هَلْ تَسْتَمِرُّ فِي إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ؟
«غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ». — رو ١٢:٢.
١، ٢ أَيُّ أَثَرٍ هُنَاكَ لِلْبِيئَةِ وَٱلتَّنْشِئَةِ فِينَا؟
لِلْبِيئَةِ وَٱلتَّنْشِئَةِ أَثَرٌ عَمِيقٌ فِينَا. فَنَحْنُ نَلْبَسُ نَمَطَ ثِيَابٍ مُعَيَّنًا، وَنُحِبُّ أَجْنَاسًا مُحَدَّدَةً مِنَ ٱلطَّعَامِ، وَلَنَا أُسْلُوبٌ مُعَيَّنٌ فِي ٱلتَّصَرُّفِ. وَلِمَاذَا؟ يُعْزَى ٱلسَّبَبُ جُزْئِيًّا إِلَى تَأْثِيرِ ٱلنَّاسِ مِنْ حَوْلِنَا وَٱلظُّرُوفِ ٱلَّتِي نَمُرُّ بِهَا فِي ٱلْحَيَاةِ.
٢ عَلَى أَنَّ هُنَاكَ أَشْيَاءَ أَهَمَّ بِكَثِيرٍ مِنِ ٱخْتِيَارِنَا لِلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ. مَثَلًا، نَحْنُ نَشَأْنَا عَلَى ٱعْتِبَارِ بَعْضِ ٱلْأَشْيَاءِ صَائِبَةً وَمَقْبُولَةً وَرَفْضِ أَشْيَاءَ أُخْرَى بِصِفَتِهَا خَاطِئَةً وَغَيْرَ مَقْبُولَةٍ. وَٱلْعَدِيدُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَسَائِلِ هِيَ مَسَائِلُ شَخْصِيَّةٌ وَتَخْتَلِفُ مِنْ فَرْدٍ إِلَى آخَرَ. حَتَّى إِنَّ قَرَارَاتِنَا قَدْ تَعْكِسُ مَا يُمْلِيهِ عَلَيْنَا ضَمِيرُنَا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ ‹ٱلْأُمَمَ ٱلَّذِينَ لَيْسَتْ عِنْدَهُمْ شَرِيعَةٌ [غَالِبًا مَا] يَفْعَلُونَ بِٱلطَّبِيعَةِ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ›. (رو ٢:١٤) وَلٰكِنْ هَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُ فِي حَالِ لَمْ تُوجَدْ شَرِيعَةٌ وَاضِحَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَتْبَعَ ٱلطُّرُقَ وَٱلْمَقَايِيسَ ٱلشَّائِعَةَ فِي مِنْطَقَتِنَا ٱلَّتِي تَرَعْرَعْنَا عَلَيْهَا؟
٣ أَيُّ سَبَبَيْنِ يَدْفَعَانِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا يُمَاشُوا ٱلطُّرُقَ وَٱلْمَقَايِيسَ ٱلسَّائِدَةَ فِي ٱلْعَالَمِ؟
٣ ثَمَّةَ سَبَبَانِ مُهِمَّانِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ يَدْفَعَانِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا يُمَاشُوا ٱلطُّرُقَ وَٱلْمَقَايِيسَ ٱلسَّائِدَةَ فِي ٱلْعَالَمِ. أَوَّلًا، يُذَكِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «يُوجَدُ طَرِيقٌ يَظْهَرُ لِلْإِنْسَانِ مُسْتَقِيمًا، وَنِهَايَتُهُ فِي ٱلْآخِرِ طُرُقُ ٱلْمَوْتِ». (ام ١٦:٢٥) فَبِسَبَبِ طَبِيعَتِنَا ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلنَّاقِصَةِ، لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُحَدِّدَ مَا هُوَ مُفِيدٌ حَقًّا لَنَا كَيْ نَهْدِيَ خُطُوَاتِنَا بِشَكْلٍ كَامِلٍ. (ام ٢٨:٢٦؛ ار ١٠:٢٣) وَثَانِيًا، يُظْهِرُ لَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ، «إِلٰهَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا»، هُوَ مَنْ يَتَحَكَّمُ بِٱلْمُيُولِ وَٱلْمَقَايِيسِ ٱلْعَالَمِيَّةِ. (٢ كو ٤:٤؛ ١ يو ٥:١٩) لِذٰلِكَ، إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَحْظَى بِبَرَكَةِ يَهْوَهَ وَرِضَاهُ، فَعَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلْحَضِّ ٱلْمُدَوَّنِ فِي رُومَا ١٢:٢. — اقرأها.
٤ مَاذَا سَنَتَفَحَّصُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ وَهُنَاكَ عِدَّةُ نِقَاطٍ مُهِمَّةٍ مُسَجَّلَةٍ فِي رُومَا ١٢:٢ تَسْتَحِقُّ أَنْ نُولِيَهَا ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلشَّدِيدَ. (١) لِمَ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ‹ٱلتَّغْيِيرِ›؟ (٢) مَا ٱلَّذِي يَشْمُلُهُ ٱلتَّغْيِيرُ؟ وَ (٣) كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَغَيَّرَ؟ فَلْنَتَفَحَّصْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.
لِمَ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّغْيِيرِ؟
٥ إِلَى مَنْ كَتَبَ بُولُسُ كَلِمَاتِهِ ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي رُومَا ١٢:٢؟
٥ لَمْ يَكْتُبْ بُولُسُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى رُومَا إِلَى غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَوِ ٱلنَّاسِ كَافَّةً، بَلْ إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (رو ١:٧) وَقَدْ حَضَّهُمْ فِيهَا أَنْ يَتَغَيَّرُوا وَ ‹يَكُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا›. وَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعَائِشِينَ فِي رُومَا فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، أَيْ عَامِ ٥٦ بم، شَمَلَ «نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ» ٱلْمَقَايِيسَ، ٱلْعَادَاتِ، آدَابَ ٱلسُّلُوكِ، وَأَنْمَاطَ ٱللِّبَاسِ ٱلَّتِي مَيَّزَتِ ٱلْعَالَمَ ٱلرُّومَانِيَّ. أَمَّا أَنَّ بُولُسَ ٱسْتَخْدَمَ كَلِمَةَ «كُفُّوا»، فَهٰذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ كَانُوا لَا يَزَالُونَ تَحْتَ تَأْثِيرِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ. فَكَيْفَ أَثَّرَ ذٰلِكَ ٱلنِّظَامُ عَلَى إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا آنَذَاكَ؟
٦، ٧ كَيْفَ شَكَّلَتِ ٱلْأَحْوَالُ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةُ وَٱلدِّينِيَّةُ تَحَدِّيًا لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي زَمَنِ بُولُسَ؟
٦ عِنْدَمَا يَزُورُ ٱلسُّيَّاحُ رُومَا فِي وَقْتِنَا ٱلْحَاضِرِ، يَقَعُ نَظَرُهُمْ عَلَى بَقَايَا مَعَابِدِهَا، قُبُورِهَا، أَنْصَابِهَا، مَيَادِينِهَا لِلْمُصَارَعَةِ، مَسَارِحِهَا، وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْآثَارِ ٱلَّتِي يَرْجِعُ تَارِيخُ بَعْضِهَا إِلَى ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. وَتُزَوِّدُ هٰذِهِ ٱلْآثَارُ بَصِيرَةً فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ وَٱلدِّينِيَّةِ فِي رُومَا ٱلْقَدِيمَةِ. هٰذَا وَإِنَّنَا نَقْرَأُ فِي كُتُبِ ٱلتَّارِيخِ عَنْ أَلْعَابِ ٱلْمُجَالَدَةِ، سِبَاقَاتِ ٱلْمَرْكَبَاتِ، وَٱلْمَسْرَحِيَّاتِ ٱلَّتِي تَتَنَاوَلُ شَتَّى ٱلْمَوَاضِيعِ وَٱلَّتِي كَانَ بَعْضُهَا مُخْزِيًا. كَمَا كَانَتْ رُومَا مَرْكَزًا تِجَارِيًّا مُزْدَهِرًا، مِمَّا أَتَاحَ فُرَصًا كَبِيرَةً لِكَسْبِ ٱلْأَرْبَاحِ ٱلْمَادِّيَّةِ. — رو ٦:٢١؛ ١ بط ٤:٣، ٤.
