-
«عبد» امين فطينبرج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ آذار (مارس)
-
-
«عبد» امين فطين
«مَن هو العبد الامين الفطين الذي اقامه سيده على خدم بيته؟». — متى ٢٤:٤٥.
١، ٢ لماذا من المهم ان ننال اليوم الطعام الروحي بانتظام؟
بعد ظهر يوم الثلاثاء في ١١ نيسان القمري سنة ٣٣ بم، طرح تلاميذ يسوع سؤالا يحمل مغزى عميقا لنا اليوم. فقد سألوه: «ماذا تكون علامة حضورك واختتام نظام الاشياء؟». في الاجابة عن هذا السؤال، اعطى يسوع نبوة جديرة بالملاحظة عندما تحدَّث عن فترة اضطراب تميِّزها الحروب، المجاعات، الزلازل، والامراض. لكنَّ هذه ليست سوى «بداية الشدائد»، لأن الاسوأ سيلي. فيا له من مستقبل مريع! — متى ٢٤:٣، ٧، ٨، ١٥-٢٢؛ لوقا ٢١:١٠، ١١.
٢ منذ سنة ١٩١٤، تتمّ معظم اوجه نبوة يسوع. ‹فالشدائد› تُحدِق بالجنس البشري. إلا ان ذلك لا يلزم ان يخيف المسيحيين الحقيقيين. فقد وعد يسوع انه سيوفِّر لهم الطعام الروحي المغذي. ولكن بما ان يسوع الآن في السماء، فكيف يمكنه تزويدنا نحن العائشين على الارض بطعامنا الروحي؟
٣ اية ترتيبات قام بها يسوع لننال ‹الطعام في حينه›؟
٣ اعطى يسوع الجواب عن هذا السؤال. ففي نبوته البالغة الاهمية، سأل: «مَن هو العبد الامين الفطين الذي اقامه سيده على خدم بيته ليعطيهم طعامهم في حينه؟». ثم اجاب قائلا: «يا لسعادة ذلك العبد، اذا جاء سيده ووجده يفعل هكذا! الحق اقول لكم: انه يقيمه على جميع ممتلكاته». (متى ٢٤:٤٥-٤٧) فسيعيَّن «عبد» لتزويد الطعام الروحي، «عبد» امين و فطين. فهل ينطبق هذا الوصف على شخص واحد، او على سلسلة متعاقبة من الاشخاص الذين يتغيرون بمرور الزمن، او ان لهذه الكلمات انطباقا آخر؟ من المهم ان نعرف الجواب عن هذا السؤال لأن العبد الامين هو الذي سيزوِّد الطعام الروحي الذي نحن في امسّ الحاجة اليه.
شخص واحد ام صف؟
٤ كيف نعرف ان «العبد الامين الفطين» لا يمكن ان يكون شخصا واحدا؟
٤ لا يمكن ان يكون «العبد الامين الفطين» شخصا واحدا. ولمَ لا؟ لأن العبد ابتدأ بتزويد الطعام الروحي في القرن الاول. وقد قال يسوع انه سيستمر في ذلك حتى مجيء السيد، الذي حصل سنة ١٩١٤. وهذا يعني ان العبد عليه ان يخدم بأمانة طوال نحو ٩٠٠,١ سنة. لكنَّ ذلك مستحيل! فحتى متوشالح لم يعِش كل هذه الفترة! — تكوين ٥:٢٧.
٥ لماذا لا تنطبق عبارة «العبد الامين الفطين» على كلّ مسيحي افراديا؟
٥ وهل تنطبق عبارة «العبد الامين الفطين» بشكل عام على كلّ مسيحي افراديا؟ صحيح ان كل المسيحيين يجب ان يكونوا امناء وفطناء، ولكن من الواضح ان يسوع كان يفكر في امر آخر عندما تحدث عن «العبد الامين الفطين». وكيف نعرف ذلك؟ من قوله انه عندما ‹يجيء السيد›، سيقيم العبد «على جميع ممتلكاته». فكيف يمكن إقامة كلّ مسيحي افراديا على كل شيء — على «جميع» ممتلكات السيد؟!
٦ كيف كانت امة اسرائيل ‹عبدا› للّٰه؟
٦ اذًا، الاستنتاج المنطقي الوحيد هو ان يسوع كان يشير بعبارة «العبد الامين الفطين» الى فريق من المسيحيين. فهل يمكن ان تشير هذه العبارة الى صفّ؟ نعم. لنأخذ على سبيل المثال امة اسرائيل. فقبل المسيح بسبع مئة سنة، دعا يهوه الامة بكاملها «شهودي» و «عبدي الذي اخترته». (اشعياء ٤٣:١٠، امالة الحروف لنا) ومن سنة ١٥١٣ قم، حين أُعطيت الشريعة الموسوية، حتى يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، كان كل فرد من امة اسرائيل جزءا من صفّ العبد هذا. لكنَّ معظم الاسرائيليين لم يلعبوا ايّ دور في إدارة شؤون الامة او في تنظيم برنامج للتغذية الروحية. فقد استخدم يهوه الملوك، القضاة، الانبياء، الكهنة، واللاويين لإنجاز هذه المهمات. رغم ذلك، كانت اسرائيل كأمة تمثِّل سلطان يهوه وتُحدِّث بتسبيحه بين الامم. وكان على كل اسرائيلي ان يكون شاهدا ليهوه. — تثنية ٢٦:١٩؛ اشعياء ٤٣:٢١؛ ملاخي ٢:٧؛ روما ٣:١، ٢.
«عبد» يُطرَد
٧ لماذا لم تعُد امة اسرائيل القديمة مؤهَّلة لتكون ‹عبدا› للّٰه؟
٧ بما ان امة اسرائيل القديمة كانت ‹عبدا› للّٰه قبل قرون، فهل كانت ايضا العبد الذي تحدث عنه يسوع؟ كلا. فمن المؤسف ان الامة لم تبرهن انها امينة وفطينة. وصف بولس الوضع بإيجاز عندما اقتبس كلمات يهوه الموجَّهة اليها قائلا: «اسم اللّٰه يُجدَّف عليه بسببكم بين الامم». (روما ٢:٢٤) وقد وصل تمرّد اسرائيل الطويل الامد الى ذروته عندما رفضوا يسوع، مما ادّى الى رفض يهوه لهم. — متى ٢١:٤٢، ٤٣.
٨ متى عُيِّن «عبد» ليحلّ محل اسرائيل، وماذا حدث آنذاك؟
٨ لم تعنِ خيانة اسرائيل، «عبد» اللّٰه، ان العبّاد الامناء سيُحرَمون من الطعام الروحي. ففي يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، اي بعد خمسين يوما من قيامة يسوع، سُكِب الروح القدس على نحو ١٢٠ تلميذا كانوا مجتمعين في علية في اورشليم. وفي تلك اللحظة، وُلدت امة جديدة. وصارت ولادتها معروفة عندما ابتدأ اعضاؤها يخبرون بجرأة سكان اورشليم عن «عظائم اللّٰه». (اعمال ٢:١١) وهكذا، صارت هذه الامة الجديدة الروحية ‹عبدا› سيعلن مجد يهوه للامم ويزوِّد الطعام في حينه. (١ بطرس ٢:٩) وقد دُعيت هذه الامة بحقّ «اسرائيل اللّٰه». — غلاطية ٦:١٦.
٩ (أ) مِمَّن يتألف «العبد الامين الفطين»؟ (ب) مَن هم ‹خدم البيت›؟
٩ ان كل فرد من «اسرائيل اللّٰه» هو مسيحي منتذر ومعتمد، ممسوح بالروح القدس، ولديه رجاء سماوي. لذلك تشير عبارة «العبد الامين الفطين» الى كل اعضاء الامة الروحية الممسوحة كصفّ على الارض في اية فترة زمنية منذ سنة ٣٣ بم، تماما كما كان كل اسرائيلي في اية فترة زمنية من سنة ١٥١٣ قم حتى يوم الخمسين سنة ٣٣ بم عضوا في صفّ العبد في ازمنة ما قبل المسيحية. ولكن مَن هم ‹خدم البيت›، الذين ينالون الغذاء الروحي من العبد؟ في القرن الاول بعد الميلاد، كان لدى كل مسيحي رجاء سماوي. لذلك اشارت عبارة ‹خدم البيت› الى المسيحيين الممسوحين، ولكن ليس كصفّ، بل كأفراد. فالجميع، بمَن فيهم الذين يتولّون مراكز المسؤولية في الجماعة، كانوا بحاجة الى الطعام الروحي الذي زوَّده العبد. — ١ كورنثوس ١٢:١٢، ١٩-٢٧؛ عبرانيين ٥:١١-١٣؛ ٢ بطرس ٣:١٥، ١٦.
«لكل واحد عمله»
١٠، ١١ كيف نعرف انه لن ينال كل اعضاء صفّ العبد التعيين نفسه؟
١٠ في حين ان «اسرائيل اللّٰه» هو العبد الامين الفطين الذي أُوكل اليه عمل ليقوم به كصفّ، تُلقى على عاتق كل عضو مسؤولية شخصية ايضا. وهذا ما توضحه كلمات يسوع في مرقس ١٣:٣٤ التي تتحدث عن «رجل مسافر ترك بيته وأعطى عبيده السلطة، لكل واحد عمله، وأوصى البواب ان يداوم على السهر». فقد نال كل عضو في صف العبد تعيينا: زيادة ممتلكات المسيح الارضية. وكان يجب عليه ان يُنجز هذه المهمة حسب قدرته وظروفه. — متى ٢٥:١٤، ١٥.
