لِنُنَمِّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي لَا تَفْنَى أَبَدًا
‹اَلْمَحَبَّةُ تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَفْنَى أَبَدًا›. — ١ كو ١٣:٧، ٨.
١ (أ) كَيْفَ يُصَوَّرُ ٱلْيَوْمَ مُوْضُوعُ ٱلْحُبِّ وَٱلْمَحَبَّةِ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟ (ب) عَلَامَ تَتَرَكَّزُ مَحَبَّةُ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ؟
قِيلَ ٱلْكَثِيرُ فِي ٱلْحُبِّ وَٱلْمَحَبَّةِ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ. وَهذِهِ ٱلْحَاجَةُ ٱلْأَسَاسِيَّةُ عِنْدَ ٱلْبَشَرِ يَتَغَنَّى بِهَا ٱلنَّاسُ فِي ٱلْأَغَانِي وَٱلْأَشْعَارِ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلرُّومَانْسِيَّةِ ٱلَّتِي لَا تَمُتُّ إِلَى ٱلْوَاقِعِ بِصِلَةٍ. كَمَا أَنَّ ٱلْكُتُبَ وَٱلْأَفْلَامَ غَالِبًا مَا تَسْتَغِلُّ هذَا ٱلْمَوْضُوعَ تِجَارِيًّا فِي قِصَصِ ٱلْحُبِّ ٱلْخَيَالِيَّةِ، وَمِثْلُ هذِهِ بَاتَتْ تَمْلَأُ ٱلدُّنْيَا فِي أَيَّامِنَا. غَيْرَ أَنَّ عَالَمَنَا يَفْتَقِرُ عَلَى نَحْوٍ يُرْثَى لَهُ إِلَى ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ لِلّٰهِ وَٱلْقَرِيبِ. فَنَحْنُ نَرَى بِأُمِّ ٱلْعَيْنِ إِتْمَامَ مَا أَنْبَأَ بِهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. فَٱلنَّاسُ ‹مُحِبُّونَ لِأَنْفُسِهِمْ، مُحِبُّونَ لِلْمَالِ، . . . مُحِبُّونَ لِلْمَلَذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ لِلّٰهِ›. — ٢ تي ٣:١-٥.
٢ أَيُّ تَحْذِيرٍ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْأُمُورِ ٱلْخَاطِئَةِ مَوْجُودٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٢ يَتَمَتَّعُ ٱلْبَشَرُ بِمَلَكَةِ ٱلْمَحَبَّةِ. لكِنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تُحَذِّرُنَا مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْأُمُورِ ٱلْخَاطِئَةِ، وَتَصِفُ عَوَاقِبَ تَأَصُّلِهَا فِي ٱلْقَلْبِ. (١ تي ٦:٩، ١٠) هَلْ تَذْكُرُ مَا قَالَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ دِيمَاسَ؟ فَرَغْمَ أَنَّهُ كَانَ رَفِيقَ بُولُسَ، أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ وَمُغْرِيَاتِهِ. (٢ تي ٤:١٠) كَمَا أَنَّ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا حَذَّرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ هذَا ٱلْخَطَرِ عَيْنِهِ. (اِقْرَأْ ١ يوحنا ٢:١٥، ١٦.) فَمَحَبَّةُ ٱلْعَالَمِ وَطُرُقِهِ وَمَبَاهِجِهِ ٱلزَّائِلَةِ تَتَنَافَى مَعَ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ.
٣ أَيُّ تَحَدٍّ نُوَاجِهُهُ، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
٣ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَسْنَا جُزْءًا مِنْ هذَا ٱلْعَالَمِ، لكِنَّنَا لَا نَزَالُ نَعِيشُ فِيهِ. لِذلِكَ يُشَكِّلُ تَجَنُّبُ نَظْرَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمُشَوَّهَةِ إِلَى ٱلْمَحَبَّةِ تَحَدِّيًا لَنَا. وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَلَّا نَقَعَ فِي شَرَكِ مَحَبَّةِ ٱلْأُمُورِ ٱلْخَاطِئَةِ. فَلِمَنْ يَنْبَغِي أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى مَبْدَإٍ؟ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ وَلَا تَفْنَى أَبَدًا؟ وَكَيْفَ يُفِيدُنَا هذَا ٱلْمَسْلَكُ ٱلْآنَ وَيُؤَثِّرُ فِي مُسْتَقْبَلِنَا؟ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِجَابَةِ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ ٱللّٰهِ كَيْ نَنَالَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلسَّدِيدَ.
تَنْمِيَةُ ٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَه
٤ كَيْفَ تَنْمُو ٱلْمَحَبَّةُ لِلّٰهِ؟
٤ كَيْفَ نُنَمِّي ٱلْمَحَبَّةَ لِيَهْوَه؟ فَكِّرْ فِي ٱلْفَلَّاحِ ٱلَّذِي يُرِيدُ تَنْمِيَةَ مَحْصُولِهِ. فَهُوَ يَعْمَلُ بِكَدٍّ عَلَى تَهْيِئَةِ ٱلتُّرْبَةِ وَزَرْعِ ٱلْبِذَارِ. (عب ٦:٧) كَذلِكَ ٱلْمَحَبَّةُ لِيَهْوَه لَا تَنْمُو إِلَّا إِذَا ٱعْتَنَيْنَا بِتُرْبَةِ قَلْبِنَا ٱلصَّالِحَةِ ٱلَّتِي زُرِعَ فِيهَا بِذَارُ حَقِّ ٱلْمَلَكُوتِ. وَيَكُونُ ذلِكَ بِٱلِٱجْتِهَادِ فِي دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ لِنَنْمُوَ فِي مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ. (كو ١:١٠) كَمَا أَنَّ ٱلْمُدَاوَمَةَ عَلَى حُضُورِ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلْمُسَاهَمَةَ فِيهَا بِٱنْتِظَامٍ تُسَاعِدَانِنَا عَلَى ٱلنُّمُوِّ فِي ٱلْمَعْرِفَةِ. فَهَلْ نُوَاصِلُ إِفْرَادِيًّا بَذْلَ ٱلْجُهْدِ لِتَعْمِيقِ مَعْرِفَتِنَا؟ — ام ٢:١-٧.
٥ (أ) كَيْفَ نَتَعَلَّمُ عَنْ صِفَاتِ يَهْوَه ٱلرَّئِيسِيَّةِ؟ (ب) مَاذَا يُمْكِنُكُمْ ٱلْقَوْلُ عَنْ عَدْلِ ٱللّٰهِ وَحِكْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ؟
٥ يَكْشِفُ لَنَا يَهْوَه عَنْ شَخْصِيَّتِهِ فِي كَلِمَتِهِ. وَدَرْسُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَنَيْلُ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلتَّقَدُّمِيَّةِ عَنْ يَهْوَه يَزِيدَانِ فَهْمَنَا وَتَقْدِيرَنَا لِصِفَاتِهِ: اَلْعَدْلِ، ٱلْقُدْرَةِ، ٱلْحِكْمَةِ، وَعَلَى رَأْسِهَا مَحَبَّتُهُ ٱلْفَائِقَةُ. إِنَّ عَدْلَ يَهْوَه يَتَجَلَّى فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَفِي شَرِيعَتِهِ ٱلْكَامِلَةِ. (تث ٣٢:٤؛ مز ١٩:٧) كَمَا أَنَّ حِكْمَتَهُ ٱلسَّامِيَةَ ظَاهِرَةٌ فِي أَعْمَالِهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ ٱلَّتِي تَمْلَأُنَا رَهْبَةً. (مز ١٠٤:٢٤) وَيَشْهَدُ ٱلْكَوْنُ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَه هُوَ مَصْدَرُ ٱلطَّاقَةِ وَٱلْقُوَّةِ ٱلَّذِي لَا يَنْضُبُ. — اش ٤٠:٢٦.
