افرحوا في رجاء الملكوت!
«(افرحوا) في الرجاء. (احتملوا) في الضيق.» — رومية ١٢:١٢.
١ لماذا يمكننا ان نجد الفرح في الاتحاد بيهوه، وعلى فعل اية امور حث الرسول بولس المسيحيين؟
«الاله السعيد.» (١ تيموثاوس ١:١١، عج) كم يصف ذلك يهوه على نحو حسن! ولماذا؟ لأن اعماله كلها تجلب له سعادة عظيمة. وبما ان يهوه هو مصدر كل الامور الصالحة والمفرِحة، يمكن لكل خلائقه الذكية ان تجد السعادة في اتحادها به. وعلى نحو ملائم، حثَّ الرسول بولس المسيحيين على تقدير الامتياز المفرِح لمعرفتهم يهوه اللّٰه، على الكينونة شاكرين على كل عطاياه الخلقية الرائعة، وعلى الفرح باللطف الحبي الذي يظهره لهم. كتب بولس: «افرحوا في الرب كل حين وأقول ايضا افرحوا.» — فيلبي ٤:٤؛ مزمور ١٠٤:٣١.
٢ اي رجاء يجلب سعادة عظيمة، وماذا يجري تشجيع المسيحيين على فعله في ما يتعلق بهذا الرجاء؟
٢ وهل يصغي المسيحيون الى هذا التحريض الذي قدَّمه بولس؟ انهم يصغون فعلا! ويفرح اخوة يسوع المسيح الروحيون في الرجاء المجيد الذي جعله اللّٰه متوافرا لهم. (رومية ٨:١٩-٢١؛ فيلبي ٣:٢٠، ٢١) نعم، انهم يعرفون انهم سيشاركون في اتمام الرجاء العظيم لمستقبل الجنس البشري، الاحياء والاموات على السواء، بالخدمة مع المسيح في حكومة ملكوته السماوية. تخيَّلوا كم سيفرحون بامتيازاتهم كورثة معاونين، يخدمون كملوك وكهنة! (رؤيا ٢٠:٦) ويا للسعادة التي ستكون لهم فيما يساعدون الجنس البشري الامين على بلوغ الكمال ويساعدون على توجيه ردّ الفردوس الى ارضنا! حقا، يملك كل خدام اللّٰه «رجاء الحياة الابدية التي وعد بها اللّٰه المنزَّه عن الكذب قبل الازمنة الازلية.» (تيطس ١:٢) ونظرا الى هذا الرجاء العظيم، يشجِّع الرسول بولس كل المسيحيين: «(افرحوا) في الرجاء» — رومية ١٢:١٢.a
الفرح الحقيقي — صفة للقلب
٣، ٤ (أ) ماذا تعني عبارة «ان يفرح المرء،» وفي اية احيان يجب ان يفرح المسيحيون؟ (ب) ما هو الفرح الحقيقي، وعلى ماذا يعتمد؟
٣ «ان يفرح المرء» يعني ان يشعر ويعرب عن الفرح؛ ولا يعني ذلك ان يكون المرء في حالة دائمة من الغبطة، او الامتلاء بالجذل. فالافعال التي تقابل الكلمات العبرانية واليونانية المستعمَلة في الكتاب المقدس لـ «فرح،» «ابتهاج،» و «تهلُّل» تعبِّر عن الشعور الداخلي والتعبير الخارجي اللذَين للفرح على السواء. ويجري تشجيع المسيحيين ان ‹(يستمروا) في الفرح،› و ‹يفرحوا كل حين.› — ٢ كورنثوس ١٣:١١، عج؛ ١ تسالونيكي ٥:١٦.
٤ ولكن كيف يمكن ان يكون المرء فَرِحا كل حين؟ ان ذلك ممكن لأن الفرح الحقيقي هو صفة للقلب، صفة داخلية عميقة، صفة روحية. (تثنية ٢٨:٤٧؛ امثال ١٥:١٣؛ ١٧:٢٢) انه من ثمار روح اللّٰه، وقد ادرجه بولس بعد المحبة مباشرة. (غلاطية ٥:٢٢) وكصفة داخلية، انه لا يعتمد على الاشياء الخارجية، ولا حتى على اخواننا. ولكنه يعتمد على روح اللّٰه القدوس. وهو يأتي من ذلك الاكتفاء الداخلي العميق للمعرفة انكم تملكون الحق، رجاء الملكوت، وأنكم تفعلون ما يرضي يهوه. ولذلك، ليس الفرح مجرد ميزة للشخصية نولد فيها؛ انه جزء من «الشخصية الجديدة،» مجموعة الصفات التي ميَّزت يسوع المسيح. — افسس ٤:٢٤، عج؛ كولوسي ٣:١٠.