٧ وَعَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ هَيَاكِلِ ٱلرُّومَانِ وَآلِهَتِهِمِ ٱلْكَثِيرَةِ، فَهُمْ لَمْ يُعْرَفُوا بِأَنَّهُمْ يُنَمُّونَ عَلَاقَةً شَخْصِيَّةً وَحَقِيقِيَّةً بِٱلْآلِهَةِ ٱلَّتِي عَبَدُوهَا. فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ، كَانَ ٱلدِّينُ يَتَوَقَّفُ فِي ٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى عَلَى مُمَارَسَةِ ٱلطُّقُوسِ — طُقُوسِ ٱلْوِلَادَةِ، وَٱلزَّوَاجِ، وَٱلْمَأْتَمِ — اَلَّتِي كَانَتْ جُزْءًا مِنْ شُؤُونِ ٱلْمُجْتَمَعِ. وَيُمْكِنُكَ أَنْ تُقَدِّرَ كَمْ شَكَّلَ هٰذَا كُلُّهُ تَحَدِّيًا لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا. فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ أَتَوْا مِنْ تِلْكَ ٱلْبِيئَةِ، وَبِٱلتَّالِي، وَجَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَغَيَّرُوا كَيْ يَصِيرُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ. وَلَمْ يَكُنِ ٱلتَّغْيِيرُ لِيَنْتَهِيَ عِنْدَ يَوْمِ مَعْمُودِيَّتِهِمْ.
٨ كَيْفَ يُشَكِّلُ ٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ تَهْدِيدًا لِلْمَسِيحِيِّينَ؟
٨ مِثْلَ ٱلْعَالَمِ ٱلرُّومَانِيِّ، يُشَكِّلُ ٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ تَهْدِيدًا لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ لِأَنَّ رُوحَهُ تَتَجَلَّى بِطُرُقٍ عَدِيدَةٍ. (اقرأ افسس ٢:٢، ٣؛ ١ يوحنا ٢:١٦.) فَنَحْنُ فِي خَطَرٍ دَائِمٍ أَنْ يَصُوغَنَا ٱلْعَالَمُ نَتِيجَةَ تَعَرُّضِنَا لِرَغَبَاتِهِ، أَفْكَارِهِ، قِيَمِهِ، وَآدَابِهِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. لِذٰلِكَ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ جِدًّا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلْحَضِّ ٱلْمُوحَى بِهِ أَنْ ‹نَتَغَيَّرَ› وَ ‹نَكُفَّ عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا›. كَيْفَ؟
مَا ٱلَّذِي يَشْمُلُهُ ٱلتَّغْيِيرُ؟
٩ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ أَجْرَاهَا كَثِيرُونَ قَبْلَ أَنْ يَتَأَهَّلُوا لِلْمَعْمُودِيَّةِ؟
٩ حِينَمَا يَدْرُسُ ٱلْمَرْءُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيُطَبِّقُهَا، يَبْدَأُ بِإِحْرَازِ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ. وَيَنْعَكِسُ ذٰلِكَ عَلَى ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي يَصْنَعُهَا فِي حَيَاتِهِ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَا تَعَلَّمَهُ. فَيَطْرَحُ عَنْهُ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلدِّينِيَّةَ ٱلْبَاطِلَةَ وَصِفَاتِهِ غَيْرَ ٱلْمَرْغُوبِ فِيهَا وَيُنَمِّي شَخْصِيَّةً شَبِيهَةً بِشَخْصِيَّةِ ٱلْمَسِيحِ. (اف ٤:٢٢-٢٤) وَكَمْ نَفْرَحُ حِينَ نَرَى مِئَاتِ ٱلْآلَافِ سَنَوِيًّا يُجْرُونَ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ وَيَتَأَهَّلُونَ لِيَعْتَمِدُوا رَمْزًا إِلَى ٱنْتِذَارِهِمْ لِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ! وَلَا رَيْبَ أَنَّ هٰذَا يُفَرِّحُ قَلْبَ خَالِقِنَا أَيْضًا. (ام ٢٧:١١) وَلٰكِنْ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي ٱلسُّؤَالِ ٱلتَّالِي: هَلْ هٰذِهِ هِيَ كُلُّ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ نُجْرِيَهَا؟
