هُوَذَا خَادِمُ يَهْوَه ٱلَّذِي رَضِيَ عَنْهُ!
«هُوَذَا خَادِمِي . . . ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيَتْ نَفْسِي!». — اش ٤٢:١.
١ مَاذَا يَحْسُنُ بِشَعْبِ يَهْوَه أَنْ يَفْعَلُوا، وَخُصُوصًا مَعَ ٱقْتِرَابِ مَوْعِدِ ٱلذِّكْرَى، وَلِمَاذَا؟
مَعَ ٱقْتِرَابِ مَوْعِدِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ، يَحْسُنُ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ أَنْ يُطَبِّقُوا مَشُورَةَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ أَنْ ‹يَنْظُرُوا بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ، يَسُوعَ›. وَقَدْ أَضَافَ بُولُسُ: «تَفَكَّرُوا بِإِمْعَانٍ فِي ٱلَّذِي ٱحْتَمَلَ تَهَجُّمَاتٍ كَهٰذِهِ مِنْ خُطَاةٍ فِي حَقِّ أَنْفُسِهِمْ، لِئَلَّا تَتْعَبُوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ». (عب ١٢:٢، ٣) فَٱلنَّظَرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى مَسْلَكِ أَمَانَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي تَوَّجَهُ بِتَقْدِيمِ حَيَاتِهِ ذَبِيحَةً سَيُسَاعِدُ ٱلْمَسِيحيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَعُشَرَاءَهُمُ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ كِلَيْهِمَا أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي خِدْمَةِ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ وَلَا ‹يَخُورُوا فِي نُفُوسِهِمْ›. — قَارِنْ غلاطية ٦:٩.
٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا ٱلَّتِي لَهَا عَلَاقَةٌ بِٱبْنِ ٱللّٰهِ؟
٢ أَوْحَى يَهْوَه بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا بِسِلْسِلَةِ نُبُوَّاتٍ لَهَا عَلَاقَةٌ مُبَاشِرَةٌ بِٱبْنِهِ. وَهذِهِ ٱلنُّبُوَّاتُ تُسَاعِدُنَا عَلَى ‹ٱلنَّظَرِ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ›، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.a فَهِيَ تُلْقِي ضَوْءًا عَلَى شَخْصِيَّتِهِ وَآلَامِهِ وَتَرْفِيعِهِ بِصِفَتِهِ مَلِكَنَا وَفَادِيَنَا. كَمَا تَزِيدُ فَهْمَنَا لِلذِّكْرَى ٱلَّتِي سَنُحْيِيهَا هذِهِ ٱلسَّنَةَ يَوْمَ ٱلْخَمِيسِ ٩ نِيسَانَ (ابريل) بَعْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ.
تَحْدِيدُ هُوِيَّةِ ٱلْخَادِمِ
٣، ٤ (أ) إِلَامَ تُشِيرُ كَلِمَةُ «خَادِمٌ» فِي سِفْرِ إِشَعْيَا؟ (ب) كَيْفَ يُحَدِّدُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ نَفْسُهُ هُوِيَّةَ ٱلْخَادِمِ ٱلْمَذْكُورِ فِي إِشَعْيَا ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٤٢، ٤٩، ٥٠، ٥٢، و ٥٣؟
