الاحداث يسألون
هل يقوّي الجنس علاقتنا؟
تواعد سارة شابا يُدعى مايك منذ شهرين فقط، لكنها تشعر انها تعرفه منذ عهد بعيد. فهما يتواصلان دوما من خلال الرسائل النصية، يتحادثان طوال ساعات على الهاتف، حتى انهما يقرآن افكار واحدهما الآخر. والآن فيما هما منفردان داخل سيارة تحت ضوء القمر، يتوق مايك الى اكثر من مجرد تبادل الاحاديث.
خلال الشهرين الماضيين، اقتصرت علاقة سارة بمايك على مسك الايدي وتبادل القبلات الخاطفة. ومع ان سارة لا ترغب في التمادي اكثر، فهي تخشى في الوقت نفسه ان تخسر حبيبها. فلا احد سواه يشعرها انها رائعة الجمال ومتميزة جدا. علاوة على ذلك، تحدِّث سارة نفسها قائلة: ‹أليس هذا امرا طبيعيا؟ فأنا ومايك مغرمان واحدنا بالآخر›.
لعلك تعرف تتمة هذا السيناريو. لكنك قد لا تدرك ان الجنس سيحدث تغييرا جذريا في حياة مايك وسارة، انما الى الاسوإ. تأمّل في ما يلي:
ان تحديت احد قوانين الطبيعة كقانون الجاذبية تحمّلت مغبة عملك لا محالة. وينطبق الامر عينه على مخالفة احدى الشرائع الادبية كتلك التي تذكر: ‹امتنعوا عن العهارة›.a (١ تسالونيكي ٤:٣) فما هي عواقب عصيان هذه الوصية؟ يقول الكتاب المقدس ان «الذي يمارس العهارة . . . يخطئ الى جسده الخاص». (١ كورنثوس ٦:١٨) كيف ذلك؟ حاول ان تدوّن ادناه ثلاثة تأثيرات مؤذية تنجم عن الجنس قبل الزواج.
١- ․․․․․
٢- ․․․․․
٣- ․․․․․
تفحّص الآن ملاحظاتك. هل اتيت مثلا على ذكر الامراض المنتقلة جنسيا، الحبل غير المرغوب فيه، وخسارة رضى اللّٰه؟ لا شكّ انها نتائج مأساوية يمكن ان يحصدها مَن ينتهك شريعة اللّٰه الادبية المتعلقة بالعهارة.
رغم ذلك قد يقوى عليك الاغراء فتفكّر: ‹لن يصيبني اي مكروه› وتبرّر قائلا ان الجميع يقيمون علاقات جنسية قبل الزواج. فنظراؤك يتبجّحون في المدرسة بمغامراتهم الجنسية ويبدو انهم يسلمون من الاذى. وربما تشعر كسارة المذكورة في مستهل المقالة ان الجنس يقوّي اواصر علاقتك بشريكك. اضافة الى ذلك، لا احد يحب ان يُسخر منه لأنه يحافظ على بتوليته. فترى ان مجاراة التيار هي الخيار الافضل.
ولكن توقّف هنيهة وفكّر. اولا، لا يمارس الجميع الجنس. انت قرأت دون شك احصاءات تُظهر ان عددا مروّعا من الاحداث يخوضون التجربة الجنسية. على سبيل المثال، كشفت دراسة أُجريت في الولايات المتحدة ان اثنين من كل ثلاثة احداث مارسوا الجنس تكرارا قبل ان يكملوا دراستهم الثانوية. لكنّ هذا يعني ايضا ان واحدا من كل ثلاثة، وهو عدد لا بأس به، احجموا عن ذلك. وماذا عن الذين ينهمكون في الجنس؟ وجد الباحثون ان عديدين يتلقون واحدة او اكثر من هذه الصفعات المؤلمة:
الصفعة الاولى: الالم العاطفي. يقول معظم الاحداث الذين اختبروا العلاقة الجنسية قبل الزواج ان الندم نهشهم في ما بعد.
الصفعة الثانية: تلاشي الثقة. يبدأ كل من الشريكين بالتساؤل بعد ممارسة الجنس: ‹مع من ايضا فعل ذلك؟›.
الصفعة الثالثة: الخيانة. بعدما يحصل الشاب على مراده، يُرجح ان «يبيع» صديقته ويسعى وراء اخرى.
الصفعة الرابعة: خيبة الامل. تفضّل الفتاة في قرارة نفسها لو ان الشاب حافظ على عفّتها بدل ان يستغل مشاعرها.
بالاضافة الى ما ذُكر آنفا، تأمّل في هذه الفكرة: يقول فتيان كثيرون انهم لن يتزوجوا مطلقا بفتاة اقاموا معها علاقة جنسية. والسبب هو انهم يفضّلون التزوج بفتاة شريفة.
