مَارِسِ ٱلْإِيمَانَ بِوُعُودِ يَهْوَهَ
«اَلْإِيمَانُ هُوَ . . . ٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى». — عب ١١:١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٥٤، ١٢٥
١ كَيْفَ نَنْظُرُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ؟
اَلْإِيمَانُ صِفَةٌ نَادِرَةٌ لَا يَتَحَلَّى بِهَا كُلُّ ٱلْبَشَرِ. (٢ تس ٣:٢) لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَمْنَحُ ٱلْإِيمَانَ لِكُلِّ خُدَّامِهِ. (رو ١٢:٣؛ غل ٥:٢٢) فَكَمْ نَشْكُرُهُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْهِبَةِ ٱلثَّمِينَةِ!
٢، ٣ (أ) أَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَتَمَتَّعُ بِهَا بِفَضْلِ ٱلْإِيمَانِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
٢ لَقَدْ بَذَلَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ ٱلْحَبِيبَ فِدْيَةً كَيْ يَنَالَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ غُفْرَانَ ٱلْخَطَايَا. وَٱلْإِيمَانُ بِهٰذِهِ ٱلْفِدْيَةِ يُتِيحُ لَهُمْ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِصَدَاقَةِ يَهْوَهَ وَيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (يو ٦:٤٤، ٦٥؛ رو ٦:٢٣) فَمَا أَعْظَمَ لُطْفَ يَهْوَهَ! فَرَغْمَ أَنَّنَا خُطَاةٌ وَنَسْتَحِقُّ ٱلْمَوْتَ، رَأَى فِينَا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى فِعْلِ ٱلصَّلَاحِ. (مز ١٠٣:١٠) لِذَا فَتَحَ قَلْبَنَا لِنَقْبَلَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ يَسُوعَ وَذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. وَلِأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِٱلْمَسِيحِ وَنَتْبَعُهُ، نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. — اقرأ ١ يوحنا ٤:٩، ١٠.
٣ وَلٰكِنْ مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ بِٱلضَّبْطِ؟ هَلْ يَقْتَصِرُ عَلَى مَعْرِفَةِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يُخَبِّئُهَا لَنَا ٱللّٰهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ وَكَيْفَ نُعْرِبُ عَنْهُ؟
‹مَارِسِ ٱلْإِيمَانَ بِقَلْبِكَ›
٤ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْإِيمَانُ فِينَا؟
٤ لَا يَقْتَصِرُ ٱلْإِيمَانُ عَلَى مَعْرِفَةِ قَصْدِ ٱللّٰهِ. فَهُوَ يُوَلِّدُ فِينَا أَيْضًا رَغْبَةً قَوِيَّةً فِي ٱلْعَيْشِ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَتِهِ. كَمَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِوَسِيلَةِ ٱللّٰهِ لِلْخَلَاصِ يَدْفَعُنَا إِلَى إِعْلَانِ ٱلْبِشَارَةِ لِلْآخَرِينَ. أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «إِنْ أَعْلَنْتَ جَهْرًا تِلْكَ ‹ٱلْكَلِمَةَ بِفَمِكَ›، أَنَّ يَسُوعَ رَبٌّ، وَمَارَسْتَ ٱلْإِيمَانَ بِقَلْبِكَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، تَخْلُصْ. لِأَنَّهُ بِٱلْقَلْبِ يُمَارِسُ ٱلْمَرْءُ ٱلْإِيمَانَ لِلْبِرِّ، وَبِٱلْفَمِ يَقُومُ بِإِعْلَانٍ جَهْرِيٍّ لِلْخَلَاصِ». — رو ١٠:٩، ١٠؛ ٢ كو ٤:١٣.
٥ لِمَ ٱلْإِيمَانُ مُهِمٌّ جِدًّا، وَكَيْفَ نُبْقِيهِ قَوِيًّا؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٥ كَمَا رَأَيْنَا، لِكَيْ نَتَمَتَّعَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلْإِيمَانِ وَنُبْقِيَهُ قَوِيًّا. فَٱلْإِيمَانُ يُشْبِهُ ٱلنَّبْتَةَ. وَٱلنَّبْتَةُ إِنْ لَمْ نَسْقِهَا بِٱسْتِمْرَارٍ، فَلَنْ تَنْمُوَ وَتَبْقَى نَضِرَةً بَلْ سَتَذْبُلُ وَتَمُوتُ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، عَلَيْنَا أَنْ نُغَذِّيَ إِيمَانَنَا لِكَيْ «يَنْمُوَ» وَيَبْقَى ‹صَحِيحًا›. — ٢ تس ١:٣؛ تي ٢:٢؛ لو ٢٢:٣٢؛ عب ٣:١٢.
مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ؟
٦ أَيُّ أَمْرَيْنِ يَشْمُلُهُمَا ٱلْإِيمَانُ بِحَسَبِ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:١؟
٦ يُعَرِّفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْإِيمَانَ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:١. (اقرأها.) فَٱلْإِيمَانُ هُوَ أَوَّلًا «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ»، مِثْلِ وُعُودِ ٱللّٰهِ بِشَأْنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ مَثَلًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُنْهِي ٱلشَّرَّ وَيَجْلُبُ عَالَمًا جَدِيدًا. ثَانِيًا، ٱلْإِيمَانُ هُوَ «ٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ»، أَيِ ٱلدَّلِيلُ ٱلْمُقْنِعُ، عَلَى «حَقَائِقَ لَا تُرَى». فَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ مِنْ وُجُودِ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَٱلْمَلَائِكَةِ وَٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ، مَعَ أَنَّنَا لَا نَرَاهُمْ. (عب ١١:٣) وَنَحْنُ نُثْبِتُ بِأَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا أَنَّنَا نُؤْمِنُ فِعْلًا بِوُعُودِ ٱللّٰهِ وَبِٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي لَا تُرَى.
٧ كَيْفَ يُظْهِرُ لَنَا مِثَالُ نُوحٍ مَا يَعْنِيهِ ٱلْإِيمَانُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ وَتُبْرِزُ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:٧ إِيمَانَ نُوحٍ ٱلَّذِي «بَعْدَمَا أُعْطِيَ تَحْذِيرًا إِلٰهِيًّا مِنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ، ٱتَّقَى وَبَنَى فُلْكًا لِخَلَاصِ أَهْلِ بَيْتِهِ». فَٱلْإِيمَانُ دَفَعَ نُوحًا إِلَى بِنَاءِ فُلْكٍ ضَخْمٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّ جِيرَانَهُ سَأَلُوهُ عَنِ ٱلسَّبَبِ. فَهَلْ لَزِمَ ٱلصَّمْتَ أَوْ طَلَبَ مِنْهُمْ أَلَّا يَتَدَخَّلُوا فِي مَا لَا يَعْنِيهِمْ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ نُوحًا كَانَ ‹كَارِزًا بِٱلْبِرِّ›. (٢ بط ٢:٥) فَإِيمَانُهُ دَفَعَهُ أَنْ يَشْهَدَ لَهُمْ وَيُحَذِّرَهُمْ مِنْ دَيْنُونَةِ ٱللّٰهِ ٱلْوَشِيكَةِ. وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، نَقَلَ إِلَيْهِمْ كَلِمَاتِ يَهْوَهَ بِحَذَافِيرِهَا: «نِهَايَةُ كُلِّ جَسَدٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱمْتَلَأَتْ عُنْفًا . . . هَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ ٱلْمِيَاهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ لِأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ قُوَّةُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ ٱلسَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي ٱلْأَرْضِ يَمُوتُ». وَلَا شَكَّ أَنَّهُ أَوْضَحَ لِلنَّاسِ أَيْضًا أَنَّ ‹دُخُولَ ٱلْفُلْكِ› هُوَ وَسِيلَةُ يَهْوَهَ لِنَيْلِ ٱلْخَلَاصِ. — تك ٦:١٣، ١٧، ١٨.
