الفصل ٩
هَلْ نِهَايَةُ ٱلْعَالَمِ قَرِيبَةٌ؟
١ كَيْفَ نَعْرِفُ مَاذَا سَيَحْصُلُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
عِنْدَمَا تُشَاهِدُ نَشْرَةَ ٱلْأَخْبَارِ، هَلْ تَتَفَاجَأُ أَحْيَانًا كَمْ أَصْبَحَتِ ٱلْأَحْوَالُ سَيِّئَةً فِي ٱلْعَالَمِ؟ فَهُوَ مَلِيءٌ بِٱلْإِجْرَامِ وَٱلْمَصَائِبِ لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَشْعُرُونَ أَنَّ نِهَايَةَ ٱلْعَالَمِ قَرِيبَةٌ. فَهَلْ هٰذَا صَحِيحٌ؟ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ نَعْرِفَ مَاذَا سَيَحْصُلُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ نَعَمْ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْمُسْتَقْبَلَ، لٰكِنَّ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ يَقْدِرُ عَلَى ذٰلِكَ. وَقَدْ أَخْبَرَنَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ مُسْتَقْبَلِ ٱلْبَشَرِ وَٱلْأَرْضِ. — اشعيا ٤٦:١٠؛ يعقوب ٤:١٤.
٢، ٣ مَاذَا أَرَادَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ أَنْ يَعْرِفُوا، وَبِمَاذَا أَجَابَهُمْ؟
٢ عِنْدَمَا يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ نِهَايَةِ ٱلْعَالَمِ، يَقْصِدُ نِهَايَةَ ٱلشَّرِّ لَا نِهَايَةَ كَوْكَبِ ٱلْأَرْضِ. فَيَسُوعُ عَلَّمَ ٱلنَّاسَ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ سَيَحْكُمُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (لوقا ٤:٤٣) وَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، أَرَادَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ أَنْ يَعْرِفُوا مَتَى يَأْتِي ٱلْمَلَكُوتُ، فَسَأَلُوهُ: «مَتَى يَكُونُ هٰذَا، وَمَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟». (متى ٢٤:٣) وَفِي جَوَابِهِ، لَمْ يُعْطِهِمْ يَسُوعُ تَارِيخًا مُحَدَّدًا، بَلْ أَخْبَرَهُمْ مَاذَا سَيَحْدُثُ قَبْلَ نِهَايَةِ ٱلْعَالَمِ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ. وَمَا قَالَهُ يَسُوعُ يَتَحَقَّقُ فِي أَيَّامِنَا.
٣ سَنَرَى فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ أَدِلَّةً تُظْهِرُ أَنَّ نِهَايَةَ ٱلْعَالَمِ قَرِيبَةٌ جِدًّا. وَلٰكِنْ أَوَّلًا سَنَقْرَأُ عَنْ حَرْبٍ حَدَثَتْ فِي ٱلسَّمَاءِ لِنَفْهَمَ لِمَاذَا ٱلْأَحْوَالُ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَيِّئَةٌ جِدًّا.
حَرْبٌ فِي ٱلسَّمَاءِ
٤، ٥ (أ) مَاذَا حَصَلَ فِي ٱلسَّمَاءِ بَعْدَمَا بَدَأَ يَسُوعُ يَحْكُمُ كَمَلِكٍ؟ (ب) بِحَسَبِ ٱلرُّؤْيَا ١٢:١٢، كَيْفَ سَتَكُونُ ٱلْأَحْوَالُ عَلَى ٱلْأَرْضِ بَعْدَ طَرْدِ ٱلشَّيْطَانِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ؟
٤ رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٨ أَنَّ يَسُوعَ بَدَأَ يَحْكُمُ كَمَلِكٍ فِي ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ١٩١٤. (دانيال ٧:١٣، ١٤) وَسِفْرُ ٱلرُّؤْيَا يُخْبِرُنَا مَاذَا حَصَلَ بَعْدَ ذٰلِكَ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ. يَقُولُ: «نَشِبَتْ حَرْبٌ فِي ٱلسَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ [أَيْ يَسُوعُ] وَمَلَائِكَتُهُ حَارَبُوا ٱلتِّنِّينَ [أَيِ ٱلشَّيْطَانَ]، وَحَارَبَ ٱلتِّنِّينُ وَمَلَائِكَتُهُ».a وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ خَسِرَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ ٱلْحَرْبَ وَطُرِدُوا مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. تَخَيَّلْ كَمْ فَرِحَ ٱلْمَلَائِكَةُ! وَلٰكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْبَشَرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ قَالَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُمْ سَيَعِيشُونَ بَعْدَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ فَتْرَةً صَعْبَةً جِدًّا. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ غَاضِبٌ كَثِيرًا وَهُوَ يَعْرِفُ «أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا». — رؤيا ١٢:٧، ٩، ١٢.
٥ يَفْعَلُ ٱلشَّيْطَانُ كُلَّ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لِيُسَبِّبَ ٱلْوَيْلَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَهُوَ غَاضِبٌ جِدًّا لِأَنَّ ٱللّٰهَ سَيُوقِفُهُ عِنْدَ حَدِّهِ بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ. لِنَرَ ٱلْآنَ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُ سَيَحْصُلُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٢٤.
اَلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ
٦، ٧ كَيْفَ يَتِمُّ فِي أَيَّامِنَا مَا قَالَهُ يَسُوعُ عَنِ ٱلْحُرُوبِ وَٱلْمَجَاعَاتِ؟
٦ اَلْحُرُوبُ. قَالَ يَسُوعُ: «تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ». (متى ٢٤:٧) إِنَّ عَدَدَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي أَيَّامِنَا فِي ٱلْحُرُوبِ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ آخَرَ فِي ٱلتَّارِيخِ. مَثَلًا، يُظْهِرُ تَقْرِيرٌ مِنْ مَعْهَدٍ لِلْأَبْحَاثِ (مَعْهَدِ وُورْلْد وَاتْش) أَنَّ ٱلْحُرُوبَ قَتَلَتْ أَكْثَرَ مِنْ ١٠٠ مَلْيُونِ شَخْصٍ مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٤. وَفِي ٱلْحُرُوبِ خِلَالَ ٱلْمِئَةِ سَنَةٍ بَيْنَ ١٩٠٠ وَ ٢٠٠٠، مَاتَ أَشْخَاصٌ أَكْثَرُ بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ مِنَ ٱلَّذِينَ مَاتُوا خِلَالَ ٱلْـ ٩٠٠,١ سَنَةٍ ٱلسَّابِقَةِ. تَخَيَّلِ ٱلْحُزْنَ وَٱلْمَصَائِبَ ٱلَّتِي تُسَبِّبُهَا ٱلْحُرُوبُ لِمَلَايِينِ ٱلنَّاسِ.
٧ اَلْمَجَاعَاتُ. قَالَ يَسُوعُ: «تَكُونُ مَجَاعَاتٌ». (متى ٢٤:٧) هُنَاكَ ٱلْيَوْمَ طَعَامٌ فِي ٱلْأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ قَبْلُ. مَعَ ذٰلِكَ، كَثِيرُونَ لَا يَحْصُلُونَ عَلَى طَعَامٍ كَافٍ. فَهُمْ لَا يَمْلِكُونَ مَالًا لِشِرَاءِ ٱلطَّعَامِ وَلَا أَرْضًا يَزْرَعُونَهَا. كَمَا أَنَّ أَكْثَرَ مِنْ بَلْيُونِ شَخْصٍ يَعِيشُونَ بِأَقَلَّ مِنْ دُولَارٍ وَاحِدٍ فِي ٱلْيَوْمِ. وَتُخْبِرُ مُنَظَّمَةُ ٱلصِّحَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةُ أَنَّ مَلَايِينَ ٱلْأَوْلَادِ يَمُوتُونَ كُلَّ سَنَةٍ، وَٱلسَّبَبُ ٱلْأَسَاسِيُّ أَنَّهُمْ يَمْرَضُونَ مِنْ قِلَّةِ ٱلطَّعَامِ.
٨، ٩ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ نُبُوَّةَ يَسُوعَ عَنِ ٱلزَّلَازِلِ وَٱلْأَمْرَاضِ تَتَحَقَّقُ فِي أَيَّامِنَا؟
٨ اَلزَّلَازِلُ. تَنَبَّأَ يَسُوعُ: «تَكُونُ زَلَازِلُ عَظِيمَةٌ». (لوقا ٢١:١١) مُنْذُ سَنَةِ ١٩٠٠، مَاتَ أَكْثَرُ مِنْ مَلْيُونَيْ شَخْصٍ بِسَبَبِ ٱلزَّلَازِلِ. وَيَتَوَقَّعُ ٱلْعُلَمَاءُ ٱلْآنَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلزَّلَازِلِ ٱلْقَوِيَّةِ كُلَّ سَنَةٍ. وَلَا يَزَالُ كَثِيرُونَ يَمُوتُونَ فِي ٱلزَّلَازِلِ، مَعَ أَنَّ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا تُسَاعِدُ عَلَى ٱكْتِشَافِهَا فِي وَقْتٍ أَبْكَرَ مِنْ قَبْلُ.