١٠ بِمَ يَخْتَلِفُ ٱلتَّغْيِيرُ عَنِ ٱلتَّحَسُّنِ؟
١٠ فِي ٱلْوَاقِعِ، يَشْمُلُ ٱلتَّغْيِيرُ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ إِحْرَازِ ٱلتَّقَدُّمِ أَوِ ٱلتَّحَسُّنِ. مَثَلًا، قَدْ يُكْتَبُ عَلَى ٱلْمُنْتَجِ أَنَّهُ تَمَّ تَحْسِينُهُ، لٰكِنَّهُ فِي ٱلْجَوْهَرِ لَا يَزَالُ هُوَ نَفْسَهُ. فَرُبَّمَا لَمْ تَزِدْ عَلَيْهِ ٱلشَّرِكَةُ سِوَى مُكَوِّنٍ وَاحِدٍ وَلَمْ تُجْرِ إِلَّا تَعْدِيلًا عَلَى غِلَافِهِ لِيُصْبِحَ أَكْثَرَ جَاذِبِيَّةً. وَعَنِ ٱلتَّعْبِيرِ «غَيِّرُوا شَكْلَكُمُ» ٱلْمَوْجُودِ فِي رُومَا ١٢:٢، يَقُولُ قَامُوسُ فَايْنَ ٱلتَّفْسِيرِيُّ لِكَلِمَاتِ ٱلْعَهْدَيْنِ ٱلْقَدِيمِ وَٱلْجَدِيدِ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ) إِنَّ ٱلتَّغْيِيرَ يَشْمُلُ تَجْدِيدَ أَوْ تَغْيِيرَ تَفْكِيرِنَا بِمُسَاعَدَةِ قُوَّةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَعَلَيْهِ، إِنَّ ٱلتَّغْيِيرَ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَصْنَعَهُ ٱلْمَسِيحِيُّ لَا يَشْمُلُ مُجَرَّدَ تَرْكِ ٱلْعَادَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ، وَٱلْكَلَامِ ٱلْبَذِيءِ، وَٱلسُّلُوكِ ٱلْفَاسِدِ. فَبَعْضُ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَجْهَلُونَ مَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَسْعَوْنَ لِتَجَنُّبِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ. فَمَاذَا يَشْمُلُ إِذًا ٱلتَّغْيِيرُ ٱلَّذِي يَلْزَمُ أَنْ يُجْرِيَهُ ٱلْمَسِيحِيُّ؟
١١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلشَّخْصُ كَيْ يَتَغَيَّرَ حَسَبَ قَوْلِ بُولُسَ؟
١١ كَتَبَ بُولُسُ: «غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ». إِنَّ كَلِمَةَ ‹ذِهْنٍ› تُشِيرُ إِلَى مَقْدِرَاتِنَا ٱلتَّفْكِيرِيَّةِ. وَلٰكِنْ عِنْدَ ٱسْتِعْمَالِهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، تَشْمُلُ مَيْلَنَا ٱلْفِكْرِيَّ، مَوْقِفَنَا، وَقُوَّتَنَا ٱلْعَقْلِيَّةَ. فَفِي مُسْتَهَلِّ رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى أَهْلِ رُومَا، قَالَ إِنَّ هُنَالِكَ أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ «حَالَةٌ عَقْلِيَّةٌ غَيْرُ مَرْضِيَّةٍ»، لِأَنَّهُمْ مَمْلُوُّونَ ‹إِثْمًا وَشَرًّا وَطَمَعًا وَسُوءًا وَحَسَدًا وَقَتْلًا وَنِزَاعًا وَخِدَاعًا›، وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلسِّمَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ. (رو ١:٢٨-٣١) لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، حَضَّ ٱلَّذِينَ نَشَأُوا فِي بِيئَةٍ كَهٰذِهِ وَصَارُوا خُدَّامًا لِلّٰهِ أَنْ ‹يَتَغَيَّرُوا› وَ ‹يُغَيِّرُوا ذِهْنَهُمْ›.
‹لِيُنْزَعْ مِنْكُمْ كُلُّ غَضَبٍ وَسُخْطٍ وَصِيَاحٍ وَكَلَامِ إِهَانَةٍ›. — اف ٤:٣١.
١٢ مَاذَا يَعْتَقِدُ عَدِيدُونَ ٱلْيَوْمَ، وَلِمَ يُشَكِّلُ مَوْقِفُهُمْ خَطَرًا عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
١٢ مَعَ ٱلْأَسَفِ، نَحْنُ مُحَاطُونَ بِأُنَاسٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ وَصْفُ بُولُسَ. فَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ ٱلْإِصْرَارَ عَلَى ٱلِٱلْتِزَامِ بِمَقَايِيسَ وَمَبَادِئَ مُعَيَّنَةٍ هُوَ أَمْرٌ عَتِيقُ ٱلطِّرَازِ وَيَدُلُّ عَلَى تَعَصُّبٍ وَتَزَمُّتٍ. كَمَا أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْأَسَاتِذَةِ وَٱلْوَالِدِينَ مُتَسَاهِلُونَ وَيُرَوِّجُونَ لِطَرِيقَةِ تَفْكِيرٍ مُتَحَرِّرَةٍ. فَهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ ٱلصَّوَابَ وَٱلْخَطَأَ أَمْرَانِ نِسْبِيَّانِ. حَتَّى إِنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مُتَدَيِّنُونَ يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ لِفِعْلِ مَا يَجِدُونَهُ صَائِبًا وَلَيْسُوا مُلْزَمِينَ بِإِطَاعَةِ ٱللّٰهِ وَشَرَائِعِهِ. (مز ١٤:١) وَمَوْقِفٌ كَهٰذَا يُشَكِّلُ خَطَرًا عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَٱلشَّخْصُ غَيْرُ ٱلْحَذِرِ قَدْ يَتَبَنَّى ٱلنَّظْرَةَ ذَاتَهَا إِلَى ٱلتَّرْتِيبَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ، مُعَارِضًا ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلْمُتَّبَعَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ حَتَّى مُتَذَمِّرًا عَلَى أَيِّ شَيْءٍ لَا يُعْجِبُهُ. أَوْ قَدْ لَا يُوَافِقُ تَمَامًا عَلَى مَشُورَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ ٱلتَّسْلِيَةِ، وَٱسْتِخْدَامِ ٱلْإِنْتِرْنِت، وَٱلسَّعْيِ لِتَحْصِيلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي.
١٣ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نُقَيِّمَ أَنْفُسَنَا تَقْيِيمًا صَادِقًا؟
١٣ لِذَا، كَيْ نَتَوَقَّفَ عَنْ ‹مُشَاكَلَةِ› هٰذَا ٱلنِّظَامِ، أَيْ عَنِ ٱلسَّمَاحِ لِلْعَالَمِ أَنْ يَصُوغَ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي نُفَكِّرُ وَنَشْعُرُ بِهَا، يَنْبَغِي أَنْ نُقَيِّمَ بِصِدْقٍ أَهْدَافَنَا وَقِيَمَنَا وَمَشَاعِرَنَا وَمَوَاقِفَنَا ٱلدَّاخِلِيَّةَ. فَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ قَدْ تَكُونُ مَخْفِيَّةً عَنِ ٱلْعِيَانِ، وَقَدْ يَمْدَحُنَا ٱلْآخَرُونَ عَلَى مَسْلَكِنَا. وَمَعَ ذٰلِكَ، نَحْنُ ٱلْوَحِيدُونَ ٱلَّذِينَ نَعْرِفُ مَا إِذَا سَمَحْنَا لِمَا تَعَلَّمْنَاهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يُغَيِّرَنَا وَمَا إِذَا كَانَ هٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ لَا يَزَالُ مُسْتَمِرًّا أَمْ لَا. — اقرأ يعقوب ١:٢٣-٢٥.
كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَغَيَّرَ؟
١٤ مَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا أَنْ نَكْتَشِفَ مَا هِيَ ٱلتَّغْيِيرَاتُ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ نَصْنَعَهَا؟
١٤ لِكَيْ نَتَغَيَّرَ، عَلَيْنَا أَنْ نُغَيِّرَ مَا فِي قَلْبِنَا، أَيْ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ حَقًّا فِي ٱلدَّاخِلِ. فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا أَنْ نَصْنَعَ تَغْيِيرَاتٍ كَهٰذِهِ؟ إِنَّ طَرِيقَةَ تَجَاوُبِنَا مَعَ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَكْشِفُ مَا فِي قَلْبِنَا. وَهٰذَا مَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَكْتَشِفَ أَيَّةَ تَعْدِيلَاتٍ عَلَيْنَا أَنْ نُجْرِيَهَا كَيْ نَتَصَرَّفَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ‹مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَةِ›. — رو ١٢:٢؛ عب ٤:١٢.
١٥ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلتَّغْيِيرِ يَصْنَعُهُ يَهْوَهُ عِنْدَمَا يَصُوغُنَا؟
١٥ اقرأ اشعيا ٦٤:٨. إِنَّ ٱلصُّورَةَ ٱلْبَيَانِيَّةَ ٱلَّتِي ٱسْتَعْمَلَهَا ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا، حَيْثُ يُشَبَّهُ يَهْوَهُ بِٱلْخَزَّافِ وَنَحْنُ بِٱلطِّينِ، تُعَلِّمُنَا دَرْسًا مُهِمًّا. فَحِينَ يَجْبُلُنَا يَهْوَهُ كَمَا يَجْبُلُ ٱلْخَزَّافُ ٱلطِّينَ، لَا يُغَيِّرُ مَظْهَرَنَا ٱلْخَارِجِيَّ، بَلْ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِي ٱلدَّاخِلِ. فَعِنْدَمَا نَتَجَاوَبُ مَعَ صِيَاغَتِهِ لَنَا، نَسْمَحُ لَهُ أَنْ يُغَيِّرَ مَا فِي دَاخِلِنَا، أَيْ أَنْ يُسَاعِدَنَا أَنْ نُغَيِّرَ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي نَشْعُرُ وَنُفَكِّرُ بِهَا. وَهٰذَا مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ تَمَامًا لِكَيْ نُحَارِبَ تَأْثِيرَاتِ ٱلْعَالَمِ. فَكَيْفَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ؟
١٦، ١٧ (أ) مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْخَزَّافُ بِٱلطِّينِ كَيْ يَصْنَعَ إِنَاءً قَيِّمًا؟ (ب) كَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ أَنْ نَتَغَيَّرَ إِلَى إِنَاءٍ كَرِيمٍ وَقَيِّمٍ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ؟
١٦ لِكَيْ يَصْنَعَ ٱلْخَزَّافُ نَوْعِيَّةً جَيِّدَةً مِنَ ٱلْخَزَفِ، يَسْتَخْدِمُ طِينًا عَالِيَ ٱلْجَوْدَةِ. وَلٰكِنْ، عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِأَمْرَيْنِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، يَجِبُ أَنْ يَغْسِلَ ٱلطِّينَ كَيْ يُزِيلَ مِنْهُ ٱلشَّوَائِبَ. ثُمَّ يَلْزَمُ أَنْ يَزِيدَ مِقْدَارًا مُنَاسِبًا مِنَ ٱلْمَاءِ عَلَى ٱلطِّينِ وَيَبْدَأَ بِعَجْنِهِ حَتَّى يَظَلَّ مُحَافِظًا عَلَى شَكْلِهِ بَعْدَمَا يَتِمُّ صَوْغُهُ.
١٧ لَاحِظْ أَنَّ ٱلْخَزَّافَ يَسْتَخْدِمُ ٱلْمَاءَ فِي كُلٍّ مِنْ غَسْلِ ٱلطِّينِ وَإِعْطَائِهِ ٱلتَّمَاسُكَ وَٱللُّيُونَةَ ٱلْمَطْلُوبَيْنِ كَيْ يَصْنَعَ مِنْهُ مَا يُرِيدُ، حَتَّى ٱلْإِنَاءَ ٱلنَّفِيسَ ٱلسَّرِيعَ ٱلْعَطَبِ. فَهَلْ تَرَى وَجْهَ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ ٱلْمَاءِ وَكَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟ مِثْلَ ٱلْمَاءِ، يُسَاعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَتَخَلَّصَ مِنْ نَمَطِ تَفْكِيرِنَا ٱلسَّابِقِ حِينَ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُ ٱللّٰهَ، وَأَنْ نَتَغَيَّرَ إِلَى إِنَاءٍ كَرِيمٍ وَقَيِّمٍ فِي نَظَرِهِ. (اف ٥:٢٦) فَكِّرْ أَيْضًا فِي عَدَدِ ٱلْمَرَّاتِ ٱلَّتِي جَرَى فِيهَا حَثُّنَا أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا وَنَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ بِٱنْتِظَامٍ حَيْثُ تُنَاقَشُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ. فَلِمَ نُشَجَّعُ عَلَى فِعْلِ هٰذَيْنِ ٱلْأَمْرَيْنِ؟ لِأَنَّنَا بِهَاتَيْنِ ٱلطَّرِيقَتَيْنِ نَتَجَاوَبُ مَعَ صِيَاغَةِ يَهْوَهَ لَنَا. — مز ١:٢؛ اع ١٧:١١؛ عب ١٠:٢٤، ٢٥.
١٨ (أ) لِمَ ٱلتَّأَمُّلُ مُهِمٌّ كَيْ تُؤَثِّرَ فِينَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ وَتُغَيِّرَنَا؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تُسَاعِدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟
١٨ وَلِكَيْ تُحْدِثَ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةَ فِينَا، لَا يَكْفِينَا مُجَرَّدُ قِرَاءَتِهَا وَٱلتَّعَلُّمِ مِنْهَا بِٱنْتِظَامٍ. فَكَثِيرُونَ يَقْرَأُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مِنْ حِينٍ لآِخَرَ وَبِٱلتَّالِي هُمْ حَسَنُو ٱلِٱطِّلَاعِ عَلَى مَا يَقُولُهُ. وَلَعَلَّكَ ٱلْتَقَيْتَ أُنَاسًا كَهٰؤُلَاءِ أَثْنَاءَ خِدْمَتِكَ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ. حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ قَادِرٌ أَنْ يُرَدِّدَ آيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ.a غَيْرَ أَنَّ هٰذَا ٱلْأَمْرَ لَهُ أَثَرٌ ضَئِيلٌ فِي تَفْكِيرِهِمْ وَنَمَطِ حَيَاتِهِمْ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ لَا تُؤَثِّرُ فِي ٱلشَّخْصِ وَتُغَيِّرُهُ إِلَّا إِنْ سَمَحَ لَهَا أَنْ تُغْرَسَ فِي قَلْبِهِ. لِذَا، عَلَيْنَا أَنْ نَصْرِفَ وَقْتًا وَنَحْنُ نُفَكِّرُ فِي مَا نَتَعَلَّمُهُ. فَحَرِيٌّ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ أَنَا مُقْتَنِعٌ أَنَّ مَا أَتَعَلَّمُهُ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ مُجَرَّدِ تَعَالِيمَ دِينِيَّةٍ؟ هَلْ لَمَسْتُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْحَقُّ؟ هَلْ أُطَبِّقُ فِي حَيَاتِي مَا أَتَعَلَّمُهُ أَمْ إِنِّي أَعْتَبِرُهُ مُجَرَّدَ شَيْءٍ عَلَيَّ أَنْ أُعَلِّمَهُ لِلْآخَرِينَ؟ وَهَلْ أَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُكَلِّمُنِي شَخْصِيًّا؟›. إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي أَسْئِلَةٍ كَهٰذِهِ يُقَرِّبُنَا أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ وَيُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لَهُ. وَحِينَ يَمَسُّ مَا نَتَعَلَّمُهُ قُلُوبَنَا، نَنْدَفِعُ إِلَى صُنْعِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي تُرْضِي ٱللّٰهَ فِي حَيَاتِنَا. — ام ٤:٢٣؛ لو ٦:٤٥.
١٩، ٢٠ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ إِذَا طَبَّقْنَا مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٩ إِنَّ قِرَاءَةَ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَٱلتَّأَمُّلَ فِيهَا بِٱنْتِظَامٍ يَدْفَعَانِنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِ مَا قَالَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اِخْلَعُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ مَعَ مُمَارَسَاتِهَا، وَٱلْبَسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي تَتَجَدَّدُ بِٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ». (كو ٣:٩، ١٠) نَعَمْ، إِذَا فَهِمْنَا حَقًّا وَطَبَّقْنَا مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، فَسَنَنْدَفِعُ أَنْ نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي تَحْمِينَا مِنْ مَكَايِدِ ٱلشَّيْطَانِ.
٢٠ يُذَكِّرُنَا ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «كَأَوْلَادٍ طَائِعِينَ، كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ لَكُمْ سَابِقًا فِي جَهْلِكُمْ، وَلٰكِنْ . . . صِيرُوا . . . قُدُّوسِينَ فِي كُلِّ سُلُوكِكُمْ». (١ بط ١:١٤، ١٥) وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ يُبَارِكُنَا يَهْوَهُ إِنْ فَعَلْنَا مَا فِي وِسْعِنَا كَيْ نُغَيِّرَ تَفْكِيرَنَا وَمَوْقِفَنَا.
a اُنْظُرِ ٱلْمِثَالَ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ ١ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٩٤، ٱلصَّفْحَةِ ٩، ٱلْفِقْرَةِ ٧.