أَبْقِ يَهْوَه نُصْبَ عَيْنَيْكَ كُلَّ حِينٍ
«جَعَلْتُ يَهْوَهَ أَمَامِي كُلَّ حِينٍ». — مز ١٦:٨.
١ كَيْفَ تُؤَثِّرُ رِوَايَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِينَا؟
تَضُمُّ كَلِمَةُ يَهْوَه فِي طَيَّاتِهَا سِجِلًّا رَائِعًا عَنْ تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَهِيَ تَأْتِي عَلَى ذِكْرِ أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ شَارَكُوا فِي تَحْقِيقِ قَصْدِ ٱللّٰهِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ أَقْوَالَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ لَمْ تُوضَعْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِتَكُونَ قِصَصًا نَتَسَلَّى بِقِرَاءَتِهَا. فَهذِهِ ٱلرِّوَايَاتُ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ أَكْثَرَ إِلَى ٱللّٰهِ. — يع ٤:٨.
٢، ٣ مَا مَعْنَى كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُورِ ١٦:٨؟
٢ جَمِيعُنَا نَتَعَلَّمُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ مَعَ ٱلشَّخْصِيَّاتِ ٱلْبَارِزَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ وَمُوسَى وَرَاعُوثَ وَدَاوُدَ وَأَسْتِيرَ وَٱلرَّسُولِ بُولُسَ وَغَيْرِهِمْ. لكِنَّنَا نَسْتَفِيدُ أَيْضًا مِنَ ٱلرِّوَايَاتِ ٱلَّتِي تَتَنَاوَلُ أَشْخَاصًا أَقَلَّ شُهْرَةً. وَٱلتَّأَمُّلُ فِي رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَاعِدُنَا عَلَى فِعْلِ مَا قَالَهُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «جَعَلْتُ يَهْوَهَ أَمَامِي كُلَّ حِينٍ. لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ». (مز ١٦:٨) فَمَا مَعْنَى هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟
٣ يَسْتَخْدِمُ ٱلْجُنْدِيُّ عَادَةً سَيْفَهُ بِيُمْنَاهُ، وَلِذلِكَ تَبْقَى هذِهِ ٱلْجِهَةُ مِنْ جِسْمِهِ غَيْرَ مَحْمِيَّةٍ بِوَاسِطَةِ ٱلتُّرْسِ ٱلَّذِي يَحْمِلُهُ بِيُسْرَاهُ. لكِنَّهُ يَحْظَى بِٱلْحِمَايَةِ إِذَا كَانَ جُنْدِيٌّ آخَرُ يُحَارِبُ وَهُوَ وَاقِفٌ إِلَى يَمِينِهِ. كَذلِكَ سَيَحْمِينَا يَهْوَه إِذَا كُنَّا نُفَكِّرُ فِيهِ دَوْمًا وَنَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ. فَلْنَرَ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلتَّأَمُّلِ فِي رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يُقَوِّيَ إِيمَانَنَا بِحَيْثُ ‹نُبْقِي يَهْوَه نُصْبَ أَعْيُنِنَا كُلَّ حِينٍ›. — باينتون.
يَهْوَه يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا
٤ أَوْرِدْ مَثَلًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُظْهِرُ أَنَّ ٱللّٰهَ يَسْتَجِيبُ ٱلصَّلَوَاتِ.
٤ يَسْتَجِيبُ يَهْوَه صَلَوَاتِنَا إِذَا أَبْقَيْنَاهُ نُصْبَ أَعْيُنِنَا. (مز ٦٥:٢؛ ٦٦:١٩) وَٱلدَّلِيلُ عَلَى ذلِكَ هُوَ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْخَادِمِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا فِي بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي يُرَجَّحُ أَنَّهُ أَلِيعَازَرُ. فَقَدْ أَرْسَلَهُ إِبْرَاهِيمُ إِلَى بِلَادِ مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ كَيْ يَجِدَ لِإِسْحَاقَ زَوْجَةً تَخَافُ ٱللّٰهَ. وَصَلَّى أَلِيعَازَرُ إِلَى ٱللّٰهِ طَالِبًا تَوْجِيهَهُ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ، وَأَدْرَكَ حِينَ سَقَتْ رِفْقَةُ جِمَالَهُ أَنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلَّذِي وَجَّهَ ٱلْأُمُورَ. وَلِأَنَّهُ جَدَّ فِي ٱلصَّلَاةِ، وَجَدَ ٱلْفَتَاةَ ٱلَّتِي صَارَتْ زَوْجَةَ إِسْحَاقَ ٱلْحَبِيبَةَ. (تك ٢٤:١٢-١٤، ٦٧) وَمَعَ أَنَّنَا قَدْ لَا نَكُونُ فِي مُهِمَّةٍ خُصُوصِيَّةٍ كٱلَّتِي قَامَ بِهَا خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ بِأَنَّ يَهْوَه يَسْمَعُ صَلَوَاتِنَا.
٥ لمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلصَّلَاةَ إِلَى يَهْوَه تَفْعَلُ فِعْلَهَا حَتَّى لَوْ كَانَتْ قَصِيرَةً وَصَامِتَةً؟
٥ قَدْ نُضْطَرُّ أَحْيَانًا أَنْ نُصَلِّيَ بِسُرْعَةٍ للّٰهِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ. وَهذَا مَا حَدَثَ مَعَ نَحَمْيَا ٱلَّذِي كَانَ سَاقِيَ ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ أَرْتَحْشَسْتَا. فَذَاتَ مَرَّةٍ لَاحَظَ ٱلْمَلِكُ أَنَّ نَحَمْيَا مُكْمَدٌّ، فَسَأَلَهُ: «مَاذَا تَطْلُبُ؟». و «فِي ٱلْحَالِ صَلَّى [نحميا] إِلَى إِلٰهِ ٱلسَّمٰوَاتِ». وَمَا كَانَ بٱسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يَتَوَسَّعَ فِي تِلْكَ ٱلصَّلَاةِ ٱلصَّامِتَةِ. وَمَعَ ذلِكَ ٱسْتَجَابَهَا ٱللّٰهُ، لِأَنَّ نَحَمْيَا حَصَل عَلَى دَعْمِ ٱلْمَلِكِ فِي إِعَادَةِ بِنَاءِ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ. (اِقْرَأْ نحميا ٢:١-٨.) نَعَمْ، يُمْكِنُ لِلصَّلَاةِ أَنْ تَفْعَلَ فِعْلَهَا حَتَّى لَوْ كَانَتْ قَصِيرَةً وَصَامِتَةً.
٦، ٧ (أ) أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ أَبَفْرَاسُ مِنْ جِهَةِ ٱلصَّلَاةِ؟ (ب) لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ ٱلْآخَرِينَ؟
٦ وَيَجِبُ أَنْ ‹نُصَلِّيَ بَعْضُنَا لِأَجْلِ بَعْضٍ›، مَعَ أَنَّنَا لَا نَرَى دَائِمًا دَلِيلًا فَوْرِيًّا عَلَى أَنَّ هذِهِ ٱلصَّلَوَاتِ تُسْتَجَابُ. (يع ٥:١٦) وَهذَا مَا فَعَلَهُ أَبَفْرَاسُ، ‹خَادِمٌ أَمِينٌ لِلْمَسِيحِ› جَدَّ فِي ٱلصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. فَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ مِنْ رُومَا إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي: «يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَبَفْرَاسُ، ٱلَّذِي هُوَ مِنْكُمْ وَعَبْدٌ لِلْمَسِيحِ يَسُوعَ، مُجْتَهِدًا كُلَّ حِينٍ لِأَجْلِكُمْ فِي صَلَوَاتِهِ، لِكَيْ تَثْبُتُوا أَخِيرًا تَامِّينَ وَرَاسِخِي ٱلِٱقْتِنَاعِ فِي كُلِّ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ. إِنِّي لَأَشْهَدُ لَهُ بِأَنَّهُ يَبْذُلُ جَهْدًا كَبِيرًا لِأَجْلِكُمْ وَلِأَجْلِ ٱلَّذِينَ فِي لَاوُدِكِيَّةَ وَٱلَّذِينَ فِي هِيرَابُولِيسَ». — كو ١:٧؛ ٤:١٢، ١٣.