هل يفاجئك هذا الامر او حتى يثير غضبك؟ في هذه الحال، تذكَّر ما يلي سواء كنت شابا او فتاة: ان حقيقة العلاقات الجنسية قبل الزواج بعيدة كل البعد عما تصوّره الافلام وشاشات التلفزة. فصناعة التسلية تضفي سحرا على الجنس بين المراهقين فيتراءى لهم ان هذا هو الحب الحقيقي. ولكن لا تكن ساذجا! فالذين يجرّونك الى التجربة الجنسية قبل الزواج لا يطلبون في الواقع سوى مصلحتهم الخاصة. (١ كورنثوس ١٣:٤، ٥) فإذا كان شخص ما يحبك فعلا، أفيُعقل ان يعرّض خيرك الجسدي والعاطفي للخطر؟! (امثال ٥:٣، ٤) ولو كان يهتم لأمرك حقا، فهل يدفعك الى ارتكاب فعلة تزعزع علاقتك باللّٰه؟! — عبرانيين ١٣:٤.
في الحقيقة، اذا استسلمت للجنس قبل الزواج فأنت تحقّر نفسك بالتفريط في شيء نفيس. (روما ١:٢٤) فلا عجب ان كثيرين يشعرون بالفراغ وعدم القيمة بُعيد ذلك، كأنهم سمحوا باستهتار ان يسلبهم شخص ما جزءا ثمينا من ذاتهم. فلا تسمحنّ بذلك! وإن حاول احد استمالتك لارتكاب الجنس بقوله: «اذا كنت تحبني تلبّي طلبي»، فأجب بحزم: «لو كنت تحبني لما طلبت هذا اساسا».
ان جسدك اثمن بكثير من ان تفرّط فيه. لذلك، برهن انك تتمتع بإرادة قوية تمكنك من اطاعة وصية اللّٰه والامتناع عن العهارة. وإن تزوجت يوما، فباستطاعتك عندئذ ممارسة الجنس والتمتع به كاملا دون ان تتأكلك الهموم وخيبات الامل والمخاوف التي غالبا ما تنجم عن ممارسته قبل الزواج. — امثال ٧:٢٢، ٢٣؛ ١ كورنثوس ٧:٣.
للاطلاع على مقالات اضافية من سلسلة «الاحداث يسألون»، يمكن مراجعة الموقع التالي على الانترنت: ype/org.watchtower.www
[الحاشية]
a لا يقتصر معنى كلمة «عهارة» المستعملة في الكتاب المقدس على العلاقة الجنسية بين شخصين غير متزوجين، بل تنطوي ايضا على ممارسات اخرى مثل اثارة الشخص الآخر من خلال مداعبة اعضائه التناسلية وكذلك الجنس الفموي والشرجي. للمزيد من المعلومات، انظر كتاب اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، الجزء ٢، الصفحات ٤٢-٤٧.
نقطتان للتأمل فيهما
● لماذا من الخطإ ان تمارس الجنس قبل الزواج رغم انه قد يروق جسدك الناقص؟
● كيف تتصرف اذا عُرض عليك ان تجرّب الجنس؟
[الاطار/الصور في الصفحة ١٣]
ما يقوله نظراؤك
«ان الرفض بحد ذاته لن يمنع الشخص الآخر من معاودة الطلب. المهم هو كيف ترفض. فإذا قلت لا بلطف انما بدوت مترددا، فهو سيلاحظ ذلك بوضوح. يجب ان تكون حازما».
«كلمة لا وحدها لا تجدي نفعا على الدوام. حتى شرح معتقداتك قد لا يحقق النتيجة المرجوة. فأنا اعرف اشخاصا يفتخرون انهم اوقعوا مسيحيا في شرك الفساد الادبي. احيانا ما عليك إلّا مغادرة المكان. صحيح ان ذلك ليس بالامر السهل، لكنه وسيلة فعّالة».
«انت تتحلى كمسيحي بصفات تجذب الآخرين اليك. لذا عليك ان تكون متيقظا ومستعدا لصدّ العروض الفاسدة ادبيا. قدِّر هذه الصفات ولا تبعها».
[الصور]
ديانا
جايمس
جوشوا
[الاطار في الصفحة ١٤]
كن جديرا بحبها!
إن كنت تواعد شابة ما فهل تهتم حقا بخيرها؟ اذًا برهن لها انك تتحلى . . .
● بالقوة التي تحفزك على الالتصاق بشرائع اللّٰه
● الحكمة التي تجنبك الاوضاع المغرية
● المحبة التي تدفعك الى السهر على مصلحتها
عندئذ ستشعر صديقتك على الارجح مثلما شعرت الفتاة الشولمية التي قالت: «حبيبي لي وأنا له». (نشيد الاناشيد ٢:١٦) وبكلمات اخرى، ستغدو جديرا بحبها.
انظر امثال ٢٢:٣؛ ١ كورنثوس ٦:١٨؛ ١٣:٤-٨.
[الاطار في الصفحة ١٤]
اقتراح
اتبع هذه النصيحة العملية في تعاملاتك مع الجنس الآخر: لا تفعل اي امر تمتنع عن القيام به بحضور والديك.
[الصورة في الصفحة ١٤]
حين تمارس الجنس قبل الزواج، تسيء استخدام هبة منحك اياها اللّٰه. فالامر اشبه بتلقّي لوحة جميلة كهدية واستعمالها ممسحة للارجل