خَادِمُ يَهْوَه «طُعِنَ مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا»
«طُعِنَ مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا، وَسُحِقَ مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِنَا. . . . بِجِرَاحِهِ صَارَ لَنَا شِفَاءٌ». — اش ٥٣:٥.
١ فِيمَ يَنْبَغِي أَنْ نُفَكِّرَ وَنَحْنُ نَحْتَفِلُ بِٱلذِّكْرَى، وَأَيَّةُ نُبُوَّةٍ تُسَاعِدُنَا مِنْ هذَا ٱلْقَبِيلِ؟
نَحْتَفِلُ كَمَسِيحِيِّينَ بِٱلْعَشَاءِ ٱلتَّذْكَارِيِّ إِحْيَاءً لِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ وَكُلِّ مَا حَقَّقَهُ بِمَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ. فَٱلذِّكْرَى تَجْعَلُنَا نُفَكِّرُ فِي تَبْرِئَةِ سُلْطَانِ يَهْوَه وَتَقْدِيسِ ٱسْمِهِ وَإِتْمَامِ قَصْدِهِ ٱلَّذِي يَشْمُلُ خَلَاصَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَلَعَلَّ أَفْضَلَ نُبُوَّةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُصَوِّرُ ذَبِيحَةَ ٱلْمَسِيحِ وَمَا تَحَقَّقَ بِفَضْلِهَا هِيَ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي إِشَعْيَا ٥٣:٣-١٢، حَيْثُ أُنْبِئَ بِآلَامِ خَادِمِ يَهْوَه وَأُعْطِيَتْ تَفَاصِيلُ مُحَدَّدَةٌ عَنْ مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ وَمَا يَنْتِجُ عَنْهُ مِنْ بَرَكَاتٍ لِإِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹خِرَافِهِ ٱلْأُخَرِ›. — يو ١٠:١٦.
٢ عَلَامَ تُبَرْهِنُ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا، وَمَا تَأْثِيرُهَا فِينَا؟
٢ قَبْلَ وِلَادَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِسَبْعَةِ قُرُونٍ، أَوْحَى يَهْوَه إِلَى إِشَعْيَا أَنْ يُنْبِئَ بِأَنَّ خَادِمَهُ ٱلْمُخْتَارَ سَيَبْقَى أَمِينًا حَتَّى تَحْتَ أَشَدِّ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ. وَهذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ بِحَدِّ ذَاتِهَا هِيَ بُرْهَانٌ عَلَى ثِقَةِ يَهْوَه ٱلْمُطْلَقَةِ بِوَلَاءِ ٱبْنِهِ. وَتَفَحُّصُنَا لَهَا يَمْلَأُ قُلُوبَنَا تَقْدِيرًا وَيَزِيدُنَا إِيمَانًا.
‹مُحْتَقَرٌ وَمَرْذُولٌ›
٣ لِمَاذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُرَحِّبَ ٱلْيَهُودُ بِيَسُوعَ، وَلكِنْ كَيْفَ نَظَرُوا إِلَيْهِ؟
٣ اِقْرَأْ إِشَعْيَا ٥٣:٣. تَخَيَّلِ ٱلتَّضْحِيَةَ ٱلَّتِي ضَحَّاهَا ٱبْنُ ٱللّٰهِ، مَوْلُودُهُ ٱلْوَحِيدُ، حِينَ تَخَلَّى عَنْ فَرَحِ ٱلْخِدْمَةِ بِجَانِبِ أَبِيهِ وَجَاءَ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَبْذُلَ حَيَاتَهُ ذَبِيحَةً تُنْقِذُ ٱلْجِنْسَ ٱلْبَشَرِيَّ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. (في ٢:٥-٨) وَهذِهِ ٱلذَّبِيحَةُ كَانَتْ سَتَجْلُبُ مَغْفِرَةً حَقِيقِيَّةً لِلْخَطَايَا، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي كَانَ تَقْدِيمُ ٱلذَّبَائِحِ ٱلْحَيَوَانِيَّةِ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ مُجَرَّدَ ظِلٍّ لَهُ. (عب ١٠:١-٤) أَفَمَا كَانَ يَسُوعُ يَسْتَحِقُّ ٱلتَّرْحِيبَ وَٱلْإِكْرَامَ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ، وَهُمُ ٱلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودَ بِهِ؟ (يو ٦:١٤) لكِنَّ ٱلْمَسِيحَ ‹ٱحْتُقِرَ وَرُذِلَ› مِنَ ٱلْيَهُودِ، كَمَا أَنْبَأَ إِشَعْيَا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «جَاءَ إِلَى مَوْطِنِهِ، لٰكِنَّ قَوْمَهُ لَمْ يَقْبَلُوهُ». (يو ١:١١) كَمَا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ قَالَ لِلْيَهُودِ: «إِلٰهُ آبَائِنَا . . . قَدْ مَجَّدَ خَادِمَهُ يَسُوعَ، ٱلَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ وَجْهِ بِيلَاطُسَ حِينَ قَرَّرَ أَنْ يُطْلِقَهُ. نَعَمْ، أَنْكَرْتُمْ هٰذَا ٱلْقُدُّوسَ ٱلْبَارَّ». — اع ٣:١٣، ١٤.