١١ إضافة الى ذلك، قال الرسول بطرس للمسيحيين الممسوحين في ايامه: «كلٌّ على قدر ما نال من موهبة، ليخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء فاضلين على نعمة اللّٰه الظاهرة بطرائق متنوعة». (١ بطرس ٤:١٠) فهؤلاء الممسوحون لديهم مسؤولية: ان يخدموا بعضهم بعضا مستخدمين المواهب التي انعم بها اللّٰه عليهم. كما ان كلمات بطرس تدل انه لن يتمتع كل المسيحيين بالقدرات والمسؤوليات والامتيازات نفسها. إلا ان كل عضو في صفّ العبد بإمكانه المساهمة بطريقة ما في نمو الامة الروحية. كيف ذلك؟
١٢ كيف ساهم كل عضو في صفّ العبد، سواء أكان ذكرا ام انثى، في نمو صفّ العبد؟
١٢ اولا، كان مطلوبا من كلٍّ منهم ان يكون شاهدا ليهوه، اذ يكرز ببشارة الملكوت. (اشعياء ٤٣:١٠-١٢؛ متى ٢٤:١٤) فقبلما صعد يسوع الى السماء، اوصى كل تلاميذه الامناء، ذكورا وإناثا، ان يكونوا معلِّمين قائلا: «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الأمم، وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به. وها انا معكم كل الايام الى اختتام نظام الاشياء». — متى ٢٨:١٩، ٢٠.
١٣ ايّ امتياز تمتع به كل الممسوحين؟
١٣ عند العثور على تلاميذ جدد، كان يجب تعليمهم ان يحفظوا جميع ما اوصى المسيح تلاميذَه به. وبمرور الوقت، صار المتجاوبون اهلا لتعليم الآخرين. وقد زُوِّد الطعام الروحي المغذي لأعضاء صفّ العبد المقبلين في امم عديدة. وكل المسيحيين الممسوحين، ذكورا وإناثا، ساهموا في إتمام التفويض بالتلمذة. (اعمال ٢:١٧، ١٨) وكان هذا العمل سيستمر حتى نهاية نظام الاشياء هذا.
١٤ على مَن اقتصر امتياز التعليم في الجماعة، وكيف شعرت النساء الممسوحات الامينات حيال ذلك؟
١٤ صار المعتمدون الجدد الممسوحون جزءا من صفّ العبد. وبغضّ النظر عمَّن علَّمهم في البداية، فقد ظلوا ينالون الارشاد من شيوخ الجماعة، افراد بلغوا المؤهلات المذكورة في الاسفار المقدسة. (١ تيموثاوس ٣:١-٧؛ تيطس ١:٦-٩) وكان لدى هؤلاء الرجال المعيَّنين امتياز المساهمة في نمو الامة بطريقة مميَّزة. لكنَّ النساء المسيحيات الممسوحات الامينات لم يشعرن بالاستياء لأن التعليم في الجماعة لم يُعيَّن إلا للرجال المسيحيين. (١ كورنثوس ١٤:٣٤، ٣٥) بل سرّهنَّ ان يستفدن من العمل الدؤوب الذي قام به الذكور في الجماعة وكنَّ ايضا شاكرات على الامتيازات المُتاحة لهن، بما في ذلك إعلان البشائر للآخرين. اليوم ايضا، تُعرِب الاخوات الممسوحات الغيورات عن الموقف المتواضع نفسه، سواء أكان الشيوخ المعيَّنون من الممسوحين ام لا.
١٥ ماذا كان المصدر الرئيسي للطعام الروحي في القرن الاول، ومَن تولّى القيادة في توزيعه؟
١٥ في القرن الاول، كان الطعام الروحي الاساسي يزوَّد مباشرة بواسطة رسائل الرسل والتلاميذ الآخرين الذين يتولّون القيادة. وقد مُرِّرت هذه الرسائل — وخصوصا البعض من الاسفار الـ ٢٧ الموحى بها التي تؤلِّف الاسفار اليونانية المسيحية — الى الجماعات. ولا شك انها كانت المرجع الذي يستند اليه الشيوخ في تعليمهم. بهذه الطريقة، وزَّع ممثِّلو العبد بأمانة الطعام الروحي المغذي على المسيحيين المخلصين. وأثبت بذلك صفّ العبد في القرن الاول انه انجز تفويضه بأمانة.
«العبد» بعد ١٩ قرنا
١٦، ١٧ كيف اثبت صفّ العبد انه امين في إتمام تعيينه قُبيل سنة ١٩١٤ وخلالها؟
١٦ ما القول في عصرنا؟ هل وجد يسوع، عندما ابتدأ حضوره سنة ١٩١٤، فريقا من المسيحيين الممسوحين يوزِّعون بأمانة الطعام في حينه؟ لا شك في ذلك. ويمكن تحديد هوية هذا الفريق بوضوح بواسطة الثمر الجيد الذي ينتجه. (متى ٧:٢٠) والاحداث التي صارت مذَّاك هي دليل اضافي يُثبِت هويته.
١٧ فعندما اتى يسوع، كان نحو ٠٠٠,٥ فرد من ‹خدم البيت› مشغولين بنشر حقّ الكتاب المقدس. ورغم ان العمّال كانوا قليلين، فقد استخدم العبد عدة اساليب مبتكَرة لنشر البشارة. (متى ٩:٣٨) مثلا، نُشِرت مواعظ حول مواضيع من الكتاب المقدس في ٠٠٠,٢ صحيفة تقريبا. وهكذا، وصل حق كلمة اللّٰه الى عشرات آلاف القراء في الوقت نفسه. اضافة الى ذلك، جرى إعداد برنامج طوله ثماني ساعات هو عبارة عن فيلم سينمائي وصور منزلقة. وبفضل هذا العرض الخلاّق، نُقلَت رسالة الكتاب المقدس، من بداية الخلق الى نهاية حكم المسيح الالفي، الى حضور بلغ مجموعه اكثر من تسعة ملايين شخص في ثلاث قارات. واستُخدمت المطبوعات ايضا. ففي سنة ١٩١٤ مثلا، طُبع نحو ٠٠٠,٥٠ نسخة من هذه المجلة.
١٨ متى اقام يسوع العبد على جميع ممتلكاته، ولماذا؟
١٨ نعم، عندما جاء السيد، وجد عبده الامين يعطي بإخلاص الطعام لخدم البيت ويكرز بالبشارة. لكنَّ مسؤوليات اكبر كانت تكمن امام هذا العبد. قال يسوع: «الحق اقول لكم: انه يقيمه على جميع ممتلكاته». (متى ٢٤:٤٧) وقد قام يسوع بذلك سنة ١٩١٩، بعدما اجتاز العبد فترة امتحان. ولكن لماذا نال «العبد الامين الفطين» مسؤوليات اكبر؟ لأن ممتلكات السيد زادت. فقد تسلّم يسوع المُلك سنة ١٩١٤.
١٩ كيف يجري سدّ حاجات ‹الجمع الكثير› الروحية؟
١٩ وما هي الممتلكات التي اقام السيد المتوَّج حديثا عبدَه الامين عليها؟ كل المقتنيات الروحية التي يملكها يسوع على الارض. مثلا، بعد مرور عقدَين على تتويج المسيح سنة ١٩١٤، حُدِّدَت هوية ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر›. (كشف ٧:٩؛ يوحنا ١٠:١٦) ولم يكن هؤلاء اعضاء ممسوحين من «اسرائيل اللّٰه»، بل رجالا ونساء مخلصين ذوي رجاء ارضي يحبون يهوه ويريدون ان يخدموه كما يخدمه الممسوحون. والكلمات التالية في سفر زكريا تصف موقفهم من «العبد الامين الفطين»: «نذهب معكم لأننا سمعنا ان اللّٰه معكم». (زكريا ٨:٢٣) وقد تناول هؤلاء المسيحيون المعتمدون حديثا من الطعام الروحي المغذي نفسه الذي تناول منه خدم البيت الممسوحون. ومذّاك، يتناول هذان الصفّان من المائدة الروحية نفسها. فكم كانت هذه بركة عظيمة لأفراد ‹الجمع الكثير›!
٢٠ ايّ دور يلعبه ‹الجمع الكثير› في زيادة ممتلكات السيد؟
٢٠ لقد سرّ افراد ‹الجمع الكثير› ان ينضموا الى صفّ العبد الممسوح في الكرازة بالبشارة. ونتيجة لكرازتهم، ازدادت ممتلكات السيد على الارض، مما ضاعف مسؤوليات «العبد الامين الفطين». وبازدياد عدد طالبي الحق، لزم توسيع اماكن الطباعة لتلبية طلبات المطبوعات المؤسسة على الكتاب المقدس. فتأسست مكاتب فروع شهود يهوه في بلد بعد آخر. وأُرسل المرسلون «الى اقصى الارض». (اعمال ١:٨) كما ازدادت صفوف مسبِّحي اللّٰه من نحو خمسة آلاف شخص ممسوح سنة ١٩١٤ الى اكثر من ستة ملايين شخص، معظمهم من ‹الجمع الكثير›. حقا، لقد ازدادت ممتلكات الملك كثيرا منذ تتويجه سنة ١٩١٤!
٢١ ايّ مثلَين سنناقشهما في درسنا التالي؟
٢١ يُظهِر كل ما تقدَّم ان العبد برهن انه ‹امين وفطين›. وبعدما تحدث يسوع عن «العبد الامين الفطين»، ابرز هاتَين الصفتَين اذ قدَّم مثلَين: مثَل العذارى الفطنات والعذارى الحمقاوات ومثَل الوزنات. (متى ٢٥:١-٣٠) وهذان المثلان جديران بالاهتمام. فأيّ مغزى يحملانه لنا اليوم؟ سنجيب عن هذا السؤال في المقالة التالية.
-
-
«العبد الامين» يجتاز الامتحان!برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ آذار (مارس)
-
-
«العبد الامين» يجتاز الامتحان!
«انه الوقت المعيَّن لابتداء الدينونة ببيت اللّٰه». — ١ بطرس ٤:١٧.
١ ماذا وجد يسوع عندما تفقّد «العبد»؟
في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، اقام يسوع ‹عبدا› ليزوِّد «خدم بيته» بالطعام في حينه. وبعدما تُوِّج ملكا في سنة ١٩١٤، حان الوقت ليتفقّد هذا «العبد». وقد وجد ان صفّ «العبد» بمعظمه ‹امين وفطين›، فأقامه «على جميع ممتلكاته». (متى ٢٤:٤٥-٤٧) ولكن كان هنالك ايضا عبد سيئ ليس امينا وفطينا.
