قَصْدُ يَهْوَهَ سَيَتِمُّ بِٱلتَّأْكِيدِ
«قَدْ تَكَلَّمْتُ بِذٰلِكَ وَسَآتِي بِهِ. قَدْ رَسَمْتُهُ وَسَأَفْعَلُهُ». — اش ٤٦:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٤٧، ١٤٩
١، ٢ (أ) مَاذَا كَشَفَ لَنَا يَهْوَهُ؟ (ب) مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا إِشَعْيَا ٤٦:١٠، ١١ وَ ٥٥:١١؟
يَبْدَأُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِعِبَارَةٍ بَسِيطَةٍ وَلٰكِنْ غَنِيَّةٌ بِٱلْمَعَانِي: «فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ». (تك ١:١) طَبْعًا، نَحْنُ لَا نَرَى سِوَى جُزْءٍ صَغِيرٍ مِنَ ٱلْكَوْنِ ٱلْوَاسِعِ، وَلَا نَعْرِفُ سِوَى ٱلْقَلِيلِ عَنْ أُمُورٍ مِثْلِ ٱلْفَضَاءِ وَٱلضَّوْءِ وَٱلْجَاذِبِيَّةِ. (جا ٣:١١) لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ قَصْدَ يَهْوَهَ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ لِأَنَّهُ كَشَفَهُ لَنَا. فَهُوَ خَلَقَ ٱلْبَشَرَ عَلَى صُورَتِهِ وَأَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (تك ١:٢٦) كَمَا أَرَادَ أَنْ يَكُونُوا أَوْلَادًا لَهُ وَأَنْ يَكُونَ هُوَ أَبًا لَهُمْ.
٢ غَيْرَ أَنَّ ٱلْإِصْحَاحَ ٱلثَّالِثَ مِنْ سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ يُخْبِرُ أَنَّ هُنَالِكَ عَقَبَةً وَقَفَتْ فِي طَرِيقِ قَصْدِ يَهْوَهَ. (تك ٣:١-٧) وَلٰكِنْ لَا شَيْءَ يَمْنَعُ يَهْوَهَ أَنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُ. (اش ٤٦:١٠، ١١؛ ٥٥:١١) لِذٰلِكَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ قَصْدَهُ سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ ٱلْمُحَدَّدِ.
٣ (أ) أَيَّةُ حَقَائِقَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِنَفْهَمَ رِسَالَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (ب) لِمَاذَا نُرَاجِعُ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقَ ٱلْآنَ؟ (ج) أَيُّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَعْرِفُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ قَصْدِ يَهْوَهَ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ وَعَنْ دَوْرِ يَسُوعَ ٱلْأَسَاسِيِّ فِي إِتْمَامِ هٰذَا ٱلْقَصْدِ. فَهٰذِهِ ٱلْحَقَائِقُ مُهِمَّةٌ جِدًّا وَهِيَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ أُولَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا عِنْدَمَا بَدَأْنَا نَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ. لِذَا يَجِبُ أَنْ نُسَاعِدَ نَحْنُ بِدَوْرِنَا ٱلْمُخْلِصِينَ أَنْ يَعْرِفُوا هٰذِهِ ٱلتَّعَالِيمَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ. وَهٰذِهِ ٱلْفَتْرَةُ مِنَ ٱلسَّنَةِ تُتِيحُ لَنَا فُرْصَةً رَائِعَةً لِنُحَقِّقَ هٰذَا ٱلْهَدَفَ. فَحَالِيًّا نَحْنُ نَدْعُو ٱلنَّاسَ إِلَى حُضُورِ ذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ. (لو ٢٢:١٩، ٢٠) وَٱلْحَاضِرُونَ سَيَتَعَلَّمُونَ ٱلْكَثِيرَ عَنْ قَصْدِ ٱللّٰهِ. لِذَا خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلْمُتَبَقِّيَةِ قَبْلَ ٱلذِّكْرَى، مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ نُفَكِّرَ فِي أَسْئِلَةٍ تُشَجِّعُ دُرُوسَنَا وَٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُهْتَمِّينَ أَنْ يَحْضُرُوا هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةَ. وَسَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: مَا هُوَ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ؟ لِمَاذَا لَمْ يَتِمَّ بَعْدُ؟ وَكَيْفَ تَفْتَحُ فِدْيَةُ يَسُوعَ ٱلطَّرِيقَ لِإِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ؟
مَا هُوَ قَصْدُ ٱللّٰهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ؟
٤ كَيْفَ تُحَدِّثُ ٱلْخَلِيقَةُ بِمَجْدِ يَهْوَهَ؟
٤ يَهْوَهُ خَالِقٌ عَظِيمٌ. فَكُلُّ مَا خَلَقَهُ كَامِلٌ وَرَائِعٌ جِدًّا. (تك ١:٣١؛ ار ١٠:١٢) وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ جَمَالِ وَتَنْظِيمِ ٱلْخَلِيقَةِ؟ نَتَعَلَّمُ أَنَّ كُلَّ مَخْلُوقَاتِ يَهْوَهَ ٱلصَّغِيرَةِ وَٱلْكَبِيرَةِ لَهَا دَوْرٌ مُفِيدٌ. فَمَنْ مِنَّا لَا يَقِفُ مَذْهُولًا أَمَامَ تَعْقِيدِ ٱلْخَلِيَّةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ، جَاذِبِيَّةِ وَرِقَّةِ ٱلْمَوْلُودِ ٱلْجَدِيدِ، أَوْ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ ٱلرَّائِعِ؟! وَنَحْنُ نَتَمَتَّعُ بِرُؤْيَةِ هٰذِهِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ لِأَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَ فِينَا إِحْسَاسًا بِٱلْجَمَالِ. — اقرإ المزمور ١٩:١؛ ١٠٤:٢٤.
٥ كَيْفَ جَعَلَ يَهْوَهُ ٱلْخَلِيقَةَ تَعْمَلُ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ؟
٥ وَبِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ، وَضَعَ يَهْوَهُ ٱلْقَوَانِينَ ٱلطَّبِيعِيَّةَ وَٱلْمَقَايِيسَ ٱلْأَخْلَاقِيَّةَ كَيْ تَعْمَلَ كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ مَعًا بِنِظَامٍ وَٱنْسِجَامٍ. (مز ١٩:٧-٩) فَكُلُّ مَا فِي ٱلْكَوْنِ لَهُ مَكَانٌ مُحَدَّدٌ وَعَمَلٌ مُحَدَّدٌ. مَثَلًا، يُبْقِي قَانُونُ ٱلْجَاذِبِيَّةِ ٱلْغِلَافَ ٱلْجَوِّيَّ قَرِيبًا مِنَ ٱلْأَرْضِ، وَيَضْبُطُ حَرَكَةَ ٱلْمَدِّ وَٱلْجَزْرِ وَٱلْمُحِيطَاتِ. وَلَوْلَا ٱلْجَاذِبِيَّةُ لَكَانَتِ ٱلْحَيَاةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ مُسْتَحِيلَةً. وَبِفَضْلِ كُلِّ هٰذِهِ ٱلضَّوَابِطِ، نَرَى ٱلْكَوْنَ مُنَظَّمًا بِشَكْلٍ رَائِعٍ. وَهٰذَا ٱلتَّنْظِيمُ يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱللّٰهَ لَدَيْهِ قَصْدٌ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ. فَهَلْ نَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ ٱلنَّاسِ فِي خِدْمَتِنَا إِلَى خَالِقِ هٰذَا ٱلْكَوْنِ ٱلْمُذْهِلِ؟ — رؤ ٤:١١.
٦، ٧ مَا بَعْضُ ٱلْعَطَايَا ٱلَّتِي مَنَحَهَا يَهْوَهُ لآِدَمَ وَحَوَّاءَ؟
٦ قَصَدَ يَهْوَهُ أَنْ يَعِيشَ ٱلنَّاسُ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (تك ١:٢٨؛ مز ٣٧:٢٩) وَأَعْطَى آدَمَ وَحَوَّاءَ عَطَايَا قَيِّمَةً كَثِيرَةً كَيْ يَتَمَتَّعَا بِٱلْحَيَاةِ. (اقرأ يعقوب ١:١٧.) فَمَنَحَهُمَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ وَٱلْقُدْرَةَ أَنْ يُفَكِّرَا وَيُحِبَّا ٱلْغَيْرَ وَيَتَمَتَّعَا بِٱلصَّدَاقَاتِ. كَمَا تَكَلَّمَ ٱلْخَالِقُ مَعَ آدَمَ وَعَلَّمَهُ كَيْفَ يُطِيعُهُ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، تَعَلَّمَ آدَمُ كَيْفَ يَهْتَمُّ بِحَاجَاتِهِ وَيَعْتَنِي بِٱلْأَرْضِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ. (تك ٢:١٥-١٧، ١٩، ٢٠) وَأَعْطَى يَهْوَهُ أَيْضًا آدَمَ وَحَوَّاءَ حَاسَّةَ ٱلْبَصَرِ وَٱلسَّمَعِ وَٱلشَّمِّ وَٱلذَّوْقِ وَٱللَّمْسِ. لِذٰلِكَ كَانَا قَادِرَيْنِ أَنْ يَتَمَتَّعَا كَامِلًا بِجَمَالِ مَوْطِنِهِمَا ٱلْفِرْدَوْسِيِّ وَمَا فِيهِ مِنْ خَيْرَاتٍ كَثِيرَةٍ. نَعَمْ، كَانَ لَدَى ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ مَجَالَاتٌ كَثِيرَةٌ لَا تُعَدُّ لِلْعَمَلِ وَٱلتَّعَلُّمِ وَٱكْتِشَافِ أَشْيَاءَ جَدِيدَةٍ.
٧ وَشَمَلَ قَصْدُ يَهْوَهَ أَيْضًا أَنْ يُنْجِبَ آدَمُ وَحَوَّاءُ أَوْلَادًا كَامِلِينَ، وَيُنْجِبَ أَوْلَادُهُمَا أَوْلَادًا حَتَّى تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ. وَأَرَادَ يَهْوَهُ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَكُلِّ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يُحِبُّوا أَوْلَادَهُمْ مِثْلَمَا أَحَبَّ هُوَ وَلَدَيْهِ ٱلْكَامِلَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ. وَهٰكَذَا كَانَ ٱلْبَشَرُ سَيَعِيشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَيَسْتَفِيدُونَ مِنْ خَيْرَاتِهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. — مز ١١٥:١٦.
لِمَاذَا لَمْ يَتِمَّ قَصْدُ يَهْوَهَ بَعْدُ؟
٨ لِمَاذَا أَعْطَى يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ ٱلْوَصِيَّةَ فِي ٱلتَّكْوِين ٢:١٦، ١٧؟
٨ إِنَّ قَصْدَ ٱللّٰهِ لَمْ يَتِمَّ فَوْرًا. لِمَاذَا؟ لَقَدْ أَعْطَى يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَصِيَّةً بَسِيطَةً تُظْهِرُ هَلْ يَعْرِفَانِ حُدُودَ حُرِّيَّتِهِمَا أَمْ لَا. قَالَ لآِدَمَ: «مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا. أَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا تَمُوتُ مَوْتًا». (تك ٢:١٦، ١٧) لَمْ يَكُنْ صَعْبًا عَلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يَفْهَمَا هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ وَلَا أَنْ يُطِيعَاهَا. فَقَدْ كَانَ لَدَيْهِمَا طَعَامٌ كَثِيرٌ يَفُوقُ حَاجَاتِهِمَا.
٩، ١٠ (أ) بِمَاذَا ٱتَّهَمَ ٱلشَّيْطَانُ يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا ٱخْتَارَ آدَمُ وَحَوَّاءُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٩ لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ خَدَعَ حَوَّاءَ بِوَاسِطَةِ حَيَّةٍ وَجَعَلَهَا تَتَمَرَّدُ عَلَى أَبِيهَا يَهْوَهَ. (اقرإ التكوين ٣:١-٥؛ رؤ ١٢:٩) فَسَأَلَهَا: «أَحَقًّا قَالَ ٱللّٰهُ: ‹لَيْسَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلَانِ›؟». وَهٰكَذَا ٱسْتَغَلَّ وَصِيَّةَ يَهْوَهَ لِيَخْلُقَ مِنْهَا مُشْكِلَةً. فَكَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ‹هَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكُمَا لَا تَقْدِرَانِ أَنْ تَفْعَلَا مَا تُرِيدَانِ؟›. ثُمَّ كَذَبَ عَلَيْهَا قَائِلًا: «لَنْ تَمُوتَا». وَحَاوَلَ أَنْ يُقْنِعَهَا أَنَّهُ لَا دَاعِيَ أَنْ تُطِيعَ ٱللّٰهَ. قَالَ: «اَللّٰهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ [ثَمَرِ ٱلشَّجَرَةِ] تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا». وَقَدْ لَمَّحَ بِكَلَامِهِ هٰذَا أَنَّ يَهْوَهَ مَنَعَهُمَا مِنَ ٱلْأَكْلِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ لِأَنَّ ذٰلِكَ سَيُوَسِّعُ مَعْرِفَتَهُمَا وَفَهْمَهُمَا. ثُمَّ أَعْطَاهَا ٱلشَّيْطَانُ هٰذَا ٱلْوَعْدَ ٱلْكَاذِبَ: «تَصِيرَانِ كَٱللّٰهِ، عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ».
١٠ وَٱلْآنَ لَزِمَ أَنْ يُقَرِّرَ آدَمُ وَحَوَّاءُ هَلْ يَسْمَعَانِ لِيَهْوَهَ أَمِ ٱلْحَيَّةِ. وَلِلْأَسَفِ، ٱخْتَارَا أَنْ يَتَمَرَّدَا عَلَى ٱللّٰهِ. وَهٰكَذَا رَفَضَا يَهْوَهَ أَبًا لَهُمَا وَٱنْضَمَّا إِلَى ٱلشَّيْطَانِ. فَخَسِرَا ٱلْحِمَايَةَ ٱلَّتِي تَمَتَّعَا بِهَا تَحْتَ حُكْمِ يَهْوَهَ. — تك ٣:٦-١٣.
١١ لِمَاذَا لَمْ يَتَجَاهَلْ يَهْوَهُ خَطِيَّةَ آدَمَ وَحَوَّاءَ؟
١١ وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلتَّمَرُّدِ، لَمْ يَعُدْ آدَمُ وَحَوَّاءُ كَامِلَيْنِ. كَمَا أَنَّهُمَا صَارَا عَدُوَّيْنِ لِيَهْوَهَ، فَهُوَ لَا يَتَحَمَّلُ أَبَدًا رُؤْيَةَ ٱلشَّرِّ. (حب ١:١٣) وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ تَجَاهَلَ يَهْوَهُ خَطِيَّتَهُمَا؟ كَانَ سَيُعَرِّضُ خَيْرَ كُلِّ مَخْلُوقَاتِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ لِلْخَطَرِ. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ وَٱلْبَشَرَ كَانُوا سَيُشَكِّكُونَ فِي مِصْدَاقِيَّتِهِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَلْتَزِمُ دَائِمًا بِمَقَايِيسِهِ. (مز ١١٩:١٤٢) إِذًا، لَمْ تُعْطِ ٱلْإِرَادَةُ ٱلْحُرَّةُ ٱلْحَقَّ لآِدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يُخَالِفَا وَصِيَّةَ يَهْوَهَ. وَبِسَبَبِ تَمَرُّدِهِمَا مَاتَا وَعَادَا إِلَى ٱلتُّرَابِ ٱلَّذِي خُلِقَا مِنْهُ. — تك ٣:١٩.
١٢ مَاذَا حَصَلَ لِأَوْلَادِ آدَمَ؟
١٢ عِنْدَمَا أَكَلَ آدَمُ وَحَوَّاءُ مِنَ ٱلثَّمَرَةِ، لَمْ يَعُدْ يَهْوَهُ يَقْبَلُهُمَا ضِمْنَ عَائِلَتِهِ ٱلْكَوْنِيَّةِ. وَطَرَدَهُمَا مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ دُونَ أَيِّ أَمَلٍ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَيْهَا. (تك ٣:٢٣، ٢٤) وَهٰكَذَا نَفَّذَ فِيهِمَا حُكْمَهُ ٱلْعَادِلَ، فَحَصَدَا عَوَاقِبَ قَرَارِهِمَا. (اقرإ التثنية ٣٢:٤، ٥.) وَبِمَا أَنَّهُمَا خَسِرَا كَمَالَهُمَا، لَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِهِمَا أَنْ يَعْكِسَا صِفَاتِ ٱللّٰهِ كَامِلًا. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، لَمْ يَخْسَرْ آدَمُ مُسْتَقْبَلَهُ ٱلرَّائِعَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَوْرَثَ أَوْلَادَهُ ٱلنَّقْصَ وَٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ. (رو ٥:١٢) وَهٰكَذَا حَرَمَهُمْ فُرْصَةَ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَلَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَلَا أَوْلَادِهِمَا أَنْ يُنْجِبُوا أَوْلَادًا كَامِلِينَ. وَمُنْذُ أَبْعَدَ ٱلشَّيْطَانُ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَنْ يَهْوَهَ، لَا يَزَالُ يَخْدَعُ ٱلْبَشَرَ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا. — يو ٨:٤٤.
