مقالة الدرس ١٢
التَّرنيمَة ١١٩ لِيَكُنْ لنا إِيمانٌ قَوِيّ
إستَمِرَّ في السَّيرِ بِالإيمان
«إنَّنا سائِرونَ بِالإيمانِ لا بِالعِيان». — ٢ كو ٥:٧.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
كَيفَ نَستَمِرُّ في السَّيرِ بِالإيمانِ عِندَما نُواجِهُ قَراراتٍ مُهِمَّة؟
١ لِماذا شَعَرَ الرَّسولُ بُولُس بِالرِّضى وهو يُفَكِّرُ في حَياتِه؟
في وَقتٍ مِنَ الأوْقات، عَرَفَ الرَّسولُ بُولُس أنَّهُ سيُقتَلُ قَريبًا. ولكنْ كانَ لَدَيهِ أسبابٌ قَوِيَّة لِيَشعُرَ بِالرِّضى وهو يُفَكِّرُ في سِجِلِّ حَياتِه. لِذلِك قالَ وهو يَستَرجِعُ الماضي: «أنهَيْتُ الشَّوط، حَفِظتُ الإيمان». (٢ تي ٤:٦-٨) فبُولُس كانَ قد أخَذَ القَرارَ الحَكيمَ أن يُكَرِّسَ حَياتَهُ لِخِدمَةِ يَهْوَه، والآنَ هو مُتَأكِّدٌ أنَّ يَهْوَه راضٍ عنه. نَحنُ أيضًا نُريدُ أن نَأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة ونَنالَ رِضى اللّٰه. ولكنْ كَيفَ نَفعَلُ ذلِك؟
٢ ماذا يَعْني أن يَسيرَ الشَّخصُ بِالإيمان؟
٢ قالَ بُولُس عن نَفْسِهِ وعن غَيرِهِ مِنَ المَسِيحِيِّينَ الأُمَناء: «إنَّنا سائِرونَ بِالإيمانِ لا بِالعِيان». (٢ كو ٥:٧) فماذا عَنى؟ في الكِتابِ المُقَدَّس، يُشيرُ السَّيرُ أحيانًا إلى الطَّريقَةِ الَّتي يَعيشُ بها الشَّخصُ حَياتَه. فحينَ يَسيرُ بِالعِيانِ فَقَط، يَأخُذُ قَراراتٍ مُؤَسَّسَة فَقَط على ما يَراه، يَسمَعُه، ويَشعُرُ بهِ بِحَواسِّه. مِن جِهَةٍ أُخْرى، حينَ يَسيرُ بِالإيمان، يَأخُذُ قَراراتٍ مُؤَسَّسَة على ثِقَتِهِ بِيَهْوَه اللّٰه. وتَصَرُّفاتُهُ تُظهِرُ أنَّهُ مُقتَنِعٌ بِأنَّ اللّٰهَ سيُكافِئُه، وبِأنَّهُ سيَستَفيدُ إذا اتَّبَعَ نَصائِحَ يَهْوَه المَوْجودَة في كَلِمَتِه. — مز ١١٩:٦٦؛ عب ١١:٦.
٣ ما هي فَوائِدُ السَّيرِ بِالإيمان؟ (٢ كورنثوس ٤:١٨)
٣ طَبعًا، كُلُّنا نَأخُذُ بَعضَ القَراراتِ بِناءً على ما نُدرِكُهُ بِحَواسِّنا. لكنَّنا سنُواجِهُ مَشاكِلَ على الأرجَحِ إذا اعتَمَدنا فَقَط على ما نَراهُ أو نَسمَعُهُ كَي نَأخُذَ قَراراتٍ في مَسائِلَ مُهِمَّة. لِماذا؟ لِأنَّ حَواسَّنا قد تَخدَعُنا أحيانًا. وحتَّى لَو لم تَكُن حَواسُّنا تَخدَعُنا، إذا سِرنا بِالعِيانِ فَقَط، فقد نَتَجاهَلُ في النِّهايَةِ مَشيئَةَ اللّٰهِ أو نَصائِحَه. (جا ١١:٩؛ مت ٢٤:٣٧-٣٩) ولكنْ عِندَما نَسيرُ بِالإيمان، سنَأخُذُ على الأرجَحِ قَراراتٍ ‹مَقبولَةً عِندَ الرَّبّ›. (أف ٥:١٠) واتِّباعُ نَصائِحِ اللّٰهِ سيُحَسِّسُنا بِالسَّلامِ مِنَ الدَّاخِلِ ويَمنَحُنا السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة. (مز ١٦:٨، ٩؛ إش ٤٨:١٧، ١٨) وإذا بَقينا نَسيرُ بِالإيمان، فسَيَكونُ مُستَقبَلُنا مُشرِقًا، سنَعيشُ إلى الأبَد. — إقرأ ٢ كورنثوس ٤:١٨.
٤ كَيفَ يُحَدِّدُ الشَّخصُ إنْ كانَ يَسيرُ بِالإيمانِ أم بِالعِيان؟
٤ ولكنْ كَيفَ نَعرِفُ هل نَسيرُ بِالإيمانِ أم بِالعِيان؟ بِبَساطَة، يَقدِرُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أن يَسألَ نَفْسَه: أيُّ عَوامِلَ تُوَجِّهُ قَراراتي؟ هل يُوَجِّهُني ما أراهُ فَقَط، أم ثِقَتي بِيَهْوَه ونَصائِحِه؟ لِنُناقِشْ كَيفَ نَستَمِرُّ في السَّيرِ بِالإيمانِ في ثَلاثَةِ مَجالاتٍ مُهِمَّة: حينَ نَختارُ عَمَلًا، حينَ نَختارُ رَفيقَ زَواج، وحينَ نَنالُ إرشادًا ثِيوقراطِيًّا. وفي كُلِّ واحِدٍ مِن هذِهِ المَجالات، سنَرى عَوامِلَ يَلزَمُ أن نُفَكِّرَ فيها لِنَأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة.
حينَ نَختارُ عَمَلًا
٥ في ماذا يَلزَمُ أن نُفَكِّرَ حينَ نَختارُ عَمَلًا؟
٥ كُلُّنا نُريدُ أن نُؤَمِّنَ حاجاتِنا وحاجاتِ عائِلَتِنا. (جا ٧:١٢؛ ١ تي ٥:٨) بَعضُ الوَظائِفِ تُقَدِّمُ مَعاشًا جَيِّدًا يَسمَحُ لِلمُوَظَّفِ أن يَهتَمَّ بِمَصاريفِهِ اليَومِيَّة ويَضَعَ شَيئًا جانِبًا. أمَّا في وَظائِفَ أُخْرى، فالمَعاشُ مَحدودٌ ولا يَسمَحُ لِلعامِلِ أن يُؤَمِّنَ لِعائِلَتِهِ إلَّا الأساسِيَّات. بِالتَّأكيد، قَبلَ أن نُقَرِّرَ هل نَقبَلُ عَمَلًا ما أو لا، طَبيعِيٌّ أن نُفَكِّرَ كم سيَكونُ مَعاشُنا. ولكنْ إذا كانَ هذا هوَ العامِلَ الوَحيدَ الَّذي يُفَكِّرُ فيهِ الشَّخص، فقد يَكونُ بِشَكلٍ رَئيسِيٍّ يَسيرُ بِالعِيان.
٦ كَيفَ نَسيرُ بِالإيمانِ حينَ نَختارُ عَمَلًا؟ (عبرانيين ١٣:٥)
٦ إذا كُنَّا نَسيرُ بِالإيمان، فسَنُفَكِّرُ أيضًا كَيفَ يُمكِنُ أن تُؤَثِّرَ هذِهِ الوَظيفَةُ على صَداقَتِنا مع يَهْوَه. علَينا مَثَلًا أن نَسألَ أنفُسَنا: ‹هل تَتَطَلَّبُ هذِهِ الوَظيفَةُ أن أفعَلَ أشياءَ يَكرَهُها يَهْوَه؟›. (أم ٦:١٦-١٩) ‹هل ستَتَعارَضُ مع عِبادَتي ورُبَّما تُبعِدُني عن عائِلَتي فَتَراتٍ طَويلَة؟›. (في ١:١٠) إذا كانَ الجَوابُ نَعَم عن أسئِلَةٍ كهذَيْن، فمِنَ الحِكمَةِ أن لا نَقبَلَ الوَظيفَة، حتَّى لَو كانَت فُرَصُ العَمَلِ قَليلَة. فلِأنَّنا نَسيرُ بِالإيمان، نَأخُذُ قَراراتٍ تُظهِرُ أنَّنا مُقتَنِعونَ أنَّ يَهْوَه سيَهتَمُّ بِحاجاتِنا بِطَريقَةٍ أو بِأُخْرى. — مت ٦:٣٣؛ إقرإ العبرانيين ١٣:٥.
٧-٨ كَيفَ سارَ بِالإيمانِ أخٌ في أمِيرْكَا الجَنوبِيَّة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٧ لاحِظِ اختِبارَ أخٍ في أمِيرْكَا الجَنوبِيَّة اسْمُهُ هَافْيِير.a فهو رَأى الحاجَةَ أن يَسيرَ بِالإيمان، وأرادَ مِن كُلِّ قَلبِهِ أن يَصيرَ فاتِحًا. لكنَّهُ كانَ قد قَدَّمَ طَلَبًا لِوَظيفَةٍ مُحتَرَمَة. يُخبِر: «كانَت هذِهِ الوَظيفَةُ ستُضاعِفُ مَعاشي وتُحَسِّسُني بِالإنجاز. وقد أوْصى بي أحَدٌ لِأُجْرِيَ مُقابَلَةً مع مُديرِ الشَّرِكَةِ على صَعيدِ البَلَد. قَبلَ المُقابَلَة، صَلَّيتُ إلى يَهْوَه لِيُساعِدَني. وكُنتُ مُقتَنِعًا أنَّهُ يَعرِفُ ما الأفضَلُ لي. صَحيحٌ أنِّي أرَدتُ أن أتَقَدَّمَ مِهَنِيًّا، لكنِّي لم أُرِدْ هذِهِ الوَظيفَةَ إذا كانَت ستُعيقُني عن أهدافي الرُّوحِيَّة».
٨ يُكمِلُ هَافْيِير: «خِلالَ المُقابَلَة، قالَ لي المُديرُ إنِّي سأُضطَرُّ مَرَّاتٍ كَثيرَة أن أعمَلَ بَعدَ الدَّوام. فأوْضَحتُ لهُ بِلُطفٍ أنِّي لا أستَطيعُ أن أفعَلَ ذلِك بِسَبَبِ خِدمَتي». نَعَم، رَفَضَ هَافْيِير العَرض. وبَعدَ أُسبوعَيْن، بَدَأ خِدمَةَ الفَتح. وفي وَقتٍ لاحِقٍ مِن تِلكَ السَّنَة، وَجَدَ عَمَلًا بِدَوامٍ جُزْئِيّ. يَقول: «يَهْوَه استَجابَ صَلَواتي وأمَّنَ لي وَظيفَةً تُناسِبُ بَرنامَجَ خِدمَتي كفاتِح. أنا سَعيدٌ جِدًّا لِأنِّي وَجَدتُ عَمَلًا يَسمَحُ لي أن أُخَصِّصَ وَقتًا أطوَلَ لِأخدُمَ يَهْوَه وإخوَتي».
٩ ماذا تَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ تْرِيزُور؟
٩ وماذا نَفعَلُ إذا شَعَرنا أنَّ العَمَلَ الَّذي نَقومُ بهِ الآنَ لا يَسمَحُ لنا أن نَسيرَ بِالإيمان؟ إلَيكَ اختِبارَ أخٍ مِنَ الكُونْغُو اسْمُهُ تْرِيزُور. يَقول: «وَظيفَتي الجَديدَة كانَت وَظيفَةَ الأحلام. فمَعاشي كانَ ثَلاثَةَ أضعافِ مَعاشي السَّابِق، وكانَ الكُلُّ يَحتَرِمُني كَثيرًا». لكنَّ تْرِيزُور كانَ يَتَقَطَّعُ بِاستِمرارٍ عنِ الاجتِماعاتِ لِأنَّهُ يَعمَلُ بَعدَ الدَّوام. كما أنَّ زُمَلاءَهُ كانوا يَضغَطونَ علَيهِ كَي يَتَسَتَّرَ على أعمالٍ غَيرِ نَزيهَة. أرادَ تْرِيزُور أن يَستَقيل، لكنَّهُ خافَ أن لا يَجِدَ بَديلًا. فما الَّذي ساعَدَه؟ يَذكُر: «الآياتُ في حَبَقُوق ٣:١٧-١٩ ساعَدَتني لِأفهَمَ أنِّي حتَّى لَو خَسِرتُ وَظيفَتي، فيَهْوَه سيَهتَمُّ بي بِطَريقَةٍ ما. فقَدَّمتُ استِقالَتي». ويُخبِرُ في آخِرِ كَلامِه: «كَثيرونَ مِن أربابِ العَمَلِ يَظُنُّونَ أنَّ الشَّخصَ يُضَحِّي بِكُلِّ شَيء، حتَّى بِحَياتِهِ العائِلِيَّة ونَشاطاتِهِ الرُّوحِيَّة، مُقابِلَ وَظيفَةٍ مُربِحَة. لكنِّي تَمَسَّكتُ بِعَلاقَتي بِيَهْوَه وبِعائِلَتي، وأنا سَعيدٌ لِأنِّي فَعَلتُ ذلِك. وبَعدَ سَنَة، ساعَدَني يَهْوَه أن أجِدَ وَظيفَةً ثابِتَة تَسمَحُ لي أن أعيشَ بِكَرامَةٍ وأُخَصِّصَ وَقتًا أطوَلَ لِلنَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة. فحينَ نَضَعُ يَهْوَه أوَّلًا، قد نُواجِهُ لِبَعضِ الوَقتِ صُعوباتٍ مادِّيَّة، لكنَّ يَهْوَه سيَهتَمُّ بنا». نَعَم، إذا وَثِقنا بِنَصائِحِ يَهْوَه ووُعودِه، فسَنَستَمِرُّ في السَّيرِ بِالإيمانِ ونَنالُ بَرَكَتَه.
حينَ نَختارُ رَفيقَ زَواج
١٠ ماذا قد يَجعَلُنا نَسيرُ بِالعِيانِ حينَ نَختارُ رَفيقَ زَواج؟
١٠ الزَّواجُ هَدِيَّةٌ مِن يَهْوَه، ومِنَ الطَّبيعِيِّ أن نُحِبَّ أن نَتَزَوَّج. وحينَ تُفَكِّرُ أُختٌ في أخٍ كرَفيقِ زَواجٍ مُحتَمَل، قد تَأخُذُ بِعَيْنِ الاعتِبارِ شَخصِيَّتَه، شَكلَه، صيتَه، وَضعَهُ المادِّيّ، مَسؤولِيَّاتِهِ العائِلِيَّة، وكَذلِك مَشاعِرَها تِجاهَه.b طَبعًا، هذِهِ العَوامِلُ مُهِمَّة. ولكنْ إذا فَكَّرَت فَقَط في هذِهِ الأشياء، فقد تَكونُ تَسيرُ بِالعِيان.
١١ كَيفَ نَسيرُ بِالإيمانِ عِندَ اختِيارِ رَفيقِ زَواج؟ (١ كورنثوس ٧:٣٩)
١١ دونَ شَكّ، يَهْوَه فَخورٌ جِدًّا بِأخَواتِنا وإخوَتِنا الَّذينَ يَتبَعونَ نَصيحَتَهُ عِندَما يَختارونَ رَفيقَ زَواج! فهُم مَثَلًا يُطَبِّقونَ النَّصيحَةَ أن يَنتَظِروا إلى أن تَمُرَّ فَترَةُ «رَيْعانِ الشَّبابِ» قَبلَ أن يَبدَأوا بِالتَّعَرُّفِ على أحَدٍ بِهَدَفِ الزَّواج. (١ كو ٧:٣٦) وكَي يُكَوِّنوا رَأْيًا في رَفيقِ زَواجٍ مُحتَمَل، يَعتَمِدونَ بِشَكلٍ رَئيسِيٍّ على الصِّفاتِ الَّتي يَقولُ يَهْوَه إنَّها تَجعَلُ الشَّخصَ زَوجًا جَيِّدًا أو زَوجَةً جَيِّدَة. (أم ٣١:١٠-١٣، ٢٦-٢٨؛ أف ٥:٣٣؛ ١ تي ٥:٨) وإذا أظهَرَ أحَدٌ مِن غَيرِ الشُّهودِ اهتِمامًا رومَنطيقِيًّا بهِم، يَثِقونَ بِالنَّصيحَةِ أن يَتَزَوَّجوا «في الرَّبِّ فَقَط»، حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ٧:٣٩. (إقرأها.) فهُم يَستَمِرُّونَ في السَّيرِ بِالإيمانِ وكُلُّهُم ثِقَةٌ أنَّ يَهْوَه سيَهتَمُّ بِحاجاتِهِمِ العاطِفِيَّة أكثَرَ مِن أيِّ شَخصٍ آخَر. — مز ٥٥:٢٢.
١٢ ماذا تَتَعَلَّمُ مِن مِثالِ رُوزَا؟
١٢ لاحِظْ ما حَصَلَ مع فاتِحَةٍ في كُولُومْبِيَا اسْمُها رُوزَا. فبِحُكمِ عَمَلِها، كانَت تَتَواصَلُ بِاستِمرارٍ مع رَجُلٍ لَيسَ مِنَ الشُّهود. ثُمَّ بَدَأ هذا الرَّجُلُ يُظهِرُ إعجابَهُ بها، وانجَذَبَت هي إلَيه. تَقول: «بَدا لي رَجُلًا رائِعًا. فقد كانَ يَتَطَوَّعُ لِيَقومَ بِخِدماتٍ لِلمُجتَمَعِ ولم تَكُن لَدَيهِ عاداتٌ سَيِّئة. كما أنِّي أحبَبتُ تَعامُلاتِهِ معي. كانَ لَدَيهِ كُلُّ مُواصَفاتِ الزَّوجِ الَّذي أحلُمُ به، لكنَّهُ لم يَكُنْ شاهِدًا. فكانَ صَعبًا علَيَّ أن أقولَ لا لِأنَّ قَلبي كانَ يُريدُه. وفي تِلكَ الفَترَة، أحسَستُ أنِّي وَحيدَةٌ نَوعًا ما وأرَدتُ أن أتَزَوَّج، لكنِّي لم أكُنْ أجِدُ الشَّخصَ المُناسِبَ في الحَقّ». مع ذلِك، لم تُرَكِّزْ رُوزَا على ما تَراهُ فَقَط. فهي فَكَّرَت كَيفَ سيُؤَثِّرُ قَرارُها على صَداقَتِها مع يَهْوَه. لِذلِك قَطَعَت كُلَّ اتِّصالٍ بِالرَّجُلِ وشَغَلَت نَفْسَها بِالنَّشاطاتِ الثِّيوقراطِيَّة. وبَعدَ وَقتٍ قَصير، دُعِيَت إلى مَدرَسَةِ الكارِزينَ بِالمَلَكوت، وهيَ الآنَ فاتِحَةٌ خُصوصِيَّة. تَقول: «يَهْوَه مَلَأَ قَلبي بِسَعادَةٍ لا توصَف». صَحيحٌ أنَّهُ لَيسَ سَهلًا أن نَسيرَ بِالإيمانِ حينَ يَتَعَلَّقُ الأمرُ بِمَشاعِرِنا، لكنَّ ذلِك يَستَحِقُّ كُلَّ الجُهد!
حينَ نَنالُ إرشادًا ثِيوقراطِيًّا
١٣ ماذا قد يَدفَعُنا أن نَسيرَ بِالعِيانِ حينَ نَنالُ إرشادًا ثِيوقراطِيًّا؟
١٣ غالِبًا ما نَنالُ إرشاداتٍ ثِيوقراطِيَّة مِن شُيوخِ الجَماعَة، ناظِرِ الدَّائِرَة، مَكتَبِ الفَرع، أوِ الهَيئَةِ الحاكِمَة. وهذِهِ الإرشاداتُ تُوَجِّهُنا في عِبادَتِنا. ولكنْ ماذا لَو لم نَفهَمْ أحيانًا السَّبَبَ وَراءَ إرشادٍ ما؟ فرُبَّما نَرى فَقَطِ التَّأثيراتِ السَّلبِيَّة الَّتي قد يُسَبِّبُها لنا. حتَّى إنَّنا قد نَبدَأُ نُرَكِّزُ على ضَعَفاتِ الإخوَةِ الَّذينَ أعْطَوْنا الإرشاد.
١٤ ماذا يُساعِدُنا أن نَسيرَ بِالإيمانِ حينَ نَنالُ إرشادًا ثِيوقراطِيًّا؟ (عبرانيين ١٣:١٧)
١٤ عِندَما نَسيرُ بِالإيمان، نَثِقُ أنَّ يَهْوَه يُوَجِّهُ الأُمورَ ويَعرِفُ ظُروفَنا. لِذلِك نُطيعُ بِسُرعَةٍ وبِمَوْقِفٍ إيجابِيّ. (إقرإ العبرانيين ١٣:١٧.) ونُدرِكُ أنَّ طاعَتَنا تُساهِمُ في وَحدَةِ جَماعَتِنا. (أف ٤:٢، ٣) ونَحنُ مُتَأكِّدونَ أنَّهُ حتَّى لَو كانَ الإخوَةُ الَّذينَ يَأخُذونَ القِيادَةَ ناقِصين، فيَهْوَه سيُبارِكُ طاعَتَنا. (١ صم ١٥:٢٢) وفي الوَقتِ المُناسِب، سيُصَحِّحُ أيَّ شَيءٍ بِحاجَةٍ فِعلًا إلى تَصحيح. — مي ٧:٧.
١٥-١٦ ماذا ساعَدَ أخًا أن يَسيرَ بِالإيمانِ مع أنَّهُ شَكَّ في إرشادٍ مُعَيَّن؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٥ إلَيكَ اختِبارًا يُبرِزُ فَوائِدَ السَّيرِ بِالإيمان. في البِيرُو، مع أنَّ كَثيرينَ مِنَ النَّاسِ يَتَكَلَّمونَ الإسْبَانِيَّة، فإنَّ عَدَدًا كَبيرًا مِن أصحابِ البُيوتِ يَتَكَلَّمونَ لُغاتِ السُّكَّانِ الأصلِيِّين. وإحْدى هذِهِ اللُّغاتِ هيَ الكِتْشُوَا. وطَوالَ سَنَوات، كانَ الإخوَةُ والأخَواتُ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ الكِتْشُوَا يُفَتِّشونَ في المُقاطَعَةِ عنِ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ هذِهِ اللُّغَة. ولكنْ بِهَدَفِ تَطبيقِ قَوانينِ الحُكومَة، صُنِعَت تَعديلاتٌ في طَريقَةِ البَحثِ عنِ النَّاس. (رو ١٣:١) ونَتيجَةَ ذلِك، تَساءَلَ البَعضُ في الجَماعةِ إنْ كانَ هذا سيُبَطِّئُ العَمَلَ في المُقاطَعَة. لكنَّ الإخوَةَ تَبِعوا التَّعديلاتِ كامِلًا، فبارَكَ يَهْوَه جُهودَهُم لِيَجِدوا كَثيرينَ يَتَكَلَّمونَ الكِتْشُوَا.
١٦ كانَ كِيفِن، وهو شَيخٌ في جَماعَةٍ تَتَكَلَّمُ الكِتْشُوَا، أحَدَ الَّذينَ شَكُّوا في الطَّريقَةِ الجَديدَة. يوضِح: «فَكَّرْت: ‹كَيفَ سنَجِدُ الآنَ النَّاسَ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ الكِتْشُوَا؟›». وماذا فَعَلَ كِيفِن؟ يَقول: «تَذَكَّرتُ الأمْثَال ٣:٥. وفَكَّرتُ أيضًا في مُوسَى. فقد كانَ علَيهِ أن يُخرِجَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن مِصْر ويَقودَهُم في ما بَدا طَريقًا مَسدودًا، وهذا سيَجعَلُهُم لُقمَةً سَهلَة لِلمِصْرِيِّين. مع ذلِك، أطاعَ مُوسَى يَهْوَه، ويَهْوَه بارَكَ طاعَتَهُ بِطَريقَةٍ مُدهِشَة». (خر ١٤:١، ٢، ٩-١١، ٢١، ٢٢) فقد كانَ كِيفِن مُستَعِدًّا أن يُعَدِّلَ خِدمَتَه. وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ يَقول: «لقد فاجَأَني يَهْوَه. فهو بارَكَ جُهودَنا بِطَريقَةٍ رائِعَة. مِن قَبل، كُنَّا نَمْشي كَثيرًا في الخِدمَةِ ولا نَجِدُ أحيانًا إلَّا شَخصًا أوِ اثنَيْنِ يَتَكَلَّمانِ الكِتْشُوَا. أمَّا الآنَ فنَحنُ نُرَكِّزُ على المُقاطَعاتِ الَّتي فيها عَدَدٌ كَبيرٌ مِنَ الَّذينَ يَتَكَلَّمونَ الكِتْشُوَا. وبِالنَّتيجَة، صِرنا نَتَحَدَّثُ أكثَرَ معَ النَّاس، وصارَ لَدَينا عَدَدٌ أكبَرُ مِنَ الزِّياراتِ والدُّروسِ في الكِتابِ المُقَدَّس. كما أنَّ عَدَدَ الحُضورِ في اجتِماعاتِنا زادَ أيضًا». نَعَم، حينَ نَسيرُ بِالإيمان، نَنالُ دائِمًا مُكافَآتٍ مِن يَهْوَه.
١٧ ماذا تَعَلَّمتَ مِن هذِهِ المَقالَة؟
١٧ رَأيْنا كَيفَ نَستَمِرُّ في السَّيرِ بِالإيمانِ في ثَلاثَةِ مَجالاتٍ مُهِمَّة. ولكنْ يَجِبُ أن نَستَمِرَّ في السَّيرِ بِالإيمانِ في كُلِّ مَجالاتِ حَياتِنا، مِثلِ اختِيارِ التَّسلِيَةِ وأخْذِ القَراراتِ بِخُصوصِ التَّعليمِ وتَربِيَةِ الأوْلاد. ومَهْما كانَتِ القَراراتُ الَّتي علَينا أن نَأخُذَها، فلا يَجِبُ أن يُوَجِّهَنا ما نَراهُ فَقَط، بل أيضًا عَلاقَتُنا بِيَهْوَه، نَصائِحُه، ووَعْدُهُ بِأن يَهتَمَّ بنا. وإذا فَعَلنا ذلِك، فسَنَقدِرُ أن «نَسيرَ بِاسْمِ إلهِنا يَهْوَه دائِمًا وإلى الأبَد». — مي ٤:٥.
التَّرنيمَة ١٥٦ بِعَيْنِ الإيمان
a تَمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
b بِهَدَفِ التَّبسيط، تُشيرُ هذِهِ الفَقَرَةُ إلى أُختٍ تَبحَثُ عن زَوج. لكنَّ النَّصيحَةَ نَفْسَها تَنطَبِقُ في حالَةِ أخٍ يَبحَثُ عن زَوجَة.