٤ بِأَيِّ مَعْنًى ٱخْتَبَرَ يَسُوعُ ٱلْمَرَضَ؟
٤ أَنْبَأَ إِشَعْيَا أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ ‹سَيَخْتَبِرُ ٱلْمَرَضَ›. وَلكِنْ مَا مِنْ دَلِيلٍ أَنَّهُ مَرِضَ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ، رَغْمَ أَنَّهُ عَانَى ٱلتَّعَبَ أَحْيَانًا فِي خِدْمَتِهِ. (يو ٤:٦) فَقَدِ ٱخْتَبَرَ يَسُوعُ ٱلْمَرَضَ بِمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ عَالِمًا بِمُعَانَاةِ ٱلْمَرْضَى ٱلَّذِينَ كَرَزَ لَهُمْ. فَأَشْفَقَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى كَثِيرِينَ مِنْهُمْ. (مر ١:٣٢-٣٤) وَهكَذَا تَمَّمَ ٱلنُّبُوَّةَ ٱلَّتِي تَقُولُ: «أَمْرَاضُنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعُنَا تَحَمَّلَهَا». — اش ٥٣:٤أ؛ مت ٨:١٦، ١٧.
كَمَا لَوْ أَنَّهُ ‹مَضْرُوبٌ مِنَ ٱللّٰهِ›
٥ كَيْفَ نَظَرَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَهُودِ إِلَى مَوْتِ يَسُوعَ، وَكَيْفَ زَادَ ذلِكَ مِنْ آلَامِهِ؟
٥ اِقْرَأْ إِشَعْيَا ٥٣:٤ب. لَمْ يَفْهَمْ كَثِيرُونَ مِنْ مُعَاصِرِي يَسُوعَ سَبَبَ آلَامِهِ وَمَوْتِهِ. فَحَسِبُوا أَنَّ اللّٰهَ يُعَاقِبُهُ، وَكَأَنَّهُ ضَرَبَهُ بِمَرَضٍ كَرِيهٍ. (مت ٢٧:٣٨-٤٤) حَتَّى إِنَّهُمُ ٱتَّهَمُوهُ بِٱلتَّجْدِيفِ. (مر ١٤:٦١-٦٤؛ يو ١٠:٣٣) غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ طَبْعًا لَمْ يَكُنْ خَاطِئًا وَلَا مُجَدِّفًا. وَمُجَرَّدُ ٱلتَّفْكِيرِ فِي أَنَّهُ سَيَمُوتُ مِيتَةَ مُجَدِّفٍ زَادَ مِنْ آلَامِهِ نَظَرًا إِلَى مَحَبَّتِهِ ٱلشَّدِيدَةِ لِأَبِيهِ. وَرَغْمَ ذلِكَ، بَقِيَ مُسْتَعِدًّا أَنْ يُذْعِنَ لِمَشِيئَةِ يَهْوَه. — مت ٢٦:٣٩.