٩ اَلْأَمْرَاضُ. تَنَبَّأَ يَسُوعُ أَيْضًا: «تَكُونُ أَوْبِئَةٌ»، أَيْ إِنَّ أَمْرَاضًا خَطِيرَةً سَتَنْتَشِرُ بِسُرْعَةٍ وَتَقْتُلُ كَثِيرِينَ. (لوقا ٢١:١١) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْأَطِبَّاءَ ٱكْتَشَفُوا كَيْفَ يُعَالِجُونَ أَمْرَاضًا كَثِيرَةً، لٰكِنْ لَا يَزَالُ هُنَاكَ أَمْرَاضٌ لَا عِلَاجَ لَهَا. وَبِحَسَبِ أَحَدِ ٱلتَّقَارِيرِ، يَمُوتُ ٱلْمَلَايِينُ كُلَّ سَنَةٍ بِسَبَبِ أَمْرَاضٍ مِثْلِ ٱلسِّلِّ وَٱلْمَلَارِيَا وَٱلْكُولِيرَا. كَمَا ٱكْتَشَفَ ٱلْأَطِبَّاءُ خِلَالَ ٱلْـ ٤٠ سَنَةً ٱلْمَاضِيَةَ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ مَرَضًا جَدِيدًا، وَلَا يَزَالُ بَعْضُهَا بِلَا عِلَاجٍ.
صِفَاتُ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ
١٠ كَيْفَ تَتِمُّ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:١-٥ فِي أَيَّامِنَا؟
١٠ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ فِي ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:١: «فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ حَرِجَةٌ». ثُمَّ يُخْبِرُنَا فِي ٱلْأَعْدَادِ ٢-٥ عَنْ صِفَاتِ ٱلنَّاسِ فِي هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّهُمْ . . .
يُحِبُّونَ أَنْفُسَهُمْ
يُحِبُّونَ ٱلْمَالَ
لَا يُطِيعُونَ وَالِدِيهِمْ
بِلَا وَفَاءٍ
لَا يَحِنُّونَ عَلَى عَائِلَتِهِمْ
لَا يَضْبُطُونَ أَنْفُسَهُمْ
عَنِيفُونَ وَشَرِسُونَ
يُحِبُّونَ مُتْعَتَهُمْ أَكْثَرَ مِنَ ٱللّٰهِ
يَتَظَاهَرُونَ أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ، لٰكِنَّهُمْ لَا يُطِيعُونَهُ
١١ بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُور ٩٢:٧، مَاذَا سَيَحْصُلُ لِلْأَشْرَارِ؟
١١ هَلْ هٰذِهِ هِيَ صِفَاتُ ٱلنَّاسِ حَوْلَكَ؟ اَلْعَالَمُ مَلِيءٌ بِأَشْخَاصٍ كَهٰؤُلَاءِ. لٰكِنَّ ٱللّٰهَ سَيَتَدَخَّلُ قَرِيبًا. فَهُوَ يَعِدُنَا: «حِينَ يُفْرِخُ ٱلْأَشْرَارُ كَٱلنَّبْتِ . . . فَإِنَّمَا ذٰلِكَ لِيَفْنَوْا [أَيْ يَمُوتُوا] إِلَى ٱلْأَبَدِ». — مزمور ٩٢:٧.
أَحْدَاثٌ مُفْرِحَةٌ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ
١٢، ١٣ مَاذَا يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ خِلَالَ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
١٢ تَنَبَّأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْعَالَمَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَيَكُونُ مَلِيئًا بِٱلْمَشَاكِلِ وَٱلْعَذَابِ. لٰكِنَّهُ تَكَلَّمَ أَيْضًا عَنْ أَحْدَاثٍ مُفْرِحَةٍ.
١٣ فَهْمُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. قَالَ ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ إِنَّ «ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلْحَقَّةَ تَزْدَادُ» فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. (دانيال ١٢:٤) فَٱللّٰهُ سَيُسَاعِدُ شَعْبَهُ أَنْ يَفْهَمُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِوُضُوحٍ أَكْثَرَ مِنْ قَبْلُ. وَهٰذَا مَا يَحْصُلُ فِي أَيَّامِنَا، خُصُوصًا مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٤. مَثَلًا، أَوْضَحَ لَنَا ٱللّٰهُ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نَسْتَعْمِلَ ٱسْمَهُ، وَمَاذَا يَنْوِي أَنْ يَفْعَلَ لِلْأَرْضِ. وَعَلَّمَنَا عَنِ ٱلْفِدْيَةِ وَٱلْقِيَامَةِ، وَمَاذَا يَحْدُثُ لِلْإِنْسَانِ بَعْدَ ٱلْمَوْتِ. كَمَا أَظْهَرَ ٱللّٰهُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْوَحِيدُ لِكُلِّ مَشَاكِلِنَا. وَأَخْبَرَنَا أَيْضًا كَيْفَ نَكُونُ سُعَدَاءَ وَنَعِيشُ حَيَاةً تُرْضِيهِ. وَلٰكِنْ مَاذَا سَيَفْعَلُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ بِمَا يَتَعَلَّمُونَهُ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي نُبُوَّةٍ أُخْرَى. — اُنْظُرْ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَيْنِ ٢١ وَ ٢٥.
١٤ إِلَى أَيْنَ وَصَلَتْ بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ، وَمَنْ يُبَشِّرُ بِهَا؟
١٤ اَلْبِشَارَةُ تَصِلُ إِلَى كُلِّ ٱلْعَالَمِ. قَالَ يَسُوعُ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ». (متى ٢٤:٣، ١٤) وَٱلْيَوْمَ، وَصَلَتْ بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٢٣٠ بَلَدًا بِأَكْثَرَ مِنْ ٧٠٠ لُغَةٍ. فَشُهُودُ يَهْوَهَ مِنْ ‹كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلشُّعُوبِ› يُخْبِرُونَ ٱلنَّاسَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مَا هُوَ ٱلْمَلَكُوتُ وَكَيْفَ سَيُفِيدُ ٱلْبَشَرَ. (رؤيا ٧:٩) وَهُمْ يَفْعَلُونَ ذٰلِكَ مَجَّانًا. وَمَعَ أَنَّ كَثِيرِينَ يَكْرَهُونَهُمْ وَيُقَاوِمُونَهُمْ مِثْلَمَا تَنَبَّأَ يَسُوعُ، لَا شَيْءَ يُوقِفُ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ. — لوقا ٢١:١٧.
مَاذَا سَتَفْعَلُ؟
١٥ (أ) هَلْ تُؤْمِنُ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، وَلِمَاذَا؟ (ب) مَاذَا سَيَحْصُلُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَ ٱللّٰهَ وَٱلَّذِينَ لَا يُطِيعُونَهُ؟
١٥ هَلْ تُؤْمِنُ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟ يَتِمُّ ٱلْآنَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلنُّبُوَّاتِ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. وَقَرِيبًا سَيُوقِفُ يَهْوَهُ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ، ثُمَّ «تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ». (متى ٢٤:١٤) وَمَا هِيَ ٱلنِّهَايَةُ؟ إِنَّهَا هَرْمَجِدُّونُ حِينَ سَيُنْهِي ٱللّٰهُ كُلَّ ٱلشَّرِّ. فَبِوَاسِطَةِ يَسُوعَ وَمَلَائِكَتِهِ ٱلْأَقْوِيَاءِ، سَيَقْضِي يَهْوَهُ عَلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ أَنْ يُطِيعُوهُ هُوَ وَٱبْنَهُ. (٢ تسالونيكي ١:٦-٩) بَعْدَ ذٰلِكَ، لَنْ يَخْدَعَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ ٱلنَّاسَ. أَمَّا ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يُطِيعُوا ٱللّٰهَ وَيَقْبَلُونَ حُكْمَ ٱلْمَلَكُوتِ، فَسَيَرَوْنَ كُلَّ وُعُودِهِ تَتَحَقَّقُ. — رؤيا ٢٠:١-٣؛ ٢١:٣-٥.