٨ مَاذَا كَتَبَ يَعْقُوبُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ؟
٨ وَٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ أَيْضًا كَتَبَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ، عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ مِنْ كِتَابَةِ بُولُسَ لِسِفْرِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ. وَمِثْلَ بُولُسَ، أَوْضَحَ يَعْقُوبُ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ يَجِبُ أَنْ تُرَافِقَهُ ٱلْأَعْمَالُ. كَتَبَ: «أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ ٱلْأَعْمَالِ، وَأَنَا أُرِيكَ إِيمَانِي بِأَعْمَالِي». (يع ٢:١٨) فَٱلْإِيمَانُ وَحْدَهُ لَا يَكْفِي. فَٱلشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ مَوْجُودٌ، لٰكِنَّ إِيمَانَهُمْ هٰذَا لَيْسَ إِيمَانًا حَقِيقِيًّا. فَهُمْ يُقَاوِمُونَ ٱللّٰهَ وَيَعْمَلُونَ عَكْسَ مَشِيئَتِهِ. (يع ٢:١٩، ٢٠) ثُمَّ عَادَ يَعْقُوبُ وَأَشَارَ إِلَى مِثَالِ رَجُلٍ تَحَلَّى بِإِيمَانٍ حَقِيقِيٍّ، قَائِلًا: «أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِٱلْأَعْمَالِ، إِذْ قَرَّبَ إِسْحَاقَ ٱبْنَهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ؟ فَأَنْتَ تَرَى أَنَّ إِيمَانَهُ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ وَبِأَعْمَالِهِ كُمِّلَ إِيمَانُهُ». وَلِيُشَدِّدَ عَلَى ٱرْتِبَاطِ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْأَعْمَالِ، أَضَافَ: «كَمَا أَنَّ ٱلْجَسَدَ بِلَا رُوحٍ مَيِّتٌ، كَذٰلِكَ ٱلْإِيمَانُ بِلَا أَعْمَالٍ مَيِّتٌ». — يع ٢:٢١-٢٣، ٢٦.
٩، ١٠ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ بِٱلِٱبْنِ؟
٩ وَبَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً، كَتَبَ يُوحَنَّا إِنْجِيلَهُ وَثَلَاثَ رَسَائِلَ. وَمِثْلَ غَيْرِهِ مِنْ كَتَبَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، فَهِمَ هٰذَا ٱلرَّسُولُ مَا يَشْمُلُهُ ٱلْإِيمَانُ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ٱسْتَخْدَمَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً فِي كِتَابَاتِهِ فِعْلًا يُونَانِيًّا يُتَرْجَمُ أَحْيَانًا إِلَى «يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ».
١٠ مَثَلًا، أَوْضَحَ يُوحَنَّا: «اَلَّذِي يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلِٱبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَٱلَّذِي يَعْصِي ٱلِٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ سُخْطُ ٱللّٰهِ». (يو ٣:٣٦) فَٱلْإِيمَانُ بِٱلِٱبْنِ يَشْمُلُ أَنْ نُطِيعَ وَصَايَاهُ. وَكَثِيرًا مَا ٱقْتَبَسَ يُوحَنَّا كَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلَّتِي تُشَدِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ مُمَارَسَةِ ٱلْإِيمَانِ. — يو ٣:١٦؛ ٦:٢٩، ٤٠؛ ١١:٢٥، ٢٦؛ ١٤:١، ١٢.
