الفصل ٦
شَعْبٌ يُنَادِي بِٱلْبِشَارَةِ: خُدَّامٌ يَكْرِزُونَ طَوْعًا
١، ٢ أَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ، وَأَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟
غَالِبًا مَا يَقْطَعُ ٱلْحُكَّامُ ٱلسِّيَاسِيُّونَ وُعُودًا لَا يَلْبَثُونَ أَنْ يُخْلِفُوا بِهَا. حَتَّى أَصْحَابُ ٱلنَّوَايَا ٱلْحَسَنَةِ بَيْنَهُمْ يَعْجَزُونَ أَحْيَانًا عَنِ ٱلِٱلْتِزَامِ بِكَلِمَتِهِمْ. بِٱلتَّبَايُنِ لَا يَتَفَوَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِوَعْدٍ إِلَّا وَيَفِي بِهِ.
٢ مَثَلًا، بَعْدَمَا نُصِّبَ مَلِكًا عَامَ ١٩١٤، أَصْبَحَ جَاهِزًا لِيُتَمِّمَ نُبُوَّةً تَفَوَّهَ بِهَا قَبْلَ ٩٠٠,١ سَنَةٍ تَقْرِيبًا. فَقَدْ أَنْبَأَ قُبَيْلَ مَوْتِهِ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هٰذِهِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ». (مت ٢٤:١٤) وَإِتْمَامُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ يُشَكِّلُ وَجْهًا مِنْ أَوْجُهِ حُضُورِهِ بِٱلسُّلْطَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ. وَلٰكِنْ كَيْفَ لِلْمَلِكِ أَنْ يَجْمَعَ جَيْشًا مِنَ ٱلْكَارِزِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي تَتَفَشَّى فِيهَا ٱلْأَنَانِيَّةُ وَٱلْإِلْحَادُ وَتَنْدُرُ فِيهَا ٱلْمَحَبَّةُ؟ (مت ٢٤:١٢؛ ٢ تي ٣:١-٥) لَا بُدَّ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْجَوَابَ لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا مَعْنِيُّونَ بِهِ.
٣ بِمَ كَانَ يَسُوعُ وَاثِقًا، وَمِنْ أَيْنَ لَهُ هٰذِهِ ٱلثِّقَةُ؟
٣ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ وَاثِقًا تَمَامَ ٱلثِّقَةِ بِكَلِمَاتِهِ حِينَمَا أَنْبَأَ: «يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ». فَمِنْ أَيْنَ لَهُ ٱلثِّقَةُ بِوُجُودِ أَتْبَاعٍ يُؤَيِّدُونَهُ طَوْعًا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟ لَقَدِ ٱكْتَسَبَهَا مِنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. (يو ١٢:٤٥؛ ١٤:٩) فَقَبْلَمَا عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، رَأَى بِأُمِّ عَيْنِهِ أَنَّ يَهْوَهَ يَثِقُ بِرُوحِ عُبَّادِهِ ٱلطَّوْعِيَّةِ. وَفِي مَا يَلِي سَنَرَى كَيْفَ عَبَّرَ يَهْوَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلثِّقَةِ.
«شَعْبُكَ يَتَطَوَّعُ»
٤ أَيَّ عَمَلٍ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَدْعَمُوا، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
٤ تَذَكَّرْ مَا حَدَثَ حِينَ أَمَرَ يَهْوَهُ مُوسَى أَنْ يُشَيِّدَ ٱلْمَسْكَنَ لِيَكُونَ مَرْكَزَ عِبَادَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَقَدْ دَعَا ٱللّٰهُ مِنْ خِلَالِ نَبِيِّهِ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ إِلَى تَقْدِيمِ ٱلدَّعْمِ لِلْعَمَلِ. قَالَ لَهُمْ مُوسَى: «كُلُّ ذِي قَلْبٍ رَاغِبٍ يُحْضِرُ تَقْدِمَةَ يَهْوَهَ». وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟ ظَلَّ ٱلشَّعْبُ «يَأْتُونَهُ بِقُرْبَانٍ طَوْعِيٍّ كُلَّ صَبَاحٍ». وَقَدْ أَعْطَوْا بِسَخَاءٍ حَتَّى ٱضْطُرَّ مُوسَى أَخِيرًا أَنْ يُطْلِقَ ٱلنِّدَاءَ: «لَا يَصْنَعْ رَجُلٌ وَلَا ٱمْرَأَةٌ شَيْئًا بَعْدُ لِلتَّقْدِمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». (خر ٣٥:٥؛ ٣٦:٣، ٦) حَقًّا لَمْ يُخَيِّبِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَدِيمًا أَمَلَ يَهْوَهَ فِيهِمْ.
٥، ٦ أَيُّ رُوحٍ تَوَقَّعَ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ أَيْضًا أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ وَفْقًا لِلْمَزْمُور ١١٠:١-٣؟
٥ وَهَلْ تَوَقَّعَ يَهْوَهُ أَنْ يَتَحَلَّى خُدَّامُهُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ بِرُوحٍ طَوْعِيَّةٍ كَهٰذِهِ؟ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ. فَقَبْلَ وِلَادَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,١ سَنَةٍ، أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى دَاوُدَ أَنْ يَكْتُبَ عَنْ بِدَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَسِيَّا. (اقرإ المزمور ١١٠:١-٣.) وَبِحَسَبِ ٱلنُّبُوَّةِ، كَانَ ٱلْمَلِكُ ٱلْمُنَصَّبُ حَدِيثًا سَيُوَاجِهُ أَعْدَاءً كُثُرًا، غَيْرَ أَنَّهُ سَيَحْظَى فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ بِدَعْمِ جَيْشٍ مِنَ ٱلْأَتْبَاعِ. وَلَنْ يَخْدُمَ هٰؤُلَاءِ مَلِكَهُمْ مُكْرَهِينَ. فَحَتَّى ٱلشُّبَّانُ بَيْنَهُمْ سَيَتَطَوَّعُونَ بِأَعْدَادٍ ضَخْمَةٍ، فَيَصِيرُونَ كَقَطَرَاتِ ٱلنَّدَى ٱلَّتِي تَكْسُو ٱلْأَرْضَ عِنْدَ ٱلْفَجْرِ.a
٦ وَيَسُوعُ مِنْ جِهَتِهِ عَرَفَ أَنَّ ٱلنُّبُوَّةَ فِي ٱلْمَزْمُورِ ١١٠ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ. (مت ٢٢:٤٢-٤٥) لِذَا لَمْ يَشُكَّ إِطْلَاقًا فِي أَنَّ أَتْبَاعًا أَوْلِيَاءَ لَهُ سَيَتَطَوَّعُونَ لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. فَلْنَضَعِ ٱلْآنَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ وَلْنَرَ عَلَى ضَوْءِ ٱلْوَقَائِعِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ هَلْ حَشَدَ ٱلْمَلِكُ بِٱلْفِعْلِ جَيْشًا مِنَ ٱلْكَارِزِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
«إِعْلَانُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ هُوَ ٱمْتِيَازِي وَوَاجِبِي»
٧ أَيُّ خُطُوَاتٍ ٱتَّخَذَهَا يَسُوعُ بُعَيْدَ تَنْصِيبِهِ مَلِكًا لِيُهَيِّئَ أَتْبَاعَهُ لِلْعَمَلِ ٱلْكَامِنِ أَمَامَهُمْ؟
٧ بُعَيْدَ تَنْصِيبِ يَسُوعَ مَلِكًا، ٱتَّخَذَ خُطُوَاتٍ لِيُهَيِّئَ أَتْبَاعَهُ لِلْعَمَلِ ٱلْهَائِلِ ٱلْكَامِنِ أَمَامَهُمْ. فَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلثَّانِي، تَفَحَّصَ وَنَقَّى خُدَّامَهُ مِنْ عَامِ ١٩١٤ حَتَّى أَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩. (مل ٣:١-٤) ثُمَّ فِي ذٰلِكَ ٱلْعَامِ نَفْسِهِ عَيَّنَ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ لِيَتَوَلَّى قِيَادَةَ أَتْبَاعِهِ. (مت ٢٤:٤٥) وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، رَاحَ ٱلْعَبْدُ يُوَفِّرُ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي ٱلْمَحَافِلِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي شَدَّدَتْ تَكْرَارًا عَلَى مَسْؤُولِيَّةِ جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُشَارِكُوا فِي ٱلْكِرَازَةِ.