٣ تَرِدُ كَلِمَةُ «خَادِمٌ» مَرَّاتٍ كَثِيرَةً فِي سِفْرِ إِشَعْيَا. وَهِيَ تُشِيرُ أَحْيَانًا إِلَى ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا نَفْسِهِ. (اش ٢٠:٣؛ ٤٤:٢٦) كَمَا تُشِيرُ فِي أَحْيَانٍ أُخْرَى إِلَى كَامِلِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ، أَوْ يَعْقُوبَ. (اش ٤١:٨، ٩؛ ٤٤:١، ٢، ٢١) وَلكِنْ مَا ٱلقَوْلُ فِي ٱلنُّبُوَّاتِ ٱللَّافِتَةِ عَنْ خَادِمِ يَهْوَه ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي إِشَعْيَا ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٤٢، ٤٩، ٥٠، ٥٢، وَ ٥٣؟ لَا تَتْرُكُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ فِي شَكٍّ مِنْ هُوِيَّةِ ٱلْخَادِمِ ٱلْمَوْصُوفِ فِي هذِهِ ٱلْإِصْحَاحَاتِ. فَمِنَ ٱلْمُثِيرِ لِلِٱهْتِمَامِ أَنَّ ٱلرَّسْمِيَّ ٱلْحَبَشِيَّ ٱلْمَذْكُورَ فِي سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ كَانَ يَقْرَأُ إِحْدَى هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ حِينَ ٱقْتَرَبَ إِلَيْهِ فِيلِبُّسُ ٱلْمُبَشِّرُ بِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَبَعْدَ قِرَاءَةِ ٱلْفِقْرَةِ ٱلَّتِي نَجِدُهَا ٱلْيَوْمَ فِي إِشَعْيَا ٥٣:٧، ٨، سَأَلَ ٱلرَّسْمِيُّ فِيلِبُّسَ: «أَرْجُوكَ! عَمَّنْ يَقُولُ ٱلنَّبِيُّ هٰذَا؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ؟». وَعَلَى ٱلْفَوْرِ، شَرَحَ لَهُ فِيلِبُّسُ أَنَّ إِشَعْيَا يَتَكَلَّمُ عَنِ ٱلْمَسِيَّا، يَسُوعَ. — اع ٨:٢٦-٣٥.
٤ وَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ لَا يَزَالُ طِفْلًا، أَعْلَنَ رَجُلٌ بَارٌّ ٱسْمُهُ سِمْعَانُ تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنَّ «ٱلصَّغِيرَ يَسُوعَ» سَيَصِيرُ «نُورًا لِكَشْفِ ٱلْبُرْقُعِ عَنِ ٱلْأُمَمِ»، كَمَا أُنْبِئَ فِي إِشَعْيَا ٤٢:٦ و ٤٩:٦. (لو ٢:٢٥-٣٢) كَمَا أَنَّ ٱلْمُعَامَلَةَ ٱلْمُذِلَّةَ ٱلَّتِي عُومِلَ بِهَا يَسُوعُ لَيْلَةَ مُحَاكَمَتِهِ أُنْبِئَ بِهَا فِي إِشَعْيَا ٥٠:٦-٩. (مت ٢٦:٦٧؛ لو ٢٢:٦٣) وَبَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، حَدَّدَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ بِوُضُوحٍ أَنَّ «خَادِمَ» يَهْوَه هُوَ يَسُوعُ. (اش ٥٢:١٣؛ ٥٣:١١؛ اقرأ اعمال ٣:١٣، ٢٦.) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ؟
اَلتَّدْرِيبُ ٱلَّذِي تَلَقَّاهُ مِنْ يَهْوَه
٥ أَيُّ تَدْرِيبٍ تَلَقَّاهُ خَادِمُ يَهْوَه؟
٥ تُلْقِي إِحْدَى نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا عَنْ خَادِمِ ٱللّٰهِ ضَوْءًا عَلَى ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْحَمِيمَةِ ٱلَّتِي رَبَطَتْ بَيْنَ يَهْوَه وَٱبْنِهِ ٱلْبِكْرِ أَثْنَاءَ وُجُودِهِ ٱلسَّابِقِ لِبَشَرِيَّتِهِ. (اِقْرَأْ اشعيا ٥٠:٤-٩.) فَفِي هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ، يَكْشِفُ ٱلْخَادِمِ أَنَّ يَهْوَه دَرَّبَهُ بِٱسْتِمْرَارٍ حِينَ يَقُولُ: «يُوقِظُ أُذُنِي لِأَسْمَعَ كَٱلْمُتَعَلِّمِينَ». (اش ٥٠:٤) فَقَدْ أَصْغَى طَوَالَ ذلِكَ ٱلْوَقْتِ إِلَى أَبِيهِ وَتَعَلَّمَ مِنْهُ كَتِلْمِيذٍ مُطِيعٍ. فَكَمْ كَانَ ٱمْتِيَازُهُ فَرِيدًا أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْ خَالِقِ ٱلْكَوْنِ نَفْسِهِ!
