حماية اولادكم من نقل الدم
١ «هوذا البنون ميراث من عند الرب.» (مزمور ١٢٧:٣) اذا كان لديكم مثل هذا الميراث الثمين من عند يهوه، فلديكم انتم، كوالدين، مسؤولية سعيدة، على الرغم من انها خطيرة، ان تدرِّبوا اولادكم، تعتنوا بهم، وتحموهم. مثلا، هل اتخذتم كل اجراء معقول لحماية اولادكم الصغار من نقل الدم؟ كيف يتجاوب اولادكم اذا واجهتهم امكانيات نقل الدم؟ هل ناقشتم كعائلة ما يمكن فعله لتعالجوا بفعالية حالة طارئة يُهدَّد فيها بنقل دم؟
٢ ان إعداد عائلتكم لحالات كهذه لا يلزم ان يكون سببا للقلق او الشدة المفرطة. فلا يمكنكم ان تتوقعوا كل احتمال في الحياة وتستعدوا له، ولكن هنالك اشياء كثيرة يمكنكم انتم، كوالدين، ان تفعلوها مسبقا لحماية اولادكم من نقل الدم. واهمال هذه المسؤوليات يمكن ان يؤدي الى نقل الدم الى ولدكم عند الحصول على العناية الطبية. فماذا يمكن فعله؟
٣ الاقتناع الثابت مهم: يجب التفكير جدّيا في مقدار ثبات اقتناعاتكم في ما يتعلق بشريعة اللّٰه عن الدم. وهل تعلِّمون اولادكم ان يطيعوا يهوه في هذه المسألة، تماما كما تعلِّمونهم شريعته عن الاستقامة، المبادئ الادبية، الحياد، والاوجه الاخرى من الحياة؟ وهل نشعر حقا كما اوصت شريعة اللّٰه في التثنية ١٢:٢٣: «احترز ان لا تأكل الدم»؟ يضيف العدد ٢٥: «لا تأكله لكي يكون لك ولاولادك من بعدك خير اذا عملت الحق في عيني الرب.» فقد يدَّعي الطبيب ان الدم ‹سيجعل الامور بخير› بالنسبة الى ولدكم المريض، ولكن يجب ان تكونوا مصمِّمين بثبات قبل ان تنشأ اية حالة طارئة ان ترفضوا الدم لنفسكم ولاولادكم، مقدِّرين علاقتكم بيهوه بصفتها ارفع من اية اطالة مزعومة للحياة تشمل كسر شريعته الالهية. فرضى اللّٰه الآن والحياة الابدية في المستقبل مشمولان!
٤ نعم، يحب شهود يهوه الحياة. ولا يرغبون ان يموتوا. فهم يريدون ان يعيشوا بحيث يستطيعون ان يسبِّحوا يهوه ويفعلوا مشيئته. هذا هو احد الاسباب لذهابهم الى المستشفيات وأخذهم اولادهم الى هناك من اجل المعالجة. وهم يطلبون من الاطباء ان يعالجوهم، وعندما يُقال لهم ان الدم هو سبيل المعالجة النموذجي او المشار اليه طبيا، يطلبون تدبيرا طبيا غير دموي بديلا. فهنالك بدائل كثيرة للدم. والاطباء ذوو الخبرة يستعملونها. وتدبير بديل كهذا ليس علاجا مزيَّفا وانما يتألف من معالجات واجراءات سليمة طبيا مدعومة بالوثائق في المجلات الطبية الرئيسية. ان آلاف الاطباء حول العالم يتعاونون معنا في تزويد عناية طبية جيدة دون استعمال الدم، على الرغم من ان تحديد موقع الاطباء الذين يعالجون اولاد الشهود دون استعمال الدم لا يزال مشكلة في بعض الاحيان.