٦، ٧ بِأَيِّ مَعْنًى ‹سَحَقَ› يَهْوَه خَادِمَهُ ٱلْأَمِينَ، وَلِمَاذَا «سُرَّ» بِذلِكَ؟
٦ لَيْسَ أَمْرًا مُفَاجِئًا أَنْ تَقُولَ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا إِنَّ ٱلْآخَرِينَ سَيَحْسَبُونَ ٱلْمَسِيحَ «مَضْرُوبًا مِنَ ٱللّٰهِ»، أَمَّا أَنْ تَقُولَ إِنَّ «يَهْوَه . . . سُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ» فَذَاكَ أَمْرٌ يَدْعُو إِلَى ٱلْعَجَبِ! (اش ٥٣:١٠) فَبِمَا أَنَّ يَهْوَه سَبَقَ فَقَالَ: «هُوَذَا خَادِمِي . . . مُخْتَارِي ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيَتْ نَفْسِي»، فَكَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ ‹يُسَرَّ بِسَحْقِهِ›؟ (اش ٤٢:١) مَا مَعْنَى هذِهِ ٱلْعِبَارَةِ؟
٧ لِكَيْ نَفْهَمَ هذَا ٱلْجُزْءَ مِنَ ٱلنَّبُوَّةِ، لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ، بِتَحَدِّيهِ سُلْطَانَ يَهْوَه، شَكَّكَ فِي وَلَاءِ جَمِيعِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ. (اي ١:٩-١١؛ ٢:٣-٥) لكِنَّ أَمَانَةَ يَسُوعَ حَتَّى ٱلْمَوْتِ كَانَتِ ٱلْجَوَابَ ٱلْقَاطِعَ عَلَى تَحَدِّي ٱلشَّيْطَانِ. لِذلِكَ فَإِنَّ سَمَاحَ يَهْوَه بِمَوْتِ يَسُوعَ عَلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَعْنِيَ أَنَّهُ لَمْ يَتَأَلَّمْ لِرُؤْيَةِ خَادِمِهِ ٱلْمُخْتَارِ يُقَاسِي ٱلْمَوْتَ. فَمَا سُرَّ بِهِ يَهْوَه هُوَ رُؤْيَةُ ٱبْنِهِ يُحَافِظُ عَلَى أَمَانَتِهِ ٱلْمُطْلَقَةِ. (ام ٢٧:١١) كَمَا أَنَّهُ فَرِحَ فَرَحًا عَظِيمًا بِٱلْفَوَائِدِ ٱلَّتِي عَرَفَ أَنَّ مَوْتَ ٱبْنِهِ سَيَجْلُبُهَا لِلْبَشَرِ ٱلتَّائِبِينَ. — لو ١٥:٧.
«طُعِنَ مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا»
٨، ٩ (أ) كَيْفَ «طُعِنَ [يَسُوعُ] مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا»؟ (ب) كَيْفَ أَكَّدَ بُطْرُسُ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ؟
٨ اِقْرَأْ إِشَعْيَا ٥٣:٦. يُشَبَّهُ ٱلْجِنْسُ ٱلْبَشَرِيُّ ٱلْخَاطِئُ بِغَنَمٍ ضَالَّةٍ. فَهُمْ يَحْتَاجُونَ أَمَسَّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلْإِنْقَاذِ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ ٱلْمَوْرُوثَيْنِ عَنْ آدَمَ. (١ بط ٢:٢٥) وَبِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ، لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَرُدَّ مَا خَسِرَهُ أَبُوهُمُ ٱلْأَوَّلُ. (مز ٤٩:٧) لكِنَّ يَهْوَه، بِمَحَبَّتِهِ ٱلْفَائِقَةِ، «أَلْقَى عَلَى [ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ وَخَادِمِهِ ٱلْمُخْتَارِ] ذَنْبَ جَمِيعِنَا». وَقَدْ قَبِلَ ٱلْمَسِيحُ أَنْ ‹يُطْعَنَ مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا ويُسْحَقَ مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِنَا›، فَحَمَلَ خَطَايَانَا عَلَى ٱلْخَشَبَةِ وَمَاتَ عَنَّا.