٧ تَقَعُ مُدُنُ كُولُوسِّي ولَاوُدِكِيَّةَ وَهِيرَابُولِيسَ جَمِيعُهَا فِي نَفْسِ ٱلْمِنْطَقَةِ مِنْ آسْيَا ٱلصُّغْرَى. وَقَدْ عَاشَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي هِيرَابُولِيسَ بَيْنَ عُبَّادِ ٱلإِلَاهَةِ سِيبِيلَ، وَكَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي لَاوُدِكِيَّةَ مُعَرَّضِينَ لِخَطَرِ ٱلْمَادِّيَّةِ وفِي كُولُوسِّي لِخَطَرِ ٱلْفَلْسَفَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. (كو ٢:٨) فَلَا عَجَبَ أَنَّ أَبَفْرَاسَ، ٱلَّذِي كَانَ مِنْ كُولُوسِّي، ‹ٱجْتَهَدَ فِي صَلَوَاتِه› لِأَجْلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لَا يَذْكُرُ كَيْفَ ٱسْتُجِيبَتْ صَلَوَاتُ أَبَفْرَاسَ، لَمْ يَتَوَقَّفْ عَنِ ٱلصَّلَاةِ لِأَجْلِ رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَهذَا مَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَهُ نَحْنُ أَيْضًا. فَفِي حِينِ أَنَّنَا لَا ‹نَتَدَخَّلُ فِي شُؤُونِ ٱلْآخَرِينَ›، رُبَّمَا نَعْرِفُ أَنَّ عُضْوًا فِي ٱلْعَائِلَةِ أَوْ صَدِيقًا يُوَاجِهُ ٱمْتِحَانًا شَدِيدًا لِإِيمَانِهِ. (١ بط ٤:١٥) فَمَا أَحْسَنَ أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِهِ عَلَى ٱنْفِرَادٍ! وَكَمَا سَاعَدَتْ تَضَرُّعَاتُ ٱلْآخَرِينَ بُولُسَ، كَذلِكَ يُمْكِنُ لِصَلَوَاتِنَا أَنْ تُفِيدَ ٱلْآخَرِينَ كَثِيرًا. — ٢ كو ١:١٠، ١١.
٨ (أ) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ شُيُوخَ أَفَسُسَ كَانُوا يُدْرِكُونَ أَهَمِّيَّةَ ٱلصَّلَاةِ؟ (ب) مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا مِنَ ٱلصَّلَاةِ للّٰهِ؟
٨ وَهَلْ يَجِدُ فِينَا ٱلْآخَرُونَ أَشْخَاصًا يُوَاظِبُونَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ؟ بَعْدَمَا ٱلْتَقَى بُولُسُ شُيُوخَ أَفَسُسَ، «جَثَا مَعَهُمْ جَمِيعًا وَصَلَّى». ثُمَّ «كَانَ بُكَاءٌ كَثِيرٌ مِنَ ٱلْجَمِيعِ، وَوَقَعُوا عَلَى عُنُقِ بُولُسَ وَقَبَّلُوهُ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُتَوَجِّعِينَ خُصُوصًا مِنَ ٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا: إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ بَعْدُ». (اع ٢٠:٣٦-٣٨) لَا تَرِدُ أَسْمَاءُ كُلِّ هؤُلَاءِ ٱلشُّيُوخِ، وَلكِنْ يَتَبَيَّنُ أَنَهُمْ كَانُوا يُدْرِكُونَ أَهَمِّيَّةَ ٱلصَّلَاةِ. وَنَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نُعِزَّ ٱمْتِيَازَ ٱلصَّلَاةِ، وَيَنْبَغِي أَنْ ‹نَرْفَعَ أَيْدِيًا وَلِيَّةً› وَنَحْنُ مُقْتَنِعُونَ بِأَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ سَيَسْتَجِيبُ لَنَا. — ١ تي ٢:٨.
أَطِعْ يَهْوَه طَاعَةً كَامِلَةً
٩، ١٠ (أ) أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَتْهُ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُ لِمَوْقِفِ ٱلْطَّاعَةِ ٱلَّذِي أَعْرَبَتْ عَنْهُ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي نَظْرَةِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْعَازِبِ إِلَى ٱلزَّوَاجِ؟
٩ إِنَّ ٱلْتَفْكِيرَ فِي يَهْوَه دَوْمًا يَدْفَعُنَا إِلَى إِطَاعَتِهِ وَيَجْعَلُنَا بِٱلتَّالِي نَحْصُدُ بَرَكَاتٍ جَزِيلَةً. (تث ٢٨:١٣؛ ١ صم ١٥:٢٢) وَيَسْتَلْزِمُ ذلِكَ مِنَّا أَنْ نَتَحَلَّى بِرُوحٍ طَائِعَةٍ. تَأَمَّلْ فِي مَوْقِفِ بَنَاتِ صَلُفْحَادَ ٱلْخَمْسِ ٱللَّوَاتِي عِشْنَ فِي أَيَّامِ مُوسَى. فَقَدْ جَرَتِ ٱلْعَادَةُ لَدَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَكُونَ ٱلْمِيرَاثُ مِنْ نَصِيبِ ٱلْبَنِينَ. وَلكِنْ بِمَا أَنَّ صَلُفْحَادَ مَاتَ دُونَ بَنِينَ، أَمَرَ يَهْوَه بِأَنْ تُعْطَى أُولئِكَ ٱلْبَنَاتُ ٱلْخَمْسُ كَامِلَ ٱلْمِيرَاثِ، وَإِنَّمَا بِشَرْطٍ وَاحِدٍ. فَقَدْ وَجَبَ أَنْ يَتَزَوَّجْنَ رِجَالًا مِنْ بَنِي مَنَسَّى لِكَيْ يَبْقَى ٱلْمِلْكُ ٱلْمَوْرُوثُ فِي نَفْسِ ٱلسِّبْطِ. — عد ٢٧:١-٨؛ ٣٦:٦-٨.
١٠ كَانَ لَدَى بَنَاتِ صَلُفْحَادَ ٱقْتِنَاعٌ بِأَنَّ ٱلْأُمُورَ سَتَجْرِي عَلَى أَحْسَنِ حَالٍ إذا أَطَعْنَ ٱللّٰهَ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كَمَا أَمَرَ يَهْوَهُ مُوسَى، كَذٰلِكَ فَعَلَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ». وَهكَذا «صَارَتْ مَحْلَةُ وَتِرْصَةُ وَحُجْلَةُ وَمِلْكَةُ وَنُوعَةُ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ زَوْجَاتٍ لِبَنِي أَعْمَامِهِنَّ. صِرْنَ زَوْجَاتٍ لِبَعْضٍ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَنَسَّى بْنِ يُوسُفَ، فَبَقِيَ مِيرَاثُهُنَّ فِي سِبْطِ عَشِيرَةِ أَبِيهِنَّ». (عد ٣٦:١٠-١٢) لَقَدْ فَعَلَتْ أُولئِكَ ٱلْبَنَاتُ ٱلْطَائِعَاتُ مَا أَمَرَ بِهِ يَهْوَه. (يش ١٧:٣، ٤) كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ بِٱلْنِسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحيِّينَ وَٱلْمَسِيحِيَّاتِ ٱلْعُزَّابِ ٱلنَّاضِجِينَ رُوحِيًّا، فَهُمْ يُطِيعُونَ ٱللّٰهَ بِنَفْسِ ٱلِٱقْتِنَاعِ حِينَ يَتَزَوَّجُونَ «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ». — ١ كو ٧:٣٩.
١١، ١٢ كَيْفَ أَظْهَرَ كَالِبُ أَنَّهُ يَثِقُ بِٱللّٰهِ؟
١١ وَيَلْزَمُ أَنْ نُطِيعَ يَهْوَه طَاعَةً كَامِلَةً، مِثْلَمَا فَعَلَ كَالِبُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّ. (تث ١:٣٦) فَبَعْدَ إِنْقَاذِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلسَّادِسَ عَشَرَ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ، أَرْسَلَ مُوسَى ١٢ رَجُلًا لِيَتَجَسَّسُوا كَنْعَانَ. لكِنَّ ٱثْنَيْنِ فَقَطْ مِنَ ٱلْجَوَاسِيسِ (كَالِبَ وَيَشُوعَ) حثَّا ٱلشَّعْبَ أَنْ يَتَّكِلُوا كَامِلًا عَلَى ٱللّٰهِ وَيَدْخُلُوا إِلَى ٱلْأَرْضِ. (عد ١٤:٦-٩) وَبَعْدَ نَحْوِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، كَانَ يَشُوعُ وَكَالِبُ لَا يَزَالَانِ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ وَيَتْبَعَانِ يَهْوَه تَمَامًا، وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ ٱللّٰهُ يَشُوعَ لِيَقُودَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَيُدْخِلَهُمْ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْجَوَاسِيسَ ٱلْعَشَرَةَ غَيْرَ ٱلْأُمَنَاءِ مَاتُوا خِلَالَ ٱلْأَرْبَعِينَ سَنَةً ٱلَّتِي هَامَ فِيهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. — عد ١٤:٣١-٣٤.
١٢ أَمَّا كَالِبُ، هذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمُسِنُّ ٱلنَّاجِي مِمَّا عَانَاهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، فَقَدْ وَقَفَ أَمَامَ يَشُوعَ وَقَالَ: «ٱتَّبَعْتُ تَمَامًا يَهْوَهَ إِلٰهِي». (اِقْرَأْ يشوع ١٤:٦-٩.) وَبِعُمْرِ ٨٥ سَنَةً طَلَبَ أَنْ يُعْطَى ٱلْمَنْطِقَةَ ٱلْجَبَلِيَّةَ ٱلَّتِي وَعَدَهُ بِهَا ٱللّٰهُ، مَعَ أَنَّ ٱلْأَعْدَاءَ كَانُوا يَسْكُنُونَهَا فِي مُدُنٍ عَظِيمَةٍ حَصِينَةٍ. — يش ١٤:١٠-١٥.
١٣ رَغْمَ ٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا، مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَنْعَمَ بِٱلْبَرَكَاتِ؟
١٣ عَلَى غِرَارِ كَالِبَ ٱلْأَمِينِ وَٱلْمُطِيعِ، بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَحْظَى بِٱلدَّعْمِ ٱلْإِلهِيِّ إِذَا ‹ٱتَّبَعْنَا يَهْوَه تَمَامًا›. وبِٱتِّبَاعِنَا إِيَّاهُ نَنْعَمُ بِٱلْبَرَكَاتِ حَتَّى لَوْ وَاجَهَتْنَا عَقَبَاتٌ كَبِيرَةٌ. وَلكِنْ قَدْ لَا يَكُونُ ٱلِٱسْتِمْرَارُ فِي ذلِكَ طَوَالَ ٱلْعُمْرِ كَمَا فَعَلَ كَالِبُ أَمْرًا سَهْلًا عَلَيْنَا. فَمَعَ أَنَّ ٱلْمَلِكَ سُلَيْمَانَ ٱتَّبَعَ يَهْوَه فِي بِدَايَةِ حُكْمِهِ، أَمَالَتْ زَوْجَاتُهُ قَلْبَهُ فِي شَيْخُوخَتِهِ إِلَى خِدْمَةِ آلِهَةٍ بَاطِلَةٍ، «وَلَمْ يَتْبَعْ يَهْوَهَ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ». (١ مل ١١:٤-٦) لِذلِكَ عَلَيْنَا أَنْ نُطِيعَ يَهْوَه دَائِمًا طَاعَةً كَامِلَةً وَنُبْقِيَهُ نُصْبَ أَعْيُنِنَا كُلَّ حِينٍ مَهْمَا كَانَتِ ٱلتَّجَارِبُ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا.
اِتَّكِلْ دَائِمًا عَلَى يَهْوَه
١٤، ١٥ مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ شَخْصِيًّا مِمَّا حَصَلَ مَعَ نُعْمِي بِشَأْنِ ضَرُورَةِ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى ٱللّٰهِ؟
١٤ عَلَيْنَا ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى ٱللّٰهِ وَخُصُوصًا إِذَا شَعَرْنَا بِٱلْكَآبَةِ لِأَنَّ مُسْتَقْبَلَنَا يَبْدُو قَاتِمًا. تَأَمَّلْ فِي حَالَةِ نُعْمِي ٱلْمُسِنَّةِ ٱلَّتِي أَخَذَ ٱلْمَوْتُ زَوْجَهَا وَٱبْنَيْهَا. فَعِنْدَمَا عَادَتْ إِلَى يَهُوذَا مِنْ مُوآبَ، رَثَتْ نَفْسَهَا قَائِلَةً: «لَا تَدْعُونَنِي نُعْمِيَ [أَيْ نِعْمَتِي]، بَلِ ٱدْعُونَنِي مُرَّةَ، لِأَنَّ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أَمَرَّنِي جِدًّا. كُنْتُ مُمْتَلِئَةً عِنْدَمَا ذَهَبْتُ، وَيَهْوَهُ أَرْجَعَنِي فَارِغَةَ ٱلْيَدَيْنِ. فَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي نُعْمِيَ، وَيَهْوَهُ قَدْ أَذَلَّنِي وَٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ أَنْزَلَ بِي ٱلْبَلِيَّةَ؟». — را ١:٢٠، ٢١.
١٥ رَغْمَ أَنَّ نُعْمِيَ كَانَتْ مُتَضَايِقَةً جِدًّا، يُرَى مِنَ ٱلْقِرَاءَةِ ٱلدَّقِيقَةِ لِسِفْرِ رَاعُوثَ أَنَّهَا بَقِيَتْ تَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَه. وَكَمْ تَغَيَّرَتْ أَحْوَالُهَا بَعْدَ ذلِكَ! فَقَدْ صَارَتْ كَنَّتُهَا ٱلْأَرْمَلَةُ رَاعُوثُ زَوْجَةً لِبُوعَزَ وَأَنْجَبَتِ ٱبْنًا، وَأَصْبَحَتْ نُعْمِي مُرَبِّيَةَ ٱلطِّفْلِ. وَيَمْضِي ٱلسِّجِلُّ قَائِلًا: «أَطْلَقَتْ عَلَيْهِ ٱلْجَارَاتُ ٱسْمًا، قَائِلَاتٍ: ‹قَدْ وُلِدَ ٱبْنٌ لِنُعْمِي›. وَدَعَوْنَ ٱسْمَهُ عُوبِيدَ. وَهُوَ أَبُو يَسَّى، أَبِي دَاوُدَ». (را ٤:١٤-١٧) وَعِنْدَمَا تَقُومُ نُعْمِي مِنَ ٱلْمَوْتِ لِتَعِيشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَتَعْرِفُ أَنَّ رَاعُوثَ — ٱلَّتِي سَتَكُونُ هُنَاكَ أَيْضًا — صَارَتْ مِنْ أَسْلَافِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيَّا. (مت ١:٥، ٦، ١٦) وَنَحْنُ مِثْلَ نُعْمِي لَا نَعْرِفُ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَغَيَّرَ ظُرُوفُنَا ٱلصَّعْبَةُ. لِذَا فَلْنَتَّكِلْ دَائِمًا عَلَى ٱللّٰهِ، كَمَا تُنَاشِدُنَا ٱلْأَمْثَالُ ٣: ٥، ٦: «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ».
اِعْتَمِدْ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ
١٦ كَيْفَ سَاعَدَ رُوحُ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسُ بَعْضَ ٱلشُّيُوخِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ؟
١٦ إِذَا أَبْقَيْنَا يَهْوَه نُصْبَ أَعْيُنِنَا كُلَّ حِينٍ، فَسَيَقُودُنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. (غل ٥:١٦-١٨) لَقَدْ حَلَّ رُوحُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلسَّبْعِينَ شَيْخًا ٱلَّذِينَ ٱخْتِيرُوا لِإِعَانَةِ مُوسَى فِي «حَمْلِ حِمْلِ» شَعْبِ إِسْرَائِيلَ. وَفِي حِينِ لَا يُحَدِّدُ ٱلسِّجِلُّ سِوَى ٱسْمِ ٱثْنَيْنِ مِنْهُمْ، أَلْدَادَ وَمِيدَادَ، فَقَدْ مَكَّنَهُمُ ٱلرُّوحُ جَمِيعًا مِنَ ٱلْقِيَامِ بِوَاجِبَاتِهِمْ. (عد ١١:١٣-٢٩) وَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ كَانُوا مُقْتَدِرِينَ وَخَائِفِينَ ٱللّٰهَ وَأَهْلًا لِلثِّقَةِ وَنُزَهَاءَ، شَأْنُهُمْ فِي ذلِكَ شَأْنُ ٱلَّذِين ٱخْتِيرُوا سَابِقًا. (خر ١٨:٢١) وَهذِهِ ٱلصِّفَاتُ يُظْهِرُهَا ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ.
١٧ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ رُوحُ يَهْوَه ٱلْقُدُسُ فِي بِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ؟
١٧ لَعِبَ رُوحُ يَهْوَه ٱلْقُدُسُ دَوْرًا هَامًّا فِي بِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. فَقَدْ عَيَّنَ يَهْوَه بَصَلْئِيلَ لِيَكُونَ كَبِيرَ ٱلْحِرَفِيِّينَ وَٱلْبَنَّاءَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِلْمَسْكَنِ، وَاعِدًا بِأَنْ يَمْلَأَهُ «مِنْ رُوحِ ٱللّٰهِ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْفَهْمِ وَٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْمَهَارَةِ فِي كُلِّ صَنْعَةٍ». (خر ٣١:٣-٥) كَمَا أَنَّ رِجَالًا ‹حُكَمَاءَ ٱلْقَلْبِ› عَمِلُوا مَعَ بَصَلْئِيلَ وَمُسَاعِدِهِ أُهُولِيآبَ لِإِتْمَامِ هذَا ٱلتَّعْيِينِ ٱلرَّائِعِ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ، دَفَعَ رُوحُ يَهْوَه كُلَّ ذِي قَلْبٍ رَاغِبٍ مِنَ ٱلشَّعْبِ إِلَى تَقْدِيمِ تَبَرُّعَاتٍ سَخِيَّةٍ. (خر ٣١:٦؛ ٣٥:٥، ٣٠-٣٤) وَهذَا ٱلرُّوحُ نَفْسُهُ يَدْفَعُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ إِلَى بَذْلِ كُلِّ جُهْدِهِمْ لِتَرْوِيجِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ٦:٣٣) فَحَتَّى لَوْ كُنَّا نَمْلِكُ مَهَارَاتٍ خُصُوصِيَّةً، يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَنَدَعَهُ يَقُودُنَا لِكَيْ نَتَمَكَّنَ مِنْ إِتْمَامِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ يَهْوَه إِلَى شَعْبِهِ ٱلْيَوْمَ. — لو ١١:١٣.
دَاوِمْ عَلَى تَوْقِيرِ يَهْوَه ٱلْجُنُودِ
١٨، ١٩ (أ) أَيُّ مَوْقِفٍ يُوَلِّدُهُ رُوحُ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسُ فِينَا؟ (ب) مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ شَخْصِيًّا مِنْ مِثَالَيْ سِمْعَانَ وَحَنَّةَ؟
١٨ يُوَلِّدُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِينَا مَوْقِفًا تَوْقِيرِيًّا يُمَكِّنُنَا مِنْ إِبْقَاءِ يَهْوَه نُصْبَ أَعْيُنِنَا كُلَّ حِينٍ. فَقَدْ أُمِرَ شَعْبُ ٱللّٰهِ قَدِيمًا: «يَهْوَه الجنود توقِّره بوصفه قدوسا». (اش ٨:١٣، باينتون) وَهذَا ٱلتَّوْقِيرُ أَعْرَبَ عَنْهُ شَخْصَانِ مُسِنَّانِ عَاشَا فِي أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، وَهُمَا سِمْعَانُ وَحَنَّةُ. (اِقْرأْ لوقا ٢:٢٥-٣٨.) فَقَدْ آمَنَ سِمْعَانُ بِٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ وَكَانَ «يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ». وَسَكَبَ ٱللّٰهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ عَلَيْهِ وَأَكَّدَ لَهُ أَنَّهُ لَا يَرَى ٱلْمَوْتَ قَبْلَ رُؤْيَةِ ٱلْمَسِيَّا. وَهذَا مَا حَدَثَ. فَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ مِنْ سَنَةِ ٢ قم، أَتَتْ مَرْيَمُ أُمُّ يَسُوعَ وَيُوسُفُ أَبُوهُ بِٱلتَّبَنِّي إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَأَحْضَرَا مَعَهُمَا ٱلطِّفْلَ. وَدَفَعَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ سِمْعَانَ إِلَى ٱلتَّفَوُّهِ بِكَلِمَاتٍ نَبَوِيَّةٍ عَنِ ٱلْمَسِيَّا وَٱلْإِنْبَاءِ بِحُزْنٍ يَغْمُرُ مَرْيَمَ، وَهذَا مَا حَدَثَ حِينَ عُلِّقَ يَسُوعُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. وَلكِنْ تَخَيَّلْ فَرْحَةَ سِمْعَانَ حِينَ أَخَذَ «مَسِيحَ يَهْوَهَ» بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ! وَمَا أَبْدَعَ هذَا ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ سِمْعَانُ لَنَا ٱلْيَوْمَ فِي تَوْقِيرِ ٱللّٰهِ!
١٩ وَهذَا ٱلتَّوْقِيرُ أَعْرَبَتْ عَنْهُ ٱلْأَرْمَلَةُ حَنَّةُ، ذَاتُ ٱلْـ ٨٤ سَنَةً، ٱلَّتِي كَانَتْ «لَا تَغِيبُ أَبَدًا عَنِ ٱلْهَيْكَلِ» وَتُؤَدِّي خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لِيَهْوَه لَيْلًا وَنَهَارًا «بِٱلْأَصْوَامِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ». فَقَدْ كَانَتْ هِيَ أَيْضًا حَاضِرَةً عِنْدَمَا جُلِبَ ٱلطِّفْلُ يَسُوعُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ. وَكَمْ كَانَتْ سَعِيدَةً بِرُؤْيَةِ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ! فَقَدْ «أَخَذَتْ تَشْكُرُ ٱللّٰهَ وَتَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلصَّغِيرِ إِلَى جَمِيعِ ٱلْمُنْتَظِرِينَ إِنْقَاذَ أُورُشَلِيمَ» لِأَنَّهَا مَا ٱسْتَطَاعَتْ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ بِهذِهِ ٱلْبُشْرَى. وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُسِنُّونَ ٱلْيَوْمَ، شَأْنُهُمْ شَأْنُ سِمْعَانَ وَحَنَّةَ، يَسُرُّهُمْ جِدًّا أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّهُ مَهْمَا تَقَدَّمَ ٱلْمَرْءُ فِي ٱلسِّنِّ، فَذلِكَ لَا يَمْنَعُهُ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِهِ.
٢٠ بِصَرْفِ ٱلنَّظَرِ عَنْ عُمْرِنَا، مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ، وَلِمَاذَا؟
٢٠ بِصَرْفِ ٱلنَّظَرِ عَنْ عُمْرِنَا، يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ يَهْوَه نُصْبَ أَعْيُنِنَا كُلَّ حِينٍ. وَعِنْدَئِذٍ سَيُبَارِكُ ٱلْجُهُودَ ٱلْمُتَوَاضِعَةَ ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا لِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ بِمُلْكِهِ وَأَعْمَالِهِ ٱلْعَجِيبَةِ. (مز ٧١:١٧، ١٨؛ ١٤٥:١٠-١٣) وَلكِنْ لِكَيْ نُكْرِمَ يَهْوَه، عَلَيْنَا أَنْ نُعْرِبَ عَنْ صِفَاتٍ تُرْضِيهِ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْمَزِيدِ مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يَسْمَعُ صَلَوَاتِنَا؟
• لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُطِيعَ ٱللّٰهَ طَاعَةً كَامِلَةً؟
• حَتَّى لَوْ شَعَرْنَا بِٱلْكَآبَةِ، لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَّكِلَ دَائِمًا عَلَى يَهْوَه؟
• كَيْفَ يُسَاعِدُ رُوحُ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسُ شَعْبَهُ؟
[الصورة في الصفحة ٤]
صَلَاةُ نَحَمْيَا لِيَهْوَه فَعَلَتْ فِعْلَهَا
[الصورة في الصفحة ٥]
نَتَعَلَّمُ ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى يَهْوَه حِينَ نَتَذَكَّرُ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي حَصَدَتْهَا نُعْمِي فِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