٦ كَيْفَ أَعْرَبَ ٱللّٰهُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا، وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ ذلِكَ فِيكُمْ؟
٦ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ، أَبْرَزِ صِفَاتِ ٱللّٰهِ؟ إِنَّهَا تَتَّصِفُ بِٱلشُّمُولِيَّةِ، وَتُؤَثِّرُ فِينَا جَمِيعًا. وَقَدْ أَعْرَبَ عَنْهَا بِتَهْيِئَةِ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ لِفِدَاءِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. (اِقْرَأْ روما ٥:٨.) وَهذِهِ ٱلْفِدْيَةُ مُتَاحَةٌ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ، لكِنَّ ٱلَّذِينَ يَتَجَاوَبُونَ مَعَ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ وَيُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱبْنِهِ هُمْ وَحْدَهُمُ ٱلَّذِينَ يَسْتَفِيدُونَ مِنْهَا. (يو ٣:١٦، ٣٦) وَتَقْدِيمُ ٱللّٰهِ ٱبْنَهُ ذَبِيحَةَ مُصَالَحَةٍ تُكَفِّرُ عَنْ خَطَايَانَا يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى مُبَادَلَتِهِ ٱلْمَحَبَّةَ بِٱلْمَحَبَّةِ.
٧، ٨ (أ) كَيْفَ نُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ؟ (ب) مَاذَا يُوَاجِهُ شَعْبُ ٱللّٰهِ وَهُمْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ؟
٧ وَكَيْفَ نُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ تَجَاوُبًا مَعَ كُلِّ مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِنَا؟ تُجِيبُ كَلِمَتُهُ ٱلْمُوحَى بِهَا جَوَابًا لَهُ مَغْزًى هَامٌّ حِينَ تَقُولُ: «هٰذَا مَا تَعْنِيهِ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ، أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ، وَوَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا». (١ يو ٥:٣) فَمَحَبَّةُ يَهْوَه تَدْفَعُنَا إِلَى حِفْظِ وَصَايَاهُ. وَهذَا أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَحْمِلُنَا عَلَى ٱلشَّهَادَةِ لِٱسْمِهِ وَمَلَكُوتِهِ لِفَائِدَةِ قَرِيبِنَا ٱلْإِنْسَانِ. وَٱنْهِمَاكُنَا فِي هذَا ٱلْعَمَلِ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّنَا نَحْفَظُ وَصَايَا ٱللّٰهِ بِدَافِعٍ نَقِيٍّ. — مت ١٢:٣٤.
٨ يُثَابِرُ إِخْوَتُنَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ عَلَى حِفْظِ وَصَايَا ٱللّٰهِ فِي وَجْهُ ٱللَّامُبَالَاةِ وَٱلرَّفْضِ ٱلْكُلِّيِّ لِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَهُمْ لَا يَتَرَاخَوْنَ فِي جُهُودِهِمْ لِإِتْمَامِ خِدْمَتِهِمْ. (٢ تي ٤:٥) وَتَمَثُّلًا بِهِمْ، نَنْدَفِعُ إِلَى إِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِمَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ وَحِفْظِ جَمِيعِ وَصَايَاهُ ٱلْأُخْرَى.
لِمَاذَا نُحِبُّ رَبَّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ؟
٩ مَاذَا ٱحْتَمَلَ ٱلْمَسِيحُ، وَبِأَيِّ دَافِعٍ؟
٩ عِلَاوَةً عَلَى مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ، لَدَيْنَا أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ تَدْفَعُنَا إِلَى مَحَبَّةِ ٱبْنِهِ. صَحِيحٌ أَنَّنَا لَمْ نَرَهُ قَطُّ، لكِنَّ مَحَبَّتَنَا لَهُ تَعْمُقُ كُلَّمَا تَعَلَّمْنَا عَنْهُ. (١ بط ١:٨) فَكِّرْ فِي ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي ٱحْتَمَلَهَا يَسُوعُ. فَبَيْنَمَا كَانَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ يَفْعَلُ مَشِيئَةَ أَبِيهِ، أُبْغِضَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ وَٱضْطُهِدَ وَٱتُّهِمَ زُورًا وَشُتِمَ، كَمَا تَعَرَّضَ لِإِهَانَاتٍ أُخْرَى أَيْضًا. (اِقْرَأْ يوحنا ١٥:٢٥.) غَيْرَ أَنَّ مَحَبَّةَ يَسُوعَ لِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ دَفَعَتْهُ إِلَى ٱحْتِمَالِ هذِهِ ٱلْمِحَنِ. وَبِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ أَيْضًا، بَذَلَ حَيَاتَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ. — مت ٢٠:٢٨.
