دَعْمُ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ بِوَلَاءٍ
«كُلَّمَا فَعَلْتُمْ ذٰلِكَ بِأَحَدِ ٱلْأَصَاغِرِ مِنْ إِخْوَتِي هٰؤُلَاءِ، فَبِي فَعَلْتُمُوهُ». — مت ٢٥:٤٠.
١، ٢ (أ) أَيَّةُ أَمْثَالٍ نَاقَشَهَا يَسُوعُ مَعَ تَلَامِيذِهِ ٱلْمُقَرَّبِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ عَنْ مَثَلِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ؟
كَانَ يَسُوعُ مُسْتَرْسِلًا فِي ٱلْحَدِيثِ مَعَ تَلَامِيذِهِ ٱلْمُقَرَّبِينَ بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. وَقَدْ سَمِعُوهُ لِلتَّوِّ يُعْطِي أَمْثَالًا عَنِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ، ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ، وَٱلْوَزَنَاتِ. وَٱلْآنَ يَخْتِمُ يَسُوعُ كَلَامَهُ بِمَثَلٍ إِضَافِيٍّ يَصِفُ ٱلْوَقْتَ حِينَ يَدِينُ «ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ» «كُلَّ ٱلْأُمَمِ». وَكَمْ بَدَا هٰذَا ٱلْمَثَلُ شَيِّقًا لِتَلَامِيذِهِ! فَقَدْ رَكَّزَ يَسُوعُ عَلَى فَرِيقَيْنِ مِنَ ٱلنَّاسِ: اَلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ. ثُمَّ سَلَّطَ ٱلضَّوْءَ عَلَى فَرِيقٍ مُهِمٍّ ثَالِثٍ قَالَ إِنَّهُمْ ‹إِخْوَةُ ٱلْمَلِكِ›. — اقرأ متى ٢٥:٣١-٤٦.
٢ لَطَالَمَا أَثَارَ هٰذَا ٱلْمَثَلُ ٱهْتِمَامَ شَعْبِ يَهْوَهَ. وَلَا عَجَبَ فِي ذٰلِكَ. فَيَسُوعُ يَتَحَدَّثُ فِيهِ عَنْ مَصِيرِ ٱلنَّاسِ، وَيَكْشِفُ لِمَ سَيَنَالُ عَدَدٌ مِنْهُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً فِيمَا يَذْهَبُ آخَرُونَ إِلَى قَطْعٍ أَبَدِيٍّ. فَحَيَاتُنَا تَعْتَمِدُ عَلَى فَهْمِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي عَلَّمَهَا يَسُوعُ وَٱلْعَمَلِ بِمُوجَبِهَا. وَنَظَرًا إِلَى أَهَمِّيَّةِ هٰذَا ٱلْمَثَلِ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَتَسَاءَلَ: كَيْفَ أَوْضَحَ يَهْوَهُ لَنَا تَدْرِيجِيًّا هٰذَا ٱلْمَثَلَ؟ لِمَ يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ هٰذَا ٱلْمَثَلَ شَدَّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ؟ مَنِ ٱلَّذِي نَالَ ٱلتَّفْوِيضَ بِٱلْكِرَازَةِ؟ وَلِمَ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنَكُونَ أَوْلِيَاءَ ‹لِلْمَلِكِ› وَلِلَّذِينَ يَدْعُوهُمْ «إِخْوَتِي»؟
كَيْفَ تَوَضَّحَ لَنَا ٱلْمَثَلُ مَعَ ٱلزَّمَنِ؟
٣، ٤ (أ) أَيَّةُ أُمُورٍ أَسَاسِيَّةٍ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَهَا لِنَفْهَمَ مَثَلَ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ؟ (ب) كَيْفَ شَرَحَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ هٰذَا ٱلْمَثَلَ عَامَ ١٨٨١؟
٣ لِكَيْ نَفْهَمَ مَثَلَ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ فَهْمًا صَحِيحًا، عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ ثَلَاثَةَ أُمُورٍ أَسَاسِيَّةٍ: هُوِيَّةَ ٱلْمَذْكُورِينَ فِيهِ، وَقْتَ ٱلدَّيْنُونَةِ، وَ سَبَبَ ٱعْتِبَارِ ٱلْمَرْءِ مِنَ ٱلْخِرَافِ أَوِ ٱلْجِدَاءِ.