٦ كَيْفَ دَلَّ خَادِمُ يَهْوَه عَلَى خُضُوعِهِ لِأَبِيهِ؟
٦ يَقُولُ ٱلْخَادِمُ فِي هذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ أَنَّ أَبَاهُ هُوَ «ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ». وَهذَا يُظْهِرُ أَنَّهُ تَعَلَّمَ ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ أَنَّ يَهْوَه هُوَ صَاحِبُ ٱلسِّيَادَةِ أَوِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ. وَقَدْ دَلَّ عَلَى خُضُوعِهِ ٱلْكَامِلِ لِأَبِيهِ بِقَوْلِهِ: «اَلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ فَتَحَ أُذُنِي، وَأَنَا لَمْ أَتَمَرَّدْ، وَلَمْ أَرْتَدَّ». (اش ٥٠:٥) وَهذَا ٱلْخَادِمُ كَانَ «بِجَانِبِ [يَهْوَه] عَامِلًا مَاهِرًا» فِي خَلْقِ ٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ وَٱلْإِنْسَانِ. وَكَانَ ‹مَسْرُورًا أَمَامَهُ كُلَّ حِينٍ، مَسْرُورًا بِمَعْمُورَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتُهُ مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ›. — ام ٨:٢٢-٣١.
٧ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ خَادِمَ يَهْوَه كَانَ وَاثِقًا مِنْ دَعْمِ أَبِيهِ فِي كُلِّ تَجَارِبِهِ؟
٧ إِنَّ ٱلتَّدْرِيبَ ٱلَّذِي تَلَقَّاهُ خَادِمُ يَهْوَه وَمَحَبَّتَهُ لِلْبَشَرِ أَهَّلَاهُ لِمُوَاجَهَةِ ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلشَّدِيدَةِ حِينَ جَاءَ إِلَى ٱلْأَرْضِ. فَبَقِيَ مَسْرُورًا بِفِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ حَتَّى فِي وَجْهِ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلْقَاسِي. (مز ٤٠:٨؛ مت ٢٦:٤٢؛ يو ٦:٣٨) وَفِي كُلِّ تَجَارِبِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، كَانَ وَاثِقًا مِنْ رِضَى أَبِيهِ وَدَعْمِهِ. فَٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ كَمَا أَنْبَأَتْ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا: «مُبَرِّرِي قَرِيبٌ. مَنْ يُخَاصِمُنِي؟ . . . هُوَذَا ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ يُعِينُنِي». (اش ٥٠:٨، ٩) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه أَعَانَ خَادِمَهُ ٱلْأَمِينَ طَوَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، كَمَا تُظْهِرُ نُبُوَّةٌ أُخْرَى مِنْ نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا.
خِدْمَتُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ
٨ مَاذَا يُبَرْهِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ «مُخْتَارُ» يَهْوَه ٱلْمُنْبَأُ عَنْهُ فِي إِشَعْيَا ٤٢:١؟
٨ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مَا حَصَلَ عِنْدَمَا ٱعْتَمَدَ يَسُوعُ سَنَةَ ٢٩ بم: «نَزَلَ عَلَيْهِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ . . . وَأَتَى صَوْتٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ: ‹أَنْتَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ، عَنْكَ رَضِيتُ›». (لو ٣:٢١، ٢٢) بِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ حَدَّدَ يَهْوَه بِوُضُوحٍ هُوِيَّةَ ‹مُخْتَارِهِ› ٱلْمَذْكُورِ فِي نُبُوَّةِ إِشَعْيَا. (اِقْرَأْ اشعيا ٤٢:١-٧.) وَقَدْ تَمَّمَ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ هذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ بِطَرِيقَةٍ لَافِتَةٍ. فَٱلرَّسُولُ مَتَّى ٱقْتَبَسَ فِي إِنْجِيلِهِ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٤٢:١-٤ وَطَبَّقَهَا عَلَى يَسُوعَ. — مت ١٢:١٥-٢١.