١٠، ١١ إِلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى بِٱلنَّظَرِ إِلَى مَا فَعَلَهُ ٱلْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِنَا؟
١٠ لَا يَسَعُنَا إِلَّا أَنْ نَتَجَاوَبَ مَعَ مَحَبَّةِ يَسُوعَ. فَعِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِنَا، تَعْمُقُ مَحَبَّتُنَا لَهُ. وَكَأَتْبَاعٍ لِلْمَسِيحِ، يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى إِلَى ٱلتَّمَثُّلِ بِهِ بِتَنْمِيَةِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْإِعْرَابِ عَنْهَا دَائِمًا لِنَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلِٱحْتِمَالِ وَنَحْنُ نَحْفَظُ وَصِيَّتَهُ أَنْ نَشْهَدَ لِلْمَلَكُوتِ وَنَقُومَ بِعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. — مت ٢٨:١٩، ٢٠.
١١ وَتَجَاوُبًا مَعَ مَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ لِكُلِّ ٱلْبَشَرِ، نَشْعُرُ بِأَنَّ عَلَيْنَا ٱلْتِزَامًا أَنْ نُنْهِيَ تَعْيِينَنَا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ ٱلنِّهَايَةُ. (اِقْرَأْ ٢ كورنثوس ٥:١٤، ١٥.) فَلَوْلَا ٱلْمَحَبَّةُ لَمَا أَتَمَّ ٱلْمَسِيحُ دَوْرَهُ فِي قَصْدِ ٱللّٰهِ لِأَجْلِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَقَدْ تَرَكَ لَنَا قُدْوَةً لِنَتَّبِعَ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ، وَمِثَالُهُ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْقِيَامِ بِدَوْرِنَا فِي إِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ. وَيَتَطَلَّبُ ذلِكَ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلّٰهِ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ. (مت ٢٢:٣٧) وَبِحِفْظِ تَعَالِيمِ يَسُوعَ وَوَصَايَاهُ، نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لَهُ وَتَصْمِيمَنَا عَلَى تَأْيِيدِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ مَهْمَا كَانَ ٱلثَّمَنُ، كَمَا فَعَلَ هُوَ. — يو ١٤:٢٣، ٢٤؛ ١٥:١٠.
اَلسَّيْرُ فِي طَرِيقِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَفْضَلِ جِدًّا
١٢ مَاذَا عَنَى بُولُسُ حِينَ تَحَدَّثَ عَنْ ‹طَرِيقٍ أَفْضَلَ جِدًّا›؟
١٢ اِقْتَدَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِٱلْمَسِيحِ وَٱتَّبَعَ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ. لِذلِكَ ٱسْتَطَاعَ بِحُرِّيَّةِ كَلَامٍ أَنْ يَحُثَّ إِخْوَتَهُ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ. (١ كو ١١:١) وَرَغْمَ أَنَّهُ شَجَّعَ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ أَنْ يَسْتَمِرُّوا بِغَيْرَةٍ فِي ٱبْتِغَاءِ بَعْضِ مَوَاهِبِ ٱلرُّوحِ ٱلَّتِي تَجَلَّتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، كَٱلشِّفَاءِ وَٱلتَّكَلُّمِ بِأَلْسِنَةٍ، أَرَاهُمْ هَدَفًا أَحْسَنَ، إِذْ ذَكَرَ فِي ١ كُورِنْثُوسَ ١٢:٣١: «أَنَا أُرِيكُمْ بَعْدُ طَرِيقًا أَفْضَلَ جِدًّا». وَتُظْهِرُ ٱلْقَرِينَةُ فِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلتَّالِيَةِ أَنَّهُ عَنَى طَرِيقَ ٱلْمَحَبَّةِ. وَبِأَيِّ مَعْنًى يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّهُ أَفْضَلُ جِدًّا؟ تَابَعَ بُولُسُ مُوضِحًا مَا قَصَدَهُ بِذلِكَ. (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٣:١-٣.) فَإِذَا كَانَتْ لَدَيْهِ قُدُرَاتٌ بَارِزَةٌ وَأَنْجَزَ أُمُورًا عَظِيمَةً وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ مَحَبَّةٌ، فَلَيْسَ شَيْئًا! وَقَدْ أَوْضَحَ بُولُسُ هذِهِ ٱلنُّقْطَةَ بِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، فَجَاءَ كَلَامُهُ حَفْرًا وَتَنْزِيلًا.
