لِنَفْرَحْ بِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ
«لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ . . . لِأَنَّ عُرْسَ ٱلْحَمَلِ قَدْ جَاءَ». — رؤ ١٩:٧.
١، ٢ (أ) أَيُّ زِفَافٍ سَيَكُونُ سَبَبَ بَهْجَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
يَتَطَلَّبُ ٱلتَّحْضِيرُ لِلزِّفَافِ وَقْتًا طَوِيلًا. وَسَنُرَكِّزُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَلَى زِفَافٍ مُمَيَّزٍ جِدًّا، زِفَافٍ مَلَكِيٍّ يُعَدُّ لَهُ مُنْذُ نَحْوِ ٠٠٠,٢ سَنَةٍ. وَٱلْآنَ، يَقْتَرِبُ بِسُرْعَةٍ ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي سَيَتَّحِدُ فِيهِ ٱلْعَرِيسُ بِعَرُوسِهِ. وَقَرِيبًا، سَتَمْلَأُ أَصْوَاتُ ٱلْمُوسِيقَى ٱلْفَرِحَةِ أَرْجَاءَ قَصْرِ ٱلْمَلِكِ، وَسَتُرَنِّمُ ٱلْحُشُودُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ قَائِلَةً: «سَبِّحُوا يَاهَ، لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَنَا، ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، قَدِ ٱبْتَدَأَ يَمْلِكُ. فَلْنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ، وَلْنُعْطِهِ ٱلْمَجْدَ، لِأَنَّ عُرْسَ ٱلْحَمَلِ قَدْ جَاءَ وَعَرُوسَهُ قَدْ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا». — رؤ ١٩:٦، ٧.
٢ لَيْسَ «ٱلْحَمَلُ» ٱلَّذِي سَيَكُونُ زِفَافُهُ سَبَبَ بَهْجَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ إِلَّا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ. (يو ١:٢٩) فَمَاذَا سَيَرْتَدِي فِي يَوْمِ زِفَافِهِ؟ مَنْ هِيَ عَرُوسُهُ؟ كَيْفَ تُهَيَّأُ لِلزَّوَاجِ؟ مَتَى يَحِينُ وَقْتُ ٱلزِّفَافِ؟ وَبِمَا أَنَّ هٰذَا ٱلزَّوَاجَ سَيَكُونُ سَبَبَ بَهْجَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ، فَهَلْ يَفْرَحُ بِهِ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ سَنُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ فِيمَا نُتَابِعُ فَحْصَنَا لِلْمَزْمُور ٤٥.
ثِيَابُهُ مُعَطَّرَةٌ
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يَصِفُ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ ثِيَابَ زِفَافِ ٱلْعَرِيسِ، وَمَاذَا يَزِيدُ مِنْ فَرَحِهِ؟ (ب) مَنْ هُنَّ ‹بَنَاتُ ٱلْمُلُوكِ› وَ «قَرِينَةُ ٱلْمَلِكِ» ٱللَّوَاتِي يُشَارِكْنَ فَرَحَ ٱلْعَرِيسِ؟
٣ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:٨، ٩. يَرْتَدِي ٱلْعَرِيسُ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، ثِيَابَ زِفَافِهِ ٱلْمَلَكِيَّةَ ٱلْفَاخِرَةَ ٱلَّتِي تَفُوحُ مِنْهَا رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ مِثْلُ رَائِحَةِ «أَفْخَرِ ٱلْعُطُورِ»، كَٱلْمُرِّ وَٱلسَّلِيخَةِ ٱللَّذَيْنِ كَانَا مِنْ مُكَوِّنَاتِ زَيْتِ ٱلْمَسْحِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي إِسْرَائِيلَ. — خر ٣٠:٢٣-٢٥.
٤ وَٱلْمُوسِيقَى ٱلسَّمَاوِيَّةُ ٱلَّتِي تَمْلَأُ ٱلْقَصْرَ تَزِيدُ مِنَ ٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي يَشْعُرُ بِهِ ٱلْعَرِيسُ مَعَ ٱقْتِرَابِ زِفَافِهِ. وَتُشَارِكُهُ هٰذِهِ ٱلْفَرْحَةَ «قَرِينَةُ ٱلْمَلِكِ»، ٱلْجُزْءُ ٱلسَّمَاوِيُّ مِنْ هَيْئَةِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَضُمُّ ‹بَنَاتِ ٱلْمُلُوكِ›، أَيِ ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلْقُدُّوسِينَ. وَكَمْ هُوَ مُثِيرٌ سَمَاعُ ٱلْأَصْوَاتِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ تُعْلِنُ: «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ . . . لِأَنَّ عُرْسَ ٱلْحَمَلِ قَدْ جَاءَ»!