١١ كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِيَهْوَهَ؟
١١ نَحْنُ نُقَدِّرُ جِدًّا أَنَّ يَهْوَهَ يَكْشِفُ لَنَا ٱلْحَقَّ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِهِ وَبِٱبْنِهِ. (اقرأ لوقا ١٠:٢١.) فَلْنَشْكُرْهُ دَائِمًا لِأَنَّهُ ٱجْتَذَبَنَا إِلَيْهِ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ، «ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ». (عب ١٢:٢) وَلْنَسْتَمِرَّ فِي تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا بِٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ وَدَرْسِ كَلِمَتِهِ بِٱنْتِظَامٍ. — اف ٦:١٨؛ ١ بط ٢:٢.
١٢ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ؟
١٢ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، يَجِبُ أَنْ نُظْهِرَ بِٱلْأَعْمَالِ إِيمَانَنَا ٱلْقَوِيَّ بِوُعُودِ يَهْوَهَ. مَثَلًا، نَحْنُ نُدَاوِمُ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَعَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. وَنَسْعَى أَيْضًا لِنَعْمَلَ «ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». (غل ٦:١٠) كَمَا نَجْتَهِدُ لِنَخْلَعَ «ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ مَعَ مُمَارَسَاتِهَا»، مُتَجَنِّبِينَ كُلَّ مَا يُضْعِفُنَا رُوحِيًّا. — كو ٣:٥، ٨-١٠.
اَلْإِيمَانُ بِٱللّٰهِ هُوَ أَحَدُ «ٱلْأَسَاسَاتِ»
١٣ لِمَاذَا «ٱلْإِيمَانُ بِٱللّٰهِ» مُهِمٌّ جِدًّا؟
١٣ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ يَهْوَهَ: «بِدُونِ إِيمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاؤُهُ، لِأَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ». (عب ١١:٦) وَيُظْهِرُ أَيْضًا أَنَّ «ٱلْإِيمَانَ بِٱللّٰهِ» هُوَ أَحَدُ «ٱلْأَسَاسَاتِ» ٱلضَّرُورِيَّةِ لِيَكُونَ ٱلْمَرْءُ مَسِيحِيًّا حَقِيقِيًّا. (عب ٦:١) وَلٰكِنْ عَلَيْنَا كَمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹نُضِيفَ إِلَى إِيمَانِنَا› صِفَاتٍ مُهِمَّةً أُخْرَى، لِكَيْ ‹نَحْفَظَ أَنْفُسَنَا فِي مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ›. — اقرأ ٢ بطرس ١:٥-٧؛ يه ٢٠، ٢١.
١٤، ١٥ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْمَحَبَّةِ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلْإِيمَانِ؟
١٤ لَقَدْ شَدَّدَ كَتَبَةُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْإِيمَانِ. فَأَشَارُوا إِلَيْهِ مِئَاتِ ٱلْمَرَّاتِ، أَكْثَرَ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْأُخْرَى. وَلٰكِنْ هَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ أَهَمُّ صِفَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نَتَحَلَّى بِهَا؟
١٥ كَتَبَ بُولُسُ مُقَارِنًا بَيْنَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ: «إِنْ كَانَ لِي كُلُّ ٱلْإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ ٱلْجِبَالَ، وَلٰكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا». (١ كو ١٣:٢) وَقَالَ يَسُوعُ إِنَّ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ «ٱلْعُظْمَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ». (مت ٢٢:٣٥-٤٠) فَٱلْمَحَبَّةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُنَمِّيَ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، بِمَا فِيهَا ٱلْإِيمَانُ. مَثَلًا، يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ «تُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ»، أَيْ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِكُلِّ مَا يَقُولُهُ ٱللّٰهُ فِي كَلِمَتِهِ. — ١ كو ١٣:٤، ٧.
١٦، ١٧ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ وَٱلْمَحَبَّةَ كَثِيرًا مَا يُذْكَرَانِ مَعًا؟ وَلٰكِنْ أَيُّهُمَا أَعْظَمُ، وَلِمَاذَا؟
١٦ وَلِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلْإِيمَانَ كِلَيْهِمَا مُهِمَّانِ جِدًّا، كَثِيرًا مَا ذَكَرَهُمَا كَتَبَةُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مَعًا. مَثَلًا، شَجَّعَ بُولُسُ ٱلْإِخْوَةَ أَنْ يَلْبَسُوا «دِرْعَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ». (١ تس ٥:٨) وَكَتَبَ بُطْرُسُ عَنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ قَائِلًا: «اَلَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ قَطُّ تُحِبُّونَهُ. وَمَعَ أَنَّكُمْ لَا تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ٱلْآنَ، تُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ». (١ بط ١:٨) وَسَأَلَ يَعْقُوبُ إِخْوَتَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ: «أَمَا ٱخْتَارَ ٱللّٰهُ ٱلْفُقَرَاءَ فِي نَظَرِ ٱلْعَالَمِ لِيَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ وَوَرَثَةً لِلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟». (يع ٢:٥) وَكَتَبَ يُوحَنَّا أَيْضًا: «هٰذِهِ هِيَ وَصِيَّةُ [ٱللّٰهِ] أَنْ نُؤْمِنَ بِٱسْمِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا». — ١ يو ٣:٢٣.
١٧ لٰكِنَّنَا لَنْ نَعُودَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ عَنِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ عِنْدَمَا تَتَحَقَّقُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. غَيْرَ أَنَّنَا سَنَحْتَاجُ دَائِمًا أَنْ نُحِبَّ ٱللّٰهَ وَقَرِيبَنَا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، سَنَسْتَمِرُّ فِي تَنْمِيَةِ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. لِذٰلِكَ كَتَبَ بُولُسُ: «أَمَّا ٱلْآنَ فَيَبْقَى ٱلْإِيمَانُ وَٱلرَّجَاءُ وَٱلْمَحَبَّةُ، هٰذِهِ ٱلثَّلَاثَةُ، وَلٰكِنَّ أَعْظَمَهَا ٱلْمَحَبَّةُ». — ١ كو ١٣:١٣.
بُرْهَانٌ قَوِيٌّ عَلَى ٱلْإِيمَانِ
١٨، ١٩ أَيُّ بُرْهَانٍ قَوِيٍّ عَلَى ٱلْإِيمَانِ نَرَاهُ ٱلْيَوْمَ، وَإِلَى مَنْ يَرْجِعُ ٱلْفَضْلُ فِي ذٰلِكَ؟
١٨ يُؤْمِنُ شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَيُؤَيِّدُونَهُ. كَمَا أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَهٰذَا بِفَضْلِ ٱتِّبَاعِ إِرْشَادِ رُوحِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِهِمْ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) وَٱلنَّتِيجَةُ؟ يَتَمَتَّعُ أَكْثَرُ مِنْ ثَمَانِيَةِ مَلَايِينِ أَخٍ وَأُخْتٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي فِرْدَوْسٍ رُوحِيٍّ. فَيَا لَهُ مِنْ بُرْهَانٍ قَوِيٍّ عَلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ!
١٩ لٰكِنَّ ٱلْفَضْلَ فِي هٰذَا ٱلنُّمُوِّ لَا يَرْجِعُ إِلَى أَيِّ إِنْسَانٍ. فَيَهْوَهُ وَحْدَهُ يَسْتَحِقُّ ٱلتَّسْبِيحَ عَلَى هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلرَّائِعِ. (اش ٥٥:١٣) وَكَمْ نُقَدِّرُ أَنَّهُ أَتَاحَ لَنَا فُرْصَةَ ٱلْخَلَاصِ «بِوَاسِطَةِ ٱلْإِيمَانِ»! (اف ٢:٨) وَهُوَ سَيَسْتَمِرُّ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْمَزِيدِ عَلَى ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى فِرْدَوْسِنَا ٱلرُّوحِيِّ، حَتَّى تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا بِأُنَاسٍ كَامِلِينَ وَأَبْرَارٍ وَسُعَدَاءَ يُسَبِّحُونَهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ.