لَا يَحْنَقْ قَلْبُكَ عَلَى يَهْوَهَ
«حَمَاقَةُ ٱلْإِنْسَانِ تُعَوِّجُ طَرِيقَهُ، وَعَلَى يَهْوَهَ يَحْنَقُ قَلْبُهُ». — ام ١٩:٣.
١، ٢ لِمَ لَا يَجُوزُ أَنْ نَلُومَ يَهْوَهَ عَلَى مَشَاكِلِنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ؟ أَوْضِحُوا.
تَخَيَّلْ رَجُلًا مُتَزَوِّجًا مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ يَنْعَمُ بِحَيَاةٍ عَائِلِيَّةٍ سَعِيدَةٍ. رَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى مَنْزِلِهِ فَإِذَا بِهِ غَارِقٌ فِي ٱلْفَوْضَى: اَلْأَثَاثُ مُكَسَّرٌ، ٱلْأَوَانِي ٱلزُّجَاجِيَّةُ مُهَشَّمَةٌ، حَتَّى ٱلنَّوَافِذُ مُخَلَّعَةٌ. بِكَلِمَةٍ أُخْرَى، أَصْبَحَ بَيْتُهُ ٱلْجَمِيلُ مِنْطَقَةً مَنْكُوبَةً! طَبْعًا، لَنْ يَظُنَّ لَحْظَةً أَنَّ زَوْجَتَهُ ٱلْمُحِبَّةَ هِيَ ٱلسَّبَبُ. وَلَا شَكَّ أَنَّ أَوَّلَ سُؤَالٍ يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِهِ: «مَنِ ٱلْفَاعِلُ؟». فَهُوَ مُتَأَكِّدٌ أَنَّ شَرِيكَةَ حَيَاتِهِ لَنْ تُخْرِبَ بَيْتَهُمَا.
٢ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُشَوِّهُ ٱلتَّلَوُّثُ وَٱلْعُنْفُ وَٱنْعِدَامُ ٱلْأَخْلَاقِ كَوْكَبَنَا ٱلْجَمِيلَ. وَنَحْنُ نَعْرِفُ بِفَضْلِ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَ ٱلسَّبَبَ وَرَاءَ هٰذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ. فَهُوَ خَلَقَ ٱلْأَرْضَ جَنَّةً مُبْهِجَةً. (تك ٢:٨، ١٥) كَمَا أَنَّهُ إِلٰهُ مَحَبَّةٍ. (١ يو ٤:٨) وَمِنْ خِلَالِ دَرْسِنَا تَعَرَّفْنَا إِلَى ٱلْمُسَبِّبِ ٱلْحَقِيقِيِّ لِلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تَبْتَلِي ٱلْبَشَرِيَّةَ: إِنَّهُ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ، «حَاكِمُ ٱلْعَالَمِ». — يو ١٤:٣٠؛ ٢ كو ٤:٤.
٣ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَفْسُدَ تَفْكِيرُنَا؟
٣ إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَيْسَ ٱلْمَلُومَ ٱلْوَحِيدَ عَلَى جَمِيعِ مَصَائِبِنَا. فَبَعْضُهَا نَاجِمٌ عَنْ أَخْطَائِنَا نَحْنُ. (اقرإ التثنية ٣٢:٤-٦.) أَنْتَ تُوَافِقُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ مِنَ ٱلْمُسَلَّمَاتِ، لٰكِنَّ طَبِيعَتَنَا ٱلنَّاقِصَةَ تُفْسِدُ تَفْكِيرَنَا أَحْيَانًا وَتَدْفَعُنَا إِلَى سَبِيلٍ نِهَايَتُهُ وَخِيمَةٌ. كَيْفَ؟ قَدْ نَبْدَأُ بِلَوْمِ يَهْوَهَ عَلَى مُشْكِلَةٍ مُعَيَّنَةٍ بَدَلَ لَوْمِ أَنْفُسِنَا أَوِ ٱلشَّيْطَانِ، حَتَّى إِنَّنَا قَدْ ‹نَحْنَقُ› عَلَيْهِ. — ام ١٩:٣.
