولُس، فَكَّ قُيودَهُ وأمَرَ كِبارَ الكَهَنَةِ وكُلَّ السَّنْهَدْرِيم أن يَجتَمِعوا، ثُمَّ أنزَلَ بُولُس وأوْقَفَهُ بَينَهُم. +
٢٣ فنَظَرَ بُولُس جَيِّدًا إلى السَّنْهَدْرِيم وقال: «أيُّها الإخوَة، أنا إلى هذا اليَومِ تَصَرَّفتُ أمامَ اللّٰهِ بِكُلِّ ضَميرٍ مُرتاح». + ٢ فأمَرَ رَئيسُ الكَهَنَةِ حَنَانِيَّا الواقِفينَ بِجانِبِ بُولُس أن يَضرِبوهُ على فَمِه. ٣ فقالَ لهُ بُولُس: «سيَضرِبُكَ اللّٰهُ أيُّها الحائِطُ المُبَيَّض! * هل تَجلِسُ لِتُحاكِمَني بِحَسَبِ الشَّريعَة، وفي الوَقتِ نَفْسِهِ تُخالِفُ الشَّريعَةَ وتَأمُرُ بِضَربي؟». ٤ فقالَ الواقِفونَ بِجانِبِه: «هل تُهينُ رَئيسَ كَهَنَةِ اللّٰه؟!». ٥ أجابَ بُولُس: «لم أكُنْ أعرِفُ أيُّها الإخوَةُ أنَّهُ رَئيسُ كَهَنَة. فالأسفارُ المُقَدَّسَة تَقول: ‹لا تَقولوا كَلامًا سَيِّئًا على حاكِمِ شَعبِكُم›». +
٦ وكانَ بُولُس يَعرِفُ أنَّ بَعضًا مِنهُم صَدُّوقِيُّونَ والبَعضَ الآخَرَ فَرِّيسِيُّون. فصَرَخَ في السَّنْهَدْرِيم قائِلًا: «أيُّها الإخوَة، أنا فَرِّيسِيٌّ + ابْنُ فَرِّيسِيِّين. وأنا أُحاكَمُ لِأنَّ عِندي أمَلًا * بِقِيامَةِ الأموات». ٧ ولِأنَّهُ قالَ هذا، حَدَثَ خِلافٌ بَينَ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّينَ وانقَسَمَ المُجتَمِعون. ٨ فالصَّدُّوقِيُّونَ يَقولونَ إنَّهُ لا توجَدُ قِيامَةٌ ولا مَلائِكَةٌ ولا أرواح، أمَّا الفَرِّيسِيُّونَ فيُؤْمِنونَ * بِهذا كُلِّه. + ٩ فصارَت هُناك ضَجَّةٌ كَبيرَة، وقامَ بَعضُ الكَتَبَةِ مِن فَريقِ الفَرِّيسِيِّينَ وبَدَأوا يَحتَجُّونَ وهُم مُحتَدُّون، قائِلين: «نَحنُ لا نَرى أنَّ هذا الرَّجُلَ مُذنِب. وإذا كانَ قد كَلَّمَهُ روحٌ أو مَلاك، + فعِندَئِذٍ ...». ١٠ ولمَّا قَوِيَ الخِلاف، خافَ القائِدُ أن يُمَزِّقوا بُولُس. فأمَرَ الجُنودَ أن يَنزِلوا ويَسحَبوهُ بِسُرعَةٍ مِن بَينِهِم ويَجلُبوهُ إلى ثُكنَةِ الجَيش.
١١ ولكنْ في اللَّيل، وَقَفَ الرَّبُّ بِجانِبِ بُولُس وقال: «كُنْ شُجاعًا! + فمِثلَما شَهِدتَ كامِلًا عنِّي في أُورُشَلِيم، ستَشهَدُ عنِّي في رُومَا أيضًا». +
١٢ ولمَّا طَلَعَ النَّهار، دَبَّرَ اليَهُودُ مُؤامَرَةً ضِدَّ بُولُس وحَلَفوا أن تَأتِيَ علَيهِم لَعنَةٌ إذا أكَلوا أو شَرِبوا قَبلَ أن يَقتُلوه. ١٣ وكانَ عَدَدُ الَّذينَ حَلَفوا وخَطَّطوا لِهذِهِ المُؤامَرَةِ أكثَرَ مِن ٤٠ رَجُلًا. ١٤ فذَهَبوا إلى كِبارِ الكَهَنَةِ والشُّيوخِ وقالوا: «نَحنُ حَلَفنا أن تَأتِيَ علَينا لَعنَةٌ إذا أكَلنا شَيئًا قَبلَ أن نَقتُلَ بُولُس. ١٥ لِذلِكَ اطلُبوا الآنَ مِنَ القائِد، أنتُم والسَّنْهَدْرِيم، أن يُنزِلَهُ إلَيكُم بِحُجَّةِ أنَّكُم تُريدونَ أن تَدرُسوا قَضِيَّتَهُ أكثَر. وقَبلَ أن يَصِل، سنَكونُ نَحنُ جاهِزينَ لِنَقْضِيَ علَيه».
١٦ لكنَّ ابْنَ أُختِ بُولُس سَمِعَ بِالكَمينِ الَّذي يُخَطِّطونَ له، فذَهَبَ إلى الثُّكنَةِ وأخبَرَ بُولُس. ١٧ عِندَئِذٍ دَعا بُولُس أحَدَ الضُّبَّاطِ وقالَ له: «خُذْ هذا الشَّابَّ إلى القائِد، لِأنَّ عِندَهُ شَيئًا يُريدُ أن يُخبِرَهُ إيَّاه». ١٨ فأخَذَهُ الضَّابِطُ إلى القائِدِ وقالَ له: «دَعاني السَّجينُ بُولُس وطَلَبَ أن أُحضِرَ هذا الشَّابَّ إلَيك، لِأنَّ عِندَهُ شَيئًا يُريدُ أن يَقولَهُ لك». ١٩ فأمسَكَ القائِدُ بِيَدِ الشَّابِّ وأخَذَهُ على انفِرادٍ وسَألَه: «ماذا تُريدُ أن تُخبِرَني؟». ٢٠ أجاب: «إتَّفَقَ اليَهُودُ أن يَطلُبوا مِنكَ أن تُنزِلَ بُولُس غَدًا إلى السَّنْهَدْرِيم، بِحُجَّةِ أنَّهُم يُريدونَ أن يَعرِفوا تَفاصيلَ أكثَرَ عن قَضِيَّتِه. + ٢١ ولكنْ لا تُصَدِّقْهُم لِأنَّ أكثَرَ مِن ٤٠ رَجُلًا مِنهُم يُحَضِّرونَ لهُ كَمينًا، وحَلَفوا أن تَأتِيَ علَيهِم لَعنَةٌ إذا أكَلوا أو شَرِبوا قَبلَ أن يَقتُلوه. + وهُمُ الآنَ جاهِزونَ يَنتَظِرونَ مُوافَقَتَك». ٢٢ فطَلَبَ القائِدُ مِنَ الشَّابِّ أن يَذهَبَ بَعدَ أن أمَرَهُ قائِلًا: «لا تَقُلْ لِأحَدٍ أنَّكَ أخبَرتَني بِذلِك».
٢٣ واستَدْعى اثنَيْنِ مِنَ الضُّبَّاطِ وقالَ لهُما: «جَهِّزا ٢٠٠ جُندِيٍّ و ٧٠ فارِسًا و ٢٠٠ مُسَلَّحٍ بِالرِّماح، كَي يَذهَبوا إلى قَيْصَرِيَّة عِندَ السَّاعَةِ التَّاسِعَة لَيلًا. * ٢٤ وجَهِّزا أيضًا أحصِنَةً لِتَأخُذَ بُولُس ويَصِلَ بِالسَّلامَةِ إلى الحاكِمِ فِيلِكْس». ٢٥ وكَتَبَ رِسالَةً يَقولُ فيها:
٢٦ «مِن كلُودْيُوس لِيسْيَاس إلى سُمُوِّ الحاكِمِ فِيلِكْس: تَحِيَّةٌ طَيِّبَة! ٢٧ هذا الرَّجُلُ قَبَضَ علَيهِ اليَهُودُ وكانوا على وَشْكِ أن يَقتُلوه. لكنِّي جِئتُ بِسُرعَةٍ مع جُنودي وأنقَذتُهُ + لِأنِّي اكتَشَفتُ أنَّهُ رُومَانِيّ. + ٢٨ وأرَدتُ أن أعرِفَ بِماذا يَتَّهِمونَه، فأنزَلتُهُ إلى السَّنْهَدْرِيم. + ٢٩ ووَجَدتُ أنَّهُ مُتَّهَمٌ بِأُمورٍ تَتَعَلَّقُ بِشَريعَتِهِم، + ولكنْ لَيسَ علَيهِ أيُّ شَكْوى تَستاهِلُ المَوتَ أوِ السَّجن. ٣٠ ثُمَّ وَصَلَني خَبَرٌ عن خُطَّةٍ خَبيثَة تُدَبَّرُ ضِدَّ هذا الرَّجُل. + فأرسَلتُهُ إلَيكَ فَوْرًا، وأمَرتُ المُشتَكينَ علَيهِ أن يَعرِضوا قَضِيَّتَهُم أمامَك».
٣١ فنَفَّذَ الجُنودُ الأوامِرَ وأخَذوا بُولُس + في اللَّيلِ إلى أَنْتِيبَاتْرِيس. ٣٢ وفي اليَومِ التَّالي، تَرَكوا الفُرسانَ يَذهَبونَ معه، ورَجَعوا هُم إلى الثُّكنَة. ٣٣ ولمَّا دَخَلَ الفُرسانُ إلى قَيْصَرِيَّة، سَلَّموا الرِّسالَةَ إلى الحاكِمِ وسَلَّموهُ بُولُس أيضًا. ٣٤ فقَرَأَ الرِّسالَةَ وسَألَ بُولُس مِن أيِّ وِلايَةٍ هو، فعَرَفَ أنَّهُ مِن كِيلِيكْيَة. + ٣٥ وقالَ له: «سأسمَعُ قَضِيَّتَكَ كامِلًا حينَ يَصِلُ المُشتَكونَ علَيك». + وأمَرَ بِأن يَبْقى تَحتَ الحِراسَةِ في قَصرِ هِيرُودُس الإمبَراطورِيّ.
٢٤ وبَعدَ خَمسَةِ أيَّام، نَزَلَ رَئيسُ الكَهَنَةِ حَنَانِيَّا + إلى قَيْصَرِيَّة ومعهُ بَعضُ الشُّيوخِ ومُحامٍ * اسْمُهُ تَرْتُلُّس، وعَرَضوا أمامَ الحاكِمِ قَضِيَّتَهُم ضِدَّ بُولُس. + ٢ ولمَّا طُلِبَ مِن تَرْتُلُّس أن يَتَكَلَّم، بَدَأَ اتِّهامَهُ قائِلًا:
«يا صاحِبَ السُّمُوِّ فِيلِكْس، نَحنُ بِفَضلِكَ نَتَمَتَّعُ بِسَلامٍ كَثير، وبِفَضلِ بُعدِ نَظَرِكَ تَحصُلُ إصلاحاتٌ لِخَيرِ هذِهِ الأُمَّة. ٣ ونَحنُ نُعَبِّرُ عن تَقديرِنا العَميقِ لِهذا كُلِّهِ في كُلِّ وَقتٍ وفي كُلِّ مَكان. ٤ ولكنْ كَي لا آخُذَ كَثيرًا مِن وَقتِك، أرْجوكَ أن تَتَكَرَّمَ علَينا وتَسمَعَنا قَليلًا. ٥ نَحنُ وَجَدنا هذا الرَّجُلَ مِثلَ الوَباء، *+ فهو يُحَرِّضُ على العِصيانِ + بَينَ اليَهُودِ في كُلِّ الأرض. وهو زَعيمٌ لِبِدعَةِ النَّاصِرِيِّين. + ٦ وقد حاوَلَ أيضًا أن يُنَجِّسَ الهَيكَلَ فقَبَضنا علَيه. + ٧ — ٨ وعِندَما تَستَجوِبُه، ستَعرِفُ أنتَ بِنَفْسِكَ أنَّ كُلَّ ما نَتَّهِمُهُ بهِ صَحيح».
٩ عِندَئِذٍ انضَمَّ إلَيهِ اليَهُودُ أيضًا في التَّهَجُّمِ على بُولُس وأكَّدوا أنَّ الاتِّهاماتِ صَحيحَة. ١٠ وحينَ أشارَ الحاكِمُ بِرَأسِهِ إلى بُولُس لِيَتَكَلَّم، أجاب:
«أنا أعرِفُ أنَّكَ قاضٍ لِهذِهِ الأُمَّةِ مُنذُ سَنَواتٍ كَثيرَة، لِذلِك يَسُرُّني أن أُدافِعَ عن نَفْسي أمامَك. + ١١ أنتَ تَقدِرُ أن تَتَأكَّدَ أنِّي صَعِدتُ إلى أُورُشَلِيم لِلعِبادَةِ مُنذُ حَوالَيِ ١٢ يَومًا لا أكثَر. + ١٢ ولم يَجِدوني أُجادِلُ أحَدًا في الهَيكَلِ أو أُحَرِّضُ النَّاسَ في المَجامِعِ أو في المَدينَة. ١٣ ولا يَقدِرونَ أن يُثبِتوا لكَ ما يَتَّهِمونَني بهِ الآن. ١٤ لكنِّي أعتَرِفُ لكَ بِهذا: أنا أُقَدِّمُ خِدمَةً مُقَدَّسَة لِإلهِ آبائي + على أساسِ طَريقٍ يُسَمُّونَه ‹بِدعَة›، وأُؤْمِنُ بِكُلِّ ما كُتِبَ في الشَّريعَةِ وكِتاباتِ الأنبِياء. + ١٥ وعِندي أمَلٌ * في اللّٰه، الأمَلُ الَّذي عِندَهُم هُم أيضًا، أنَّهُ ستَكونُ هُناك قِيامَةٌ + لِلصَّالِحينَ * والأشرار. + ١٦ لِذلِك أنا أعمَلُ جُهدي دائِمًا لِأُحافِظَ على ضَميرٍ مُرتاحٍ * أمامَ اللّٰهِ والنَّاس. + ١٧ وقد غِبتُ سَنَواتٍ كَثيرَة عن أُورُشَلِيم ورَجَعتُ إلَيها كَي أجلُبَ صَدَقاتٍ + لِشَعبي وأُقَدِّمَ تَقدِمات. ١٨ وبَينَما كُنتُ أهتَمُّ بِهذِهِ الأُمور، وَجَدوني في الهَيكَلِ طاهِرًا بِحَسَبِ الطُّقوس. + ولم يَكُنْ معي جُموعٌ ولا كُنتُ أُسَبِّبُ أيَّ فَوْضى. لكنَّ بَعضَ اليَهُودِ مِن إقليمِ آسْيَا كانوا مَوْجودينَ هُناك. ١٩ هؤُلاء كانَ يَجِبُ أن يَأتوا ويَقِفوا أمامَكَ ويَتَّهِموني لَو كانَ عِندَهُم فِعلًا شَيءٌ ضِدِّي. + ٢٠ أمَّا الحاضِرونَ هُنا فلْيَقولوا بِماذا وَجَدوني مُذنِبًا حينَ وَقَفتُ أمامَ السَّنْهَدْرِيم، ٢١ إلَّا إذا كانوا يَتَّهِمونَني لِأنِّي أعلَنتُ وأنا واقِفٌ بَينَهُم قائِلًا: ‹أنا أُحاكَمُ اليَومَ أمامَكُم لِأنِّي أُؤْمِنُ أنَّ الأمواتَ سيَقومون›». +
٢٢ وكانَت لَدى فِيلِكْس مَعرِفَةٌ جَيِّدَة عن هذا «الطَّريق»، + لِذلِك أجَّلَ المَوْضوعَ وقال: «سأبُتُّ في قَضِيَّتِكُم حينَ يَنزِلُ القائِدُ لِيسْيَاس». ٢٣ وأعْطى أوامِرَ لِلضَّابِطِ أن يُبْقِيَ بُولُس مُحتَجَزًا، وأن يُعْطِيَهُ بَعضَ الحُرِّيَّةِ ويَسمَحَ لِأصدِقائِهِ أن يَهتَمُّوا بِحاجاتِه.
