لَا تَدَعْ مَحَبَّتَكَ تَبْرُدُ
«بِسَبَبِ ٱزْدِيَادِ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ ٱلْأَكْثَرِيَّةِ». — مت ٢٤:١٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٠، ١٣٥
١، ٢ (أ) عَلَى مَنِ ٱنْطَبَقَتْ أَوَّلًا كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٤:١٢؟ (ب) كَيْفَ يُظْهِرُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ظَلُّوا يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، أَنْبَأَ عَنِ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». وَشَمَلَتْ نُبُوَّتُهُ أَوْجُهًا عَدِيدَةً، مِنْهَا أَنَّ ‹مَحَبَّةَ ٱلْأَكْثَرِيَّةِ سَتَبْرُدُ›. (مت ٢٤:٣، ١٢) فِي ٱلْبِدَايَةِ، ٱنْطَبَقَتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَلَى ٱلْيَهُودِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَقَدِ ٱدَّعَوْا أَنَّهُمْ شَعْبُ ٱللّٰهِ، لٰكِنَّهُمْ تَرَكُوا مَحَبَّتَهُمْ لِيَهْوَهَ تَبْرُدُ.
٢ أَمَّا مُعْظَمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ آنَذَاكَ، فَظَلُّوا «يُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ» بِغَيْرَةٍ. وَأَظْهَرُوا أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ، إِخْوَتَهُمْ، وَغَيْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيْضًا. (اع ٢:٤٤-٤٧؛ ٥:٤٢) إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ مَعَ ٱلْأَسَفِ تَرَكُوا مَحَبَّتَهُمْ تَبْرُدُ.
٣ لِمَ بَرَدَتْ مَحَبَّةُ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
٣ مَثَلًا، قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ لِلتَّلَامِيذِ فِي أَفَسُسَ: ‹لِي عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي كَانَتْ لَكُمْ أَوَّلًا›. (رؤ ٢:٤) فَرُبَّمَا تَأَثَّرَ بَعْضُهُمْ بِرُوحِ ٱلْعَالَمِ. (اف ٢:٢، ٣) فَمَدِينَةُ أَفَسُسَ ٱشْتَهَرَتْ بِغِنَاهَا، وَسُكَّانُهَا أَحَبُّوا حَيَاةَ ٱلرَّفَاهِيَةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ. كَمَا أَنَّ كَثِيرِينَ كَانُوا وَقِحِينَ وَفَاسِدِينَ أَخْلَاقِيًّا. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، طَغَى حُبُّ ٱلْمَلَذَّاتِ عَلَى مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ.
٤ (أ) كَيْفَ تَبْرُدُ ٱلْمَحَبَّةُ لِلّٰهِ فِي أَيَّامِنَا؟ (ب) أَيَّةُ مَجَالَاتٍ تُمْتَحَنُ فِيهَا مَحَبَّتُنَا؟
٤ وَنُبُوَّةُ يَسُوعَ تَنْطَبِقُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا. فَمَحَبَّةُ ٱلنَّاسِ لِلّٰهِ تَقِلُّ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. فَهُمْ يُدِيرُونَ لَهُ ظَهْرَهُمْ، وَيَلْجَأُونَ إِلَى ٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ لِحَلِّ مَشَاكِلِهِمْ. وَٱنْعِدَامُ ٱلْمَحَبَّةِ هٰذَا قَدْ يُؤَثِّرُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَيْضًا، مِثْلَمَا حَدَثَ فِي أَفَسُسَ قَدِيمًا. لِذَا يَجِبُ أَنْ نَسْعَى لِنُبْقِيَ مَحَبَّتَنَا قَوِيَّةً. لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ ثَلَاثَةَ مَجَالَاتٍ تُمْتَحَنُ فِيهَا مَحَبَّتُنَا. أَوَّلًا، مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ؛ ثَانِيًا، مَحَبَّتُنَا لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؛ وَثَالِثًا، مَحَبَّتُنَا لِلْإِخْوَةِ.
مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ
٥ لِمَ يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ ٱللّٰهَ؟
٥ مَنْ يَسْتَحِقُّ مَحَبَّتَنَا بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى؟ قَالَ يَسُوعُ: «‹تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ›. هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَٱلْأُولَى». (مت ٢٢:٣٧، ٣٨) وَمَحَبَّةُ يَهْوَهَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُطِيعَ وَصَايَاهُ، نَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ، وَنَكْرَهَ ٱلشَّرَّ. (اقرإ المزمور ٩٧:١٠.) أَمَّا ٱلشَّيْطَانُ، فَيَسْعَى مَعَ عَالَمِهِ إِلَى إِضْعَافِ مَحَبَّتِنَا هٰذِهِ. كَيْفَ؟
٦ مَا مَصِيرُ ٱلَّذِينَ تَبْرُدُ مَحَبَّتُهُمْ لِلّٰهِ؟
٦ يَنْظُرُ ٱلنَّاسُ ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلْمَحَبَّةِ نَظْرَةً مُشَوَّهَةً. فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ ‹يُحِبُّونَ أَنْفُسَهُمْ› بَدَلَ أَنْ يُحِبُّوا ٱللّٰهَ. (٢ تي ٣:٢) وَهُمْ يُرَكِّزُونَ عَلَى «شَهْوَةِ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةِ ٱلْعُيُونِ وَٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ». (١ يو ٢:١٦) لٰكِنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ حَذَّرَ رُفَقَاءَهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنِ ٱتِّبَاعِ شَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ، قَائِلًا: «مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ إِنَّمَا هُوَ مَوْتٌ . . . لِأَنَّ مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلّٰهِ». (رو ٨:٦، ٧) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، كُلُّ مَنْ يَسْعَى وَرَاءَ ٱلْمَالِ أَوْ إِشْبَاعِ رَغَبَاتِهِ ٱلْجِنْسِيَّةِ لَا يَحْصُدُ إِلَّا خَيْبَةَ ٱلْأَمَلِ. — ١ كو ٦:١٨؛ ١ تي ٦:٩، ١٠.
٧ أَيُّ خَطَرٍ يُوَاجِهُهُ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ؟
٧ كَمَا تَضْعُفُ مَحَبَّةُ ٱلنَّاسِ لِلّٰهِ وَإِيمَانُهُمْ بِهِ بِسَبَبِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي يُرَوِّجُهَا ٱلْمُلْحِدُونَ وَٱللَّاأَدْرِيُّونَ وَمُؤَيِّدُو ٱلتَّطَوُّرِ. فَهُمْ يُقْنِعُونَ كَثِيرِينَ أَنَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلْخَالِقِ هُوَ إِمَّا جَاهِلٌ أَوْ أَحْمَقُ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، يُكْرِمُ أَشْخَاصٌ عَدِيدُونَ ٱلْعُلَمَاءَ ٱلْبَشَرَ، وَهٰذَا يُبْعِدُهُمْ عَنِ ٱلْخَالِقِ. (رو ١:٢٥) فَلْنَحْتَرِسْ مِنْ تِلْكَ ٱلْأَفْكَارِ لِئَلَّا نَبْتَعِدَ عَنْ يَهْوَهَ وَتَبْرُدَ مَحَبَّتُنَا لَهُ. — عب ٣:١٢.