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ تَمَّمَ يَسُوعُ إِشَعْيَا ٤٢:٣ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ؟ (ب) كَيْفَ ‹أَخْرَجَ ٱلْمَسِيحُ ٱلْعَدْلَ› وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَمَتَى «يَجْعَلُ ٱلْعَدْلَ فِي ٱلْأَرْضِ»؟
٩ كَانَ عَامَّةُ ٱلنَّاسِ ٱلْيَهُودُ مُحْتَقَرِينَ مِنْ قَادَتِهِمِ ٱلدِّينِيِّينَ. (يو ٧:٤٧-٤٩) فَقَدْ عُومِلَ ٱلشَّعْبُ مُعَامَلَةً قَاسِيَةً وَكَانُوا مِثْلَ «قَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ» أَوْ «فَتِيلَةٍ كَتَّانِيَّةٍ» عَلَى وَشْكِ أَنْ تَنْطَفِئَ. أَمَّا يَسُوعُ فَتَرَأَّفَ عَلَى ٱلْفُقَرَاءِ وَٱلْبَائِسِينَ. (مت ٩:٣٥، ٣٦) وَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ دَعْوَةً لَطِيفَةً قَائِلًا: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ، وَأَنَا أُنْعِشُكُمْ». (مت ١١:٢٨) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، ‹أَخْرَجَ يَسُوعُ ٱلْعَدْلَ› بِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ مَقَايِيسَ يَهْوَه لِلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ. (اش ٤٢:٣) وَأَظْهَرَ أَيْضًا أَنَّ شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ تُطَبَّقَ بِتَعَقُّلٍ وَرَحْمَةٍ. (مت ٢٣:٢٣) كَمَا أَنَّهُ أَعْرَبَ عَنْ صِفَةِ ٱلْعَدْلِ بِكِرَازَتِهِ دُونَ تَحَامُلٍ لِلْأَغْنِيَاءِ وَٱلْفُقَرَاءِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. — مت ١١:٥؛ لو ١٨:١٨-٢٣.
١٠ تُنْبِئُ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا أَيْضًا أَنَّ «مُخْتَارَ» يَهْوَه «يَجْعَلُ ٱلْعَدْلَ فِي ٱلْأَرْضِ». (اش ٤٢:٤) وَهُوَ سَيُحَقِّقُ ذلِكَ عَمَّا قَرِيبٍ حِينَ يُفْنِي جَمِيعَ ٱلْمَمَالِكِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ، بِصِفَتِهِ مَلِكَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ، وَيَسْتَبْدِلُهَا بِحُكْمِهِ ٱلْبَارِّ، جَالِبًا عَالَمًا جَدِيدًا فِيهِ «يَسْكُنُ ٱلْبِرُّ». — ٢ بط ٣:١٣؛ دا ٢:٤٤.
‹نُورٌ وَعَهْدٌ›
١١ بِأَيِّ مَعْنًى كَانَ يَسُوعُ «نُورًا لِلْأُمَمِ» فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، وَكَيْفَ يَلْعَبُ هذَا ٱلدَّوْرَ حَتَّى وَقْتِنَا ٱلْحَاضِرِ؟
١١ كَانَ يَسُوعُ حَقًّا «نُورًا لِلْأُمَمِ» إِتْمَامًا لِإِشَعْيَا ٤٢:٦. فَخِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ، كَانَ مَصْدَرَ إِنَارَةٍ رُوحِيَّةٍ لِلْيَهُودِ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ. (مت ١٥:٢٤؛ اع ٣:٢٦) لكِنَّهُ ذَكَرَ: «أَنَا نُورُ ٱلْعَالَمِ». (يو ٨:١٢) وَبِأَيِّ مَعْنًى؟ لَقَدْ كَانَ نُورًا لِلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِ كِلَيْهِمَا لَيْسَ فَقَطْ بِإِنَارَتِهِمْ رُوحِيًّا، بِلْ أَيْضًا بِتَقْدِيمِ حَيَاتِهِ ٱلْبَشَرِيَّةِ ٱلْكَامِلَةِ فِدْيَةً عَنْ كُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. (مت ٢٠:٢٨) وَبَعْدَ قِيَامَتِهِ، فَوَّضَ إِلَى تَلَامِيذِهِ أَنْ يَكُونُوا شُهُودًا لَهُ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٨) وَقَدِ ٱقْتَبَسَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا أَثْنَاءَ خِدْمَتِهِمَا ٱلْعِبَارَةَ «نُورًا لِلْأُمَمِ» وَطَبَّقَاهَا عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي قَامَا بِهِ بَيْنَ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ. (اع ١٣:٤٦-٤٨؛ قارن اشعيا ٤٩:٦.) وَلَا يَزَالُ هذَا ٱلْعَمَلُ جَارِيًا إِذْ يَنْشُرُ إِخْوَةُ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَعُشَرَاؤُهُمُ ٱلنُّورَ ٱلرُّوحِيَّ وَيُسَاعِدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَى ٱلْإِيمَانِ بِيَسُوعَ، ‹نُورِ ٱلْأُمَمِ›.
١٢ كَيْفَ جعَلَ يَهْوَه خَادِمَهُ «عَهْدًا لِلشَّعْبِ»؟
١٢ قَالَ يَهْوَه لِخَادِمِهِ ٱلْمُخْتَارِ فِي ٱلنُّبُوَّةِ عَيْنِهَا: «أَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ». (اش ٤٢:٦) لَقَدْ بَذَلَ ٱلشَّيْطَانُ جُهُودًا حَثِيثَةً لِإِهْلَاكِ يَسُوعَ وَمَنْعِهِ مِنْ إِكْمَالِ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، لكِنَّ يَهْوَه حَفِظَهُ إِلَى أَنْ حَانَتْ سَاعَةُ مَوْتِهِ. (مت ٢:١٣؛ يو ٧:٣٠) ثُمَّ أَقَامَهُ وَجَعَلَهُ «عَهْدًا» لِلنَّاسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَهذَا ٱلتَّعَهُّدُ ٱلرَّسْمِيُّ ضَمِنَ بَقَاءَ خَادِمِ ٱللّٰهِ ٱلْأَمِينِ «نُورًا لِلْأُمَمِ» يُحَرِّرُ ٱلْقَابِعِينِ فِي ظَلَامٍ رُوحِيٍّ. — اِقْرَأْ اشعيا ٤٩:٨، ٩.b
١٣ بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ حَرَّرَ يَسُوعُ «ٱلْجَالِسِينَ فِي ٱلظُّلْمَةِ» خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وكَيْفَ يَسْتَمِرُّ فِي فِعْلِ ذلِكَ؟
١٣ اِنْسِجَامًا مَعَ هذَا ٱلْعَهْدِ، كَانَ خَادِمُ يَهْوَه ٱلْمُخْتَارُ ‹سَيَفْتَحُ عُيُونَ ٱلْعُمْيِ› وَ ‹يُخْرِجُ ٱلْأَسِيرَ مِنَ ٱلزِّنْزَانَةِ› وَيُحَرِّرُ «ٱلْجَالِسِينَ فِي ٱلظُّلْمَةِ». (اش ٤٢:٧) وَهذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ بِتَشْهِيرِ ٱلتَّقَالِيدِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلْبَاطِلَةِ وَٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ١٥:٣؛ لو ٨:١) فَحَرَّرَ مِنَ ٱلْأَسْرِ ٱلرُّوحِيِّ كُلَّ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ صَارُوا تَلَامِيذَهُ. (يو ٨:٣١، ٣٢) وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، حَرَّرَ يَسُوعُ رُوحِيًّا ٱلْمَلَايِينَ مِنْ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ. فَقَدْ فَوَّضَ إِلَى أَتْبَاعِهِ أَنْ ‹يَذْهَبُوا وَيُتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ›، وَوَعَدَهُمْ أَنْ يَكُونَ مَعَهُمْ «إِلَى ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَهُوَ يُشْرِفُ مِنْ مَرْكَزِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ عَلَى هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ.
«خَادِمُ» يَهْوَه يَتَسَامَى
١٤، ١٥ لِمَاذَا جَعَلَ يَهْوَه خَادِمَهُ يَتَسَامَى، وَكَيْفَ؟
١٤ يَقُولُ يَهْوَه فِي نُبُوَّةٍ أُخْرَى أَيْضًا عَنْ خَادِمِهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ: «هَا إِنَّ خَادِمِي يَعْمَلُ بِبَصِيرَةٍ. يَتَعَالَى وَيَتَسَامَى وَيَرْتَفِعُ جِدًّا». (اش ٥٢:١٣) فَقَدْ جَعَلَ يَهْوَه ٱبْنَهُ يَتَسَامَى نَظَرًا إِلَى خُضُوعِهِ لِسُلْطَانِ أَبِيهِ بِوَلَاءٍ وَأَمَانَتِهِ تَحْتَ أَشَدَّ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ.
١٥ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عَنْ يَسُوعَ: «هُوَ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ، إِذْ قَدْ مَضَى إِلَى ٱلسَّمَاءِ، وَمَلَائِكَةٌ وَسُلُطَاتٌ وَقُوَّاتٌ قَدْ أُخْضِعَتْ لَهُ». (١ بط ٣:٢٢) كَمَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «وَضَعَ نَفْسَهُ وَصَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ، ٱلْمَوْتِ عَلَى خَشَبَةِ آلَامٍ. مِنْ أَجْلِ هٰذَا أَيْضًا رَفَّعَهُ ٱللّٰهُ إِلَى مَرْكَزٍ أَعْلَى وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِٱلِٱسْمِ ٱلَّذِي يَعْلُو كُلَّ ٱسْمٍ آخَرَ، لِكَيْ تَنْحَنِيَ بِٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ ٱلْأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ جَهْرًا كُلُّ لِسَانٍ بِأَنَّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ ٱلْآبِ». — في ٢:٨-١١.
١٦ كَيْفَ ‹ٱرْتَفَعَ يَسُوعُ جِدًّا› سَنَةَ ١٩١٤، وَمَاذَا أَنْجَزَ مُنْذُ ذلِكَ ٱلْحِينِ؟
١٦ وَسَنَةَ ١٩١٤، جَعَلَ يَهْوَه ٱبْنَهُ يَتَسَامَى أَكْثَرَ أَيْضًا. فَقَدِ ‹ٱرْتَفَعَ يَسُوعُ جِدًّا› حِينَ تَوَّجَهُ يَهْوَه مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (مز ٢:٦؛ دا ٧:١٣، ١٤) وَهُوَ مُنْذُ ذلِكَ ٱلْحِينِ ‹يَتَسَلَّطُ فِي وَسْطِ أَعْدَائِهِ›. (مز ١١٠:٢) وَقَدْ فَعَلَ ذلِكَ أَوَّلًا بِإِخْضَاعِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ وَطَرْحِهِمْ إِلَى جِوَارِ ٱلْأَرْضِ. (رؤ ١٢:٧-١٢) ثُمَّ حَرَّرَ ٱلْمَسِيحُ، كُورُشُ ٱلْأَعْظَمُ، بَقِيَّةَ إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ قَبْضَةِ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ». (رؤ ١٨:٢؛ اش ٤٤:٢٨) وَهُوَ يُوَجِّهُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيَّ ٱلَّذِي أَتَاحَ تَجْمِيعَ «بَاقِي» إِخْوَتِهِ ٱلرُّوحِيِّينَ وَمِنْ بَعْدِهِمْ مَلَايِينَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›، عُشَرَاءِ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ٱلْأَوْلِيَاءِ. — رؤ ١٢:١٧؛ يو ١٠:١٦؛ لو ١٢:٣٢.
١٧ مَاذَا تَعَلَّمْنَا حَتَّى ٱلْآنَ مِنْ دَرْسِنَا نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا عَنْ «خَادِمِ» يَهْوَه؟
١٧ إِنَّ دَرْسَ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱللَّافِتَةِ فِي سِفْرِ إِشَعْيَا قَدْ عَمَّقَ تَقْدِيرَنَا لِمَلِكِنَا وَفَادِينَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَخُضُوعُهُ لِيَهْوَه خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ عَكَسَ ٱلتَّدْرِيبَ ٱلَّذِي تَلَقَّاهُ وَهُوَ بِجَانِبِ أَبِيهِ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. كَمَا بَرْهَنَ يَسُوعُ أَنَّهُ ‹نُورُ ٱلْأُمَمِ› بِٱلْخِدْمَةِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا شَخْصِيًّا، وَبِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِي يُشْرِفُ عَلَيْهِ حَتَّى يَوْمِنَا. وَكَمَا سَنَرَى فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، فَإِنَّ نُبُوَّةً أُخْرَى عَنِ ٱلْخَادِمِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ تُظْهِرُ أَنَّهُ كَانَ سَيَتَأَلَّمُ وَيَسْكُبُ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنَّا، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ يَنْبَغِي أَنْ ‹نَتَفَكَّرَ فِيهَا بِإِمْعَانٍ› مَعَ دُنُوِّ ذِكْرَى مَوْتِهِ. — عب ١٢:٢، ٣.
[الحاشيتان]
a تَجِدُ هذِهِ ٱلنُّبُوَّاتِ فِي اشعيا ٤٢:١-٧؛ ٤٩:١-١٢؛ ٥٠:٤-٩؛ و ٥٢:١٣–٥٣:١٢.
b مِنْ أَجْلِ مُنَاقَشَةِ ٱلنُّبُوَّةِ فِي إشعيا ٤٩:١-١٢، اُنْظُرْ كِتَابَ نبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري، اَلْجُزْءَ ٢، ٱلصَّفَحَاتِ ١٣٦-١٤٥.
عَلَى سَبِيلِ ٱلْمُرَاجَعَةِ
• مَنْ هُوَ ‹الخَادِمُ› ٱلْمَذْكُورُ فِي نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا، وَكَيْفَ نَعْرِفُ ذلِكَ؟
• أَيُّ تَدْرِيبٍ تَلَقَّاهُ ٱلْخَادِمُ مِنْ يَهْوَه؟
• كَيْفَ صَارَ يَسُوعُ «نُورًا لِلْأُمَمِ»؟
• كَيْفَ تَسَامَى خَادِمُ يَهْوَه؟
[الصورة في الصفحة ٢١]
حَدَّدَ فِيلِبُّسُ بِوُضُوحٍ أَنَّ ‹ٱلْخَادِمَ› ٱلْمَذْكُورَ فِي سِفْرِ إِشَعْيَا هُوَ ٱلْمَسِيَّا، يَسُوعُ
[الصورة في الصفحة ٢٣]
تَرَأَّفَ يَسُوعُ، خَادِمُ يَهْوَه ٱلْمُخْتَارُ، عَلَى ٱلْفُقَرَاءِ وَٱلْبَائِسِينَ
[الصورة في الصفحة ٢٤]
رَفَّعَ يَهْوَه ٱبْنَهُ يَسُوعَ وَتَوَّجَهُ مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