١٣ (أ) مَا هِيَ ٱلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٠؟ (ب) بِأَيِّ مَعْنًى يُقَالُ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لَا تَفْنَى أَبَدًا؟
١٣ تَابَعَ بُولُسُ كَلَامَهُ مُعَرِّفًا ٱلْمَحَبَّةَ بِمَا تَفْعَلُهُ وَمَا لَا تَفْعَلُهُ. (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ١٣:٤-٨.) فَمَا رَأْيُكَ أَنْ تُخَصِّصَ ٱلْوَقْتَ لِلتَّأَمُّلِ فِي مَدَى بُلُوغِكَ ٱلْمِقْيَاسَ ٱلَّذِي تَتَطَلَّبُهُ ٱلْمَحَبَّةُ؟ رَكِّزْ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْأَخِيرِ مِنَ ٱلْعَدَدِ ٧ وَٱلْجُمْلَةِ ٱلْأُولَى مِنَ ٱلْعَدَدِ ٨: ‹اَلْمَحَبَّةُ تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَفْنَى أَبَدًا›، وَهِيَ كَلِمَاتُ آيَتِنَا ٱلسَّنَوِيَّةِ لِعَامِ ٢٠١٠. لَاحِظْ أَنَّ بُولُسَ ذَكَرَ فِي ٱلْعَدَدِ ٨ أَنَّ مَوَاهِبَ ٱلرُّوحِ، بِمَا فِيهَا ٱلتَّنَبُّؤُ وَٱلتَّكَلُّمُ بِأَلْسِنَةٍ، سَتُبْطَلُ. فَهذِهِ ٱلْمَوَاهِبُ ٱلَّتِي كَانَ لَهَا دَوْرُهَا أَوَّلَ نَشْأَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ كَانَتْ سَتَنْتَهِي. أَمَّا ٱلْمَحَبَّةُ فَسَتَبْقَى عَلَى ٱلدَّوَامِ. فَبِمَا أَنَّ يَهْوَه مُجَسَّمَ ٱلْمَحَبَّةِ هُوَ أَبَدِيٌّ، فَلَنْ تَفْنَى ٱلْمَحَبَّةُ أَبَدًا لِأَنَّهَا صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ إِلهِنَا ٱلسَّرْمَدِيِّ. — ١ يو ٤:٨.
اَلْمَحَبَّةُ تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ
١٤، ١٥ (أ) كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْمَحَبَّةُ عَلَى ٱحْتِمَالِ ٱلتَّجَارِبِ؟ (ب) لِمَاذَا رَفَضَ أَخٌ شَابٌّ أَنْ يُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِهِ؟
١٤ مَا ٱلَّذِي يُمَكِّنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنِ ٱحْتِمَالِ كُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِمْ مِنْ تَجَارِبَ وَمِحَنٍ وَمَشَاكِلَ؟ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ، إِنَّهَا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى مَبْدَإٍ. فَمِثْلُ هذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ لَا تَقْتَصِرُ عَلَى ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ، بَلْ تَتَعَدَّاهَا وَتَصِلُ إِلَى حَدِّ كَوْنِنَا مُسْتَعِدِّينَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا وَلَوْ عَنَى ذلِكَ خَسَارَةَ حَيَاتِنَا فِي سَبِيلِ ٱلْمَسِيحِ. (لو ٩:٢٤، ٢٥) وَهذَا مَا يُوضِحُهُ ٱلْمَسْلَكُ ٱلْأَمِينُ ٱلَّذِي حَافَظَ عَلَيْهِ ٱلشُّهُودُ ٱلَّذِينَ عَانَوُا ٱلْأَمَرَّيْنِ فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ وَٱلْأَشْغَالِ ٱلشَّاقَّةِ وَٱلسُّجُونِ إِبَّانَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ وَبَعْدَهَا.