٥ متى وكيف يمكن ان تكون هنالك ظهورات خارجية للفرح؟
٥ على الرغم من ان الفرح صفة قلبية، فهو يمكن ان يظهر خارجيا احيانا. فما هي هذه الظهورات الخارجية، التي تحدث احيانا للفرح؟ يمكن ان تكون ايَّ شيء ابتداء من صفاء الوجه الى القفز الفعلي فَرَحا. (١ ملوك ١:٤٠؛ لوقا ١:٤٤؛ اعمال ٣:٨؛ ٦:١٥) اذًا، هل يعني ذلك، ان الناس القليلي الكلام او الذين لا يبتسمون دائما لا يملكون الفرح؟ لا! فالفرح الحقيقي لا يعبِّر عن نفسه بالثرثرة، الضحك، الابتسام، او الابتسامة العريضة على نحو مستمر. والظروف تجعل الفرح يظهر بطرائق عديدة. وليس الفرح وحده هو الذي يجعلنا حِسَان المعاشرة في قاعة الملكوت، بل بالاحرى، مودَّتنا الاخوية ومحبتنا.
٦ لماذا يمكن ان يفرح المسيحيون كل حين حتى عندما يواجهون احوالا غير مُسِرَّة؟
٦ ان الوجه الدائم للفرح هو ديمومته الداخلية كميزة قلبية للشخصية المسيحية الجديدة. وهذا ما يجعل الكينونة فَرِحا كل حين امرا ممكنا. طبعا، قد نشعر احيانا بأن امرا ما يقلقنا، او قد نواجه احوالا غير مُسِرَّة. ولكن يمكننا ان نستمر في حيازة الفرح في قلبنا. وكان بعض المسيحيين الاوَّلين عبيدا، ذوي اسيادٍ يصعب ارضاؤهم. فهل كان بامكان مسيحيين كهؤلاء ان يكونوا فرحين كل حين؟ نعم، بسبب رجاء الملكوت الذي لهم والفرح الذي في قلوبهم. — يوحنا ١٥:١١؛ ١٦:٢٤؛ ١٧:١٣.
٧ (أ) ماذا قال يسوع عن الفرح في الضيق؟ (ب) ماذا يساعدنا على الاحتمال في الضيق، ومَن رسم المثال الافضل في ذلك؟
٧ مباشرة بعد ان قال الرسول بولس: «(افرحوا) في الرجاء،» اضاف: «(احتملوا) في الضيق.» (رومية ١٢:١٢) وتكلم يسوع ايضا عن الفرح في الضيق عندما قال في متى ٥:١١، ١٢: «طوبى لكم اذا عيَّروكم وطردوكم . . . افرحوا وتهلَّلوا. لأن اجركم عظيم في السموات.» لا يلزم ان يكون الفرح والتهلُّل هنا ظهورا خارجيا حرفيا؛ انهما في المقام الاوَّل ذلك الاكتفاء الداخلي العميق الذي يملكه المرء في ارضاء يهوه ويسوع المسيح عندما يقف بثبات تحت التجربة. (اعمال ٥:٤١) وفي الواقع، ان الفرح هو ما يساعدنا لنحتمل فيما نكون في الضيق. (١ تسالونيكي ١:٦) وفي ذلك رسم يسوع المثال الافضل. تخبرنا الاسفار المقدسة: «من اجل السرور الموضوع امامه احتمل (خشبة الآلام).» — عبرانيين ١٢:٢.
الفرح في الرجاء على الرغم من المشاكل
٨ اية مشاكل قد يواجهها المسيحيون، ولكن لماذا لا تسلب المشاكل فرح المسيحي؟
٨ ان كون المرء خادما ليهوه لا يحرِّره من المشاكل. فقد تكون هنالك مشاكل عائلية، مصاعب اقتصادية، صحة ضعيفة، او موت احباء. وفيما قد تسبب امور كهذه الحزن، فهي لا تسلب اساسنا للفرح في رجاء الملكوت، الفرح الداخلي الذي لدينا في قلوبنا. — ١ تسالونيكي ٤:١٣.
