الفصل ٤
اللّٰه — من هو؟
١ (أ) اية آلهة يعبدها الناس؟ (ب) اي تمييز يصنعه الكتاب المقدس بين «الآلهة» و«اللّٰه»؟
هنالك حول العالم آلهة كثيرة تُعبد. ففي الاديان الشينتوية والبوذية والهندوسية والقبلية هنالك ملايين الآلهة. وآلهة كزفس وهرمس كانت تُعبد في ايام رسل يسوع. (اعمال ١٤:١١، ١٢) ولذلك يوافق الكتاب المقدس انه «يوجد آلهة كثيرون،» ولكنه يقول ايضا انه «لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الاشياء.» (١ كورنثوس ٨:٥، ٦) فاذا سئلتم، «من هو هذا الاله؟» ماذا تقولون؟
٢ اية آراء مختلفة يملكها الناس في اللّٰه؟
٢ «هو الرب،» يجيب كثيرون. او قد يقولون: «هو روح في السماء.» ويدعو احد القواميس اللّٰه: «الكائن الاسمى.» وعند السؤال: «ما هو اسم اللّٰه؟» يجيب بعض الاشخاص، «يسوع.» ولا يفكر الآخرون في اللّٰه كشخص بل كقوة قديرة حاضرة في كل مكان. حتى ان البعض يشكّون في وجود اللّٰه. فهل يمكننا ان نتيقَّن انه موجود؟
اللّٰه موجود حقا
٣ كيف يأتي البيت الى الوجود؟
٣ عندما تنظرون الى بناء جميل هل تتساءلون من هو الباني؟ واذا قال لكم شخص ما انه لا احد بنى البناء ولكنه اتى الى الوجود من تلقاء نفسه هل تصدقون ذلك؟ طبعا لا! وكما قال احد كتبة الكتاب المقدس: «كل بيت يبنيه انسان ما.» وكل فرد يعرف ذلك. افلا يمكننا ان نقبل الاستنتاج المنطقي لكاتب الكتاب المقدس: «باني الكل هو اللّٰه»؟ — عبرانيين ٣:٤.
٤ كيف اتت بلايين النجوم الى الوجود؟
٤ تأملوا في الكون ببلايين بلايين نجومه. ومع ذلك فكلها تسير في السموات حسب قوانين تبقيها في علاقة كاملة احدها بالآخر. «مَن خلق هذه،» كان السؤال المطروح منذ زمن طويل. والجواب المعطى يقول: «الذي يُخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء.» (اشعياء ٤٠:٢٦) فمن الجهالة الاعتقاد ان بلايين النجوم صنعت نفسها ودون ايّ توجيه شكلت الانظمة النجمية العظيمة التي تسير بمثل هذا الترتيب العجيب! — مزمور ١٤:١.
٥ (أ) اية امكانية هنالك لتتركب القطع من تلقاء نفسها لصنع آلة لتهريم اللحم؟ (ب) ماذا يظهر ذلك بشأن كوننا؟
٥ لا يمكن لهذا الكون المنظم جدا ان يأتي من تلقاء نفسه. فكان يلزم خالق ذكي بقدرة عظيمة. (مزمور ١٩:١ و ٢) ورجل الاعمال الذي سئل عن سبب ايمانه باللّٰه اوضح انه في مصنعه تحتاج الفتاة الى يومين لتتعلم كيفية تركيب الاجزاء الـ ١٧ لآلة تهريم اللحم. «انا فقط صاحب مصنع عادي للآلات القاطعة،» قال. «ولكنني اعرف هذا، انه يمكنكم ان تهزوا الاجزاء الـ ١٧ لآلة تهريم اللحم في حوض المغسلة طوال الـ ١٧ بليون سنة التالية ولن تحصلوا ابدا على آلة لتهريم اللحم.» وهذا الكون، بما فيه اشكال الحياة العديدة على الارض، اكثر تعقيدا بكثير من آلة تهريم اللحم. فاذا كانت آلة كهذه تتطلب صانعا ماهرا يمكننا ان نتيقَّن انه كان يلزم اله كلي القدرة لخلق كل الاشياء. ألا يجب ان يرجع اليه الفضل في ما فعله؟ — رؤيا ٤:١١، اعمال ١٤:١٥-١٧؛ ١٧:٢٤-٢٦.
اللّٰه شخص حقيقي؟
٦ لماذا يمكننا ان نتيقن ان اللّٰه شخص حقيقي؟
٦ فيما يقول اغلب الناس انهم يؤمنون باللّٰه لا يفكر فيه الكثيرون كشخص حقيقي. فهل هو كذلك؟ يمكن ان يُرى انه حيث يوجد ذكاء يوجد عقل. ونعرف انه حيث يوجد عقل يوجد دماغ في جسم بشكل محدَّد. ولذلك فان العقل العظيم المسؤول عن كل الخليقة ينتمي الى الشخص العظيم، اللّٰه الكلي القدرة. ورغم انه لا يملك جسما ماديا فهو يملك جسما روحانيا. وهل للشخص الروحاني جسم؟ نعم، يقول الكتاب المقدس: «يوجد جسم حيواني ويوجد جسم روحاني.» — ١ كورنثوس ١٥:٤٤، يوحنا ٤:٢٤.
٧ (أ) ماذا يظهر ان اللّٰه له مكان يحيا فيه؟ (ب) ماذا يظهر ان له جسما؟
٧ بما ان اللّٰه شخص بجسم روحاني يجب ان يكون له مكان يحيا فيه. والكتاب المقدس يقول لنا ان السموات هي «مكان سكنى» اللّٰه. (١ ملوك ٨:٤٣) ويقال لنا ايضا ان المسيح دخل «الى السماء عينها ليظهر الآن امام وجه اللّٰه لاجلنا.» (عبرانيين ٩:٢٤) وبعض البشر سيكافأون بالحياة في السماء مع اللّٰه، الوقت الذي فيه سينالون اجساما روحانية. وحينئذ سيرون اللّٰه، يقول الكتاب المقدس، ويكونون ايضا مثله. (١ يوحنا ٣:٢) ويظهر ذلك ايضا ان اللّٰه شخص وان له جسما.
٨ و ٩ (أ) كيف يمكن لمثال مصنع توليد الطاقة الكهربائية ان يظهر قدرة اللّٰه البعيدة المدى؟ (ب) ما هو روح اللّٰه القدوس، وماذا يستطيع ان يفعل؟
٨ ولكن قد يسأل المرء: «اذا كان اللّٰه شخصا حقيقيا يحيا في مكان معيّن في السماء كيف يستطيع ان يرى كل ما يحدث في كل مكان؟ وكيف يمكن الشعور بقدرته في كل ناحية من الكون؟» (٢ اخبار الايام ١٦:٩) ان واقع كون اللّٰه شخصا لا يحدّ مطلقا قدرته او عظمته. ولا يجب ان يقلل احترامنا له. (١ اخبار الايام ٢٩:١١-١٣) ولمساعدتنا على فهم ذلك لاحظوا الآثار البعيدة المدى لمصنع توليد الطاقة الكهربائية.
٩ فمصنع توليد الطاقة له موقع معيّن في المدينة او قربها. ولكن يجري توزيع كهربائه على كل هذه المنطقة، مزوّدة النور والطاقة. والامر مماثل مع اللّٰه. فهو في السموات. (اشعياء ٥٧:١٥، مزمور ١٢٣:١) اما روحه القدوس، الذي هو قوته الفعالة غير المنظورة، فيمكن الشعور به في كل مكان، في كل الكون. وبواسطة روحه القدوس خلق اللّٰه السموات والارض وكل الاشياء الحية. (مزمور ٣٣:٦، تكوين ١:٢، مزمور ١٠٤:٣٠) ولخلق هذه الاشياء لم يكن اللّٰه في حاجة الى الحضور جسديا. فهو يستطيع ان يرسل روحه، قوته الفعالة، لفعل كل ما يشاء رغم كونه بعيدا. فيا له من اله عجيب! — ارميا ١٠:١٢، دانيال ٤:٣٥.
اي نوع من الاشخاص هو اللّٰه
١٠ ما هي احدى الطرائق التي يمكننا بها ان نعرف اللّٰه؟
١٠ هل اللّٰه شخص نزداد محبة له اذا عرفناه جيدا؟ «ربما،» قد تقولون، «ولكن بما انه لا يمكننا ان نرى اللّٰه كيف يمكننا ان نعرف عنه؟» (يوحنا ١:١٨) يظهر الكتاب المقدس احدى الطرائق عندما يقول: «لانّ اموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته.» (رومية ١:٢٠) ولذلك يمكن للاشياء التي خلقها اللّٰه ان تساعدنا على فهم ما يكون عليه اللّٰه اذا فحصناها وفكرنا فيها حقا.
١١ ماذا يمكننا ان نتعلم عن اللّٰه من الاشياء التي صنعها؟
١١ كما رأينا، ان النظر الى السموات المرصعة بالنجوم يخبرنا بعظمة اللّٰه وقدرته الهائلة! (مزمور ٨:٣ و ٤، اشعياء ٤٠:٢٦) ثم تأملوا في الارض. فقد وضعها اللّٰه في السموات بحيث تحصل على المقدار الملائم تماما من الحرارة والنور من الشمس. وتأملوا في دورة الماء. فالمطر يهطل ليروي الارض. والماء يجري الى الانهار، التي تتدفق الى البحار. والشمس ترفع الماء من البحار كبخار، فيهطل مطرا ليروي الارض ثانية. (جامعة ١:٧) وهنالك دورات عجيبة عديدة وضعها اللّٰه موضع العمل لتزويد الطعام والمأوى وكل الاشياء التي يحتاج اليها الانسان والحيوان! فماذا تخبرنا كل هذه الاشياء الرائعة عما يكون عليه اللّٰه كشخص؟ انه اله حكمة عظيمة وانه سخيّ جدا ويهتم بخلائقه. — امثال ٣:١٩ و ٠٢، مزمور ١٠٤:١٣-١٥، ٢٤، ٢٥.
١٢ ماذا يعلمكم جسدكم الخاص عن اللّٰه؟
١٢ تأملوا في جسدكم الخاص. من الواضح انه صُنع لاكثر من ان يحيا. لقد صُمم بشكل عجيب ليتمتع حقا بالحياة. (مزمور ١٣٩:١٤) فعيوننا يمكن ان ترى لا بمجرد الاسود والابيض بل باللون، والعالم مليء بوفرة من الالوان للتمتع. ويمكننا ان نشمّ ونذوق. ولذلك ليس الاكل مجرد عمل ضروري. فيمكن ان يكون مبهجا. وحواس كهذه ليست ضرورية حتما للحياة، ولكنها عطايا من اله محب سخيّ كثير التفكير بالآخرين. — تكوين ٢:٩؛ ١ يوحنا ٤:٨.
١٣ ماذا تتعلمون عن اللّٰه من طريقة تعامله مع البشر؟
١٣ والنظر الى تعاملات اللّٰه مع الجنس البشري يظهر ايضا ايّ نوع من الآلهة هو. فهو يملك شعورا قويا بالعدل. ولا يظهر المحاباة لعروق معيّنة من الناس. (اعمال ١٠:٣٤، ٣٥) وهو ايضا رحيم ولطيف. يقول الكتاب المقدس عن تعاملاته مع امة اسرائيل، التي انقذها من العبودية في مصر: «أما هو فرؤوف . . . ذكر أنهم بشر.» ومع ذلك غالبا ما كان الاسرائيليون عصاة، فأحزن ذلك اللّٰه. وكما يقول الكتاب المقدس: «أحزنوه . . . وعنَّوا قدوس اسرائيل.» (مزمور ٧٨:٣٨-٤١؛ ١٠٣:٨، ١٣، ١٤) ومن جهة اخرى، عندما يكون خدامه طائعين لشرائعه يفرح اللّٰه. (امثال ٢٧:١١) ويصف اللّٰه ايضا كيف يشعر عندما يتألم خدامه من الاعداء: «من يمسّكم يمسّ حدقة عينه.» (زكريا ٢:٨) ألا تندفعون الى محبة الاله الذي يملك مثل هذه العاطفة نحو البشر المتضعين العديمي الاهمية من كل العروق والشعوب؟ — اشعياء ٤٠:٢٢، يوحنا ٣:١٦.