١٥ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ شَاهِدٍ أَلْمَانِيٍّ شَابٍّ ٱسْمُهُ ويلهلم رَفَضَ ٱلْمُسَايَرَةَ وَبَقِيَ وَلِيًّا وَهُوَ يُوَاجِهُ حُكْمَ ٱلْإِعْدَامِ رَمْيًا بِٱلرَّصَاصِ عَلَى يَدِ ٱلنَّازِيِّينَ. فَقَدْ ذَكَرَ فِي رِسَالَةٍ وَدَاعِيَّةٍ كَتَبَهَا إِلَى عَائِلَتِهِ: «عَلَيْنَا قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ أَنْ نُحِبَّ ٱللّٰهَ، كَمَا أَمَرَ قَائِدُنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. فَإِذَا نَاصَرْنَاهُ يُكَافِئُنَا». وَلَاحِقًا، كَتَبَتْ أُخْتُهُ فِي إِحْدَى مَقَالَاتِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «خِلَالَ ٱضْطِرَابَاتِ ٱلزَّمَنِ تَأَكَّدْنَا كَعَائِلَةٍ أَنْ تَأْتِيَ دَائِمًا مَحَبَّتُنَا لِلّٰهِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ». هذِهِ هِيَ ٱلرُّوحُ ٱلَّتِي يُعْرِبُ عَنْهَا إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ مَسْجُونُونَ حَالِيًّا فِي أرمينيا وَإِريتريا وَكوريا ٱلجنوبية وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْبُلْدَانِ. فَهؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ثَابِتُونَ فِي مَحَبَّتِهِمْ لِيَهْوَه.
١٦ مَاذَا ٱحْتَمَلَ إِخْوَتُنَا فِي ملاوي؟
١٦ يُوَاجِهُ إِخْوَتُنَا فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ تَجَارِبَ مُخْتَلِفَةً تَمْتَحِنُ إِيمَانَهُمْ وَٱحْتِمَالَهُمْ. فَطَوَالَ ٢٦ سَنَةً، وَاجَهَ شُهُودُ يَهْوَه فِي ملاوي ٱلْحَظْرَ ٱلْحُكُومِيَّ وَٱحْتَمَلُوا ٱلْمُقَاوَمَةَ ٱلشَّدِيدَةَ وَٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْفَظَائِعِ، وَقَدْ كُوفِئُوا عَلَى ٱحْتِمَالِهِمْ. فَعِنْدَمَا ٱنْدَلَعَ ٱلِٱضْطِهَادُ، كَانَ عَدَدُ ٱلشُّهُودِ هُنَاكَ نَحْوَ ٠٠٠,١٨. لكِنَّهُمْ أَصْبَحُوا بَعْدَ ثَلَاثِينَ سَنَةً ٣٩٣,٣٨ شَاهِدًا، أَيْ أَكْثَرَ مِنْ ضِعْفَيْنِ. وَٱخْتَبَرَتْ بُلْدَانٌ أُخْرَى أَيْضًا نَتَائِجَ مُمَاثِلَةً.
١٧ مَاذَا يَتَعَرَّضُ لَهُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْبُيُوتِ ٱلْمُنْقَسِمَةِ، وَمَا ٱلَّذِي يُمَكِّنُهُمْ مِنَ ٱلِٱحْتِمَالِ؟
١٧ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْهَجَمَاتِ ٱلْمُبَاشِرَةَ ٱلَّتِي تُشَنُّ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ عُمُومًا تُشَكِّلُ تَحَدِّيًا صَعْبًا. غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُقَاوَمَةَ ٱلَّتِي يَتَعَرَّضُ لَهَا ٱلْمَسِيحِيُّ مِنْ أَعْضَاءِ عَائِلَتِهِ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ أَصْعَبَ، وَرُبَّمَا يَأْتِي ٱلضَّغْطُ مِنْ أَهْلِ ٱلْبَيْتِ أَوْ مِنَ ٱلْأَقْرِبَاءِ ٱللَّصِيقِينَ. وَقَدْ أَنْبَأَ يَسُوعُ بِحُصُولِ ذلِكَ، وَكَثِيرُونَ يُدْرِكُونَ مِنِ ٱخْتِبَارِهِمِ ٱلْخَاصِّ صِحَّةَ كَلَامِهِ. (مت ١٠:٣٥، ٣٦) فَثَمَّةَ مُرَاهِقُونَ ٱحْتَمَلُوا ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ وَالِدِيهِمْ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، فَأُنْكِرَ ٱلْبَعْضُ فِيمَا طُرِدَ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ مِنْ مَنَازِلِهِمْ، فَآوَاهُمُ ٱلشُّهُودُ بِمَحَبَّةٍ. وَمَا ٱلَّذِي مَكَّنَهُمْ مِنَ ٱلِٱحْتِمَالِ؟ لَقَدِ ٱحْتَمَلَ أَمْثَالُ هؤُلَاءِ سُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ لَا بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِمْ لِمَعْشَرِ إِخْوَتِهِمْ فَحَسْبُ، بَلْ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِمِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ لِيَهْوَه وَٱبْنِهِ. — ١ بط ١:٢٢؛ ١ يو ٤:٢١.
١٨ كَيْفَ تُسَاعِدُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ؟
١٨ هُنَاكَ ظُرُوفٌ أُخْرَى كَثِيرَةٌ تَسْتَدْعِي ٱلِٱتِّصَافَ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تُسَاعِدُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ عَلَى ٱحْتِرَامِ كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «مَا جَمَعَهُ ٱللّٰهُ فِي نِيرٍ وَاحِدٍ فَلَا يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ». (مت ١٩:٦) فَعِنْدَمَا يَمُرُّونَ بِـ «ضِيقٍ فِي جَسَدِهِمْ»، يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرُوا أَنَّ يَهْوَه طَرَفٌ أَسَاسِيٌّ فِي زَوَاجِهِمْ. (١ كو ٧:٢٨) وَكَلِمَتُهُ تَقُولُ إِنَّ ‹ٱلْمَحَبَّةَ تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ›، وَهذِهِ ٱلصِّفَةُ تُحَصِّنُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱللَّذَيْنِ يَتَسَرْبَلَانِ بِهَا فَيَلْتَصِقَانِ أَحَدُهُمَا بِٱلْآخَرِ وَيَعْمَلَانِ عَلَى صَوْنِ زَوَاجِهِمَا. — كو ٣:١٤.
١٩ مَاذَا يَحْدُثُ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ بَعْدَ وُقُوعِ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ؟
١٩ تُسَاعِدُنَا ٱلْمَحَبَّةُ عَلَى ٱحْتِمَالِ كُلِّ شَيْءٍ إِبَّانَ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ. هذَا مَا حَدَثَ عِنْدَمَا ضَرَبَ زِلْزَالٌ جَنُوبَ البيرو، وَٱجْتَاحَ إِعْصَارُ كاترينا مَنْطِقَةَ خَلِيجِ المكسيك فِي ٱلْجُزْءِ ٱلْجَنُوبِيِّ ٱلشَّرْقِيِّ مِنَ الولايات المتحدة. فَقَدْ خَسِرَ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا بُيُوتَهُمْ أَوْ مُمْتَلَكَاتِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةَ فِي هَاتَيْنِ ٱلْكَارِثَتَيْنِ. فَهَبَّتِ ٱلْجَمَاعَاتُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ إِلَى إِرْسَالِ مُؤَنِ ٱلْإِغَاثَةِ، وَسَارَعَ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ إِلَى بِنَاءِ ٱلْبُيُوتِ وَتَرْمِيمِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَمِثْلُ هذِهِ ٱلْأَعْمَالِ تُبَرْهِنُ أَنَّ إِخْوَتَنَا يُحِبُّونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَهْتَمُّونَ وَاحِدُهُمْ بِٱلْآخَرِ فِي كُلِّ ٱلظُّرُوفِ وَٱلْأَوْقَاتِ. — يو ١٣:٣٤، ٣٥؛ ١ بط ٢:١٧.
