يَهْوَهُ يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا
«إِلٰهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ . . . يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا». — ٢ كو ١:٣، ٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٣٨، ٥٦
١، ٢ كَيْفَ يُعَزِّينَا يَهْوَهُ فِي ٱلضِّيقَاتِ، وَمَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَتُهُ؟
تَقُولُ ١ كُورِنْثُوس ٧:٢٨ إِنَّ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ «يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي جَسَدِهِمْ». وَقَدْ شَغَلَتْ هٰذِهِ ٱلْآيَةُ بَالَ شَابٍّ أَعْزَبَ. لِذَا فَتَحَ قَلْبَهُ لِشَيْخٍ مُتَزَوِّجٍ يَكْبُرُهُ سِنًّا، وَسَأَلَهُ: «مَا هُوَ هٰذَا ‹ٱلضِّيقُ›؟ وَكَيْفَ أُوَاجِهُهُ حِينَ أَتَزَوَّجُ؟». عِنْدَئِذٍ لَفَتَ ٱلشَّيْخُ نَظَرَهُ إِلَى أَمْرٍ آخَرَ كَتَبَهُ بُولُسُ. فَهٰذَا ٱلرَّسُولُ قَالَ إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ «إِلٰهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، ٱلَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا». — ٢ كو ١:٣، ٤.
٢ فِعْلًا، يَهْوَهُ هُوَ أَبٌ مُحِبٌّ يُعَزِّينَا عِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلصُّعُوبَاتِ. فَرُبَّمَا تَتَذَكَّرُ مُنَاسَبَاتٍ مُعَيَّنَةً دَعَمَكَ فِيهَا أَنْتَ شَخْصِيًّا وَأَرْشَدَكَ بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ. وَنَحْنُ نَثِقُ أَنَّ ٱللّٰهَ يَدْعَمُنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ، مِثْلَمَا سَاعَدَ خُدَّامَهُ فِي ٱلْمَاضِي. — اقرأ ارميا ٢٩:١١، ١٢.
٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ يَسْهُلُ عَلَيْنَا عَادَةً أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلضِّيقَاتِ إِذَا عَرَفْنَا سَبَبَهَا. فَمَاذَا يُسَبِّبُ ٱلضِّيقَ لِلْعَائِلَاتِ؟ وَأَيَّةُ أَمْثِلَةٍ فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَفِي أَيَّامِنَا تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.
ضِيقَاتٌ يُوَاجِهُهَا ٱلْمُتَزَوِّجُونَ
٤، ٥ أَيَّةُ ضِيقَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْمُتَزَوِّجُونَ؟
٤ قَالَ يَهْوَهُ حِينَ أَسَّسَ أَوَّلَ زَوَاجٍ: «يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ وَيَصِيرَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». (تك ٢:٢٤) لٰكِنَّ ٱلنَّقْصَ يَخْلُقُ أَحْيَانًا مَشَاكِلَ بَيْنَ ٱلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ. (رو ٣:٢٣) فَقَبْلَ ٱلزَّوَاجِ، تَخْضَعُ ٱلشَّابَّةُ عَادَةً لِسُلْطَةِ وَالِدَيْهَا. أَمَّا بَعْدَ ٱلزَّوَاجِ، فَتَخْضَعُ لِزَوْجِهَا لِأَنَّ يَهْوَهَ عَيَّنَهُ رَأْسًا لِلْعَائِلَةِ، وَهٰذَا تَسْتَصْعِبُهُ بَعْضُ ٱلزَّوْجَاتِ. (١ كو ١١:٣) وَٱلزَّوْجُ مِنْ جِهَتِهِ قَدْ يَسْتَصْعِبُ فِي ٱلْبِدَايَةِ ٱتِّخَاذَ ٱلْقَرَارَاتِ. ثُمَّ تَأْتِي ٱلْخِلَافَاتُ مَعَ ٱلْحَمَوَيْنِ لِتَزِيدَ ٱلطِّينَ بِلَّةً.
٥ فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلْهُمُومِ ٱلَّتِي تَشْغَلُ بَالَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱللَّذَيْنِ يَنْتَظِرَانِ مَوْلُودَهُمَا ٱلْأَوَّلَ. صَحِيحٌ أَنَّهُمَا يَشْعُرَانِ بِٱلسَّعَادَةِ، لٰكِنَّهُمَا يَخَافَانِ عَلَى صِحَّةِ ٱلْجَنِينِ وَيُرِيدَانِ أَنْ تَمُرَّ فَتْرَةُ ٱلْحَمْلِ بِسَلَامٍ. كَمَا تُقْلِقُهُمَا زِيَادَةُ ٱلْمَصَارِيفِ. وَبَعْدَ وِلَادَةِ ٱلطِّفْلِ، يُضْطَرَّانِ إِلَى مُوَاجَهَةِ تَحَدِّيَاتٍ جَدِيدَةٍ. فَٱلْأُمُّ تُخَصِّصُ مُعْظَمَ وَقْتِهَا لِلِٱعْتِنَاءِ بِطِفْلِهَا. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، قَدْ تَتَوَتَّرُ ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ ٱلزَّوْجَيْنِ. هٰذَا وَإِنَّ ٱلْأَبَ تَزِيدُ مَسْؤُولِيَّاتُهُ. فَعَلَيْهِ ٱلْآنَ أَنْ يُؤَمِّنَ حَاجَاتِ زَوْجَتِهِ وَطِفْلِهِ أَيْضًا.
٦-٨ كَيْفَ يَشْعُرُ أَحْيَانًا ٱلزَّوْجَانِ ٱللَّذَانِ لَا يَسْتَطِيعَانِ ٱلْإِنْجَابَ؟
٦ وَمَاذَا لَوْ رَغِبَ ٱلزَّوْجَانِ بِشِدَّةٍ فِي إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ لٰكِنَّهُمَا لَمْ يَسْتَطِيعَا؟ يُسَبِّبُ هٰذَا ٱلْوَضْعُ أَيْضًا ضِيقًا لَهُمَا، خَاصَّةً لِلزَّوْجَةِ ٱلَّتِي تَشْعُرُ بِأَلَمٍ عَاطِفِيٍّ كَبِيرٍ. (ام ١٣:١٢) وَفِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱعْتُبِرَ ٱلْعُقْمُ عَارًا كَبِيرًا. مَثَلًا، ٱكْتَأَبَتْ رَاحِيلُ زَوْجَةُ يَعْقُوبَ كَثِيرًا لِأَنَّهَا لَمْ تُنْجِبْ أَوْلَادًا مِثْلَ أُخْتِهَا لَيْئَةَ. (تك ٣٠:١، ٢) وَٱلْيَوْمَ، يُعْتَبَرُ إِنْجَابُ أَوْلَادٍ كَثِيرِينَ أَمْرًا بَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ. لِذَا غَالِبًا مَا يَسْأَلُ ٱلنَّاسُ ٱلْمُرْسَلِينَ لِمَ لَيْسَ لَدَيْهِمْ أَوْلَادٌ. وَمَهْمَا حَاوَلَ ٱلْمُرْسَلُونَ شَرْحَ ٱلسَّبَبِ، يُجِيبُ ٱلْبَعْضُ: «أَعْرِفُ طَبِيبًا مَاهِرًا يُمْكِنُهُ ٱلْمُسَاعَدَةُ».
٧ إِلَيْكَ أَيْضًا مَا حَدَثَ مَعَ أُخْتٍ مِنْ إِنْكِلْتَرَا. فَلَطَالَمَا أَرَادَتْ أَنْ تُنْجِبَ طِفْلًا. لٰكِنَّهَا حَزِنَتْ كَثِيرًا حِينَ عَرَفَتْ أَنَّ رَغْبَتَهَا لَنْ تَتَحَقَّقَ أَبَدًا فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ. لِذَا لَجَأَتْ هِيَ وَزَوْجُهَا إِلَى ٱلتَّبَنِّي. مَعَ ذٰلِكَ، ٱسْتَمَرَّ حُزْنُهَا فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ. تَقُولُ: «إِنَّ ٱلتَّبَنِّيَ لَيْسَ مِثْلَ إِنْجَابِ طِفْلٍ مِنْ لَحْمِكَ وَدَمِكَ».
٨ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّ ٱلْمَرْأَةَ «سَتُحْفَظُ سَالِمَةً بِإِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ»، لٰكِنَّ ٱلْإِنْجَابَ لَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (١ تي ٢:١٥) فَمَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلْآيَةُ؟ حِينَ تَنْشَغِلُ ٱلْأُمُّ بِبَيْتِهَا وَأَوْلَادِهَا، لَا تَكُونُ فُضُولِيَّةً وَلَا يَبْقَى لَدَيْهَا وَقْتٌ لِلثَّرْثَرَةِ. (١ تي ٥:١٣) لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَا تَعْنِي أَنَّ حَيَاةَ ٱلْأُمِّ ٱلْعَائِلِيَّةَ سَتَسْلَمُ مِنَ ٱلضِّيقَاتِ وَٱلْمَشَاكِلِ.
٩ أَيُّ ضِيقٍ قَدْ يُوَاجِهُهُ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ؟
٩ وَمِنْ أَصْعَبِ ٱلضِّيقَاتِ ٱلَّتِي يُعَانِي مِنْهَا ٱلْمُتَزَوِّجُونَ مَوْتُ شَرِيكِ حَيَاتِهِمْ. وَكَثِيرُونَ مَرُّوا بِهٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلصَّعْبَةِ، مَعَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَوَقَّعُوا أَنْ تُصِيبَهُمْ فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ. لٰكِنَّنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نُؤْمِنُ إِيمَانًا رَاسِخًا بِرَجَاءِ ٱلْقِيَامَةِ وَنَتَعَزَّى بِهِ. (يو ٥:٢٨، ٢٩) وَقَدْ حَفِظَ أَبُونَا ٱلْمُحِبُّ فِي كَلِمَتِهِ وُعُودًا كَثِيرَةً تُعَزِّينَا فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلصَّعْبَةِ. لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ كَيْفَ عَزَّى يَهْوَهُ خُدَّامَهُ وَكَيْفَ ٱسْتَفَادُوا مِنْ هٰذِهِ ٱلتَّعْزِيَةِ.
اَلتَّعْزِيَةُ وَقْتَ ٱلضِّيقِ
١٠ كَيْفَ تَعَزَّتْ حَنَّةُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٠ وَاجَهَتْ حَنَّةُ، زَوْجَةُ أَلْقَانَةَ ٱلْمَحْبُوبَةُ، مِحْنَةً كَبِيرَةً. فَبِعَكْسِ ضَرَّتِهَا فَنِنَّةَ، لَمْ تُرْزَقْ بِأَوْلَادٍ مَعَ أَنَّهَا أَرَادَتْ ذٰلِكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهَا. (اقرأ ١ صموئيل ١:٤-٧.) وَمَا زَادَ ٱلطِّينَ بِلَّةً أَنَّ فَنِنَّةَ كَانَتْ تُغِيظُهَا «سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ». لِذَا شَعَرَتْ حَنَّةُ بِٱلْكَآبَةِ وَٱلْحُزْنِ. لٰكِنَّهَا نَالَتِ ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلرَّاحَةَ حِينَ «أَطَالَتِ ٱلصَّلَاةَ أَمَامَ يَهْوَهَ» وَتَرَكَتِ ٱلْأُمُورَ بَيْنَ يَدَيْهِ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، «لَمْ تَعُدْ أَمَارَاتُ ٱلْهَمِّ تَعْلُو وَجْهَهَا». (١ صم ١:١٢، ١٧، ١٨) فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، تَوَقَّعَتْ أَنْ يَرْزُقَهَا يَهْوَهُ بِطِفْلٍ أَوْ يُعَزِّيَهَا بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى.
١١ كَيْفَ تُعَزِّينَا ٱلصَّلَاةُ؟
١١ وَٱلْيَوْمَ، لَنْ تَزُولَ ٱلضِّيقَاتُ وَٱلْمِحَنُ. فَنَحْنُ نَاقِصُونَ وَنَعِيشُ فِي عَالَمٍ يَحْكُمُهُ ٱلشَّيْطَانُ. (١ يو ٥:١٩) وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نُوَاجِهَ هٰذِهِ ٱلصُّعُوبَاتِ حِينَ نُصَلِّي إِلَى «إِلٰهِ كُلِّ تَعْزِيَةٍ». وَحَنَّةُ مِثَالٌ بَارِزٌ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَقَدْ تَعَزَّتْ حِينَ صَلَّتْ إِلَى ٱللّٰهِ وَفَتَحَتْ قَلْبَهَا لَهُ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، لَا يَكْفِي أَنْ نُخْبِرَ يَهْوَهَ بِمَشَاعِرِنَا، بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَتَوَسَّلَ إِلَيْهِ وَنَذْكُرَ مُشْكِلَتَنَا بِٱلتَّحْدِيدِ. — في ٤:٦، ٧.
١٢ مَاذَا أَدْخَلَ ٱلْفَرَحَ إِلَى قَلْبِ ٱلنَّبِيَّةِ حَنَّةَ؟
١٢ وَمَاذَا لَوْ حُرِمْنَا مِنَ ٱلْإِنْجَابِ أَوْ فَقَدْنَا رَفِيقَ زَوَاجِنَا؟ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ، فَقَدَتِ ٱلنَّبِيَّةُ حَنَّةُ زَوْجَهَا بَعْدَ سَبْعِ سِنِينَ مِنْ زَوَاجِهَا. وَلَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّهَا رُزِقَتْ بِأَوْلَادٍ. فَمَاذَا سَاعَدَهَا؟ تَقُولُ لُوقَا ٢:٣٧ إِنَّهَا كَانَتْ «لَا تَغِيبُ أَبَدًا عَنِ ٱلْهَيْكَلِ» حَتَّى بِعُمْرِ ٨٤ سَنَةً. وَكَانَتْ لَا تَزَالُ تُؤَدِّي «خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لَيْلًا وَنَهَارًا بِٱلْأَصْوَامِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ». فَخِدْمَةُ يَهْوَهَ عَزَّتْهَا وَأَدْخَلَتِ ٱلْفَرَحَ إِلَى قَلْبِهَا. نَحْنُ أَيْضًا بِإِمْكَانِنَا نَيْلُ ٱلتَّعْزِيَةِ فِي حَالِ مَرَرْنَا بِوَضْعٍ كَهٰذَا.
١٣ كَيْفَ يُعَزِّينَا ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ حِينَ يُخَيِّبُ أَقْرِبَاؤُنَا أَمَلَنَا؟
١٣ وَنَجِدُ ٱلتَّعْزِيَةَ أَيْضًا فِي ٱلْجَمَاعَاتِ. فَحِينَ نَتَعَرَّفُ بِٱلْإِخْوَةِ عَنْ قُرْبٍ، نَكْسِبُ صَدَاقَاتٍ حَقِيقِيَّةً. (ام ١٨:٢٤) خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بُولَا. فَحِينَ كَانَتْ بِعُمْرِ ٥ سَنَوَاتٍ، تَرَكَتْ أُمُّهَا ٱلْحَقَّ. فَحَزِنَتْ كَثِيرًا وَمَرَّتْ بِوَقْتٍ صَعْبٍ. لٰكِنَّهَا تَشَجَّعَتْ عِنْدَمَا ٱهْتَمَّتْ بِهَا فَاتِحَةٌ فِي جَمَاعَتِهَا ٱسْمُهَا آن. تَقُولُ بُولَا: «لَقَدْ سَاعَدَتْنِي آن عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ مَعَ أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ أَقْرِبَائِي». وَلَا تَزَالُ بُولَا تَخْدُمُ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ. وَهِيَ سَعِيدَةٌ ٱلْيَوْمَ لِأَنَّ أُمَّهَا رَجَعَتْ إِلَى ٱلْحَقِّ. وَآن سَعِيدَةٌ أَيْضًا لِأَنَّهَا تَمَكَّنَتْ مِنْ مُسَاعَدَةِ بُولَا.
١٤ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَنَالُهَا حِينَ نُعَزِّي ٱلْآخَرِينَ؟
١٤ كَمَا أَنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ بِٱلْآخَرِينَ غَالِبًا مَا يُنْسِينَا مَشَاكِلَنَا. فَحِينَ تَنْشَغِلُ ٱلْأَخَوَاتُ ٱلْمُتَزَوِّجَاتُ وَٱلْعَزْبَاوَاتُ بِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ، يَعْمَلْنَ مَعَ ٱللّٰهِ وَيُتَمِّمْنَ مَشِيئَتَهُ. وَهٰذَا يُفَرِّحُهُنَّ وَيُنْسِيهِنَّ مَشَاكِلَهُنَّ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ يُتِيحُ لَنَا جَمِيعًا ٱلِٱهْتِمَامَ بِٱلْآخَرِينَ. كَمَا أَنَّ ٱلْمُبَادَرَاتِ ٱللَّطِيفَةَ تِجَاهَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا تُقَرِّبُنَا مِنْهُمْ. (في ٢:٤) وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِثَالٌ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَقَدِ ٱهْتَمَّ بِٱلْإِخْوَةِ فِي تَسَالُونِيكِي كَمَا تَهْتَمُّ «ٱلْمُرْضِعَةُ» بِأَوْلَادِهَا، وَعَامَلَهُمْ مُعَامَلَةَ «ٱلْأَبِ لِأَوْلَادِهِ». — اقرأ ١ تسالونيكي ٢:٧، ١١، ١٢.
تَشْجِيعُ ٱلْعَائِلَاتِ
١٥ مَنِ ٱلْمَسْؤُولُ أَنْ يُعَلِّمَ ٱلْأَوْلَادَ عَنْ يَهْوَهَ؟
١٥ اَلْعَائِلَاتُ أَيْضًا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ وَٱلتَّشْجِيعِ. أَحْيَانًا، يَطْلُبُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلَّذِينَ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَقَّ مِنْ إِخْوَةٍ نَاضِجِينَ أَنْ يُسَاعِدُوهُمْ فِي تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ عَنْ يَهْوَهَ. أَوْ رُبَّمَا يَطْلُبُونَ مِنْهُمْ أَنْ يَدْرُسُوا مَعَهُمْ أَيْضًا. إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ أَوْكَلَ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ إِلَى ٱلْوَالِدِينَ. (ام ٢٣:٢٢؛ اف ٦:١-٤) صَحِيحٌ أَنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ أَحْيَانًا إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ وَيُقَدِّرُونَهَا كَثِيرًا، لٰكِنَّ هٰذَا لَا يُعْفِيهِمْ مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهِمْ. فَلَا بُدَّ أَنْ يَتَوَاصَلُوا بِٱسْتِمْرَارٍ مَعَ أَوْلَادِهِمْ.
١٦ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا عِنْدَ مُسَاعَدَةِ ٱلْأَوْلَادِ؟
١٦ وَلٰكِنْ إِذَا طَلَبَ مِنَّا إِخْوَةٌ أَوْ آبَاءٌ لَيْسُوا فِي ٱلْحَقِّ أَنْ نَدْرُسَ مَعَ أَوْلَادِهِمْ، يَجِبُ أَنْ نَنْتَبِهَ لِئَلَّا نُؤَدِّيَ دَوْرَهُمْ. وَيَحْسُنُ بِنَا أَيْضًا أَنْ نَعْقِدَ ٱلدَّرْسَ فِي مَنْزِلِ ٱلْأَوْلَادِ بِحُضُورِ وَالِدِيهِمْ أَوْ أَخٍ نَاضِجٍ، أَوْ فِي مَكَانٍ عَامٍّ. وَهٰكَذَا لَا نُعْطِي أَيَّ ٱنْطِبَاعٍ خَاطِئٍ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، قَدْ يَتَمَكَّنُ ٱلْوَالِدُونَ مِنْ مُتَابَعَةِ ٱلدَّرْسِ مَعَ أَوْلَادِهِمْ.
١٧ كَيْفَ يُعَزِّي ٱلْأَوْلَادُ أَفْرَادَ عَائِلَتِهِمْ؟
١٧ وَٱلْأَوْلَادُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ هُمْ مَصْدَرُ عَزَاءٍ لِلْعَائِلَةِ. فَهُمْ يَحْتَرِمُونَ وَالِدِيهِمْ وَيَدْعَمُونَهُمْ عَمَلِيًّا. كَمَا أَنَّ أَمَانَتَهُمْ لِيَهْوَهَ تُقَوِّي ٱلْعَائِلَةَ رُوحِيًّا. فَقَبْلَ ٱلطُّوفَانِ مَثَلًا، قَالَ ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ لَامِكُ عَنِ ٱبْنِهِ نُوحٍ: «هٰذَا يُعَزِّينَا عَنْ عَمَلِنَا وَعَنْ مَشَقَّةِ أَيْدِينَا مِنَ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي لَعَنَهَا يَهْوَهُ». وَتَمَّتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ عِنْدَمَا رَفَعَ يَهْوَهُ ٱللَّعْنَةَ عَنِ ٱلْأَرْضِ. (تك ٥:٢٩؛ ٨:٢١) وَٱلْيَوْمَ، يُعَزِّي ٱلْأَوْلَادُ ٱلْأُمَنَاءُ أَفْرَادَ عَائِلَاتِهِمْ، وَيُسَاعِدُونَهُمْ أَنْ يَحْتَمِلُوا ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلْآنَ وَٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
١٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلضِّيقَاتِ؟
١٨ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، يُعَزِّينَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ بِٱلصَّلَاةِ وَمُعَاشَرَةِ ٱلْإِخْوَةِ وَأَمْثِلَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اقرإ المزمور ١٤٥:١٨، ١٩.) وَلَنَا مِلْءُ ٱلثِّقَةِ أَنَّهُ سَيُعَزِّينَا وَيَدْعَمُنَا مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ ضِيقَاتٍ.