اَلْعَرُوسُ تُهَيَّأُ لِزِفَافِهَا
٥ مَنْ هِيَ «ٱمْرَأَةُ ٱلْحَمَلِ»؟
٥ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٠، ١١. بَعْدَ أَنْ عَرَفْنَا مَنْ هُوَ ٱلْعَرِيسُ، يَبْقَى عَلَيْنَا أَنْ نُحَدِّدَ هُوِيَّةَ ٱلْعَرُوسِ. فَمَنْ هِيَ يَا تُرَى؟ إِنَّهَا عَرُوسٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ جَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّتِي يَرْأَسُهَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. (اقرأ افسس ٥:٢٣، ٢٤.) فَهُمْ سَيَصِيرُونَ جُزْءًا مِنْ مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (لو ١٢:٣٢) وَهٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلْبَالِغُ عَدَدُهُمْ ٠٠٠,١٤٤ «يَتْبَعُونَ ٱلْحَمَلَ حَيْثُمَا يَذْهَبُ». (رؤ ١٤:١-٤) فَهُمْ يُصْبِحُونَ «ٱمْرَأَةَ ٱلْحَمَلِ» وَيَسْكُنُونَ مَعَهُ فِي مَنْزِلِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. — رؤ ٢١:٩؛ يو ١٤:٢، ٣.
٦ لِمَ يُشَارُ إِلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ بِـ «بِنْتِ ٱلْمَلِكِ»، وَلِمَ يُوصَوْنَ أَنْ ‹يَنْسَوْا شَعْبَهُمْ›؟
٦ لَاحِظْ أَنَّهُ لَا يُشَارُ إِلَى ٱلْعَرُوسِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ بِـ ‹ٱلْبِنْتِ› فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا بِـ «بِنْتِ ٱلْمَلِكِ». (مز ٤٥:١٣) فَمَنْ هُوَ هٰذَا «ٱلْمَلِكُ»؟ إِنَّهُ يَهْوَهُ ٱلَّذِي تَبَنَّى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ‹كَأَوْلَادٍ› لَهُ. (رو ٨:١٥-١٧) وَبِمَا أَنَّهُمْ سَيَصِيرُونَ زَوْجَةً سَمَاوِيَّةً، فَقَدْ أُوصُوا أَنْ ‹يَنْسَوْا شَعْبَهُمْ وَبَيْتَ أَبِيهِمْ›. فَعَلَيْهِمْ أَنْ يُبْقُوا عُقُولَهُمْ «مُرَكَّزَةً فِي مَا هُوَ فَوْقُ، لَا فِي مَا هُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». — كو ٣:١-٤.
٧ (أ) كَيْفَ يُهَيِّئُ ٱلْمَسِيحُ زَوْجَتَهُ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةَ مُنْذُ قُرُونٍ؟ (ب) كَيْفَ تَنْظُرُ ٱلْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ؟
٧ مُنْذُ قُرُونٍ وَٱلْمَسِيحُ يُهَيِّئُ زَوْجَتَهُ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةَ لِلزِّفَافِ ٱلسَّمَاوِيِّ. فَقَدْ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ «أَحَبَّ . . . ٱلْجَمَاعَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغُسْلِ ٱلْمَاءِ بِوَاسِطَةِ ٱلْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ جَمَاعَةً بَهِيَّةً، لَا وَصْمَةَ فِيهَا وَلَا غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِثْلُ ذٰلِكَ، بَلْ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً وَبِلَا شَائِبَةٍ». (اف ٥:٢٥-٢٧) كَمَا قَالَ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي كُورِنْثُوسَ: «أَنَا أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ ٱللّٰهِ، لِأَنِّي شَخْصِيًّا خَطَبْتُكُمْ لِزَوْجٍ وَاحِدٍ لِأُحْضِرَكُمْ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً إِلَى ٱلْمَسِيحِ». (٢ كو ١١:٢) وَبِسَبَبِ طَهَارَةِ ٱلْعَرُوسِ ٱلرُّوحِيَّةِ، يَعْتَبِرُهَا ٱلْمَلِكُ ٱلْعَرِيسُ، يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، فِي غَايَةِ ‹ٱلْحُسْنِ›. وَهِيَ بِدَوْرِهَا تَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ ‹سَيِّدُهَا› وَ ‹تَسْجُدُ لَهُ› بِصِفَتِهِ زَوْجَهَا ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّ.
اَلْعَرُوسُ «تُحْضَرُ إِلَى ٱلْمَلِكِ»
٨ لِمَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يَقُولَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ إِنَّ ٱلْعَرُوسَ «كُلُّهَا مَجْدٌ»؟
٨ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٣، ١٤أ. يَقُولُ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ إِنَّ ٱلْعَرُوسَ «كُلُّهَا مَجْدٌ». كَيْفَ ذٰلِكَ؟ فِي ٱلرُّؤْيَا ٢١:٢، تُشَبَّهُ ٱلْعَرُوسُ بِمَدِينَةٍ، أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةِ، وَيُقَالُ إِنَّهَا «مُزَيَّنَةٌ لِعَرِيسِهَا». وَهٰذِهِ ٱلْمَدِينَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ «لَهَا مَجْدُ ٱللّٰهِ» وَسَنَاؤُهَا «مِثْلُ حَجَرٍ كَرِيمٍ جِدًّا، كَحَجَرِ يَشْبٍ يَلْمَعُ صَافِيًا كَبَلُّورٍ». (رؤ ٢١:١٠، ١١) وَفِي ٱلْإِصْحَاحِ عَيْنِهِ، نَجِدُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْوَصْفِ ٱلرَّائِعِ لِتَأَلُّقِ أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةِ. (رؤ ٢١:١٨-٢١) حَقًّا، إِنَّهَا عَرُوسٌ «كُلُّهَا مَجْدٌ». وَهٰذَا أَقَلُّ مَا يُقَالُ عَنْ عَرُوسٍ يَجْرِي زِفَافُهَا ٱلْمَلَكِيُّ فِي ٱلسَّمَاءِ.
٩ مَنْ هُوَ «ٱلْمَلِكُ» ٱلَّذِي تُحْضَرُ ٱلْعَرُوسُ إِلَيْهِ، وَمَاذَا تَرْتَدِي؟
٩ وَٱلْمَلِكُ ٱلَّذِي تُحْضَرُ إِلَيْهِ ٱلْعَرُوسُ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ. فَبَعْدَ أَنْ هَيَّأَهَا، «مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغُسْلِ ٱلْمَاءِ بِوَاسِطَةِ ٱلْكَلِمَةِ»، أَصْبَحَتِ ٱلْآنَ «مُقَدَّسَةً وَبِلَا شَائِبَةٍ». (اف ٥:٢٦، ٢٧) وَبِٱلطَّبْعِ، عَلَى ٱلْعَرُوسِ أَنْ تَرْتَدِيَ ثِيَابًا تَلِيقُ بِٱلْمُنَاسَبَةِ. وَهٰذَا مَا تَفْعَلُهُ. فَعِنْدَمَا تُحْضَرُ إِلَى ٱلْمَلِكِ، يَكُونُ لِبَاسُهَا ‹مُطَرَّزًا بِٱلذَّهَبِ› وَ ‹ثَوْبُهَا مُوَشًّى›. فَهِيَ قَدْ «أُعْطِيَتْ أَنْ تَتَسَرْبَلَ بِكَتَّانٍ جَيِّدٍ مُتَأَلِّقٍ نَقِيٍّ، لِأَنَّ ٱلْكَتَّانَ ٱلْجَيِّدَ يُمَثِّلُ أَعْمَالَ ٱلْقِدِّيسِينَ ٱلْبَارَّةَ». — رؤ ١٩:٨.
«عُرْسُ ٱلْحَمَلِ قَدْ جَاءَ»
١٠ مَتَى يَحْدُثُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ؟
١٠ اِقْرَإِ ٱلرُّؤْيَا ١٩:٧. مَعَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْآيَةَ تَقُولُ إِنَّ «عَرُوسَ [ٱلْحَمَلِ] قَدْ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا» لِلزِّفَافِ، فَإِنَّ ٱلْآيَاتِ ٱللَّاحِقَةَ لَا تَأْتِي عَلَى وَصْفِ ٱلزِّفَافِ، بَلْ تُعْطِي وَصْفًا حَيًّا لِلْمَرْحَلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. (رؤ ١٩:١١-٢١) فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْعُرْسَ سَيَحْدُثُ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّ ٱلْمَلِكُ ٱلْعَرِيسُ غَلَبَتَهُ؟ كَلَّا. فَٱلْأَحْدَاثُ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا لَيْسَتْ مُدَوَّنَةً بِٱلتَّرْتِيبِ ٱلزَّمَنِيِّ. فَكَيْفَ نَعْرِفُ إِذًا مَتَى يَكُونُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ؟ يُوضِحُ ٱلْمَزْمُورُ ٱلْـ ٤٥ أَنَّ ٱلْعُرْسَ ٱلْمَلَكِيَّ سَيَكُونُ بَعْدَ أَنْ يَتَقَلَّدَ ٱلْمَلِكُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ سَيْفَهُ وَيَنْتَصِرَ عَلَى أَعْدَائِهِ. — مز ٤٥:٣، ٤.
١١ مَا ٱلتَّرْتِيبُ ٱلَّذِي سَيَتْبَعُهُ ٱلْمَسِيحُ كَيْ يُتِمَّ غَلَبَتَهُ؟
١١ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ سَيْرَ ٱلْأَحْدَاثِ سَيَكُونُ بِٱلتَّرْتِيبِ ٱلتَّالِي: فِي ٱلْبِدَايَةِ، سَتُنَفَّذُ ٱلدَّيْنُونَةُ فِي «ٱلْعَاهِرَةِ ٱلْعَظِيمَةِ»، بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. (رؤ ١٧:١، ٥، ١٦، ١٧؛ ١٩:١، ٢) بَعْدَ ذٰلِكَ، سَيَمْضِي ٱلْمَسِيحُ قُدُمًا لِيُنَفِّذَ أَحْكَامَ ٱللّٰهِ فِي بَاقِي نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ بِإِهْلَاكِهِ فِي هَرْمَجِدُّونَ، «حَرْبِ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ، يَوْمِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ». (رؤ ١٦:١٤-١٦؛ ١٩:١٩-٢١) وَأَخِيرًا، سَيُتِمُّ ٱلْمَلِكُ ٱلْمُحَارِبُ غَلَبَتَهُ بِطَرْحِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ فِي ٱلْمَهْوَاةِ، أَيْ وَضْعِهِمْ فِي حَالَةِ خُمُولٍ شَبِيهَةٍ بِٱلْمَوْتِ. — رؤ ٢٠:١-٣.
١٢، ١٣ (أ) مَتَى يَحْدُثُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ؟ (ب) مَنْ سَيَفْرَحُ بِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ فِي ٱلسَّمَاءِ؟
١٢ عِنْدَمَا يُنْهِي ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَسْلَكَهُمُ ٱلْأَرْضِيَّ خِلَالَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ، يُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ. وَفِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ دَمَارِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، سَيَجْمَعُ يَسُوعُ كُلَّ ٱلْأَفْرَادِ ٱلْبَاقِينَ مِنْ صَفِّ ٱلْعَرُوسِ. (١ تس ٤:١٦، ١٧) لِذٰلِكَ، سَيَكُونُ كُلُّ أَفْرَادِ «ٱلْعَرُوسِ» فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ. وَبَعْدَ هٰذِهِ ٱلْحَرْبِ، يَحْدُثُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ ٱلَّذِي سَيَكُونُ حَتْمًا مُنَاسَبَةً مُفْرِحَةً. تَقُولُ ٱلرُّؤْيَا ١٩:٩: «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمَدْعُوُّونَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ ٱلْحَمَلِ». حَقًّا، يَا لَلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي سَيَشْعُرُ بِهَا أَعْضَاءُ صَفِّ ٱلْعَرُوسِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤! وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَلِكَ ٱلْعَرِيسَ سَيَفْرَحُ أَنْ يَجْتَمِعَ كَامِلُ مُعَاوِنِيهِ فِي ٱلْحُكْمِ ‹لِيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِهِ فِي مَلَكُوتِهِ›. (لو ٢٢:١٨، ٢٨-٣٠) غَيْرَ أَنَّ ٱلْفَرَحَ بِعُرْسِ ٱلْحَمَلِ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْعَرِيسِ وَٱلْعَرُوسِ.