٢٤ وبَعدَ عِدَّةِ أيَّام، جاءَ فِيلِكْس مع زَوجَتِهِ دُرُوسِلَّا، الَّتي كانَت يَهُودِيَّة، واستَدْعى بُولُس واستَمَعَ إلى كَلامِهِ عنِ الإيمانِ بِالمَسِيح يَسُوع. + ٢٥ ولكنْ فيما كانَ بُولُس يَتَحَدَّثُ عن فِعلِ الصَّوابِ وضَبطِ النَّفْسِ والحِسابِ الآتي، + ارتَعَبَ فِيلِكْس وقال: «إذهَبِ الآن، وعِندَما يَسمَحُ وَقتي أستَدْعيكَ مَرَّةً ثانِيَة». ٢٦ لكنَّهُ في الوَقتِ نَفْسِهِ كانَ يَأمُلُ أن يُعْطِيَهُ بُولُس مالًا. لِذلِكَ استَدْعاهُ مَرَّاتٍ كَثيرَة وتَحَدَّثَ إلَيه. ٢٧ ولكنْ بَعدَ مُرورِ سَنَتَيْن، جاءَ بُورْكِيُوس فِسْتُوس مَكانَ فِيلِكْس. وتَرَكَ فِيلِكْس بُولُس في السِّجنِ لِأنَّهُ أرادَ أن يُرْضِيَ اليَهُود. +
٢٥ وبَعدَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِن وُصولِ فِسْتُوس + إلى الوِلايَةِ واستِلامِهِ لِمَنصِبِه، طَلَعَ مِن قَيْصَرِيَّة إلى أُورُشَلِيم. ٢ وهُناك، أخبَرَهُ كِبارُ الكَهَنَةِ والرِّجالُ البارِزونَ بَينَ اليَهُودِ عنِ اتِّهاماتِهِم لِبُولُس. + وتَرَجَّوْهُ ٣ أن يَعمَلَ معهُم مَعروفًا * ويَستَدْعِيَ بُولُس إلى أُورُشَلِيم. فهُم كانوا يَنْوونَ أن يَعمَلوا لهُ كَمينًا ويَقتُلوهُ في الطَّريق. + ٤ لكنَّ فِسْتُوس أجابَ أنَّ بُولُس سيَبْقى مُحتَجَزًا في قَيْصَرِيَّة، وأنَّهُ هو راجِعٌ إلى هُناك قَريبًا. ٥ وقال: «لِيَنزِلْ قادَتُكُم معي ويَعرِضوا شَكْواهُم ضِدَّ هذا الرَّجُلِ إذا كانَ فِعلًا قد عَمِلَ خَطَأً». +
٦ وبَعدَما قَضى في أُورُشَلِيم مِن ثَمانِيَةِ إلى عَشَرَةِ أيَّامٍ تَقريبًا، نَزَلَ إلى قَيْصَرِيَّة. وفي اليَومِ التَّالي، جَلَسَ على كُرسِيِّ القَضاءِ وأمَرَ بِإحضارِ بُولُس. ٧ ولمَّا وَصَلَ بُولُس، وَقَفَ حَولَهُ اليَهُودُ الَّذينَ نَزَلوا مِن أُورُشَلِيم، ووَجَّهوا إلَيهِ تُهَمًا كَثيرَة وخَطيرَة لكنَّهُم لم يَقدِروا أن يُبَرهِنوها. +
٨ فدافَعَ بُولُس عن نَفْسِهِ وقال: «أنا لم أعمَلْ أيَّ خَطِيَّةٍ ضِدَّ شَريعَةِ اليَهُودِ ولا ضِدَّ الهَيكَلِ ولا ضِدَّ قَيْصَر». + ٩ لكنَّ فِسْتُوس أرادَ أن يُرْضِيَ اليَهُود، + فقالَ لِبُولُس: «هل تُريدُ أن تَصعَدَ إلى أُورُشَلِيم وتُحاكَمَ هُناك أمامي على هذِهِ التُّهَم؟». ١٠ أجابَ بُولُس: «أنا واقِفٌ أمامَ كُرسِيِّ قَضاءِ قَيْصَر، وهُنا يَجِبُ أن أُحاكَم. أنا لم أُخطِئْ في حَقِّ اليَهُود، مِثلَما تَعرِفُ أنتَ جَيِّدًا. ١١ فإذا كُنتُ فِعلًا رَجُلًا سَيِّئًا وارتَكَبتُ شَيئًا يَستاهِلُ المَوت، + فأنا لا أتَهَرَّبُ مِنَ المَوت. أمَّا إذا لم يَكُنْ هُناك أساسٌ لِاتِّهاماتِ هؤُلاءِ الرِّجالِ ضِدِّي، فلا يَحِقُّ لِأحَدٍ أن يُسَلِّمَني إلَيهِم لِيُرْضِيَهُم. إلى قَيْصَر أرفَعُ قَضِيَّتي!». + ١٢ عِندَئِذٍ تَكَلَّمَ فِسْتُوس مع مُستَشاريه، ثُمَّ أجاب: «رَفَعتَ قَضِيَّتَكَ إلى قَيْصَر، فإلى قَيْصَر ستَذهَب».
١٣ وبَعدَ عِدَّةِ أيَّام، وَصَلَ المَلِكُ أَغْرِيبَاس مع بَرْنِيكِي إلى قَيْصَرِيَّة لِيَقوما بِزِيارَةٍ رَسمِيَّة لِفِسْتُوس ويُرَحِّبا به. ١٤ ولِأنَّهُما أمْضَيا هُناك عِدَّةَ أيَّام، عَرَضَ فِسْتُوس قَضِيَّةَ بُولُس على المَلِك، قائِلًا:
«يوجَدُ هُنا رَجُلٌ تَرَكَهُ فِيلِكْس مَسجونًا. ١٥ ولمَّا كُنتُ في أُورُشَلِيم، اشتَكى علَيهِ كِبارُ الكَهَنَةِ وشُيوخُ اليَهُودِ + وطَلَبوا أن أُصدِرَ حُكمًا لِإدانَتِه. ١٦ لكنِّي أجَبتُهُم أنَّهُ لَيسَ مِن عادَةِ الرُّومَانِ أن يُسَلِّموا مُتَّهَمًا لِيُرْضوا أحَدًا، قَبلَ أن يُواجِهَ الَّذينَ يَتَّهِمونَهُ ويُعْطى الفُرصَةَ لِيُدافِعَ عن نَفْسِهِ ويَرُدَّ على الشَّكْوى. + ١٧ لِذلِك لمَّا جاؤُوا إلى هُنا، لم أتَأخَّرْ في مُعالَجَةِ القَضِيَّة، بل جَلَستُ في اليَومِ التَّالي على كُرسِيِّ القَضاءِ وأمَرتُ بِإحضارِ الرَّجُل. ١٨ وعِندَما وَقَفَ المُتَّهِمونَ لِيَتَكَلَّموا، لم يَتَّهِموهُ بِأيِّ عَمَلٍ مِنَ الأعمالِ الشِّرِّيرَة الَّتي تَوَقَّعتُها. + ١٩ فكُلُّ ما في الأمرِ أنَّهُم جادَلوهُ في مَسائِلَ تَتَعَلَّقُ بِدينِهِم *+ وبِرَجُلٍ اسْمُهُ يَسُوع، هو مَيِّتٌ لكنَّ بُولُس يُؤَكِّدُ أنَّهُ حَيّ. + ٢٠ ولمَّا احتَرتُ كَيفَ أحُلُّ هذا الجِدال، سَألتُهُ إذا كانَ يُريدُ أن يَذهَبَ إلى أُورُشَلِيم ويُحاكَمَ هُناك على هذِهِ الأُمور. + ٢١ لكنَّ بُولُس رَفَعَ قَضِيَّتَهُ إلى صاحِبِ الجَلالَةِ * قَيْصَر وطَلَبَ أن يَظَلَّ مُحتَجَزًا بِانتِظارِ قَرارِه، + فأمَرتُ بِأن يَبْقى في السِّجنِ إلى أن أُرسِلَهُ إلَيه».
٢٢ عِندَئِذٍ قالَ أَغْرِيبَاس لِفِسْتُوس: «أُحِبُّ أن أسمَعَ أنا بِنَفْسي كَلامَ هذا الرَّجُل». + فأجابَ فِسْتُوس: «ستَسمَعُهُ غَدًا». ٢٣ وفي اليَومِ التَّالي، أتى أَغْرِيبَاس وبَرْنِيكِي بِفَخفَخَةٍ وعَظَمَة، ودَخَلا إلى قاعَةِ الاستِماعِ معَ القادَةِ العَسكَرِيِّينَ والرِّجالِ البارِزينَ في المَدينَة. وأمَرَ فِسْتُوس بِإحضارِ بُولُس. ٢٤ ثُمَّ قالَ فِسْتُوس: «أيُّها المَلِكُ أَغْرِيبَاس ويا جَميعَ الحاضِرينَ معنا، هذا الرَّجُلُ الَّذي تَرَوْنَهُ شَكاهُ إلَيَّ كُلُّ الشَّعبِ اليَهُودِيِّ في أُورُشَلِيم وهُنا، وكانوا يَصرُخونَ أنَّهُ لا يَجِبُ أن يَبْقى حَيًّا. + ٢٥ لكنِّي لم أجِدْ أنَّهُ عَمِلَ شَيئًا يَستاهِلُ المَوت. + وبِما أنَّهُ رَفَعَ قَضِيَّتَهُ إلى صاحِبِ الجَلالَة، قَرَّرتُ أن أُرسِلَهُ إلَيه. ٢٦ ولكنْ لَيسَ لَدَيَّ شَيءٌ مُؤَكَّدٌ أكتُبُهُ عنهُ إلى سَيِّدي. * لِذلِك أحضَرتُهُ أمامَكُم جَميعًا، وخُصوصًا أمامَكَ أنتَ أيُّها المَلِكُ أَغْرِيبَاس، على أمَلِ أن أجِدَ شَيئًا أكتُبُهُ بَعدَ استِجوابِه. ٢٧ فلَيسَ مَعقولًا في نَظَري أن أُرسِلَ سَجينًا مِن دونِ أن أذكُرَ التُّهَمَ المُوَجَّهَة إلَيه».
٢٦ فقالَ أَغْرِيبَاس + لِبُولُس: «يُمكِنُكَ أن تُدافِعَ عن نَفْسِك». فمَدَّ بُولُس يَدَهُ وبَدَأ دِفاعَهُ قائِلًا:
٢ «أنا سَعيدٌ أيُّها المَلِكُ أَغْرِيبَاس أن أُدافِعَ عن نَفْسي أمامَكَ اليَومَ وأرُدَّ على كُلِّ ما يَتَّهِمُني بهِ اليَهُود، + ٣ خُصوصًا أنَّكَ خَبيرٌ بِكُلِّ العاداتِ والمُجادَلاتِ الَّتي بَينَ اليَهُود. لِذلِك أرْجوكَ أن تَسمَعَني بِصَبر.
٤ «كُلُّ اليَهُودِ يَعرِفونَ جَيِّدًا الحَياةَ الَّتي عِشتُها مُنذُ صِغَري بَينَ شَعبي وفي أُورُشَلِيم. + ٥ فهُم يَعرِفونَني مُنذُ وَقتٍ طَويل. ويُمكِنُهُم إذا أرادوا، أن يَشهَدوا أنِّي عِشتُ فَرِّيسِيًّا، + أيِ اتَّبَعتُ أكثَرَ مَذهَبٍ مُتَشَدِّدٍ في دينِنا. + ٦ ولكنْ أنا أُحاكَمُ الآنَ بِسَبَبِ الأمَلِ الَّذي عِندي أنَّ اللّٰهَ سيُحَقِّقُ الوَعْدَ الَّذي أعْطاهُ لِآبائِنا. + ٧ وأسباطُنا الـ ١٢ أيضًا عِندَهُم أمَلٌ أن يَرَوْا إتمامَ هذا الوَعْدِ نَفْسِه، فيما يُقَدِّمونَ لِلّٰهِ بِاجتِهادٍ خِدمَةً مُقَدَّسَة لَيلَ نَهار. هذا الأمَلُ هوَ السَّبَبُ الَّذي مِن أجْلِهِ يَتَّهِمُني اليَهُودُ + أيُّها المَلِك.
٨ «فلِماذا لا يُصَدِّقُ أشخاصٌ بَينَكُم * أنَّ اللّٰهَ يُقيمُ الأموات؟ ٩ أنا نَفْسي كُنتُ مُقتَنِعًا أنَّهُ يَجِبُ أن أستَعمِلَ كُلَّ الطُّرُقِ لِأُقاوِمَ اسْمَ يَسُوع النَّاصِرِيّ. ١٠ وهذا بِالضَّبطِ ما فَعَلتُهُ في أُورُشَلِيم. فبِسُلطَةٍ مِن كِبارِ الكَهَنَة، + حَبَستُ الكَثيرَ مِنَ القِدِّيسينَ في السُّجون. + وكُنتُ أُصَوِّتُ مُوافِقًا على إعدامِهِم. ١١ وكَثيرًا ما ذَهَبتُ مِن مَجمَعٍ إلى مَجمَعٍ وعاقَبتُهُم لِأُحاوِلَ أن أُجبِرَهُم أن يُنكِروا إيمانَهُم. وكُنتُ غاضِبًا جِدًّا مِنهُم لِدَرَجَةِ أنِّي اضطَهَدتُهُم في مُدُنٍ أُخْرى أيضًا.
١٢ «وفي إحْدى المَرَّات، كُنتُ مُسافِرًا إلى دِمَشْق ومعي سُلطَةٌ وتَفْويضٌ مِن كِبارِ الكَهَنَةِ لِأفعَلَ الشَّيءَ نَفْسَهُ هُناك. ١٣ وعِندَ الظُّهر، وبَينَما أنا على الطَّريقِ أيُّها المَلِك، رَأيتُ ضَوءًا مِنَ السَّماءِ يَلمَعُ حَولي وحَولَ المُسافِرينَ معي، وكانَ لَمَعانُهُ أقْوى مِن لَمَعانِ الشَّمس. + ١٤ فوَقَعنا كُلُّنا على الأرض، وسَمِعتُ صَوتًا يَقولُ لي بِاللُّغَةِ العِبْرَانِيَّة: ‹شَاوُل، شَاوُل، لِماذا تَضطَهِدُني؟ ستُؤْذي نَفْسَكَ إذا بَقيتَ تَرفُسُ المَناخِس›. * ١٥ فقُلت: ‹مَن أنتَ يا سَيِّد؟›. أجابَني الرَّبّ: ‹أنا يَسُوع الَّذي أنتَ تَضطَهِدُه. ١٦ ولكنْ قُمِ الآنَ وقِفْ على رِجلَيْك. فأنا ظَهَرتُ لكَ لِهذا السَّبَب: لِأختارَكَ خادِمًا وشاهِدًا كَي تُعلِنَ ما رَأيتَهُ وما سأُريكَ إيَّاهُ عنِّي. + ١٧ وأنا سأُنقِذُكَ مِن هذا الشَّعبِ ومِنَ الأُمَمِ الَّذينَ سأُرسِلُكَ إلَيهِم + ١٨ كَي تَفتَحَ عُيونَهُم، + كَي تُرجِعَهُم مِنَ الظُّلمَةِ + إلى النُّورِ + ومِن سُلطَةِ الشَّيْطَان + إلى اللّٰه. وهكَذا يَنالونَ الغُفرانَ على خَطاياهُم + ويَحصُلونَ على ميراثٍ بَينَ المُقَدَّسينَ مِن خِلالِ إيمانِهِم بي›.
١٩ «لِذلِك لم أتَجاهَلِ الرُّؤيا السَّماوِيَّة أيُّها المَلِكُ أَغْرِيبَاس. ٢٠ بل ذَهَبتُ أوَّلًا إلى الَّذينَ في دِمَشْق، + ثُمَّ إلى الَّذينَ في أُورُشَلِيم، + وإلى كُلِّ بِلادِ اليَهُودِيَّة، وأيضًا إلى الأُمَم، ونَقَلتُ إلَيهِمِ الرِّسالَةَ أن يَتوبوا ويَرجِعوا إلى اللّٰهِ ويَعمَلوا أعمالًا تُظهِرُ أنَّهُم تائِبون. + ٢١ لِهذا السَّبَب، قَبَضَ علَيَّ اليَهُودُ في الهَيكَلِ وحاوَلوا أن يَقتُلوني. + ٢٢ ولكنْ بِفَضلِ مُساعَدَةِ اللّٰه، لا أزالُ حتَّى هذا اليَومِ أشهَدُ لِعامَّةِ النَّاسِ ولِلعُظَماء. وأنا لا أقولُ شَيئًا غَيرَ ما قالَ الأنبِياءُ ومُوسَى إنَّهُ سيَحدُث، + ٢٣ وهو أنَّ المَسِيح سيَتَألَّم، + وسَيَكونُ أوَّلَ مَن يَقومُ مِنَ المَوت، + وسَيُبَشِّرُ عنِ النُّورِ لِهذا الشَّعبِ ولِلأُمَم». +
٢٤ وفيما كانَ بُولُس يُدافِعُ عن نَفْسِهِ بِهذا الكَلام، قالَ فِسْتُوس بِصَوتٍ عالٍ: «صِرتَ مَجنونًا يا بُولُس! مِن كَثرَةِ العِلمِ فَقَدتَ عَقلَك». ٢٥ فأجابَ بُولُس: «أنا لَستُ مَجنونًا يا صاحِبَ السُّمُوِّ فِسْتُوس. فما أقولُهُ صَحيحٌ ومَنطِقِيّ. ٢٦ وفي الواقِع، إنَّ المَلِكَ الَّذي أُكَلِّمُهُ بِكُلِّ صَراحَةٍ يَعرِفُ جَيِّدًا هذِهِ الأُمور. أنا مُتَأكِّدٌ أنْ لا شَيءَ مِنها يَخْفى علَيه، لِأنَّها لم تَحدُثْ في السِّرّ. + ٢٧ أيُّها المَلِكُ أَغْرِيبَاس، هل تُؤْمِنُ بِالأنبِياء؟ أنا أعرِفُ أنَّكَ تُؤْمِن». ٢٨ فقالَ أَغْرِيبَاس لِبُولُس: «بَعدَ وَقتٍ قَليلٍ ستُقنِعُني أن أصيرَ مَسِيحِيًّا!». ٢٩ عِندَئِذٍ أجابَ بُولُس: «سَواءٌ بَعدَ وَقتٍ قَليلٍ أو كَثير، أُصَلِّي إلى اللّٰهِ أن تَصيرَ مِثلي، لَيسَ أنتَ فَقَط بل كُلُّ الَّذينَ يَسمَعونَني اليَوم، ولكنْ مِن دونِ أن تَكونوا مُقَيَّدينَ بِسَلاسِل».
٣٠ فقامَ المَلِكُ وقامَ أيضًا الحاكِمُ وبَرْنِيكِي والجالِسونَ معهُم. ٣١ وفيما هُم يُغادِرون، قالوا بَعضُهُم لِبَعض: «هذا الرَّجُلُ لا يَعمَلُ شَيئًا يَستاهِلُ المَوتَ أوِ السِّجن». + ٣٢ وقالَ أَغْرِيبَاس لِفِسْتُوس: «كانَ يُمكِنُ أن يُطلَقَ سَراحُ هذا الرَّجُلِ لَو لم يَرفَعْ قَضِيَّتَهُ إلى قَيْصَر». +
٢٧ ولمَّا أُخِذَ القَرارُ أن نُبحِرَ إلى إيطَالْيَا، + سَلَّموا بُولُس وسُجَناءَ آخَرينَ إلى ضابِطٍ اسْمُهُ يُولْيُوس مِن كَتيبَةِ أُوغُسْطُس. ٢ فرَكِبنا سَفينَة، هي مِن أَدْرَمِتْيُن، كانَت مُتَّجِهَةً إلى المَرافِئِ على طولِ ساحِلِ إقليمِ آسْيَا. وأبحَرنا ومعنا أَرِسْتَرْخُس، + وهو مَقْدُونِيٌّ مِن تَسَالُونِيكِي. ٣ وفي اليَومِ التَّالي وَصَلنا إلى صَيْدُون. وتَعامَلَ يُولْيُوس بِلُطفٍ * مع بُولُس وسَمَحَ لهُ أن يَذهَبَ إلى أصدِقائِهِ لِيَهتَمُّوا به.
٤ ثُمَّ انطَلَقنا مِن هُناك، وأبحَرنا قُربَ قُبْرُص لِنَحتَمِيَ مِنَ الرِّياحِ الَّتي كانَت ضِدَّنا. ٥ وعَبَرنا البَحرَ بِجانِبِ كِيلِيكْيَة وبَمْفِيلْيَة ووَصَلنا إلى مَرفَإ مِيرَة في لِيكْيَة. ٦ وهُناك وَجَدَ الضَّابِطُ سَفينَةً مِنَ الإسْكَنْدَرِيَّة مُتَّجِهَة إلى إيطَالْيَا، فأركَبَنا فيها. ٧ وأبحَرنا بِبُطءٍ عِدَّةَ أيَّامٍ ووَصَلنا بِصُعوبَةٍ إلى كِنِيدُس. لكنَّ الرِّياحَ مَنَعَتنا أن نَتَقَدَّمَ إلى الأمام، فحاوَلنا أن نَحتَمِيَ منها بِالسَّفَرِ قُربَ كرِيت مُقابِلَ سَلْمُونِي. ٨ وتابَعنا سَيرَنا بِصُعوبَةٍ على طولِ السَّاحِل، ووَصَلنا إلى مَكانٍ اسْمُه «المَواني الحَسَنَة» قُربَ مَدينَةِ لَسَائِيَة.
٩ وهكَذا مَرَّ وَقتٌ طَويلٌ ومَرَّ أيضًا صَومُ يَومِ الكَفَّارَة، + فصارَ السَّفَرُ في البَحرِ خَطِرًا. لِذلِك نَصَحَهُم بُولُس ١٠ قائِلًا: «أيُّها الرِّجال، أرى أنَّنا سنُعاني مِن أضرارٍ وخَسائِرَ كَبيرَة إذا أكمَلنا هذِهِ الرِّحلَة. فالخَطَرُ لَيسَ على السَّفينَةِ وحُمولَتِها فَقَط، بل على حَياتِنا * أيضًا». ١١ لكنَّ الضَّابِطَ سَمِعَ لِلقُبطانِ وصاحِبِ السَّفينَةِ ولَيسَ لِبُولُس. ١٢ ولِأنَّ ذلِكَ المَرفَأَ لم يَكُنْ مُناسِبًا لِتَمضِيَةِ الشِّتاء، فَضَّلَتِ الأكثَرِيَّةُ أن يَرحَلوا مِن هُناك، على أمَلِ أن يَصِلوا إلى فِينِكْس ويُشَتُّوا فيها. وفِينِكْس هي مَرفَأٌ في كرِيت لهُ مَدخَلٌ صَوبَ الجِهَةِ الشَّمالِيَّة الشَّرقِيَّة ومَدخَلٌ صَوبَ الجِهَةِ الجَنوبِيَّة الشَّرقِيَّة.
١٣ ولمَّا هَبَّت رِياحٌ جَنوبِيَّة خَفيفَة، ظَنُّوا أنَّهُم سيَقدِرونَ أن يَصِلوا إلى هَدَفِهِم. فرَفَعوا مِرساةَ السَّفينَةِ وبَدَأوا يُبحِرونَ قُربَ شاطِئِ كرِيت. ١٤ ولكنْ بَعدَ وَقتٍ قَليلٍ هَبَّت رِياحٌ عَنيفَة اسْمُها أُورَاكِيلُون. * ١٥ فصارَت تَضرِبُ السَّفينَةَ بِقُوَّةٍ شَديدَة لِدَرَجَةِ أنَّها لم تَقدِرْ أن تُكمِلَ طَريقَها في وَجهِ الرِّياح. فاستَسلَمنا وتَرَكنا الرِّياحَ تَقودُنا. ١٦ ومع أنَّنا احتَمَينا مِنَ الرِّياحِ عِندَ مُرورِنا بِسُرعَةٍ قُربَ جَزيرَةٍ صَغيرَة اسْمُها «كَوْدَة»، بِالكادِ قَدِرنا أن نُنقِذَ المَركَبَ الصَّغيرَ في الجُزْءِ الخَلفِيِّ مِنَ السَّفينَة. ١٧ وبَعدَ أن رَفَعوهُ على ظَهرِ السَّفينَة، استَعمَلوا ما يُشبِهُ الحِزامَ لِيَلُفُّوا جِسمَ السَّفينَةِ مِن تَحت إلى فَوق كَي لا تَنشَقَّ إلى نِصفَيْن. ولِأنَّهُم خافوا أن تَندَفِعَ إلى رِمالِ السِّيرْتِس المُتَحَرِّكَة، أنزَلوا الشِّراعَ * وتَرَكوا الرِّياحَ تَقودُهُم. ١٨ وفي اليَومِ التَّالي، بَدَأوا يُخَفِّفونَ مِن حُمولَةِ السَّفينَةِ لِأنَّ العاصِفَةَ كانَت تَضرِبُنا بِعُنفٍ شَديد. ١٩ وفي اليَومِ الثَّالِث، رَمَوْا عُدَّةَ السَّفينَة.
٢٠ وحينَ لم نَرَ الشَّمسَ ولا النُّجومَ لِأيَّامٍ كَثيرَة، والعاصِفَةُ العَنيفَة كانَت لا تَزالُ تَضرِبُنا، انقَطَعَ في الآخِرِ كُلُّ أمَلٍ في نَجاتِنا. ٢١ وكانَ قد مَرَّ وَقتٌ طَويلٌ لم يَأكُلوا فيهِ طَعامًا، فوَقَفَ بُولُس في وَسَطِهِم وقال: «أيُّها الرِّجال، لَو سَمِعتُم نَصيحَتي ولم تُبحِروا مِن كرِيت، كُنتُم تَجَنَّبتُم هذِهِ الأضرارَ والخَسائِر. + ٢٢ والآنَ أطلُبُ مِنكُم أن تَكونوا شُجعانًا، لِأنْ لا أحَدَ مِنكُم سيَخسَرُ حَياتَه؛ السَّفينَةُ فَقَط ستَتَحَطَّم. ٢٣ ففي اللَّيلَةِ الماضِيَة، وَقَفَ بِجانِبي مَلاكُ + الإلهِ الَّذي أنا لهُ والَّذي أُقَدِّمُ لهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة، ٢٤ وقالَ لي: ‹لا تَخَفْ يا بُولُس. فأنتَ يَجِبُ أن تَقِفَ أمامَ قَيْصَر، + واللّٰهُ سيُخَلِّصُ * كُلَّ الَّذينَ يُبحِرونَ معك›. ٢٥ لِذلِك، تَشَجَّعوا أيُّها الرِّجالُ لِأنِّي أثِقُ بِاللّٰهِ وسَتَحصُلُ الأُمورُ مِثلَما قيلَ لي. ٢٦ ولكنْ لا مَهرَبَ مِن أن نَصطَدِمَ بِشاطِئِ إحْدى الجُزُر». +
٢٧ وفي اللَّيلَةِ الـ ١٤، فيما كانَتِ الرِّياحُ لا تَزالُ تَدفَعُنا هُنا وهُناك في بَحرِ أَدْرِيَا، أحَسَّ البَحَّارَةُ في مُنتَصَفِ اللَّيلِ أنَّهُم يَقتَرِبونَ مِنَ اليابِسَة. ٢٨ فقاسوا * عُمقَ الماءِ ووَجَدوهُ ٣٦ مِترًا تَقريبًا. * لِذلِك تَقَدَّموا مَسافَةً قَليلَة وقاسوا العُمقَ مَرَّةً ثانِيَة ووَجَدوهُ ٢٧ مِترًا تَقريبًا. * ٢٩ ولِأنَّهُم خافوا أن نَصطَدِمَ بِالصُّخور، رَمَوْا مِنَ الجُزْءِ الخَلفِيِّ لِلسَّفينَةِ أربَعًا مِنَ المَراسي، وصاروا يتَمَنَّوْنَ أن يَطلَعَ النَّهار. ٣٠ وحاوَلَ البَحَّارَةُ أن يَهرُبوا مِنَ السَّفينَة. فبَدَأوا يُنزِلونَ المَركَبَ الصَّغيرَ إلى البَحر، بِحُجَّةِ أنَّهُم يُريدونَ أن يُنزِلوا مَراسي مِنَ الجُزْءِ الأمامِيِّ لِلسَّفينَة. ٣١ فقالَ بُولُس لِلضَّابِطِ والجُنود: «إذا لم يَبْقَ هؤُلاءِ الرِّجالُ في السَّفينَة، فلن تَقدِروا أن تَنْجوا». + ٣٢ عِندَئِذٍ قَطَعَ الجُنودُ حِبالَ المَركَبِ الصَّغيرِ وتَرَكوهُ يَسقُطُ في الماء.
٣٣ وقَبلَ الفَجرِ بِقَليل، شَجَّعَ بُولُس الجَميعَ أن يَأكُلوا بَعضَ الطَّعام، قائِلًا: «مَرَّ الآنَ ١٤ يَومًا وأنتُم تَنتَظِرونَ بِقَلَقٍ ولا تَأكُلونَ شَيئًا أبَدًا. ٣٤ لِذلِك أُشَجِّعُكُم أن تَأكُلوا بَعضَ الطَّعامِ لِأنَّ هذا لِفائِدَتِكُم. فلن تَسقُطَ شَعرَةٌ مِن رَأسِ أيِّ واحِدٍ مِنكُم». ٣٥ وبَعدَ أن قالَ ذلِك، أخَذَ خُبزًا، وشَكَرَ اللّٰهَ أمامَهُم جَميعًا، وكَسَرَه، وبَدَأ يَأكُل. ٣٦ فتَشَجَّعوا كُلُّهُم وبَدَأوا يَأكُلونَ هُم أيضًا. ٣٧ وكانَ عَدَدُنا في السَّفينَةِ ٢٧٦ شَخصًا. * ٣٨ وبَعدَما شَبِعوا، رَمَوُا القَمحَ في البَحرِ لِيُخَفِّفوا حُمولَةَ السَّفينَة. +
٣٩ ولمَّا طَلَعَ النَّهار، لم يَقدِروا أن يُمَيِّزوا اليابِسَةَ الَّتي اقتَرَبوا مِنها. + لكنَّهُم رَأَوْا خَليجًا لهُ شَطّ، فصَمَّموا أن يَدفَعوا السَّفينَةَ إلى هُناك إذا استَطاعوا. ٤٠ لِذلِك قَطَعوا حِبالَ المَراسي وتَرَكوها تَسقُطُ في البَحر. وفي الوَقتِ نَفْسِه، فَكُّوا حِبالَ المِجدافَيْنِ اللَّذَيْنِ يَعمَلانِ كدَفَّة. * ثُمَّ رَفَعوا الشِّراعَ الأمامِيَّ كَي تَدفَعَهُمُ الرِّياحُ إلى الشَّطّ. ٤١ لكنَّهُمُ اصطَدَموا بِحاجِزٍ رَملِيٍّ يَخبِطُهُ البَحرُ مِنَ الجانِبَيْن، وغَرَّزَتِ السَّفينَةُ فيه. فعَلِقَ جُزْؤُها الأمامِيُّ ولم يَعُدْ يَتَحَرَّك، أمَّا الجُزْءُ الخَلفِيُّ فبَدَأ يَتَكَسَّرُ مِن قُوَّةِ الأمواج. + ٤٢ عِندَئِذٍ، قَرَّرَ الجُنودُ أن يَقتُلوا المَساجينَ كَي لا يَهرُبَ أحَدٌ سِباحَة. ٤٣ لكنَّ الضَّابِطَ مَنَعَهُم مِن تَنفيذِ خُطَّتِهِم لِأنَّهُ كانَ يُريدُ أن يُنقِذَ بُولُس. فأمَرَ القادِرينَ على السِّباحَةِ أن يَقفِزوا إلى البَحرِ ويَصِلوا هُم أوَّلًا إلى البَرّ. ٤٤ وكانَ على الباقينَ أن يَتبَعوهُم، بَعضُهُم على ألواحٍ خَشَبِيَّة وبَعضُهُم على قِطَعٍ مِنَ السَّفينَة. وهكَذا وَصَلَ الجَميعُ بِالسَّلامَةِ إلى البَرّ. +
٢٨ ولمَّا وَصَلنا بِالسَّلامَةِ إلى الشَّطّ، عَرَفنا أنَّ الجَزيرَةَ اسْمُها «مَالْطَة». + ٢ وأظهَرَ لنا سُكَّانُ الجَزيرَةِ * لُطفًا * غَيرَ عادِيّ. فأشعَلوا نارًا ورَحَّبوا بنا جَميعًا، لِأنَّ الطَّقسَ كانَ مُمطِرًا وبارِدًا. ٣ وجَمَعَ بُولُس كَمِّيَّةً مِنَ العيدانِ ورَماها في النَّار، فخَرَجَت أفْعى بِسَبَبِ الحَرارَةِ وتَعَلَّقَت بِيَدِه. ٤ ولمَّا رَأى سُكَّانُ الجَزيرَةِ الحَيَّةَ السَّامَّة مُعَلَّقَةً بِيَدِه، قالَ بَعضُهُم لِبَعض: «لا شَكَّ أنَّ هذا الرَّجُلَ قاتِل. فمع أنَّهُ نَجا مِنَ البَحر، لم تَترُكْهُ العَدالَةُ * يَعيش». ٥ أمَّا بُولُس فنَفَضَ الحَيَّةَ عن يَدِهِ إلى النَّارِ ولم يُصَبْ بِأيِّ أذى. ٦ وكانوا يَتَوَقَّعونَ أن يَتَوَرَّمَ أو أن يَقَعَ فَجْأةً مَيِّتًا. ولكنْ بَعدَما انتَظَروا وَقتًا طَويلًا ورَأَوْا أنَّهُ لم يَحدُثْ لهُ شَيء، غَيَّروا رَأْيَهُم وقالوا إنَّهُ إله.
٧ وقُربَ ذلِكَ المَكان، كانَت توجَدُ أراضٍ لِرَئيسِ الجَزيرَةِ الَّذي اسْمُهُ بُوبْلِيُوس. فرَحَّبَ بنا كضُيوفٍ عِندَهُ وكَرَّمَنا لِثَلاثَةِ أيَّام. ٨ وكانَ والِدُ بُوبْلِيُوس مَريضًا في الفِراشِ يُعاني مِنَ الحُمَّى والزُّحار. * فدَخَلَ بُولُس لِيَراه، وصَلَّى ووَضَعَ يَدَيْهِ علَيهِ فشَفاه. + ٩ وبَعدَما حَدَثَ ذلِك، أتى إلَيهِ باقي سُكَّانِ الجَزيرَةِ الَّذينَ كانوا مَرْضى فشَفاهُم. + ١٠ وأكرَمونا أيضًا وأعْطَوْنا هَدايا كَثيرَة. وعِندَما كُنَّا على وَشْكِ أن نُبحِر، حَمَّلونا كُلَّ ما نَحتاجُ إلَيه.
١١ وهكَذا بَعدَ أن قَضَينا ثَلاثَةَ أشهُرٍ في الجَزيرَة، أبحَرنا في سَفينَةٍ يوجَدُ على جُزْئِها الأمامِيِّ رَمزٌ يُمَثِّل «إبْنَيْ زَفْس». والسَّفينَةُ كانَت مِنَ الإسْكَنْدَرِيَّة وقد أمْضَتِ الشِّتاءَ في الجَزيرَة. ١٢ ثُمَّ تَوَقَّفنا في سِيرَاقُوسَة وبَقينا فيها ثَلاثَةَ أيَّام. ١٣ ومِن هُناك، تابَعنا رِحلَتَنا ووَصَلنا إلى رِيغْيُون. وبَعدَ يَومٍ هَبَّت رِياحٌ جَنوبِيَّة، فوَصَلنا في اليَومِ التَّالي إلى بُوطْيُولِي. ١٤ ووَجَدنا فيها إخوَة، وأصَرُّوا أن نَبْقى عِندَهُم سَبعَةَ أيَّام. ثُمَّ ذَهَبنا بِاتِّجاهِ رُومَا. ١٥ وسَمِعَ الإخوَةُ في رُومَا أنَّنا آتون، فسافَروا لِيُلاقونا في ساحَةِ سوقِ أَبِيُّوس وفي الخاناتِ الثَّلاثَة. ولمَّا رَآهُم بُولُس، شَكَرَ اللّٰهَ وتَشَجَّع. + ١٦ وعِندَما دَخَلنا أخيرًا إلى رُومَا، سُمِحَ لِبُولُس بِأن يَسكُنَ وَحْدَهُ معَ الجُندِيِّ الَّذي يَحرُسُه.
١٧ لكنَّهُ بَعدَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ استَدْعى الرِّجالَ البارِزينَ بَينَ اليَهُود. ولمَّا اجتَمَعوا قالَ لهُم: «أيُّها الإخوَة، مع أنِّي لم أعمَلْ شَيئًا ضِدَّ الشَّعب أو ضِدَّ عاداتِ آبائِنا، + سُجِنتُ في أُورُشَلِيم وسُلِّمتُ إلى الرُّومَان. + ١٨ وبَعدَ أنِ استَجوَبوني، + أرادوا أن يُطلِقوا سَراحي لِأنَّهُم لم يَجِدوا سَبَبًا لِيَحكُموا علَيَّ بِالمَوت. + ١٩ ولكنْ لمَّا اعتَرَضَ اليَهُود، اضطُرِرتُ أن أرفَعَ قَضِيَّتي إلى قَيْصَر. + إلَّا أنِّي لم أفعَلْ ذلِك لِأنَّ لَدَيَّ تُهمَةً ضِدَّ أُمَّتي. ٢٠ لِهذا السَّبَب، طَلَبتُ أن أراكُم وأُكَلِّمَكُم. فأنا مُقَيَّدٌ بِهذِهِ السِّلسِلَةِ مِن أجْلِ الأمَلِ الَّذي عِندَ إسْرَائِيل». + ٢١ فقالوا له: «لم نَستَلِمْ أيَّ رَسائِلَ عنكَ مِنَ اليَهُودِيَّة، ولا أحَدَ مِنَ الإخوَةِ الَّذينَ جاؤُوا مِن هُناك أخبَرَنا عنكَ أو قالَ شَيئًا سَيِّئًا بِخُصوصِك. ٢٢ لكنَّنا نَرى أنَّهُ مِنَ المُناسِبِ أن نَسمَعَ مِنكَ ما هي أفكارُك، لِأنَّنا نَعرِفُ أنَّ النَّاسَ في كُلِّ مَكانٍ يَتَكَلَّمونَ ضِدَّ هذِهِ البِدعَة». +
٢٣ وحَدَّدوا يَومًا لِيَجتَمِعوا معه. وجاؤُوا إلى بَيتِهِ وكانَ عَدَدُهُم أكثَرَ بِكَثيرٍ مِنَ المَرَّةِ الأُولى. ومِنَ الصَّباحِ إلى المَساء، شَرَحَ لهُمُ الأمرَ بِتَقديمِ شَهادَةٍ كامِلَة عن مَملَكَةِ اللّٰه، كَي يُقنِعَهُم بِيَسُوع + على أساسِ شَريعَةِ مُوسَى + وكِتاباتِ الأنبِياء. + ٢٤ فآمَنَ بَعضُهُم بِما قالَه، وبَعضُهُم لم يُؤْمِنوا. ٢٥ ولِأنَّهُم كانوا غَيرَ مُتَّفِقين، بَدَأوا يُغادِرون. وقالَ بُولُس كَلِمَةً أخيرَة:
«صَدَقَ الرُّوحُ القُدُسُ حينَ كَلَّمَ آباءَنا بِواسِطَةِ النَّبِيِّ إشَعْيَا، ٢٦ قائِلًا: ‹إذهَبْ إلى هذا الشَّعبِ وقُل: «ستَسمَعونَ لكنَّكُم لن تَفهَموا، ستَنظُرونَ لكنَّكُم لن تَرَوْا. + ٢٧ فقد تَحَجَّرَ قَلبُ هذا الشَّعبِ وسَدُّوا آذانَهُم وأغمَضوا عُيونَهُم، كَي لا يَرَوْا بِعُيونِهِم ولا يَسمَعوا بِآذانِهِم ولا يَفهَموا بِقَلبِهِم ولا يَرجِعوا فأشْفِيَهُم»›. + ٢٨ لِذلِك، اعرِفوا أنَّ هذا الخَلاصَ الَّذي مِنَ اللّٰهِ أُرسِلَ إلى الأُمَم، + وهُم سيَسمَعونَ بِالتَّأكيد». + ٢٩ —
٣٠ وبَقِيَ سَنَتَيْنِ كامِلَتَيْنِ في البَيتِ الَّذي استَأجَرَه. + وكانَ يُرَحِّبُ بِكُلِّ الَّذينَ يَأتونَ إلَيه، ٣١ ويُبَشِّرُهُم عن مَملَكَةِ اللّٰهِ ويُعَلِّمُهُم عنِ الرَّبِّ يَسُوع المَسِيح بِكُلِّ جُرأةٍ *+ ومِن دونِ أيِّ عائِق.
أو: «وإلى آخِر الأرض».
حرفيًّا: «على بُعد سَفر سبت».
أو: «الغيور».
أو: «انشقَّ من الوسط».
حرفيًّا: «التي فيها دخل وخرج».
أو: «وحُسِب مع»، أي اعتُبر مثله مثل الرسل الـ ١١.
حرفيًّا: «بألسنة».
أو: «اللغة التي تربَّى عليها».
أو: «وآخرون متهوِّدون».
حرفيًّا: «امتلأوا نبيذًا حلوًا».
حرفيًّا: «الساعة الثالثة من النهار»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «علامات».
حرفيًّا: «قوَّات».
أو: «علامات عجيبة».
حرفيًّا: «مشورة».
أو: «أشخاص يكسرون الشريعة».
أو ربما: «حبال».
أو: «أمام عينيَّ».
حرفيًّا: «سيسكن جسدي على الأمل».
حرفيًّا: «لن تترك نفسي».
باليونانية هايدِس، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
أو: «أمام وجهك».
حرفيًّا: «بحرية كلام».
حرفيًّا: «صُلبه».
باليونانية هايدِس، مكان مجازي يرقد فيه الأموات.
حرفيًّا: «أجعل أعداءك موضِعًا لقدمَيك».
حرفيًّا: «نفس».
أو: «مثابرين على».
أو: «على المشاركة».
حرفيًّا: «الساعة التاسعة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «رِواق».
حرفيًّا: «من وجه يهوه».
حرفيًّا: «أزمنة».
حرفيًّا: «نفس».
أو: «المعاهدة؛ الاتفاق».
حرفيًّا: «زَرْعك؛ بزرتك».
أو: «قيامة الأموات مثلما حصل مع يسوع».
أو: «أعدمتموه».
حرفيًّا: «رأس الزاوية».
أو: «صراحة».
ليس المقصود هنا أنهما أُميَّان بل أنهما لم يتعلَّما في المدارس الرابِّينية الدينية.
السنهدريم هو المحكمة اليهودية العليا.
حرفيًّا: «علامة».
حرفيًّا: «العلامة».
أو: «ممسوحه؛ مختاره».
أي: هيرودس أنتيباس.
حرفيًّا: «يدك».
أو: «مشورتك».
حرفيًّا: «نفسًا».
أو: «نعمته».
أو: «إبن العزاء».
حرفيًّا: «لماذا ملأ الشيطان قلبك».
حرفيًّا: «رِواق».
حرفيًّا: «النجسة».
حرفيًّا: «أن تجلبوا علينا دم».
أو: «شجرة».
أو: «ونحن نشهد عن».
أو: «يطيعونه حاكمًا».
أو: «ضربوهم».
حرفيًّا: «ليس مُرضيًا».
حرفيًّا: «خدمة».
أو: «وهو رجل متهوِّد من أنطاكية».
حرفيًّا: «يطيعون الإيمان».
حرفيًّا: «سعة قدم».
أو: «سيسكن كأجنبي».
أو: «ويعاملونه معاملة سيئة».
أو: «معاهدة؛ اتفاق».
أو ربما: «ختن».
أو ربما: «ختن».
أو: «الآباء الأجلَّاء».
أو: «حبوب».
حرفيًّا: «نفسًا».
حرفيًّا: «الفضة».
حرفيًّا: «خطر في قلبه».
أو: «يتفقَّد».
أو: «برية».
أو: «النموذج».
حرفيًّا: «غير مختونة».
حرفيًّا: «رقد».
أو ربما: «مدينة في السامرة».
حرفيًّا: «النجسة».
حرفيًّا: «القوَّات».
حرفيًّا: «مُر المرارة».
حرفيًّا: «خصيًّا».
حرفيًّا: «لم يرشدني».
حرفيًّا: «يُقيِّد».
حرفيًّا: «لأن هذا الرجل هو إناء مختار لي».
حرفيًّا: «أن يقودهم مقيَّدين».
حرفيًّا: «يدخل ويخرج».
حرفيًّا: «سارت في خوف».
الاسم اليوناني دوركاس والاسم الأرامي طابيثا كلاهما يعنيان «غزالة».
أو: «قائد مئة»، تحت أمره ١٠٠ جندي.
قسم في الجيش الروماني تألَّف من ٦٠٠ جندي.
حرفيًّا: «حوالي الساعة التاسعة من النهار»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «حوالي الساعة السادسة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «في غيبة».
أو: «رب».
حرفيًّا: «الساعة التاسعة»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «مسحه».
أو: «شجرة».
أو: «الأمناء».
حرفيًّا: «بألسنة».
أو: «يجادلونه».
حرفيًّا: «في غيبة».
أو: «رب».
حرفيًّا: «حتى أقدر أن أمنع اللّٰه».
حرفيًّا: «سكتوا».
حرفيًّا: «الضيق».
أو: «نعمة اللّٰه لهم».
حرفيًّا: «خدمة».
أو: «الخبز بلا خميرة؛ الخبز غير المُختمِر».
أو: «يحاكمه».
أو: «ناقمًا».
حرفيًّا: «غرفة نوم».
حرفيًّا: «التِّترارخ».
أو: «مساعدًا».
أو: «البروقنصل».
أو: «الشجرة».
أو: «قبر تذكاري».
أو: «المحبة الثابتة».
أو: «موثوق به؛ مضمون».
أو: «عمل مشيئة اللّٰه».
حرفيًّا: «رقد».
أو: «ومن المتهوِّدين».
أو: «بنعمة اللّٰه».
أو: «نعمته».
أو: «وأكاليل».
أو: «هذا الجدال».
أو: «وبعد جدال كثير».
حرفيًّا: «على رقبة التلاميذ نيرًا».
أو: «النعمة».
أي: سمعان بطرس.
أو: «شعبًا يحمل اسمه».
أو: «مظلة؛ بيت».
أو: «رأيي».
أو: «كل ما تنجَّس».
باليونانية پورنِيا.
أو: «الحيوانات التي تُقتل من دون أن يُصفَّى دمها».
حرفيًّا: «نفوسكم».
حرفيًّا: «أنفسهما».
أو: «الحيوانات التي تُقتل من دون أن يُصفَّى دمها».
باليونانية پورنِيا.
أو: «مع أطيب تحياتنا».
أو: «فورة غضب».
أداة كانت تُستعمَل قديمًا لتقييد حركة الشخص ومعاقبته.
حرفيًّا: «القوَّاسين».
أو: «من دون أن يصدر حكم يديننا».
أو: «أعطاهم حججًا منطقية».
أو: «سبَّبا المشاكل في الأرض».
حرفيًّا: «نبلاء أكثر».
حرفيًّا: «احتدَّت روحه فيه».
أو: «يعطي حججًا منطقية».
أو: «الزوَّار».
أو: «تخافون الآلهة».
أو: «تعبدونها».
أو: «النسمة».
حرفيًّا: «يتلمَّسوه».
أو: «الذات الإلهية».
حرفيًّا: «بالبر».
أو: «يناقش الناس».
أو: «صار بولس مشغولًا جدًّا».
حرفيًّا: «دمكم على رؤوسكم! أنا طاهر».
أي: المجمع.
أو: «البروقنصل».
أو: «أعطى حججًا منطقية».
كما يبدو، طلع إلى أورشليم.
أو: «تعلَّم شفهيًّا».
أو: «نعمة اللّٰه».
أو: «قسَّوا قلوبهم ولم يؤمنوا».
حرفيًّا: «قوَّات».
أو: «صمَّم في روحه».
حرفيًّا: «المحفل».
أو: «أن يقدِّم دفاعه».
أو: «بروقناصل».
أو: «الخبز بلا خميرة؛ الخبز غير المُختمِر».
حرفيًّا: «نفْسه فيه».
حرفيًّا: «وكسر الخبز».
أو: «وشعروا براحة كبيرة».
حرفيًّا: «لأني مقيَّد بالروح».
حرفيًّا: «نفسي».
أو: «لها أي قيمة».
أو: «طريقي؛ مسلكي».
أو: «بنعمة اللّٰه».
حرفيًّا: «طاهر».
حرفيًّا: «مشورة».
أو: «ظالمة».
حرفيًّا: «تبنيكم».
حرفيًّا: «وقعوا على عنق».
حرفيًّا: «عذارى».
حرفيًّا: «وتكسرون قلبي».
حرفيًّا: «سكتنا».
أو: «الحيوانات التي تُقتل من دون أن يُصفَّى دمها».
باليونانية پورنِيا.
أو: «السُّلَّم».
أو: «رجل من الخنجريين».
حرفيًّا: «عند قدمَي غمالائيل».
حرفيًّا: «في غيبة».
أو: «مواطنًا».
أو: «من دون أن يصدر حكم يدينه».
أو: «على حقوق المواطن الروماني».
أو: «أيها المنافق».
أو: «رجاء».
أو: «فيعترفون علنًا».
حرفيًّا: «الساعة الثالثة من الليل»، بحسب التوقيت اليهودي.
حرفيًّا: «خطيب».
أو: «يسبِّب المشاكل».
أو: «رجاء».
حرفيًّا: «للأبرار».
أو: «بلا لوم».
حرفيًّا: «طالبين معروفًا ضده».
أو: «بعبادة إلههم».
حرفيًّا: «الأوغسطس»، وهو لقب للإمبراطور الروماني.
حرفيًّا: «الرب».
حرفيًّا: «لماذا يُحكَم بينكم أنه أمر لا يُصدَّق».
أو: «تلبط المناخس». والمنخس هو عصا مسنَّنة تُستعمَل لدفع الحيوان إلى الأمام وتوجيهه.
أو: «بإنسانية».
حرفيًّا: «نفوسنا».
أي: رياح شمالية شرقية.
أو: «أنزلوا عدة الشِّراع»، التي ربما تشمل الحبال والسواري.
حرفيًّا: «وَهَبك».
حرفيًّا: «سبروا».
حرفيًّا: «٢٠ قامة». ١ قامة = ٨,١ م.
حرفيًّا: «١٥ قامة».
حرفيًّا: «نفسًا».
خشبة تحت الماء في مؤخَّر السفينة تديرها إلى أي جهة.
أو: «الذين يتكلَّمون لغة أجنبية».
أو: «إنسانية».
باليونانية ديكِه، وربما تشير إما إلى الإلاهة التي تنتقم من أجل تحقيق العدل، أو إلى العدل بحد ذاته.
إلتهاب في الأمعاء يسبِّب إسهالًا شديدًا ويؤدي إلى ظهور دم ومخاط في البراز.
حرفيًّا: «بكل حرية كلام».