«اِغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ»
«لَا تَدَعِ ٱلسُّوءَ يَغْلِبُكَ، بَلِ ٱغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ». — روما ١٢:٢١.
١ لِمَاذَا نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ غَلْبَ ٱلسُّوءِ؟
هَلْ يُمْكِنُ أَنْ نَقِفَ ثَابِتِينَ فِي وَجْهِ ٱلَّذِينَ يُقَاوِمُونَ بِشَرَاسَةٍ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ؟ هَلْ بِٱسْتِطَاعَتِنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلضُّغُوطِ لِإِعَادَتِنَا إِلَى هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ؟ إِنَّ ٱلْجَوَابَ عَنْ هذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ هُوَ نَعَمْ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ كَتَبَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا: «لَا تَدَعِ ٱلسُّوءَ يَغْلِبُكَ، بَلِ ٱغْلِبِ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ». (روما ١٢:٢١) فَإِذَا كُنَّا نَثِقُ بِيَهْوَه وَقَدْ عَزَمْنَا فِي قَلْبِنَا أَلَّا نَدَعَ ٱلْعَالَمَ يَغْلِبُنَا، فَلَنْ يَهْزِمَنَا ٱلسُّوءُ ٱلْمُتَغَلْغِلُ فِيهِ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ، تُشِيرُ صِيغَةُ ٱلْعِبَارَةِ «ٱغْلِبِ ٱلسُّوءَ» فِي ٱللُّغَةِ ٱلْأَصْلِيَّةِ إِلَى ٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى فِعْلِ ذلِكَ. وَهذَا يَعْنِي أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ ٱلتَّغَلُّبَ عَلَى ٱلسُّوءِ إِذَا دَاوَمْنَا عَلَى مُحَارَبَتِهِ. أَمَّا ٱلَّذِينَ يُلْقُونَ سِلَاحَهُمْ فِي هذِهِ ٱلْحَرْبِ ٱلرُّوحِيَّةِ، فَسَيَغْلِبُهُمْ هذَا ٱلْعَالَمُ ٱلْفَاسِدُ وَحَاكِمُهُ ٱلشِّرِّيرُ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ. — ١ يوحنا ٥:١٩.
٢ لِمَاذَا سَنَتَأَمَّلُ فِي بَعْضِ ٱلْحَوَادِثِ فِي حَيَاةِ نَحَمْيَا؟
٢ قَبْلَ ٥٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا مِنْ زَمَنِ بُولُسَ، أَظْهَرَ خَادِمٌ للّٰهِ عَاشَ فِي أُورُشَلِيمَ صِحَّةَ كَلِمَاتِ ٱلْآيَةِ ٱلْمُقْتَبَسَةِ أَعْلَاهُ. إِنَّهُ رَجُلُ ٱللّٰهِ نَحَمْيَا ٱلَّذِي لَمْ يَصْمُدْ فِي وَجْهِ ٱلْمُقَاوَمَةِ مِنَ ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ فَحَسْبُ، بَلْ غَلَبَ أَيْضًا ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ. وَلكِنْ مَا هِيَ ٱلْمَصَاعِبُ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا؟ كَيْفَ تَغَلَّبَ عَلَيْهَا؟ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟ لِلْإِجَابَةِ عَنْ هذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْحَوَادِثِ فِي حَيَاةِ نَحَمْيَا.a
٣ فِي أَيِّ مُحِيطٍ عَاشَ نَحَمْيَا، وَمَا هُوَ ٱلْإِنْجَازُ ٱلْعَظِيمُ ٱلَّذِي حَقَّقَهُ؟
٣ خَدَمَ نَحَمْيَا فِي بَلَاطِ ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ أَرْتَحْشَسْتَا. وَرَغْمَ أَنَّهُ عَاشَ وَسْطَ أَشْخَاصٍ غَيْرِ مُؤْمِنِينَ، لَمْ ‹يُشَاكِلْ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ› ٱلسَّائِدَ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ. (روما ١٢:٢) وَحِينَ دَعَتِ ٱلْحَاجَةُ فِي يَهُوذَا، ضَحَّى بِحَيَاتِهِ ٱلْمُرِيحَةِ وَتَكَبَّدَ مَشَقَّةَ ٱلسَّفَرِ إِلَى أُورُشَلِيمَ. ثُمَّ أَخَذَ عَلَى عَاتِقِهِ ٱلْمُهِمَّةَ ٱلضَّخْمَةَ أَنْ يَبْنِيَ سُورَ ٱلْمَدِينَةِ. (روما ١٢:١) وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ وَالِيًا عَلَى أُورُشَلِيمَ، فَقَدْ عَمِلَ بِكَدٍّ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى جَانِبِ إِخْوَتِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ «مِنْ طُلُوعِ ٱلْفَجْرِ إِلَى بُزُوغِ ٱلنُّجُومِ». فَأُكْمِلَ ٱلْعَمَلُ فِي غُضُونِ شَهْرَيْنِ فَقَطْ. (نحميا ٤:٢١؛ ٦:١٥) وَكَانَ ذلِكَ إِنْجَازًا عَظِيمًا حَقَّقَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لِأَنَّهُمْ وَاجَهُوا أَثْنَاءَ ٱلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْمَشْرُوعِ أَشْكَالًا مُتَعَدِّدَةً مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ. فَمَنْ كَانَ مُقَاوِمُو نَحَمْيَا، وَمَاذَا كَانَ هَدَفُهُمْ؟
٤ مَاذَا كَانَ هَدَفُ مُقَاوِمِي نَحَمْيَا؟
٤ كَانَ مُقَاوِمُو نَحَمْيَا ٱلْأَلِدَّاءُ سَنْبَلَّطَ وَطُوبِيَّا وَجَشَمًا، رِجَالٌ ذَوُو نُفُوذٍ عَاشُوا قُرْبَ يَهُوذَا. وَبِمَا أَنَّهُمْ أَعْدَاءٌ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ، فَقَدْ ‹سَاءَهُمْ جِدًّا أَنَّ نَحَمْيَا جَاءَ يَطْلُبُ خَيْرًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ›. (نحميا ٢:١٠، ١٩) وَصَمَّمُوا عَلَى إِيقَافِ مَشْرُوعِ ٱلْبِنَاءِ ٱلَّذِي تَوَلَّاهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ حَاكُوا لَهُ مَكَائِدَ خَبِيثَةً. فَهَلْ كَانَ نَحَمْيَا ‹سَيَدَعُ ٱلسُّوءَ يَغْلِبُهُ›؟
«غَضِبَ وَٱغْتَاظَ جِدًّا»
٥، ٦ (أ) مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَعْدَاءِ نَحَمْيَا تِجَاهَ عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ؟ (ب) لِمَاذَا لَمْ يَخَفْ نَحَمْيَا مِنْ مُقَاوِمِيهِ؟
٥ حَثَّ نَحَمْيَا شَعْبَهُ بِشَجَاعَةٍ: «هَيَّا بِنَا نُعِيدُ بِنَاءَ سُورِ أُورُشَلِيمَ». فَأَجَابُوهُ: «لِنَقُمْ وَنَبْنِ». يَقُولُ نَحَمْيَا: «فَشَدَّدُوا أَيْدِيَهُمْ لِلْعَمَلِ ٱلصَّالِحِ». غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ ‹هَزَأُوا بِهِمْ وَنَظَرُوا إِلَيْهِمْ بِٱحْتِقَارٍ وَقَالُوا لَهُمْ: «مَا ٱلَّذِي أَنْتُمْ فَاعِلُونَ؟ أَعَلَى ٱلْمَلِكِ تَتَمَرَّدُونَ؟»›. لكِنَّ مُلَاحَظَاتِهِمِ ٱلسَّاخِرَةَ وَٱتِّهَامَاتِهِمِ ٱلْبَاطِلَةَ لَمْ تُخِفْ نَحَمْيَا، بَلْ قَالَ لِمُقَاوِمِيهِ: «إِنَّ إِلٰهَ ٱلسَّمٰوَاتِ هُوَ ٱلَّذِي يُعْطِينَا ٱلنَّجَاحَ، وَنَحْنُ، خُدَّامَهُ، سَنَقُومُ وَنَبْنِي». (نحميا ٢:١٧-٢٠) فَقَدْ كَانَ مُصَمِّمًا عَلَى ٱلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي «ٱلْعَمَلِ ٱلصَّالِحِ».
٦ إِلَّا أَنَّ سَنْبَلَّطَ، أَحَدَ هؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمِينَ، «غَضِبَ وَٱغْتَاظَ جِدًّا» وَصَعَّدَ مُلَاحَظَاتِهِ ٱلتَّهَكُّمِيَّةَ قَائِلًا: «مَاذَا يَفْعَلُ هٰؤُلَاءِ ٱلْيَهُودُ ٱلضُّعَفَاءُ؟ . . . هَلْ يُحْيُونَ ٱلْحِجَارَةَ مِنْ كُوَمِ ٱلْأَنْقَاضِ؟». وَحَذَا طُوبِيَّا حَذْوَ صَاحِبِهِ قَائِلًا بٱسْتِهْزَاءٍ: «إِنَّ مَا يَبْنُونَهُ، لَوْ صَعِدَ ثَعْلَبٌ عَلَيْهِ لَهَدَمَ سُورَ حِجَارَتِهِمْ». نحميا ٤:١-٣) فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ نَحَمْيَا؟
٧ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ نَحَمْيَا تِجَاهَ ٱتِّهَامَاتِ مُقَاوِمِيهِ؟
٧ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ، تَجَاهَلَ نَحَمْيَا ٱسْتِهْزَاءَ ٱلْمُقَاوِمِينَ إِذْ أَطَاعَ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ وَلَمْ يَنْتَقِمْ مِنْهُمْ. (لاويين ١٩:١٨) وَبِٱلْأَحْرَى، تَرَكَ ٱلْمَسْأَلَةَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَه وَصَلَّى إِلَيْهِ: «اِسْمَعْ يَا إِلٰهَنَا، لِأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا هَدَفًا لِلِٱزْدِرَاءِ، وَرُدَّ تَعْيِيرَهُمْ عَلَى رَأْسِهِمْ». (نحميا ٤:٤) فَقَدْ وَثِقَ نَحَمْيَا بِكَلِمَاتِ يَهْوَه ٱلَّتِي تُؤَكِّدُ: «لِي ٱلِٱنْتِقَامُ وَٱلْجَزَاءُ». (تثنية ٣٢:٣٥) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ، «تَابَعَ» نَحَمْيَا وَٱلشَّعْبُ «بِنَاءَ ٱلسُّورِ» وَلَمْ يَسْمَحُوا لِأَيِّ شَيْءٍ بِأَنْ يُعَرْقِلَ عَمَلَهُمْ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، «ٱتَّصَلَ ٱلسُّورُ كُلُّهُ حَتَّى نِصْفِ ٱرْتِفَاعِهِ، وَكَانَ لِلشَّعْبِ قَلْبٌ فِي ٱلْعَمَلِ». (نحميا ٤:٦) فَقَدْ فَشِلَ أَعْدَاءُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ فِي عَرْقَلَةِ عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ. وَلكِنْ كَيْفَ نَقْتَدِي نَحْنُ ٱلْيَوْمَ بِمِثَالِ نَحَمْيَا؟
٨ (أ) كَيْفَ نَقْتَدِي بِنَحَمْيَا حِينَ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً؟ (ب) اِرْوُوا ٱخْتِبَارًا شَخْصِيًّا أَوِ ٱخْتِبَارًا سَمِعْتُمُوهُ يُظْهِرُ أَنَّ عَدَمَ ٱلِٱنْتِقَامِ هُوَ مَسْلَكُ حِكْمَةٍ.
٨ فِي أَيَّامِنَا هذِهِ، قَدْ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ أَوْ حَتَّى فِي ٱلْبَيْتِ مُلَاحَظَاتٍ سَاخِرَةً وَٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً. وَفِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ، أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِمُوَاجَهَةِ هذِهِ ٱلِٱتِّهَامَاتِ هِيَ تَطْبِيقُ كَلِمَاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ: «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ». (جامعة ٣:١، ٧) فَعَلَى غِرَارِ نَحَمْيَا، نَحْنُ لَا نَنْتَقِمُ مِنْ مُقَاوِمِينَا مُوَجِّهِينَ إِلَيْهِمْ كَلِمَاتٍ نَابِيَةً. (روما ١٢:١٧) بَلْ نَلْتَفِتُ إِلَى ٱللّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ وَاثِقِينَ بِإِلهِنَا ٱلَّذِي يُؤَكِّدُ لَنَا: «أَنَا أُجَازِي». (روما ١٢:١٩؛ ١ بطرس ٢:١٩، ٢٠) وَهكَذَا لَا نَدَعُ مُقَاوِمِينَا يُعَرْقِلُونَ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي يَلْزَمُ إِنْجَازُهُ ٱلْيَوْمَ: اَلْكِرَازَةُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَتَلْمَذَةُ أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ. (متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) وَبِٱشْتِرَاكِنَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَعَدَمِ ٱلسَّمَاحِ لِلْمُقَاوَمَةِ بِأَنْ تَثْنِيَنَا عَنْ عَمَلِنَا، نُعْرِبُ عَنِ ٱلْأَمَانَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي تَحَلَّى بِهَا نَحَمْيَا.
سَوْفَ ‹نَقْتُلُكُمْ›
٩ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ لَجَأَ إِلَيْهِ ٱلْأَعْدَاءُ، وَكَيْفَ تَصَرَّفَ نَحَمْيَا؟
٩ حِينَ سَمِعَ مُقَاوِمُو ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ فِي زَمَنِ نَحَمْيَا أَنَّ «تَرْمِيمَ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ قَدْ تَقَدَّمَ»، أَخَذُوا سُيُوفَهُمْ لِكَيْ «يُحَارِبُوا» هذِهِ ٱلْمَدِينَةَ. وَلَمْ يَكُنْ وَضْعُ ٱلْيَهُودِ يُبَشِّرُ بِٱلْخَيْرِ. فَقَدْ كَانَتْ أُورُشَلِيمُ مُحَاطَةً مِنْ كُلِّ جَانِبٍ: اَلسَّامِرِيُّونَ مِنَ ٱلشَّمَالِ، ٱلْعَمُّونِيُّونَ مِنَ ٱلشَّرْقِ، ٱلْعَرَبُ مِنَ ٱلْجَنُوبِ، وَٱلْأَشْدُودِيُّونَ مِنَ ٱلْغَرْبِ. وَبَدَا أَنَّهُ لَا مَفَرَّ لِهؤُلَاءِ ٱلْبَنَّائِينَ. فَمَاذَا فَعَلُوا؟ يُخْبِرُ نَحَمْيَا: «صَلَّيْنَا إِلَى إِلٰهِنَا». لكِنَّ ٱلْأَعْدَاءَ هَدَّدُوهُمْ قَائِلِينَ: «نَقْتُلُهُمْ وَنُوقِفُ ٱلْعَمَلَ». وَكَيْفَ تَصَرَّفَ نَحَمْيَا؟ لَقَدْ أَوْكَلَ إِلَى ٱلْبَنَّائِينَ مُهِمَّةَ ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْمَدِينَةِ «بِسُيُوفِهِمْ وَرِمَاحِهِمْ وَقِسِيِّهِمْ». صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ، لَمْ تَكُنْ هذِهِ ٱلْحُفْنَةُ مِنَ ٱلْيَهُودِ لِتَصْمُدَ فِي وَجْهِ ٱلْأَعْدَاءِ ٱلَّذِينَ شَكَّلُوا قُوَّةً عَظِيمَةً، لكِنَّ نَحَمْيَا حَثَّهُمْ: «لَا تَخَافُوا . . . اُذْكُرُوا يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْمَخُوفَ». — نحميا ٤:٧-٩، ١١، ١٣، ١٤.
١٠ (أ) مَا ٱلَّذِي جَعَلَ أَعْدَاءَ نَحَمْيَا يَعْدِلُونَ فَجْأَةً عَنْ مُحَارَبَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟ (ب) أَيَّةُ تَدَابِيرَ ٱتَّخَذَهَا نَحَمْيَا؟
١٠ وَفَجْأَةً، ٱتَّخَذَتِ ٱلْأَحْدَاثُ مَنْحًى مُخْتَلِفًا. فَقَدْ عَدَلَ ٱلْأَعْدَاءُ عَنْ مُحَارَبَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. وَٱلسَّبَبُ؟ يُخْبِرُ نَحَمْيَا: «أَبْطَلَ ٱللّٰهُ خُطَّتَهُمْ». مَعَ ذلِكَ، عَرَفَ نَحَمْيَا أَنَّهُمْ مَا زَالُوا يُشَكِّلُونَ خَطَرًا عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. فَأَجْرَى بِفِطْنَةٍ بَعْضَ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي طَرِيقَةِ عَمَلِ ٱلْبَنَّائِينَ. فَصَارَ «كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِٱلْيَدِ ٱلْوَاحِدَةِ وَيُمْسِكُ ٱلْحَرْبَةَ بِٱلْيَدِ ٱلْأُخْرَى». كَمَا عَيَّنَ نَحَمْيَا رَجُلًا ‹يَنْفُخُ فِي ٱلْقَرْنِ› تَحْذِيرًا لِلْبَنَّائِينَ فِي حَالِ هَجَمَ ٱلْعَدُوُّ عَلَيْهِمْ. وَٱلْأَهَمُّ مِنْ كُلِّ ذلِكَ أَنَّهُ طَمْأَنَ ٱلشَّعْبَ مِنْ جَدِيدٍ: «إِلٰهُنَا يُحَارِبُ عَنَّا». (نحميا ٤:١٥-٢٠) وَهكَذَا بَعْدَ أَنْ تَشَجَّعَ ٱلْبَنَّاؤُونَ وَصَارُوا أَكْثَرَ ٱسْتِعْدَادًا لِمُوَاجَهَةِ ٱلْهَجَمَاتِ، تَابَعُوا ٱلْعَمَلَ ٱلْمُوكَلَ إِلَيْهِمْ. فَأَيَّةُ دُرُوسٍ نَسْتَمِدُّهَا مِنْ هذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟
١١ مَا ٱلَّذِي يُمَكِّنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ مِنَ ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلْمُقَاوِمِينَ، وَكَيْفَ يَغْلِبُونَ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ؟
١١ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يُوَاجِهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُقَاوَمَةً عَنِيفَةً، حَتَّى إِنَّ مُقَاوِمِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ ٱلشَّرِسِينَ يُشَكِّلُونَ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ قُوَّةً عَظِيمَةً. وَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ، لَا مَجَالَ لِأَنْ يَصْمُدَ رُفَقَاؤُنَا ٱلْمُؤْمِنُونَ فِي وَجْهِهِمْ. لكِنَّهُمْ وَاثِقُونَ أَنَّ ‹ٱللّٰهَ سَيُحَارِبُ عَنْهُمْ›. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، غَالِبًا مَا يَشْعُرُ إِخْوَتُنَا ٱلْمُضْطَهَدُونَ مِنْ أَجْلِ مُعْتَقَدَاتِهِمْ أَنَّ يَهْوَه يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِهِمْ وَ ‹يُبْطِلُ خُطَّةَ› ٱلْأَعْدَاءِ ٱلْأَشِدَّاءِ. حَتَّى فِي ٱلْبُلْدَانِ حَيْثُ عَمَلُ ٱلْمَلَكُوتِ مَحْظُورٌ، لَا يَعْدَمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ وَسِيلَةً لِمُوَاصَلَةِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ. فَتَمَامًا كَمَا أَجْرَى ٱلْبَنَّاؤُونَ فِي أُورُشَلِيمَ بَعْضَ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي طَرِيقَةِ عَمَلِهِمْ، يُجْرِي شُهُودُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ بِفِطْنَةٍ تَعْدِيلَاتٍ فِي طَرِيقَةِ كِرَازَتِهِمْ حِينَ يُهَاجَمُونَ، لكِنَّهُمْ بِٱلطَّبْعِ لَا يَسْتَخْدِمُونَ أَسْلِحَةً حَرْفِيَّةً. (٢ كورنثوس ١٠:٤) وَهكَذَا، حَتَّى لَوْ تَعَرَّضَ ٱلشُّهُودُ لِلْعُنْفِ ٱلْجَسَدِيِّ فَإِنَّ ذلِكَ لَا يُعَرْقِلُ نَشَاطَاتِهِمِ ٱلْكِرَازِيَّةَ. (١ بطرس ٤:١٦) عَلَى ٱلْعَكْسِ، ‹يَغْلِبُ› هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلشُّجْعَانُ ‹ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ›.
«هَلُمَّ نَتَوَاعَدُ وَنَلْتَقِي»
١٢، ١٣ (أ) أَيَّةُ مَكِيدَةٍ لَجَأَ إِلَيْهَا أَعْدَاءُ نَحَمْيَا؟ (ب) لِمَاذَا رَفَضَ نَحَمْيَا لِقَاءَ مُقَاوِمِيهِ؟
١٢ بَعْدَ أَنْ أَدْرَكَ أَعْدَاءُ نَحَمْيَا أَنَّ هَجَمَاتِهِمِ ٱلْمُبَاشَرَةَ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ، لَجَأُوا إِلَى أَشْكَالٍ خَبِيثَةٍ مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ. فَقَدْ حَاكُوا لَهُ ثَلَاثَ مَكَائِدَ. مَا هِيَ؟
١٣ فِي ٱلْمَكِيدَةِ ٱلْأُولَى، حَاوَلَ أَعْدَاءُ نَحَمْيَا أَنْ يَخْدَعُوهُ قَائِلِينَ: «هَلُمَّ نَتَوَاعَدُ وَنَلْتَقِي فِي قُرَى سَهْلِ وَادِي أُونُو». فَبِمَا أَنَّ أُونُو تَقَعُ بَيْنَ أُورُشَلِيمَ وَٱلسَّامِرَةِ، كَانَ ٱلْأَعْدَاءُ يَقْتَرِحُونَ عَلَى نَحَمْيَا أَنْ يَلْتَقُوا مَعَهُ فِي نُقْطَةٍ وَسَطٍ لِكَيْ يَحُلُّوا خِلَافَاتِهِمْ. فَمَاذَا فَعَلَ نَحَمْيَا؟ كَانَ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يُفَكِّرَ: ‹يَبْدُو هذَا ٱلْحَلُّ مَنْطِقِيًّا، فَٱلْحِوَارُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْعِرَاكِ›. لكِنَّهُ لَمْ يُفَكِّرْ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ وَلَمْ يَقْبَلْ عَرْضَهُمْ. لِمَاذَا؟ يُجِيبُ نَحَمْيَا: ‹كَانُوا يُخَطِّطُونَ لِإِلْحَاقِ ٱلضَّرَرِ بِي›. فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّهَا مَكِيدَةٌ خَدَّاعَةٌ يَحُوكُونَهَا لَهُ. لِذلِكَ قَالَ لِمُقَاوِمِيهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ: «لَا أَسْتَطِيعُ ٱلنُّزُولَ. لِمَاذَا يَتَعَطَّلُ ٱلْعَمَلُ فِيمَا أَتْرُكُهُ وَأَنْزِلُ إِلَيْكُمْ؟». وَهكَذَا فَشِلَتْ مُحَاوَلَاتُ ٱلْأَعْدَاءِ لِجَعْلِ نَحَمْيَا يَقْبَلُ بِهذَا ٱلْحَلِّ ٱلْوَسَطِ. فَقَدْ بَقِيَ مُرَكِّزًا عَلَى عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ. — نحميا ٦:١-٤.
١٤ مَاذَا فَعَلَ نَحَمْيَا حِينَ وُجِّهَتْ إِلَيْهِ ٱتِّهَامَاتٌ بَاطِلَةٌ؟
١٤ فِي ٱلْمَكِيدَةِ ٱلثَّانِيَةِ، لَجَأَ ٱلْأَعْدَاءُ إِلَى إِطْلَاقِ ٱلشَّائِعَاتِ عَلَى نَحَمْيَا مُتَّهِمِينَ إِيَّاهُ ‹بِٱلتَّخْطِيطِ لِلتَّمَرُّدِ› عَلَى ٱلْمَلِكِ أَرْتَحْشَسْتَا. وَمِنْ جَدِيدٍ طَلَبُوا مِنْهُ: «هَلُمَّ ٱلْآنَ لِنَتَشَاوَرَ مَعًا». لكِنَّ نَحَمْيَا رَفَضَ مَرَّةً أُخْرَى هذَا ٱلْعَرْضَ لِأَنَّهُ عَرَفَ نَوَايَا أَعْدَائِهِ. كَتَبَ: «كَانُوا جَمِيعُهُمْ يُخِيفُونَنَا، قَائِلِينَ: ‹سَتَرْتَخِي أَيْدِيهِمْ عَنِ ٱلْعَمَلِ فَلَا يُعْمَلُ›». وَمَاذَا فَعَلَ نَحَمْيَا؟ لَقَدْ دَحَضَ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ ٱتِّهَامَاتِ ٱلْأَعْدَاءِ قَائِلًا لِسَنْبَلَّطَ: «لَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَمَا تَقُولُ، إِنَّمَا أَنْتَ تَخْتَلِقُ ذٰلِكَ مِنْ قَلْبِكَ». كَمَا صَلَّى إِلَى يَهْوَه: «قَوِّ . . . يَدَيَّ». فَقَدْ كَانَ وَاثِقًا أَنَّهُ سَيَتَمَكَّنُ بِمَعُونَةِ يَهْوَه مِنْ إِحْبَاطِ هذِهِ ٱلْمَكِيدَةِ ٱلشِّرِّيرَةِ وَٱلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ. — نحميا ٦:٥-٩.
١٥ أَيَّةُ نَصِيحَةٍ قَدَّمَهَا نَبِيٌّ كَاذِبٌ لِنَحَمْيَا، وَلِمَاذَا لَمْ يَقْبَلْهَا؟
١٥ فِي ٱلْمَكِيدَةِ ٱلثَّالِثَةِ، ٱسْتَخْدَمَ ٱلْأَعْدَاءُ إِسْرَائِيلِيًّا خَائِنًا يُدْعَى شَمَعْيَا لِجَعْلِ نَحَمْيَا يَكْسِرُ شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ. فَقَدْ قَالَ لَهُ: «لِنَتَوَاعَدْ وَنَلْتَقِ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ، فِي دَاخِلِ ٱلْهَيْكَلِ، وَنُغْلِقْ أَبْوَابَ ٱلْهَيْكَلِ، لِأَنَّهُمْ آتُونَ لِيَقْتُلُوكَ». كَانَ شَمَعْيَا يَقُولُ لِنَحَمْيَا إِنَّ ٱلْأَعْدَاءَ يَنْوُونَ ٱغْتِيَالَهُ وَإِنَّ عَلَيْهِ ٱلِٱخْتِبَاءَ فِي ٱلْهَيْكَلِ لِكَيْ يَنْجُوَ بِحَيَاتِهِ. غَيْرَ أَنَّ نَحَمْيَا لَمْ يَكُنْ كَاهِنًا، وَٱخْتِبَاؤُهُ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ ٱعْتُبِرَ خَطِيَّةً. فَهَلْ كَانَ سَيَكْسِرُ شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ لِكَيْ يَنْجُوَ بِحَيَاتِهِ؟ أَجَابَ نَحَمْيَا: «أَرَجُلٌ مِثْلِي . . . يَدْخُلُ ٱلْهَيْكَلَ وَيَحْيَا؟ لَنْ أَدْخُلَ!». وَلِمَاذَا لَمْ يَقَعْ نَحَمْيَا فِي ٱلْفَخِّ ٱلَّذِي نُصِبَ لَهُ؟ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ «ٱللّٰهَ لَمْ يُرْسِلْ» شَمَعْيَا مَعَ أَنَّهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَلَوْ كَانَ نَبِيًّا حَقِيقِيًّا لَمَا نَصَحَهُ بِكَسْرِ شَرِيعَةِ ٱللّٰهِ. وَهذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَيْضًا، لَمْ يَدَعْ نَحَمْيَا ٱلسُّوءَ يَغْلِبُهُ. وَبُعَيْدَ ذلِكَ، كَتَبَ: «وَأَخِيرًا كَمُلَ ٱلسُّورُ فِي ٱلْخَامِسِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ، فِي ٱثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْمًا». — نحميا ٦:١٠-١٥؛ عدد ١:٥١؛ ١٨:٧.
١٦ (أ) كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ حِينَ نُوَاجِهُ أَصْدِقَاءَ كَاذِبِينَ، مُتَّهِمِينَ كَاذِبِينَ، وَإِخْوَةً كَاذِبِينَ؟ (ب) كَيْفَ تُظْهِرُونَ شَخْصِيًّا أَنَّكُمْ تَرْفُضُونَ ٱلْمُسَايَرَةَ عَلَى حِسَابِ مُعْتَقَدَاتِكُمْ فِي ٱلْبَيْتِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ؟
١٦ عَلَى غِرَارِ نَحَمْيَا، قَدْ نُوَاجِهُ نَحْنُ أَيْضًا مُقَاوِمِينَ هُمْ أَصْدِقَاءُ كَاذِبُونَ، مُتَّهِمُونَ كَاذِبُونَ، وَإِخْوَةٌ كَاذِبُونَ. فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَطْلُبُ مِنَّا ٱلْبَعْضُ أَنْ نَلْتَقِيَ مَعًا فِي نُقْطَةٍ وَسَطٍ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. فَقَدْ يُحَاوِلُونَ إِقْنَاعَنَا أَنَّهُ إِذَا خَفَّفْنَا مِنْ غَيْرَتِنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَه، يُمْكِنُ أَنْ نُحَقِّقَ بَعْضَ ٱلْأَهْدَافِ ٱلْعَالَمِيَّةِ. لكِنَّنَا نَرْفُضُ أَنْ نَقْبَلَ هذَا ٱلْحَلَّ ٱلْوَسَطَ لِأَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ يَحْتَلُّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِنَا. (متى ٦:٣٣؛ لوقا ٩:٥٧-٦٢) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ، يُوَجِّهُ إِلَيْنَا ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً. فَفِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ، نُتَّهَمُ بِأَنَّنَا نُشَكِّلُ تَهْدِيدًا لِلدَّوْلَةِ، تَمَامًا كَمَا ٱتُّهِمَ نَحَمْيَا بِٱلتَّمَرُّدِ عَلَى ٱلْمَلِكِ. وَقَدْ نَجَحْنَا فِي دَحْضِ بَعْضِ ٱلِٱتِّهَامَاتِ أَمَامَ ٱلْمَحَاكِمِ. وَلكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ فِي حَالَاتٍ مُعَيَّنَةٍ، نَحْنُ نُصَلِّي بِثِقَةٍ إِلَى يَهْوَه أَنْ يُوَجِّهَ ٱلْأُمُورَ بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ. (فيلبي ١:٧) وَقَدْ تَأْتِينَا ٱلْمُقَاوَمَةُ أَيْضًا مِنْ أَشْخَاصٍ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ يَخْدُمُونَ يَهْوَه. فَكَمَا حَاوَلَ أَحَدُ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْيَهُودِ أَنْ يُقْنِعَ نَحَمْيَا بِكَسْرِ شَرِيعَةِ ٱللّٰهِ لِكَيْ يَنْجُوَ بِحَيَاتِهِ، قَدْ يُحَاوِلُ شُهُودٌ سَابِقُونَ ٱرْتَدُّوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ أَنْ يَضْغَطُوا عَلَيْنَا لِكَيْ نُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ مُعْتَقَدَاتِنَا بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى. غَيْرَ أَنَّنَا نَرْفُضُ ٱلْإِصْغَاءَ إِلَى هؤُلَاءِ ٱلْمُرْتَدِّينَ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ نَجَاتَنَا وَقْفٌ عَلَى ٱتِّبَاعِنَا شَرَائِعَ ٱللّٰهِ، لَا عَلَى كَسْرِنَا إِيَّاهَا. (١ يوحنا ٤:١) نَعَمْ، بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه يُمْكِنُنَا أَنْ نَغْلِبَ كُلَّ أَشْكَالِ ٱلسُّوءِ.
إِعْلَانُ ٱلْبِشَارَةِ رَغْمَ مُوَاجَهَةِ ٱلسُّوءِ
١٧، ١٨ (أ) مَا هُوَ هَدَفُ ٱلشَّيْطَانِ وَعُمَلَائِهِ؟ (ب) عَلَامَ أَنْتُمْ مُصَمِّمُونَ، وَلِمَاذَا؟
١٧ تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ إِنَّ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ «غَلَبُوا [ٱلشَّيْطَانَ] . . . بِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ». (رؤيا ١٢:١١) إِذًا، ثَمَّةَ ٱرْتِبَاطٌ وَثِيقٌ بَيْنَ غَلْبِ ٱلشَّيْطَانِ — مَصْدَرِ ٱلسُّوءِ — وَٱلْكِرَازَةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. لِذلِكَ لَا عَجَبَ أَنْ يُحَارِبَ ٱلشَّيْطَانُ بِشَرَاسَةٍ ٱلْبَقِيَّةَ ٱلْمَمْسُوحَةَ وَ ‹ٱلْجَمْعَ الكَثِيرَ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ بِإِثَارَةِ ٱلْمُقَاوَمَةِ ضِدَّهُمْ. — رؤيا ٧:٩؛ ١٢:١٧.
١٨ وَكَمَا رَأَيْنَا، قَدْ تَشْمُلُ ٱلْمُقَاوَمَةُ ٱلْهُجُومَ ٱلشَّفَهِيَّ وَٱلْعُنْفَ، أَوْ يُمْكِنُ أَنْ تَتَّخِذَ أَشْكَالًا خَبِيثَةً أُخْرَى. وَفِي كُلِّ ٱلْأَحْوَالِ، يَبْقَى هَدَفُ ٱلشَّيْطَانِ وَاحِدًا: أَنْ يُوقِفَ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ. لكِنَّهُ سَيَفْشَلُ فَشَلًا ذَرِيعًا لِأَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ مُصَمِّمُونَ مِثْلَ نَحَمْيَا قَدِيمًا أَنْ ‹يَغْلِبُوا ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ›. وَهُمْ يَفْعَلُونَ ذلِكَ بِٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ إِلَى أَنْ يَقُولَ يَهْوَه أَنَّ ٱلْعَمَلَ قَدِ ٱنْتَهَى. — مرقس ١٣:١٠؛ روما ٨:٣١؛ فيلبي ١:٢٧، ٢٨.
[الحاشية]
a لِلْحُصُولِ عَلَى مَعْلُومَاتٍ حَوْلَ خَلْفِيَّةِ هذِهِ ٱلْحَوَادِثِ، ٱقْرَأْ نحميا ١:١-٤؛ ٢:١-٦، ٩-٢٠؛ ٤:١-٢٣؛ ٦:١-١٥.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• أَيَّةُ مُقَاوَمَةٍ وَاجَهَهَا خُدَّامُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي وَيُوَاجِهُهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي أَيَّامِنَا؟
• مَاذَا كَانَ هَدَفُ أَعْدَاءِ نَحَمْيَا، وَمَا هُوَ هَدَفُ أَعْدَاءِ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟
• كَيْفَ نُدَاوِمُ ٱلْيَوْمَ عَلَى غَلْبِ ٱلسُّوءِ بِٱلصَّلَاحِ؟
[الاطار/الصورة في الصفحة ٢٩]
دُرُوسٌ نَسْتَخْلِصُهَا مِنْ سِفْرِ نَحَمْيَا
يُوَاجِهُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ
• ٱلِٱسْتِهْزَاءَ
• ٱلْعُنْفَ
• ٱلْخِدَاعَ
اَلْخِدَاعُ وَسِيلَةٌ يَلْجَأُ إِلَيْهَا
• ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْكَاذِبُونَ
• ٱلْمُتَّهِمُونَ ٱلْكَاذِبُونَ
• ٱلْإِخْوَةُ ٱلْكَاذِبُونَ
يَغْلِبُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلسُّوءَ حِينَ
• يُتَمِّمُونَ بِأَمَانَةٍ ٱلْمُهِمَّةَ ٱلَّتِي أَوْكَلَهَا ٱللّٰهُ إِلَيْهِمْ
[الصورة في الصفحة ٢٧]
أَعَادَ نَحَمْيَا وَرُفَقَاؤُهُ بِنَاءَ سُورِ أُورُشَلِيمَ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلشَّرِسَةِ
[الصورة في الصفحة ٣١]
يَكْرِزُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ بِٱلْبِشَارَةِ بِكُلِّ جُرْأَةٍ