«اذهبوا وتلمذوا»
«دُفعت اليّ كل سلطة في السماء وعلى الارض. فاذهبوا وتلمذوا». — متى ٢٨:١٨، ١٩.
١، ٢ (أ) اية مهمة اوكلها يسوع الى أتباعه؟ (ب) اية اسئلة عن وصية يسوع سنعالجها؟
في احد ايام الربيع من سنة ٣٣ بم، كان تلاميذ يسوع مجتمعين على جبل في الجليل. وكان سيّدهم الذي أُقيم من الاموات على وشك الصعود الى السماء. ولكن قبل ذلك، اراد ان يقول لهم امرا مهمّا. فقد كان سيوكل اليهم مهمة ليقوموا بها. فماذا كانت هذه المهمة؟ كيف تجاوب تلاميذه معها؟ وكيف تنطبق علينا؟
٢ ان الكلمات التي تفوّه بها يسوع آنذاك مسجَّلة في متى ٢٨:١٨-٢٠: «دُفعت اليّ كل سلطة في السماء وعلى الارض. فاذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى اختتام نظام الاشياء». تحدث يسوع هنا عن «كل سلطة»، «جميع الامم»، «جميع ما اوصيتكم به»، و «كل الايام». عندما نسمع وصية يسوع الآنفة الذكر التي تتضمن اربعة امور شاملة، يتبادر الى ذهننا بعض الاسئلة المهمة التي يمكن ايجازها بالكلمات التالية: لماذا؟ اين؟ ماذا؟ وإلى متى؟ فلنعالج الآن كلًّا من هذه الاسئلة على حدة.a
«دُفعت اليّ كل سلطة»
٣ لماذا ينبغي ان نطيع الوصية بأن نتلمذ؟
٣ اولا، لماذا ينبغي ان نطيع الوصية بأن نتلمذ؟ قال يسوع: «دُفعت اليّ كل سلطة في السماء وعلى الارض. فاذهبوا وتلمذوا». ان الفاء هنا تفيد معنى السببية، اي انها تدل على السبب الرئيسي الذي يجعلنا نطيع هذه الوصية. وهذا السبب هو ان يسوع، الذي اعطى هذه الوصية، لديه «كل سلطة». وماذا تشمل سلطته؟
٤ (أ) ماذا تشمل سلطة يسوع؟ (ب) كيف يجب ان تؤثر معرفتنا ذلك في نظرتنا الى الوصية بأن نتلمذ؟
٤ لدى يسوع سلطة على جماعته. وفي سنة ١٩١٤، تسلّم ايضا السلطة على ملكوت اللّٰه الذي تأسس في تلك السنة. (كولوسي ١:١٣؛ كشف ١١:١٥) كما انه رئيس الملائكة، لذلك لديه تحت امرته جيش سماوي مؤلف من مئات ملايين الملائكة. (١ تسالونيكي ٤:١٦؛ ١ بطرس ٣:٢٢؛ كشف ١٩:١٤-١٦) وقد فوَّضه ابوه ان يبيد «كل حكم وكل سلطة وقوة» تقاوم المبادئ البارّة. (١ كورنثوس ١٥:٢٤-٢٦؛ افسس ١:٢٠-٢٣) وسلطة يسوع لا تقتصر على الاحياء. فهو ‹ديان الاحياء والاموات›، وقد منحه اللّٰه قدرة على إقامة الذين رقدوا في الموت. (اعمال ١٠:٤٢؛ يوحنا ٥:٢٦-٢٨) مما لا شك فيه اذًا انه يجب اعتبار الوصية التي يعطيها مَن مُنح هذه السلطة العظيمة وصية بالغة الاهمية. لذلك نحن نحترم وصية المسيح ان ‹نذهب ونتلمذ› ونطيعها عن طيب خاطر.
٥ (أ) كيف اطاع بطرس كلمات يسوع؟ (ب) اية مكافأة حصدها بطرس نتيجة طاعته ليسوع؟
٥ استخدم يسوع، في اوائل خدمته على الارض، طريقة لافتة للنظر ليعلِّم تلاميذه ان الاعتراف بسلطته وإطاعة وصاياه ينتجان البركات. فذات مرة، قال لبطرس الذي كان صياد سمك: ‹تقدَّم الى العمق وألقِ شباكك للصيد›. وبما ان بطرس كان متأكدا انه لا يوجد سمك، قال ليسوع: «يا معلّم، تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا». إلا انه اطاع المسيح بتواضع قائلا: «ولكن بناء على طلبك أُنزِل الشباك». نتيجة لذلك، اصطاد «سمكا كثيرا جدا». وعندما رأى كل هذا العدد الكبير، ذُهل و «خرّ عند ركبتي يسوع قائلا: ‹ابتعد عني يا رب، لأني رجل خاطئ›». لكنَّ يسوع اجابه: «كفاك خوف. من الآن تصطاد الناس احياء». (لوقا ٥:١-١٠؛ متى ٤:١٨) فماذا نتعلم من هذه الرواية؟
٦ (أ) ماذا توضح الرواية عن اصطياد مقدار كبير من السمك بشأن نوع الطاعة الذي يتطلبه يسوع؟ (ب) كيف نقتدي بيسوع؟
٦ لم يوكل يسوع الى بطرس وأندراوس ورسل آخرين المهمة ان يكونوا «صيادي ناس» إلا بعد هذه الحادثة. (مرقس ١:١٦، ١٧) من الواضح اذًا ان يسوع لم يتطلب منهم طاعة عمياء. فقد اعطاهم سببا مقنعا لإطاعته. فتماما كما ادّت اطاعة وصية يسوع بإلقاء الشباك الى نتائج مذهلة، كانت اطاعة وصية يسوع ‹باصطياد الناس› ستنتج بركات عظيمة. وبقلب مفعم بالايمان، اطاع الرسل كلمات يسوع. تختتم الرواية: «اعادوا المركبَين الى البر، وتركوا كل شيء وتبعوه». (لوقا ٥:١١) اليوم ايضا، نحن نقتدي بيسوع عندما نشجِّع الآخرين على الاشتراك في عمل التلمذة. فنحن لا نطلب من الناس ان ينفِّذوا ما نقوله لهم، بل نعطيهم اسبابا مقنعة لإطاعة وصية المسيح.
اسباب مقنعة ودافع صائب
٧، ٨ (أ) ما هي بعض الاسباب المؤسسة على الاسفار المقدسة التي تجعلنا نكرز بالملكوت ونقوم بعمل التلمذة؟ (ب) اية آية تحضّكم شخصيا على الاستمرار في عمل الكرازة؟ (انظر ايضا الحاشية.)
٧ نحن نكرز بالملكوت ونقوم بعمل التلمذة لأننا نعترف بسلطة المسيح. ولكن هنالك اسباب اخرى للقيام بهذا العمل، اسباب مؤسسة على الاسفار المقدسة يمكننا إعطاؤها لنحث الاشخاص على القيام بالاعمال الحسنة. فما هي هذه الاسباب؟ لنستعرض الآن تعليقات قدَّمها بعض الشهود الامناء من بلدان مختلفة. وفيما تقرأ، لاحِظ كيف ترتبط الآيات المُشار اليها بتعليقاتهم.
٨ قال روي (اعتمد سنة ١٩٥١): «عندما نذرت نفسي ليهوه، وعدته ألّا اتوقف عن خدمته. وأنا اريد ان افي بوعدي». (مزمور ٥٠:١٤؛ متى ٥:٣٧) وقالت هيذر (اعتمدت سنة ١٩٦٢): «عندما افكر في كل ما فعله يهوه من اجلي، أندفع الى خدمته بأمانة تعبيرا عن شكري له». (مزمور ٩:١، ٩-١١؛ كولوسي ٣:١٥) وعبَّرت هانيلورِه (اعتمدت سنة ١٩٥٤): «عندما نكون في الخدمة، ننال دعم الملائكة. فما اروع هذا الامتياز!». (اعمال ١٠:٣٠-٣٣؛ كشف ١٤:٦، ٧) وعلَّقت اونور (اعتمدت سنة ١٩٦٩): «عندما يحين وقت دينونة يهوه، لا اريد ان اعطي احدا فرصة ليتَّهم يهوه وشهوده بالاهمال ويقول: ‹لم اتلقَّ ايّ تحذير›». (حزقيال ٢:٥؛ ٣:١٧-١٩؛ روما ١٠:١٦، ١٨) كما قال كلاوديو (اعتمد سنة ١٩٧٤): «عندما نكرز، نكون ‹بمرأى من اللّٰه› و ‹في صحبة المسيح›. تخيَّل! حين نكون في الخدمة، نتمتع بصحبة افضل صديقَين لنا». — ٢ كورنثوس ٢:١٧.b
٩ (أ) ماذا تكشف الرواية المذكورة آنفا بشأن الدافع الصائب لإطاعة المسيح؟ (ب) ما هو الدافع الصائب لإطاعة اللّٰه والمسيح اليوم، ولماذا؟
٩ ان الرواية عن اصطياد سمك كثير تُظهِر ايضا اهمية امتلاك الدافع الصائب لإطاعة المسيح: المحبة. فعندما قال بطرس: «ابتعد عني يا رب، لأني رجل خاطئ»، لم يبتعد يسوع عنه ولم يُدِنه على اية خطية. (لوقا ٥:٨) حتى انه لم ينتقده على توسله اليه ان يبتعد، بل اجاب بلطف: «كفاك خوف». فالخوف غير السليم كان دافعا خاطئا لإطاعة المسيح. وبدلا من ذلك، قال يسوع لبطرس انه هو ورفقاءه سيصيرون صيادي ناس فعّالين. اليوم ايضا، نحن لا نستخدم الخوف او المشاعر السلبية، مثل الشعور بالذنب والخزي، لإجبار الآخرين على إطاعة المسيح. فالطاعة من كل النفس المؤسسة على المحبة للّٰه والمسيح هي وحدها ما يفرِّح قلب يهوه. — متى ٢٢:٣٧.
«تلمذوا اناسا من جميع الامم»
١٠ (أ) ايّ جزء من وصية يسوع المتعلقة بالتلمذة شكَّل تحديا كبيرا لتلاميذه؟ (ب) كيف تجاوب التلاميذ مع وصية يسوع؟
١٠ ان السؤال الثاني الذي ينشأ بخصوص وصية المسيح هو: اين ينبغي القيام بعمل التلمذة هذا؟ قال يسوع لأتباعه: «تلمذوا اناسا من جميع الامم». قبل زمن خدمة يسوع على الارض، كان الناس من الامم يُرحَّب بهم اذا ارادوا المجيء الى اسرائيل ليخدموا يهوه. (١ ملوك ٨:٤١-٤٣) وعندما اتى يسوع، كانت كرازته بمعظمها لليهود الطبيعيين. لكنه قال لأتباعه في هذا العدد ان يذهبوا الى اناس من جميع الامم. فـ «مواقع الصيد»، او المقاطعة، حيث كرز تلاميذه كانت كناية عن «بركة» صغيرة: اليهود الطبيعيون. ولكن سرعان ما كانت «مواقع الصيد» هذه ستشمل «بحر» الجنس البشري بأسره. ورغم ان هذا التغيير شكَّل تحديا للتلاميذ، فقد اطاعوا وصية يسوع عن طيب خاطر. وبعد اقل من ٣٠ سنة من موت يسوع، تمكن الرسول بولس من القول ان البشارة كُرز بها ليس فقط لليهود، بل ايضا ‹لكل الخليقة التي تحت السماء›. — كولوسي ١:٢٣.
١١ كيف توسَّعت «مواقع الصيد» منذ اوائل القرن العشرين؟
١١ في الازمنة الحديثة، تشهد المقاطعة المخصصة للكرازة توسّعا مماثلا. ففي اوائل القرن العشرين، كانت «مواقع الصيد» تقتصر على بلدان قليلة. لكنَّ أتباع المسيح آنذاك اقتدوا بمثال مسيحيي القرن الاول وكانوا مجتهدين في توسيع هذه المقاطعة. (روما ١٥:٢٠) وبحلول اوائل ثلاثينات القرن العشرين، كانوا يقومون بعمل التلمذة في نحو مئة بلد. واليوم، توسّعت «مواقع الصيد» لتشمل ٢٣٥ بلدا. — مرقس ١٣:١٠.
‹من جميع الالسنة›
١٢ اية صعوبة تبرزها النبوة في زكريا ٨:٢٣؟
١٢ من الصعب القيام بعمل التلمذة في كل الامم، ليس فقط بسبب حجم المقاطعة الهائل بل ايضا بسبب العدد الكبير من اللغات. انبأ يهوه بفم النبي زكريا: «في تلك الايام يمسك عشرة رجال من جميع ألسنة الامم يتمسكون بذيل رجل يهودي قائلين نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم». (زكريا ٨:٢٣، إمالة الحروف لنا) في الاتمام الاعظم لهذه النبوة، يمثِّل ‹الرجل اليهودي› بقية المسيحيين الممسوحين، و ‹العشرة رجال› يمثِّلون ‹الجمع الكثير›.c (كشف ٧:٩، ١٠؛ غلاطية ٦:١٦) وهذا الجمع الكثير من تلاميذ المسيح سيجري العثور عليهم في امم كثيرة، وكما قال زكريا، سيكونون ناطقين بلغات عديدة. فهل ينطبق ذلك على شعب اللّٰه اليوم؟ اجل.
١٣ (أ) ايّ تغيير متعلق باللغات جرى بين شعب اللّٰه في الازمنة العصرية؟ (ب) كيف تجاوب صف العبد الامين مع الحاجة المتزايدة الى الطعام الروحي بمختلف اللغات؟ (اشمل الاطار «مطبوعات للعمي».)
١٣ في سنة ١٩٥٠، كانت الانكليزية هي اللغة الام لحوالي ٣ من كل ٥ شهود حول العالم. وبحلول سنة ١٩٨٠، صارت النسبة حوالي ٢ من كل ٥. أما اليوم فالنسبة هي ١ من كل ٥. فكيف تجاوب صف العبد الامين الفطين مع هذا التغيير؟ ابتدأ بتزويد الطعام الروحي بلغات اكثر. (متى ٢٤:٤٥) مثلا سنة ١٩٥٠، كانت مطبوعاتنا تُنشَر بـ ٩٠ لغة، أما اليوم فقد ارتفع العدد الى نحو ٤٠٠. وهل اثمر هذا الاهتمام المتزايد بالناس من مختلف اللغات؟ نعم. فكل اسبوع، يصير ما معدله حوالي ٠٠٠,٥ شخص ‹من كل الالسنة› تلاميذ للمسيح! (كشف ٧:٩) والزيادة مستمرة. ففي بعض البلدان، تجلب «الشباك» عددا كبيرا جدا من السمك. — لوقا ٥:٦؛ يوحنا ٢١:٦.
هل يمكنك الاشتراك في هذه الخدمة المانحة للاكتفاء؟
١٤ كيف نساعد الذين يتكلمون لغة اجنبية في مقاطعتنا؟ (اشمل الاطار «استخدام لغة الاشارات في عمل التلمذة».)
١٤ بسبب ازدياد اعداد المهاجرين الوافدين الى بلدان غربية عديدة، ازدادت الحاجة الى تلمذة اناس من ‹كل لسان›. (كشف ١٤:٦) فكيف تساعد الذين لا يتكلمون لغتك في مقاطعتك؟ (١ تيموثاوس ٢:٤) باستخدام «عدة صيد» مناسبة. قدِّم لهؤلاء الاشخاص مطبوعات بلغتهم. وإذا امكن، فاطلب من شاهد يتكلم لغتهم ان يزورهم. (اعمال ٢٢:٢) وقد صار القيام بهذه الترتيبات اسهل الآن لأن شهودا كثيرين يتعلمون لغة غير لغتهم الام لمساعدة الاجانب ان يصيروا تلاميذ المسيح. وتُظهِر التقارير ان تقديم المساعدة بهذه الطريقة امر يمنح الاكتفاء.
١٥، ١٦ (أ) اية امثلة توضح ان مساعدة الناطقين بلغة اجنبية هي امر مانح للاكتفاء؟ (ب) اية اسئلة تتعلق بالخدمة في حقل اللغات الاجنبية ينبغي ان نتأمل فيها؟
١٥ لنأخذ على سبيل المثال اختبارَين حصلا في هولندا، حيث يجري عمل الكرازة بالبشارة بشكل منظَّم بـ ٣٤ لغة. تطوَّع زوجان شاهدان ان يذهبا ويقوما بعمل التلمذة بين المهاجرين الناطقين باللغة الپولندية. وكان التجاوب الذي لقياه رائعا جدا حتى ان الزوج اندفع الى تخفيض وقت عمله الدنيوي. وبذلك يكون لديه يوم اضافي في الاسبوع ليدرس الكتاب المقدس مع المهتمين. وسرعان ما صار هذان الزوجان يعقدان كل اسبوع اكثر من ٢٠ درسا في الكتاب المقدس. وقد عبَّرا عن شعورهما كما يلي: «ان خدمتنا تجعلنا نشعر بفرح غامر». والذين يقومون بعمل التلمذة يشعرون بالفرح بشكل خاص عندما يندفع الذين يسمعون حقائق الكتاب المقدس بلغتهم الام الى التعبير عن تقديرهم. مثلا، خلال احد الاجتماعات التي تُعقَد باللغة الڤيتنامية، وقف رجل مسنّ وطلب اذنا بالتكلم. وبعينَين مُغرورقتَين بالدموع، قال للشهود: «اشكركم على الجهود التي تبذلونها لتعلُّم لغتي الصعبة. وأعبِّر عن امتناني لكم لأنكم علَّمتموني امورا رائعة كثيرة من الكتاب المقدس وأنا في هذه السنّ المتقدمة».
١٦ فلا عجب اذًا ان يشعر الذين يخدمون في جماعات ناطقة بلغة اجنبية بالاكتفاء. قال زوجان من بريطانيا: «ان الخدمة في حقل اللغات الاجنبية هي من اروع ما تمتعنا به خلال السنوات الـ ٤٠ في خدمة الملكوت». فهل تستطيع القيام بالتعديلات لتشترك في هذه الخدمة الممتعة؟ اذا كنت لا تزال في المدرسة، فهل بإمكانك ان تدرس لغة اجنبية استعدادا لهذا النوع من الخدمة؟ ان فعل ذلك يتيح لك ان تعيش حياة مانحة للاكتفاء وزاخرة بالبركات. (امثال ١٠:٢٢) فلمَ لا تناقش هذه المسألة مع والدَيك؟
تنويع اساليبنا
١٧ كيف يمكننا بلوغ عدد اكبر من الاشخاص في مقاطعة جماعتنا؟
١٧ لا تسمح الظروف لمعظمنا بأن نلقي ‹شباكنا› في مقاطعات ناطقة بلغة اجنبية. ولكن بإمكاننا بلوغ عدد اكبر من الاشخاص في مقاطعة جماعتنا. كيف ذلك؟ بتنويع اساليبنا وليس بتغيير رسالتنا. ففي مناطق عديدة، يزداد عدد الاشخاص الذين يسكنون في مبانٍ يصعب الدخول اليها. كما ان كثيرين لا يكونون في البيت عندما نقرع بابهم في خدمتنا من بيت الى بيت. لذلك يجب ان نلقي ‹شباكنا› في اوقات مختلفة ومواقع مختلفة. وبذلك نقتدي بيسوع الذي لم يعدم وسيلة للتحدث الى الناس في مختلف الاماكن والاوقات. — متى ٩:٩؛ لوقا ١٩:١-١٠؛ يوحنا ٤:٦-١٥.
١٨ كيف تبيّنت فعالية الشهادة في مختلف الاماكن والاوقات؟ (اشمل الاطار «تلمذة رجال وسيدات الاعمال».)
١٨ في بعض انحاء العالم، تكون الشهادة حيث يوجد الناس احدى اهم الوسائل في عمل التلمذة. فذوو الخبرة في هذا العمل يولون انتباها اكبر للشهادة في مختلف الاماكن. فبالاضافة الى الاشتراك في الخدمة من بيت الى بيت، يشهد الناشرون الآن في المطارات، المكاتب، المتاجر، المواقف، محطات الباص، الشوارع، الحدائق العامة، على الشواطئ، وأماكن اخرى. على سبيل المثال، ان عددا كبيرا من الشهود المعتمدين حديثا في هاواي سمعوا الحق لأول مرة في اماكن كهذه. وتنويع اساليبنا يساعدنا ان ننجز كاملا عمل التلمذة الذي اوصانا به يسوع. — ١ كورنثوس ٩:٢٢، ٢٣.
١٩ اي سؤالَين متعلقَين بتفويض يسوع سنناقشهما في المقالة التالية؟
١٩ تشمل مهمة التلمذة التي فوَّضها الينا يسوع اكثر من السؤالَين اللذين ناقشناهما: لماذا ينبغي ان نقوم بعمل التلمذة؟ و اين يجب ان نقوم به؟ فيجب ان نعرف ماذا ينبغي ان نعلِّم و الى متى ينبغي ان نستمر في عمل الكرازة. وسنعالج هذين السؤالَين المتعلقَين بتفويض يسوع في المقالة التالية.
[الحواشي]
a في هذه المقالة سنعالج السؤالين الاولين. أما السؤالان الآخران فسنعالجهما في المقالة التالية.
b بإمكانك ان تجد المزيد من الاسباب للقيام بعمل الكرازة في امثال ١٠:٥؛ عاموس ٣:٨؛ متى ٢٤:٤٢؛ مرقس ١٢:١٧؛ روما ١:١٤، ١٥.
c من اجل المزيد من المعلومات عن إتمامات هذه النبوة، انظر برج المراقبة، عدد ١٥ ايار (مايو) ٢٠٠١، الصفحة ١٢، وكتاب نبوة اشعيا — نور لكل الجنس البشري، الجزء الثاني، الصفحة ٤٠٨، إصدار شهود يهوه.
هل تذكرون؟
• اية اسباب تجعلنا نشترك في الكرازة بالملكوت وعمل التلمذة، وما هو الدافع الذي يجب ان نمتلكه؟
• الى ايّ حدّ ينجز خدام يهوه اليوم تفويض يسوع ان يتلمذوا اناسا من جميع الامم؟
• كيف ننوِّع «اساليب الصيد»، ولماذا يجب ان نفعل ذلك؟
[الاطار/الصور في الصفحة ١٠]
مطبوعات للعمي
ألبرت هو شيخ مسيحي وخادم كامل الوقت يعيش في الولايات المتحدة. وبما انه اعمى، فهو يستخدم المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس بنظام برايل. وهذا ما يساعده ان يكون اكثر فعّالية في خدمته، التي تشمل عمله كناظر خدمة. وهل ينجح في تدبّر اموره؟
يقول جيمس، الناظر المشرف في جماعته: «لم تحظَ جماعتنا قط بناظر خدمة فعّال اكثر من ألبرت». وألبرت هو واحد من نحو ٠٠٠,٥ شخص اعمى في الولايات المتحدة يحصلون منذ سنوات على المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس بنظام برايل بالانكليزية والاسپانية. فمنذ سنة ١٩١٢، زوَّد صف العبد الامين اكثر من مئة مطبوعة بنظام برايل. وباستخدام التقنيات الحديثة، تُنتِج مطابع شهود يهوه حاليا ملايين الصفحات كل سنة بأكثر من عشر لغات بنظام برايل وتوزِّعها على اكثر من ٧٠ بلدا. فهل تعرف احدا قد يستفيد من المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس المعدّة خصوصا للعمي؟
[الاطار/الصورة في الصفحة ١١]
استخدام لغة الاشارات في عمل التلمذة
ان آلاف الشهود حول العالم، بمَن في ذلك احداث غيورون كثيرون، يتعلمون لغة الاشارات من اجل مساعدة الصمّ ان يصيروا تلاميذ المسيح. نتيجة لذلك، اعتمد في البرازيل وحدها في احدى السنوات الاخيرة ٦٣ شخصا اصمّ ويخدم الآن هناك ٣٥ شاهدا اصمّ كمبشرين كامل الوقت. وحول العالم، هنالك اكثر من ٢٠٠,١ جماعة وفريق بلغة الاشارات. كما ان هنالك دائرة واحدة في روسيا بلغة الاشارات وهي اكبر دائرة في العالم اذ تضمّ روسيا بأسرها.
[الاطار في الصفحة ١٢]
تلمذة رجال وسيدات الاعمال
فيما كان شاهد في هاواي يزور رجال وسيدات الاعمال في مكاتبهم، التقى مدير شركة نقل. ورغم ان المدير كان مشغولا، وافق ان يُعقدَ معه كل اسبوع درس في الكتاب المقدس في مكتبه مدة نصف ساعة. فكان صباح كل اربعاء يطلب من موظفيه ألّا يزعجوه بالمكالمات الهاتفية لكي يحصر انتباهه في الدرس. وثمة شاهدة اخرى في هاواي تدير درسا في الكتاب المقدس مرة في الاسبوع مع صاحبة مشغل لإصلاح الاحذية. وهي تعقد الدرس على منضدة صندوق الدفع في المشغل. وعندما يدخل زبون، تتنحى جانبا ثم تستأنف الدرس بعد مغادرته.
لقد سمع المدير وصاحبة المشغل البشارة لأن الشاهدين اخذا المبادرة وألقيا «شباكهما» في مواقع مختلفة. فهل تخطر على بالك مواقع اخرى ضمن مقاطعة جماعتك حيث بإمكانك ان تلتقي اشخاصا من الصعب العثور عليهم في منزلهم؟
[الصورة في الصفحة ١٢]
هل يمكنك الخدمة في حقل اللغات الاجنبية؟