«أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ»
«صَدِيقُنَا رَاقِدٌ، لٰكِنِّي ذَاهِبٌ لِأُوقِظَهُ». — يو ١١:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢٩، ١٥٤
١ مِمَّ كَانَتْ مَرْثَا مُتَأَكِّدَةً؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
مَرْثَا، إِحْدَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ وَأَصْدِقَائِهِ، حَزِينَةٌ تَبْكِي عَلَى مَوْتِ أَخِيهَا لِعَازَرَ. فَيُطَمْئِنُهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ». صَحِيحٌ أَنَّ كَلَامَهُ لَا يُنْهِي حُزْنَهَا، لٰكِنَّهَا تَثِقُ بِوَعْدِهِ. فَتُجِيبُهُ: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». (يو ١١:٢٠-٢٤) فَهِيَ مُتَأَكِّدَةٌ أَنَّ أَخَاهَا سَيَقُومُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ يُقِيمُ لِعَازَرَ فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ.
٢ لِمَاذَا تَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْقِيَامَةِ؟
٢ فِي أَيَّامِنَا، لَا يُقِيمُ يَسُوعُ أَوْ أَبُوهُ ٱلْمَوْتَى. وَلٰكِنْ هَلْ أَنْتَ مُتَأَكِّدٌ مِثْلَ مَرْثَا أَنَّ أَحِبَّاءَكَ سَيَقُومُونَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ رُبَّمَا خَسِرْتَ رَفِيقَ زَوَاجِكَ، أُمَّكَ، أَبَاكَ، أَوِ ٱبْنَكَ ٱلْغَالِيَ عَلَى قَلْبِكَ. وَأَنْتَ مُشْتَاقٌ أَنْ تُعَانِقَهُ وَتَتَكَلَّمَا وَتَضْحَكَا مَعًا. وَٱلْمُفْرِحُ أَنَّ لَدَيْكَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً لِتَقُولَ مِثْلَ مَرْثَا: ‹أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ›. مَعَ ذٰلِكَ، جَيِّدٌ أَنْ يُفَكِّرَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ لِمَاذَا هُوَ مُقْتَنِعٌ بِهٰذَا ٱلرَّجَاءِ.
٣، ٤ أَيَّةُ عَجِيبَتَيْنِ صَنَعَهُمَا يَسُوعُ، وَأَيُّ أَثَرٍ رُبَّمَا تَرَكَهُ ذٰلِكَ فِي إِيمَانِ مَرْثَا؟
٣ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، لَمْ تَرَ مَرْثَا يَسُوعَ يُقِيمُ ٱبْنَ أَرْمَلَةٍ فِي مَدِينَةِ نَايِينَ فِي ٱلْجَلِيلِ لِأَنَّهَا عَاشَتْ قُرْبَ أُورُشَلِيمَ. لٰكِنْ يُحْتَمَلُ أَنَّهَا سَمِعَتْ بِهٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةِ. وَرُبَّمَا سَمِعَتْ أَيْضًا بِقِيَامَةِ ٱبْنَةِ يَايِرُسَ. فَفِي هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ، عَرَفَ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِ يَايِرُسَ أَنَّ ٱلْبِنْتَ «مَاتَتْ». مَعَ ذٰلِكَ، أَمْسَكَ يَسُوعُ بِيَدِهَا وَقَالَ لَهَا: «يَا فَتَاةُ، قُومِي!». فَقَامَتْ فِي ٱلْحَالِ. (لو ٧:١١-١٧؛ ٨:٤١، ٤٢، ٤٩-٥٥) وَقَدْ عَرَفَتْ مَرْثَا وَأُخْتُهَا مَرْيَمُ أَنَّ يَسُوعَ قَادِرٌ أَنْ يَشْفِيَ ٱلْمَرْضَى. لِذٰلِكَ شَعَرَتَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ مَوْجُودًا، لَمَا مَاتَ لِعَازَرُ. لٰكِنَّ لِعَازَرَ مَاتَ، فَمَاذَا تَوَقَّعَتْ مَرْثَا أَنْ يَحْصُلَ؟ قَالَتْ إِنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، «فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». فَلِمَاذَا كَانَتْ مُتَأَكِّدَةً مِنْ ذٰلِكَ؟ وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَكَ أَنَّهُ سَتَكُونُ قِيَامَةٌ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَأَنَّ أَحِبَّاءَكَ يُمْكِنُ أَنْ يَقُومُوا مِنَ ٱلْمَوْتِ؟
٤ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَدِلَّةٌ كَثِيرَةٌ لِتُؤْمِنَ بِٱلْقِيَامَةِ. فِيمَا نُرَاجِعُ ٱلْآنَ بَعْضًا مِنْهَا، قَدْ تَجِدُ نِقَاطًا لَمْ تَرْبِطْهَا مِنْ قَبْلُ بِرَجَائِكَ أَنْ تَرَى أَحِبَّاءَكَ ٱلْمَوْتَى مِنْ جَدِيدٍ.
حَوَادِثُ تُقَوِّي رَجَاءَنَا بِٱلْقِيَامَةِ
٥ لِمَاذَا كَانَتْ مَرْثَا مُتَأَكِّدَةً أَنَّ لِعَازَرَ سَيَقُومُ مِنَ ٱلْمَوْتِ؟
٥ لَاحِظْ أَنَّ مَرْثَا لَمْ تَقُلْ: ‹أَتَمَنَّى أَنْ يَقُومَ أَخِي›، بَلْ قَالَتْ: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ». فَهِيَ كَانَتْ مُقْتَنِعَةً بِذٰلِكَ بِسَبَبِ ٱلْقِيَامَاتِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ فِي ٱلْمَاضِي. وَرُبَّمَا سَمِعَتْ عَنْهَا مِنْ أَهْلِهَا أَوْ فِي ٱلْمَجْمَعِ حِينَ كَانَتْ صَغِيرَةً. وَسَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ ثَلَاثًا مِنْ هٰذِهِ ٱلْقِيَامَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٦ أَيَّةُ عَجِيبَةٍ تَعَلَّمَتْ عَنْهَا مَرْثَا؟
٦ حَصَلَتْ أَوَّلُ قِيَامَةٍ فِي زَمَنِ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا ٱلَّذِي أَعْطَاهُ ٱللّٰهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى صُنْعِ ٱلْعَجَائِبِ. فَفِي بَلْدَةِ صَرْفَةَ ٱلْفِينِيقِيَّةِ شَمَالَ إِسْرَائِيلَ، عَاشَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ أَعْرَبَتْ عَنِ ٱلضِّيَافَةِ لِلنَّبِيِّ إِيلِيَّا. فَأَمَّنَ ٱللّٰهُ لَهَا عَجَائِبِيًّا ٱلطَّحِينَ وَٱلزَّيْتَ كَيْ لَا تَمُوتَ هِيَ وَٱبْنُهَا. (١ مل ١٧:٨-١٦) وَفِي مَا بَعْدُ، مَرِضَ ٱبْنُهَا وَمَاتَ. فَأَتَى إِيلِيَّا لِيُسَاعِدَهَا. صَلَّى قَائِلًا: «يَا يَهْوَهُ إِلٰهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هٰذَا ٱلْوَلَدِ إِلَى دَاخِلِهِ». فَٱسْتَجَابَ ٱللّٰهُ صَلَاتَهُ وَعَادَ ٱلْوَلَدُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. (اقرأ ١ ملوك ١٧:١٧-٢٤.) وَلَا شَكَّ أَنَّ مَرْثَا تَعَلَّمَتْ عَنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ ٱلْمُمَيَّزَةِ.
٧، ٨ (أ) كَيْفَ سَاعَدَ أَلِيشَعُ ٱلشُّونَمِيَّةَ بَعْدَمَا مَاتَ ٱبْنُهَا؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْعَجِيبَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا أَلِيشَعُ؟
٧ اَلْقِيَامَةُ ٱلثَّانِيَةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ صَنَعَهَا ٱلنَّبِيُّ أَلِيشَعُ. فَفِي مَدِينَةِ شُونَمَ فِي إِسْرَائِيلَ، ٱسْتَضَافَتِ ٱمْرَأَةٌ عَاقِرٌ هٰذَا ٱلنَّبِيَّ. فَبَارَكَهَا يَهْوَهُ هِيَ وَزَوْجَهَا ٱلْمُسِنَّ وَأَعْطَاهُمَا ٱبْنًا. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ، مَاتَ ٱلصَّبِيُّ. فَحَزِنَتْ أُمُّهُ كَثِيرًا وَقَطَعَتْ ٣٠ كِيلُومِتْرًا تَقْرِيبًا لِتَلْتَقِيَ أَلِيشَعَ عِنْدَ جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ. فَطَلَبَ ٱلنَّبِيُّ مِنْ خَادِمِهِ جِيحَزِي أَنْ يَسْبِقَهُمَا إِلَى شُونَمَ وَيُقِيمَ ٱلصَّبِيَّ. لٰكِنَّ جِيحَزِيَ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُعِيدَهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. — ٢ مل ٤:٨-٣١.
٨ وَحِينَ وَصَلَ أَلِيشَعُ وَأُمُّ ٱلصَّبِيِّ إِلَى ٱلْبَيْتِ، دَخَلَ إِلَى حَيْثُ وُضِعَ ٱلْمَيِّتُ وَصَلَّى إِلَى يَهْوَهَ. فَٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُ وَعَادَ ٱلصَّبِيُّ إِلَى ٱلْحَيَاةِ، وَتَحَوَّلَ حُزْنُ أُمِّهِ إِلَى فَرَحٍ غَامِرٍ. (اقرأ ٢ ملوك ٤:٣٢-٣٧.) وَرُبَّمَا تَذَكَّرَتْ صَلَاةَ حَنَّةَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَاقِرًا فَتْرَةً طَوِيلَةً ثُمَّ بَارَكَهَا يَهْوَهُ بِٱبْنٍ سَمَّتْهُ صَمُوئِيلَ. فَحِينَ أَخَذَتْ حَنَّةُ ٱبْنَهَا لِيَخْدُمَ فِي ٱلْمَسْكَنِ، قَالَتْ إِنَّ ‹يَهْوَهَ يُحْيِي›. (١ صم ٢:٦) وَبِإِقَامَةِ ٱبْنِ ٱلشُّونَمِيَّةِ، أَظْهَرَ ٱللّٰهُ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ ٱلْمَوْتَى.
٩ أَيَّةُ قِيَامَةٍ ثَالِثَةٍ يَتَحَدَّثُ عَنْهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟
٩ حَصَلَتْ قِيَامَةٌ ثَالِثَةٌ أَيْضًا بَعْدَ مَوْتِ أَلِيشَعَ. فَقَدْ خَدَمَ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً ثُمَّ «أَصَابَهُ ٱلْمَرَضُ ٱلَّذِي مَاتَ بِهِ». وَبَعْدَ فَتْرَةٍ، بَعْدَمَا تَحَلَّلَ جَسَدُهُ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى ٱلْعِظَامِ، هَاجَمَتِ ٱلْأَرْضَ فِرْقَةٌ مِنْ جُنُودِ ٱلْأَعْدَاءِ. وَكَانَ بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ آنَذَاكَ فِي طَرِيقِهِمْ لِيَدْفِنُوا رَجُلًا. فَأَلْقَوْا جُثَّتَهُ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ وَهَرَبُوا بِسُرْعَةٍ. وَ «لَمَّا مَسَّ ٱلرَّجُلُ عِظَامَ أَلِيشَعَ، عَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ». (٢ مل ١٣:١٤، ٢٠، ٢١) وَلَا بُدَّ أَنَّ مَرْثَا تَأَثَّرَتْ بِهٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ. فَقَدْ أَكَّدَتْ لَهَا أَنَّ ٱللّٰهَ أَقْوَى مِنَ ٱلْمَوْتِ. وَهِيَ تُؤَكِّدُ لَنَا أَيْضًا أَنْ لَا حُدُودَ لِقُدْرَةِ ٱللّٰهِ.
قِيَامَتَانِ فِي زَمَنِ ٱلرُّسُلِ
١٠ مَاذَا فَعَلَ بُطْرُسُ لِلْمَرْأَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ طَابِيثَا؟
١٠ ذَكَرْنَا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّ يَسُوعَ أَقَامَ ٱبْنَ أَرْمَلَةِ نَايِينَ وَٱبْنَةَ يَايِرُسَ. وَنَقْرَأُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عَنْ عَجَائِبِ قِيَامَةٍ أُخْرَى صَنَعَهَا خُدَّامٌ أُمَنَاءُ لِلّٰهِ. فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَقَامَ ٱمْرَأَةً مَسِيحِيَّةً ٱسْمُهَا دُورْكَاسُ (طَابِيثَا). فَهُوَ دَخَلَ إِلَى ٱلْغُرْفَةِ حَيْثُ وُضِعَتِ ٱلْجُثَّةُ وَصَلَّى إِلَى ٱللّٰهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا طَابِيثَا، قُومِي!». وَفِي ٱلْحَالِ، عَادَتِ ٱلْمَرْأَةُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. فَدَعَا بُطْرُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَاضِرِينَ هُنَاكَ لِيَرَوْهَا. وَنَتِيجَةَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ، «آمَنَ كَثِيرُونَ بِٱلرَّبِّ» وَرَاحُوا يَشْهَدُونَ لِلنَّاسِ عَنْ يَسُوعَ وَعَنْ قُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى. — اع ٩:٣٦-٤٢.
١١ مَاذَا أَخْبَرَ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا عَنْ حَالَةِ أَفْتِيخُوسَ، وَكَيْفَ تَأَثَّرَ ٱلْحَاضِرُونَ بِمَا حَصَلَ بَعْدَ ذٰلِكَ؟
١١ وَحَدَثَتْ قِيَامَةٌ أُخْرَى أَمَامَ شُهُودٍ. فَذَاتَ مَرَّةٍ، كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مُجْتَمِعًا مَعَ عَدَدٍ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ فِي عُلِّيَّةٍ فِي تَرُوَاسَ ٱلَّتِي تَقَعُ ٱلْيَوْمَ شَمَالَ غَرْبِ تُرْكِيَا. وَبَقِيَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ. وَكَانَ شَابٌّ ٱسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِسًا عَلَى نَافِذَةٍ. فَغَلَبَهُ ٱلنَّوْمُ وَوَقَعَ مِنَ ٱلطَّابِقِ ٱلثَّالِثِ. وَرُبَّمَا كَانَ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا أَوَّلَ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِ وَعَرَفَ أَنَّهُ لَيْسَ مُصَابًا بِجِرَاحٍ أَوْ فَاقِدًا ٱلْوَعْيَ بَلْ هُوَ مَيِّتٌ. إِلَّا أَنَّ بُولُسَ نَزَلَ وَعَانَقَهُ ثُمَّ أَخْبَرَ ٱلْإِخْوَةَ أَنَّهُ عَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. وَلَمَّا رَأَى ٱلْحَاضِرُونَ بِأُمِّ عَيْنِهِمْ هٰذِهِ ٱلْقِيَامَةَ، «كَانَتْ لَهُمْ تَعْزِيَةٌ لَا حَدَّ لَهَا». — اع ٢٠:٧-١٢.
رَجَاءٌ أَكِيدٌ
١٢، ١٣ نَظَرًا إِلَى ٱلْقِيَامَاتِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا، أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَخْطُرُ فِي بَالِنَا؟
١٢ لَا شَكَّ أَنَّ عَجَائِبَ ٱلْقِيَامَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا تُعْطِينَا ٱلثِّقَةَ نَفْسَهَا ٱلَّتِي كَانَتْ عِنْدَ مَرْثَا، أَنَّ ٱللّٰهَ مُعْطِيَ ٱلْحَيَاةِ قَادِرٌ عَلَى إِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى. وَهٰذِهِ ٱلْعَجَائِبُ عَمِلَهَا خُدَّامٌ أُمَنَاءُ لِلّٰهِ مِثْلُ إِيلِيَّا وَيَسُوعَ وَبُطْرُسَ وَحَصَلَتْ فِي زَمَنٍ كَانَ يَهْوَهُ يَصْنَعُ فِيهِ ٱلْعَجَائِبَ. وَلٰكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِي ٱلَّذِينَ مَاتُوا فِي زَمَنٍ لَيْسَتْ فِيهِ عَجَائِبُ قِيَامَةٍ؟ هَلْ وَثِقَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ أَنَّهُ سَيُقِيمُ ٱلْمَوْتَى فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ هَلِ ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يَقُولُوا كَمَا قَالَتْ مَرْثَا عَنْ أَخِيهَا: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ»؟ لِمَاذَا آمَنَتْ مَرْثَا بِقِيَامَةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ وَلِمَاذَا يُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَثِقَ بِذٰلِكَ؟
١٣ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ خُدَّامًا أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ عَرَفُوا أَنَّهُ سَتَحْدُثُ قِيَامَةٌ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَسَنَتَحَدَّثُ ٱلْآنَ عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْهُمْ.
١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ مِمَّا حَصَلَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ؟
١٤ لِنُفَكِّرْ فِي مَا طَلَبَهُ يَهْوَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ. فَهُوَ قَالَ لَهُ: «خُذْ، مِنْ فَضْلِكَ، ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَٱمْضِ إِلَى أَرْضِ ٱلْمُرِيَّا وَقَرِّبْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً». (تك ٢٢:٢) هَلْ تَتَخَيَّلُ مَا أَحَسَّ بِهِ إِبْرَاهِيمُ حِينَ طَلَبَ مِنْهُ يَهْوَهُ أَنْ يُضَحِّيَ بِٱبْنِهِ ٱلَّذِي ٱنْتَظَرَهُ طَوِيلًا؟ فَيَهْوَهُ وَعَدَهُ أَنْ تَتَبَارَكَ بِنَسْلِهِ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ. (تك ١٣:١٤-١٦؛ ١٨:١٨؛ رو ٤:١٧، ١٨) وَقَالَ لَهُ إِنَّ ٱلنَّسْلَ سَيَأْتِي «بِإِسْحَاقَ». (تك ٢١:١٢) وَلٰكِنْ كَيْفَ يَتَحَقَّقُ ذٰلِكَ إِذَا قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ ٱبْنَهُ ذَبِيحَةً؟ كَتَبَ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ آمَنَ بِقُدْرَةِ ٱللّٰهِ عَلَى إِقَامَةِ إِسْحَاقَ مِنَ ٱلْمَوْتِ. (اقرإ العبرانيين ١١:١٧-١٩.) وَلَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ تَوَقَّعَ أَنْ يَقُومَ ٱبْنُهُ بَعْدَ سَاعَاتٍ أَوْ يَوْمٍ أَوْ أُسْبُوعٍ. فَهُو لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيَقُومُ، لٰكِنَّهُ وَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيدُهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.
١٥ مَاذَا كَانَ رَجَاءُ ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ أَيُّوبَ؟
١٥ آمَنَ ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ أَيُّوبُ أَيْضًا أَنَّ هُنَاكَ قِيَامَةً فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَقَدْ ذَكَرَ أَنَّ ٱلشَّجَرَةَ إِذَا قُطِعَتْ تُفْرِخُ ثَانِيَةً، لٰكِنَّ ٱلْأَمْرَ مُخْتَلِفٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَشَرِ. (اي ١٤:٧-١٢؛ ١٩:٢٥-٢٧) فَحِينَ يَمُوتُ ٱلْإِنْسَانُ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقِيمَ نَفْسَهُ مِنَ ٱلْقَبْرِ. (٢ صم ١٢:٢٣؛ مز ٨٩:٤٨) أَمَّا ٱللّٰهُ فَيَقْدِرُ أَنْ يُقِيمَ ٱلْمَوْتَى. وَأَيُّوبُ آمَنَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعَيِّنُ لَهُ وَقْتًا وَيَذْكُرُهُ. (اقرأ ايوب ١٤:١٣-١٥.) وَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيَحْدُثُ ذٰلِكَ، وَثِقَ أَنَّ مَنْ أَوْجَدَ ٱلْحَيَاةَ سَيَذْكُرُهُ وَيُقِيمُهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.
١٦ كَيْفَ قَوَّى مَلَاكٌ ٱلنَّبِيَّ دَانِيَالَ؟
١٦ دَانِيَالُ أَيْضًا خَدَمَ ٱللّٰهَ بِوَلَاءٍ طَوَالَ حَيَاتِهِ، وَيَهْوَهُ دَعَمَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ. فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، دَعَاهُ مَلَاكٌ «ٱلرَّجُلَ ٱلْمَحْبُوبَ جِدًّا»، وَشَجَّعَهُ قَائِلًا: «سَلَامٌ لَكَ! تَشَدَّدْ وَتَقَوَّ». — دا ٩:٢٢، ٢٣؛ ١٠:١١، ١٨، ١٩.
١٧، ١٨ بِمَ وَعَدَ يَهْوَهُ دَانِيَالَ؟
١٧ آنَذَاكَ، كَانَ عُمْرُ دَانِيَالَ حَوَالَيْ ١٠٠ سَنَةٍ وَنِهَايَةُ حَيَاتِهِ قَرِيبَةً. وَرُبَّمَا فَكَّرَ مَاذَا يَحْمِلُ لَهُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ. هَلْ كَانَ سَيَعُودُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ مُجَدَّدًا؟ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ. قَالَ لَهُ ٱلْمَلَاكُ: «أَمَّا أَنْتَ فَٱذْهَبْ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ. فَتَسْتَرِيحُ». (دا ١٢:١٣) وَدَانِيَالُ كَانَ يَعْرِفُ أَنْ «لَا ٱخْتِرَاعَ وَلَا مَعْرِفَةَ وَلَا حِكْمَةَ فِي شِيُولَ»، أَيْ فِي ٱلْقَبْرِ. (جا ٩:١٠) وَلٰكِنْ لَيْسَ هٰذَا مَصِيرَ دَانِيَالَ ٱلنِّهَائِيَّ. فَيَهْوَهُ أَعْطَاهُ وَعْدًا رَائِعًا لِلْمُسْتَقْبَلِ.
١٨ قَالَ لَهُ مَلَاكُ يَهْوَهَ: «تَقُومُ لِقُرْعَتِكَ فِي نِهَايَةِ ٱلْأَيَّامِ». وَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيَتَحَقَّقُ هٰذَا ٱلْوَعْدُ، فَهِمَ أَنَّهُ سَيَمُوتُ وَيَسْتَرِيحُ ثُمَّ يَقُومُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَهٰذَا سَيَحْدُثُ «فِي نِهَايَةِ ٱلْأَيَّامِ»، أَيْ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ مَوْتِهِ.
١٩، ٢٠ (أ) عَلَى ضَوْءِ مَا نَاقَشْنَاهُ، لِمَ كَانَتْ مَرْثَا مُتَأَكِّدَةً أَنَّ أَخَاهَا سَيَقُومُ؟ (ب) عَمَّ تَتَحَدَّثُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٩ إِذًا كَانَ لَدَى مَرْثَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِتَثِقَ أَنَّ أَخَاهَا ٱلْأَمِينَ لِعَازَرَ «سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ». وَإِيمَانُ مَرْثَا ٱلْقَوِيُّ بِٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَكَذٰلِكَ ٱلْوَعْدُ ٱلَّذِي أُعْطِيَ لِدَانِيَالَ يُظْهِرَانِ لَنَا أَنَّ ٱلْقِيَامَةَ وَعْدٌ أَكِيدٌ.
٢٠ وَقَدْ نَاقَشْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ قِيَامَاتٍ حَصَلَتْ فِعْلًا. وَهِيَ تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ سَيَعِيشُونَ مِنْ جَدِيدٍ. وَتَكَلَّمْنَا عَنْ أَشْخَاصٍ أُمَنَاءَ لِلّٰهِ آمَنُوا بِقِيَامَةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَلٰكِنْ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَتَحَقَّقَ وَعْدٌ بِٱلْقِيَامَةِ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ؟ إِذَا كَانَ ٱلْجَوَابُ نَعَمْ، فَهٰذَا سَبَبٌ إِضَافِيٌّ لِنَتَطَلَّعَ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْقِيَامَةِ مِثْلَ مَرْثَا. وَمَتَى تَحْصُلُ هٰذِهِ ٱلْقِيَامَةُ؟ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.