اَلْمَحَبَّةُ لَا تَفْنَى أَبَدًا
٢٠، ٢١ (أ) مَا ٱلَّذِي يَجْعَلُ ٱلْمَحَبَّةَ فَائِقَةَ ٱلْقِيمَةِ؟ (ب) لِمَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى ٱلسَّيْرِ فِي طَرِيقِ ٱلْمَحَبَّةِ؟
٢٠ إِنَّ شَعْبَ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ هُمْ مِثَالٌ حَيٌّ عَلَى حِكْمَةِ ٱلسَّيْرِ فِي طَرِيقِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَفْضَلِ جِدًّا. إِنَّهُ ٱلطَّرِيقُ ٱلْأَفْضَلُ فِي كَافَّةِ ٱلظُّرُوفِ وَٱلْأَحْوَالِ. لَاحِظْ كَيْفَ شَدَّدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَلَى هذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ. أَوَّلًا، ذَكَرَ أَنَّ مَوَاهِبَ ٱلرُّوحِ سَتُبْطَلُ وَأَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ سَتَتَجَاوَزُ مَرْحَلَةَ ٱلطُّفُولَةِ وَتَبْلُغُ ٱلنُّضْجَ. ثُمَّ ٱخْتَتَمَ قَائِلًا: «أَمَّا ٱلْآنَ فَيَبْقَى ٱلْإِيمَانُ وَٱلرَّجَاءُ وَٱلْمَحَبَّةُ، هٰذِهِ ٱلثَّلَاثَةُ، وَلٰكِنَّ أَعْظَمَهَا ٱلْمَحَبَّةُ». — ١ كو ١٣:١٣.
٢١ فَفِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، سَيَتَحَقَّقُ مَا نُؤْمِنُ بِهِ فَتَنْتَفِي ٱلْحَاجَةُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِمَا أَصْبَحَ حَقِيقَةً. كَمَا أَنَّ ٱلرَّجَاءَ بِٱلْوُعُودِ ٱلَّتِي نَتُوقُ إِلَى إِتْمَامِهَا لَنْ يَبْقَى لَهُ دَاعٍ مَتَى أَصْبَحَ كُلُّ شَيْءٍ جَدِيدًا. وَلكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِي ٱلْمَحَبَّةِ؟ لَنْ تَفْنَى أَبَدًا. وَبِمَا أَنَّنَا نَرْجُو ٱلْعَيْشَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، نَتَوَقَّعُ حَتْمًا أَنْ نَرَى وَنَفْهَمَ آنَذَاكَ ٱلْمَزِيدَ وَٱلْمَزِيدَ مِنْ أَوْجُهِ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ. فَٱسْتَمِرَّ فِي صُنْعِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ بِٱلسَّيْرِ فِي طَرِيقِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَفْضَلِ جِدًّا، ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي لَا تَفْنَى أَبَدًا، لِتَبْقَى حَيًّا إِلَى ٱلْأَبَدِ. — ١ يو ٢:١٧.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَحْتَرِسَ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْأُمُورِ ٱلْخَاطِئَةِ؟
• أَيَّةُ أُمُورٍ تُسَاعِدُنَا ٱلْمَحَبَّةُ عَلَى ٱحْتِمَالِهَا؟
• بِأَيِّ مَعْنًى يُقَالُ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ لَا تَفْنَى أَبَدًا؟
[النبذة في الصفحة ٢٧]
اَلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٠ هِيَ: ‹اَلْمَحَبَّةُ تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَفْنَى أَبَدًا›. — ١ كو ١٣:٧، ٨.
[الصورة في الصفحة ٢٥]
تَدْفَعُنَا مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلشَّهَادَةِ لِلْآخَرِينَ
[الصورة في الصفحة ٢٦]
اَلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي لَا تَفْنَى مَكَّنَتْ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا فِي ملاوي مِنِ ٱحْتِمَالِ ٱلتَّجَارِبِ