٨ (أ) أَيَّةُ ظُرُوفٍ يَمُرُّ بِهَا كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْمَزْمُور ١٣٦؟
٨ أَمَّا ٱلتَّثَبُّطُ فَهُوَ خَطَرٌ آخَرُ يُضْعِفُ إِيمَانَنَا بِٱللّٰهِ وَمَحَبَّتَنَا لَهُ. فَبِمَا أَنَّنَا نَعِيشُ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً تُسَبِّبُ لَنَا ٱلْيَأْسَ وَخَيْبَةَ ٱلْأَمَلِ. (١ يو ٥:١٩) وَمِنْهَا: اَلْمَرَضُ، ٱلشَّيْخُوخَةُ، ٱلضُّغُوطُ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةُ، وَٱلشُّعُورُ بِٱلتَّقْصِيرِ أَوِ ٱلْفَشَلِ. وَلٰكِنْ مَهْمَا كَانَ ٱلْوَضْعُ ٱلَّذِي نَمُرُّ بِهِ، فَلَا نَشْعُرْ أَنَّ يَهْوَهَ تَخَلَّى عَنَّا. بَلْ لِنُفَكِّرْ فِي مَحَبَّتِهِ لَنَا. يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ١٣٦:٢٣: «ذَكَرَنَا فِي مَذَلَّتِنَا: لِأَنَّ لُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ إِلَى ٱلدَّهْرِ». فَمَحَبَّةُ يَهْوَهَ لِخُدَّامِهِ لَا تَتَغَيَّرُ أَبَدًا. وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ يَسْمَعُ ‹تَوَسُّلَاتِنَا› وَيَسْتَجِيبُ لَهَا. — مز ١١٦:١؛ ١٣٦:٢٤-٢٦.
٩ مَاذَا قَوَّى بُولُسَ وَسَاعَدَهُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى مَحَبَّتِهِ؟
٩ وَمِثْلَ كَاتِبِ ٱلْمَزْمُورِ، تَقَوَّى بُولُسُ حِينَ تَأَمَّلَ فِي دَعْمِ يَهْوَهَ لَهُ. كَتَبَ: «يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟». (عب ١٣:٦) وَهٰذِهِ ٱلثِّقَةُ مَكَّنَتْهُ مِنْ مُوَاجَهَةِ مَشَاكِلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلصَّعْبَةِ، فَلَمْ يَتَثَبَّطْ. حَتَّى إِنَّهُ كَتَبَ عِدَّةَ رَسَائِلَ مُشَجِّعَةٍ وَهُوَ فِي ٱلسِّجْنِ. (اف ٤:١؛ في ١:٧؛ فل ١) وَمَهْمَا وَاجَهَ بُولُسُ مِنْ صُعُوبَاتٍ، حَافَظَ عَلَى مَحَبَّةٍ قَوِيَّةٍ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى «إِلٰهِ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، ٱلَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا». (٢ كو ١:٣، ٤) فَكَيْفَ نُبْقِي نَحْنُ أَيْضًا مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ قَوِيَّةً؟
١٠ كَيْفَ نُبْقِي مَحَبَّتَنَا لِلّٰهِ قَوِيَّةً؟
١٠ شَجَّعَ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ: «صَلُّوا بِلَا ٱنْقِطَاعٍ» وَ «وَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ». (١ تس ٥:١٧؛ رو ١٢:١٢) فَٱلصَّلَاةُ طَرِيقَةٌ مُهِمَّةٌ لِإِبْقَاءِ مَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ قَوِيَّةً. فَكَمَا يُقَوِّي ٱلتَّوَاصُلُ ٱلصَّدَاقَةَ بَيْنَ شَخْصَيْنِ، تُقَوِّي ٱلصَّلَاةُ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ. (مز ٨٦:٣) وَكُلَّمَا فَتَحْنَا قَلْبَنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ، ٱقْتَرَبْنَا إِلَيْهِ أَكْثَرَ. (مز ٦٥:٢) وَحِينَ نَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّهُ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا، تَنْمُو مَحَبَّتُنَا لَهُ. وَنَتَأَكَّدُ أَنَّهُ «قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَهُ». (مز ١٤٥:١٨) وَثِقَتُنَا بِدَعْمِ يَهْوَهَ وَمَحَبَّتِهِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُوَاجِهَ ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
مَحَبَّتُنَا لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
١١، ١٢ كَيْفَ تَقْوَى مَحَبَّتُنَا لِحَقِّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟
١١ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نُحِبُّ ٱلْحَقَّ. وَيَسُوعُ قَالَ إِنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ هِيَ يَنْبُوعُ ٱلْحَقِّ. (يو ١٧:١٧) لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَعْرِفَهَا مَعْرِفَةً دَقِيقَةً. (كو ١:١٠) لٰكِنَّ ٱلْمَعْرِفَةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي، بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نُطَبِّقَ مَا قَالَهُ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ١١٩. (اقرإ المزمور ١١٩:٩٧-١٠٠.) فَعِنْدَمَا نَقْرَأُ مَقْطَعًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يَلْزَمُ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهِ خِلَالَ ٱلْيَوْمِ وَنُفَكِّرَ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ تَطْبِيقِهِ فِي حَيَاتِنَا. وَهٰكَذَا، تَقْوَى مَحَبَّتُنَا لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.
١٢ قَالَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ أَيْضًا: «مَا أَعْذَبَ أَقْوَالَكَ لِحَنَكِي، أَحْلَى مِنَ ٱلْعَسَلِ لِفَمِي!». (مز ١١٩:١٠٣) فَعِنْدَمَا نَتَنَاوَلُ طَعَامًا شَهِيًّا، نَتَلَذَّذُ بِكُلِّ لُقْمَةٍ عَلَى مَهْلٍ. وَٱلْمَطْبُوعَاتُ ٱلَّتِي تُعِدُّهَا لَنَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ هِيَ طَعَامٌ رُوحِيٌّ لَذِيذٌ. لِذَا يَجِبُ أَنْ نَأْخُذَ وَقْتَنَا فِي دَرْسِهَا. وَهٰكَذَا نَتَلَذَّذُ ‹بِكَلِمَاتِ ٱلْحَقِّ› ٱلْمُسِرَّةِ. فَيَسْهُلُ عَلَيْنَا عِنْدَئِذٍ أَنْ نَتَذَكَّرَهَا وَنَسْتَعْمِلَهَا لِفَائِدَةِ ٱلْآخَرِينَ. — جا ١٢:١٠.
١٣ مَاذَا سَاعَدَ إِرْمِيَا أَنْ يُحِبَّ حَقَّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، وَإِلَامَ دَفَعَهُ ذٰلِكَ؟
١٣ وَٱلنَّبِيُّ إِرْمِيَا رَسَمَ لَنَا مِثَالًا حَسَنًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. قَالَ: «وُجِدَ كَلَامُكَ فَأَكَلْتُهُ. فَصَارَتْ لِي كَلِمَتُكَ بَهْجَةً وَفَرَحًا لِقَلْبِي؛ لِأَنَّ ٱسْمَكَ دُعِيَ عَلَيَّ يَا يَهْوَهُ إِلٰهَ ٱلْجُنُودِ». (ار ١٥:١٦) فَهُوَ تَأَمَّلَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَأَحَبَّهَا. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، ٱعْتَبَرَ حَمْلَ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَإِعْلَانَ رِسَالَتِهِ شَرَفًا عَظِيمًا. نَحْنُ أَيْضًا، إِذَا أَحْبَبْنَا حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نُقَدِّرُ ٱمْتِيَازَنَا أَنْ نَكُونَ شُهُودًا لِيَهْوَهَ وَنُعْلِنَ بِشَارَةَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
١٤ كَيْفَ نُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٤ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يُسَاعِدُنَا حُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ أَنْ نُعَمِّقَ مَحَبَّتَنَا لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَدَرْسُ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ أُسْبُوعِيًّا بِوَاسِطَةِ مَجَلَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ هُوَ وَسِيلَةٌ رَئِيسِيَّةٌ لِنَتَعَلَّمَ مِنْ يَهْوَهَ. فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنْ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَعِدَّ جَيِّدًا وَنَفْتَحَ ٱلْآيَاتِ غَيْرَ ٱلْمُقْتَبَسَةِ. إِنَّ بَعْضَ أَنْوَاعِ ٱلنُّسَخِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْتَحَ ٱلْآيَاتِ بِكَبْسَةِ زِرٍّ. وَهٰذِهِ ٱلنُّسَخُ مُتَوَفِّرَةٌ بِلُغَاتٍ عَدِيدَةٍ. وَيُمْكِنُنَا أَنْ نُنَزِّلَهَا مِنْ مَوْقِعِنَا jw.org أَوْ عَلَى تَطْبِيقِ مَكْتَبَةِ شُهُودِ يَهْوَهَ (JW Library). وَلٰكِنْ سَوَاءٌ ٱسْتَخْدَمْنَا نُسْخَةً إِلِكْتُرُونِيَّةً أَوْ غَيْرَهَا، لَا بُدَّ أَنْ نَقْرَأَ ٱلْآيَاتِ وَنَتَأَمَّلَ فِيهَا لِتَقْوَى مَحَبَّتُنَا لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. — اقرإ المزمور ١:٢.
مَحَبَّتُنَا لِلْإِخْوَةِ
١٥، ١٦ (أ) بِمَ نَحْنُ مُلْزَمُونَ بِحَسَبِ يُوحَنَّا ١٣:٣٤، ٣٥؟ (ب) كَيْفَ تَرْتَبِطُ مَحَبَّتُنَا لِإِخْوَتِنَا بِمَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٥ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ: «إِنِّي أُعْطِيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا، تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي، إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ». — يو ١٣:٣٤، ٣٥.
١٦ وَمَحَبَّتُنَا لِإِخْوَتِنَا تَرْتَبِطُ بِمَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، لَا يُمْكِنُ أَنْ نَفْصِلَ بَيْنَهُمَا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «مَنْ لَا يُحِبُّ أَخَاهُ ٱلَّذِي يَرَاهُ، لَا يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ ٱللّٰهَ ٱلَّذِي لَمْ يَرَهُ». (١ يو ٤:٢٠) كَمَا أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ وَلِإِخْوَتِنَا تَرْتَبِطُ بِمَحَبَّتِنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَحِينَ نُحِبُّ حَقَّ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، نُطِيعُ مِنَ ٱلْقَلْبِ ٱلْوَصِيَّةَ بِأَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ وَإِخْوَتَنَا. — ١ بط ١:٢٢؛ ١ يو ٤:٢١.
١٧ كَيْفَ نُتَرْجِمُ مَحَبَّتَنَا عَمَلِيًّا؟
١٧ اقرأ ١ تسالونيكي ٤:٩، ١٠. فَكَيْفَ نُتَرْجِمُ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْأَخَوِيَّةَ عَمَلِيًّا فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ بِإِمْكَانِنَا مَثَلًا أَنْ نُوصِلَ أَخًا مُسِنًّا إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ، أَوْ نُسَاعِدَ عَلَى تَصْلِيحِ بَيْتِ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ ٱلْأَرَامِلِ. (يع ١:٢٧) كَمَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَهْتَمَّ وَنُشَجِّعَ وَنُعَزِّيَ مَنْ يَشْعُرُونَ بِٱلتَّثَبُّطِ وَٱلْكَآبَةِ أَوْ يُوَاجِهُونَ ظُرُوفًا صَعْبَةً. (ام ١٢:٢٥؛ كو ٤:١١) فَنَحْنُ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّ «أَهْلَ ٱلْإِيمَانِ» حِينَ نَهْتَمُّ بِهِمْ قَوْلًا وَعَمَلًا. — غل ٦:١٠.
١٨ مَاذَا يَدْفَعُنَا إِلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلصَّغِيرَةِ مَعَ إِخْوَتِنَا؟
١٨ خِتَامًا، أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلنَّاسَ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» يَكُونُونَ أَنَانِيِّينَ وَجَشِعِينَ. (٢ تي ٣:١، ٢) بِٱلْمُقَابِلِ، نَسْعَى نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ نُقَوِّيَ مَحَبَّتَنَا لِلّٰهِ، حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَإِخْوَتِنَا. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلصَّغِيرَةَ تَنْشَأُ بَيْنَنَا أَحْيَانًا، لٰكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ تَدْفَعُنَا إِلَى حَلِّهَا فَوْرًا وَبِلُطْفٍ. (اف ٤:٣٢؛ كو ٣:١٤) فَلَا نَدَعْ مَحَبَّتَنَا تَبْرُدُ. بَلْ لِنُحِبَّ يَهْوَهَ، كَلِمَتَهُ، وَإِخْوَتَنَا مَحَبَّةً شَدِيدَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ.