«أَنَا مَعَكُمْ»
‹كَلَّمَ رَسُولُ يَهْوَهَ ٱلشَّعْبَ قَائِلًا: «أَنَا مَعَكُمْ»، يَقُولُ يَهْوَهُ›. — حجاي ١:١٣.
١ أَيُّ تَنَاظُرٍ نَبَوِيٍّ يَتَعَلَّقُ بِأَيَّامِنَا أَشَارَ إِلَيْهِ يَسُوعُ؟
نَحْنُ نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي مَرْحَلَةٍ مُهِمَّةٍ مِنَ ٱلتَّارِيخِ. فَكَمَا يُظْهِرُ إِتْمَامُ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نَحْنُ نَحْيَا مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٤ فِي «يَوْمِ ٱلرَّبِّ». (رؤيا ١:١٠) وَلَا شَكَّ أَنَّكَ مُطَّلِعٌ عَلَى هذَا ٱلْمَوْضُوعِ، لِذلِكَ تَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ شَبَّهَ «أَيَّامَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ» فِي سُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِـ «أَيَّامِ نُوحٍ» وَ «أَيَّامِ لُوطٍ». (لوقا ١٧:٢٦، ٢٨) وَهكَذَا يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِلَى تَنَاظُرٍ نَبَوِيٍّ. وَلكِنْ هُنَاكَ تَنَاظُرٌ نَبَوِيٌّ آخَرُ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُولِيَهُ ٱهْتِمَامَنَا.
٢ أَيَّةُ مُهِمَّةٍ أَوكَلَهَا يَهْوَه إِلَى حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟
٢ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَالَةٍ سَادَتْ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيَّيْنِ ٱلْعِبْرَانِيَّيْنِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا. فَأَيَّةُ رِسَالَةٍ قَدَّمَهَا هذَانِ ٱلنَّبِيَّانِ ٱلْأَمِينَانِ لَهَا ٱنْطِبَاقٌ وَاضِحٌ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟ كَانَ حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا ‹رَسُولَيْ يَهْوَهَ› لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ عَادُوا مِنَ ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ. وَقَدْ أُوكِلَتْ إِلَيْهِمَا مُهِمَّةُ طَمْأَنَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ ٱللّٰهَ يَدْعَمُهُمْ فِي عَمَلِ إِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. (حجاي ١:١٣؛ زكريا ٤:٨، ٩) وَرَغْمَ أَنَّ ٱلسِّفْرَيْنِ ٱللَّذَيْنِ كَتَبَاهُمَا قَصِيرَانِ، فَهُمَا جُزْءٌ مِنْ ‹كُلِّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا مِنَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّافِعَةِ لِلتَّعْلِيمِ، وَٱلتَّوْبيخِ، وَٱلتَّقْوِيمِ، وَٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ›. — ٢ تيموثاوس ٣:١٦.
لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَهُمَّنَا هذَانِ ٱلسِّفْرَانِ؟
٣، ٤ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَهُمَّنَا رِسَالَتَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟
٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ ٱلَّتِي حَمَلَهَا حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا أَفَادَتِ ٱلْيَهُودَ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ. فَقَدْ كَانَ لِهَاتَيْنِ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ إِتْمَامٌ فِي ذلِكَ ٱلزَّمَنِ. وَلكِنْ لِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ هذَيْنِ ٱلسِّفْرَيْنِ يَهُمَّانِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١٢:٢٦-٢٩. فَفِي هذِهِ ٱلْأَعْدَادِ، ٱقْتَبَسَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ حَجَّايَ ٢:٦ ٱلَّتِي تَقُولُ إِنَّ ٱللّٰهَ ‹يُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ›. وَهذِهِ ٱلزَّلْزَلَةُ سَتُؤَدِّي فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى ‹قَلْبِ عَرْشِ ٱلْمَمَالِكِ وَإِبَادَةِ قُوَّةِ مَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ›. — حجاي ٢:٢٢.