٥ ايجاد طبيب متعاون: لدى الاطباء هموم كثيرة في معالجة المرضى، وعندما تطلبون منهم ان يعالجوا ولدكم دون دم، يزيد ذلك التحدّي. وسيوافق بعض الاطباء ان يعالجوا الراشدين فيما يحترمون رغباتهم بشأن الدم طالما يجري ملء بيان اعفاء مُرضٍ. وقد يوافق البعض على نحو مماثل ان يعالجوا القاصرين الذين برهنوا انهم قاصرون ناضجون، اذ ان بعض المحاكم اعترفت بأن القاصرين الناضجين لهم الحق في ان يصنعوا اختياراتهم الطبية الخاصة. (انظروا الكراس الخصوصي ١٥ حزيران ١٩٩١، الصفحتَين ١٦-١٧، لمناقشة ما يشكِّل قاصرا ناضجا.) لكنَّ الاطباء قد يرفضون ان يعالجوا الاولاد الصغار، وخصوصا الاطفال، ما لم يحصلوا على إذن في اعطاء الدم. وفي الواقع، ان قليلين جدا من الاطباء يعطون تأكيدا ١٠٠ في المئة انهم لن يستعملوا الدم في اية ظروف عند معالجة ولد. ولاسباب طبية وقانونية، يشعر معظم الاطباء انهم لا يستطيعون ان يعطوا ضمانا كهذا. ومع ذلك، يريد عدد متزايد ان يزوِّد العناية لاولاد شهود يهوه فيما يذهبون الى ابعد حدّ يشعرون انه ممكن لهم في احترام رغباتنا بشأن الدم.
٦ بالنظر الى ذلك، ماذا اذا وجدتم، في بحثكم عن طبيب مناسب لولدكم، طبيبا ذا سجل تعاون جيد مع شهود يهوه وقد انجز في الماضي الاجراء غير الدموي نفسه لشهود آخرين، ومع ذلك يشعر ان القانون لا يسمح له بأن يعطيكم ضمانا ثابتا ان الدم لن يُستعمل؟ لكنه يؤكِّد لكم انه يشعر انه لن تكون هنالك مشكلة في هذه المرة ايضا. فيمكن ان تقرِّروا ان هذا هو اختياركم الافضل. في هذه الظروف يمكن ان تستنتجوا انه يمكنكم ان تمنحوا الاذن في الشروع. ولكن، اجعلوه واضحا تماما انه باعطاء الاذن في المعالجة الطبية لولدكم انتم لا تعطون الاذن في عمليات نقل الدم. واتخاذ هذا المسلك يكون مسؤولية يجب ان تتحمَّلوها دون ان يُنظر الى قراركم بصفته مسايرة.
٧ طبعا، اذا كان بامكانكم ان تجدوا اختيار معالجة بديلة معقولا يقلِّل ايضا او ربما يزيل مشكلة استعمال الدم، فستتخذون على الارجح حينئذ المسلك الاقل خطرا. ويُتوقع ان تبذلوا جهدا مستمرا لايجاد الطبيب او الجرّاح الذي يذهب الى حدّ ابعد من ايّ واحد آخر في الموافقة على عدم اعطاء الدم. والدفاع الافضل هو توقع المشاكل. فابذلوا كل جهد لايجاد طبيب متعاون مسبقا. وحاولوا ان تبقوا بعيدين عن الاطباء والمستشفيات غير المتعاونين حيث يكون ممكنا.
٨ في بعض البلدان هنالك عامل آخر يمكن ان يكون مهما في ما اذا كان نقل الدم سيُعطى وهو طريقة الدفع لقاء عناية المستشفى. فحيث يكون لدى الوالدين تأمين على الصحة او كفالة اخرى تسمح بالبحث عن طبيب من اختيارهم، يمكن ابقاء الاولاد بسهولة اكثر بعيدين عن ايدي الاطباء او هيئة المستشفى غير المتعاونين. فالتغطية المالية الكافية غالبا ما تحدِّد نوع الخدمة والتعاون الذي تحصل عليه العائلة من الاطباء والمستشفيات. وما اذا كان المستشفى او الطبيب مستعدا ايضا لقبول نقل ولد فغالبا ما يتوقف على مقدرة الوالدين على الدفع من اجل العناية. ويا ايتها الامهات المقبلات، من المهم ان تعتنين بصحتكن خلال الحمل! فذلك يفعل الكثير لمنع الولادات المبكرة والمضاعفات المقترنة بها، لأن المعالجة النموذجية للاطفال الخُدَّج ومشاكلهم تشمل مرارا كثيرة الدم.
٩ يتذمَّر الاطباء احيانا ان شهود يهوه لا يناقشون اعتراضاتهم على الدم حتى الدقيقة الاخيرة. فلا يجب ابدا ان تكون الحالة كذلك. فأحد الامور الاولى التي يجب على الوالدين الشهود ان يفعلوها عند الذهاب الى المستشفى او عند طلب خدمات طبيب هو مناقشة موقفهم من الدم. واذا كانت العملية الجراحية مشمولة، فاطلبوا اجتماعا باكرا مع طبيب التبنيج. وقد يكون الجرّاح قادرا على اعانتكم في ذلك. ويجب فحص استمارات القبول بعناية. ولكم الحق في ان تشطبوا ايّ شيء مثير للاعتراض. ولازالة ايّ شك، اكتبوا على استمارة القبول بوضوح ان الدم، لاسباب دينية وطبية، غير مرغوب فيه او مسموح به في اية ظروف.
١٠ المساعدة من هيئة يهوه: اية تدابير صنعتها هيئة يهوه لمساعدتكم في حماية اولادكم من الدم؟ هنالك الكثير. فقد اصدرت الجمعية الكثير لتعليمنا عن الدم والتدبير البديل غير الدموي. وقد درستم كراسة كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟ والمطبوعات الاخرى حول هذا الموضوع. ولديكم اخوتكم واخواتكم في الجماعة المحلية الذين يستطيعون ان يمنحوكم الكثير من المساعدة والدعم. وعندما تكون هنالك ازمة، قد يعتبره الشيوخ مستحسنا ان يرتِّبوا للسهر ٢٤ ساعة في المستشفى، ومن المفضل ان يكون ذلك من قِبل شيخ مع والد المريض او والدته او عضو حميم آخر في العائلة. فعمليات نقل الدم غالبا ما تُعطى عندما يكون كل الانسباء والاصدقاء قد ذهبوا الى البيت لقضاء الليل.
١١ في الولايات المتحدة، هنالك اكثر من مئة لجنة اتصال بالمستشفيات موقعها في المدن الرئيسية. وكل الجماعات مزوَّدة بلجنة تتألف من اخوة مدرَّبين متوافرين للاعانة. فاتصلوا بهم، بواسطة شيوخكم، عندما تكون هنالك حاجة اليهم. ولا يجب الاتصال بهم بشأن المشاكل غير المهمة، ولكن لا تنتظروا فترة اطول من اللازم لتتصلوا اذا جرت الملاحظة ان مشكلة خطيرة يمكن ان تتطور. وغالبا ما يمكنهم ان يزوِّدوا اسماء الاطباء المتعاونين والاقتراحات بشأن البدائل. وحيث يكون ضروريا وممكنا، يرتِّب هؤلاء الاخوة ليكونوا حاضرين، ويساعدون على تدبير المشكلة.
١٢ توقع تورط المحكمة والتعامل مع ذلك: ماذا اذا نوى الطبيب او المستشفى ان يحصل على امر محكمة لنقل الدم الى ولدكم؟ هل هذا هو الوقت للاستسلام، مفترضين انه ليس هنالك شيء اضافي يمكن فعله؟ كلا على الاطلاق! فيمكن ان يكون ممكنا بعدُ تفادي نقل الدم. والاستعداد لامكانية كهذه يجب القيام به مسبقا. فماذا يمكن فعله؟
١٣ ان فهم بعض المبادئ القانونية التي ترشد او تؤثر في المستشفيات والقضاة في هذه المسائل سيساعدكم كثيرا في الدفاع. وأحد هذه المبادئ ذات الاهمية الرئيسية هو الواقع ان القانون لا يعطي الوالدين سلطة غير محدودة لقبول او رفض المعالجة الطبية لاولادهم. فعلى الرغم من ان الراشدين لهم عموما الحق في قبول او رفض المعالجة الطبية كما يرغبون، ليس الوالدون احرارا لرفض المعالجة التي تُعتبر ضرورية لخير ولدهم حتى عندما يتأسس رفضهم على معتقدات دينية يؤمَن بها باخلاص.
١٤ اظهر هذا المبدأ الاساسي في قرار المحكمة العليا للولايات المتحدة في السنة ١٩٤٤ الذي قال: «يمكن ان يكون الوالدون احرارا ليصيروا هم انفسهم شهداء. ولكن لا يعني ذلك بالنتيجة انهم احرار، في ظروف مماثلة، ليجعلوا من اولادهم شهداء قبل ان يبلغوا سن الرشد الكامل والقانوني حين يستطيعون ان يصنعوا ذلك الاختيار لانفسهم.» ان هذا الاهتمام الاولي نفسه بصحة الولد الجسدية وخيره مشمول بقوانين رعاية الطفل اليوم. وهذه القوانين، الموجَّهة الى الاساءة الى الاولاد، مصمَّمة ايضا لحماية الاولاد من الاهمال الطبي.
١٥ ان حماية الاولاد من الاساءة والاهمال الابويين ليست بالتأكيد مثيرة للاعتراض بالنسبة الى الوالدين المسيحيين. لكنَّ قوانين اهمال الولد وبيان المحكمة العليا المقتبَس آنفا غالبا ما يطبَّق بطريقة غير ملائمة على قضايا تشمل اولاد شهود يهوه. ولماذا؟ اولا، لا ينوي الوالدون الشهود ان يجعلوا اولادهم «شهداء.» واذا كانوا ينوون ذلك، فلماذا يأخذون اولادهم الى المستشفى في المقام الاول؟ على العكس تماما، يطلب الوالدون الشهود طوعا المعالجة الطبية لاولادهم. فهم يحبون اولادهم ويريدون ان تكون لديهم صحة جيدة. لكنهم يعتقدون ان لديهم واجبا معطى من اللّٰه ان يختاروا بمسؤولية نوع المعالجة الطبية الافضل لاولادهم. ويريدون ان تُدبَّر المشاكل الصحية لاولادهم دون دم. وعناية غير دموية بديلة كهذه ليست افضل من الدم واكثر امنا منه فحسب لكنها، بطريقة مهمة اكثر، تُبقي اولادهم في رضى معطي الحياة العظيم، يهوه اللّٰه.
١٦ على الرغم من فوائد التدبير الطبي غير الدموي، ينظر كثيرون من الاطباء ورسميي رعاية الطفل الى المداواة بنقل الدم بصفتها الممارسة الطبية النموذجية التي يمكن ان تكون ضرورية او حتى منقذة للحياة في ظروف معيَّنة. وهكذا، عندما يرفض الوالدون الشهود عمليات نقل الدم التي يجري النصح بها، يمكن ان تنشأ المشاكل. واذ نتكلَّم عموما، لا يستطيع الاطباء قانونيا ان يعالجوا الاولاد دون موافقة الوالدين. وللتغلب على عدم الموافقة الابوية على استعمال الدم، يمكن ان يطلب الاطباء او هيئة اخرى في المستشفى الموافقة من احد القضاة في شكل امر محكمة. وموافقة كهذه تأذن فيها المحكمة يمكن الحصول عليها من خلال رسميي رعاية الطفل او بواسطة الاطباء او بواسطة رسميي المستشفى الذين يعملون لحماية الولد من الاهمال الطبي المزعوم.a
١٧ مرارا كثيرة يجري الحصول بسرعة بالغة على اوامر محكمة تأذن في استعمال الدم دون اشعار الوالدين. ويحاول الاطباء، مديرو المستشفى، او رسميو رعاية الطفل ان يبرِّروا اوامر سريعة كهذه بالادعاء ان هنالك حالة طبية طارئة لا تسمح بالوقت لاعلام الوالدين كاملا بما يجري. ولكن، في اثناء الاستجواب، كثيرا ما اعترف الاطباء بأنه ليست هنالك حالة طارئة حقيقية موجودة وأنهم يريدون امر محكمة «فقط اذا» صار نقل الدم، في رأيهم، ضروريا في المستقبل. فبصفتكم الاوصياء الطبيعيين على ولدكم، لكم الحق الاساسي في معرفة ما يفعله الاطباء، مديرو المستشفى، او رسميو رعاية الطفل في ما يتعلق بولدكم في جميع الاوقات. ويفرض القانون انه، اذا كان ذلك ممكنا بأية حال، يجب اعلامكم بالجهود للحصول على امر محكمة ويجب السماح لكم بأن تعرضوا جانبكم من المعارضة امام المحكمة.
١٨ ان هذه الحقائق القانونية تُبرز قيمة ايجاد طبيب متعاون. فاعملوا معه، وبعون من اعضاء لجنة الاتصال بالمستشفيات التي لكم، ساعدوه على ممارسة تدبير غير دموي لمشكلة ولدكم الطبية او انقلوا ولدكم الى طبيب او مستشفى يزوِّد معالجة كهذه. ولكن اذا كانت هنالك علامات ان الطبيب، مدير المستشفى، او العامل في رعاية الطفل يعتزم الحصول على امر محكمة، يجب ان تكونوا متيقظين لتسألوا عما اذا كان ذلك هو ما يجري التخطيط له. فأحيانا يجري القيام بذلك سرّا بواسطة الهاتف. واذا كانت هنالك خطة للذهاب الى المحكمة، فشدِّدوا على انكم تريدون ان تعرفوا بشأن ذلك بحيث تستطيعون ان تعرضوا جانبكم للقاضي ايضا. (امثال ١٨:١٧) واذا كان هنالك وقت، فغالبا ما يكون مستحسنا ان تطلبوا مساعدة محامٍ. وفي بعض المناسبات عيَّنت المحكمة محامين. واذا كان لديكم محاميكم الخاص او محامٍ معيَّن من المحكمة، يمكن لقسم القضايا القانونية للجمعية ان يشترك معه في معلومات تساعده على القيام بأفضل دفاع ممكن في هذه الظروف.
١٩ اذا أُخذ رفضكم للدم الى المحكمة، فإن رأي الطبيب ان الدم ضروري لحفظ حياة ولدكم او صحته يمكن ان يكون مقنعا جدا. والقاضي، بعدم كونه خبيرا طبيا، سيذعن عادة لخبرة الطبيب الطبية. ويصح ذلك خصوصا عندما لا يُعطى الوالدون فرصة لعرض جانبهم من القضية ويُسمح للطبيب، دون تحدٍّ، بالتعبير عن ادعاءاته بشأن الحاجة «الملحّة» الى الدم. ان اجراءات كهذه من طرف واحد لا تؤدي الى تحديد الحقيقة. والواقع هو ان زمان وسبب شعور الاطباء ان الدم لازم هو شخصي وغامض الى حدّ بعيد. فغالبا، عندما يقول طبيب ان الدم ضروري حتما لانقاذ حياة الولد، يقول طبيب آخر، خبير بتدبير المشكلة الطبية نفسها دون دم، ان الدم ليس ضروريا لمعالجة المريض.
٢٠ ماذا تفعلون اذا سألكم محامٍ او قاضٍ عن سبب رفضكم نقل دم «منقذ للحياة» لولدكم؟ على الرغم من ان ميلكم الاول يمكن ان يكون ايضاح ايمانكم بالقيامة والتعبير عن ايمانكم القوي بأن اللّٰه سيعيد ولدكم اذا مات، فإن جوابا كهذا بحدّ ذاته لا يمكن ان يفعل اكثر من اقناع القاضي، الذي يهتم بشكل رئيسي بالخير الجسدي للولد، بأنكم شخص متعصب دينيا وأنه يجب ان يتدخل لحماية ولدكم.
٢١ ما يلزم ان تعرفه المحكمة هو انه، على الرغم من انكم ترفضون الدم على اساس دوافع دينية يؤمَن بها بشدة، انتم لا ترفضون العناية الطبية. ويلزم ان يفهم القاضي انكم لستم والدين مهمِلين او تسيئون المعاملة ولكنكم، بالاحرى، والدون محبون يريدون ان يعالَج ولدهم. فأنتم فقط لا توافقون على ان الفوائد المزعومة للدم ترجح على اخطاره ومضاعفاته المميتة على نحو محتمل، وخصوصا عندما تكون البدائل الطبية التي لا تحمل هذه المخاطر متوافرة.
٢٢ واذ يتوقف ذلك على الحالة، يمكن ان تجعلوه معروفا عند القاضي ان رأي احد الاطباء هو ان الدم لازم، لكنَّ الاطباء يختلفون في اقتراباتهم، وأنتم ترغبون في فرصة لايجاد طبيب يعتني بولدكم بأساليب التدبير غير الدموي المتوافرة على نحو واسع. وبمساعدة لجنة الاتصال بالمستشفيات، يمكن ان تكونوا قد وجدتم طبيبا كهذا سيعالج ولدكم دون دم ويمكن ان يعطي شهادة مساعِدة في المحكمة، ربما بواسطة الهاتف. ومن المرجح ان تستطيع لجنة الاتصال ان تشترك مع القاضي — حتى ولو كان الطبيب يحث على امر المحكمة — في مقالات طبية تُظهر كيف يمكن تدبير مشكلة ولدكم الطبية بفعالية دون استعمال الدم.
٢٣ عندما يُدعى القضاة الى اصدار اوامر محكمة بسرعة، غالبا ما لا يتأملون في المخاطر الكثيرة للدم او يُذكَّرون بها، بما فيها الأيدز، التهاب الكبد، وعدد كبير من الاخطار الاخرى. فيمكنكم ان تُظهروا هذه للقاضي، ويمكنكم ايضا ان تجعلوه معروفا عنده انكم، بصفتكم والدا او والدة مسيحية، تنظرون الى استعمال دم شخص آخر في محاولة لدعم الحياة بصفته انتهاكا خطيرا لشريعة اللّٰه وأن فرض الدم على ولدكم يُنظر اليه بصفته معادلا للاغتصاب. ويمكنكم انتم وولدكم (اذا كان كبيرا كفاية لتكون لديه اقتناعاته الخاصة) ان توضحوا اشمئزازكم من تعدٍّ جسدي كهذا وتتوسلوا الى القاضي ان لا يمنح امرا بل ان يسمح لكم بممارسة تدبير طبي بديل لولدكم.
٢٤ عندما يجري الدفاع على نحو لائق، يتمكَّن القضاة من رؤية الجانب الآخر — جانبكم — كوالدين على نحو اوضح. وحينئذ لا يكونون سريعين جدا للاذن في نقل دم. وفي بعض القضايا حدَّ القضاة على نحو صارم حرية الطبيب لاستعمال الدم، فارضين ايضا ان تُعتبر البدائل اولا، او منحوا الوالدين فرصة ايجاد اطباء يعالجون دون دم.
٢٥ في التعامل مع اولئك الذين يسعون الى فرض نقل دم، من الضروري ان لا تعطوا ابدا ايّ دليل على التردُّد في اقتناعاتكم. ويسأل القضاة (والاطباء) احيانا عما اذا كانت لدى الوالدين اية صعوبة في «نقل» مسؤولية قرار نقل الدم اليهم، شاعرين بأن ذلك سيسهِّل اكثر على الوالدين ان يعيشوا وفقا لضميرهم. ولكن يجب الايضاح لجميع ذوي العلاقة انكم، كوالدين، تشعرون بواجب الاستمرار في فعل كل ما تستطيعون لتجنب نقل الدم. هذه هي مسؤوليتكم المعطاة من اللّٰه. ولا يمكن نقلها.
٢٦ اذًا، في اثناء التكلُّم مع الاطباء والقضاة، يلزم ان تكونوا مستعدين لاعلان موقفكم بطريقة واضحة ومقنعة. واذا صدر امر محكمة على الرغم من اقصى جهودكم، فاستمروا في الالتماس من الطبيب ان لا ينقل دما وطالبوا بالحاح بمعالجة بديلة. واستمروا في طلب استعداده للتأمل في المقالات الطبية وفي نصيحة ايّ طبيب مستعد لأنْ تجري استشارته بشأن المشكلة الطبية من اجل تجنب الدم. وفي اكثر من مناسبة واحدة، خرج طبيب متشبِّث بموقفه بحسب الظاهر من غرفة العمليات وأعلن بافتخار انه لم يستعمل الدم. اذًا، حتى بعد ان يجري اصدار امر محكمة، لا تستسلموا ابدا، لامبالين! — انظروا عدد ١٥ حزيران ١٩٩١ من الكراس الخصوصي، «اسئلة من القراء.»
٢٧ تذكَّروا، قال يسوع: «ولكن احذروا من الناس. لأنهم سيسلمونكم الى مجالس . . . وتساقون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم وللامم.» ولتعزيتنا في ظروف كهذه، اضاف يسوع ان الروح القدس سيساعدنا على تذكُّر ما يكون قوله ملائما ونافعا في مناسبات كهذه. — متى ١٠:١٦-٢٠.
٢٨ «الفطِن من جهة امر يجد خيرا. ومَن يتكل على الرب فطوبى له.» (امثال ١٦:٢٠) فيا ايها الوالدون، قوموا بالاستعدادات الضرورية مسبقا لحماية ولدكم من نقل دم ملوِّث روحيا. (امثال ٢٢:٣) ويا ايها الاولاد، تجاوبوا مع تدريب والديكم في القيام بهذه الاستعدادات وضعوها على قلبكم. وكعائلة، ‹احترزوا ان لا تأكلوا الدم . . . لكي يكون لكم خير› بسبب نيل بركة يهوه وابتسامة رضاه. — تثنية ١٢:٢٣-٢٥.
[الحاشية]
a فقط عندما تكون هنالك حالة طارئة حالية متطوِّرة باستمرار تتطلب، في رأي الطبيب، انتباها فوريا يمكن تزويد المعالجات التي تُعتبر ضرورية لحياة الولد او صحته (بما في ذلك عمليات نقل الدم) قانونيا دون الموافقة الابوية او القضائية. طبعا، يجب ان يكون الطبيب عرضة للمحاسبة عندما يعتمد على نفوذ الحالات الطارئة هذا في القانون.