٩ اية مشاكل كانت لدى ابرهيم، وكيف نعلم انه امتلك الفرح في قلبه؟
٩ تأملوا في ابرهيم، على سبيل المثال. فالحياة لم تكن مسِرَّة دائما بالنسبة اليه. وكانت لديه مشاكل عائلية. فسريَّته، هاجر، وزوجته، سارة، لم تتفقا. وكان هنالك شجار. (تكوين ١٦:٤، ٥) واسمعيل هزأ باسحق، مضطهدًا ايّاه. (تكوين ٢١:٨، ٩؛ غلاطية ٤:٢٩) وأخيرا، ماتت زوجة ابرهيم الحبيبة، سارة. (تكوين ٢٣:٢) وعلى الرغم من هذه المشاكل، فَرِح في رجاء نسل الملكوت، نسل ابرهيم، الذي بواسطته كانت ستتبارك جميع قبائل الارض. (تكوين ٢٢:١٥-١٨) وبفرح في قلبه، احتمل في خدمة يهوه مئة سنة بعد ترك مدينة موطنه اور. لذلك كُتب عنه: «كان ينتظر المدينة التي لها الاساسات التي صانعها وبارئها اللّٰه.» وبسبب ايمان ابرهيم بالملكوت المسيّاني القادم، استطاع الرب يسوع ان يقول عندما كان اللّٰه قد عيَّنه ليكون ملكا: «ابرهيم تهلَّل بأن يرى يومي فرأى وفَرِح.» — عبرانيين ١١:١٠؛ يوحنا ٨:٥٦.
١٠، ١١ (أ) كمسيحيين لدينا اي جهاد، وكيف يجري انقاذنا؟ (ب) ماذا يعوِّض عن عجزنا عن شنِّ المعركة كاملا ضد جسدنا الخاطئ؟
١٠ كبشر ناقصين، لدينا ايضا جسدنا الخاطئ لمصارعته، وهذا الجهاد لفعل ما هو صواب يمكن ان يكون مثبِّطا جدا. ولكن لا تعني محاربتنا ضعفاتنا اننا لا نملك رجاء. لقد شعر بولس بالشقاء بسبب هذا الصراع، وقال: «من ينقذني من جسد هذا الموت. اشكر اللّٰه بيسوع المسيح ربنا.» (رومية ٧:٢٤، ٢٥) فبواسطة يسوع المسيح والفدية التي زوَّدها، جرى انقاذنا. — رومية ٥:١٩-٢١.
١١ تعوِّض ذبيحة المسيح الفدائية عن عجزنا عن شنِّ المعركة كاملا. ويمكننا ان نفرح بهذه الفدية لأنها تجعل الضمير المطهَّر ومغفرة خطايانا امرَين ممكنين. وفي عبرانيين ٩:١٤، يتكلم بولس عن «دم المسيح» الذي له القدرة على ‹تطهير ضمائرنا من اعمال ميتة.› وهكذا لا يلزم ان تُثقل ضمائر المسيحيين بمشاعر الذنْب والادانة. وهذا، بالاضافة الى الرجاء الذي لدينا، يؤلِّف قوَّة كبيرة للسعادة المفرحة. (مزمور ١٠٣:٨-١٤؛ رومية ٨:١، ٢، ٣٢) واذ نتأمل في رجائنا، سنتشجَّع جميعا على شنِّ المعركة بنجاح.
ابقاء رجائنا قريبا في الذهن
١٢ في اي رجاء يمكن للمسيحيين الممسوحين ان يتأملوا؟
١٢ من المهم بالنسبة الى البقية الممسوحة بالروح والخراف الاخر على السواء ان يُبقوا «رجاء الخلاص» الذي لهم في الذهن، لابسين اياه كخوذة واقية. (١ تسالونيكي ٥:٨) فيمكن للمسيحيين الممسوحين ان يتأملوا في الامتياز الرائع لنيل الخلود في السماء، امتلاك حرية الاقتراب الى يهوه اللّٰه، والتمتع بمعاشرة شخصية ليسوع المسيح الممجَّد والرسل وكل الآخرين من الـ ٠٠٠,١٤٤، الذين حافظوا على استقامتهم على مرّ القرون. فيا لها من وفرة لا يمكن وصفها من المعاشرة!
١٣ كيف يشعر الممسوحون الذين لا يزالون على الارض بشأن رجائهم؟
١٣ وكيف يشعر الممسوحون القليلون الذين لا يزالون على الارض بشأن رجاء الملكوت الذي لهم؟ يمكن تلخيص ذلك بكلمات شخص اعتمد سنة ١٩١٣: «رجاؤنا امر اكيد، وسيتحقق كاملا حتى آخر عضو من الاعضاء الـ ٠٠٠,١٤٤ للقطيع الصغير الى درجةٍ تفوق حتى ما تخيَّلناه. نحن البقية الذين كنا موجودين في السنة ١٩١٤، عندما توقَّعنا جميعا الذهاب الى السماء، لم نفقد ادراكنا لقيمة ذلك الرجاء. لكننا ثابتون فيه كما كنا قبلا، ونحن نقدِّره اكثر كلما كان يجب ان ننتظره اكثر. انه امر يستحق الانتظار، حتى لو تطلَّب مليون سنة. انا اقدِّر رجاءنا تقديرا رفيعا اكثر من ايّ وقت مضى، ولا اريد ابدا ان اخسر تقديري له. ان رجاء القطيع الصغير يعطي التأكيد ايضا ان توقُّع الجمع الكثير من الخراف الاخر سيتحقق، دون اية امكانية للفشل، على نحو يفوق تخيُّلنا الاكثر اشراقا. لهذا السبب نحن ثابتون على نحو راسخ حتى هذه الساعة، وسنثبت على نحو راسخ الى ان يُثبت اللّٰه فعلا انه امين ‹لمواعيده العظمى والثمينة.›» — ٢ بطرس ١:٤؛ عدد ٢٣:١٩؛ رومية ٥:٥.
الفرح الآن في رجاء الملكوت
١٤ اي رجاء يلزم الجمع الكثير ان يبقوه في الذهن؟
١٤ ان تعبيرا كهذا عن الايمان الذي يتَّسم بالابتهاج يغرس في الذين هم من الجمع الكثير من الخراف الاخر اسبابا عظيمة للفرح. (رؤيا ٧:١٥، ١٦) ويحتاج اشخاص كهؤلاء الى ابقاء رجاء النجاة من هرمجدون في الذهن. نعم، تطلَّعوا بشوق الى رؤية ملكوت اللّٰه يبرِّئ سلطان يهوه اللّٰه الكوني ويقدس اسمه المجيد بجلب الضيق العظيم، الذي سينظِّف الارض من الاشرار الذين كان ابليس الها لهم. ويا للفرح الذي سيكون، فرح النجاة من هذا الضيق العظيم! — دانيال ٢:٤٤؛ رؤيا ٧:١٤.
١٥ (أ) اي عمل شفاء قام به يسوع عندما كان على الارض، ولماذا؟ (ب) ماذا ستكون الحاجات الصحية للناجين من هرمجدون، ولماذا يختلفون عن المقامين؟
١٥ وفيما يتعلق بالجمع الكثير، تقول الرؤيا ٧:١٧: «الخروف . . . يرعاهم ويقتادهم الى ينابيع ماء حية ويمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم.» وعلى الرغم من ان لهذه النبوة اتماما روحيا الآن، فإِن الناجين من هرمجدون سيرونها تتم حرفيا. وكيف ذلك؟ حسنا، ماذا فعل يسوع عندما كان على الارض؟ لقد شفى المقعدين، جعل العرج يمشون، فتح آذان الصمّ وأعين العمي، وشفى البَرَص، الشلل، و «كل مرض وكل ضعف في الشعب.» (متى ٩:٣٥؛ ١٥:٣٠، ٣١) أليس ذلك ما يحتاج اليه المسيحيون اليوم؟ وسينقل الجمع الكثير العجز والضعف الذي للعالم القديم الى العالم الجديد. فماذا نتوقَّع ان يفعل الخروف بشأن ذلك؟ ستكون حاجات الناجين من هرمجدون مختلفة جدا عن حاجات اولئك الذين سيقامون. فالمقامون سيُعاد خلقهم على الارجح بأجساد صحيحة، سليمة، معافاة، ولكن دون الكمال البشري بعد. وبسبب عجيبة القيامة، فإِنهم على ما يتَّضح لن يحتاجوا في ما بعد الى الِٕابراء من ايّ عجز سابق بعجيبة الشفاء. ومن ناحية اخرى، بسبب اختبارهم الفريد للنجاة من هرمجدون، فإِن الِٕابراء العجائبي هو ما سيحتاج اليه ويناله كثيرون من الجمع الكثير. ان القصد الاساسي من شفاءات يسوع، كما يبدو، كان ان يصوِّر لتشجيع الجمع الكثير التوقُّعَ المفرح انهم لن ينجوا فقط ولكنهم سيُشفَون بعد ذلك.
١٦ (أ) متى يمكن ان يحدث الشفاء العجائبي للناجين من هرمجدون، وبأية نتيجة؟ (ب) سنستمر في الفرح في اي رجاء خلال العصر الالفي؟
١٦ سيحدث شفاء عجائبي كهذا منطقيا بين الناجين من هرمجدون بعد وقت قصير نسبيا من هرمجدون وقبل ان تبدأ القيامة بكثير. (اشعياء ٣٣:٢٤؛ ٣٥:٥، ٦؛ رؤيا ٢١:٤؛ قارنوا مرقس ٥:٢٥-٢٩.) وحينئذ سيرمي الناس النظَّارات، العصي، العكازات، الكراسي ذات الدواليب، اجهزة الاسنان الاصطناعية، مساعِدات السمع، وما شابه ذلك. فيا له من سبب للفرح! وكم ينسجم جيدا مثل هذا العمل الشافي الباكر ليسوع مع دور الناجين من هرمجدون كأساس للارض الجديدة! والامراض التي تسبب العجز سيجري ابعادها من الطريق لكي يتمكن اولئك الناجون من ان يتقدموا بحيوية، متطلعين بشوق الى النشاط المذهل للعصر الالفي الممتد امامهم، غير منجرّين بما يمكن ان يكون قد ابتلاهم به العالم القديم. نعم، حتى بعد هرمجدون، سيستمر الجمع الكثير في الفرح في هذا الرجاء البديع لبلوغ الحياة البشرية الكاملة عند نهاية الالف سنة. وخلال العصر الالفي كله سيفرحون في رجاء بلوغ ذلك الهدف السعيد.
١٧ اية افراح ستكون هنالك فيما يستمر عمل ردّ الفردوس؟
١٧ اذا كان هذا هو رجاؤكم، فتأملوا ايضا في فرح المشاركة في ردّ الفردوس على الارض. (لوقا ٢٣:٤٢، ٤٣) لا شك ان الناجين من هرمجدون سيساعدون في تنظيف الارض ويزوِّدون بالتالي مواقع سارّة حيث سيقام الاموات. وقد تُستبدل المآتم بفترات استقبال للذين اقيموا في القيامة، بمن فيهم احباؤنا الذين ابتُلِعوا في الموت. وفكِّروا في الرفقة المُغنية للرجال والنساء الامناء من القرون الماضية. فمَن تريدون ان تكلِّموا على نحو خصوصي؟ هل هو هابيل، اخنوخ، نوح، ايوب، ابرهيم، سارة، اسحق، يعقوب، يوسف، موسى، يشوع، راحاب، دبورة، شمشون، داود، ايليا، أليشع، ارميا، حزقيال، دانيال، ام يوحنا المعمدان؟ حسنا، اذًا، ان هذا التوقُّع المبهج هو ايضا جزء من رجائكم. وستتمكنون من التحدث اليهم، التعلُّم منهم، والعمل معهم في جعل الارض بكاملها فردوسا.
١٨ اية افراح اضافية يمكننا ان نتأمل فيها؟
١٨ تخيَّلوا ايضا الطعام الصحي، المياه النقية، والهواء النظيف، وأرضنا مستردَّة الى توازنها البيئي الكامل كما خلقها يهوه لتكون. وستكون الحياة آنذاك، لا مجرد تمتع عابر بالكمال، بل اشتراكا فعّالا وذا معنى في النشاطات المفرحة. تأمَّلوا في مجتمع عالمي من الناس خالٍ من الجريمة، الانانية، الغيرة، النزاع — اخوَّة يحصد وينتج فيها الجميع ثمار الروح. فيا له من امر مثير! — غلاطية ٥:٢٢، ٢٣.
الرجاء الذي يجعل الحياة تستحق العيش
١٩ (أ) متى يجب اختبار الفرح المذكور في رومية ١٢:١٢؟ (ب) لماذا يجب ان نكون مصممين على عدم ترك اعباء الحياة تدفع رجاءنا جانبا؟
١٩ ان التوقُّع المُحقَّق لا يكون في ما بعد رجاء، لذلك فالفرح الذي يشجِّع عليه بولس في رومية ١٢:١٢ يجب اختباره الآن. (رومية ٨:٢٤) ومجرد التفكير في البركات المقبلة التي سيجلبها ملكوت اللّٰه هو سبب لنفرح في هذا الرجاء الآن. لذلك صمِّموا ان لا تسمحوا لاعباء الحياة في عالم فاسد بأن تدفع رجاءكم المجيد جانبا. لا تصيروا ضعفاء وتنهاروا، فاقدين النظر الى الرجاء المقبل. (عبرانيين ١٢:٣) ان هجر المسلك المسيحي لن يحلّ مشاكلكم. وتذكَّروا، اذا ترك الشخص خدمة اللّٰه بسبب كل اعباء الحياة الآن، فهو لا يزال مرهَقا بهذه الاعباء، لكنه يخسر الرجاء وبذلك يخسر امكانية الفرح بالتوقّعات الرائعة المقبلة.
٢٠ اي اثر يملكه رجاء الملكوت في الذين يتبنونه، ولماذا؟
٢٠ لدى شعب يهوه كل سبب ليملكوا حياة سعيدة. فرجاؤهم المشرق المثير يجعل الحياة تستحق العيش. وهم لا يبقون هذا الرجاء المفرح لانفسهم. لا، فهم يتوقون الى الاشتراك فيه مع الآخرين. (٢ كورنثوس ٣:١٢) لذلك فالذين يتبنون رجاء الملكوت هم اناس ذوو جرأة، وهم يسعون الى تشجيع الآخرين بإِخبارهم عن البشارة من اللّٰه. وهذا الامر يملأ حياة الذين يقبلون الرسالة بالرجاء الابدع الذي أُعطي على الاطلاق للجنس البشري عموما — رجاء الملكوت الذي سيردّ الفردوس الى الارض. واذا لم يقبله الناس، فسنستمر في الفرح لأننا نملك الرجاء. والذين يحوِّلون اذنا صمّاء هم الخاسرون؛ أما نحن فلسنا كذلك. — ٢ كورنثوس ٤:٣، ٤.
٢١ ما هو الامر القريب على الابواب، وكيف يجب ان نقيِّم رجاءنا؟
٢١ ان وعد اللّٰه هو: «ها انا اصنع كل شيء جديدا.» (رؤيا ٢١:٥) والعالم الجديد بكل بركاته اللامتناهية والمبهجة قريب. ورجاؤنا — بالحياة في السماء او على ارض فردوسية — هو ثمين؛ فتمسَّكوا به. وفي هذه الايام الاخيرة الحَرِجة، اكثر من ايّ وقت مضى، انظروا اليه «كمرساة للنفس مؤتَمَنة وثابتة.» واذ يكون رجاؤنا بيهوه، «صخر الدهور،» ثابتا كما بمرساة، نملك بالتأكيد سببا قويا ومبهجا الآن لكي ‹نفرح في الرجاء› الموضوع امامنا. — عبرانيين ٦:١٩؛ اشعياء ٢٦:٤.
[الحاشية]
a خلال السنة ١٩٩٢، سيكون لشهود يهوه حول العالم كآية سنوية: «فرحين في الرجاء. . . . مواظبين على الصلاة.» — رومية ١٢:١٢.
اسئلة للمراجعة
▫ ما هو الرجاء العظيم للجنس البشري؟
▫ ما هو الفرح الحقيقي؟
▫ متى سيحدث على الارجح الشفاء العجائبي للناجين من هرمجدون؟
▫ لماذا لا يجب ان ندع اعباء الحياة تدفع رجاءنا جانبا؟
▫ اية افراح تتطلعون اليها بشوق في العالم الجديد؟
[الصورة في الصفحة ٩]
ألا تملأ بالفرح قلبكم مشاهدتكم نوع الشفاءات التي انجزها يسوع؟
[الصورة في الصفحة ١٠]
الذين يفرحون بالملكوت يشجعون الآخرين بالاشتراك معهم في رجائهم