٤، ٥ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمَسِيحِيِّ أَنْ ‹يَحْنَقَ عَلَى يَهْوَهَ›؟
٤ وَلٰكِنْ هَلْ يُعْقَلُ حَقًّا أَنْ ‹نَحْنَقَ عَلَى يَهْوَهَ›؟ فَلَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ أَنَّ مَسْعًى كَهٰذَا عَقِيمٌ وَلَا طَائِلَ مِنْهُ. (اش ٤١:١١) قَالَ أَحَدُ ٱلشُّعَرَاءِ: «ذِرَاعُكَ أَقْصَرُ مِنْ أَنْ تُلَاكِمَ ٱللّٰهَ». فَمِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ يَبْلُغَ بِنَا ٱلِٱسْتِيَاءُ حَدَّ ٱلتَّشَكِّي مِنْ يَهْوَهَ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَمْثَال ١٩:٣ تُخْبِرُنَا أَنَّ حَمَاقَةَ ٱلْإِنْسَانِ «تُعَوِّجُ طَرِيقَهُ، وَعَلَى يَهْوَهَ يَحْنَقُ قَلْبُهُ». بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ نَحْنَقَ عَلَى ٱللّٰهِ فِي قُلُوبِنَا كَمَا لَوْ أَنَّنَا نُضْمِرُ ٱلضَّغِينَةَ لَهُ. وَهٰذَا ٱلْمَوْقِفُ يُؤَثِّرُ خِفْيَةً فِي سُلُوكِنَا، فَنَبْتَعِدُ مَثَلًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ نَمْتَنِعُ عَنْ دَعْمِ تَرْتِيبَاتِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ كَامِلًا.
٥ فَمَاذَا يَدْفَعُنَا أَنْ ‹نَحْنَقَ عَلَى يَهْوَهَ›؟ وَكَيْفَ نَتَفَادَى هٰذَا ٱلشَّرَكَ؟ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَعْرِفَ ٱلْإِجَابَةَ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ لِئَلَّا نُعَرِّضَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ لِلْخَطَرِ.
عَوَامِلُ تَدْفَعُنَا أَنْ ‹نَحْنَقَ عَلَى يَهْوَهَ›
٦، ٧ لِمَ رَاحَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ زَمَنَ مُوسَى يَتَذَمَّرُونَ عَلَى يَهْوَهَ؟
٦ مَاذَا قَدْ يَحْمِلُ خُدَّامَ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءَ أَنْ يَتَذَمَّرُوا عَلَيْهِ فِي قُلُوبِهِمْ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي خَمْسَةِ عَوَامِلَ وَنَتَفَحَّصْ أَمْثِلَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَيْفَ وَقَعَ ٱلْبَعْضُ فِي هٰذَا ٱلشَّرَكِ. — ١ كو ١٠:١١، ١٢.
٧ اَلْكَلَامُ ٱلسَّلْبِيُّ وَتَأْثِيرُهُ فِينَا. (اقرإ التثنية ١:٢٦-٢٨.) فَكِّرْ فِي ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا ٱلَّذِينَ أَنْقَذَهُمْ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ. فَقَدْ أَنْزَلَ عَشْرَ ضَرَبَاتٍ عَجَائِبِيَّةٍ بِهٰذِهِ ٱلْأُمَّةِ ٱلظَّالِمَةِ، ثُمَّ طَرَحَ فِرْعَوْنَ وَقُوَّتَهُ ٱلْعَسْكَرِيَّةَ فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ. (خر ١٢:٢٩-٣٢، ٥١؛ ١٤:٢٩-٣١؛ مز ١٣٦:١٥) وَلٰكِنْ بَعْدَمَا صَارَ شَعْبُ ٱللّٰهِ مُتَأَهِّبًا لِدُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، رَاحُوا يَتَذَمَّرُونَ عَلَى يَهْوَهَ فِي هٰذِهِ ٱللَّحْظَةِ ٱلْمَصِيرِيَّةِ. فَمَاذَا أَضْعَفَ إِيمَانَهُمْ؟ لَقَدْ ذَابَتْ قُلُوبُهُمْ حِينَ سَمِعُوا ٱلتَّقَارِيرَ ٱلسَّلْبِيَّةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا بَعْضُ مَنْ أُرْسِلُوا لِتَجَسُّسِ ٱلْأَرْضِ. (عد ١٤:١-٤) فَحُرِمَ جِيلٌ بِأَكْمَلِهِ دُخُولَ «ٱلْأَرْضِ ٱلْجَيِّدَةِ». (تث ١:٣٤، ٣٥) فَهَلْ نَسْمَحُ أَحْيَانًا لِلْكَلَامِ ٱلسَّلْبِيِّ أَنْ يُضْعِفَ إِيمَانَنَا وَيَدْفَعَنَا إِلَى ٱلتَّأَفُّفِ مِنْ تَوْجِيهَاتِ يَهْوَهَ؟
٨ لِمَاذَا لَامَ شَعْبُ يَهُوذَا أَيَّامَ إِشَعْيَا إِلٰهَهُمْ يَهْوَهَ؟
٨ اَلتَّثَبُّطُ بِسَبَبِ ٱلشَّدَائِدِ. (اقرأ اشعيا ٨:٢١، ٢٢.) وَاجَهَ شَعْبُ يَهُوذَا أَيَّامَ إِشَعْيَا ظُرُوفًا عَصِيبَةً. فَقَدْ أَحَاطَ بِهِمِ ٱلْأَعْدَاءُ وَشَحَّ ٱلطَّعَامُ، فَتَضَوَّرَ ٱلْكَثِيرُونَ جُوعًا. وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُمْ عَانَوْا جُوعًا رُوحِيًّا. (عا ٨:١١) وَلٰكِنْ عِوَضَ ٱلِٱسْتِغَاثَةِ بِيَهْوَهَ، أَخَذَ ٱلشَّعْبُ «يَسُبُّ» مَلِكَهُ وَإِلٰهَهُ. فَقَدْ لَامُوا يَهْوَهَ عَلَى مَصَاعِبِهِمْ. وَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟ إِذَا أَلَمَّتْ بِنَا ٱلْمَصَائِبُ وَٱلْمَشَاكِلُ ٱلْوَاحِدَةُ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى، فَهَلْ نَقُولُ فِي قُلُوبِنَا: ‹أَيْنَ كَانَ يَهْوَهُ عِنْدَمَا ٱحْتَجْتُ إِلَيْهِ؟› كَمَا فَعَلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَدِيمًا؟
٩ لِمَ تَبَنَّى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ زَمَنَ حَزْقِيَالَ وُجْهَةَ نَظَرٍ خَاطِئَةً؟
٩ جَهْلُنَا بِٱلْوَقَائِعِ كَامِلَةً. بِمَا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ زَمَنَ حَزْقِيَالَ لَمْ يَعْلَمُوا ٱلْوَقَائِعَ كَامِلَةً، شَعَرُوا أَنَّ طَرِيقَ يَهْوَهَ «لَيْسَتْ مُسْتَقِيمَةً». (حز ١٨:٢٩) فَكَمَا لَوْ أَنَّهُمْ نَصَّبُوا أَنْفُسَهُمْ قُضَاةً عَلَى يَهْوَهَ، أَخَذُوا يُحَاسِبُونَ ٱللّٰهَ بِنَاءً عَلَى فَهْمِهِمِ ٱلْمَحْدُودِ مُرَفِّعِينَ مَقَايِيسَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ عَلَى مِقْيَاسِ ٱلْعَدْلِ ٱلْإِلٰهِيِّ. فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹كَيْفَ أَتَصَرَّفُ فِي حَالِ لَمْ أَفْهَمْ كَامِلًا إِحْدَى رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ حَيَّرَنِي حَادِثٌ مُعَيَّنٌ حَصَلَ مَعِي؟ هَلْ أَشْعُرُ فِي قَلْبِي أَنَّ طَرِيقَ يَهْوَهَ «لَيْسَتْ مُسْتَقِيمَةً» وَلَا عَادِلَةً؟›. — اي ٣٥:٢.
١٠ بِأَيِّ طَرِيقَةٍ يَقْتَدِي ٱلْبَعْضُ بِمِثَالِ آدَمَ ٱلسَّيِّئِ؟
١٠ اَلتَّهَرُّبُ مِنْ مَسْؤُولِيَّةِ أَخْطَائِنَا وَخَطَايَانَا. مُنْذُ فَجْرِ ٱلتَّارِيخِ لَامَ آدَمُ ٱللّٰهَ عَلَى خَطِيَّتِهِ، مَعَ ٱلْعِلْمِ أَنَّهُ ٱنْتَهَكَ عَمْدًا ٱلْوَصِيَّةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ وَكَانَ عَارِفًا تَمَامًا عَوَاقِبَ فَعْلَتِهِ. (تك ٣:١٢) فَهُوَ ٱتَّهَمَ يَهْوَهَ ضِمْنًا بِإِعْطَائِهِ زَوْجَةً رَدِيئَةً. وَمُذَّاكَ يَسِيرُ آخَرُونَ عَلَى خُطَاهُ وَيَلُومُونَ ٱللّٰهَ عَلَى خَطَايَاهُمْ. مِنْ هُنَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹عِنْدَمَا أُصَابُ بِٱلْإِحْبَاطِ أَوْ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ نَتِيجَةَ أَخْطَائِي، هَلْ أَصُبُّ غَضَبِي عَلَى مَقَايِيسِ يَهْوَهَ؟›.
١١ أَيُّ دَرْسٍ نَسْتَمِدُّهُ مِنْ يُونَانَ؟
١١ اَلتَّفْكِيرُ فِي أَنْفُسِنَا أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي. اِغْتَاظَ ٱلنَّبِيُّ يُونَانُ عِنْدَمَا قَرَّرَ يَهْوَهُ أَنْ يَرْحَمَ نِينَوَى. (يون ٤:١-٣) فَعَلَى مَا يَبْدُو كَانَ قَلِقًا أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي بِشَأْنِ كَرَامَتِهِ فِي حَالِ لَمْ تَتَحَقَّقْ تَحْذِيرَاتُهُ بِدَمَارِ ٱلْمَدِينَةِ. وَهٰكَذَا، سَمَحَ ٱلنَّبِيُّ لِٱهْتِمَامِهِ بِسُمْعَتِهِ أَنْ يَغْلِبَ عَلَى ٱلرَّأْفَةِ ٱلَّتِي وَجَبَ أَنْ يَشْعُرَ بِهَا تِجَاهَ سُكَّانِ نِينَوَى ٱلتَّائِبِينَ. فَمَاذَا عَنَّا؟ هَلْ نُرَكِّزُ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ عَلَى أَنْفُسِنَا بِحَيْثُ ‹نَحْنَقُ عَلَى يَهْوَهَ› ظَنًّا مِنَّا أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ تَأَخَّرَتْ؟ وَإِذَا أَمْضَيْنَا عُقُودًا نُنَادِي بِدُنُوِّ يَوْمِ يَهْوَهَ، فَهَلْ نَغْتَاظُ مِنْهُ عِنْدَمَا يَنْتَقِدُنَا ٱلْآخَرُونَ لِأَنَّ ٱلْيَوْمَ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ؟ — ٢ بط ٣:٣، ٤، ٩.
مَا ٱلْعَمَلُ لِئَلَّا ‹نَحْنَقَ عَلَى يَهْوَهَ›؟
١٢، ١٣ إِذَا رُحْنَا نُشَكِّكُ فِي بَعْضِ أَفْعَالِ يَهْوَهَ فِي قُلُوبِنَا، فَلِمَ يَجِبُ أَلَّا نُهْمِلَ عَلَاقَتَنَا بِهِ؟
١٢ مَاذَا نَفْعَلُ إِذَا رَاحَ قَلْبُنَا ٱلْخَاطِئُ يُشَكِّكُ فِي بَعْضِ أَفْعَالِ يَهْوَهَ؟ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّ هٰذَا ٱلْمَسْلَكَ غَيْرُ حَكِيمٍ. فَٱلْأَمْثَال ١٩:٣ تَقُولُ بِحَسَبِ تَرْجَمَةِ بَايِنْتُونَ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ: «جَهَالَةُ ٱلرَّجُلِ تُفْسِدُ شُؤُونَهُ فَيَنْفَجِرُ غَاضِبًا عَلَى يَهْوَهَ». فَلْنَتَأَمَّلْ إِذًا فِي خَمْسِ نَصَائِحَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَمْنَعَ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ مِنْ حَمْلِنَا عَلَى لَوْمِ يَهْوَهَ.
١٣ لَا تُهْمِلْ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ. إِذَا حَافَظْنَا عَلَى عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِٱللّٰهِ، فَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَمْنَعَ مَيْلَنَا ٱلنَّاقِصَ مِنْ جَعْلِنَا نَحْنَقُ عَلَيْهِ. (اقرإ الامثال ٣:٥، ٦.) فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَثِقَ بِهِ وَأَلَّا نُصْبِحَ حُكَمَاءَ فِي عُيُونِنَا. كَمَا يَحْسُنُ بِنَا أَلَّا نُرَكِّزَ عَلَى أَنْفُسِنَا. (ام ٣:٧؛ جا ٧:١٦) عِنْدَئِذٍ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ نَلُومَ يَهْوَهَ فِي حَالِ سَاءَتْ أَوْضَاعُنَا.
١٤، ١٥ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَتَأَثَّرَ بِٱلْكَلَامِ ٱلسَّلْبِيِّ؟
١٤ قَاوِمِ ٱلْكَلَامَ ٱلسَّلْبِيَّ. اِمْتَلَكَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَيَّامَ مُوسَى أَسْبَابًا وَجِيهَةً تَدْفَعُهُمْ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُدْخِلُهُمْ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. (مز ٧٨:٤٣-٥٣) لٰكِنَّهُمْ «لَمْ يَذْكُرُوا يَدَهُ» عِنْدَمَا سَمِعُوا ٱلتَّقَارِيرَ ٱلسَّلْبِيَّةَ عَلَى لِسَانِ ٱلْجَوَاسِيسِ ٱلْعَشَرَةِ. (مز ٧٨:٤٢) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ؟ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي أَفْعَالِ يَهْوَهَ وَتَذَكُّرَ حَسَنَاتِهِ لَنَا يُقَوِّيَانِ عَلَاقَتَنَا بِهِ، فَلَا نَسْمَحُ لِأَقْوَالِ ٱلْآخَرِينَ ٱلسَّلْبِيَّةِ بِأَنْ تُبْعِدَنَا عَنْهُ. — مز ٧٧:١١، ١٢.
١٥ وَفِي حَالِ تَبَنَّيْنَا مَوْقِفًا سَلْبِيًّا مِنْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَأَثَّرَ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ. (١ يو ٤:٢٠) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَمَّا تَذَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ تَعْيِينِ هَارُونَ، ٱعْتَبَرَ يَهْوَهُ تَصَرُّفَهُمْ هٰذَا تَذَمُّرًا عَلَيْهِ هُوَ. (عد ١٧:١٠) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، إِذَا أَصْبَحْنَا نَتَأَفَّفُ وَنَتَشَكَّى مِمَّنْ عَيَّنَهُمْ يَهْوَهُ لِلْإِشْرَافِ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَتِهِ، نَكُونُ كَمَا لَوْ أَنَّنَا نَتَذَمَّرُ عَلَيْهِ شَخْصِيًّا. — عب ١٣:٧، ١٧.
١٦، ١٧ مَاذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ؟
١٦ تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يُسَبِّبُ مَشَاكِلَنَا. ظَلَّ يَهْوَهُ رَاغِبًا فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ زَمَنَ إِشَعْيَا رَغْمَ ٱبْتِعَادِهِمْ عَنْهُ. (اش ١:١٦-١٩) أَفَلَا نَتَعَزَّى بِأَنَّ إِلٰهَنَا يَهْتَمُّ بِنَا وَيَرْغَبُ فِي مُسَاعَدَتِنَا مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ مَشَاكِلَ؟! (١ بط ٥:٧) وَهُوَ يَعِدُنَا أَنْ يَمُدَّنَا بِٱلْقُوَّةِ ٱللَّازِمَةِ لِنَسْتَطِيعَ ٱحْتِمَالَهَا. — ١ كو ١٠:١٣.
١٧ وَفِي حَالِ عَانَيْنَا ٱلظُّلْمَ بِشَكْلٍ أَوْ بِآخَرَ عَلَى غِرَارِ أَيُّوبَ ٱلْأَمِينِ قَدِيمًا، عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَ ٱلسَّبَبَ. فَهُوَ يَكْرَهُ ٱلظُّلْمَ وَيُحِبُّ ٱلْبِرَّ. (مز ٣٣:٥) وَلَا نَنْسَ كَلِمَاتِ أَلِيهُو صَدِيقِ أَيُّوبَ ٱلَّذِي قَالَ: «حَاشَا لِلّٰهِ مِنْ فِعْلِ ٱلشَّرِّ، وَلِلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مِنْ إِتْيَانِ ٱلظُّلْمِ!». (اي ٣٤:١٠) فَهُوَ لَا يُسَبِّبُ مَشَاكِلَنَا أَلْبَتَّةَ، بَلْ عَلَى ٱلْعَكْسِ يَمْنَحُنَا «كُلَّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلَّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ». — يع ١:١٣، ١٧.
١٨، ١٩ هَلْ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ نَشُكَّ فِي يَهْوَهَ؟ أَوْضِحُوا.
١٨ لَا تَشُكَّ فِي يَهْوَهَ أَبَدًا. يَهْوَهُ إِلٰهٌ كَامِلٌ أَفْكَارُهُ عَلَتْ عَنْ أَفْكَارِنَا. (اش ٥٥:٨، ٩) لِذٰلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَعْتَرِفَ بِٱحْتِشَامٍ وَتَوَاضُعٍ أَنَّ فَهْمَنَا مَحْدُودٌ. (رو ٩:٢٠) فَنَادِرًا مَا نَكُونُ مُلِمِّينَ كَامِلًا بِمَسْأَلَةٍ مُعَيَّنَةٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّكَ لَمَسْتَ أَنْتَ بِنَفْسِكَ صِحَّةَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: «اَلْأَوَّلُ فِي عَرْضِ دَعْوَاهُ بَارٌّ، فَيَأْتِي صَاحِبُهُ وَيَفْحَصُهُ». — ام ١٨:١٧.
١٩ لِنَفْرِضْ مَثَلًا أَنَّ صَدِيقَكَ ٱلْوَفِيَّ قَامَ بِخُطْوَةٍ أَثَارَتِ ٱسْتِغْرَابَكَ، فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ تُسَارِعَ إِلَى ٱتِّهَامِهِ بِٱرْتِكَابِ سَيِّئَةٍ مَا؟ أَمَا تَمِيلُ إِلَى تَبْرِيرِ سُلُوكِهِ لَا سِيَّمَا أَنَّكَ تَعْرِفُهُ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ؟ فَإِذَا كُنَّا نُعَامِلُ أَصْدِقَاءَنَا ٱلنَّاقِصِينَ بِمَحَبَّةٍ كَهٰذِهِ، فَكَمْ بِٱلْأَكْثَرِ نَثِقُ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلَّذِي عَلَتْ طُرُقُهُ وَأَفْكَارُهُ عَنْ طُرُقِنَا وَأَفْكَارِنَا؟
٢٠، ٢١ مَا هِيَ ٱلْأَسْبَابُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ لِمَشَاكِلِنَا؟
٢٠ تَذَكَّرْ مَنِ ٱلْمَلُومُ. أَحْيَانًا نَكُونُ نَحْنُ ٱلْمَلُومِينَ عَلَى ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تُصِيبُنَا. وَفِي حَالَاتٍ كَهٰذِهِ لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَعْتَرِفَ بِهٰذَا ٱلْوَاقِعِ. (غل ٦:٧) فَلَا مُبَرِّرَ أَلْبَتَّةَ أَنْ نَلُومَ يَهْوَهَ عَلَى أَخْطَائِنَا. لِلْإِيضَاحِ، تَخَيَّلْ سَيَّارَةً قَادِرَةً عَلَى ٱلسَّيْرِ بِسُرْعَةٍ كَبِيرَةٍ. وَلْنَفْرِضْ أَنَّ ٱلسَّائِقَ قَادَ بِسُرْعَةٍ جُنُونِيَّةٍ عِنْدَ مُنْعَطَفٍ خَطِرٍ مِمَّا أَدَّى إِلَى حَادِثِ سَيْرٍ. فَهَلْ يَتَحَمَّلُ صَانِعُ ٱلسَّيَّارَةِ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلْحَادِثِ؟ قَطْعًا لَا! بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ أَنْعَمَ يَهْوَهُ عَلَيْنَا بِٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ. لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ زَوَّدَنَا إِرْشَادَاتٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةٍ. فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ نَلُومَ ٱلْخَالِقَ عَلَى أَخْطَائِنَا نَحْنُ؟
٢١ مَعَ ذٰلِكَ، لَا تَنْتِجُ جَمِيعُ مَشَاكِلِنَا عَنْ أَخْطَائِنَا وَزَلَّاتِنَا. فَبَعْضُهَا مَرَدُّهُ إِلَى «ٱلْوَقْتِ وَٱلْحَوَادِثِ غَيْرِ ٱلْمُتَوَقَّعَةِ». (جا ٩:١١) وَلَا نَنْسَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ هُوَ ٱلْمُسَبِّبُ ٱلرَّئِيسِيُّ لِلشَّرِّ فِي ٱلْعَالَمِ. (١ يو ٥:١٩؛ رؤ ١٢:٩) فَهُوَ عَدُوُّنَا، لَا يَهْوَهُ! — ١ بط ٥:٨.
أَعِزَّ عَلَاقَتَكَ ٱلثَّمِينَةَ بِيَهْوَهَ
٢٢، ٢٣ مَاذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ حِينَ نَتَثَبَّطُ بِسَبَبِ مَشَاكِلِنَا؟
٢٢ عِنْدَمَا تُعَانِي ٱلْمَصَاعِبَ وَٱلْمَشَقَّاتِ، تَذَكَّرْ مِثَالَ يَشُوعَ وَكَالِبَ. فَبِعَكْسِ ٱلْجَوَاسِيسِ ٱلْعَشَرَةِ، نَقَلَ هٰذَانِ ٱلرَّجُلَانِ ٱلْأَمِينَانِ تَقَارِيرَ إِيجَابِيَّةً. (عد ١٤:٦-٩) فَقَدْ أَعْرَبَا عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِيَهْوَهَ. مَعَ ذٰلِكَ وَجَبَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَهِيمَا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَعَ بَاقِي ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَهَلْ أَحَسَّا بِٱلظُّلْمِ فَأَخَذَا يَتَذَمَّرَانِ وَيَتَشَكَّيَانِ؟ كَلَّا. فَقَدْ وَثِقَا بِيَهْوَهَ. وَكَانَتْ ثِقَتُهُمَا فِي مَحَلِّهَا. فَفِي حِينِ مَاتَ جِيلٌ بِكَامِلِهِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، دَخَلَ هٰذَانِ ٱلرَّجُلَانِ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ. (عد ١٤:٣٠) وَعَلَى غِرَارِهِمَا يُبَارِكُنَا يَهْوَهُ نَحْنُ أَيْضًا «إِنْ كُنَّا لَا نُعْيِي». — غل ٦:٩؛ عب ٦:١٠.
٢٣ فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذًا حِينَ تَسْلُبُكَ مَشَاكِلُكَ، ضَعَفَاتُكَ، أَوْ ضَعَفَاتُ ٱلْآخَرِينَ فَرَحَكَ؟ رَكِّزْ عَلَى صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلرَّائِعَةِ. ضَعْ نُصْبَ عَيْنَيْكَ ٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي يُنْعِمُ بِهِ عَلَيْكَ. اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹مَاذَا يَحِلُّ بِي لَوْلَا يَهْوَهُ؟›. اِبْقَ قَرِيبًا مِنْهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ، وَلَا يَحْنَقْ قَلْبُكَ عَلَيْهِ أَبَدًا!