أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، قَوُّوا إِيمَانَ أَوْلَادِكُمْ!
«اَلشُّبَّانُ وَٱلْعَذَارَى . . . لِيُسَبِّحُوا ٱسْمَ يَهْوَهَ». — مز ١٤٨:١٢، ١٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨٨، ١١٥
١، ٢ (أ) أَيُّ تَحَدٍّ يُوَاجِهُهُ ٱلْوَالِدُونَ، وَكَيْفَ يَتَغَلَّبُونَ عَلَيْهِ؟ (ب) أَيَّةُ أُمُورٍ أَرْبَعَةٍ سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا؟
قَالَ زَوْجَانِ مِنْ فَرَنْسَا: «نَحْنُ نُؤْمِنُ بِيَهْوَهَ، لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَعْنِي بِٱلضَّرُورَةِ أَنَّ أَوْلَادَنَا سَيُؤْمِنُونَ بِهِ. فَٱلْإِيمَانُ لَا يَنْتَقِلُ بِٱلْوِرَاثَةِ. بَلْ عَلَى أَوْلَادِنَا أَنْ يُنَمُّوهُ تَدْرِيجِيًّا». وَكَتَبَ أَخٌ مِنْ أُوسْتْرَالِيَا: «إِنَّ أَكْبَرَ تَحَدٍّ تُوَاجِهُهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ هُوَ غَرْسُ ٱلْإِيمَانِ فِي قَلْبِ وَلَدِكَ». ثُمَّ أَضَافَ: «قَدْ تَظُنُّ أَنَّكَ أَقْنَعْتَهُ بِجَوَابِكَ، لٰكِنَّهُ سُرْعَانَ مَا يَطْرَحُ عَلَيْكَ ٱلسُّؤَالَ نَفْسَهُ مُجَدَّدًا! فَٱلْأَجْوِبَةُ ٱلَّتِي تُرْضِي فُضُولَهُ ٱلْيَوْمَ رُبَّمَا لَا تُرْضِيهِ غَدًا. لِذَا يَلْزَمُ أَحْيَانًا أَنْ تُنَاقِشَ ٱلْمَوْضُوعَ نَفْسَهُ مِرَارًا وَتَكْرَارًا».
٢ فَهَلْ تَشْعُرُ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُ أَنَّكَ غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى تَعْلِيمِ وَلَدِكَ أَنْ يُحِبَّ يَهْوَهَ وَيَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَتِهِ عِنْدَمَا يَكْبُرُ؟ طَبْعًا، لَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ إِتْمَامَ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ بِحِكْمَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ. (ار ١٠:٢٣) وَلٰكِنْ فِي وِسْعِكَ أَنْ تُتَمِّمَهَا إِذَا ٱتَّبَعْتَ إِرْشَادَ ٱللّٰهِ. فَكَيْفَ تُقَوِّي إِيمَانَ وَلَدِكَ؟ (١) اِعْرِفْهُ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ. (٢) عَلِّمْهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ. (٣) اِسْتَعْمِلِ ٱلْأَمْثِلَةَ ٱلتَّعْلِيمِيَّةَ. وَ (٤) تَحَلَّ بِٱلصَّبْرِ وَصَلِّ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
اِعْرِفْ وَلَدَكَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ
٣ كَيْفَ يَتَمَثَّلُ ٱلْوَالِدُونَ بِيَسُوعَ فِي تَعْلِيمِهِمْ؟
٣ لَمْ يَتَرَدَّدْ يَسُوعُ أَنْ يَسْأَلَ تَلَامِيذَهُ عَمَّا يُؤْمِنُونَ بِهِ. (مت ١٦:١٣-١٥) فَلِمَ لَا تَتَمَثَّلُ بِهِ؟ عِنْدَمَا تَتَحَدَّثُ مَعَ وَلَدِكَ أَوْ تُمَارِسُ بَعْضَ ٱلنَّشَاطَاتِ مَعَهُ، ٱسْأَلْهُ عَنْ رَأْيِهِ وَحَقِيقَةِ شُعُورِهِ. فَهَلْ لَدَيْهِ تَسَاؤُلَاتٌ أَوْ شُكُوكٌ؟ كَتَبَ أَخٌ عُمْرُهُ ١٥ سَنَةً مِنْ أُوسْتْرَالِيَا: «كَثِيرًا مَا كَانَ أَبِي يَتَحَدَّثُ مَعِي عَنْ إِيمَانِي وَيُسَاعِدُنِي أَنْ أُفَكِّرَ مَنْطِقِيًّا. فَيَسْأَلُنِي: ‹مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟›، ‹هَلْ تُؤْمِنُ بِذٰلِكَ؟›، وَ ‹لِمَ تُؤْمِنُ بِهِ؟›. وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ أُجِيبَهُ بِكَلِمَاتِي ٱلْخَاصَّةِ، لَا أَنْ أُرَدِّدَ كَلِمَاتِهِ هُوَ أَوْ كَلِمَاتِ أُمِّي. وَفِيمَا رُحْتُ أَكْبُرُ فِي ٱلسِّنِّ، كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَتَوَسَّعَ فِي أَجْوِبَتِي».
٤ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَلَّا يَسْتَخِفَّ ٱلْوَالِدُونَ بِأَسْئِلَةِ أَوْلَادِهِمْ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٤ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، إِذَا شَكَّكَ وَلَدُكَ فِي بَعْضِ ٱلتَّعَالِيمِ، فَلَا تَحْتَدَّ أَوْ تَتَّخِذْ مَوْقِفًا دِفَاعِيًّا. تَحَلَّ بِٱلصَّبْرِ وَسَاعِدْهُ أَنْ يُحَلِّلَ ٱلْمَسْأَلَةَ. قَالَ أَحَدُ ٱلْآبَاءِ: «لَا تَسْتَخِفَّ بِأَسْئِلَةِ وَلَدِكَ أَوْ تَتَجَاهَلْهَا، وَلَا تَتَجَنَّبِ ٱلْمَوْضُوعَ لِأَنَّهُ يُشْعِرُكَ بِعَدَمِ ٱلِٱرْتِيَاحِ». أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ أَسْئِلَةَ وَلَدِكَ ٱلصَّادِقَةَ دَلِيلٌ أَنَّهُ مُهْتَمٌّ بِفَهْمِ ٱلْمَسْأَلَةِ. حَتَّى يَسُوعُ طَرَحَ أَسْئِلَةً وَهُوَ فِي ٱلـ ١٢ مِنْ عُمْرِهِ. (اقرأ لوقا ٢:٤٦.) يَتَذَكَّرُ أَخٌ مِنَ ٱلدَّانِمَارْك عُمْرُهُ ١٥ سَنَةً: «لَمْ يَنْفَعِلْ وَالِدَايَ عِنْدَمَا كُنْتُ أَسْأَلُهُمَا هَلْ دِينُنَا هُوَ ٱلدِّينُ ٱلْحَقُّ، مَعَ أَنَّ ذٰلِكَ أَقْلَقَهُمَا بَعْضَ ٱلشَّيْءِ. إِلَّا أَنَّهُمَا أَجَابَانِي عَنْ كُلِّ أَسْئِلَتِي مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».
٥ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْوَالِدُونَ أَنَّهُمْ لَا يَعْتَبِرُونَ إِيمَانَ أَوْلَادِهِمْ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ؟
٥ اِعْرِفْ وَلَدَكَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ: أَفْكَارَهُ وَمَشَاعِرَهُ وَمَا يَشْغَلُ بَالَهُ. لَا تَفْتَرِضْ أَنَّهُ يُؤْمِنُ بِيَهْوَهَ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُ يَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ أَوْ يَشْتَرِكُ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. تَحَدَّثَا مَعًا فِي أُمُورٍ رُوحِيَّةٍ فِيمَا تُمَارِسَانِ نَشَاطَاتِكُمَا ٱلْيَوْمِيَّةَ. صَلِّ مَعَهُ وَمِنْ أَجْلِهِ. حَاوِلْ أَنْ تَعْرِفَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي يَمُرُّ بِهَا، وَسَاعِدْهُ أَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا.
عَلِّمْ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ
٦ كَيْفَ يَكُونُ تَعْلِيمُ ٱلْوَالِدِينَ فَعَّالًا؟
٦ أَصْغَى ٱلنَّاسُ إِلَى يَسُوعَ بِٱنْتِبَاهٍ لِأَنَّهُ أَحَبَّ يَهْوَهَ وَعَرَفَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ جَيِّدًا. كَمَا أَنَّهُمْ شَعَرُوا أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ. (لو ٢٤:٣٢؛ يو ٧:٤٦) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، حِينَ يَرَى وَلَدُكَ أَنَّكَ تُحِبُّ يَهْوَهَ، قَدْ يَنْدَفِعُ إِلَى مَحَبَّتِهِ هُوَ أَيْضًا. (اقرإ التثنية ٦:٥-٨؛ لوقا ٦:٤٥.) لِذَا ٱدْرُسْ بِٱجْتِهَادٍ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَمَطْبُوعَاتِنَا. وَتَعَلَّمْ عَنْ خَلِيقَةِ يَهْوَهَ. (مت ٦:٢٦، ٢٨) وَكُلَّمَا تَوَسَّعَتْ مَعْرِفَتُكَ وَزَادَ تَقْدِيرُكَ لِيَهْوَهَ، أَصْبَحْتَ مُجَهَّزًا بِشَكْلٍ أَفْضَلَ لِتُعَلِّمَ أَوْلَادَكَ. — لو ٦:٤٠.
٧، ٨ إِلَامَ يَنْدَفِعُ ٱلْوَالِدُونَ حِينَ تَنْغَرِسُ حَقَائِقُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي قُلُوبِهِمْ؟ أَوْضِحْ.
٧ حِينَ تَنْغَرِسُ حَقَائِقُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي قَلْبِكَ، تَنْدَفِعُ إِلَى إِخْبَارِ أَوْلَادِكَ عَنْهَا. فَلَا تَكْتَفِ بِذِكْرِهَا أَثْنَاءَ ٱلتَّحْضِيرِ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَوْ خِلَالَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. بَلِ ٱسْتَغِلَّ ٱلْأَوْقَاتَ ٱلَّتِي تَكُونُونَ فِيهَا مَعًا لِتُعَلِّمَهُمْ عَنْ يَهْوَهَ. مَثَلًا، ٱعْتَادَ زَوْجَانِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ أَنْ يَتَحَدَّثَا مَعَ ٱبْنَتَيْهِمَا عَنْ يَهْوَهَ فِيمَا يَتَمَتَّعُونَ بِجَمَالِ ٱلطَّبِيعَةِ أَوْ بِوَجْبَةِ طَعَامٍ لَذِيذَةٍ. يُخْبِرَانِ: «نَحْنُ نُذَكِّرُ ٱبْنَتَيْنَا أَنَّ كُلَّ مَا رَتَّبَهُ يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِنَا يُظْهِرُ مَحَبَّتَهُ لَنَا وَٱهْتِمَامَهُ بِنَا». وَيَسْتَغِلُّ زَوْجَانِ فِي جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا وَقْتَ ٱلْعَمَلِ فِي حَدِيقَةِ ٱلْبَيْتِ لِيُخْبِرَا ٱبْنَتَيْهِمَا كَيْفَ تُصْبِحُ ٱلْبِزْرَةُ نَبْتَةً كَبِيرَةً. يَقُولَانِ: «نُحَاوِلُ أَنْ نُنَمِّيَ فِي ٱبْنَتَيْنَا تَقْدِيرًا لِلْحَيَاةِ وَتَعْقِيدِهَا ٱلْمُذْهِلِ».
٨ وَهُنَالِكَ أَبٌ فِي أُوسْتْرَالِيَا ٱصْطَحَبَ ٱبْنَهُ ٱلْبَالِغَ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٠ سَنَوَاتٍ إِلَى مَتْحَفٍ. وَٱسْتَغَلَّ ٱلْفُرْصَةَ لِيُقَوِّيَ إِيمَانَهُ بِٱللّٰهِ وَرِوَايَةِ ٱلْخَلْقِ. يَقُولُ ٱلْأَبُ: «يَعْرِضُ ٱلْمَتْحَفُ كَائِنَاتٍ بَحْرِيَّةً ٱنْقَرَضَتْ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ تُدْعَى ٱلْآمُونِيَّاتِ وَثُلَاثِيَّاتِ ٱلْفُصُوصِ. كَمْ أَدْهَشَتْنَا بِنْيَتُهَا ٱلْكَامِلَةُ ٱلَّتِي لَا تَقِلُّ جَمَالًا وَتَعْقِيدًا عَنْ بِنْيَةِ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْمَوْجُودَةِ ٱلْيَوْمَ! فَإِذَا تَطَوَّرَتِ ٱلْحَيَاةُ مِنْ أَشْكَالٍ بَسِيطَةٍ إِلَى أَشْكَالٍ أَكْثَرَ تَعْقِيدًا، فَلِمَ كَانَتْ تِلْكَ ٱلْكَائِنَاتُ ٱلْبِدَائِيَّةُ مُعَقَّدَةً لِلْغَايَةِ؟ مَا تَعَلَّمْتُهُ أَثَّرَ فِيَّ كَثِيرًا، لِذَا سَارَعْتُ أَنْ أُخْبِرَ ٱبْنِي عَنْهُ».
اِسْتَعْمِلْ أَمْثِلَةً تَعْلِيمِيَّةً
٩ كَيْفَ تُسَاعِدُ ٱلْأَمْثِلَةُ فِي تَعْلِيمِ ٱلْأَوْلَادِ، وَكَيْفَ أَحْسَنَتْ أُمٌّ ٱسْتِخْدَامَهَا؟
٩ كَثِيرًا مَا ذَكَرَ يَسُوعُ أَمْثَالًا تُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ، تَمَسُّ قُلُوبَهُمْ، وَتُسَاعِدُهُمْ عَلَى تَذَكُّرِ ٱلدُّرُوسِ. (مت ١٣:٣٤، ٣٥) وَٱلْأَوْلَادُ بِطَبِيعَتِهِمْ لَدَيْهِمْ خَيَالٌ وَاسِعٌ. لِذَا أَكْثِرْ مِنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱلْأَمْثَالِ. وَهٰذَا مَا فَعَلَتْهُ أُمٌّ مِنَ ٱلْيَابَان. فَعِنْدَمَا كَانَ ٱبْنَاهَا بِعُمْرِ ٨ وَ ١٠ سَنَوَاتٍ، أَرَادَتْ أَنْ تُعَلِّمَهُمَا كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْغِلَافُ ٱلْجَوِّيُّ عِنَايَةَ يَهْوَهَ بِنَا. فَأَعْطَتْهُمَا حَلِيبًا وَسُكَّرًا وَبُنًّا، وَطَلَبَتْ مِنْ كُلٍّ مِنْهُمَا أَنْ يُعِدَّ لَهَا فِنْجَانَ قَهْوَةٍ. تُخْبِرُ: «لَقَدْ أَعَدَّا ٱلْقَهْوَةَ بِعِنَايَةٍ. وَعِنْدَمَا سَأَلْتُهُمَا لِمَ فَعَلَا ذٰلِكَ، قَالَا إِنَّهُمَا أَرَادَا أَنْ أَسْتَمْتِعَ بِهَا. فَأَوْضَحْتُ لَهُمَا أَنَّ ٱللّٰهَ خَلَطَ ٱلْغَازَاتِ فِي ٱلْغِلَافِ ٱلْجَوِّيِّ بِعِنَايَةٍ مُمَاثِلَةٍ، بِكَمِّيَّاتٍ تُنَاسِبُنَا تَمَامًا». وَقَدْ أَحَبَّ ٱلْوَلَدَانِ هٰذَا ٱلدَّرْسَ، وَٱنْطَبَعَ فِي ذَاكِرَتِهِمَا.
١٠، ١١ (أ) أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تُسَاعِدُ ٱلْوَلَدَ أَنْ يُقَوِّيَ إِيمَانَهُ بِٱللّٰهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ وَجَدْتَهَا مُفِيدَةً فِي تَعْلِيمِ وَلَدِكَ؟
١٠ وَأَيُّ مِثَالٍ آخَرَ يُسَاعِدُكَ أَنْ تُقَوِّيَ إِيمَانَ وَلَدِكَ بِٱلْخَالِقِ؟ بَعْدَ أَنْ تَصْنَعَا مَعًا قَالَبَ حَلْوَى، أَخْبِرْهُ بِأَهَمِّيَّةِ ٱتِّبَاعِ ٱلْوَصْفَةِ بِدِقَّةٍ. ثُمَّ أَعْطِهِ تُفَّاحَةً وَٱسْأَلْهُ: «هَلْ تَعْرِفُ أَنَّ ٱلتُّفَّاحَةَ أُعِدَّتْ بِحَسَبِ وَصْفَةٍ مُعَيَّنَةٍ؟». بَعْدَ ذٰلِكَ ٱقْطَعِ ٱلتُّفَّاحَةَ، وَأَعْطِهِ بِزْرَةً. وَٱشْرَحْ لَهُ أَنَّ ٱلْوَصْفَةَ «مَكْتُوبَةٌ» دَاخِلَ ٱلْبِزْرَةِ، وَلٰكِنْ بِلُغَةٍ مُعَقَّدَةٍ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْوَصْفَةِ فِي كِتَابِ ٱلطَّبْخِ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ ٱسْأَلْهُ: «إِذَا كَانَ هُنَالِكَ مَنْ كَتَبَ وَصْفَةَ قَالَبِ ٱلْحَلْوَى، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى ٱلْوَصْفَةُ ٱلْمُعَقَّدَةُ جِدًّا فِي ٱلتُّفَّاحَةِ؟». أَمَّا إِذَا كَانَ ٱلْوَلَدُ أَكْبَرَ سِنًّا، فَأَوْضِحْ لَهُ أَنَّ وَصْفَةَ ٱلتُّفَّاحَةِ، وَوَصْفَةَ ٱلشَّجَرَةِ بِكَامِلِهَا أَيْضًا، مَوْجُودَةٌ فِي ٱلدَّنَا DNA. ثُمَّ تَأَمَّلَا مَعًا فِي ٱلصُّوَرِ ٱلْإِيضَاحِيَّةِ فِي ٱلصَّفَحَاتِ ١٠ إِلَى ٢٠ مِنْ كُرَّاسَةِ خَمْسَةُ أَسْئِلَةٍ وَجِيهَةٍ عَنْ أَصْلِ ٱلْحَيَاةِ.
١١ كَمَا أَنَّ وَالِدِينَ كَثِيرِينَ يُنَاقِشُونَ مَعَ أَوْلَادِهِمْ مَقَالَاتٍ مِنْ سِلْسِلَةِ «هَلْ مِنْ مُصَمِّمٍ؟» فِي مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ!. وَإِذَا كَانَ ٱلْأَوْلَادُ صِغَارًا جِدًّا، يَشْرَحُونَ لَهُمُ ٱلْأَفْكَارَ بِأُسْلُوبٍ بَسِيطٍ. مَثَلًا، يُقَارِنُ زَوْجَانِ فِي ٱلدَّانِمَارْك بَيْنَ ٱلطَّائِرَاتِ وَٱلطُّيُورِ. فَيَقُولَانِ: «اَلطَّائِرَاتُ تُشْبِهُ ٱلطُّيُورَ، وَلٰكِنْ هَلْ تَبِيضُ ٱلطَّائِرَاتُ أَوْ تُفَرِّخُ طَائِرَاتٍ صَغِيرَةً؟ هَلْ تَحْتَاجُ ٱلطُّيُورُ إِلَى مَدَارِجَ لِتَهْبِطَ عَلَيْهَا؟ وَمَاذَا تُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ: تَغْرِيدَ ٱلطُّيُورِ أَمْ صَوْتَ ٱلطَّائِرَاتِ؟ بِرَأْيِكَ مَنِ ٱلْأَذْكَى، ٱلَّذِي صَنَعَ ٱلطَّائِرَاتِ أَمِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلطُّيُورَ؟». حِينَ تَطْرَحُ أَفْكَارًا وَأَسْئِلَةً كَهٰذِهِ، تُسَاعِدُ وَلَدَكَ أَنْ يُنَمِّيَ «ٱلْمَقْدِرَةَ ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ» وَيُقَوِّيَ إِيمَانَهُ بِٱللّٰهِ. — ام ٢:١٠-١٢.
١٢ كَيْفَ تُسَاعِدُ ٱلْأَمْثِلَةُ ٱلْوَلَدَ أَنْ يُقَوِّيَ إِيمَانَهُ بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٢ تُقَوِّي ٱلْأَمْثِلَةُ أَيْضًا إِيمَانَ وَلَدِكَ بِدِقَّةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. خُذْ مَثَلًا أَيُّوب ٢٦:٧. (اقرأها.) فَكَيْفَ تُظْهِرُ لَهُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْآيَةَ كُتِبَتْ بِوَحْيٍ مِنَ ٱللّٰهِ؟ لَا تَكْتَفِ بِذِكْرِ ٱلْوَقَائِعِ، بَلْ سَاعِدْهُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ مُخَيِّلَتَهُ. اِلْفِتْ نَظَرَهُ أَنَّ أَيُّوبَ عَاشَ قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنِ ٱخْتِرَاعِ ٱلتِّلِسْكُوبَاتِ أَوِ ٱلْمَرْكَبَاتِ ٱلْفَضَائِيَّةِ. وَٱطْلُبْ مِنْهُ أَنْ يُظْهِرَ كَمْ كَانَ صَعْبًا أَنْ يُصَدِّقَ أَحَدٌ آنَذَاكَ أَنَّ ٱلْأَرْضَ مُعَلَّقَةٌ عَلَى لَا شَيْءٍ. فَيُمْكِنُهُ مَثَلًا أَنْ يَسْتَخْدِمَ كُرَةً أَوْ حَجَرًا لِيُوضِحَ أَنَّ ٱلْأَجْسَامَ لَا بُدَّ أَنْ تَرْتَكِزَ عَلَى شَيْءٍ مَا. وَٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي سَيَتَعَلَّمُهُ هُوَ أَنَّ يَهْوَهَ أَوْحَى بِكِتَابَةِ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ، حَتَّى قَبْلَ أَنْ يُثْبِتَهَا ٱلْبَشَرُ بِوَقْتٍ طَوِيلٍ. — نح ٩:٦.
أَوْضِحْ أَهَمِّيَّةَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
١٣، ١٤ كَيْفَ يُعَلِّمُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ أَهَمِّيَّةَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٣ مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ تُعَلِّمَ وَلَدَكَ أَهَمِّيَّةَ تَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اقرإ المزمور ١:١-٣.) اُطْلُبْ مِنْهُ مَثَلًا أَنْ يَتَخَيَّلَ أَنَّهُ عَلَى جَزِيرَةٍ مُنْعَزِلَةٍ، وَعَلَيْهِ أَنْ يَخْتَارَ أَشْخَاصًا لِيَعِيشُوا مَعَهُ. وَٱسْأَلْهُ: «أَيَّةُ صِفَاتٍ يَجِبُ أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصُ لِيَعِيشُوا مَعًا بِسَلَامٍ؟». ثُمَّ ٱقْرَأْ غَلَاطِيَة ٥:١٩-٢٣ لِتُظْهِرَ أَيُّ أَشْخَاصٍ يُرِيدُهُمْ يَهْوَهُ أَنْ يَعِيشُوا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.
١٤ يُعَلِّمُ هٰذَا ٱلْمَثَلُ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ. أَوَّلًا، تُسَاهِمُ مَقَايِيسُ يَهْوَهَ فِي نَشْرِ جَوٍّ مِنَ ٱلسَّلَامِ وَٱلِٱنْسِجَامِ. ثَانِيًا، يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ مُنْذُ ٱلْآنَ كَيْفَ نَعِيشُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. (اش ٥٤:١٣؛ يو ١٧:٣) وَيُمْكِنُكَ أَنْ تَدْعَمَ هَاتَيْنِ ٱلنُّقْطَتَيْنِ بِٱخْتِبَارَاتٍ مِنْ مَطْبُوعَاتِنَا، كَٱلَّتِي تَرِدُ فِي سِلْسِلَةِ «اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ» فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ. وَإِذَا أَجْرَى شَخْصٌ فِي جَمَاعَتِكَ تَغْيِيرَاتٍ كَبِيرَةً فِي حَيَاتِهِ لِيُرْضِيَ يَهْوَهَ، يُمْكِنُكَ أَيْضًا أَنْ تَدْعُوَهُ لِيَرْوِيَ قِصَّتَهُ. وَهٰكَذَا يَرَى وَلَدُكَ فَائِدَةَ تَطْبِيقِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. — عب ٤:١٢.
١٥ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدِينَ عِنْدَ تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ؟
١٥ إِذًا، ٱسْتَعْمِلْ مُخَيِّلَتَكَ لِتُعَلِّمَ وَلَدَكَ بِطَرِيقَةٍ مُمْتِعَةٍ وَمُشَوِّقَةٍ. شَجِّعْهُ عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ، خُذْ عُمْرَهُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ، وَسَاعِدْهُ أَنْ يَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ. قَالَ أَبٌ: «اِبْتَكِرْ أَسَالِيبَ جَدِيدَةً حِينَ تَنْشَأُ ٱلْمَسْأَلَةُ نَفْسُهَا مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى».
تَحَلَّ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ وَصَلِّ طَلَبًا لِرُوحِ يَهْوَهَ
١٦ لِمَ ٱلصَّبْرُ ضَرُورِيٌّ عِنْدَ تَعْلِيمِ ٱلْأَوْلَادِ؟
١٦ إِنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ ضَرُورِيٌّ لِيُقَوِّيَ وَلَدُكَ إِيمَانَهُ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) لٰكِنَّ بِنَاءَ ٱلْإِيمَانِ يَسْتَغْرِقُ وَقْتًا. لِذَا تَحَلَّ بِٱلصَّبْرِ وَٱسْتَمِرَّ فِي تَعْلِيمِ وَلَدِكَ. يَقُولُ أَبٌ مِنَ ٱلْيَابَان: «قَضَيْنَا أَنَا وَزَوْجَتِي ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ مَعَ وَلَدَيْنَا. فَفِي صِغَرِهِمَا، كُنْتُ أَدْرُسُ مَعَهُمَا يَوْمِيًّا لِمُدَّةِ ١٥ دَقِيقَةً، مَا عَدَا أَيَّامَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَلَمْ يُشَكِّلْ ذٰلِكَ عِبْئًا عَلَيْنَا أَوْ عَلَيْهِمَا». كَمَا كَتَبَ نَاظِرُ دَائِرَةٍ: «فِي فَتْرَةِ ٱلْمُرَاهَقَةِ، كَانَتْ لَدَيَّ أَسْئِلَةٌ وَشُكُوكٌ كَثِيرَةٌ لَمْ أُعَبِّرْ عَنْهَا. وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ فَهِمْتُ هٰذِهِ ٱلْمَوَاضِيعَ، إِمَّا مِنْ خِلَالِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَوِ ٱلدَّرْسِ ٱلْعَائِلِيِّ أَوِ ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ. لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَسْتَمِرَّ ٱلْوَالِدُونَ فِي تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ بِصَبْرٍ».
١٧ لِمَ مِثَالُ ٱلْوَالِدِينَ مُهِمٌّ جِدًّا، وَكَيْفَ رَسَمَ زَوْجَانِ مِثَالًا حَسَنًا لِٱبْنَتَيْهِمَا؟
١٧ طَبْعًا، مِثَالُكَ فِي ٱلْإِيمَانِ هُوَ أَمْرٌ آخَرُ بَالِغُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَوَلَدُكَ يُلَاحِظُ مَا تَفْعَلُهُ، وَسَيُؤَثِّرُ ذٰلِكَ فِيهِ تَأْثِيرًا إِيجَابِيًّا. لِذٰلِكَ قَوِّ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُ إِيمَانَكَ دَائِمًا. وَدَعْ وَلَدَكَ يَرَى أَنَّ يَهْوَهَ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِكَ. وَهٰذَا مَا يَفْعَلُهُ وَالِدَانِ فِي بِرْمُودَا. فَفِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلصَّعْبَةِ، يُصَلِّيَانِ مَعَ ٱبْنَتَيْهِمَا إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْإِرْشَادِ. وَيُشَجِّعَانِهِمَا أَنْ تُصَلِّيَا هُمَا أَيْضًا عَلَى ٱنْفِرَادٍ. كَمَا يَنْصَحَانِ ٱبْنَتَهُمَا ٱلْكَبِيرَةَ أَلَّا تَقْلَقَ بِإِفْرَاطٍ، بَلْ أَنْ تَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ كَامِلًا وَتَنْشَغِلَ بِٱلْخِدْمَةِ. وَعِنْدَمَا تَرَى ٱلْبِنْتُ ٱلنَّتَائِجَ، تَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ يَهْوَهَ سَاعَدَ ٱلْعَائِلَةَ. وَكَمْ يُقَوِّي هٰذَا إِيمَانَهَا بِٱللّٰهِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ!
١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْوَالِدُونَ؟
١٨ طَبْعًا، لَا بُدَّ أَنْ يَعْمَلَ ٱلْوَلَدُ بِنَفْسِهِ عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِهِ. فَأَنْتَ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُ تَغْرِسُ وَتَسْقِي، لٰكِنَّ ٱللّٰهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي. (١ كو ٣:٦) فَصَلِّ إِلَيْهِ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَٱجْتَهِدْ فِي تَعْلِيمِ وَلَدِكَ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ. وَثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُ جُهُودَكَ ٱلْمُسْتَمِرَّةَ. — اف ٦:٤.