مقالة الدرس ٣٠
أَكْمِلِ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ
«لَا شَيْءَ يُفْرِحُنِي أَكْثَرَ مِنْ أَنْ أَسْمَعَ أَنَّ أَوْلَادِي مَا زَالُوا يَسِيرُونَ فِي ٱلْحَقِّ». — ٣ يو ٤.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٤ «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ»
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِa
١ حَسَبَ ٣ يُوحَنَّا ٣، ٤، مَاذَا يُفْرِحُنَا كَثِيرًا؟
هَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ فَرِحَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا حِينَ سَمِعَ أَنَّ ٱلَّذِينَ عَلَّمَهُمُ ٱلْحَقَّ لَا يَزَالُونَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ؟ فَهُمْ وَاجَهُوا مَشَاكِلَ كَثِيرَةً، وَيُوحَنَّا عَمِلَ كُلَّ جُهْدِهِ لِيُقَوِّيَ إِيمَانَ أَوْلَادِهِ ٱلرُّوحِيِّينَ هٰؤُلَاءِ. نَحْنُ أَيْضًا نَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نَرَى أَوْلَادَنَا، ٱلْحَرْفِيِّينَ وَٱلرُّوحِيِّينَ، يَنْذُرُونَ حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَهَ وَيَسْتَمِرُّونَ فِي خِدْمَتِهِ. — اقرأ ٣ يوحنا ٣، ٤.
٢ لِمَاذَا كَتَبَ يُوحَنَّا رَسَائِلَهُ؟
٢ سَنَةَ ٩٨ بم، كَانَ يُوحَنَّا يَعِيشُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ فِي أَفَسُسَ أَوْ قُرْبَهَا. وَرُبَّمَا ٱنْتَقَلَ إِلَى هُنَاكَ بَعْدَمَا أُطْلِقَ سَرَاحُهُ مِنْ جَزِيرَةِ بَطْمُسَ. وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ تَقْرِيبًا، أَوْحَى إِلَيْهِ يَهْوَهُ أَنْ يَكْتُبَ ثَلَاثَ رَسَائِلَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَكَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْهَا تَشْجِيعَهُمْ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي تَقْوِيَةِ إِيمَانِهِمْ بِيَسُوعَ وَٱلسَّيْرِ فِي ٱلْحَقِّ.
٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا؟
٣ كَانَ يُوحَنَّا آخِرَ رَسُولٍ حَيٍّ. وَكَانَ خَائِفًا عَلَى ٱلْجَمَاعَاتِ مِنْ تَأْثِيرِ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلْكَذَّابِينَ.b (١ يو ٢:١٨، ١٩، ٢٦) فَهٰؤُلَاءِ ٱلْمُرْتَدُّونَ ٱدَّعَوْا أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ ٱللّٰهَ، لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ لَمْ يُطِيعُوا وَصَايَاهُ. سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ كَلِمَاتِ يُوحَنَّا ٱلْمُوحَى بِهَا، وَنُجِيبُ عَنْ ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ: مَا مَعْنَى أَنْ نَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ؟ أَيَّةُ صُعُوبَاتٍ تُعَرْقِلُ طَرِيقَنَا؟ وَكَيْفَ نُسَاعِدُ إِخْوَتَنَا أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْحَقِّ؟
مَا مَعْنَى أَنْ نَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ؟
٤ حَسَبَ ١ يُوحَنَّا ٢:٣-٦ وَ ٢ يُوحَنَّا ٤، ٦، مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ؟
٤ كَيْ نَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ، عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ ٱلْحَقَّ ٱلْمَوْجُودَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَعَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ ‹نُطِيعَ› وَصَايَا يَهْوَهَ. (اقرأ ١ يوحنا ٢:٣-٦ و ٢ يوحنا ٤، ٦.) وَأَفْضَلُ مِثَالٍ فِي إِطَاعَةِ يَهْوَهَ هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. لِذَا إِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلْمُهِمَّةِ لِنُطِيعَ يَهْوَهَ هِيَ أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِ يَسُوعَ بِدِقَّةٍ. — يو ٨:٢٩؛ ١ بط ٢:٢١.
٥ بِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَقْتَنِعَ؟
٥ وَكَيْ نُكْمِلَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ، يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُقْتَنِعِينَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ إِلٰهُ ٱلْحَقِّ، وَأَنَّ كُلَّ مَا يَقُولُهُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ حَقٌّ. وَيَلْزَمُ أَيْضًا أَنْ نَقْتَنِعَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودُ بِهِ. فَكَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ يَشُكُّونَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَلِكُ فِي مَمْلَكَةِ ٱللّٰهِ. وَيُوحَنَّا حَذَّرَ مِنْ ‹مُخَادِعِينَ كَثِيرِينَ› سَيُحَاوِلُونَ أَنْ يُضْعِفُوا إِيمَانَ ٱلَّذِينَ لَيْسُوا مُقْتَنِعِينَ بِٱلْحَقِّ عَنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ. (٢ يو ٧-١١) وَكَتَبَ أَيْضًا: «مَنْ هُوَ ٱلْكَذَّابُ؟ أَلَيْسَ ٱلَّذِي يَرْفُضُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟». (١ يو ٢:٢٢) وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْوَحِيدَةُ كَيْ لَا نَتَأَثَّرَ بِكَلَامِ ٱلْمُخَادِعِينَ هِيَ أَنْ نَدْرُسَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ. فَوَحْدَهُ ٱلدَّرْسُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْرِفَ جَيِّدًا يَهْوَهَ وَيَسُوعَ. (يو ١٧:٣) وَوَحْدَهُ يُقْنِعُنَا أَنَّ مَا نَتَعَلَّمُهُ هُوَ ٱلْحَقُّ.
صُعُوبَاتٌ تُعَرْقِلُ طَرِيقَنَا
٦ مَا إِحْدَى ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلَّتِي يُوَاجِهُهَا ٱلشَّبَابُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟
٦ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَخَاصَّةً ٱلشَّبَابَ، يَجِبُ أَنْ يَنْتَبِهُوا مِنْ فَلْسَفَاتِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. (١ يو ٢:٢٦) تَقُولُ أَلِكْسِيَا،c أُخْتٌ مِنْ فَرَنْسَا عُمْرُهَا ٢٥ سَنَةً: «حِينَ كُنْتُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، دَرَسْتُ عَنِ ٱلتَّطَوُّرِ وَٱلْفَلْسَفَةِ. فَبَدَأْتُ أُعْجَبُ بِهِمَا وَأَشُكُّ فِي ٱلْحَقِّ. لٰكِنِّي شَعَرْتُ أَنَّهُ لَيْسَ عَدْلًا أَنْ أَسْتَمِعَ إِلَى أَسَاتِذَتِي وَلَا أَسْتَمِعَ إِلَى يَهْوَهَ». فَدَرَسَتْ أَلِكْسِيَا كِتَابَ اَلْحَيَاةُ — كَيْفَ وَصَلَتْ إِلَى هُنَا؟ بِٱلتَّطَوُّرِ أَمْ بِٱلْخَلْقِ؟. وَبَعْدَ أَسَابِيعَ قَلِيلَةٍ، زَالَتْ شُكُوكُهَا. تُخْبِرُ: «تَأَكَّدْتُ أَنَا بِنَفْسِي أَنَّ مَا يُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هُوَ ٱلْحَقُّ. وَٱقْتَنَعْتُ أَنَّ تَطْبِيقَ مَبَادِئِهِ سَيُرِيحُنِي وَيُفْرِحُنِي».
٧ مِمَّ يَجِبُ أَنْ نَنْتَبِهَ، وَلِمَاذَا؟
٧ مَهْمَا كَانَ عُمْرُنَا، يَجِبُ أَنْ نَنْتَبِهَ لِئَلَّا نَعِيشَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً. فَقَدْ أَوْضَحَ يُوحَنَّا أَنَّهُ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ وَنَعِيشَ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ حَيَاةً فَاسِدَةً. (١ يو ١:٦) فَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُرْضِيَ يَهْوَهَ ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، يَلْزَمُ أَنْ نَتَذَكَّرَ دَائِمًا أَنَّهُ يَرَى كُلَّ مَا نَفْعَلُهُ. فَلَا شَيْءَ يَخْفَى عَنْ عَيْنَيْهِ. — عب ٤:١٣.
٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَرْفُضَ؟
٨ أَيْضًا، يَجِبُ أَنْ نَرْفُضَ نَظْرَةَ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْخَطِيَّةِ. كَتَبَ يُوحَنَّا: «إِنْ قُلْنَا: ‹لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ›، فَإِنَّنَا نُضِلُّ أَنْفُسَنَا». (١ يو ١:٨) فَفِي أَيَّامِهِ، ٱدَّعَى ٱلْمُرْتَدُّونَ أَنَّ ٱلشَّخْصَ وَلَوْ أَخْطَأَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ عَنْ قَصْدٍ، تَبْقَى عَلَاقَتُهُ بِٱللّٰهِ جَيِّدَةً. وَفِي أَيَّامِنَا، يُفَكِّرُ ٱلنَّاسُ بِنَفْسِ ٱلطَّرِيقَةِ. فَكَثِيرُونَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ بِٱللّٰهِ، لٰكِنَّهُمْ لَا يَتَقَبَّلُونَ مَبَادِئَهُ وَخَاصَّةً ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِٱلْجِنْسِ. فَمَا يَعْتَبِرُهُ يَهْوَهُ خَطِيَّةً يَعْتَبِرُونَهُ هُمْ حُرِّيَّةً شَخْصِيَّةً. فَبِرَأْيِهِمْ، يَحِقُّ لِكُلِّ شَخْصٍ أَنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُ.
٩ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلشَّبَابُ حِينَ يُطَبِّقُونَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٩ وَٱلشَّبَابُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يَتَعَرَّضُونَ لِلضَّغْطِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ كَيْ يَتَبَنَّوْا نَظْرَةَ رِفَاقِهِمْ إِلَى ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ. وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعْ أَلِكْسَنْدَر. يُخْبِرُ: «ضَغَطَتْ عَلَيَّ بَنَاتٌ فِي مَدْرَسَتِي كَيْ أَنَامَ مَعَهُنَّ. وَلَمَّا رَفَضْتُ، قُلْنَ إِنِّي مِثْلِيٌّ». هَلْ تَتَعَرَّضُ لِضَغْطٍ كَهٰذَا؟ تَذَكَّرْ أَنَّكَ حِينَ تُطَبِّقُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، تَحْمِي صِحَّتَكَ، تُحَافِظُ عَلَى ٱحْتِرَامِكَ لِنَفْسِكَ، تَتَجَنَّبُ وَجَعَ ٱلْقَلْبِ، وَتَبْقَى صَدِيقًا لِيَهْوَهَ. وَكُلَّ مَرَّةٍ تُقَاوِمُ ٱلْإِغْرَاءَ، يَسْهُلُ عَلَيْكَ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلتَّالِيَةِ أَنْ تَفْعَلَ مَا هُوَ صَحِيحٌ. وَتَذَكَّرْ أَيْضًا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ وَرَاءَ نَظْرَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمُشَوَّهَةِ إِلَى ٱلْجِنْسِ. لِذَا عِنْدَمَا تَرْفُضُ أَنْ تُسَايِرَ، ‹تَغْلِبُ ٱلشِّرِّيرَ›. — ١ يو ٢:١٤.
١٠ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ١ يُوحَنَّا ١:٩ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِضَمِيرٍ مُرْتَاحٍ؟
١٠ نَحْنُ نَعْرِفُ جَيِّدًا أَنَّ يَهْوَهَ لَهُ ٱلْحَقُّ أَنْ يُحَدِّدَ مَا ٱلصَّحُّ وَمَا ٱلْخَطَأُ. وَنَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا كَيْ لَا نُخْطِئَ. وَلٰكِنْ إِذَا ٱرْتَكَبْنَا خَطِيَّةً، نُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ وَنَعْتَرِفُ بِمَا فَعَلْنَاهُ. (اقرأ ١ يوحنا ١:٩.) وَفِي حَالِ كَانَتِ ٱلْخَطِيَّةُ خَطِيرَةً، نَطْلُبُ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ يَهْوَهُ لِيَهْتَمُّوا بِنَا. (يع ٥:١٤-١٦) لٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَسْمَحَ لِلشُّعُورِ بِٱلذَّنْبِ بِأَنْ يُدَمِّرَنَا. فَأَبُونَا ٱلْمُحِبُّ يَهْوَهُ هَيَّأَ ٱلْفِدْيَةَ كَيْ يُسَامِحَنَا عَلَى خَطَايَانَا. وَحِينَ يَقُولُ يَهْوَهُ إِنَّهُ يُسَامِحُ مَنْ يَتُوبُ، فَهُوَ يَعْنِي مَا يَقُولُهُ. لِذَا لَا شَيْءَ يَقْدِرُ أَنْ يَمْنَعَنَا عَنْ خِدْمَتِهِ بِضَمِيرٍ مُرْتَاحٍ. — ١ يو ٢:١، ٢، ١٢؛ ٣:١٩، ٢٠.
١١ كَيْفَ نَحْمِي عُقُولَنَا مِنْ تَعَالِيمِ ٱلْمُرْتَدِّينَ؟
١١ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يَجِبُ أَنْ نَرْفُضَ تَعَالِيمَ ٱلْمُرْتَدِّينَ. فَمِنْ بِدَايَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلشَّيْطَانُ يَسْتَخْدِمُ مُخَادِعِينَ كَثِيرِينَ كَيْ يَزْرَعَ ٱلشَّكَّ فِي عُقُولِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نُمَيِّزُ بَيْنَ ٱلْحَقِّ وَٱلْكَذِبِ.d فَقَدْ يَسْتَعْمِلُ أَعْدَاؤُنَا ٱلْإِنْتِرْنِت وَمَوَاقِعَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ كَيْ يُضْعِفُوا ثِقَتَنَا بِيَهْوَهَ وَمَحَبَّتَنَا لِإِخْوَتِنَا. فَلَا نَنْسَ أَبَدًا مَنْ وَرَاءَ هٰذِهِ ٱلْأَكَاذِيبِ وَلْنَرْفُضْهَا كُلِّيًّا. — ١ يو ٤:١، ٦؛ رؤ ١٢:٩.
١٢ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نُقَوِّيَ ثِقَتَنَا بِٱلْحَقِّ؟
١٢ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَيْضًا أَنْ نُقَاوِمَ ٱلشَّيْطَانَ؟ يَلْزَمُ أَنْ نُقَوِّيَ ثِقَتَنَا بِيَسُوعَ وَبِدَوْرِهِ فِي قَصْدِ ٱللّٰهِ. وَيَلْزَمُ أَنْ نَثِقَ ‹بِٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ› ٱلَّذِي عَيَّنَهُ يَهْوَهُ كَيْ يُوَجِّهَ عَمَلَهُ. (مت ٢٤:٤٥-٤٧) وَدَرْسُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ يُقَوِّي ثِقَتَنَا هٰذِهِ. فَيَصِيرُ إِيمَانُنَا مِثْلَ شَجَرَةٍ جُذُورُهَا عَمِيقَةٌ. وَهٰذَا ٱلتَّشْبِيهُ لَمَّحَ إِلَيْهِ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِي. قَالَ: «كَمَا قَبِلْتُمُ ٱلْمَسِيحَ يَسُوعَ ٱلرَّبَّ، وَاصِلُوا ٱلسَّيْرَ فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ، مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِيهِ وَمُوَطَّدِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ». (كو ٢:٦، ٧) فَإِذَا بَذَلْنَا جُهْدَنَا كَيْ نُقَوِّيَ إِيمَانَنَا، لَا يَقْدِرُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَتْبَاعُهُ مَهْمَا فَعَلُوا أَنْ يُبْعِدُونَا عَنْ يَهْوَهَ. — ٢ يو ٨، ٩.
١٣ مَاذَا نَتَوَقَّعُ، وَلِمَاذَا؟
١٣ نَحْنُ نَتَوَقَّعُ أَنْ يَكْرَهَنَا ٱلْعَالَمُ. (١ يو ٣:١٣) فَيُوحَنَّا ذَكَّرَنَا أَنَّ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ هُوَ «تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشِّرِّيرِ». (١ يو ٥:١٩) وَمَعَ ٱقْتِرَابِ ٱلنِّهَايَةِ، يَزْدَادُ غَضَبُ ٱلشَّيْطَانِ. (رؤ ١٢:١٢) وَهُوَ لَا يَكْتَفِي بِٱلْهَجَمَاتِ غَيْرِ ٱلْمُبَاشِرَةِ، كَٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ وَأَكَاذِيبِ ٱلْمُرْتَدِّينَ، بَلْ يُهَاجِمُنَا مُبَاشَرَةً أَيْضًا بِٱلِٱضْطِهَادِ ٱلْعَنِيفِ. فَٱلشَّيْطَانُ يَعْرِفُ أَنَّ وَقْتَهُ ٱلْبَاقِيَ قَصِيرٌ. وَهُوَ يَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِهِ كَيْ يُوقِفَ عَمَلَنَا وَيَكْسِرَ إِيمَانَنَا. لِذَا لَا نَسْتَغْرِبُ أَنَّ عَدَدًا مِنَ ٱلدُّوَلِ يَفْرِضُ قُيُودًا أَوْ حَظْرًا عَلَى عَمَلِنَا. لٰكِنَّ إِخْوَتَنَا فِي هٰذِهِ ٱلدُّوَلِ يَتَحَمَّلُونَ بِصَبْرٍ. وَيُبَرْهِنُونَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْنَا مَهْمَا فَعَلَ.
سَاعِدْ إِخْوَتَكَ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْحَقِّ
١٤ كَيْفَ نُسَاعِدُ إِخْوَتَنَا أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْحَقِّ؟
١٤ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ كَيْ نُسَاعِدَ إِخْوَتَنَا أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْحَقِّ هِيَ أَنْ نَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ. (١ يو ٣:١٠، ١١، ١٦-١٨) فَيَلْزَمُ أَنْ نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا لَيْسَ فَقَطْ فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلْحُلْوَةِ، بَلْ أَيْضًا فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ. مَثَلًا، هَلْ تَعْرِفُ أَخًا أَوْ أُخْتًا خَسِرَ شَخْصًا يُحِبُّهُ فِي ٱلْمَوْتِ وَيَحْتَاجُ ٱلْآنَ إِلَى تَعْزِيَةٍ أَوْ مُسَاعَدَةٍ عَمَلِيَّةٍ؟ هَلْ سَمِعْتَ عَنْ إِخْوَةٍ وَاجَهُوا كَارِثَةً طَبِيعِيَّةً وَيَلْزَمُ أَنْ تُبْنَى بُيُوتُهُمْ أَوْ قَاعَاتُهُمْ مِنْ جَدِيدٍ؟ أَظْهِرْ لِإِخْوَتِكَ كَمْ تُحِبُّهُمْ وَتَتَعَاطَفُ مَعَهُمْ لَا بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ بَلْ بِٱلْعَمَلِ أَيْضًا.
١٥ حَسَبَ ١ يُوحَنَّا ٤:٧، ٨، مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ؟
١٥ نَحْنُ نَتَمَثَّلُ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُحِبِّ عِنْدَمَا نُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضًا. (اقرأ ١ يوحنا ٤:٧، ٨.) وَطَرِيقَةٌ مُهِمَّةٌ كَيْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ ٱلْمُسَامَحَةُ. مَثَلًا، إِذَا قَالَ أَحَدٌ كَلَامًا جَرَحَنَا، تَدْفَعُنَا ٱلْمَحَبَّةُ أَنْ نُسَامِحَهُ وَنَرْمِيَ غَلْطَتَهُ وَرَاءَ ظَهْرِنَا. (كو ٣:١٣) إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعْ أَخٍ ٱسْمُهُ أَلْدُو. فَهُوَ سَمِعَ مَرَّةً تَعْلِيقًا قَاسِيًا عَنْ حَضَارَتِهِ مِنْ أَخٍ يَحْتَرِمُهُ. يَقُولُ أَلْدُو: «صَلَّيْتُ كَثِيرًا إِلَى يَهْوَهَ كَيْ لَا آخُذَ مَوْقِفًا سَلْبِيًّا مِنْ هٰذَا ٱلْأَخِ». أَيْضًا، طَلَبَ أَلْدُو مِنَ ٱلْأَخِ أَنْ يَذْهَبَا مَعًا فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَفِي ٱلطَّرِيقِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَضَايَقَ كَثِيرًا مِنْ تَعْلِيقِهِ. يَذْكُرُ أَلْدُو: «حِينَ عَرَفَ ٱلْأَخُ أَنِّي تَضَايَقْتُ، ٱعْتَذَرَ مِنِّي. وَأَحْسَسْتُ مِنْ نَبْرَةِ صَوْتِهِ كَمْ هُوَ نَدْمَانٌ عَلَى مَا قَالَهُ. فَعُدْنَا أَصْدِقَاءَ مِنْ جَدِيدٍ».
١٦-١٧ مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟
١٦ أَحَبَّ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا إِخْوَتَهُ كَثِيرًا وَخَافَ عَلَى رُوحِيَّاتِهِمْ. وَهٰذَا وَاضِحٌ مِنْ نَصَائِحِهِ لَهُمْ فِي رَسَائِلِهِ ٱلثَّلَاثِ. وَنَحْنُ نَفْرَحُ كَثِيرًا لِأَنَّ ٱللّٰهَ ٱخْتَارَ رِجَالًا وَنِسَاءً مُحِبِّينَ مِثْلَ يُوحَنَّا لِيَحْكُمُوا مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. — ١ يو ٢:٢٧.
١٧ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، ٱبْذُلْ جُهْدَكَ كَيْ تُطَبِّقَ نَصَائِحَ يُوحَنَّا. فَصَمِّمْ أَنْ تَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ وَتُطِيعَ يَهْوَهَ فِي كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِكَ. اُدْرُسْ كَلِمَتَهُ وَثِقْ بِهَا. قَوِّ إِيمَانَكَ بِيَسُوعَ. اُرْفُضْ فَلْسَفَاتِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَتَعَالِيمَ ٱلْمُرْتَدِّينَ. قَاوِمِ ٱلضَّغْطَ أَنْ تَعِيشَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً وَتَسْتَسْلِمَ لِلْخَطِيَّةِ. طَبِّقْ مَبَادِئَ يَهْوَهَ ٱلْأَخْلَاقِيَّةَ فِي حَيَاتِكَ. وَكَيْ تُسَاعِدَ إِخْوَتَكَ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْحَقِّ، سَامِحْهُمْ إِذَا جَرَحُوكَ وَسَاعِدِ ٱلْمُتَضَايِقِينَ بَيْنَهُمْ. وَهٰكَذَا مَهْمَا كَثُرَتِ ٱلصُّعُوبَاتُ، تُكْمِلُ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٤٩ تَفْرِيحُ قَلْبِ يَهْوَهَ
a نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي عَالَمٍ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ أَبُو ٱلْكَذِبِ، ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ. وَهٰذَا يُصَعِّبُ عَلَيْنَا أَنْ نَسِيرَ فِي ٱلْحَقِّ. فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، وَاجَهَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلتَّحَدِّيَ نَفْسَهُ. لِذَا أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ يُوحَنَّا أَنْ يَكْتُبَ ثَلَاثَ رَسَائِلَ تُفِيدُهُمْ وَتُفِيدُنَا أَيْضًا. فَهِيَ تُخْبِرُنَا أَيَّةُ صُعُوبَاتٍ تَقِفُ فِي طَرِيقِنَا وَكَيْفَ نَتَخَطَّاهَا.
b اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ: «ظُرُوفٌ دَفَعَتْ يُوحَنَّا أَنْ يَكْتُبَ رَسَائِلَهُ».
c بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ مُسْتَعَارَةٌ.
d اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «هَلْ تَعْرِفُ كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ؟» فِي عَدَدِ آبَ (أُغُسْطُس) ٢٠١٨ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
f وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أُخْتٌ شَابَّةٌ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ تَرَى كُلَّ شَيْءٍ حَوْلَهَا يُشَجِّعُ عَلَى تَقَبُّلِ ٱلْمِثْلِيَّةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ. (فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ، تُشِيرُ أَلْوَانُ قُوْسِ قُزَحٍ إِلَى ٱلْمِثْلِيَّةِ.) لَاحِقًا، تَقُومُ بِبَحْثٍ لِتَقْتَنِعَ أَكْثَرَ بِمُعْتَقَدَاتِهَا. وَهٰذَا يُسَاعِدُهَا أَنْ تُوَاجِهَ مَوْقِفًا صَعْبًا.