٨-١٠ كَيْفَ أَمَدَّتِ ٱلْمَحَافِلُ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلزَّخْمِ؟ أَعْطُوا مِثَالًا. (اُنْظُرُوا أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «مَحَافِلُ بَاكِرَةٌ أَمَدَّتْ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلزَّخْمِ».)
٨ اَلْمَحَافِلُ. اِجْتَمَعَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُتَعَطِّشُونَ إِلَى نَيْلِ ٱلْإِرْشَادِ لِحُضُورِ أَوَّلِ مَحْفِلٍ كَبِيرٍ يُعْقَدُ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى فِي سِيدِر بُويْنْت بِوِلَايَةِ أُوهَايُو ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ مِنْ ١ إِلَى ٨ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ١٩١٩. وَفِي ثَانِي أَيَّامِهِ، أَلْقَى ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد خِطَابًا قَالَ فِيهِ بِكُلِّ وُضُوحٍ لِلْمَنْدُوبِينَ: «إِنَّ مُهِمَّةَ ٱلْمَسِيحِيِّ عَلَى ٱلْأَرْضِ . . . هِيَ إِعْلَانُ رِسَالَةِ مَلَكُوتِ ٱلرَّبِّ».
٩ أَمَّا ذُرْوَةُ ٱلْمَحْفِلِ فَكَانَتْ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ حِينَ قَدَّمَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد خِطَابًا بِعُنْوَانِ «نِدَاءٌ إِلَى ٱلرُّفَقَاءِ فِي ٱلْعَمَلِ» نُشِرَ لَاحِقًا فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تَحْتَ عُنْوَانِ «إِعْلَانُ ٱلْمَلَكُوتِ». قَالَ فِيهِ: «حِينَ يَسْتَرْسِلُ ٱلْمَسِيحِيُّ فِي ٱلتَّأَمُّلِ، يَمُرُّ فِي خَاطِرِهِ ٱلسُّؤَالُ ٱلْبَدِيهِيُّ: مَا ٱلْقَصْدُ مِنْ وُجُودِي عَلَى ٱلْأَرْضِ؟ فَيَأْتِي ٱلْجَوَابُ لَا مَحَالَةَ: لَقَدْ جَعَلَنِي ٱلرَّبُّ بِنِعْمَتِهِ سَفِيرًا يُمَثِّلُهُ وَيَحْمِلُ رِسَالَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةَ إِلَى ٱلْعَالَمِ. وَإِعْلَانُ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ هُوَ ٱمْتِيَازِي وَوَاجِبِي».
١٠ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْخِطَابِ ٱلتَّارِيخِيِّ، أَعْلَنَ رَذَرْفُورْد عَنْ إِصْدَارِ مَجَلَّةٍ جَدِيدَةٍ تُدْعَى اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ (ٱلْآنَ إِسْتَيْقِظْ!) هَدَفُهَا لَفْتُ ٱنْتِبَاهِ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْمَلَكُوتِ بِوَصْفِهِ رَجَاءَ ٱلْبَشَرِ ٱلْوَحِيدَ. ثُمَّ سَأَلَ مَنْ فِي ٱلْحُضُورِ يَرْغَبُ أَنْ يُشَارِكَ فِي تَوْزِيعِ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةِ. يَرْوِي أَحَدُ ٱلتَّقَارِيرِ مَا جَرَى تَالِيًا: «كَانَ رَدُّ ٱلْفِعْلِ مُؤَثِّرًا لِلْغَايَةِ. فَقَدْ وَقَفَ سِتَّةُ آلَافِ شَخْصٍ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ».b فَهَلْ مِنْ شَكٍّ أَنَّ ٱلْمَلِكَ حَظِيَ بِتَأْيِيدِ أَتْبَاعٍ طَوْعِيِّينَ رَاغِبِينَ فِي إِعْلَانِ مَلَكُوتِهِ؟!
١١، ١٢ مَاذَا ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢٠ عَنْ فَتْرَةِ إِتْمَامِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ؟
١١ اَلْمَطْبُوعَاتُ. مِنْ خِلَالِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، تَوَضَّحَتْ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ أَهَمِّيَّةُ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي أَنْبَأَ بِهَا يَسُوعُ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي أُجِيبَ عَنْهَا أَوَائِلَ عِشْرِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي.
١٢ أَيُّ رِسَالَةٍ سَيُنَادَى بِهَا إِتْمَامًا لِلنُّبُوَّةِ فِي مَتَّى ٢٤:١٤، وَمَتَى يُنْجَزُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ؟ حَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلرِّسَالَةَ فِي مَقَالَةٍ بِعُنْوَانِ «بِشَارَةُ ٱلْمَلَكُوتِ» صَدَرَتْ فِي ١ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ١٩٢٠. تَقُولُ: «اَلْبِشَارَةُ هُنَا مُرْتَبِطَةٌ بِنِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْقَدِيمِ وَتَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّا». وَأَظْهَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ بِوُضُوحٍ مَتَى يُنْجَزُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ. ذَكَرَتْ: «يَجِبُ إِيصَالُ ٱلرِّسَالَةِ بَيْنَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْكُبْرَى [ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى] ‹وَٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›». ثُمَّ عَلَّقَتْ قَائِلَةً: «اَلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِلْمُنَادَاةِ بِٱلْبِشَارَةِ عَلَانِيَةً لِلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ».
١٣ كَيْفَ شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٩٢١ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلطَّوْعِيِّينَ؟
١٣ هَلْ يُتَمِّمُ شَعْبُ ٱللّٰهِ مُكْرَهًا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ؟ كَلَّا. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَقَالَةَ «تَشَجَّعْ جِدًّا» ٱلصَّادِرَةَ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١٥ آذَارَ (مَارِس) ١٩٢١. لَقَدْ خَاطَبَتْ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ رُوحَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلطَّوْعِيَّةَ وَشَجَّعَتْهُمْ أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ نَفْسَهُ: «أَلَيْسَتِ ٱلْمُشَارَكَةُ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ أَعْظَمَ ٱمْتِيَازٍ أَنْعَمُ بِهِ؟! أَوَلَيْسَتْ أَيْضًا وَاجِبًا مُلْقًى عَلَى عَاتِقِي؟!». ثُمَّ أَضَافَتْ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْتَبِرُ ٱلْكِرَازَةَ ٱمْتِيَازًا، يَصِيرُ «كَإِرْمِيَا ٱلَّذِي كَانَتْ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ‹فِي قَلْبِهِ كَنَارٍ مُتَّقِدَةٍ حُبِسَتْ فِي عِظَامِهِ› تَحُثُّهُ عَلَى ٱلْمُثَابَرَةِ، لِدَرَجَةِ أَنَّهُ لَمْ يَقْوَ عَلَى ٱلسُّكُوتِ». (ار ٢٠:٩) وَهٰذَا ٱلتَّشْجِيعُ ٱللَّطِيفُ عَكَسَ ثِقَةَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ بِمُؤَيِّدِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءِ.
١٤، ١٥ أَيُّ أُسْلُوبٍ شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَامَ ١٩٢٢ عَلَى ٱتِّبَاعِهِ فِي ٱلْكِرَازَةِ؟
١٤ كَيْفَ يَنْبَغِي لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يُوصِلُوا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى ٱلنَّاسِ؟ أُجِيبَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ فِي مَقَالَةٍ قَصِيرَةٍ وَلٰكِنْ قَوِيَّةٌ بِعُنْوَانِ «اَلْخِدْمَةُ أَسَاسِيَّةٌ» فِي عَدَدِ ١٥ آبَ (أَغُسْطُس) ١٩٢٢ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ. فَقَدْ حَثَّتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنْ يُشَارِكُوا بِنَشَاطٍ فِي «حَمْلِ ٱلرِّسَالَةِ ٱلْمَطْبُوعَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ وَٱلتَّحَدُّثِ مَعَهُمْ عِنْدَ بَابِ بَيْتِهِمْ وَإِخْبَارِهِمْ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ قَرِيبٌ».
١٥ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ مُنْذُ عَامِ ١٩١٩ لِيُشَدِّدَ ٱلْمَرَّةَ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى أَنَّ ٱلْمُنَادَاةَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ هِيَ ٱمْتِيَازُ ٱلْمَسِيحِيِّ وَوَاجِبُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلِ تِجَاهَ ٱلتَّشْجِيعِ عَلَى ٱلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
«سَيَتَطَوَّعُ ٱلْأُمَنَاءُ»
١٦ مَا رَدَّةُ فِعْلِ بَعْضِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُنْتَخَبِينَ تِجَاهَ ٱلْفِكْرَةِ ٱلْقَائِلَةِ إِنَّ عَلَى ٱلْجَمِيعِ ٱلْمُشَارَكَةَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
١٦ فِي عِشْرِينَاتِ وَثَلَاثِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، تَصَدَّى ٱلْبَعْضُ لِلْفِكْرَةِ ٱلْقَائِلَةِ إِنَّ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُشَارَكَةَ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَصَفَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْوَضْعَ فِي ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٢٧ كَمَا يَلِي: «هُنَاكَ فِي ٱلْكَنِيسَةِ [ٱلْجَمَاعَةِ] شُيُوخٌ مَسْؤُولُونَ . . . يَرْفُضُونَ تَشْجِيعَ إِخْوَتِهِمْ عَلَى ٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيَرْفُضُونَ أَنْ يَشْتَرِكُوا فِيهَا هُمْ أَنْفُسُهُمْ . . . وَهٰؤُلَاءِ يَسْخَرُونَ مِنَ ٱلْوَصِيَّةِ بِٱلذَّهَابِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ لِيُبَلِّغُوا ٱلنَّاسَ ٱلرِّسَالَةَ عَنِ ٱللّٰهِ وَمَلِكِهِ ٱلْمُعَيَّنِ وَمَلَكُوتِهِ». لٰكِنَّ ٱلْمَقَالَةَ وَضَعَتِ ٱلنِّقَاطَ عَلَى ٱلْحُرُوفِ. فَقَالَتْ: «آنَ ٱلْأَوَانُ لِلْأُمَنَاءِ أَنْ يَسِمُوا هٰؤُلَاءِ وَيَتَجَنَّبُوهُمْ وَيُبَلِّغُوهُمْ أَنَّهُمْ مَا عَادُوا يَأْتَمِنُونَهُمْ عَلَى مَرْكَزِهِمْ كَشُيُوخٍ!».c
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ تَجَاوَبَ مُعْظَمُ ٱلْإِخْوَةِ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ؟ (ب) مَاذَا فَعَلَ ٱلْمَلَايِينُ عَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ؟
١٧ وَهَلْ كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْإِخْوَةِ إِيجَابِيَّةً؟ نَعَمْ! فَمُعْظَمُهُمْ تَجَاوَبُوا بِغَيْرَةٍ مَعَ إِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ. فَقَدِ ٱعْتَبَرُوا ٱلْمُنَادَاةَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱمْتِيَازًا لَهُمْ. وَعَكَسُوا بِمَوْقِفِهِمْ هٰذَا كَلِمَاتٍ سَبَقَ أَنْ وَرَدَتْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِهَا ٱلصَّادِرِ فِي ١٥ آذَارَ (مَارِس) ١٩٢٦. قَالَتْ: «سَيَتَطَوَّعُ ٱلْأُمَنَاءُ . . . لِنَقْلِ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ». وَبِٱلْفِعْلِ تَمَّمَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأُمَنَاءُ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُور ١١٠:٣ ٱلنَّبَوِيَّةَ وَبَيَّنُوا أَنَّهُمْ مُؤَيِّدُونَ طَوْعِيُّونَ لِلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.
١٨ وَعَلَى مَدَى قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ، تَطَوَّعَ ٱلْمَلَايِينُ لِلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَفِي ٱلْفُصُولِ ٱللَّاحِقَةِ نُنَاقِشُ كَيْفَ كَرَزُوا، مُسْتَعْرِضِينَ أَسَالِيبَهُمْ وَأَدَوَاتِهِمْ، وَنَسْأَلُ أَيْضًا مَاذَا كَانَتْ نَتَائِجُ جُهُودِهِمْ. أَمَّا ٱلْآنَ فَلْنَتَأَمَّلْ لِمَ يَتَطَوَّعُ ٱلْمَلَايِينُ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ رَغْمَ ٱلْأَنَانِيَّةِ ٱلْمُتَفَشِّيَةِ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَهُمْ. وَفِيمَا نُنَاقِشُ دَوَافِعَهُمْ، لِيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹لِمَاذَا أَكْرِزُ بِٱلْبِشَارَةِ لِلنَّاسِ؟›.
«دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ»
١٩ لِمَ نَهْتَمُّ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا بِوَصِيَّةِ يَسُوعَ أَنْ ‹نُدَاوِمَ أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ›؟
١٩ أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ قَائِلًا: «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ [ٱللّٰهِ]». (مت ٦:٣٣) وَلِمَ نُولِي وَصِيَّتَهُ هٰذِهِ ٱهْتِمَامًا كَبِيرًا؟ أَحَدُ أَبْرَزِ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّنَا نُدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي يَلْعَبُ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي تَحْقَيقِ قَصْدِ ٱللّٰهِ. وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ، يَكْشِفُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ تَدْرِيجِيًّا حَقَائِقَ مُشَوِّقَةً عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَحِينَ تَمَسُّ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقُ ٱلثَّمِينَةُ قُلُوبَنَا، نَشْعُرُ أَنَّنَا مُلْزَمُونَ بِطَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا.
٢٠ كَيْفَ يُظْهِرُ مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْكَنْزِ ٱلْمُخْفَى رَدَّةَ فِعْلِ أَتْبَاعِهِ حَوْلَ طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا؟
٢٠ وَيَسُوعُ مِنْ جِهَتِهِ عَرَفَ أَنَّ أَتْبَاعَهُ سَيَتَجَاوَبُونَ مَعَ وَصِيَّتِهِ أَنْ يَطْلُبُوا ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا كَمَا يَظْهَرُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْكَنْزِ ٱلْمُخْفَى. (اقرأ متى ١٣:٤٤.) فَقَدْ رَوَى أَنَّ عَامِلًا وَجَدَ صُدْفَةً فِي ٱلْحَقْلِ خِلَالَ عَمَلِهِ ٱلْيَوْمِيِّ كَنْزًا مُخْفًى وَمَيَّزَ قِيمَتَهُ عَلَى ٱلْفَوْرِ. «وَمِنْ فَرَحِهِ ذَهَبَ وَبَاعَ مَا لَهُ وَٱشْتَرَى ذٰلِكَ ٱلْحَقْلَ». فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَثَلِ؟ حِينَ نَجِدُ حَقَائِقَ ٱلْمَلَكُوتِ وَنُمَيِّزُ قِيمَتَهَا، نُقَدِّمُ ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱللَّازِمَةَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ لِنُبْقِيَ مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ حَيْثُ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ.d
٢١، ٢٢ كَيْفَ يُظْهِرُ مُؤَيِّدُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءُ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا؟ أَعْطُوا مِثَالًا.
٢١ وَفِي هٰذَا ٱلْإِطَارِ، يُظْهِرُ مُؤَيِّدُو ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَوْلِيَاءُ لَا بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ بَلْ بِٱلْعَمَلِ أَيْضًا أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا. فَيُكَرِّسُونَ حَيَاتَهُمْ وَقُدُرَاتِهِمْ وَمَوَارِدَهُمْ لِلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. وَيَبْذُلُ بَعْضُهُمْ كُلَّ غَالٍ بِهَدَفِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَهٰؤُلَاءِ ٱلْكَارِزُونَ ٱلطَّوْعِيُّونَ جَمِيعًا يَلْمُسُونَ لَمْسَ ٱلْيَدِ بَرَكَةَ يَهْوَهَ عَلَى مَنْ يَضَعُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا. إِلَيْكَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ مِثَالًا مِنْ أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي.
٢٢ كَانَ آيْفَرِي وَلُوفِينْيَا بْرِيسْتُو مُوَزِّعَيْ مَطْبُوعَاتٍ جَائِلَيْنِ (فَاتِحَيْنِ) خَدَمَا جَنُوبِيَّ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ مُنْذُ أَوَاخِرِ ٱلْعِشْرِينَاتِ. أَخْبَرَتْ لُوفِينْيَا بَعْدَ أَعْوَامٍ عَدِيدَةٍ: «عِشْنَا أَنَا وَآيْفَرِي سَعِيدَيْنِ طَوَالَ سَنَوَاتٍ فِي عَمَلِ ٱلْفَتْحِ. فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ لَمْ نَدْرِ مِنْ أَيْنَ نَأْتِي بِٱلْمَالِ لِلْوَقُودِ وَٱلطَّعَامِ، لٰكِنَّ يَهْوَهَ عَلَى ٱلدَّوَامِ كَانَ يُؤَمِّنُهُ لَنَا بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى. لَقَدْ دَاوَمْنَا كُلَّ حِينٍ عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا، فَلَمْ نَفْتَقِرْ يَوْمًا إِلَى حَاجَاتِنَا ٱلْأَسَاسِيَّةِ». تَتَذَكَّرُ لُوفِينْيَا أَيْضًا حَادِثَةً وَقَعَتْ خِلَالَ خِدْمَتِهِمَا فِي بِينْسَاكُولَا فِي وِلَايَةِ فْلُورِيدَا. فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، كَادَ يَنْفَدُ ٱلْمَالُ وَٱلطَّعَامُ مِنْهُمَا. وَلٰكِنْ حِينَ عَادَا إِلَى مَقْطُورَتِهِمَا، وَجَدَا كِيسَيْنِ كَبِيرَيْنِ مِنَ ٱلطَّعَامِ مُرْفَقَيْنِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ ٱلتَّالِيَةِ: «مَعَ خَالِصِ مَحَبَّتِنَا . . . فِرْقَةُ بِينْسَاكُولَا».e وَتَعْلِيقًا عَلَى ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي قَضَتْهَا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ تَقُولُ ٱلْأُخْتُ: «يَهْوَهُ لَا يَتَخَلَّى عَنَّا أَبَدًا وَلَا يَخُونُ ثِقَتَنَا بِهِ».
٢٣ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي وَجَدْتَهَا، وَمَا تَصْمِيمُكَ؟
٢٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي نَصْرِفُهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ يَخْتَلِفُ بِٱخْتِلَافِ ظُرُوفِنَا، لٰكِنَّنَا جَمِيعًا نَعْتَبِرُ ٱلْكِرَازَةَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ ٱمْتِيَازًا عَظِيمًا. (كو ٣:٢٣) فَبِمَا أَنَّ حَقَائِقَ ٱلْمَلَكُوتِ غَالِيَةٌ فِي نَظَرِنَا، فَنَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ بَلْ تَوَّاقُونَ إِلَى تَقْدِيمِ أَيِّ تَضْحِيَةٍ لَازِمَةٍ كَيْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ. أَوَلَيْسَ هٰذَا هُوَ تَصْمِيمَكَ؟!
٢٤ مَا أَحَدُ أَهَمِّ إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
٢٤ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، يُتَمِّمُ ٱلْمَلِكُ مُنْذُ قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ كَلِمَاتِهِ ٱلنَّبَوِيَّةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي مَتَّى ٢٤:١٤. وَهٰذَا ٱلْعَمَلُ يُنْجَزُ لَا بِٱلْقُوَّةِ وَلَا بِٱلْإِكْرَاهِ. فَأَتْبَاعُ يَسُوعَ يَتَطَوَّعُونَ لِلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بَعْدَمَا يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَنَانِيِّ. وَكِرَازَتُهُمُ ٱلْعَالَمِيَّةُ جُزْءٌ مِنْ عَلَامَةِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ بِٱلسُّلْطَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ وَأَحَدُ أَهَمِّ إِنْجَازَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
a يَرْتَبِطُ ٱلنَّدَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْوَفْرَةِ وَٱلْكَثْرَةِ. — تك ٢٧:٢٨؛ مي ٥:٧.
b ذَكَرَتْ كُرَّاسَةُ مَنْ هُمُ ٱلْمُؤْتَمَنُونَ عَلَى ٱلْعَمَلِ؟ مَا يَلِي: «تُوَزَّعُ مَجَلَّةُ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ فِي إِطَارِ حَمْلَةٍ لِلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ». ثُمَّ شَجَّعَتِ ٱلْإِخْوَةَ قَائِلَةً: «بَعْدَمَا تَعْرِضُونَ ٱلرِّسَالَةَ، ٱتْرُكُوا نُسْخَةً مِنْ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَوَاءٌ ٱشْتَرَكُوا فِيهَا أَمْ لَا». وَطِيلَةَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱللَّاحِقَةِ، طُلِبَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَعْرِضُوا عَلَى ٱلنَّاسِ ٱلِٱشْتِرَاكَ فِي اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ وَمَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَيْضًا. وَبَدْءًا مِنْ ١ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ١٩٤٠، نُصِحَ شَعْبُ يَهْوَهَ بِتَوْزِيعِ نُسْخَةٍ مِنَ ٱلْمَجَلَّتَيْنِ لِكُلِّ شَخْصٍ وَتَقْدِيمِ تَقْرِيرٍ عَنِ ٱلْكَمِّيَّةِ ٱلْمُوَزَّعَةِ.
c فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، كَانَتِ كُلُّ جَمَاعَةٍ تَنْتَخِبُ شُيُوخَهَا دِيمُوقْرَاطِيًّا. لِذَا كَانَ بِإِمْكَانِهَا أَنْ تَرْفُضَ ٱلتَّصْوِيتَ لِمَنْ يُعَارِضُونَ ٱلْخِدْمَةَ. وَٱلْفَصْلُ ١٢ يُنَاقِشُ ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى تَعْيِينِ ٱلشُّيُوخِ ثِيُوقْرَاطِيًّا.
d يُوضِحُ يَسُوعُ فِكْرَةً مُمَاثِلَةً فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلتَّاجِرِ ٱلْجَائِلِ ٱلَّذِي بَحَثَ عَنْ لُؤْلُؤَةٍ عَظِيمَةِ ٱلْقِيمَةِ. فَلَمَّا وَجَدَهَا بَاعَ كُلَّ مَا لَهُ وَٱشْتَرَاهَا. (مت ١٣:٤٥، ٤٦) وَٱلْمَثَلَانِ كِلَاهُمَا يُعَلِّمَانِنَا أَيْضًا أَنَّنَا قَدْ نَتَعَرَّفُ إِلَى حَقَائِقِ ٱلْمَلَكُوتِ بِطَرَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ. فَٱلْبَعْضُ يَجِدُونَهَا بِٱلصُّدْفَةِ، فِيمَا يَبْحَثُ آخَرُونَ عَنْهَا. وَلٰكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ كَيْفَ نَجِدُهَا، نَكُونُ مُسْتَعِدِّينَ لِتَقْدِيمِ ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي سَبِيلِ وَضْعِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا.
e كَانَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ تُدْعَى فِرَقًا آنَذَاكَ.