١٦ بِمَا أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَرِيبَةٌ جِدًّا، فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ؟
١٦ سَيَنْتَهِي قَرِيبًا هٰذَا ٱلْعَالَمُ ٱلَّذِي يَحْكُمُهُ ٱلشَّيْطَانُ. لِذٰلِكَ مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ تَسْأَلَ نَفْسَكَ: ‹مَاذَا يَجِبُ أَنْ أَفْعَلَ؟›. يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَدْرُسَ كُلُّ شَخْصٍ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ حَسَبَ طَاقَتِهِ. فَٱدْرُسِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِجِدِّيَّةٍ. (يوحنا ١٧:٣) وَشُهُودُ يَهْوَهَ لَدَيْهِمْ كُلَّ أُسْبُوعٍ ٱجْتِمَاعَاتٌ تُسَاعِدُ عَلَى فَهْمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَحَاوِلْ أَنْ تَحْضُرَهَا دَائِمًا. (اقرإ العبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.) وَإِذَا شَعَرْتَ أَنَّكَ بِحَاجَةٍ أَنْ تَصْنَعَ تَغْيِيرَاتٍ فِي حَيَاتِكَ، فَلَا تَتَرَدَّدْ. فَهٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتُ سَتُقَوِّي صَدَاقَتَكَ مَعَ يَهْوَهَ. — يعقوب ٤:٨.
١٧ لِمَاذَا سَتَتَفَاجَأُ أَكْثَرِيَّةُ ٱلنَّاسِ عِنْدَمَا تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ؟
١٧ أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ هَلَاكَ ٱلْأَشْرَارِ سَيَأْتِي فِي وَقْتٍ لَا تَتَوَقَّعُهُ أَكْثَرِيَّةُ ٱلنَّاسِ، مِثْلَ «سَارِقٍ فِي ٱللَّيْلِ». (١ تسالونيكي ٥:٢) فَقَدْ تَنَبَّأَ يَسُوعُ أَنَّ كَثِيرِينَ سَيَتَجَاهَلُونَ ٱلْأَدِلَّةَ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. قَالَ: «كَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ، كَذٰلِكَ يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ [أَيِ ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ]. لِأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ، يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ، وَٱلرِّجَالُ يَتَزَوَّجُونَ وَٱلنِّسَاءُ يُزَوَّجْنَ، إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ ٱلْفُلْكَ، وَلَمْ يَكْتَرِثُوا [أَيْ يَهْتَمُّوا] حَتَّى جَاءَ ٱلطُّوفَانُ وَجَرَفَهُمْ جَمِيعًا، كَذٰلِكَ يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ». — متى ٢٤:٣٧-٣٩.
١٨ مِنْ أَيِّ أُمُورٍ حَذَّرَنَا يَسُوعُ؟
١٨ حَذَّرَنَا يَسُوعُ مِنْ أَنْ نَلْتَهِيَ بِكَثْرَةِ ‹ٱلْأَكْلِ وَٱلشُّرْبِ وَبِهُمُومِ ٱلْحَيَاةِ›. وَقَالَ إِنَّ ٱلنِّهَايَةَ سَتَأْتِي فَجْأَةً مِثْلَ فَخٍّ «عَلَى جَمِيعِ ٱلسَّاكِنِينَ عَلَى وَجْهِ ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا». ثُمَّ أَضَافَ: «اِبْقَوْا مُسْتَيْقِظِينَ، مُتَضَرِّعِينَ [أَيْ مُقَدِّمِينَ ٱلصَّلَوَاتِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ] فِي كُلِّ وَقْتٍ، لِكَيْ تَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْإِفْلَاتِ مِنْ كُلِّ هٰذَا ٱلْمَحْتُومِ أَنْ يَكُونَ، وَمِنَ ٱلْوُقُوفِ أَمَامَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ». (لوقا ٢١:٣٤-٣٦) وَلِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نَنْتَبِهَ لِتَحْذِيرِ يَسُوعَ؟ لِأَنَّ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ سَيَنْتَهِي قَرِيبًا. وَوَحْدَهُمُ ٱلَّذِينَ يَرْضَى عَنْهُمْ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ سَيَنْجُونَ وَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. — يوحنا ٣:١٦؛ ٢ بطرس ٣:١٣.
a مِيخَائِيلُ هُوَ ٱسْمٌ آخَرُ لِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. لِتَعْرِفَ أَكْثَرَ، ٱنْظُرْ مِنْ فَضْلِكَ «مَعْلُومَاتٌ إِضَافِيَّةٌ» ٱلرَّقْمَ ٢٣.