٤ عِنْدَمَا ٱقْتَبَسَ بُولُسُ كَلِمَاتِ حَجَّايَ هذِهِ، كَانَ يَذْكُرُ مَا سَيَحْدُثُ ‹لِمَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ› وَيَتَحَدَّثُ عَنْ تَفَوُّقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَتَزَعْزَعَ وَٱلَّذِي سَيَتَسَلَّمُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ. (عبرانيين ١٢:٢٨) وَهكَذَا يَتَبَيَّنُ لَنَا أَنَّ نُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا تُشِيرَانِ إِلَى وَقْتٍ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَتَى بَعْدُ حِينَ كُتِبَ سِفْرُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ مِنْ عَصْرِنَا ٱلْمِيلَادِيِّ. فَلَا يَزَالُ هُنَالِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بَقِيَّةٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ هُمْ وَرَثَةٌ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. لِذلِكَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا مَغْزًى فِي أَيَّامِنَا.
٥، ٦ مَا هِيَ ٱلْخَلْفِيَّةُ ٱلتَّارِيخِيَّةُ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا؟
٥ يُزَوِّدُ سِفْرُ عَزْرَا ٱلْخَلْفِيَّةَ ٱلتَّارِيخِيَّةَ لِنُبُوَّتَيْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا. فَبَعْدَ عَوْدَةِ ٱلْيَهُودِ مِنَ ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ سَنَةَ ٥٣٧ قم، أَشْرَفَ ٱلْوَالِي زَرُبَّابِلُ وَرَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعُ عَلَى وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلْجَدِيدِ سَنَةَ ٥٣٦ قم. (عزرا ٣:٨-١٣؛ ٥:١) وَفِي حِينِ أَنَّ ذلِكَ كَانَ سَبَبًا لِفَرَحٍ عَظِيمٍ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ، سُرْعَانَ مَا بَدَأُوا يَشْعُرُونَ بِٱلْخَوْفِ. تُخْبِرُ عَزْرَا ٤:٤ أَنَّ ٱلْأَعْدَاءَ، «شَعْبَ ٱلْأَرْضِ»، رَاحُوا «يُضْعِفُونَ أَيْدِيَ شَعْبِ يَهُوذَا وَيُثَبِّطُونَ عَزِيمَتَهُمْ عَنِ ٱلْبِنَاءِ». وَٱخْتَلَقَ هؤُلَاءِ ٱلْأَعْدَاءُ، وَخُصُوصًا ٱلسَّامِرِيِّينَ، ٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً بِحَقِّ ٱلْيَهُودِ. كَمَا أَقْنَعَ هؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمُونَ مَلِكَ فَارِسَ بِوَقْفِ عَمَلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. — عزرا ٤:١٠-٢١.
٦ وَتَدْرِيجِيًّا بَرَدَتْ حَمَاسَةُ ٱلْيَهُودِ لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ وَصَارُوا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ أَهْدَافٍ شَخْصِيَّةٍ. وَلكِنْ بَعْدَ مُرُورِ ١٦ سَنَةً عَلَى وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ، أَقَامَ يَهْوَهُ سَنَةَ ٥٢٠ قم حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا لِيَحُثَّا ٱلشَّعْبَ عَلَى ٱسْتِئْنَافِ ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْهَيْكَلِ. (حجاي ١:١؛ زكريا ١:١) وَبَعْدَ أَنْ شَجَّعَ رَسُولَا ٱللّٰهِ ٱلْيَهُودَ وَأَعْطَيَاهُمْ دَلِيلًا وَاضِحًا أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُهُمْ، عَادُوا إِلَى ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَٱنْتَهَوْا مِنْ بِنَائِهِ سَنَةَ ٥١٥ قم. — عزرا ٦:١٤، ١٥.
٧ أَيُّ تَنَاظُرٍ هُنَالِكَ بَيْنَ ٱلْحَالَةِ فِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيَّيْنِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا وَٱلْحَالَةِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟
٧ وَهَلْ تَعْرِفُ ٱلْمَغْزَى ٱلنَّبَوِيَّ ٱلَّذِي تَحْمِلُهُ كُلُّ هذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ لَنَا؟ نَحْنُ نَقُومُ ٱلْيَوْمَ بِٱلْكِرَازَةِ «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ». (متى ٢٤:١٤) وَقَدْ جَرَى ٱلتَّرْكِيزُ عَلَى هذَا ٱلْعَمَلِ، خُصُوصًا بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى. فَكَمَا تَحَرَّرَ ٱلْيَهُودُ ٱلْقُدَمَاءُ مِنَ ٱلْأَسْرِ ٱلْحَرْفِيِّ فِي بَابِلَ، تَحَرَّرَ شَعْبُ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيُّ مِنَ ٱلْأَسْرِ فِي بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. بَعْدَئِذٍ، ٱنْهَمَكَ مَمْسُوحُو ٱللّٰهِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ لِلنَّاسِ وَتَعْلِيمِهِمْ وَتَوْجِيهِهِمْ إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. وَأَنْتَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَشْتَرِكُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي لَا يَزَالُ مُسْتَمِرًّا حَتَّى يَوْمِنَا هذَا، وَلكِنْ عَلَى نِطَاقٍ أَعْظَمَ. فَٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِإِتْمَامِهِ لِأَنَّ نِهَايَةَ هذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ بَاتَتْ وَشِيكَةً. وَهذَا ٱلْعَمَلُ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ يَجِبُ أَنْ يَسْتَمِرَّ حَتَّى يَتَدَخَّلَ يَهْوَه فِي شُؤُونِ ٱلْبَشَرِ فِي ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›. (متى ٢٤:٢١) فَآنَذَاكَ، سَيَمْحُو يَهْوَه ٱلشَّرَّ وَيَجْعَلُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ تَزْدَهِرُ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْأَرْضِ.
٨ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا ٱلْوُثُوقُ أَنَّ يَهْوَه يَدْعَمُ عَمَلَنَا؟
٨ كَمَا تُظْهِرُ نُبُوَّتَا حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا، يُمْكِنُنَا ٱلْوُثُوقُ أَنَّنَا سَنَنَالُ دَعْمَ يَهْوَه وَبَرَكَتَهُ فِيمَا نُشَارِكُ فِي هذَا ٱلْعَمَلِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ. فَرَغْمَ كُلِّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْبَعْضُ لِقَمْعِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ أَوْ حَظْرِ عَمَلِهِمْ، لَمْ تَتَمَكَّنْ أَيَّةُ حُكُومَةٍ مِنْ وَقْفِ تَقَدُّمِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ. فَكِّرْ أَيْضًا كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَه عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ بِزِيَادَاتٍ عَدِيدَةٍ عَلَى مَرِّ ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي تَلَتِ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأُولَى وُصُولًا إِلَى يَوْمِنَا هذَا. عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ، لَا يَزَالُ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ لِإِنْجَازِهِ.
٩ أَيَّةُ حَالَةٍ كَانَتْ سَائِدَةً قَدِيمًا يَنْبَغِي أَنْ نُولِيَهَا ٱهْتِمَامَنَا، وَلِمَاذَا؟
٩ وَلكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْأُمُورِ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا مِنْ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا أَنْ تُشَجِّعَنَا أَكْثَرَ عَلَى إِطَاعَةِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْإِلهِيَّةِ أَنْ نَكْرِزَ وَنُعَلِّمَ؟ لِنَتَأَمَّلْ قَلِيلًا فِي بَعْضِ ٱلدُّرُوسِ ٱلَّتِي نَسْتَخْلِصُهَا مِنْ هذَيْنِ ٱلسِّفْرَيْنِ. مَثَلًا، لِنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِعَمَلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي قَامَ بِهِ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ. كَمَا ذَكَرْنَا، لَمْ يُوَاصِلِ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ مِنْ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ عَمَلَ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، بَلْ تَوَانَوْا بَعْدَمَا وَضَعُوا أَسَاسَاتِهِ. فَأَيُّ مَوْقِفٍ خَاطِئٍ نَمَّاهُ هؤُلَاءِ ٱلْيَهُودُ؟ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذلِكَ؟
اِمْتِلَاكُ ٱلْمَوقِفِ ٱلصَّائِبِ
١٠ أَيُّ مَوْقِفٍ خَاطِئٍ نَمَّاهُ ٱلْيَهُودُ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
١٠ كَانَ ٱلْيَهُودُ ٱلْعَائِدُونَ يَقُولُونَ: «إِنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَحِنْ». (حجاي ١:٢) لكِنَّ هذَا لَمْ يَكُنْ مَوْقِفَهُمْ عِنْدَمَا بَدَأُوا بِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ وَوَضْعِ أَسَاسَاتِهِ سَنَةَ ٥٣٦ قم. فَسُرْعَانَ مَا سَمَحُوا لِمُقَاوَمَةِ جِيرَانِهِمْ وَتَدَخُّلِ ٱلْحُكَّامِ بِأَنْ يُؤَثِّرَا فِيهِمْ. وَرَاحُوا يَصُبُّونَ ٱهْتِمَامَهُمْ عَلَى تَجْمِيلِ بُيُوتِهِمْ وَتَأْمِينِ وَسَائِلِ رَاحَتِهِمْ. وَإِذْ لَاحَظَ يَهْوَه ٱلتَّبَايُنَ بَيْنَ بُيُوتِهِمِ ٱلْمُغَشَّاةِ بِخَشَبٍ فَاخِرٍ وَٱلْهَيْكَلِ ٱلَّذِي لَمْ يُكْمِلُوا بِنَاءَهُ، سَأَلَهُمْ: «هَلِ ٱلْوَقْتُ لَكُمْ أَنْتُمْ لِتَسْكُنُوا فِي بُيُوتٍ جُدْرَانُهَا مُغَشَّاةٌ بِٱلْخَشَبِ، وَهٰذَا ٱلْبَيْتُ خَرَابٌ؟». — حجاي ١:٤.
١١ لِمَاذَا ٱضْطُرَّ يَهْوَهُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْمَشُورَةَ لِلْيَهُودِ فِي زَمَنِ حَجَّايَ؟
١١ نَعَمْ، لَقَدْ تَبَدَّلَتْ أَوْلَوِيَّاتُ ٱلْيَهُودِ. فَبَدَلًا مِنْ أَنْ يَضَعَ شَعْبُ ٱللّٰهِ قَصْدَهُ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ، رَكَّزُوا ٱهْتِمَامَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى بُيُوتِهِمْ وَأَهْمَلُوا ٱلْعَمَلَ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ لِلْعِبَادَةِ. لِذلِكَ شَجَّعَتْهُمْ كَلِمَاتُ يَهْوَهَ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي حَجَّاي ١:٥ أَنْ ‹يَتَأَمَّلُوا فِي طُرُقِهِمْ›. فَبِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، حَضَّهُمْ يَهْوَه أَنْ يَتَأَمَّلُوا فِي مَا يَفْعَلُونَهُ وَأَنْ يُفَكِّرُوا كَيْفَ أَثَّرَ فِيهِمْ عَدَمُ وَضْعِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِهِمْ.
١٢، ١٣ كَيْفَ تَصِفُ حَجَّاي ١:٦ ٱلْحَالَةَ ٱلسَّائِدَةَ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ، وَمَاذَا يَعْنِي هذَا ٱلْعَدَدُ؟
١٢ كَمَا تَرَى، تَرَكَ عَدَمُ تَرْتِيبِ ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ بِٱلشَّكْلِ ٱلصَّحِيحِ تَأْثِيرًا فِي حَيَاةِ ٱلْيَهُودِ. لَاحِظْ نَظْرَةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُعَبَّرَ عَنْهَا فِي حَجَّاي ١:٦: «زَرَعْتُمْ كَثِيرًا وَحَصَلْتُمْ عَلَى ٱلْقَلِيلِ. تَأْكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلشَّبَعِ. تَشْرَبُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلسُّكْرِ. تَلْبَسُونَ ثِيَابًا وَلَا تَدْفَأُونَ. وَٱلَّذِي يَعْمَلُ لِقَاءَ أُجْرَةٍ يَأْخُذُهَا فِي صُرَّةٍ مَثْقُوبَةٍ».
١٣ فَمَعَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ كَانُوا يَعِيشُونَ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ٱللّٰهُ، لَمْ يَكُنْ نِتَاجُ ٱلْأَرْضِ كَافِيًا، لِأَنَّ يَهْوَهَ حَجَبَ بَرَكَتَهُ عَنْهُمْ كَمَا سَبَقَ فَحَذَّرَهُمْ. (تثنية ٢٨:٣٨-٤٨) فَرَغْمَ أَنَّهُمْ زَرَعُوا أَرْضَهُمْ، فَبِدُونِ دَعْمِ يَهْوَهَ كَانَ ٱلْمَحْصُولُ شَحِيحًا، أَيْ أَنَّهُمْ لَمْ يَجْنُوا كَمِّيَّةَ ٱلطَّعَامِ ٱلَّتِي تَكْفِيهِمْ. وَبدُونِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ، لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَكْسُوا أَنْفُسَهُمْ بِثِيَابٍ تُبْقِيهِمْ دَافِئِينَ. حَتَّى ٱلْعَامِلُونَ لَمْ يَسْتَفِيدُوا مِنَ ٱلْأُجُورِ ٱلَّتِي تَقَاضَوْهَا، تَمَامًا كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ وَضَعُوهَا فِي صُرَّةٍ مَلِيئَةٍ بِٱلثُّقُوبِ. وَمَا هُوَ ٱلْمَقْصُودُ بِٱلْعِبَارَةِ: «تَشْرَبُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلسُّكْرِ»؟ لَا يُمْكِنُ أَنْ تُشِيرَ إِلَى أَنَّ ٱلسُّكْرَ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى بَرَكَةِ ٱللّٰهِ، إِذْ إِنَّ يَهْوَهَ يَدِينُ ٱلسُّكْرَ. (١ صموئيل ٢٥:٣٦؛ امثال ٢٣:٢٩-٣٥) فَهذِهِ ٱلْعِبَارَةُ هِيَ إِشَارَةٌ أُخْرَى إِلَى أَنَّ ٱلْيَهُودَ خَسِرُوا بَرَكَةَ ٱللّٰهِ. نَتِيجَةً لِذلِكَ، كَانَتْ كَمِّيَّةُ ٱلْخَمْرِ ٱلَّتِي صَنَعُوهَا مَحْدُودَةً جِدًّا وَلَا تَكْفِي حَتَّى لِجَعْلِهِمْ يَسْكَرُونَ. وَتَنْقُلُ الترجمة البروتستانتية حَجَّاي ١:٦ كَمَا يَلِي: «تَشْرَبُونَ وَلَا تَرْوُونَ».
١٤، ١٥ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِن حَجَّاي ١:٦؟
١٤ إِنَّ ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَتَعَلَّمَهُ مِمَّا ذُكِرَ آنِفًا لَا عَلَاقَةَ لَهُ بِتَصْمِيمِ ٱلْبُيُوتِ أَوْ زَخْرَفَتِهَا. فَقَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنَ ٱلسَّبْيِ، وَبَّخَ ٱلنَّبِيُّ عَامُوسُ ٱلْأَغْنِيَاءَ فِي إِسْرَائِيلَ بِسَبَبِ ٱمْتِلَاكِهِمْ «بُيُوتَ ٱلْعَاجِ» وَٱضْطِجَاعِهِمْ «عَلَى أَرَائِكَ مِنْ عَاجٍ». (عاموس ٣:١٥؛ ٦:٤) فَبُيُوتُهُمُ ٱلْفَخْمَةُ وَأَثَاثُهُمُ ٱلْمُزَخْرَفُ لَمْ تَدُمْ لَهُمْ، إِذْ نَهَبَهَا ٱلْأَعْدَاءُ ٱلْغُزَاةُ. لكِنْ بَعْدَ سَبْيٍ دَامَ ٧٠ سَنَةً، لَمْ يَتَّعِظْ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ مِمَّا حَدَثَ. فَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟ هَلْ نَتَعَلَّمُ نَحْنُ دَرْسًا مِمَّا حَدَثَ مَعَهُمْ؟ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أُولِي ٱلِٱهْتِمَامَ لِزَخْرَفَةِ بَيْتِي؟ وَمَاذَا عَنِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْإِضَافِيِّ بُغْيَةَ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعَمَلِ، أَمْرٌ سَيَسْتَنْزِفُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِي طَوَالَ سَنَوَاتٍ وَيَطْغَى عَلَى ٱهْتِمَامِي بِأَوْجُهٍ مُهِمَّةٍ مِنْ عِبَادَتِي للّٰهِ؟›. — لوقا ١٢:٢٠، ٢١؛ ١ تيموثاوس ٦:١٧-١٩.
