اِقْتَدِ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ وَحَنَانِهِ
«اَلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ، تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ». — ١ بط ٢:٢١.
١ لِمَ يُقَرِّبُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ إِلَى يَهْوَهَ؟
نَحْنُ عَادَةً نَتَمَثَّلُ بِٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ نُعْجَبُ بِشَخْصِيَّاتِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ. وَمِنْ بَيْنِ كُلِّ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ، لَيْسَ هُنَاكَ شَخْصٌ أَجْدَرُ مِنْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَقْتَدِيَ. وَلِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟ لِأَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا». (يو ١٤:٩) فَيَسُوعُ يَعْكِسُ شَخْصِيَّةَ أَبِيهِ كَامِلًا بِحَيْثُ إِنَّ رُؤْيَةَ ٱلِٱبْنِ هِيَ بِمَثَابَةِ رُؤْيَةِ ٱلْآبِ. لِذٰلِكَ عِنْدَمَا نَقْتَدِي بِيَسُوعَ، نَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ، أَعْظَمِ شَخْصِيَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ. فَيَا لَهُ مِنْ شَرَفٍ عَظِيمٍ!
٢، ٣ (أ) لِمَاذَا ضَمَّنَ يَهْوَهُ كَلِمَتَهُ صُورَةً وَاضِحَةً لِٱبْنِهِ، وَمَاذَا يَطْلُبُ مِنَّا؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
٢ وَلٰكِنْ كَيْفَ عَسَانَا نَعْرِفُ شَخْصِيَّةَ يَسُوعَ؟ اَلشُّكْرُ لِيَهْوَهَ أَنَّ كَلِمَتَهُ ٱلْمُوحَى بِهَا تَرْسُمُ لَنَا صُورَةً وَاضِحَةً لِيَسُوعَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَإِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ يُرِيدُ أَنْ نَتَعَرَّفَ بِٱبْنِهِ لِنَتَمَثَّلَ بِهِ. (اقرأ ١ بطرس ٢:٢١.) وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يُشَبَّهُ ٱلْمِثَالُ ٱلَّذِي تَرَكَهُ يَسُوعُ ‹بِٱلْخُطُوَاتِ›، أَوْ آثَارِ ٱلْأَقْدَامِ. فَكَمَا لَوْ أَنَّ يَهْوَهَ يَقُولُ لَنَا أَنْ نَمْشِيَ خَلْفَ يَسُوعَ وَنَجْعَلَ خُطُوَاتِنَا تَتَطَابَقُ مَعَ خُطُوَاتِهِ. طَبْعًا، تَرَكَ يَسُوعُ لَنَا مِثَالًا كَامِلًا وَنَحْنُ بَعِيدُونَ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنِ ٱلْكَمَالِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِ يَسُوعَ بِشَكْلٍ كَامِلٍ، بَلْ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِلتَّمَثُّلِ بِٱبْنِهِ عَلَى قَدْرِ مَا يَسْمَحُ لَنَا نَقْصُنَا ٱلْبَشَرِيُّ.
٣ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ صِفَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُحَبَّبَةِ. سَنَتَحَدَّثُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ عَنْ تَوَاضُعِهِ وَحَنَانِهِ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَتَكَلَّمُ عَنْ شَجَاعَتِهِ وَتَمْيِيزِهِ. وَعِنْدَ مُنَاقَشَةِ كُلِّ صِفَةٍ، سَنُجِيبُ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: مَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟ كَيْفَ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْهَا؟ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ؟
اَلتَّوَاضُعُ
٤ مَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟
٤ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَلِيءِ بِٱلْغُرُورِ، يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّ ٱلتَّوَاضُعَ دَلَالَةٌ عَلَى ٱلضُّعْفِ أَوْ عَدَمِ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْعَكْسَ هُوَ ٱلصَّحِيحُ. فَإِظْهَارُ ٱلتَّوَاضُعِ يَتَطَلَّبُ ٱلْقُوَّةَ وَٱلشَّجَاعَةَ. فَمَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟ يُعَرَّفُ ٱلتَّوَاضُعُ أَنَّهُ «عَدَمُ ٱلتَّكَبُّرِ وَٱلتَّعَاظُمِ». وَهُوَ مَوْقِفٌ عَقْلِيٌّ يَبْدَأُ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نَنْظُرُ بِهَا إِلَى أَنْفُسِنَا. (في ٢:٣) يَذْكُرُ أَحَدُ قَوَامِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «اَلتَّوَاضُعُ هُوَ أَنْ نَعْرِفَ كَمْ نَحْنُ وَضِيعُونَ أَمَامَ ٱللّٰهِ». وَإِذَا كُنَّا فِعْلًا مُتَوَاضِعِينَ، نَكُونُ مُتَحَفِّظِينَ فِي تَقْدِيرِ أَنْفُسِنَا وَلَا نَتَرَفَّعُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ. (رو ١٢:٣) صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ إِظْهَارُ ٱلتَّوَاضُعِ، وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِنَا أَنْ نُنَمِّيَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ إِنْ تَأَمَّلْنَا فِي مَكَانَتِنَا أَمَامَ ٱللّٰهِ وَٱتَّبَعْنَا خُطُوَاتِ ٱبْنِهِ.
٥، ٦ (أ) مَنْ هُوَ مِيخَائِيلُ رَئِيسُ ٱلْمَلَائِكَةِ؟ (ب) كَيْفَ أَعْرَبَ مِيخَائِيلُ عَنْ مَوْقِفٍ مُتَوَاضِعٍ؟
٥ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّوَاضُعَ؟ لِٱبْنِ ٱللّٰهِ سِجِلٌّ طَوِيلٌ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ، سَوَاءٌ كَمَخْلُوقٍ رُوحَانِيٍّ قَدِيرٍ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ كَإِنْسَانٍ كَامِلٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ.
٦ لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمَوْقِفِ ٱلَّذِي تَحَلَّى بِهِ يَسُوعُ. لَقَدْ أَعْطَى يَهُوذَا مِثَالًا عَنْ تَوَاضُعِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ. (اقرأ يهوذا ٩.) فَبِصِفَتِهِ مِيخَائِيلَ رَئِيسَ ٱلْمَلَائِكَةِ، «خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُجَادِلًا إِيَّاهُ حَوْلَ جَسَدِ مُوسَى». تَذَكَّرْ أَنَّهُ بَعْدَ مَوْتِ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ، دَفَنَهُ يَهْوَهُ فِي مَكَانٍ مَجْهُولٍ. (تث ٣٤:٥، ٦) وَرُبَّمَا أَرَادَ إِبْلِيسُ أَنْ يَسْتَخْدِمَ جُثَّةَ مُوسَى لِيُرَوِّجَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْبَاطِلَةَ. لٰكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ هَدَفِهِ ٱلْخَبِيثِ، ٱتَّخَذَ يَسُوعُ مَوْقِفًا شُجَاعًا. يَذْكُرُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ أَنَّ ٱلْكَلِمَتَيْنِ ٱلْيُونَانِيَّتَيْنِ ٱلْمَنْقُولَتَيْنِ إِلَى «خَاصَمَ» وَ «مُجَادِلًا» «تُسْتَخْدَمَانِ أَيْضًا فِي ٱلدَّعَاوَى ٱلْقَضَائِيَّةِ» وَقَدْ تَدُلَّانِ أَنَّ «مِيخَائِيلَ ‹ٱعْتَرَضَ عَلَى حَقِّ إِبْلِيسَ› فِي أَخْذِ جَسَدِ مُوسَى». عَلَى أَنَّ رَئِيسَ ٱلْمَلَائِكَةِ أَدْرَكَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَدِينَ ٱلشَّيْطَانَ. فَأَحَالَ ٱلْقَضِيَّةَ إِلَى ٱلدَّيَّانِ ٱلْأَسْمَى، يَهْوَهَ. وَبِذٰلِكَ، لَمْ يَتَعَدَّ صَلَاحِيَّاتِهِ حَتَّى عِنْدَ ٱلتَّعَرُّضِ لِلِٱسْتِفْزَازِ. فَيَا لَمَوْقِفِهِ ٱلْمُتَوَاضِعِ!
٧ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ مُتَوَاضِعًا بِكَلَامِهِ وَأَعْمَالِهِ؟
٧ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّوَاضُعَ ٱلْحَقِيقِيَّ قَوْلًا وَعَمَلًا خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ. فَهُوَ بِكَلَامِهِ لَمْ يَجْذِبِ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى نَفْسِهِ، بَلْ جَلَبَ كُلَّ ٱلْمَجْدِ لِأَبِيهِ. (مر ١٠:١٧، ١٨؛ يو ٧:١٦) وَلَمْ يُكَلِّمْ تَلَامِيذَهُ يَوْمًا بِتَعَالٍ أَوْ يَجْعَلْهُمْ يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ أَدْنَى مِنْهُ شَأْنًا، بَلْ أَكْرَمَهُمْ بِمَدْحِهِمْ عَلَى حَسَنَاتِهِمْ وَبِتَعْبِيرِهِ عَنِ ٱلثِّقَةِ بِهِمْ. (لو ٢٢:٣١، ٣٢؛ يو ١:٤٧) وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي أَعْمَالِهِ. فَقَدِ ٱخْتَارَ أَنْ يَعِيشَ عِيشَةً مُتَوَاضِعَةً لَا تُعِيقُهَا ٱلْمُمْتَلَكَاتُ ٱلْمَادِّيَّةُ ٱلْكَثِيرَةُ. (مت ٨:٢٠) حَتَّى إِنَّهُ أَنْجَزَ أَدْنَى ٱلْأَعْمَالِ. (يو ١٣:٣-١٥) كَمَا أَظْهَرَ بِٱلطَّاعَةِ تَوَاضُعًا لَا مَثِيلَ لَهُ. (اقرأ فيلبي ٢:٥-٨.) فَبِخِلَافِ ٱلنَّاسِ ٱلْمُتَعَجْرِفِينَ ٱلَّذِينَ يَأْبَوْنَ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلطَّاعَةِ، خَضَعَ بِتَوَاضُعٍ لِمَشِيئَةِ ٱللّٰهِ، «طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ». أَفَلَيْسَ وَاضِحًا أَنَّ يَسُوعَ، ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ، كَانَ «مُتَّضِعَ ٱلْقَلْبِ»؟ — مت ١١:٢٩.
اِقْتَدِ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ
٨، ٩ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟
٨ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ؟ يَمْنَعُنَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْمُتَوَاضِعُ مِنْ تَخَطِّي صَلَاحِيَّاتِنَا. فَإِذَا أَدْرَكْنَا أَنَّ ٱلدَّيْنُونَةَ لَيْسَتْ لَنَا، لَا نُسَارِعُ إِلَى ٱنْتِقَادِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى أَخْطَائِهِمْ أَوِ ٱلتَّشْكِيكِ فِي دَوَافِعِهِمْ. (لو ٦:٣٧؛ يع ٤:١٢) كَمَا يُسَاعِدُنَا ٱلتَّوَاضُعُ أَلَّا نَكُونَ ‹أَبْرَارًا بِإِفْرَاطٍ›، نَاظِرِينَ نَظْرَةً فَوْقِيَّةً إِلَى مَنْ لَا يَتَمَتَّعُونَ بِمَقْدِرَاتِنَا وَٱمْتِيَازَاتِنَا. (جا ٧:١٦) وَٱلشُّيُوخُ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ لَا يَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ أَسْمَى مِنْ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، بَلْ يَتَصَرَّفُونَ كَأَصْغَرَ ‹مُعْتَبِرِينَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَهُمْ›. — في ٢:٣؛ لو ٩:٤٨.
٩ تَأَمَّلْ فِي مَوْقِفِ و. ج. ثُورْنَ ٱلَّذِي خَدَمَ نَاظِرًا جَائِلًا مُنْذُ ١٨٩٤. فَبَعْدَمَا أَمْضَى سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ، دُعِيَ إِلَى مَزْرَعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ شَمَالِيَّ وِلَايَةِ نْيُويُورْك وَعَمِلَ فِي قُنِّ ٱلدَّجَاجِ. عَبَّرَ قَائِلًا: «كُلَّمَا حَسِبْتُ أَنَّنِي رَفِيعُ ٱلْقَدْرِ، ٱنْزَوَيْتُ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، وَقُلْتُ: ‹أَنْتَ يَا ذَرَّةَ غُبَارٍ صَغِيرَةً. مَاذَا لَدَيْكَ لِتَفْتَخِرَ بِهِ؟›». (اقرأ اشعيا ٤٠:١٢-١٥.) فَيَا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ مُتَوَاضِعٍ!
١٠ كَيْفَ نُظْهِرُ بِكَلَامِنَا وَأَعْمَالِنَا أَنَّنَا مُتَوَاضِعُونَ؟
١٠ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي كَلَامِنَا؟ إِذَا كُنَّا فِعْلًا مُتَّضِعِي ٱلْقَلْبِ، يَنْعَكِسُ ٱلتَّوَاضُعُ فِي أَقْوَالِنَا. (لو ٦:٤٥) فَلَا يَكُونُ تَرْكِيزُنَا فِي مُحَادَثَاتِنَا عَلَى إِنْجَازَاتِنَا وَٱمْتِيَازَاتِنَا، بَلْ نَبْحَثُ عَنْ حَسَنَاتِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَنَمْدَحُهُمْ عَلَى صِفَاتِهِمْ وَقُدُرَاتِهِمْ وَإِنْجَازَاتِهِمْ. (ام ٢٧:٢؛ ام ١٥:٢٣) أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى أَعْمَالِنَا، فَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ لَا يَسْعَوْنَ وَرَاءَ ٱلْبُرُوزِ فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ، بَلْ يُفَضِّلُونَ أَنْ يَعِيشُوا حَيَاةً بَسِيطَةً، حَتَّى أَنْ يَقُومُوا بِمَا قَدْ يَعُدُّهُ ٱلْعَالَمُ عَمَلًا وَضِيعًا بِهَدَفِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ. (١ تي ٦:٦، ٨) عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، نَحْنُ نُظْهِرُ ٱلتَّوَاضُعَ حِينَ نَكُونُ طَائِعِينَ. فَيَلْزَمُنَا ٱتِّضَاعُ ٱلْعَقْلِ ‹لِنُطِيعَ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ› فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلِنَقْبَلَ وَنَتْبَعَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلَّذِي نَتَلَقَّاهُ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ. — عب ١٣:١٧.
اَلْحَنَانُ
١١ مَا هُوَ ٱلْحَنَانُ؟
١١ يُعَرَّفُ ٱلْحَنَانُ أَنَّهُ «شُعُورٌ رَقِيقٌ بِٱلْعَطْفِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلشَّفَقَةِ». وَهُوَ بِٱلتَّالِي أَحَدُ أَوْجُهِ ٱلْمَحَبَّةِ وَمُرَادِفٌ لِأَرَقِّ مَشَاعِرِ ٱلرَّحْمَةِ وَٱلرَّأْفَةِ. (لو ١:٧٨؛ ٢ كو ١:٣؛ في ١:٨) يُعَلِّقُ قَامُوسٌ تَفْسِيرِيٌّ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى دَعْوَةِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ إِلَى إِظْهَارِ ٱلْحَنَانِ، قَائِلًا: «لَيْسَتْ مُجَرَّدَ دَعْوَةٍ أَنْ نَشْعُرَ مَعَ ٱلْمُحْتَاجِينَ وَنَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ. إِنَّمَا هِيَ دَعْوَةٌ أَنْ يَكُونَ ٱهْتِمَامُنَا بِٱلْآخَرِينَ مِنَ ٱلْقُوَّةِ بِحَيْثُ لَا نَبْقَى مَكْتُوفِي ٱلْأَيْدِي، بَلْ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ بِعَمَلٍ يُغَيِّرُ مَسَارَ حَيَاتِهِمْ وَيَمْنَحُهُمْ بِدَايَةً جَدِيدَةً». فَٱلْحَنَانُ قُوَّةٌ تَحُثُّ عَلَى ٱلْعَمَلِ، تَدْفَعُ صَاحِبَهَا إِلَى تَرْكِ بَصْمَةٍ جَمِيلَةٍ فِي حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ.
١٢ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ شَعَرَ بِٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ، وَإِلَامَ دَفَعَتْهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟
١٢ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَنَانِ؟ لَقَدْ أَظْهَرَ ٱلْحَنَانَ شُعُورًا وَعَمَلًا. فَعِنْدَمَا رَأَى مَرْيَمَ وَمَنْ مَعَهَا يَبْكُونَ عَلَى أَخِيهَا ٱلْمَيِّتِ لِعَازَرَ، «ذَرَفَ يَسُوعُ ٱلدُّمُوعَ» أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ. (اقرأ يوحنا ١١:٣٢-٣٥.) ثُمَّ دَفَعَهُ شُعُورُهُ بِٱلشَّفَقَةِ أَوِ ٱلْحَنَانِ إِلَى إِقَامَةِ لِعَازَرَ، وَهُوَ ٱلشُّعُورُ نَفْسُهُ ٱلَّذِي حَمَلَهُ أَيْضًا عَلَى إِقَامَةِ ٱبْنِ أَرْمَلَةِ نَايِينَ. (لو ٧:١١-١٥؛ يو ١١:٣٨-٤٤) وَهٰكَذَا أَتَاحَ أَمَامَ لِعَازَرَ ٱلْفُرْصَةَ لِيَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ. وَفِي مُنَاسَبَةٍ أَبْكَرَ، جَاءَ إِلَى يَسُوعَ جَمْعٌ كَثِيرٌ، «فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ» وَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً. (مر ٦:٣٤، ترجمة فاندايك) وَكَمْ تَغَيَّرَتْ حَيَاةُ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ تَجَاوَبُوا مَعَ تَعَالِيمِهِ! وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ حَنَانَ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ شُعُورٍ. فَقَدْ دَفَعَهُ أَنْ يَأْخُذَ ٱلْمُبَادَرَةَ لِمُسَاعَدَةِ غَيْرِهِ. — مت ١٥:٣٢-٣٨؛ ٢٠:٢٩-٣٤؛ مر ١:٤٠-٤٢.
١٣ كَيْفَ تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِحَنَانٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٣ إِنَّ قَلْبَ يَسُوعَ ٱلْمَلِيءَ بِٱلْحَنَانِ دَفَعَهُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ فِي كَلَامِهِ مَعَ ٱلنَّاسِ، وَلَا سِيَّمَا ٱلْمَظْلُومِينَ مِنْهُمْ. لِذٰلِكَ طَبَّقَ ٱلرَّسُولُ مَتَّى عَلَيْهِ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٱلْقَائِلَةَ: «قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لَا يَكْسِرُ، وَفَتِيلَةً كَتَّانِيَّةً خَامِدَةً لَا يُطْفِئُ». (اش ٤٢:٣؛ مت ١٢:٢٠) فَقَدْ كَانَ كَلَامُهُ يَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِ مَنْ هُمْ مِثْلُ قَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةِ سِرَاجٍ عَلَى وَشْكِ أَنْ تَنْطَفِئَ. كَمَا كَرَزَ بِرِسَالَةِ رَجَاءٍ ‹لِيَعْصِبَ مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ›. (اش ٦١:١) وَدَعَا «ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ» أَنْ يَأْتُوا إِلَيْهِ، وَطَمْأَنَهُمْ أَنَّهُمْ ‹سَيَجِدُونَ ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِهِمْ›. (مت ١١:٢٨-٣٠) وَأَكَّدَ لِأَتْبَاعِهِ أَنَّ ٱللّٰهَ يَهْتَمُّ بِحَنَانٍ بِكُلِّ فَرْدٍ مِنْ عُبَّادِهِ، بِمَنْ فِيهِمِ «ٱلصِّغَارُ» ٱلَّذِينَ لَا يُبَالِي ٱلْعَالَمُ بِهِمْ. — مت ١٨:١٢-١٤؛ لو ١٢:٦، ٧.
اِقْتَدِ بِحَنَانِ يَسُوعَ
١٤ كَيْفَ تُنَمِّي مَشَاعِرَ ٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ؟
١٤ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْحَنَانِ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ؟ أَوَّلًا بِمَشَاعِرِنَا. حَتَّى لَوْ لَمْ نَكُنْ قَادِرِينَ بِٱلْفِطْرَةِ عَلَى ٱلتَّحَلِّي بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ، يَحُضُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى تَنْمِيَتِهَا. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ «عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ» جُزْءٌ مِنَ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ يَلْبَسَهَا جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. (اقرأ كولوسي ٣:٩، ١٠، ١٢.) فَكَيْفَ تُنَمِّي مَشَاعِرَ ٱلْحَنَانِ نَحْوَ ٱلْآخَرِينَ؟ لِيَكُنْ قَلْبُكَ مُتَّسِعًا. (٢ كو ٦:١١-١٣) أَصْغِ بِٱنْتِبَاهٍ عِنْدَمَا يُخْبِرُكَ أَحَدٌ عَنْ مَشَاعِرِهِ وَهُمُومِهِ. (يع ١:١٩) شَغِّلْ مُخَيِّلَتَكَ وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹كَيْفَ أَشْعُرُ لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ؟ وَإِلَامَ كُنْتُ سَأَحْتَاجُ؟›. — ١ بط ٣:٨.
١٥ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ كَقَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةٍ خَامِدَةٍ؟
١٥ وَكَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْحَنَانِ بِأَعْمَالِنَا؟ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْحَنُونَ يَتْرُكُ بَصْمَةً جَمِيلَةً فِي حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ، وَخُصُوصًا ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ كَقَصَبَةٍ مَرْضُوضَةٍ أَوْ فَتِيلَةٍ خَامِدَةٍ. فَكَيْفَ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْعَوْنِ؟ تَقُولُ رُومَا ١٢:١٥: «اِبْكُوا مَعَ ٱلْبَاكِينَ». فَرُبَّمَا يَحْتَاجُ ٱلْمُنْسَحِقُ إِلَى ٱلتَّعَاطُفِ أَكْثَرَ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْحُلُولِ. تُعَبِّرُ أُخْتٌ تَعَزَّتْ بِوُجُودِ ٱلْإِخْوَةِ إِلَى جَانِبِهَا بَعْدَ مَوْتِ ٱبْنَتِهَا، قَائِلَةً: «قَدَّرْتُ كَثِيرًا مَجِيءَ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَمُجَرَّدَ بُكَائِهِمْ مَعِي». وَيُمْكِنُنَا إِظْهَارُ ٱلْحَنَانِ أَيْضًا عِنْدَمَا نَقُومُ بِأَعْمَالٍ لَطِيفَةٍ. فَهَلْ تَعْرِفُ أَرْمَلَةً تَحْتَاجُ إِلَى إِصْلَاحِ شَيْءٍ فِي بَيْتِهَا؟ وَهَلْ هُنَالِكَ مَسِيحِيٌّ مُسِنٌّ يَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يُقِلُّهُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، ٱلْخِدْمَةِ، أَوِ ٱلطَّبِيبِ؟ إِنَّ عَمَلًا لَطِيفًا وَلَوْ صَغِيرًا لَهُ أَثَرٌ كَبِيرٌ فِي حَيَاةِ رَفِيقِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُحْتَاجِ. (١ يو ٣:١٧، ١٨) غَيْرَ أَنَّ أَهَمَّ طَرِيقَةٍ نُظْهِرُ بِهَا ٱلْحَنَانَ هِيَ ٱلِٱشْتِرَاكُ كَامِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَهٰذِهِ أَجْمَلُ بَصْمَةٍ يُمْكِنُ أَنْ نَتْرُكَهَا فِي حَيَاةِ مُسْتَقِيمِي ٱلْقُلُوبِ.
١٦ مَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ لِنُشَجِّعَ ٱلْمُكْتَئِبِينَ؟
١٦ يَظْهَرُ ٱلْحَنَانُ أَيْضًا بِكَلَامِنَا. فَهُوَ يَدْفَعُنَا أَنْ ‹نُعَزِّيَ ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ›. (١ تس ٥:١٤) وَمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ لِنُشَجِّعَ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ؟ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرْفَعَ مَعْنَوِيَّاتِهِمْ بِٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱهْتِمَامِنَا ٱلْحَقِيقِيِّ بِهِمْ. وَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَمْدَحَهُمْ مَدْحًا صَادِقًا يُبَيِّنُ لَهُمْ صِفَاتِهِمِ ٱلْجَمِيلَةَ وَمَقْدِرَاتِهِمْ. كَمَا نَقْدِرُ أَنْ نُذَكِّرَهُمْ بِأَنَّ يَهْوَهَ ٱجْتَذَبَهُمْ إِلَى ٱبْنِهِ، مَا يَعْنِي أَنَّهُمْ ثَمِينُونَ فِي نَظَرِهِ. (يو ٦:٤٤) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُطَمْئِنَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ كَثِيرًا بِخُدَّامِهِ «ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ» أَوِ «ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ». (مز ٣٤:١٨) حَقًّا، تَلْعَبُ كَلِمَاتُنَا ٱلْمُفْعَمَةُ بِٱلْحَنَانِ دَوْرًا فِي شِفَاءِ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ. — ام ١٦:٢٤.
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلشُّيُوخُ خِرَافَهُ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ وَيَا أَيُّهَا ٱلشُّيُوخُ، يُرِيدُ يَهْوَهُ مِنْكُمْ أَنْ تُعَامِلُوا خِرَافَهُ بِحَنَانٍ وَرِقَّةٍ. (اع ٢٠:٢٨، ٢٩) تَذَكَّرُوا أَنَّ مَسْؤُولِيَّتَكُمْ هِيَ إِطْعَامُهُمْ وَتَشْجِيعُهُمْ وَإِنْعَاشُهُمْ. (اش ٣٢:١، ٢؛ ١ بط ٥:٢-٤) وَعَلَيْهِ، فَإِنَّ ٱلشَّيْخَ ٱلْحَنُونَ لَا يُحَاوِلُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي ٱلْخِرَافِ. فَهُوَ لَا يَسُنُّ ٱلْقَوَانِينَ وَلَا يُشْعِرُهُمْ بِٱلذَّنْبِ كَيْ يَضْغَطَ عَلَيْهِمْ لِيَفْعَلُوا ٱلْمَزِيدَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَظُرُوفُهُمْ لَا تَسْمَحُ لَهُمْ بِذٰلِكَ. بِٱلْأَحْرَى، يَسْعَى أَنْ يَبْعَثَ ٱلْفَرَحَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَاثِقًا أَنَّ مَحَبَّتَهُمْ لِيَهْوَهَ سَتَدْفَعُهُمْ إِلَى خِدْمَتِهِ كَامِلًا. — مت ٢٢:٣٧.
١٨ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي تَوَاضُعِ يَسُوعَ وَحَنَانِهِ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱتِّبَاعِ خُطُوَاتِهِ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ صِفَتَيْنِ إِضَافِيَّتَيْنِ تَحَلَّى بِهِمَا يَسُوعُ: اَلشَّجَاعَةَ وَٱلتَّمْيِيزَ.