«ذلك العبد السيئ»
٢، ٣ من اين خرج «ذلك العبد السيئ»، وكيف حدث ذلك؟
٢ تحدَّث يسوع عن العبد السيئ مباشرة بعد حديثه عن «العبد الامين الفطين». قال: «إنْ قال ذلك العبد السيئ في قلبه: ‹سيدي يتأخر›، وابتدأ يضرب العبيد رفقاءه، ويأكل ويشرب مع السكارى المدمنين، يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا يترقبه وفي ساعة لا يعرفها، ويعاقبه بأشدّ صرامة ويجعل نصيبه مع المرائين. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان». (متى ٢٤:٤٨-٥١) ان عبارة «ذلك العبد السيئ» تعيد الى ذهننا كلمات يسوع السابقة عن العبد الامين الفطين. فهذه العبارة تدل ان «العبد السيئ» خرج من صفوف العبد الامين.a فكيف حدث ذلك؟
٣ قبل سنة ١٩١٤، كان اعضاء كثيرون من صفّ العبد الامين يعلِّقون الآمال على الاتِّحاد بالعريس في السماء في تلك السنة، لكنَّ آمالهم خابت. نتيجة لذلك ولتطورات اخرى، تثبّط كثيرون منهم. حتى ان قليلين اغتاظوا وراح البعض منهم ‹يضربون› إخوتهم السابقين شفهيا ويعاشرون «السكارى المدمنين»: اديان العالم المسيحي. — اشعياء ٢٨:١-٣؛ ٣٢:٦.
٤ كيف عاقب يسوع «العبد السيئ» وكل الذي يعربون عن الموقف نفسه؟
٤ عندما تحوَّل هؤلاء المسيحيون السابقون الى «العبد السيئ»، عاقبهم يسوع «بأشدّ صرامة». كيف؟ رفضَهم وحرمَهم رجاءهم السماوي. إلا انه لم يهلكهم فورا. فكان يجب ان يعانوا فترة من البكاء وصرير الاسنان في «الظلمة الخارجية»، خارج الجماعة المسيحية. (متى ٨:١٢) منذ تلك الفترة، يعرب عدد قليل من الممسوحين عن موقف شرير مماثل، وبذلك يظهرون انهم جزء من «العبد السيئ». ويقتدي بعض من ‹الخراف الاخر› بمسلك عدم الامانة هذا. (يوحنا ١٠:١٦) وكل اعداء المسيح هؤلاء يُرمَون في «الظلمة الخارجية» الروحية نفسها.
٥ كيف تجاوب العبد الامين الفطين بالمقارنة مع «العبد السيئ»؟
٥ مرّ اعضاء «العبد الامين الفطين» بالامتحانات نفسها التي مرّ بها «ذلك العبد السيئ». لكنَّ ذلك لم يحملهم على الغيظ، بل ساهم في إصلاحهم. (٢ كورنثوس ١٣:١١) فقد ازدادت محبتهم ليهوه ولإخوتهم. لذلك، صاروا «عمود الحق ودعامته» خلال هذه «الايام الاخيرة» العصيبة. — ١ تيموثاوس ٣:١٥؛ ٢ تيموثاوس ٣:١.
العذارى الفطنات والعذارى الحمقاوات
٦ (أ) كيف ابرز يسوع صفة الفطنة لدى صفّ عبده الامين؟ (ب) اية رسالة اعلنها المسيحيون الممسوحون قبل سنة ١٩١٤؟
٦ بعدما تحدّث يسوع عن «ذلك العبد السيئ»، قدَّم مثَلَين ليُظهِر لماذا سيكون بعض المسيحيين الممسوحين امناء وفطناء بعكس البعض الآخر.b في المثل الاول، ابرز يسوع صفة الفطنة. قال: «يُشَبَّه ملكوت السموات بعشر عذارى اخذن سُرُجهن وخرجن للقاء العريس. وكانت خمس منهن حمقاوات، وخمس فطنات. فالحمقاوات اخذن سُرُجهن ولم يأخذن معهن زيتا، وأما الفطنات فأخذن زيتا في اوعيتهن مع سُرُجهن». (متى ٢٥:١-٤) تذكِّرنا العذارى العشر بالمسيحيين الممسوحين قبل سنة ١٩١٤. فقد عرفوا من خلال الحسابات المؤسسة على الكتاب المقدس ان العريس، يسوع المسيح، اوشك ان يصل. ‹فخرجوا› للقائه، وذلك بواسطة الكرازة بجرأة بأن «الازمنة المعيَّنة للامم» ستنتهي سنة ١٩١٤. — لوقا ٢١:٢٤.
٧ متى ولماذا ‹نام› المسيحيون الممسوحون نوما روحيا؟
٧ كان المسيحيون الممسوحون على حقّ. فالازمنة المعيّنة للامم انتهت بالفعل سنة ١٩١٤ وتأسس ملكوت اللّٰه برئاسة المسيح يسوع. لكنَّ ذلك حدث في السموات غير المنظورة. أما على الارض فقد ابتدأ الجنس البشري يعاني ‹ويلا› سبق ان أُنبئ به. (كشف ١٢:١٠، ١٢) بعد ذلك، اتت فترة امتحان. فالمسيحيون الممسوحون لم يكن لديهم فهم واضح للامور. لذلك اعتقدوا ان ‹العريس تأخر› ووقعوا في الحيرة. وبسبب الحيرة والعداء الذي اظهره العالم لهم، تباطأوا عموما حتى كاد عمل الكرازة المنظَّم يتوقف. وكالعذارى في المثَل، ‹نعسوا وناموا› روحيا، تماما كما فعل المدَّعون المسيحية غير الامناء بعد موت رسل يسوع. — متى ٢٥:٥؛ كشف ١١:٧، ٨؛ ١٢:١٧.
٨ ماذا ادّى الى الصراخ: «هوذا العريس!»، وأيّ امر حان الوقت للمسيحيين الممسوحين ان يفعلوه؟
٨ ثم حدث امر غير متوقَّع سنة ١٩١٩. نقرأ: «عند نصف الليل صار صراخ: ‹هوذا العريس! اخرجن للقائه›. حينئذ قامت اولئك العذارى جميعا وهيأن سُرُجهن». (متى ٢٥:٦، ٧) فعندما بدا الوضع ميؤوسا منه، دُعي الممسوحون ان يهبّوا الى العمل. فكان يسوع، «ملاك العهد»، قد اتى سنة ١٩١٨ الى هيكل يهوه الروحي ليتفقّد جماعة اللّٰه ويطهِّرها. (ملاخي ٣:١) لذلك فقد حان الوقت لكي يخرج المسيحيون الممسوحون للقائه في الديار الارضية لهذا الهيكل، اي ‹لينيروا› روحيا. — اشعياء ٦٠:١، عج؛ فيلبي ٢:١٤، ١٥.
٩، ١٠ لماذا كان بعض المسيحيين سنة ١٩١٩ ‹فطناء› والبعض ‹حمقى›؟
٩ ولكن مهلا! في المثَل، واجهت بعض العذارى مشكلة. قال يسوع: «قالت الحمقاوات للفطنات: ‹أعطيننا من زيتكن، لأن سُرُجنا على وشك ان تنطفئ›». (متى ٢٥:٨) ان السُّرُج، التي تضيء بواسطة الزيت، تذكِّرنا بكلمة حق اللّٰه وروحه القدس الذي يقوّي العبّاد الحقيقيين ليكونوا حاملي نور. (مزمور ١١٩:١٣٠؛ دانيال ٥:١٤) قبل سنة ١٩١٩، كان المسيحيون الممسوحون الفطناء يمرّون مؤقتا في حالة ضعف روحي. ومع ذلك فقد سعَوا جهدهم ليدركوا ما هي مشيئة اللّٰه لهم. لهذا السبب عندما صدرت الدعوة ان يُنيروا، كانوا مستعدين لفعل ذلك. — ٢ تيموثاوس ٤:٢؛ عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
١٠ إلا ان بعض الممسوحين لم يكونوا على استعداد للقيام بالتضحيات او لبذل الجهد، رغم توقهم ان يكونوا مع العريس. لذلك عندما حان الوقت ليصيروا نشاطى في الكرازة بالبشارة، لم يكونوا مستعدين. (متى ٢٤:١٤) حتى انهم حاولوا إعاقة عمل رفقائهم الغيورين اذ طلبوا منهم ان يعطوهم من زيتهم. وكيف تجاوبت العذارى الفطنات مع هذا الطلب، كما اخبر يسوع في مثله؟ قلن للعذارى الحمقاوات: «لعله لا يكفي لنا ولكنّ. اذهبن بالاحرى الى الباعة واشترين لأنفسكن». (متى ٢٥:٩) على نحو مماثل، رفض المسيحيون الممسوحون الاولياء سنة ١٩١٩ ان يفعلوا ايّ شيء قد يضعف قدرتهم على حمل النور. وهكذا، اجتازوا فترة التفقّد.
١١ ماذا حدث للعذارى الحمقاوات؟
١١ اختتم يسوع مثله قائلا: «بينما [العذارى الحمقاوات] ذاهبات ليشترين، وصل العريس، فدخلت معه العذارى المستعدات الى وليمة العرس؛ وأُغلق الباب. وفي ما بعد اتت باقي العذارى ايضا، قائلات: ‹يا سيد، يا سيد، افتح لنا!›. فأجاب وقال: ‹الحق اقول لكنّ: اني لا اعرفكن›». (متى ٢٥:١٠-١٢) نعم، لم تكن بعض العذارى مستعدات عند وصول العريس. لذلك لم يجتزن فترة التفقّد وأضعن فرصة حضور وليمة العرس السماوي. فما افدح خسارتهن!
مثَل الوزنات
١٢ (أ) كيف ابرز يسوع صفة الامانة؟ (ب) مَن هو الانسان الذي «سافر»؟
١٢ بعدما قدَّم يسوع مثلا لإبراز الفطنة، قدَّم مثلا آخر لإبراز صفة الامانة. قال: «كأنما انسان مسافر استدعى عبيده وسلَّمهم ممتلكاته. فأعطى واحدا خمس وزنات، وآخر وزنتين، وآخر وزنة، كل واحد حسب قدرته، وسافر». (متى ٢٥:١٤، ١٥) ان ‹الانسان› في المثَل هو يسوع نفسه. وقد «سافر» عندما صعد الى السماء سنة ٣٣ بم. ولكن قبل صعوده، سلَّم «ممتلكاته» لتلاميذه الامناء. فكيف حدث ذلك؟
١٣ كيف هيأ يسوع حقل نشاط واسعا وفوَّض الى «عبيده» ان يتاجروا؟
١٣ ابتدأ يسوع خلال خدمته على الارض بتهيئة حقل واسع للنشاط عندما كرز ببشارة الملكوت في كل انحاء اسرائيل. (متى ٩:٣٥-٣٨) وقبلما «سافر»، عهِد بهذا الحقل الى تلاميذه الامناء قائلا: «اذهبوا وتلمذوا اناسا من جميع الامم، وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلِّموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به». (متى ٢٨:١٨-٢٠) بهذه الكلمات، فوَّض يسوع الى «عبيده» ان يتاجروا حتى عودته، «كل واحد حسب قدرته».
١٤ لماذا لم يكن من المتوقع ان يتاجر الجميع بشكل متساوٍ؟
١٤ تدل هذه العبارة انه لم تكن لدى جميع مسيحيي القرن الاول ظروف وإمكانيات متساوية. فالبعض، كبولس وتيموثاوس، سمحت لهم ظروفهم بالاشتراك على نحو اكمل في عمل الكرازة والتعليم. في حين ان ظروف الآخرين حدَّت كثيرا مما يمكنهم فعله. مثلا، كان بعض المسيحيين عبيدا، مرضى، مسنين، او لديهم مسؤوليات عائلية. ولا شك ان بعض الامتيازات في الجماعة لم تكن متاحة للجميع. فالنساء الممسوحات وبعض الرجال الممسوحين لم يعلِّموا في الجماعة. (١ كورنثوس ١٤:٣٤؛ ١ تيموثاوس ٣:١؛ يعقوب ٣:١) لكنَّ جميع تلاميذ المسيح الممسوحين آنذاك، مهما كانت ظروفهم او جنسهم، فوِّض اليهم ان يتاجروا، مستفيدين من الفرص والظروف المتاحة لهم ليقوموا بالخدمة المسيحية. اليوم ايضا، يقوم تلاميذ المسيح بالامر عينه.
فترة التفقّد تبدأ
١٥، ١٦ (أ) متى آن الاوان لتسوية الحساب؟ (ب) اية مجالات جديدة ‹للمتاجرة› فُتحَت امام الامناء؟
١٥ يتابع المثَل: «بعد زمان طويل جاء سيد اولئك العبيد وسوّى حسابه معهم». (متى ٢٥:١٩) سنة ١٩١٤، بعد سنة ٣٣ بم بوقت طويل، ابتدأ حضور المسيح يسوع الملكي. وبعد ثلاث سنوات ونصف، سنة ١٩١٨، اتى الى هيكل اللّٰه الروحي وتمَّم كلمات بطرس: «انه الوقت المعيَّن لابتداء الدينونة ببيت اللّٰه». (١ بطرس ٤:١٧؛ ملاخي ٣:١) فقد آن الاوان لتسوية الحساب.
١٦ فماذا فعل العبيد، اخوة يسوع الممسوحون، ‹بوزنات› الملك؟ منذ سنة ٣٣ بم حتى ايامنا، بما في ذلك السنوات التي سبقت سنة ١٩١٤، كان كثيرون منهم يبذلون اقصى جهدهم في عمل ‹المتاجرة› الذي اوكله اليهم يسوع. (متى ٢٥:١٦) فقد اظهروا رغبة متَّقدة في خدمة السيد حتى خلال الحرب العالمية الاولى. لذلك كان من الملائم ان تُفتَح امام هؤلاء الامناء مجالات جديدة ‹للمتاجرة›. فوقت نهاية نظام الاشياء هذا قد اتى. لذلك كان يجب ان يُكرَز بالبشارة حول العالم وأن يُحصَد «حصاد الارض». (كشف ١٤:٦، ٧، ١٤-١٦) كما وجب العثور على آخر اعضاء صفّ الحنطة وتجميع ‹الجمع الكثير› من الخراف الاخر. — كشف ٧:٩؛ متى ١٣:٢٤-٣٠.
١٧ كيف «دخل» المسيحيون الممسوحون الامناء ‹الى فرح سيّدهم›؟
١٧ ان وقت الحصاد هو وقت مفرح. (مزمور ١٢٦:٦) لذلك كان من الملائم ان يقول يسوع لإخوته الممسوحين الامناء حين اعطاهم المزيد من المسؤوليات سنة ١٩١٩: «كنت امينا على قليل، فسأقيمك على كثير. ادخل الى فرح سيدك». (متى ٢٥:٢١، ٢٣) كما ان فرح السيّد كملك ملكوت اللّٰه المتوَّج حديثا يفوق الوصف. (مزمور ٤٥:١، ٢، ٦، ٧) وصفّ العبد الامين يشارك في هذا الفرح اذ يخدم كممثِّل عن الملك ويزيد مصالحه على الارض. (٢ كورنثوس ٥:٢٠) وتعبِّر الكلمات النبوية الموجودة في اشعياء ٦١:١٠ عن فرحهم كما يلي: «فرحا افرح بالرب. تبتهج نفسي بإلهي لأنه قد البسني ثياب الخلاص».
١٨ لماذا لم يجتَز البعض فترة التفقّد، وماذا كانت النتيجة؟
١٨ من المؤسف ان البعض لم يجتازوا فترة التفقّد. نقرأ: «تقدَّم الذي اخذ الوزنة الواحدة وقال: ‹يا سيد، عرفتك انسانا صارما، تحصد من حيث لم تزرع، وتجمع من حيث لم تُذَرِّ. فخفت ومضيت وأخفيت وزنتك في الارض. فإليك ما هو لك›». (متى ٢٥:٢٤، ٢٥) على نحو مماثل، لم يشترك بعض المسيحيين الممسوحين في عمل ‹المتاجرة›. فقبل سنة ١٩١٤، لم يكونوا غيورين في نقل رجائهم الى الآخرين ولم يريدوا ان يبدأوا بذلك سنة ١٩١٩. فماذا فعل يسوع بهؤلاء الوقحين؟ حرمهم كل امتيازاتهم و ‹ألقاهم في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان›. — متى ٢٥:٢٨، ٣٠.
فترة التفقّد مستمرة
١٩ كيف تستمر عملية التفقّد، وعلامَ يصمِّم جميع المسيحيين الممسوحين؟
١٩ عندما ابتدأ يسوع المسيح تفقّده سنة ١٩١٨، لم يكن معظم الذين صاروا من عبيده الممسوحين خلال وقت النهاية قد ابتدأوا بعد بخدمة يهوه. فهل فاتهم التفقّد؟ كلا. فالسنة ١٩١٨/١٩١٩، عندما اجتاز العبد الامين الفطين الامتحان كصفّ، لم تكن سوى بداية عملية التفقّد. وسيظل يسوع يتفقّد المسيحيين الممسوحين كأفراد حتى يصير ختمهم ثابتا. (كشف ٧:١-٣) وإذ يدرك إخوة المسيح الممسوحون ذلك، يصممون على مواصلة عمل ‹المتاجرة› بأمانة. وهم مصمِّمون ايضا ان يكونوا فطناء، اذ يُبقون لديهم مخزونا وافرا من الزيت لكي يضيء نورهم ويسطع. كما انهم يعرفون انه عندما يُنهي كل واحد منهم مسلك حياته بأمانة، سيرحِّب به يسوع في المنازل السماوية. — متى ٢٤:١٣؛ يوحنا ١٤:٢-٤؛ ١ كورنثوس ١٥:٥٠، ٥١.
٢٠ (أ) علامَ يصمِّم الخراف الاخر اليوم؟ (ب) ماذا يُدرك المسيحيون الممسوحون؟
٢٠ يقتدي الجمع الكثير من الخراف الاخر بإخوتهم الممسوحين. فهم يدركون ان معرفتهم لمقاصد اللّٰه تلقي عليهم مسؤولية كبيرة. (حزقيال ٣:١٧-٢١) لذلك، بمساعدة كلمة يهوه وروحه القدس، يُبقون لديهم هم ايضا مخزونا وافرا من الزيت بواسطة الدرس وحضور الاجتماعات. كما انهم يدَعون نورهم يضيء عندما يشتركون في عمل الكرازة والتعليم، وبذلك ‹يتاجرون› مع إخوتهم الممسوحين. لكنَّ المسيحيين الممسوحين يدركون جيدا ان الوزنات وُضعَت في عهدتهم وأنهم سيكونون مسؤولين امام السيد عن إدارة ممتلكاته على الارض. لذلك رغم قلة عددهم، لا يمكنهم ان يتخلوا عن مسؤوليتهم ويلقوها على عاتق الجمع الكثير. وإذ يضع صفّ العبد الامين الفطين هذا نصب اعينهم، يواصلون تولّي القيادة في عمل ‹المتاجرة› الذي اوكله اليهم الملك فيما يعبِّرون عن شكرهم لدعم افراد الجمع الكثير المخلصين. والجمع الكثير، بدورهم، يُدركون المسؤولية الملقاة على عاتق إخوتهم الممسوحين ويعتبرون العمل تحت إشرافهم امتيازا ثمينا.
٢١ ايّ حضّ ينطبق على جميع المسيحيين قبيل سنة ١٩١٩ وحتى ايامنا؟
٢١ ان هذين المثلَين يلقيان الضوء على حوادث جرت في فترة ما قبل وما بعد سنة ١٩١٩. رغم ذلك فهما ينطبقان من حيث المبدأ على جميع المسيحيين الحقيقيين العائشين في الايام الاخيرة. بناء على ذلك، في حين ان الحضّ الذي قدَّمه يسوع في نهاية مثَل العذارى العشر ينطبق بشكل رئيسي على المسيحيين الممسوحين قبل سنة ١٩١٩، فهو ينطبق ايضا على كل مسيحي. فلنطبِّق جميعا كلمات يسوع: «داوموا على السهر اذًا، لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة». — متى ٢٥:١٣.
[الحاشيتان]
a حدث امر مماثل بعد موت الرسل. فقد خرجت «ذئاب جائرة» من صفوف الشيوخ المسيحيين الممسوحين. — اعمال ٢٠:٢٩، ٣٠.
b من اجل مناقشة مفصَّلة لمثَل يسوع عن العذارى، انظر الفصلَين ٥ و ٦ من كتاب الامن العالمي تحت سلطة «رئيس السلام»، اصدار شهود يهوه.
-