١٥ يَنْبَغِي أَنْ يُذَكِّرَنَا مَا نَقْرَأُهُ فِي حَجَّاي ١:٦ بِحَاجَتِنَا إِلَى بَرَكَةِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِنَا. فَأُولئِكَ ٱلْيَهُودُ ٱلْقُدَمَاءُ خَسِرُوا هذِهِ ٱلْبَرَكَةَ، مِمَّا أَدَّى بِهِمْ إِلَى عَاقِبَةٍ وَخِيمَةٍ. لِذلِكَ سَوَاءٌ كُنَّا أَغْنِياءَ مَادِّيًّا أَوْ لَا، فَلَا شَكَّ أَنَّ عَاقِبَتَنَا سَتَكُونُ وَخِيمَةً عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلرُّوحِيِّ إِذَا خَسِرْنَا بَرَكَةَ يَهْوَه. (متى ٢٥:٣٤-٤٠؛ ٢ كورنثوس ٩:٨-١٢) فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا نَيْلُ هذِهِ ٱلْبَرَكَةِ؟
يَهْوَهُ يُسَاعِدُ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ
١٦-١٨ مَاذَا عَنَتْ زَكَرِيَّا ٤:٦ لِلْيَهُودِ قَدِيمًا؟
١٦ أُوحِيَ إِلَى زَكَرِيَّا، نَبِيٌّ مُعَاصِرٌ لِحَجَّايَ، أَنْ يُشَدِّدَ عَلَى ٱلْوَسِيلَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا يَهْوَه لِيَحُثَّ وَيُبَارِكَ ٱلْمُخْلِصِينَ لَهُ آنَذَاكَ. وَهذَا مَا يَدُلُّ كَيْفَ يُبَارِكُكَ يَهْوَه أَنْتَ أَيْضًا ٱلْيَوْمَ. نَقْرَأُ: «‹لَا بِجَيْشٍ وَلَا بِقُوَّةٍ، بَلْ بِرُوحِي›، قَالَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ». (زكريا ٤:٦) لَا شَكَّ أَنَّكَ سَمِعْتَ هذِهِ ٱلْآيَةَ مِرَارًا عَدِيدَةً، وَلكِنْ مَا ٱلْمَعَانِي ٱلَّتِي حَمَلَتْهَا هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ لِلْيَهُودِ أَيَّامَ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا، وَأَيُّ مَغْزًى تَحْمِلُهُ لَكَ ٱلْيَوْمَ؟
١٧ تَذَكَّرْ أَنَّ كَلِمَاتِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا ٱلْمُوحَى بِهَا تَرَكَتْ فِي ٱلْمَاضِي أَثَرًا كَبِيرًا فِي ٱلْيَهُودِ ٱلْأُمَنَاءِ، إذْ نَشَّطَتْهُمْ لِٱسْتِئْنَافِ ٱلْعَمَلِ. فَحَجَّايُ ٱبْتَدَأَ يَتَنَبَّأُ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّادِسِ مِنْ سَنَةِ ٥٢٠ قم. أَمَّا زَكَرِيَّا فَٱبْتَدَأَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّامِنِ مِنْ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ. (زكريا ١:١) وَكَمَا تُبَيِّنُ حَجَّاي ٢:١٨، عَادَ ٱلْيَهُودُ إِلَى ٱلْعَمَلِ بَجِدٍّ فِي وَضْعِ أَسَاسَاتِ ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلتَّاسِعِ. إِذًا، جَرَى حَضُّ ٱلْيَهُودِ عَلَى ٱلْعَمَلِ، وَهُمْ أَطَاعُوا يَهْوَه وَاثِقِينَ أَنَّهُ سَيَدْعَمُهُمْ. وَكَلِمَاتُ زَكَرِيَّا ٤:٦ تَتَحَدَّثُ عَنْ هذَا ٱلدَّعْمِ.
١٨ لَا تَنْسَ أَيْضًا أَنَّهُ عِنْدَمَا عَادَ ٱلْيَهُودُ إِلَى وَطَنِهِمْ سَنَةَ ٥٣٧ قم، لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِمْ جَيْشٌ. عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ، حَمَاهُمْ يَهْوَه وَأَرْشَدَهُمْ فِي رِحْلَةِ ٱلْعَودَةِ مِنْ بَابِلَ. وَكَانَ رُوحُهُ أَيْضًا يُوَجِّهُ ٱلْأُمُورَ حِينَ بَدَأُوا بِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ بُعَيْدَ عَوْدَتِهِمْ. كَمَا وَعَدَ بِأَنْ يَدْعَمَهُمْ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ إِذَا عَمِلُوا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ.
١٩ أَيُّ تَأْثِيرٍ قَوِيٍّ تَغَلَّبَ عَلَيْهِ رُوحُ ٱللّٰهِ؟
١٩ رَأَى زَكَرِيَّا سِلْسِلَةً مِنْ ثَمَانِي رُؤًى أَكَّدَتْ لَهُ أَنَّ يَهْوَه سَيَكُونُ مَعَ شَعْبِهِ ٱلَّذِي سَيُكْمِلُ بِأَمَانَةٍ بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ. وَتُظْهِرُ ٱلرُّؤْيَا ٱلرَّابِعَةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّالِثِ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ يُقَاوِمُ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلَهَا ٱلْيَهُودُ لِإِنْهَاءِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. (زكريا ٣:١) طَبْعًا، مَا كَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِيَفْرَحَ بِرُؤْيَةِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ يَشُوعَ يُمَارِسُ مَهَامَّهُ ٱلْكَهَنُوتِيَّةَ فِي ٱلْهَيْكَلِ ٱلْجَدِيدِ. وَمَعَ أَنَّ إبْلِيسَ حَاوَلَ أَنْ يَمْنَعَ ٱلْيَهُودَ مِنْ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، لَعِبَ رُوحُ يَهْوَه دَوْرًا بَارِزًا فِي إِزَالَةِ كُلِّ ٱلْعَقَبَاتِ وَتَنْشِيطِ ٱلْيَهُودِ لِلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ حَتَّى ٱلِٱنْتِهَاءِ مِنْهُ تَمَامًا.
٢٠ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْيَهُودَ عَلَى تَنْفِيذِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ؟
٢٠ لَقَدْ بَدَا أَنَّ هُنَالِكَ عَائِقًا كَبِيرًا لَا يُمْكِنُ تَخَطِّيهِ، أَيِ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ بَعْضِ ٱلرَّسْمِيِّينَ ٱلَّذِينَ تَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْحُصُولِ عَلَى أَمْرٍ بِوَقْفِ ٱلْعَمَلِ. لكِنَّ يَهْوَه وَعَدَ أَنَّ مَا يَبْدُو ‹جَبَلًا› سَيُزَالُ وَيَصِيرُ «أَرْضًا مُسْتَوِيَةً». (زكريا ٤:٧) وَهذَا مَا حَدَثَ بِٱلْفِعْلِ. فَقَدِ ٱسْتَقْصَى ٱلْمَلِكُ دَارِيُوسُ ٱلْأَوَّلُ ٱلْأَمْرَ وَوَجَدَ ٱلْمُذَكِّرَةَ ٱلَّتِي أَصْدَرَهَا كُورُشُ وَٱلَّتِي سَمَحَتْ لِلْيَهُودِ بِإِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. فَأَلْغَى أَمْرَ وَقْفِ ٱلْعَمَلِ وَأَمَرَ بِأَنْ يُعْطَى ٱلْيَهُودُ مَالًا مِنَ ٱلْخِزَانَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ لِسَدِّ نَفَقَاتِ ٱلْعَمَلِ. فَيَا لَهُ مِنْ تَغْيِيرٍ مُذْهِلٍ فِي مَجْرَى ٱلْأَحْدَاثِ! فَهَلْ كَانَ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَيُّ دَخْلٍ فِي مَا جَرَى؟ لَا شَكَّ فِي ذلِكَ. فَقَدِ ٱنْتَهَى بِنَاءُ ٱلْهَيْكَلِ سَنَةَ ٥١٥ قم، فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّادِسَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ ٱلْأَوَّلِ. — عزرا ٦:١، ١٥.
٢١ (أ) كَيْفَ ‹زَلْزَلَ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ› فِي ٱلْمَاضِي وَكَيْفَ أَتَتِ ‹ٱلنَّفَائِسُ›؟ (ب) مَا هُوَ ٱلْإِتْمَامُ ٱلْعَصْرِيُّ لِهذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟
٢١ فِي حَجَّاي ٢:٥، يُذَكِّرُ ٱلنَّبِيُّ ٱلْيَهُودَ بِٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ ٱللّٰهُ مَعَهُمْ فِي جَبَلِ سِينَاءَ عِنْدَمَا كَانَ ‹ٱلْجَبَلُ يَرْتَعِدُ كُلُّهُ كَثِيرًا›. (خروج ١٩:١٨) وَفِي أَيَّامِ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا، كَانَ يَهْوَه سَيُحْدِثُ زَلْزَلَةً أُخْرَى، كَمَا تَقُولُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ فِي ٱلْعَدَدَيْنِ ٦ و ٧. فَمَعَ أَنَّ ٱلْأَوْضَاعَ كَانَتْ سَتَضْطَرِبُ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ، كَانَ ٱلْعَمَلُ فِي ٱلْهَيْكَلِ سَيَتَواصَلُ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. كَمَا أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ غَيْرَ ٱلْيَهُودِ، «نَفَائِسَ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ»، كَانُوا سَيَشْتَرِكُونَ مَعَ ٱلْيَهُودِ فِي تَمْجِيدِ ٱللّٰهِ فِي مَكَانِ ٱلْعِبَادَةِ هذَا. لكِنَّ ٱلْإِتْمَامَ ٱلرَّئِيسِيَّ يَحْدُثُ فِي أَيَّامِنَا، إِذْ ‹يُزَلْزِلُ ٱللّٰهُ ٱلْأُمَمَ› بِوَاسِطَةِ كِرَازَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَتَأْتِي «نَفَائِسُ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ» لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ إِلَى جَانِبِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَمْسُوحَةِ. حَقًّا، إِنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ يَمْلَأُونَ ٱلْآنَ بَيْتَ يَهْوَه مَجْدًا. وَهؤُلَاءِ ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَنْتَظِرُونَ بِإِيمَانٍ ٱلْوَقْتَ حِينَ ‹يُزَلْزِلُ يَهْوَهُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ› بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى. وَسَيَكُونُ ذلِكَ لِكَي يَقْلِبَ وَيُبِيدَ قُوَّةَ مَمَالِكِ ٱلْأُمَمِ. — حجاي ٢:٢٢.
٢٢ كَيْفَ ‹سَتُزَلْزَلُ› ٱلْأُمَمُ، مَاذَا سَتَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ، وَمَاذَا يَكْمُنُ أَمَامَنَا؟
٢٢ تُذَكِّرُنَا كَلِمَاتُ هذِهِ ٱلْآيَةِ بِٱلِٱضْطِرَابِ ٱلَّذِي شَهِدَتْهُ ٱلْعَنَاصِرُ ٱلَّتِي تَرْمُزُ إِلَيْهَا «ٱلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ وَٱلْبَحْرُ وَٱلْيَابِسَةُ». فَقَدْ طُرِدَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ إِلَى جِوَارِ ٱلْأَرْضِ. (رؤيا ١٢:٧-١٢) كَمَا أَنَّ حَمْلَةَ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّتِي يَقُودُهَا مَمْسُوحُو ٱللّٰهِ زَلْزَلَتْ بِٱلتَّأْكِيدِ ٱلْعَنَاصِرَ ٱلْأَرْضِيَّةَ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا. (رؤيا ١١:١٨) عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذلِكَ، يَنْضَمُّ إِلَى إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه «جَمْعٌ كَثِيرٌ» مِنْ نَفَائِسِ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ. (رؤيا ٧:٩، ١٠) وَهذَا ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ يَعْمَلُ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُزَلْزِلُ عَمَّا قَرِيبٍ ٱلْأُمَمَ فِي هَرْمَجِدُّونَ. وَهذَا مَا سَيَفْسَحُ ٱلْمَجَالَ لِتَبْلُغَ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ حَالَةَ ٱلْكَمَالِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• مَتَى وَفي أَيَّةِ ظُرُوفٍ خَدَمَ حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا؟
• كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ فَحْوَى ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي نَقَلَهَا حَجَّايُ وَزَكَرِيَّا؟
• كَيْفَ تُشَجِّعُنَا زَكَرِيَّا ٤:٦؟
[الصورتان في الصفحة ٢٠]
تُؤَكِّدُ لَنَا كِتَابَاتُ حَجَّايَ وَزَكَرِيَّا أَنَّ ٱللّٰهَ يَدْعَمُنَا
[الصورة في الصفحة ٢٣]
«هَلِ ٱلْوَقْتُ لَكُمْ أَنْتُمْ لِتَسْكُنُوا فِي بُيُوتٍ جُدْرَانُهَا مُغَشَّاةٌ بِٱلْخَشَبِ، وَهٰذَا ٱلْبَيْتُ خَرَابٌ؟»
[الصورة في الصفحة ٢٤]
يَشْتَرِكُ شَعْبُ يَهْوَه فِي إِيصَالِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى «نَفَائِسِ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ»