اسئلة من القراء
◼ الى من او ماذا يرمز «لوياثان» المذكور في اشعياء ٢٧:١؟
اشعياء ٢٧:١ تقول: «في ذلك اليوم يعاقب (يهوه) بسيفه القاسي العظيم الشديد لوياثان الحية (المنزلقة). لوياثان الحية (المتلوّية) ويقتل التنين الذي في البحر.» ونحن نفهم ان هذه النبوة تنطبق على الشيطان ابليس وهيئته الشريرة على الارض كليهما.
اوضحت مجلة «برج المراقبة،» عدد ١٥ تموز ١٩٨٦، ان الاصحاح ٢٧ من اشعياء هو نبوة ردّ. وقد شمل اتمامها الاولي أمة اسرائيل القديمة التي كانت ستُردّ الى موطنها بعد ٧٠ سنة من الاسر في بابل. ومع ان معظم المسبيين كانوا من بابل، إلا ان البعض كانوا سيرجعون من مصر ومقاطعة اشور. فيهوه اللّٰه صمم على ان شعبه يجب ان يتحرر، وهكذا فان امما كهذه لم تكن لتستطيع ايقافه بالجهود المستقلة او المشتركة. وربما بدت للبشر قوية وماكرة كلوياثان القديم (تمساح على الارجح)، ومع ذلك كان يهوه سينتصر لمصلحة اسرائيل القديمة. — قارن ايوب ٤١:١-٣٤.
رغم ذلك، الى ماذا كان «لوياثان» سيرمز في الاتمام الاوسع لاشعياء الاصحاح ٢٧؟ بشكل مفهوم، يأتي الشيطان ابليس الى الذهن لان الرؤيا ١٢:٩ تصفه بـ «التنين العظيم» و «الحية القديمة.» فقد كان عدوا للّٰه وشعبه لوقت طويل. وفضلا عن ذلك، توضح الاسفار المقدسة ان الشيطان سيواجه نهايته. فاللّٰه قد عيّن يوما لممارسة سلطته بواسطة ابنه لازالة ابليس. وهكذا فان ذلك «التنين» او «الحية» سيُقطع كما بسيف عظيم شديد. — عبرانيين ٢:١٤، رؤيا ٢٠:١-٣، ١٠.
تذكَّروا، مع ذلك، ان الاعداء المباشرين الذين واجهوا اسرائيل القديمة كانوا مقاومين قوميين منظورين، كمصر واشور وبابل. وبصورة مماثلة اليوم، يجابه خدامَ اللّٰه المسيحيين حول العالم مقاومون ملموسون وسط البحر المضطرب للجنس البشري المبتعد عن اللّٰه. (رؤيا ١٧:١، ١٥) ويوجِّه الشيطان هيئة عالمية يستخدمها لاعاقة اولئك «الذين يحفظون وصايا اللّٰه وعندهم شهادة يسوع.» (رؤيا ١٢:١٧) وهذه الهيئة التي يسودها ابليس قد برهنت انها ماكرة ومفترسة كلوياثان. ومع ذلك، في وقت باكر من هذا القرن، خسر «لوياثان» هذا سيطرته على اسرائيل الروحي، اي شهود يهوه المسيحيين الممسوحين. وسيُقطع تماما عندما ينطلق يسوع قُدُما مصحوبا بمحاربين ملائكيين ومعه «سيف ماض لكي يضرب به الامم.» — رؤيا ١٩:١١-١٦.
وهكذا رغم انه، من احدى النواحي، يمكن التكلم عن الشيطان بصفته لوياثان المذكور في اشعياء ٢٧:١، إلا ان هذه النبوة تشتمل على اكثر من «الحية القديمة.» انها تشدد خصوصا على الهيئة الارضية المنظورة التي يسودها. وهكذا تمكنت مجلة «برج المراقبة» المذكورة آنفا من ان تلفت نظر القراء الى الوقت حين «النظام الشرير الحاضر الذي يسوده الشيطان ابليس كاله له، لن يوجد. فسيكون يهوه قد لفت انتباهه الى لوياثان الرمزي، الحية المنزلقة المتلوّية التي هي في وسط بحر البشرية. فهو مع الامم، وحتى اتحادات الامم سيكون قد ولّى.»