اَلْفِدْيَةُ تُصْلِحُ عَلَاقَتَنَا مَعَ يَهْوَهَ
١٣ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَزَالُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ كَثِيرًا؟
١٣ لَا يَزَالُ يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ كَثِيرًا. فَمَعَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ تَمَرَّدَا عَلَيْهِ، يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ ٱلْبَشَرُ أَصْدِقَاءَهُ وَأَنْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (٢ بط ٣:٩) لِذٰلِكَ بَعْدَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ، رَتَّبَ فَوْرًا أَنْ يَسْتَعِيدَ ٱلْبَشَرُ صَدَاقَتَهُمْ مَعَهُ. فَكَيْفَ فَعَلَ ذٰلِكَ دُونَ أَنْ يُخَالِفَ مَقَايِيسَهُ ٱلْبَارَّةَ؟
١٤ (أ) بِحَسَبِ يُوحَنَّا ٣:١٦، مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالٍ يُمْكِنُ أَنْ نُنَاقِشَهُ مَعَ ٱلْمُهْتَمِّينَ؟
١٤ اقرأ يوحنا ٣:١٦. قَدْ يَعْرِفُ بَعْضُ ٱلَّذِينَ يَحْضُرُونَ ٱلذِّكْرَى هٰذِهِ ٱلْآيَةَ. لٰكِنَّ ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُهِمَّ هُوَ: كَيْفَ تَفْتَحُ لَنَا ذَبِيحَةُ يَسُوعَ ٱلطَّرِيقَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْمُهْتَمِّينَ أَنْ يَجِدُوا ٱلْجَوَابَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ حِينَ نَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلذِّكْرَى، حِينَ يَحْضُرُونَ هٰذِهِ ٱلْمُنُاسَبَةَ، وَحِينَ نَزُورُهُمْ لَاحِقًا. وَقَدْ يَتَأَثَّرُونَ كَثِيرًا عِنْدَمَا يَفْهَمُونَ بِوُضُوحٍ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْفِدْيَةُ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ وَحِكْمَتَهُ. فَمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُخْبِرَهُمْ عَنِ ٱلْفِدْيَةِ؟
١٥ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ مُخْتَلِفًا عَنْ آدَمَ؟
١٥ رَتَّبَ يَهْوَهُ أَنْ يُقَدِّمَ رَجُلٌ كَامِلٌ حَيَاتَهُ فِدْيَةً عَنَّا. وَلَزِمَ أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْكَامِلُ وَلِيًّا لَهُ وَمُسْتَعِدًّا أَنْ يُضَحِّيَ بِحَيَاتِهِ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ ٱلْمَحْكُومَ عَلَيْهِمْ بِٱلْمَوْتِ. (رو ٥:١٧-١٩) لِذٰلِكَ نَقَلَ يَهْوَهُ حَيَاةَ يَسُوعَ، أَوَّلِ مَخْلُوقَاتِهِ، مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. (يو ١:١٤) وَهٰكَذَا صَارَ يَسُوعُ إِنْسَانًا كَامِلًا، تَمَامًا كَمَا كَانَ آدَمُ. لٰكِنَّهُ بِعَكْسِ آدَمَ، عَاشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا يَهْوَهُ لِلْإِنْسَانِ ٱلْكَامِلِ. فَهُوَ لَمْ يُخْطِئْ إِطْلَاقًا وَلَمْ يُخَالِفْ وَصَايَا يَهْوَهَ تَحْتَ أَصْعَبِ ٱلْمِحَنِ.
١٦ لِمَاذَا ٱلْفِدْيَةُ عَطِيَّةٌ قَيِّمَةٌ جِدًّا؟
١٦ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ رَجُلًا كَامِلًا، ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُضَحِّيَ بِحَيَاتِهِ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. وَهُوَ ٱمْتَلَكَ كُلَّ ٱلْمِيزَاتِ ٱلَّتِي كَانَ يُفْتَرَضُ أَنْ تَتَوَفَّرَ فِي آدَمَ. فَلَمْ يَكُنْ رَجُلًا كَامِلًا فَقَطْ، بَلْ كَانَ أَيْضًا طَائِعًا وَوَلِيًّا لِلّٰهِ. (١ تي ٢:٦) وَقَدْ أَتَاحَتْ فِدْيَةُ يَسُوعَ ٱلْفُرْصَةَ ‹لِكَثِيرِينَ›، رِجَالًا وَنِسَاءً وَأَطْفَالًا، كَيْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (مت ٢٠:٢٨) وَهِيَ بِذٰلِكَ فَتَحَتِ ٱلطَّرِيقَ لِإِتْمَامِ قَصْدِ ٱللّٰهِ. — ٢ كو ١:١٩، ٢٠.
يَهْوَهُ فَتَحَ لَنَا ٱلطَّرِيقَ لِنَعُودَ إِلَيْهِ
١٧ أَيَّةُ فُرْصَةٍ تُتِيحُهَا لَنَا فِدْيَةُ يَسُوعَ؟
١٧ لَقَدْ زَوَّدَ يَهْوَهُ ٱلْفِدْيَةَ مَعَ أَنَّهَا كَلَّفَتْهُ غَالِيًا. (١ بط ١:١٩) فَنَحْنُ قَيِّمُونَ جِدًّا فِي نَظَرِهِ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ ٱلْوَحِيدِ مِنْ أَجْلِنَا. (١ يو ٤:٩، ١٠) وَيُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ حَلَّ مَحَلَّ أَبِينَا ٱلْأَوَّلِ آدَمَ. (١ كو ١٥:٤٥) وَهُوَ لَمْ يُعْطِنَا بِذٰلِكَ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ نَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فَقَطْ، بَلْ أَنْ نَصِيرَ مِنْ جَدِيدٍ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ ٱللّٰهِ. فَبِفَضْلِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ، يَقْدِرُ يَهْوَهُ أَنْ يُعِيدَ ٱلْبَشَرَ إِلَى عَائِلَتِهِ دُونَ أَنْ يُخَالِفَ مَقَايِيسَهُ ٱلْبَارَّةَ. أَلَا نَفْرَحُ عِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي ٱلْوَقْتِ عِنْدَمَا يَصِيرُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ٱلْأَوْلِيَاءِ كَامِلِينَ؟! فَكُلُّ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ سَيَصِيرُونَ عَائِلَةً وَاحِدَةً. وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، سَنَكُونُ أَوْلَادَ ٱللّٰهِ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ. — رو ٨:٢١.
١٨ مَتَى يَصِيرُ يَهْوَهُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ»؟
١٨ لَمْ يَقْدِرِ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَمْنَعَ يَهْوَهَ مِنْ إِظْهَارِ مَحَبَّتِهِ لِلْبَشَرِ، وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَمْنَعَنَا مِنَ ٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ رَغْمَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ. وَبِوَاسِطَةِ ٱلْفِدْيَةِ، سَيُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَصِيرَ أَبْرَارًا تَمَامًا. تَخَيَّلْ كَمْ سَتَكُونُ ٱلْحَيَاةُ رَائِعَةً عِنْدَمَا يَعِيشُ كُلُّ مَنْ ‹يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلِٱبْنِ› إِلَى ٱلْأَبَدِ! (يو ٦:٤٠) فَإِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ وَٱلْحَكِيمُ يَهْوَهُ سَيُعِيدُ ٱلْكَمَالَ إِلَى ٱلْبَشَرِ كَمَا قَصَدَ فِي ٱلْبِدَايَةِ. وَبَعْدَئِذٍ سَيَصِيرُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ». — ١ كو ١٥:٢٨.
١٩ (أ) كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «وَاصِلِ ٱلْبَحْثَ عَنِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ».) (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ يَدْفَعُنَا تَقْدِيرُنَا لِلْفِدْيَةِ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِنُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ ٱلثَّمِينَةِ. فَٱلنَّاسُ يَجِبُ أَنْ يَعْرِفُوا أَنَّ إِلٰهَنَا ٱلْمُحِبَّ يَهْوَهَ زَوَّدَ ٱلْفِدْيَةَ لِيُعْطِيَ ٱلنَّاسَ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. لٰكِنَّ فَوَائِدَ ٱلْفِدْيَةِ هِيَ أَكْثَرُ مِنْ ذٰلِكَ بِكَثِيرٍ. فَهِيَ تُعَالِجُ ٱلْمَسَائِلَ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ. وَهٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.