١٣ فَكَمَا قَرَأْنَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ، سَتُرَنِّمُ ٱلْحُشُودُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ بِٱتِّحَادٍ، قَائِلَةً: «لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ، وَلْنُعْطِهِ ٱلْمَجْدَ، لِأَنَّ عُرْسَ ٱلْحَمَلِ قَدْ جَاءَ وَعَرُوسَهُ قَدْ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا». (رؤ ١٩:٦، ٧) وَلٰكِنْ، مَاذَا عَنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأَرْضِيِّينَ؟ هَلْ يَفْرَحُونَ هُمْ أَيْضًا؟
«يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ»
١٤ مَنْ هُنَّ «ٱلْعَذَارَى صَاحِبَاتُ» ٱلْعَرُوسِ ٱلْمَذْكُورَاتُ فِي ٱلْمَزْمُور ٤٥؟
١٤ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٢، ١٤ب، ١٥. أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ زَكَرِيَّا أَنَّهُ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، سَيَخْدُمُ أُنَاسٌ مِنَ ٱلْأُمَمِ إِلَى جَانِبِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ مِنْ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ. كَتَبَ قَائِلًا: «فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ يَتَمَسَّكُ عَشَرَةُ رِجَالٍ مِنْ جَمِيعِ لُغَاتِ ٱلْأُمَمِ بِذَيْلِ ثَوْبِ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ قَائِلِينَ: ‹نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ›». (زك ٨:٢٣) وَفِي ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٢، يُشَارُ إِلَى «ٱلْعَشَرَةِ رِجَالٍ» ٱلرَّمْزِيِّينَ بِـ «بِنْتِ صُورَ» وَ «أَغْنِيَاءِ ٱلشَّعْبِ» ٱلَّذِينَ يَأْتُونَ إِلَى ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ بِهَدَايَا، سَائِلِينَ رِضَاهُمْ وَعَوْنَهُمُ ٱلرُّوحِيَّ. وَهٰذَا مَا يَحْدُثُ مُنْذُ سَنَةِ ١٩٣٥. فَمُذَّاكَ، يَسْمَحُ ٱلْمَلَايِينُ لِلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ أَنْ ‹يَرُدُّوهُمْ إِلَى ٱلْبِرِّ›. (دا ١٢:٣) فَرُفَقَاءُ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْأَوْلِيَاءُ هٰؤُلَاءِ يُطَهِّرُونَ حَيَاتَهُمْ، صَائِرِينَ عَذَارَى بِمَعْنًى رُوحِيٍّ. لِذَا فَهُمْ يُدْعَوْنَ «ٱلْعَذَارَى صَاحِبَاتِهَا»، أَيْ صَاحِبَاتِ ٱلْعَرُوسِ. وَهُمْ يَنْذُرُونَ حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَهَ وَيُبَرْهِنُونَ أَنَّهُمْ رَعَايَا أَوْلِيَاءُ لِلْمَلِكِ ٱلْعَرِيسِ.
١٥ كَيْفَ تَعْمَلُ «ٱلْعَذَارَى» مَعَ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ مِنْ صَفِّ ٱلْعَرُوسِ؟
١٥ طَبْعًا، إِنَّ ٱلْبَقِيَّةَ ٱلْمَمْسُوحَةَ لِصَفِّ ٱلْعَرُوسِ شَاكِرَةٌ لِـ «ٱلْعَذَارَى صَاحِبَاتِهَا» عَلَى مُسَاعَدَتِهِمِ ٱلْغَيُورَةِ فِي نَشْرِ «بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ» لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ. (مت ٢٤:١٤) فَلَيْسَ فَقَطِ «ٱلرُّوحُ وَٱلْعَرُوسُ يَقُولَانِ: ‹تَعَالَ!›»، بَلْ مَنْ يَسْمَعُ أَيْضًا يَقُولُ: «تَعَالَ!». (رؤ ٢٢:١٧) ‹فَٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› سَمِعُوا أَعْضَاءَ صَفِّ ٱلْعَرُوسِ يَقُولُونَ: «تَعَالَ!»، وَقَدْ لَبَّوُا ٱلنِّدَاءَ وَٱنْضَمُّوا إِلَى ٱلْعَرُوسِ فِي ٱلْمُنَادَاةِ: «تَعَالَ!». — يو ١٠:١٦.
١٦ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ مَنَحَهُ يَهْوَهُ لِلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ؟
١٦ تُحِبُّ ٱلْبَقِيَّةُ ٱلْمَمْسُوحَةُ صَاحِبَاتِهَا وَتَفْرَحُ بِأَنَّ أَبَا ٱلْعَرِيسِ، يَهْوَهَ، مَنَحَ هٰؤُلَاءِ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱمْتِيَازَ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي فَرَحِ عُرْسِ ٱلْحَمَلِ. فَقَدْ أُنْبِئَ أَنَّ أُولٰئِكَ ‹ٱلْعَذَارَى يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ وَٱبْتِهَاجٍ›. نَعَمْ، سَيَشْتَرِكُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْعَيْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ٱلْفَرَحِ ٱلْكَوْنِيِّ حِينَ يَحْدُثُ عُرْسُ ٱلْحَمَلِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَمِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يُصَوِّرَ سِفْرُ ٱلرُّؤْيَا أَفْرَادَ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱلْعَرْشِ وَأَمَامَ ٱلْحَمَلِ›. فَهُمْ يُؤَدُّونَ لِيَهْوَهَ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً فِي ٱلدَّارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ. — رؤ ٧:٩، ١٥.
«عِوَضًا عَنْ آبَائِكَ يَكُونُ بَنُوكَ»
١٧، ١٨ أَيُّ سَبَبٍ إِضَافِيٍّ لِلْفَرَحِ سَيَكُونُ لِـ «ٱلْعَذَارَى» فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، وَلِمَنْ سَيُصْبِحُ ٱلْمَسِيحُ أَبًا خِلَالَ حُكْمِهِ ٱلْأَلْفِيِّ؟
١٧ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١٦. سَيَكُونُ لِـ «ٱلْعَذَارَى» سَبَبٌ إِضَافِيٌّ لِلْفَرَحِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. فَسَيُحَوِّلُ ٱلْمَلِكُ ٱلْعَرِيسُ ٱنْتِبَاهَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَيُقِيمُ مِنَ ٱلْمَوْتِ ‹آبَاءَهُ› ٱلْأَرْضِيِّينَ، ٱلَّذِينَ سَيُصْبِحُونَ ‹بَنِيهِ› ٱلْأَرْضِيِّينَ. (يو ٥:٢٥-٢٩؛ عب ١١:٣٥) وَمِنْ بَيْنِهِمْ، سَيُقِيمُ «رُؤَسَاءَ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ». وَلَا رَيْبَ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ سَيُعَيِّنُ آخَرِينَ مِنْ بَيْنِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْيَوْمَ كَيْ يَأْخُذُوا ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. — اش ٣٢:١.
١٨ وَخِلَالَ حُكْمِهِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَيَصِيرُ أَبًا لآِخَرِينَ أَيْضًا. فَجَمِيعُ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَتِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، سَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ٣:١٦) وَهٰكَذَا، يُصْبِحُ ٱلْمَسِيحُ «أَبًا أَبَدِيًّا» لَهُمْ. — اش ٩:٦، ٧.
لِنَنْدَفِعْ إِلَى ‹ذِكْرِ ٱسْمِهِ›
١٩، ٢٠ كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْمَزْمُور ٤٥ فِي جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ؟
١٩ اِقْرَإِ ٱلْمَزْمُور ٤٥:١، ١٧. فِعْلًا، إِنَّ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٱلْـ ٤٥ تَهُمُّ جَمِيعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَٱلْبَقِيَّةُ ٱلْمَمْسُوحَةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ تَفْرَحُ بِرَجَائِهَا أَنْ تَتَّحِدَ قَرِيبًا فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ إِخْوَتِهَا وَمَعَ ٱلْعَرِيسِ. كَمَا أَنَّ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ يَنْدَفِعُونَ إِلَى ٱلْخُضُوعِ أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلٍ لِمَلِكِهِمِ ٱلْمَجِيدِ، وَيَشْكُرُونَ ٱللّٰهَ عَلَى ٱمْتِيَازِ خِدْمَتِهِ إِلَى جَانِبِ أَعْضَاءِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَبَعْدَ ٱلزِّفَافِ، سَيُغْدِقُ ٱلْمَسِيحُ وَمُعَاوِنُوهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْجَزِيلَةَ عَلَى سُكَّانِ ٱلْأَرْضِ. — رؤ ٧:١٧؛ ٢١:١-٤.
٢٠ وَفِيمَا نَتَطَلَّعُ إِلَى إِتْمَامِ ‹ٱلْكَلَامِ ٱلطَّيِّبِ› ٱلْمُتَعَلِّقِ بِٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ، أَلَا نَنْدَفِعُ إِلَى ‹ذِكْرِ ٱسْمِهِ›؟ فَلْنَكُنْ بَيْنَ ٱلَّذِينَ ‹يَحْمَدُونَ ٱلْمَلِكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ›.