٩ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «لِهٰذَا ٱلْمَسْلَكِ دُعِيتُمْ، لِأَنَّهُ حَتَّى ٱلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ، تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ. حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلْخَطَايَا وَنَحْيَا لِلْبِرِّ». ثُمَّ تَابَعَ مُقْتَبِسًا مِنْ نُبُوَّةِ إِشَعْيَا: «بِجِرَاحِهِ شُفِيتُمْ». (١ بط ٢:٢١، ٢٤؛ اش ٥٣:٥) وَقَدْ أَتَاحَ ذلِكَ لِلْبَشَرِ ٱلْخُطَاةِ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ، كَمَا أَضَافَ بُطْرُسُ قَائِلًا: «اَلْمَسِيحُ مَاتَ مَرَّةً لَا غَيْرُ مِنْ أَجْلِ ٱلْخَطَايَا، بَارٌّ مِنْ أَجْلِ ٱلْأَثَمَةِ، لِيَقْتَادَكُمْ إِلَى ٱللّٰهِ». — ١ بط ٣:١٨.
«أُتِيَ بِهِ كَشَاةٍ إِلَى ٱلذَّبْحِ»
١٠ (أ) بِأَيِّ كَلِمَاتٍ وَصَفَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ يَسُوعَ؟ (ب) لِمَاذَا كَانَتْ كَلِمَاتُ يُوحَنَّا مُلَائِمَةً؟
١٠ اِقْرَأْ إِشَعْيَا ٥٣:٧، ٨. هَتَفَ يُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانُ حِينَ رَأَى يَسُوعَ آتِيًا نَحْوَهُ: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ!». (يو ١:٢٩) وَلَرُبَّمَا كَانَ يُوحَنَّا يُفَكِّرُ فِي كَلِمَاتِ إِشَعْيَا: «أُتِيَ بِهِ كَشَاةٍ إِلَى ٱلذَّبْحِ». (اش ٥٣:٧) وَقَدْ تَنَبَّأَ إِشَعْيَا أَيْضًا: «سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ». (اش ٥٣:١٢) وَٱلْجَدِيرُ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَسُوعَ، فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي أَسَّسَ فِيهَا ذِكْرَى مَوْتِهِ، نَاوَلَ رُسُلَهُ ٱلْأُمَنَاءَ ٱلْـ ١١ كَأْسًا مِنَ ٱلْخَمْرِ وَقَالَ: «هٰذِهِ تُمَثِّلُ ‹دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ›، ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا». — مت ٢٦:٢٨.
١١، ١٢ (أ) مَاذَا يُنَاظِرُ ٱسْتِعْدَادُ إِسْحَاقَ طَوْعًا أَنْ يُقَرَّبَ ذَبِيحَةً؟ (ب) مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَذَكَّرَ عِنْدَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلذِّكْرَى؟
١١ كَانَ يَسُوعُ مُسْتَعِدًّا طَوْعًا أَنْ يُقَرَّبَ ذَبِيحَةً عَلَى مَذْبَحِ مَشِيئَةِ يَهْوَه، عَلَى غِرَارِ إِسْحَاقَ. (تك ٢٢:١، ٢، ٩-١٣؛ عب ١٠:٥-١٠) وَلكِنْ رَغْمَ أَنَّ إِسْحَاقَ قَبِلَ طَوْعًا أَنْ يُقَرَّبَ ذَبِيحَةً، كَانَ إِبْرَاهِيمُ هُوَ مَنْ شَرَعَ فِي تَقْرِيبِ ٱبْنِهِ. (عب ١١:١٧) كَذلِكَ، مَعَ أَنَّ يَسُوعَ قَبِلَ أَنْ يَمُوتَ طَوْعًا، كَانَ يَهْوَه هُوَ مَنْ أَنْشَأَ تَرْتِيبَ ٱلْفِدْيَةِ. وَعَلَيْهِ، تَكُونُ ذَبِيحَةُ ٱلْمَسِيحِ إِعْرَابًا عَنْ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ ٱلْعَمِيقَةِ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ.
١٢ ذَكَرَ يَسُوعُ نَفْسُهُ: «إِنَّ ٱللّٰهَ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٣:١٦) كَمَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَللّٰهُ . . . بَيَّنَ لَنَا فَضْلَ مَحَبَّتِهِ بِأَنَّهُ إِذْ كُنَّا بَعْدُ خُطَاةً مَاتَ ٱلْمَسِيحُ عَنَّا». (رو ٥:٨) لِذلِكَ، صَحِيحٌ أَنَّنَا نُكْرِمُ ٱلْمَسِيحَ بِإِحْيَائِنَا ذِكْرَى مَوْتِهِ، لكِنَّنَا يَجِبُ أَلَّا نَنْسَى أَنَّ ٱلَّذِي أَصْبَحَ بِفَضْلِهِ تَرْتِيبُ ٱلْفِدَاءِ مُمْكِنًا هُوَ إِبْرَاهِيمُ ٱلْأَعْظَمُ، يَهْوَه. وَنَحْنُ نَحْتَفِلُ بِٱلذِّكْرَى تَسْبِيحًا لَهُ.
«يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ»
١٣، ١٤ كَيْفَ ‹بَرَّرَ خَادِمُ يَهْوَه كَثِيرِينَ›؟
١٣ اِقْرَأْ إِشَعْيَا ٥٣:١١، ١٢. ذَكَرَ يَهْوَه بِخُصُوصِ خَادِمِهِ ٱلْمُخْتَارِ: «خَادِمِي ٱلْبَارُّ . . . يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ». وَكَيْفَ ذلِكَ؟ تُسَاعِدُنَا نِهَايَةُ ٱلْعَدَدِ ١٢ أَنْ نَجِدَ ٱلْجَوَابَ، إِذْ تَقُولُ: «تَوَسَّطَ لِلْمُتَعَدِّينَ». فَجَمِيعُ ذُرِّيَّةِ آدَمَ يُولَدُونَ خُطَاةً، «مُتَعَدِّينَ»، وَيَسْتَحِقُّونَ بِٱلتَّالِي «أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ»، أَيِ ٱلْمَوْتَ. (رو ٥:١٢؛ ٦:٢٣) لِذلِكَ يَحْتَاجُ ٱلْبَشَرُ ٱلْخُطَاةُ إِلَى ٱلتَّصَالُحِ مَعَ يَهْوَه. وَٱلْإِصْحَاحُ ٥٣ مِنْ نُبُوَّةِ إِشَعْيَا يَصِفُ بِشَكْلٍ رَائِعٍ كَيْفَ «تَوَسَّطَ» يَسُوعُ لِلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلنَّاقِصِ، قَائِلًا: «نَزَلَ عَلَيْهِ ٱلتَّأْدِيبُ مِنْ أَجْلِ سَلَامِنَا، وَبِجِرَاحِهِ صَارَ لَنَا شِفَاءٌ». — اش ٥٣:٥.
١٤ لَقَدْ ‹بَرَّرَ ٱلْمَسِيحُ كَثِيرِينَ› بِحَمْلِ خَطَايَا ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ وَٱلْمَوْتِ عَنْهُمْ. كَتَبَ بُولُسُ: «فِي [ٱلْمَسِيحِ] ٱسْتَحْسَنَ ٱللّٰهُ أَنْ يَسْكُنَ كُلُّ ٱلْمِلْءِ، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ سَائِرَ ٱلْأَشْيَاءِ مَعَ نَفْسِهِ — سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ أَمْ مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ — صَانِعًا ٱلسَّلَامَ بِٱلدَّمِ ٱلَّذِي سَفَكَهُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ». — كو ١:١٩، ٢٠.
١٥ (أ) مَنْ هُمْ «مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ» ٱلَّذِينَ أَشَارَ إِلَيْهِمْ بُولُسُ؟ (ب) مَنْ يَحِقُّ لَهُمْ وَحْدَهُمْ أَنْ يَتَنَاوَلُوا مِنْ رَمْزَيِ ٱلذِّكْرَى، وَلِمَاذَا؟
١٥ إِنَّ «مَا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ» مِنَ «ٱلْأَشْيَاءِ» ٱلَّتِي صَالَحَهَا يَهْوَه بِدَمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَسْفُوكِ هُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْمَدْعُوُّونَ لِيَمْلِكُوا مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَهؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ «لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ ٱلدَّعْوَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ» ‹يُبَرَّرُونَ لِلْحَيَاةِ›. (عب ٣:١؛ رو ٥:١، ١٨) ثُمَّ يَلِدُهُمْ يَهْوَه كَأَبْنَاءٍ رُوحِيِّينَ لَهُ. فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّهُمْ «شُرَكَاءُ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْمِيرَاثِ»، أَيْ مَدْعُوُّونَ لِيَكُونُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً فِي مَلَكُوتِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. (رو ٨:١٥-١٧؛ رؤ ٥:٩، ١٠) وَهكَذَا يَصِيرُونَ أَعْضَاءً فِي إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ، «إِسْرَائِيلِ ٱللّٰهِ»، وَيُدْخَلُونَ فِي ‹ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ›. (ار ٣١:٣١-٣٤؛ غل ٦:١٦) وَكَأَطْرَافٍ فِي هذَا ٱلْعَهْدِ، يَحِقُّ لَهُمْ أَنْ يَتَنَاوَلُوا مِنْ رَمْزَيِ ٱلذِّكْرَى. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ عَنْ كَأْسِ ٱلْخَمْرِ ٱلْحَمْرَاءِ: «هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ تُمَثِّلُ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ بِدَمِي ٱلَّذِي يُسْكَبُ مِنْ أَجْلِكُمْ». — لو ٢٢:٢٠.
١٦ مَنْ هُمْ «مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ»، وَكَيْفَ يُبَرَّرُونَ؟
١٦ أَمَّا «مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ» فَهُمْ خِرَافُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُخَرُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَهؤُلَاءِ أَيْضًا يُبَرِّرُهُمْ خَادِمُ يَهْوَه ٱلْمُخْتَارُ. فَلِأَنَّهُمْ «غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وَبَيَّضُوهَا بِدَمِ ٱلْحَمَلِ» بِإِيمَانِهِمْ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ، يُبَرِّرُهُمْ يَهْوَه لَا كَأَبْنَاءٍ رُوحِيِّينَ لَهُ، بَلْ كَأَصْدِقَاءَ، وَاضِعًا أَمَامَهُمُ ٱلرَّجَاءَ ٱلرَّائِعَ بِٱلنَّجَاةِ مِنَ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ». (رؤ ٧:٩، ١٠، ١٤؛ يع ٢:٢٣) وَبِمَا أَنَّ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ لَيْسُوا طَرَفًا فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ وَلَا يَرْجُونَ بِٱلتَّالِي ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ، فَهُمْ لَا يَتَنَاوَلُونَ مِنَ ٱلرَّمْزَيْنِ، بَلْ تَقْتَصِرُ مُشَارَكَتُهُمْ فِي ٱلذِّكْرَى عَلَى مُشَاهَدَةِ مَا يَجْرِي بِٱحْتِرَامٍ.
كُلُّ ٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه وَخَادِمِهِ!
١٧ كَيْفَ سَاعَدَنَا دَرْسُ نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا ٱلَّتِي تُرَكِّزُ عَلَى خَادِمِ يَهْوَه أَنْ نُهَيِّئَ أَذْهَانَنَا لِلذِّكْرَى؟
١٧ إِنَّ فَحْصَ نُبُوَّاتِ إِشَعْيَا ٱلَّتِي تُرَكِّزُ عَلَى خَادِمِ يَهْوَه سَاعَدَنَا بِطَرِيقَةٍ رَائِعَةٍ أَنْ نُهَيِّئَ أَذْهَانَنَا لِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ. فَقَدْ مَكَّنَنَا مِنَ ‹ٱلنَّظَرِ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ›. (عب ١٢:٢) فَتَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱبْنَ ٱللّٰهِ لَيْسَ مُتَمَرِّدًا. وَبِخِلَافِ ٱلشَّيْطَانِ، يُسَرُّ بِٱلتَّعَلُّمِ مِنْ يَهْوَه، مُعْتَرِفًا بِأَنَّهُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ ٱلْمُتَسَلِّطُ عَلَى ٱلْكَوْنِ. وَرَأَيْنَا أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ تَرَأَّفَ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ عَلَى ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ بَشَّرَهُمْ، وَشَفَى كَثِيرِينَ مِنْهُمْ جَسَدِيًّا وَرُوحِيًّا. فَأَظْهَرَ بِذلِكَ مَا سَيَفْعَلُهُ فِي مُلْكِهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْجَدِيدِ حِينَ «يَجْعَلُ ٱلْعَدْلَ فِي ٱلْأَرْضِ». (اش ٤٢:٤) كَمَا أَنَّهُ كَانَ غَيُورًا فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ، بِصِفَتِهِ «نُورًا لِلْأُمَمِ»، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُذَكِّرُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَكُونُوا غَيُورِينَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. — اش ٤٢:٦.
١٨ لِمَاذَا تَمْلَأُ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا قُلُوبَنَا بِٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه وَخَادِمِهِ ٱلْأَمِينِ؟
١٨ تُعَمِّقُ نُبُوَّةُ إِشَعْيَا أَيْضًا فَهْمَنَا لِلتَّضْحِيَةِ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا يَهْوَه بِإِرْسَالِ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ إِلَى ٱلْأَرْضِ لِيَتَأَلَّمَ وَيَمُوتَ عَنَّا. فَقَدْ سُرَّ يَهْوَه، لَا بِآلَامِ ٱبْنِهِ، بَلْ بِمُحَافَظَتِهِ عَلَى ٱلْأَمَانَةِ ٱلْمُطْلَقَةِ حَتَّى ٱلْمَوْتِ. وَنَحْنُ أَيْضًا نُسَرُّ كَيَهْوَه، لِأَنَّنَا نُدْرِكُ كُلَّ مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ لِتَكْذِيبِ ٱلشَّيْطَانِ وَتَقْدِيسِ ٱسْمِ يَهْوَه، مُثْبِتًا بِٱلتَّالِي شَرْعِيَّةَ سُلْطَانِهِ. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، حَمَلَ ٱلْمَسِيحُ خَطَايَانَا وَمَاتَ عَنَّا، فَأَتَاحَ لِلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ وَٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ أَنْ يَتَبَرَّرُوا. فَلْتَطْفَحْ قُلُوبُنَا بِٱلشُّكْرِ لِيَهْوَه وَخَادِمِهِ ٱلْأَمِينِ فِيمَا نَحْتَفِلُ مَعًا بِٱلذِّكْرَى!
عَلَى سَبِيلِ ٱلْمُرَاجَعَةِ
• بِأَيِّ مَعْنًى «سُرَّ [يَهْوَه] بِأَنْ يَسْحَقَ» ٱبْنَهُ؟
• كَيْفَ «طُعِنَ [يَسُوعُ] مِنْ أَجْلِ تَعَدِّيَاتِنَا»؟
• كَيْفَ ‹بَرَّرَ خَادِمُ يَهْوَه كَثِيرِينَ›؟
• كَيْفَ هَيَّأَ دَرْسُ ٱلنُّبُوَّاتِ عَنْ خَادِمِ يَهْوَه ذِهْنَكُمْ وَقَلْبَكُمْ لِلذِّكْرَى؟
[الصورة في الصفحة ٢٦]
«اُحْتُقِرَ فَرَذَلْنَاهُ»
[الصورة في الصفحة ٢٨]
«سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ»
[الصورة في الصفحة ٢٩]
تَقْتَصِرُ مُشَارَكَةُ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› فِي ٱلذِّكْرَى عَلَى مُشَاهَدَةِ مَا يَجْرِي بِٱحْتِرَامٍ