أيوب
ولا اللَّيلَةَ الَّتي قالوا فيها: ‹لقد وُلِدَ صَبِيّ›!
٤ لِيَكُنْ ذلِكَ اليَومُ مُظلِمًا!
يا لَيتَ اللّٰهَ نَسِيَ ذلِكَ اليَوم!
ويا لَيتَ النُّورَ لم يُشرِقْ علَيه!
٥ يا لَيتَ العَتمَةَ الشَّديدَة * استَوْلَت علَيه!
ويا لَيتَ غَيمَةً مُمطِرَة خَيَّمَت فَوقَهُ
وظَلامًا مُرعِبًا غَطَّى نورَه!
٦ يا لَيتَ تِلكَ اللَّيلَةَ كانَت مُظلِمَةً جِدًّا، +
يا لَيتَها لم تَفرَحْ مع أيَّامِ السَّنَةِ
ولم تُحسَبْ بَينَ أيَّامِ الشُّهور!
٧ يا لَيتَ تِلكَ اللَّيلَةَ لم يولَدْ فيها أحَد،
ولم يُسمَعْ فيها هُتافُ الفَرَح!
٩ يا لَيتَ نُجومَ الفَجرِ لم تَظهَرْ تِلكَ اللَّيلَة!
يا لَيتَها انتَظَرَت نورَ الصَّباحِ بِلا فائِدَة،
ولم تَرَ أشِعَّةَ الفَجر!
١١ لِماذا لم أمُتْ عِندَما وُلِدت؟
لِماذا لم أهلَكْ عِندَما خَرَجتُ مِنَ البَطن؟ +
١٢ لِماذا استَقبَلَني حِضنُ أُمِّي؟
ولِماذا رَضِعتُ مِن ثَدْيَيْها؟
١٣ فلَو مُتُّ، لَكُنتُ الآنَ راقِدًا بِهُدوء؛ +
لَكُنتُ نائِمًا ومُرتاحًا +
١٤ مع مُلوكِ الأرضِ ومُستَشاريهِمِ
الَّذينَ بَنَوْا لِأنفُسِهِم أماكِنَ صارَت خَرابًا، *
١٥ أو مع رُؤَساءَ امتَلكوا ذَهَبًا،
ومَلَأوا بُيوتَهُم بِالفِضَّة.
١٦ لِماذا لم أمُتْ وأنا جَنينٌ لا يَعرِفُ أحَدٌ بِوُجودِه،
مِثلَ الأطفالِ الَّذينَ لم يَرَوُا النُّورَ أبَدًا؟
١٨ هُناك كُلُّ السُّجَناءِ مُرتاحونَ
ولا يَسمَعونَ صَوتَ الَّذي يُسَخِّرُهُم.
٢١ لِماذا يَتَمَنَّوْنَ المَوتَ ولا يَأتي؟ +
هُم يُفَتِّشونَ عنهُ أكثَرَ مِنَ الكُنوزِ المُخَبَّأَة،
٢٢ يَفرَحونَ كَثيرًا
ويَبتَهِجونَ عِندَما يَجِدونَ قَبرًا.
٢٥ فما خِفتُ مِنهُ أصابَني،
وما فَزِعتُ مِنهُ أتى علَيَّ.
٢٦ لم أعرِفْ طَعمَ السَّلامِ والهُدوءِ والرَّاحَة،
وما زالَتِ المَشاكِلُ تَأتي علَيَّ».