هل اللّٰه يسوع او ثالوث؟
١٤ ما هو تعليم الثالوث؟
١٤ ومن هو هذا الاله الرائع؟ يقول بعض الاشخاص ان اسمه يسوع. ويقول الآخرون انه ثالوث، رغم ان كلمة «ثالوث» لا تظهر في الكتاب المقدس. وحسب تعليم الثالوث هنالك ثلاثة اقانيم او اشخاص في اله واحد، اي هنالك «اله واحد، الآب والابن والروح القدس.» وتعلّم هيئات دينية عديدة ذلك، رغم اعترافها بانه «سر٠ّ» فهل مثل هذه الآراء في اللّٰه صحيحة؟
١٥ كيف يظهر الكتاب المقدس ان اللّٰه ويسوع شخصان منفصلان غير متساويين؟
١٥ هل قال يسوع مرة انه اللّٰه؟ كلا، لم يقل ذلك قط. ولكنه، في الكتاب المقدس، يدعى «ابن اللّٰه.» وقد قال: «ابي اعظم مني.» (يوحنا ١٠:٣٤-٣٦؛ ١٤:٢٨) وأوضح يسوع ايضا ان هنالك امورا لا يعرفها هو ولا الملائكة ولكن اللّٰه وحده يعرفها. (مرقس ١٣:٣٢) وفضلا عن ذلك، في احدى المناسبات، صلّى يسوع الى اللّٰه قائلا: «لتكن لا ارادتي بل ارادتك.» (لوقا ٢٢:٤٢) فلو كان يسوع اللّٰه الكلي القدرة لما صلّى الى نفسه. وفي الواقع، بعد موت يسوع، تقول الاسفار المقدسة: «يسوع هذا اقامه اللّٰه.» (اعمال ٢:٣٢) وهكذا يتضح ان اللّٰه الكلي القدرة ويسوع شخصان منفصلان. وحتى بعد موته وقيامته وصعوده الى السماء كان يسوع لا يزال غير مساو لابيه. — ١ كورنثوس ١١:٣؛ ١٥:٢٨.
١٦ رغم الاشارة الى يسوع «كاله» ماذا يظهر انه ليس اللّٰه الكلي القدرة؟
١٦ «ولكن ألا يدعى يسوع الها في الكتاب المقدس؟» قد يسأل المرء. هذا صحيح. ولكن الشيطان ايضا يدعى الها. (٢ كورنثوس ٤:٤) وفي يوحنا ١:١، التي تشير الى يسوع بصفته «الكلمة،» يقول بعض ترجمات الكتاب المقدس: «في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند اللّٰه وكان الكلمة اللّٰه.» ولكن لاحظوا، يقول العدد ٢ ان الكلمة كان «في البدء عند اللّٰه.» وفيما رأى الناس يسوع يقول العدد ١٨ ان «اللّٰه لم يره احد قط.» ولذلك نجد ان بعض الترجمات للعدد ١ يعطي الفكرة الصحيحة للغة الاصلية اذ يقول: «الكلمة كان عند اللّٰه، والكلمة كان الهيا،» او كان «الها،» اي ان الكلمة كان شخصا الهيا قديرا. (الترجمة الاميركية) فمن الواضح ان يسوع ليس اللّٰه الكلي القدرة. وقد تكلم يسوع عن ابيه بصفته «الهي» و«الاله الحقيقي وحدك.» — يوحنا ٢٠:١٧؛ ١٧:٣.
١٧ كيف يبرهن سكب الروح القدس على أتباع يسوع انه ليس شخصا؟
١٧ أما بالنسبة الى «الروح القدس،» المدعو اقنوما او شخصا ثالثا من الثالوث، فقد رأينا ان ذلك ليس شخصا ولكنه قوة اللّٰه الفعالة. وقال يوحنا المعمدان ان يسوع سيعمد بالروح القدس، تماما كما كان يوحنا يعمد بالماء. وهكذا كما ان الماء ليس شخصا، كذلك فان الروح القدس ليس شخصا. (متى ٣:١١) وما انبأ به يوحنا تمّ عندما سُكب الروح القدس، بعد موت يسوع وقيامته، على أتباعه المجتمعين في اورشليم. يقول الكتاب المقدس: «امتلأ الجميع من الروح القدس.» (اعمال ٢:٤) فهل «امتلأوا» من شخص؟ كلا، ولكنهم امتلأوا من قوة اللّٰه الفعالة. وهكذا توضح الوقائع ان الثالوث ليس تعليما للكتاب المقدس. وفي الواقع، قبل ان يمشي يسوع على الارض بزمن طويل كانت الآلهة تُعبد بمجموعات من ثلاثة، او ثواليث، في اماكن كمصر وبابل القديمة.
اسم اللّٰه
١٨ (أ) هل «اللّٰه» الاسم الشخصي للاله الكلي القدرة؟ (ب) ما هو اسمه الشخصي؟
١٨ لا شك ان كل من تعرفونه له اسم. واللّٰه ايضا له اسم شخصي يميزه من الآخرين جميعا. «أليس اسمه اللّٰه؟» قد يسأل البعض. كلا، لان «اللّٰه» مجرد لقب، كما ان «الرئيس» و«الملك» و«القاضي» هي ألقاب. ونتعلم اسم اللّٰه من الكتاب المقدس حيث يظهر نحو ٠٠٠,٧ مرة. مثلا، في الترجمة البروتستانتية العربية، يقول المزمور ٨٣:١٨: «ويعلموا انك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض.» ويوجد اسم اللّٰه ايضا في اغلب الترجمات في الرؤيا ١٩:١-٦ كجزء من عبارة «هللويا.» ويعني ذلك «سبحوا ياه،» صيغة مختصرة ليهوه.
١٩ (أ) لماذا يندهش بعض الاشخاص من رؤية اسم اللّٰه في كتابهم المقدس؟ (ب) اين يظهر الاسم في الترجمة البروتستانتية والكاثوليكية العربية؟
١٩ يندهش بعض الاشخاص من رؤية اسم اللّٰه في كتابهم المقدس. وذلك غالبا لان كتابهم المقدس قلما يستعمل اسم اللّٰه. فالترجمة البروتستانتية العربية، مثلا، تستعمل الاسم «يهوه» ذاته ١٤ مرة كما في الخروج ٦:٣، المزمور ٨٣:١٨، اشعياء ١٢:٢، ارميا ١٦:٢١، هذا اذا ذكرنا القليل، فضلا عن صيغته المختصرة «ياه.» (قارن مزمور ٦٨:٤، اشعياء ٢٦:٤.) أما الترجمة الكاثوليكية العربية فتستعمله مرة واحدة فقط في الخروج ٦:٣.
٢٠ (أ) لماذا لا يُستعمل اسم اللّٰه غالبا؟ (ب) هل يجب ان يُستعمل؟
٢٠ «ولكن لماذا،» قد تسألون، «لا يُستعمل اسم اللّٰه في كل مكان حيث يظهر في النص الاصلي للكتاب المقدس؟ ولماذا يُستعمل عموما لقب الرب والاله مكانه؟» توضح الترجمة الاميركية القانونية في مقدمتها لماذا تستعمل اسم اللّٰه «يهوه» ولماذا لوقت طويل لم يُستعمل هذا الاسم: «ان المنقّحين الاميركيين بعد التأمل الدقيق وصلوا الى الاقتناع الاجماعي بأن الخرافة اليهودية، التي اعتبرت الاسم الالهي أقدس من ان يُنطق به، لا يجب في ما بعد ان تسود في الانكليزية او اية ترجمة اخرى . . . وهذا الاسم الشخصي، بغنى معانيه المقدسة، يجري ردّه الآن في النص المقدس الى المكان الذي يستحقه دون شك.» اجل، ان الرجال الذين ترجموا هذا الكتاب المقدس بالانكليزية شعروا بأن اسباب اهمال اسم اللّٰه لم تكن وجيهة. ولذلك وضعوه ثانية في الكتاب المقدس في اماكنه الملائمة.
٢١ ماذا تقول ترجمة دواي الكاثوليكية عن الاسم «يهوه»؟
٢١ ولكن هنالك اولئك الذين يحتجون بأن الكلمة «يهوه» لا يجب استعمالها لانها ليست فعلا اسم اللّٰه. مثلا، ان ترجمة دواي الكاثوليكية، التي لا تستعمل اسم اللّٰه في نصها الاساسي، تقول في حاشيتها عن الخروج ٦:٣: «بعض العصريين صاغوا الاسم يهوه . . . والتلفظ الصحيح بالاسم، الذي هو في النص العبراني، بعدم الاستعمال لمدة طويلة، ضائع الآن الى حد بعيد.»
٢٢ (أ) كيف يجري تمثيل اسم اللّٰه باللغة العبرانية؟ (ب) لماذا توجد مشكلة لنعرف كيف جرى التلفظ اصلا باسم اللّٰه؟
٢٢ اجل، كما تقول هنا الترجمة الكاثوليكية، يظهر اسم اللّٰه في النص العبراني، اذ تكون العبرانية اللغة التي كتبت بها الاسفار الـ ٣٩ الاولى للكتاب المقدس. والاسم يجري تمثيله هنا بالحروف العبرانية الاربعة، ي ه و ه . وفي الازمنة القديمة كانت اللغة العبرانية تكتب بدون حركات، كالضمة والفتحة والكسرة، التي تساعدنا على منح الكلمات الصوت المناسب. ولذلك فان المشكلة اليوم هي اننا لا نملك طريقة لنعرف تماما اية حركات استعملها العبرانيون مع الحروف الساكنة ي ه و ه .
٢٣ كيف يمكن لعدم استعمال الحركات مع الكلمة «يعمل» ان يساعدنا على فهم مشكلة التلفظ باسم اللّٰه؟
٢٣ ولمساعدتنا على فهم المشكلة تأملوا في كلمة «يَعمَل.» فاليوم تُكتب عادة «يعمل،» بدون حركات، ولسبب الاستعمال لا يشكل التلفظ مشكلة. ولكن لنفرض ان الكلمة على مر الوقت لم يُتلفظ بها قط. فكيف يمكن لشخص يعيش بعد ٠٠٠,١ سنة من الآن ان يعرف كيف يتلفظ بالكلمة «يعمل» عندما يراها مكتوبة — ما اذا كانت «يَعمَل» ام «يَعمِل»؟ واذ لم يسمع التلفظ بها قط، ولا يعرف ماذا كانت الحركات في الكلمة، لا يمكن ان يعرف يقينا. وكذلك ايضا مع اسم اللّٰه. فلا يُعرف تماما كيف كان يُتلفظ به، رغم ان بعض العلماء يعتقدون ان «يَهوِه» هو الصحيح. ولكنّ الصيغة «يَهوَه» تُستعمل عموما وهي معروفة جيدا.
٢٤ (أ) لنكون ثابتين لماذا من اللائق ان نستعمل اسم اللّٰه؟ (ب) نظرا الى الاعمال ١٥:١٤ لماذا من المهم استعمال اسم اللّٰه؟
٢٤ ولكن هل يجب ان نستعمل اسم اللّٰه، رغم اننا ربما لا نقوله تماما بطريقة التلفظ به اصلا؟ نحن نستعمل اسماء الاشخاص الآخرين في الكتاب المقدس، رغم اننا لا نقول الاسماء بطريقة التلفظ بها بالعبرانية الاصلية. مثلا، ان اسم يسوع يُتلفظ به «يشوع» بالعبرانية. وكذلك من اللائق استعمال اسم اللّٰه، الذي يظهر في الكتاب المقدس، سواء تلفظنا به «يَهوِه» او «يَهوَه» او بطريقة اخرى شائعة بلغتنا. فالخطأ انما هو الفشل في استعمال هذا الاسم. ولماذا؟ لان الذين لا يستعملونه لا يمكن اعتبارهم بين اولئك الذين يجمعهم اللّٰه ليكونوا «شعبا على اسمه.» (اعمال ١٥:١٤) ولا يجب فقط ان نعرف اسم اللّٰه بل ان نسبحه امام الآخرين، كما فعل يسوع عندما كان على الارض. — متى ٦:٩، يوحنا ١٧:٦، ٢٦.
اله قصد
٢٥ (أ) اية امور عن اللّٰه قد يصعب علينا فهمها؟ (ب) ماذا دفع يهوه الى الابتداء بالخلق؟
٢٥ رغم ان ذلك قد يكون صعب الفهم على اذهاننا، لم تكن ليهوه قط بداية ولن تكون له ابدا نهاية. فهو «ملك الدهور.» (مزمور ٩٠:٢؛ ١ تيموثاوس ١:١٧) وقبل ان يبتدئ بالخلق كان يهوه وحده في الفضاء الكوني. ومع ذلك لم يكن ممكنا ان يشعر بالوحشة لانه كامل بذاته ولا يعوزه شيء. والمحبة هي التي دفعته الى الابتداء بالخلق، الى منح الحياة للآخرين للتمتع. وخلائق اللّٰه الاولى كانوا اشخاصا روحانيين مثله. وكانت لديه هيئة كبيرة من البنين السماويين حتى قبل اعداد الارض للبشر. وقد قصد يهوه ان يجدوا متعة كبيرة في الحياة وفي الخدمة التي اعطاهم ليقوموا بها. — ايوب ٣٨:٤ و ٧.
٢٦ لماذا يمكننا ان نتيقن ان قصد اللّٰه للارض سيتم؟
٢٦ وعند اعداد الارض وضع يهوه الزوجين، آدم وحواء، في ناحية من الارض كانت قد جُعلت فردوسا. وكان قصده ان ينجبا الاولاد الذين يطيعونه ويعبدونه والذين يوسّعون هذا الفردوس الى كل انحاء الارض. (تكوين ١:٢٧، ٢٨) ولكن، كما عرفنا، أُعيق هذا القصد العظيم. فقد اختار آدم وحواء ان يعصيا على اللّٰه، وقصده لم يتم. ولكنه سيتم، اذ يكون اعترافا بالهزيمة ان لا ينجز يهوه ما يقصد. وحاشا له من ذلك! «أفعل كل مسرّتي،» يقول. «قد تكلمت فأجريه.» — اشعياء ٤٦:١٠، ١١.
٢٧ (أ) لماذا نحن مسؤولون امام اللّٰه؟ (ب) ولذلك اي سؤال يجب ان نفكر فيه بجد؟
٢٧ فهل ترون اين يمكنكم ان تنسجموا مع قصد اللّٰه؟ ليس بفعل ما تريدون دون اعتبار لمشيئة اللّٰه. هذا ما فعله الشيطان وآدم وحواء. فقد عرفوا مشيئة اللّٰه ولكنهم لم يعملوا بها. فاعتبرهم اللّٰه مسؤولين. وهل نحن ايضا مسؤولون امام اللّٰه؟ نعم، لان اللّٰه مصدر حياتنا. وحياتنا تعتمد عليه. (مزمور ٣٦:٩، متى ٥:٤٥) فالى ايّ حد نحيا حياتنا بانسجام مع قصد اللّٰه لاجلنا؟ يجب ان نفكر في ذلك بجد، لان فرصنا للحياة الابدية تتوقف على ذلك.
كيفية عبادة يهوه
٢٨ اية اشياء مساعدة يستعملها بعض الاشخاص لعبادة اللّٰه؟
٢٨ ان كيفية عبادتنا يهوه شيء مهم. فيجب ان نعبد بالطريقة التي يقولها، رغم ان ذلك قد يختلف عن الطريقة التي تعلمناها. مثلا، اعتاد بعض الاشخاص ان يستعملوا التماثيل في عبادتهم. وقد يقولون انهم لا يعبدون التمثال ولكنّ رؤيته ولمسه يساعدانهم على عبادة اللّٰه. ومع ذلك هل يريد اللّٰه ان نعبده بمساعدة التماثيل؟
٢٩ كيف يظهر الكتاب المقدس خطأ استعمال التماثيل في العبادة؟
٢٩ كلا، لا يريد. ولهذا السبب عينه قال موسى للاسرائيليين ان اللّٰه لم يظهر لهم قط بشكل منظور. (تثنية ٤:١٥-١٩) وفي الواقع، تقول احدى الوصايا العشر: «لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما . . . لا تسجد لهن ولا تعبدهن.» (خروج ٢٠:٤ و ٥) فيهوه وحده يجب ان يُعبد. ومرة بعد اخرى يظهر الكتاب المقدس كم خاطئ هو صنع تمثال او السجود امامه، او عبادة شخص او شيء غير يهوه. — اشعياء ٤٤:١٤-٢٠؛ ٤٦:٦ و ٧، مزمور ١١٥:٤-٨.
٣٠ (أ) ماذا قال يسوع ورسله مما يظهر خطأ استعمال التماثيل؟ (ب) حسب التثنية ٧:٢٥ ماذا يجب فعله بالتماثيل؟
٣٠ اذن، كما قد نتوقع، لم يستعمل يسوع قط التماثيل في العبادة. «اللّٰه روح،» اوضح قائلا، «والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا.» (يوحنا ٤:٢٤) وفي العمل بانسجام مع هذه المشورة لم يستعمل ايّ من أتباع يسوع الاولين التماثيل كأشياء مساعدة في العبادة. وفي الواقع، كتب رسوله بولس: «بالايمان نسلك لا بالعيان.» (٢ كورنثوس ٥:٧) وحذر رسوله يوحنا: «احفظوا انفسكم من الاصنام.» (١ يوحنا ٥:٢١) فلمَ لا تنظرون حولكم في البيت وتسألون نفسكم ما اذا كنتم تتبعون هذه النصيحة؟ — تثنية ٧:٢٥.
٣١ (أ) حتى ولو لم نفهم سبب شريعة معيّنة للّٰه ماذا سيدفعنا الى اطاعتها؟ (ب) ماذا يجب ان نحاول فعله، واية دعوة يجب ان نقبل؟
٣١ ان عبادة يهوه، الخالق، بالطريقة التي يأمر بها لا بد ان تجلب لنا السعادة الاصيلة. (ارميا ١٤:٢٢) ويظهر الكتاب المقدس ان مطالبه هي لفائدتنا، بهدف خيرنا الابدي. صحيح اننا احيانا، لسبب معرفتنا وخبرتنا المحدودتين، ربما لا ندرك تماما لماذا تكون شريعة معيّنة معطاة من اللّٰه مهمة الى هذا الحد او كيف تعمل لخيرنا حقا. ولكنّ اعتقادنا الثابت ان اللّٰه يعرف اكثر بكثير مما نعرف يجب ان يدفعنا الى اطاعته بقلب راغب. (مزمور ١٩:٧-١١) فلنبذل كل جهد لنتعلم كل ما يمكن عن يهوه، قابلين الدعوة: «هلمَّ نسجد ونركع ونجثو امام الرب خالقنا. لانه هو الهنا ونحن شعب مرعاه وغنم يده.» — مزمور ٩٥:٦، ٧.
[الاطار في الصفحة ٤٢]
اربعة اماكن حيث يظهر اسم اللّٰه في الترجمة البروتستانتية العربية تُرى هنا
٣ وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بأني الاله القادر على كل شيء. وأما باسمي يهوه فلم أُعرف عندهم.
١٨ ويعلموا انك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض.
٢ هوذا اللّٰه خلاصي فأطمئن ولا ارتعب لأن ياه يهوه قوتي وترنيمتي وقد صار لي خلاصا.
٢١ لذلك هأنذا اعرِّفهم هذه المرة اعرفهم يدي وجبروتي فيعرفون ان اسمي يهوه.
[الصور في الصفحتين ٣٤ و ٣٥]
اذا كان للبيت صانع . . . لا بد ان يكون للكون الاكثر تعقيدا صانع ايضا
[الصورة في الصفحة ٣٩]
بما ان يسوع صلّى الى اللّٰه، طالبا ان تكون ارادة اللّٰه لا ارادته هو، لا يمكن ان يكون الاثنان الشخص ذاته
[الصورة في الصفحتين ٤٠ و ٤١]
كيف يمكن ان يكون الروح القدس شخصا فيما ملأ نحو ١٢٠ تلميذا في الوقت ذاته؟
[الصورة في الصفحة ٤٥]
هل من الصواب استعمال التماثيل في العبادة؟