القسم ٧
وُعُودُ ٱلْمَلَكُوتِ: يَهْوَهُ يَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا
تَقْطِفِينَ تُفَّاحَةً شَهِيَّةً مِنَ ٱلشَّجَرَةِ فَيَفُوحُ شَذَاهَا ٱلطَّيِّبُ فِي ٱلْأَرْجَاءِ. هَا أَنْتِ تَعْمَلِينَ مُنْذُ سَاعَاتٍ وَسَاعَاتٍ وَسَلُّ ٱلتُّفَّاحِ ٱلَّذِي تَحْمِلِينَهُ قَدِ ٱمْتَلَأَ وَفَاضَ؛ لٰكِنَّكِ لَا تَزَالِينَ نَشِيطَةً رَاغِبَةً فِي مُوَاصَلَةِ ٱلْعَمَلِ. تَتَلَفَّتِينَ حَوْلَكِ فَتَرَيْنَ وَالِدَتَكِ وَاقِفَةً بِٱلْقُرْبِ مِنْكِ تَعْمَلُ فَرِحَةً وَتَتَحَادَثُ مَعَ ٱلْأَقَارِبِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ فِيمَا تَتَعَاوَنُونَ جَمِيعًا فِي ٱلْقِطَافِ. لَقَدْ عَادَتْ أُمُّكِ إِلَى أَيَّامِ صِبَاهَا وَعَادَتْ تِلْكَ ٱلْمَلَامِحُ ٱلْجَمِيلَةُ ٱلَّتِي عَرَفْتِهَا بِهَا يَوْمَ كُنْتِ طِفْلَةً صَغِيرَةً. تَكَادِينَ لَا تُصَدِّقِينَ! لَا تُصَدِّقِينَ أَنَّكِ شَاهَدْتِهَا تَشِيخُ فِي ذٰلِكَ ٱلْعَالَمِ ٱلْقَدِيمِ ٱلْغَابِرِ، وَرَأَيْتِهَا تَذْوِي أَمَامَ عَيْنَيْكِ بَعْدَمَا أَضْنَاهَا ٱلْمَرَضُ! لَا تُصَدِّقِينَ أَنَّكِ كُنْتِ بِجَانِبِهَا يَوْمَ لَفَظَتْ نَفَسَهَا ٱلْأَخِيرَ وَذَرَفْتِ دُمُوعًا حَرَّى عِنْدَ قَبْرِهَا! كُلُّ ذٰلِكَ صَارَ مِنَ ٱلْمَاضِي. فَهَا هِيَ ٱلْيَوْمَ، مَثَلُهَا مَثَلُ كَثِيرِينَ، شَابَّةٌ نَابِضَةٌ بِٱلْحَيَاةِ!
هٰذِهِ ٱلْأَيَّامُ قَادِمَةٌ . . . لَنَا مِلْءُ ٱلْيَقِينِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ تَتَحَقَّقُ لَا مَحَالَةَ. وَفِي هٰذَا ٱلْقِسْمِ نُنَاقِشُ كَيْفَ سَتَتِمُّ بَعْضُ ٱلْوُعُودِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ قَبْلَ ٱنْدِلَاعِ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ. ثُمَّ نَسْتَعْرِضُ بَعْضَ ٱلْوُعُودِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي سَتَتَحَقَّقُ فِي مَا بَعْدُ. وَيَا لَسَعَادَتِنَا مَتَى رَأَيْنَا هٰذَا ٱلْمَلَكُوتَ يَحْكُمُ ٱلْأَرْضَ بِرُمَّتِهَا وَيَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!