-
تعزية لشعب اللّٰهنبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري الجزء ٢
-
-
٢ (أ) الى مَن يوجِّه يهوه، من خلال اشعيا، رسالته المعزِّية؟ (ب) كيف ‹يتبع› اليهود الامناء «البر»؟
٢ يقول يهوه للذين يُميلون قلوبهم اليه من سكان يهوذا: «اسمعوا لي ايها التابعون البر الطالبون الرب». (اشعياء ٥١:١ أ) تنطوي عبارة «التابعون البر» على فكرة العمل. فالذين ‹يتبعون البر› لا يكتفون بالقول انهم شعب اللّٰه، بل يسعون بغيرة ان يكونوا ابرارا ويعيشوا بانسجام مع مشيئة اللّٰه. (مزمور ٣٤:١٥، عج؛ امثال ٢١:٢١، عج) وسيتطلع هؤلاء الى يهوه بصفته المصدر الوحيد للبر، ‹وسيطلبون الرب›. (مزمور ١١:٧ عج؛ مزمور ١٤٥:١٧) لا يعني ذلك انهم في الاصل لا يعرفون اللّٰه او لا يعرفون كيف يقتربون اليه بالصلاة. بل يعني انهم يجاهدون ليتقرَّبوا اليه اكثر، عابدينه ومصلّين له وطالبين توجيهه في كل ما يفعلونه.
٣، ٤ (أ) مَن هو «الصخر» الذي قُطع منه اليهود، ومَن هي «نقرة الجب» التي منها حُفروا؟ (ب) لماذا سيتعزى اليهود حين يتذكرون جذورهم؟
٣ لكنَّ عدد الذين يتبعون البر فعلا في يهوذا قليل نسبيا، وربما يثبِّطهم ذلك ويجعلهم يخورون في نفوسهم. لذلك يعطيهم يهوه هذا التشجيع باستخدام تشبيه مقلع الحجارة: «انظروا الى الصخر الذي منه قُطعتم وإلى نقرة الجب التي منها حُفرتم.
-
-
تعزية لشعب اللّٰهنبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري الجزء ٢
-
-
«الصخر» الذي منه قُطع اليهود هو ابراهيم، شخصية تاريخية بارزة تفتخر بها امة اسرائيل كثيرا. (متى ٣:٩؛ يوحنا ٨:٣٣، ٣٩) فهو جدّهم الاعلى، الاصل البشري للامة. و «نقرة الجب» هي سارة، التي من رحمها خرج اسحاق، احد اسلاف اسرائيل.
-
-
تعزية لشعب اللّٰهنبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري الجزء ٢
-
-
٥ (أ) مَن يمثِّل ابراهيم وسارة؟ اوضحوا. (ب) في الاتمام الاخير، مَن يرجع اصلهم الى «الصخر»؟
٥ ان هذا القلع الرمزي للحجارة، كما هو مذكور في اشعياء ٥١:١، ٢، له على الارجح انطباق اضافي. فالتثنية ٣٢:١٨ تدعو يهوه «الصخر» الذي ولد اسرائيل والذي ‹ابدأه›. في العبارة الاخيرة، يُستعمل نفس الفعل العبراني الذي يظهر في اشعياء ٥١:٢ ويتعلق بولادة سارة لإسرائيل. وهكذا يكون ابراهيم رمزا نبويا الى يهوه، ابراهيم الاعظم. وتمثِّل سارة، زوجة ابراهيم، هيئة يهوه السماوية الكونية من المخلوقات الروحانية، المشبَّهة في الاسفار المقدسة بزوجة اللّٰه، او امرأته. (تكوين ٣:١٥؛ كشف ١٢:١، ٥) وفي الاتمام الاخير لهذه الكلمات من نبوة اشعيا، الامة التي تخرج من «الصخر» هي «اسرائيل اللّٰه»، جماعة المسيحيين الممسوحين بالروح التي وُلدت في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم. وكما نوقش في فصول سابقة من هذا الكتاب، وقعت هذه الامة في الاسر البابلي سنة ١٩١٨، لكنها رُدَّت سنة ١٩١٩ الى حالة ازدهار روحي. — غلاطية ٣:٢٦-٢٩؛ ٤:٢٨؛ ٦:١٦.
-