هَلْ تُمَيِّزُ ٱلْفَرْقَ؟
«تُمَيِّزُونَ بَيْنَ ٱلْبَارِّ وَٱلشِّرِّيرِ». — مل ٣:١٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦١، ٥٣
١، ٢ أَيُّ تَحَدٍّ يُوَاجِهُهُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَتَيْنِ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
غَالِبًا مَا يَحْتَكُّ ٱلْأَطِبَّاءُ وَٱلْمُمَرِّضُونَ بِأَشْخَاصٍ مُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ مُعْدِيَةٍ. وَهُمْ يُقَدِّمُونَ لَهُمُ ٱلرِّعَايَةَ لِأَنَّهُمْ يَرْغَبُونَ فِي مُسَاعَدَتِهِمْ. لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ ذَاتِهِ يَتَّخِذُونَ تَدَابِيرَ وِقَائِيَّةً لِحِمَايَةِ أَنْفُسِهِمْ مِنَ ٱلْعَدْوَى. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَعِيشُ مُعْظَمُنَا وَيَعْمَلُونَ وَسْطَ أَشْخَاصٍ صِفَاتُهُمْ وَتَصَرُّفَاتُهُمْ مُؤْذِيَةٌ. وَهٰذَا يُشَكِّلُ تَحَدِّيًا كَبِيرًا لَنَا.
٢ فَأَغْلَبُ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لَا يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ، وَيَتَجَاهَلُونَ مَبَادِئَهُ. وَقَدْ وَصَفَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ صِفَاتِهِمِ ٱلسَّيِّئَةَ فِي رِسَالَتِهِ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ. وَقَالَ إِنَّهَا سَتَزْدَادُ ٱنْتِشَارًا فِيمَا يَقْتَرِبُ هٰذَا ٱلنِّظَامُ مِنْ نِهَايَتِهِ. (اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥، ١٣.) وَمَعَ أَنَّنَا نَتَضَايَقُ مِنْ صِفَاتِهِمِ ٱلسَّيِّئَةِ، فَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَتَأَثَّرَ بِأَفْكَارِهِمْ وَكَلَامِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ. (ام ١٣:٢٠) لِذٰلِكَ سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ خُدَّامِ ٱللّٰهِ وَأَهْلِ ٱلْعَالَمِ. وَسَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا فِيمَا نُسَاعِدُ ٱلنَّاسَ رُوحِيًّا.
٣ عَلَى مَنْ يَنْطَبِقُ ٱلْوَصْفُ فِي ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:٢-٥؟
٣ قَالَ بُولُسُ: «فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ حَرِجَةٌ». ثُمَّ عَدَّدَ ١٩ صِفَةً سَتَنْتَشِرُ فِي هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ. وَمَعَ أَنَّهُ عَدَّدَ صِفَاتٍ مُمَاثِلَةً فِي رُومَا ١:٢٩-٣١، تَذْكُرُ تِيمُوثَاوُسُ ٱلثَّانِيَةُ صِفَاتٍ لَا تَرِدُ فِي أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَقَدْ بَدَأَ بُولُسُ كَلَامَهُ قَائِلًا: «إِنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ . . .». لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْوَصْفَ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ. فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَتَحَلَّوْنَ بِصِفَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ تَمَامًا. — اقرأ ملاخي ٣:١٨.
كَيْفَ نَنْظُرُ إِلَى أَنْفُسِنَا؟
٤ كَيْفَ تَصِفُ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُتَكَبِّرَ؟
٤ بَعْدَمَا كَتَبَ بُولُسُ أَنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ وَلِلْمَالِ، أَضَافَ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ مَغْرُورِينَ، مُتَكَبِّرِينَ، وَمُنْتَفِخِينَ بِٱلْكِبْرِيَاءِ. وَأَشْخَاصٌ كَهٰؤُلَاءِ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِمْ بِسَبَبِ مَهَارَاتِهِمْ، شَكْلِهِمْ، ثَرْوَتِهِمْ، أَوْ مَرْكَزِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ. وَهُمْ مَهْوُوسُونَ بِنَيْلِ إِعْجَابِ ٱلْآخَرِينَ. قَالَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُتَكَبِّرَ «يُقِيمُ دَاخِلَ قَلْبِهِ مَعْبَدًا صَغِيرًا لِنَفْسِهِ». وَٱلْكِبْرِيَاءُ صِفَةٌ كَرِيهَةٌ جِدًّا حَتَّى إِنَّ ٱلْمُتَكَبِّرَ نَفْسَهُ يَكْرَهُهَا فِي غَيْرِهِ.
٥ مَاذَا حَدَثَ مَعَ بَعْضِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٥ بِٱلْمُقَابِلِ، يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يَكْرَهُ ‹ٱلْعُيُونَ ٱلْمُتَشَامِخَةَ›، أَيِ ٱلْكِبْرِيَاءَ. (ام ٦:١٦، ١٧) وَهٰذِهِ ٱلصِّفَةُ تُبْعِدُنَا عَنِ ٱللّٰهِ. (مز ١٠:٤) وَهِيَ إِحْدَى صِفَاتِ إِبْلِيسَ. (١ تي ٣:٦) وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْأَسَفِ، وَقَعَ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءِ فَرِيسَةَ ٱلتَّكَبُّرِ. مَثَلًا، حَافَظَ عُزِّيَّا مَلِكُ يَهُوذَا عَلَى أَمَانَتِهِ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً. وَلٰكِنْ «لَمَّا قَوِيَ، تَكَبَّرَ قَلْبُهُ حَتَّى ٱلْهَلَاكِ، وَخَانَ يَهْوَهَ إِلٰهَهُ وَدَخَلَ هَيْكَلَ يَهْوَهَ لِيُحْرِقَ ٱلْبَخُورَ عَلَى مَذْبَحِ ٱلْبَخُورِ». كَمَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ حَزَقِيَّا تَكَبَّرَ فِي وَقْتٍ مِنَ ٱلْأَوْقَاتِ. — ٢ اخ ٢٦:١٦؛ ٣٢:٢٥، ٢٦.
٦ بِمَ تَمَتَّعَ دَاوُدُ، وَلِمَاذَا لَمْ يَتَكَبَّرْ؟
٦ يَتَكَبَّرُ ٱلْبَعْضُ بِسَبَبِ جَمَالِهِمْ، شَعْبِيَّتِهِمْ، قُوَّتِهِمْ، مَوْهِبَتِهِمِ ٱلْمُوسِيقِيَّةِ، أَوْ مَرْكَزِهِمِ ٱلرَّفِيعِ. وَدَاوُدُ جَمَعَ بَيْنَ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْمِيزَاتِ، لٰكِنَّهُ بَقِيَ مُتَوَاضِعًا طَوَالَ حَيَاتِهِ. مَثَلًا، بَعْدَمَا قَتَلَ جُلْيَاتَ وَعَرَضَ عَلَيْهِ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ أَنْ يُزَوِّجَهُ ٱبْنَتَهُ، قَالَ: «مَنْ أَنَا وَمَنْ هُمْ أَهْلِي، عَشِيرَةُ أَبِي، فِي إِسْرَائِيلَ، حَتَّى أُصْبِحَ صِهْرًا لِلْمَلِكِ؟». (١ صم ١٨:١٨) فَمَاذَا سَاعَدَهُ أَلَّا يَتَكَبَّرَ؟ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلصِّفَاتِ وَٱلْمَهَارَاتِ وَٱلِٱمْتِيَازَاتِ ٱلَّتِي تَمَتَّعَ بِهَا هِيَ بِفَضْلِ تَوَاضُعِ يَهْوَهَ وَٱهْتِمَامِهِ بِهِ. (مز ١١٣:٥-٨) لَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ كُلَّ مَا لَدَيْهِ هُوَ مِنْ يَهْوَهَ. — قارن ١ كورنثوس ٤:٧.
٧ مَاذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نُظْهِرَ ٱلتَّوَاضُعَ؟
٧ مِثْلَ دَاوُدَ، نَسْعَى نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ. فَسَيِّدُ ٱلْكَوْنِ، يَهْوَهُ ٱللّٰهُ، يَرْسُمُ لَنَا ٱلْمِثَالَ فِي ٱلتَّوَاضُعِ. (مز ١٨:٣٥) وَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نُطَبِّقَ ٱلنَّصِيحَةَ: «اِلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ، وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ». (كو ٣:١٢) وَٱلْمَحَبَّةُ «لَا تَتَبَجَّحُ، وَلَا تَنْتَفِخُ». (١ كو ١٣:٤) كَمَا أَنَّ تَوَاضُعَنَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْذِبَ ٱلنَّاسَ إِلَى إِلٰهِنَا، مِثْلَمَا تَرْبَحُ ٱلزَّوْجَةُ زَوْجَهَا غَيْرَ ٱلْمُؤْمِنِ بِسُلُوكِهَا ٱلْجَيِّدِ. — ١ بط ٣:١.
كَيْفَ نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ؟
٨ (أ) كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْبَعْضُ إِلَى ٱلْعِصْيَانِ؟ (ب) بِمَ تُوصِي ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ ٱلْأَوْلَادَ؟
٨ وَصَفَ بُولُسُ أَيْضًا كَيْفَ سَيُعَامِلُ ٱلنَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. فَكَتَبَ أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ يَكُونُونَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ. وَبِٱلْفِعْلِ، تُصَوِّرُ ٱلْكُتُبُ وَٱلْأَفْلَامُ وَٱلْبَرَامِجُ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةُ ٱلْعِصْيَانَ عَلَى أَنَّهُ تَصَرُّفٌ مَقْبُولٌ، حَتَّى إِنَّهَا تُشَجِّعُ عَلَيْهِ. لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَاقِعِ يُضْعِفُ ٱلْعَائِلَةَ، مِمَّا يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى كَامِلِ ٱلْمُجْتَمَعِ. وَقَدْ عَرَفَ ٱلْبَشَرُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ مُنْذُ ٱلْقَدِيمِ. مَثَلًا فِي ٱلْيُونَانِ قَدِيمًا، كَانَ ٱلشَّخْصُ يُحْرَمُ مِنْ حُقُوقِهِ ٱلْمَدَنِيَّةِ إِذَا ضَرَبَ وَالِدَيْهِ. وَفِي ٱلْقَانُونِ ٱلرُّومَانِيِّ، ٱعْتُبِرَ ضَرْبُ ٱلْأَبِ مُسَاوِيًا لِجَرِيمَةِ ٱلْقَتْلِ. كَمَا أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ وَٱلْيُونَانِيَّةَ أَوْصَتِ ٱلْأَوْلَادَ أَنْ يُكْرِمُوا وَالِدِيهِمْ. — خر ٢٠:١٢؛ اف ٦:١-٣.
٩ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلْأَوْلَادَ أَنْ يُطِيعُوا وَالِدِيهِمْ؟
٩ وَكَيْفَ يَحْمِي ٱلْأَوْلَادُ أَنْفُسَهُمْ مِنْ رُوحِ ٱلْعِصْيَانِ؟ بِٱلتَّفْكِيرِ فِي مَا يَفْعَلُهُ وَالِدُوهُمْ مِنْ أَجْلِهِمْ. وَهٰكَذَا يُقَدِّرُونَهُمْ وَيَرْغَبُونَ فِي إِطَاعَتِهِمْ. وَيَجِبُ أَيْضًا أَنْ يُبْقُوا فِي بَالِهِمْ أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْوَهَ يُوصِي بِإِطَاعَةِ ٱلْوَالِدِينَ. وَحِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِٱحْتِرَامٍ عَنْ وَالِدِيهِمْ، يُشَجِّعُونَ رُفَقَاءَهُمْ عَلَى ٱلطَّاعَةِ. طَبْعًا، إِذَا كَانَ ٱلْوَالِدُونَ بِلَا حُنُوٍّ، يَصْعُبُ عَلَى أَوْلَادِهِمْ أَنْ يُطِيعُوهُمْ مِنَ ٱلْقَلْبِ. أَمَّا إِذَا أَظْهَرُوا مَحَبَّةً حَقِيقِيَّةً، فَسَيَنْدَفِعُ أَوْلَادُهُمْ إِلَى إِطَاعَتِهِمْ فِي مُخْتَلِفِ ٱلظُّرُوفِ. يُخْبِرُ شَابٌّ ٱسْمُهُ أُوسْتِن: «رَغِبْتُ فِي أَوْقَاتٍ كَثِيرَةٍ أَنْ أَكْسِرَ وَصَايَا وَالِدَيَّ، لٰكِنَّهُمَا سَهَّلَا عَلَيَّ ٱلطَّاعَةَ. فَقَدْ وَضَعَا قَوَاعِدَ مَعْقُولَةً، شَرَحَا لِي ٱلْهَدَفَ مِنْهَا، وَأَبْقَيَا خُطُوطَ ٱلِٱتِّصَالِ مَفْتُوحَةً بَيْنَنَا. فَأَحْسَسْتُ أَنَّهُمَا يَهْتَمَّانِ بِي، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُرْضِيَهُمَا».
١٠، ١١ (أ) أَيُّ صِفَاتٍ تُظْهِرُ قِلَّةَ ٱلْمَحَبَّةِ بَيْنَ ٱلنَّاسِ؟ (ب) إِلَى أَيِّ حَدٍّ يُحِبُّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ قَرِيبَهُمُ ٱلْإِنْسَانَ؟
١٠ عَدَّدَ بُولُسُ صِفَاتٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ ٱلْمَحَبَّةِ بَيْنَ ٱلنَّاسِ. وَإِحْدَاهَا أَنَّهُمْ غَيْرُ شَاكِرِينَ. وَلَيْسَ غَرِيبًا أَنَّهُ ذَكَرَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ بَعْدَ عَدَمِ ٱلطَّاعَةِ. فَغَيْرُ ٱلشَّاكِرِينَ لَا يُقَدِّرُونَ فَضْلَ ٱلْآخَرِينَ عَلَيْهِمْ. بَعْدَ ذٰلِكَ قَالَ إِنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ غَيْرَ أَوْلِيَاءَ، وَكَذٰلِكَ غَيْرَ مُسْتَعِدِّينَ لِقُبُولِ أَيِّ ٱتِّفَاقٍ، أَيْ لَا يَقْبَلُونَ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱلْآخَرِينَ. وَأَضَافَ أَنَّهُمْ مُجَدِّفُونَ وَ خَائِنُونَ. فَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ عَلَى ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ بِكَلَامٍ مُسِيءٍ وَمُهِينٍ. فَضْلًا عَنْ أَنَّهُمْ مُفْتَرُونَ، أَيْ يَنْشُرُونَ أَكَاذِيبَ تُشَوِّهُ سُمْعَةَ ٱلْآخَرِينَ.a
١١ أَمَّا خُدَّامُ يَهْوَهَ فَمُخْتَلِفُونَ كُلِّيًّا عَنْ غَالِبِيَّةِ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ. فَهُمْ يُحِبُّونَ قَرِيبَهُمُ ٱلْإِنْسَانَ مَحَبَّةً حَقِيقِيَّةً. وَهٰذَا لَيْسَ جَدِيدًا. فَيَسُوعُ شَدَّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ مَحَبَّةِ ٱلْقَرِيبِ ٱلَّتِي هِيَ أَحَدُ أَشْكَالِ أَغاپِه. فَقَالَ إِنَّهَا تَأْتِي فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ مُبَاشَرَةً بَعْدَ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ. (مت ٢٢:٣٧-٣٩) وَقَالَ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. (اقرأ يوحنا ١٣:٣٤، ٣٥.) وَأَوْصَى أَتْبَاعَهُ أَنْ يُظْهِرُوا ٱلْمَحَبَّةَ حَتَّى لِأَعْدَائِهِمْ. — مت ٥:٤٣، ٤٤.
١٢ كَيْفَ عَبَّرَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِلنَّاسِ؟
١٢ وَيَسُوعُ بِدَوْرِهِ أَحَبَّ ٱلنَّاسَ كَثِيرًا. فَسَافَرَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى أُخْرَى يُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَشَفَى ٱلْعُمْيَ وَٱلْعُرْجَ وَٱلْبُرْصَ وَٱلصُّمَّ، وَأَقَامَ ٱلْمَوْتَى أَيْضًا. (لو ٧:٢٢) وَمَعَ أَنَّ كَثِيرِينَ كَانُوا يَكْرَهُونَهُ، ضَحَّى بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَشَرِ. وَهٰكَذَا عَكَسَ مَحَبَّةَ أَبِيهِ تَمَامًا. وَٱلْيَوْمَ، يَتَمَثَّلُ بِهِ شُهُودُ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ وَيُظْهِرُونَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْآخَرِينَ.
١٣ كَيْفَ تَجْذِبُ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلنَّاسَ إِلَى يَهْوَهَ؟
١٣ وَمَحَبَّتُنَا لِلنَّاسِ تَجْذِبُهُمْ إِلَى أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. فَفِي تَايْلَنْد مَثَلًا، حَضَرَ رَجُلٌ مَحْفِلًا سَنَوِيًّا، وَتَأَثَّرَ كَثِيرًا بِٱلْمَحَبَّةِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ. وَبَعْدَ عَوْدَتِهِ إِلَى ٱلْبَيْتِ، طَلَبَ أَنْ يَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَرَّتَيْنِ فِي ٱلْأُسْبُوعِ. ثُمَّ بَدَأَ يُخْبِرُ كُلَّ أَقْرِبَائِهِ بِمَا يَتَعَلَّمُهُ. وَبَعْدَ ٦ أَشْهُرٍ فَقَطْ، قَدَّمَ تَعْيِينَ ٱلْقِرَاءَةِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَكَمْ مُهِمٌّ أَنْ تُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْآخَرِينَ! فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَبْذُلُ جُهْدِي لِأُسَاعِدَ عَائِلَتِي وَجَمَاعَتِي وَٱلَّذِينَ أَلْتَقِيهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ وَهَلْ أَسْعَى لِأَرَى ٱلنَّاسَ كَمَا يَرَاهُمْ يَهْوَهُ؟›.
مِنْ ذِئَابٍ إِلَى حُمْلَانٍ
١٤، ١٥ أَيُّ صِفَاتٍ وَحْشِيَّةٍ يُظْهِرُهَا كَثِيرُونَ، وَكَيْفَ تَغَيَّرَ ٱلْبَعْضُ؟
١٤ يُظْهِرُ ٱلنَّاسُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ صِفَاتٍ أُخْرَى عَلَيْنَا تَجَنُّبُهَا. فَهُمْ غَيْرُ مُحِبِّينَ لِلصَّلَاحِ. وَتَنْقُلُ بَعْضُ ٱلتَّرْجَمَاتِ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةَ إِلَى «مُبْغِضِينَ لِلصَّلَاحِ» أَوْ «مُعَادِينَ لِكُلِّ مَا هُوَ صَالِحٌ». كَمَا أَنَّهُمْ بِلَا ضَبْطِ نَفْسٍ وَ شَرِسُونَ. وَٱلْبَعْضُ جَامِحُونَ، أَيْ مُتَهَوِّرُونَ وَطَائِشُونَ.
١٥ لٰكِنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ يُظْهِرُونَ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْوَحْشِيَّةَ يَتَغَيَّرُونَ. وَهٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ أَنْبَأَ عَنْهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. (اقرأ اشعيا ١١:٦، ٧.) فَهُوَ يُخْبِرُنَا أَنَّ حَيَوَانَاتٍ مُتَوَحِّشَةً مِثْلَ ٱلذِّئَابِ وَٱلْأُسُودِ سَتَعِيشُ بِسَلَامٍ مَعَ حَيَوَانَاتٍ أَلِيفَةٍ مِثْلِ ٱلْحُمْلَانِ وَٱلْعُجُولِ. وَوَفْقًا لِلنُّبُوَّةِ، يَحِلُّ هٰذَا ٱلسَّلَامُ «لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ يَهْوَهَ». (اش ١١:٩) وَبِمَا أَنَّ ٱلْحَيَوَانَاتِ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَتَعَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ، فَٱلنُّبُوَّةُ تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْبَشَرِ.
١٦ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلنَّاسَ أَنْ يُغَيِّرُوا شَخْصِيَّاتِهِمْ؟
١٦ كَانَ بَعْضُ إِخْوَتِنَا شَرِسِينَ مِثْلَ ٱلذِّئَابِ، لٰكِنَّهُمْ بَاتُوا يَعِيشُونَ بِسَلَامٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ. وَنَجِدُ ٱلْعَدِيدَ مِنِ ٱخْتِبَارَاتِهِمْ فِي مَوْقِعِنَا jw.org ضِمْنَ ٱلسِّلْسِلَةِ «اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ». وَكَمْ يَخْتَلِفُونَ عَنِ ٱلَّذِينَ لَهُمْ شَكْلُ ٱلتَّعَبُّدِ لِلّٰهِ وَلٰكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهُ! فَهُمْ لَا يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ يَخْدُمُونَ ٱللّٰهَ، فِيمَا تُظْهِرُ أَعْمَالُهُمُ ٱلْعَكْسَ. وَمَا ٱلسَّبَبُ؟ لَقَدْ لَبِسُوا «ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ وَٱلْوَلَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ». (اف ٤:٢٣، ٢٤) فَحِينَ يَتَعَلَّمُ ٱلشَّخْصُ عَنِ ٱللّٰهِ، يُدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ تَطْبِيقِ مَبَادِئِهِ. فَيَنْدَفِعُ أَنْ يُغَيِّرَ مُعْتَقَدَاتِهِ، مَوَاقِفَهُ، وَسُلُوكَهُ. صَحِيحٌ أَنَّ تَغْيِيرًا كَهٰذَا لَيْسَ سَهْلًا، لٰكِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُسَاعِدُ مَنْ يَرْغَبُ أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ.
«أَعْرِضْ عَنْ هٰؤُلَاءِ»
١٧ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنْ صِفَاتِ ٱلنَّاسِ ٱلسَّيِّئَةِ؟
١٧ يَتَّضِحُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ٱلْفَرْقُ بَيْنَ مَنْ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ وَمَنْ لَا يَخْدُمُونَهُ. وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَلَّا نَتَأَثَّرَ بِٱلصِّفَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلْمُنْتَشِرَةِ فِي ٱلْعَالَمِ. فَيَجِبُ أَنْ نُعْرِضَ، أَيْ نَبْتَعِدَ، عَنِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمَوْصُوفِينَ فِي ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:٢-٥. طَبْعًا، لَا نَقْدِرُ أَنْ نَتَجَنَّبَهُمْ كُلِّيًّا. فَنَحْنُ نَحْتَكُّ بِهِمْ فِي ٱلْبَيْتِ أَوِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ. لٰكِنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا مِنْ تَفْكِيرِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ. كَيْفَ؟ بِتَقْوِيَةِ رُوحِيَّاتِنَا مِنْ خِلَالِ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَمُعَاشَرَةِ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ.
١٨ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ بِكَلَامِنَا وَسُلُوكِنَا؟
١٨ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، عَلَيْنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ رُوحِيًّا. فَٱبْحَثْ عَنْ فُرَصٍ لِتُبَشِّرَ، وَٱطْلُبْ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ لِتَعْرِفَ مَاذَا تَقُولُ وَمَتَى تَتَكَلَّمُ. وَأَخْبِرِ ٱلْآخَرِينَ أَنَّكَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا يَجْلُبُ سُلُوكُكَ ٱلْجَيِّدُ ٱلْمَجْدَ لِلّٰهِ، لَا لِنَفْسِكَ. فَيَهْوَهُ يُرْشِدُنَا «لِنَنْبِذَ ٱلْكُفْرَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ وَنَحْيَا بِرَزَانَةٍ وَبِرٍّ وَتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ وَسْطَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هٰذَا». (تي ٢:١١-١٤) وَإِذَا عَمِلْنَا مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ مِنَّا، يُلَاحِظُ ٱلنَّاسُ ذٰلِكَ. حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يَقُولُ لَنَا: «نَذْهَبُ مَعَكُمْ لِأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ ٱللّٰهَ مَعَكُمْ». — زك ٨:٢٣.
a إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلَّتِي تُقَابِلُ «مُفْتَرِيًا» أَوْ «مُتَّهِمًا» هِيَ ديابولوس. وَهِيَ لَقَبٌ يُطْلَقُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي يَفْتَرِي عَلَى ٱللّٰهِ.