٤ عَامَ ١٨٨١، ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ «ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ» ٱلْمَدْعُوَّ أَيْضًا «ٱلْمَلِكَ» هُوَ يَسُوعُ. وَقَدْ فَهِمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلُ أَنَّ كَلِمَةَ «إِخْوَتِي» تُشِيرُ إِلَى ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ وَكَذٰلِكَ جَمِيعِ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ سَيَعُودُونَ إِلَى حَالَةِ ٱلْكَمَالِ وَيَعِيشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَٱسْتَنْتَجُوا أَنَّ فَرْزَ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ سَيَتِمُّ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ، وَأَنَّ ٱلنَّاسَ سَيُعْتَبَرُونَ مِنَ ٱلْخِرَافِ إِذَا عَاشُوا وَفْقَ شَرِيعَةِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا ٱللّٰهُ.
٥ كَيْفَ فَهِمْنَا ٱلْمَثَلَ بِصُورَةٍ أَوْضَحَ فِي عِشْرِينِيَّاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ؟
٥ فِي أَوَائِلِ عِشْرِينِيَّاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ، سَاعَدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ أَنْ يَفْهَمُوا هٰذَا ٱلْمَثَلَ بِصُورَةٍ أَوْضَحَ. فَقَدْ أَكَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدُ ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٢٣ أَنَّ «ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ» هُوَ يَسُوعُ. لٰكِنَّهَا قَدَّمَتْ بَرَاهِينَ قَاطِعَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ هُوِيَّةِ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ. فَقَدْ أَظْهَرَتْ أَنَّهُمْ لَا يَشْمُلُونَ إِلَّا ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَأَوْضَحَتْ أَنَّ ٱلْخِرَافَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ تَحْتَ حُكْمِ مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيحِ. وَمَاذَا عَنْ وَقْتِ فَرْزِ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ؟ ذَكَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ أَنَّ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ سَيَكُونُونَ حُكَّامًا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ خِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ، وَبِٱلتَّالِي لَا يَقْدِرُ صَفٌّ أَرْضِيٌّ أَنْ يُسَاعِدَهُمْ أَوْ يُهْمِلَهُمْ. بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ، لَا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ فَرْزُ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ قَبْلَ بِدَايَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ. أَمَّا عَنْ سَبَبِ ٱعْتِبَارِ ٱلْمَرْءِ خَرُوفًا فَأَوْضَحَتِ ٱلْمَقَالَةُ أَنَّ ٱلنَّاسَ سَيُعْتَبَرُونَ خِرَافًا لِأَنَّهُمُ ٱعْتَرَفُوا بِيَسُوعَ رَبًّا لَهُمْ وَوَضَعُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي سَيُحَسِّنُ أَحْوَالَ ٱلْعَالَمِ.
٦ كَيْفَ ٱزْدَادَ فَهْمُنَا لِلْمَثَلِ فِي تِسْعِينِيَّاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ؟
٦ نَتِيجَةَ هٰذَا ٱلتَّعْدِيلِ فِي فَهْمِ ٱلْمَثَلِ، ظَنَّ شَعْبُ يَهْوَهَ أَنَّ ٱلنَّاسَ سَيُدَانُونَ وَيُعْتَبَرُونَ خِرَافًا أَوْ جِدَاءً خِلَالَ ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ بِنَاءً عَلَى رَدِّ فِعْلِهِمْ تِجَاهَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلٰكِنْ فِي أَوَاسِطِ تِسْعِينِيَّاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ، صَارَ هٰذَا ٱلْمَثَلُ أَوْضَحَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا. فَقَدْ أَشَارَتْ مَقَالَتَانِ فِي عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٩٥ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ إِلَى أَوْجُهِ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٤:٢٩-٣١ (اقرأها.) وَ مَتَّى ٢٥:٣١، ٣٢. (اقرأها.)a وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ ذَكَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلْأُولَى: «إِنَّ إِصْدَارَ ٱلْحُكْمِ فِي ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ هُوَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ». وَمَتَى بِٱلتَّحْدِيدِ؟ أَضَافَتْ: «سَيَحْدُثُ بَعْدَ ٱبْتِدَاءِ ‹ٱلضِّيقِ› ٱلْمَذْكُورِ فِي مَتَّى ٢٤:٢٩، ٣٠ وَ ‹مَجِيءِ› ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ ‹فِي مَجْدِهِ›. . . . وَحِينَئِذٍ، بِٱقْتِرَابِ كَامِلِ ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ مِنْ نِهَايَتِهِ، سَيَعْقِدُ يَسُوعُ جَلْسَةً يُصْدِرُ فِيهَا ٱلْحُكْمَ وَيُنَفِّذُهُ».
٧ كَيْفَ بِتْنَا ٱلْيَوْمَ نَفْهَمُ مَثَلَ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ؟
٧ وَٱلْيَوْمَ، بِتْنَا نَفْهَمُ بِكُلِّ وُضُوحٍ مَثَلَ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ. فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَى هُوِيَّةِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِيهِ، يَسُوعُ هُوَ «ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ» أَوِ ٱلْمَلِكُ، وَٱلَّذِينَ دَعَاهُمْ «إِخْوَتِي» هُمُ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ. (رو ٨:١٦، ١٧) وَيُمَثِّلُ «ٱلْخِرَافُ» وَ «ٱلْجِدَاءُ» أَشْخَاصًا مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ، وَهُمْ لَيْسُوا مَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَمَاذَا عَنْ وَقْتِ ٱلدَّيْنُونَةِ؟ سَتُنَفَّذُ ٱلدَّيْنُونَةُ نَحْوَ ٱنْتِهَاءِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلَّذِي بَاتَ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ. وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي سَبَبِ ٱعْتِبَارِ ٱلنَّاسِ خِرَافًا أَوْ جِدَاءً؟ يَتَوَقَّفُ ٱلْأَمْرُ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُعَامِلُونَ بِهَا ٱلْبَقِيَّةَ مِنْ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلَّذِينَ مَا زَالُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَمَعَ ٱقْتِرَابِ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ، كَمْ نَشْكُرُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ أَلْقَى ٱلضَّوْءَ تَدْرِيجِيًّا عَلَى هٰذَا ٱلْمَثَلِ وَٱلْأَمْثَالِ ٱلْأُخْرَى ٱلْمُتَرَابِطَةِ ٱلَّتِي تَرِدُ فِي مَتَّى ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ٢٤ وَ ٢٥!
كَيْفَ يُشَدِّدُ هٰذَا ٱلْمَثَلُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ؟
٨، ٩ لِمَاذَا يُقَالُ إِنَّ ٱلْخِرَافَ هُمْ «أَبْرَارٌ»؟
٨ لَمْ يَذْكُرْ يَسُوعُ فِي مَثَلِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ بِطَرِيقَةٍ مُبَاشِرَةٍ. فَلِمَاذَا يُقَالُ إِنَّ هٰذَا ٱلْمَثَلَ يُشَدِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ؟
٩ أَوَّلًا، كَانَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ مُسْتَعِينًا بِمَثَلٍ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ لَا يَتَحَدَّثُ عَنْ فَرْزِ خِرَافٍ وَجِدَاءٍ حَرْفِيَّةٍ. وَلَا يَقْصِدُ كَذٰلِكَ أَنَّ كُلَّ مَنْ سَيُوجَدُ فِي ٱلدَّيْنُونَةِ مِنَ ٱلْخِرَافِ عَلَيْهِ حَرْفِيًّا أَنْ يُطْعِمَ وَاحِدًا مِنْ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ، وَيَكْسُوَهْ، وَيَعْتَنِيَ بِهِ، وَيَزُورَهُ فِي ٱلسِّجْنِ. بَلْ هُوَ يُشِيرُ إِلَى مَوْقِفِ ٱلْخِرَافِ ٱلْمَجَازِيِّينَ مِنْ إِخْوَتِهِ. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ ٱلْخِرَافَ «أَبْرَارٌ» لِأَنَّهُمْ يُدْرِكُونَ أَنَّ لِلْمَسِيحِ فَرِيقًا مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ مَا زَالُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَيَدْعَمُونَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِوَلَاءٍ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلصَّعْبَةِ. — مت ١٠:٤٠-٤٢؛ ٢٥:٤٠، ٤٦؛ ٢ تي ٣:١-٥.
١٠ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْخِرَافُ ٱللُّطْفَ نَحْوَ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ؟
١٠ ثَانِيًا، لِنُرَاجِعْ سِيَاقَ كَلَامِ يَسُوعَ. فَهُوَ كَانَ يُنَاقِشُ عَلَامَةَ حُضُورِهِ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ. (مت ٢٤:٣) وَفِي وَقْتٍ سَابِقٍ خِلَالَ حَدِيثِهِ، أَشَارَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْعَلَامَةَ تَتَضَمَّنُ وَجْهًا بَارِزًا: ‹اَلْكِرَازَةَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ›. (مت ٢٤:١٤) وَمُبَاشَرَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَدَّثَ عَنِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ، أَعْطَى مَثَلَ ٱلْوَزَنَاتِ. وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، قَدَّمَ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ لِيُشَدِّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ أَنْ يَنْهَمِكَ تَلَامِيذُهُ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ، أَيْ ‹إِخْوَتُهُ›، فِي ٱلْكِرَازَةِ بِكُلِّ غَيْرَةٍ. إِلَّا أَنَّ مُهِمَّةً ضَخْمَةً تَكْمُنُ أَمَامَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْقَلَائِلِ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ خِلَالَ حُضُورِ يَسُوعَ. فَعَلَيْهِمْ إِيصَالُ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى «جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ» قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ ٱلنِّهَايَةُ. وَيُظْهِرُ مَثَلُ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَنَالُونَ ٱلْمُسَاعَدَةَ. لِذٰلِكَ فَإِنَّ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ ٱلَّتِي يُظْهِرُ مِنْ خِلَالِهَا «ٱلْخِرَافُ» ٱللُّطْفَ لِإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ هِيَ دَعْمُهُمْ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ. وَلٰكِنْ مَاذَا يَشْمُلُ هٰذَا ٱلدَّعْمُ؟ هَلْ يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلدَّعْمِ ٱلْمَادِّيِّ وَٱلْمَعْنَوِيِّ أَمْ يَتَعَدَّاهُ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ذٰلِكَ؟
مَنْ يَلْزَمُ أَنْ يَقُومَ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟
١١ أَيُّ سُؤَالٍ قَدْ يَنْشَأُ، وَلِمَاذَا؟
١١ فِي أَيَّامِنَا، إِنَّ ٱلْغَالِبِيَّةَ ٱلْعُظْمَى مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ ٱلثَّمَانِيَةِ مَلَايِينَ لَيْسُوا مَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ. وَلَمْ يَنَالُوا ٱلْوَزَنَاتِ ٱلَّتِي سَلَّمَهَا يَسُوعُ لِعَبِيدِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. (مت ٢٥:١٤-١٨) مِنْ هُنَا يَنْشَأُ ٱلسُّؤَالُ: ‹أَحَقًّا يَشْمُلُ تَفْوِيضُ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُمْسَحُوا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟›. اَلْجَوَابُ هُوَ نَعَمْ. إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَسْبَابِ.
١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٨:١٩، ٢٠؟
١٢ أَوْصَى يَسُوعُ كُلَّ تَلَامِيذِهِ أَنْ يُبَشِّرُوا. بَعْدَ قِيَامَةِ يَسُوعَ، أَمَرَ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُتَلْمِذُوا ٱلنَّاسَ وَيُعَلِّمُوهُمْ «جَمِيعَ» مَا أَوْصَى بِهِ. وَعَمَلُ ٱلتَّبْشِيرِ هُوَ إِحْدَى هٰذِهِ ٱلْوَصَايَا. (اقرأ متى ٢٨:١٩، ٢٠.) لِذٰلِكَ يَجِبُ عَلَى كُلِّ تَلَامِيذِ يَسُوعَ أَنْ يَقُومُوا بِهٰذَا ٱلْعَمَلِ، سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُهُمْ أَنْ يَحْكُمُوا فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ يَعِيشُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ. — اع ١٠:٤٢.
١٣ مَاذَا تُظْهِرُ رُؤْيَا يُوحَنَّا، وَلِمَاذَا؟
١٣ يُظْهِرُ سِفْرُ ٱلرُّؤْيَا أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَآخَرِينَ أَيْضًا سَيَقُومُونَ بِعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ. أَعْطَى يَسُوعُ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا رُؤْيَا عَنِ «ٱلْعَرُوسِ»، أَيِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا، تَدْعُو ٱلْعَرُوسُ ٱلنَّاسَ أَنْ ‹يَأْخُذُوا مَاءَ ٱلْحَيَاةِ مَجَّانًا›. (رؤ ١٤:١، ٣؛ ٢٢:١٧) وَهٰذَا ٱلْمَاءُ ٱلرَّمْزِيُّ يُمَثِّلُ تَدَابِيرَ يَهْوَهَ لِشِفَاءِ ٱلْبَشَرِ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. (مت ٢٠:٢٨؛ يو ٣:١٦؛ ١ يو ٤:٩، ١٠) فَٱلْفِدْيَةُ هِيَ جُزْءٌ جَوْهَرِيٌّ مِنَ ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي نَكْرِزُ بِهَا، وَيَأْخُذُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْقِيَادَةَ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنْهَا وَيَسْتَفِيدُوا مِنْهَا. (١ كو ١:٢٣) لٰكِنَّ يُوحَنَّا شَاهَدَ فِي ٱلرُّؤْيَا آخَرِينَ لَيْسُوا مِنْ صَفِّ ٱلْعَرُوسِ. وَهٰؤُلَاءِ أَيْضًا يُطْلَبُ مِنْهُمْ أَنْ يَقُولُوا: «تَعَالَ!». فَيُطِيعُونَ وَيَدْعُونَ آخَرِينَ أَنْ يَأْخُذُوا مَاءَ ٱلْحَيَاةِ. وَهٰذَا ٱلْفَرِيقُ ٱلثَّانِي يُمَثِّلُ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. إِذًا، تُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا بِوُضُوحٍ أَنَّ كُلَّ مَنْ لَبَّى ٱلدَّعْوَةَ «تَعَالَ» تَقَعُ عَلَى عَاتِقِهِ مَسْؤُولِيَّةُ ٱلتَّبْشِيرِ.
١٤ مَاذَا تَشْمُلُ إِطَاعَةُ «شَرِيعَةِ ٱلْمَسِيحِ»؟
١٤ جَمِيعُ مَنْ هُمْ تَحْتَ «شَرِيعَةِ ٱلْمَسِيحِ» يَلْزَمُ أَنْ يُبَشِّرُوا. (غل ٦:٢) لَيْسَ لِيَهْوَهَ مَقَايِيسُ مُزْدَوِجَةٌ. مَثَلًا، قَالَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ تَكُونُ لِلْوَطَنِيِّ وَلِلْغَرِيبِ ٱلْمُتَغَرِّبِ بَيْنَكُمْ». (خر ١٢:٤٩؛ لا ٢٤:٢٢) صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَيْسُوا مُلْزَمِينَ بِشَرِيعَةِ مُوسَى، لٰكِنَّنَا جَمِيعًا تَحْتَ «شَرِيعَةِ ٱلْمَسِيحِ» سَوَاءٌ كُنَّا مَمْسُوحِينَ أَمْ لَا. وَتَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلشَّرِيعَةُ كُلَّ مَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ. وَمِنْ أَهَمِّ هٰذِهِ ٱلتَّعَالِيمِ هُوَ أَنْ يُعْرِبَ أَتْبَاعُهُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ. (يو ١٣:٣٥؛ يع ٢:٨) وَإِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ لِإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ وَٱلْقَرِيبِ هِيَ ٱلْكِرَازَةُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. — يو ١٥:١٠؛ اع ١:٨.
١٥ لِمَ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ وَصَايَا يَسُوعَ تَنْطَبِقُ عَلَى جَمِيعِ أَتْبَاعِهِ؟
١٥ كَلِمَاتُ يَسُوعَ ٱلْمُوَجَّهَةُ إِلَى فَرِيقٍ صَغِيرٍ تَنْطَبِقُ عَلَى فَرِيقٍ أَكْبَرَ. مَثَلًا، أَقَامَ يَسُوعُ عَهْدًا لِمَلَكُوتٍ مَعَ ١١ تِلْمِيذًا فَقَطْ، إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلْعَهْدَ يَنْطَبِقُ فِعْلِيًّا عَلَى كَافَّةِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤. (لو ٢٢:٢٩، ٣٠؛ رؤ ٥:١٠؛ ٧:٤-٨) بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، أَمَرَ يَسُوعُ بِٱلْكِرَازَةِ مُجَرَّدَ عَدَدٍ صَغِيرٍ نِسْبِيًّا مِنْ أَتْبَاعِهِ، أَيِ ٱلَّذِينَ ظَهَرَ لَهُمْ بَعْدَ قِيَامَتِهِ. (اع ١٠:٤٠-٤٢؛ ١ كو ١٥:٦) لٰكِنَّ جَمِيعَ تَلَامِيذِهِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَدْرَكُوا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ أَيْضًا، حَتَّى لَوْ لَمْ يَسْمَعُوا شَخْصِيًّا كَلِمَاتِ يَسُوعَ. (اع ٨:٤؛ ١ بط ١:٨) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، لَمْ يَتَحَدَّثْ يَسُوعُ شَخْصِيًّا إِلَى أَيٍّ مِنَ ٱلثَّمَانِيَةِ مَلَايِينِ مُنَادٍ بِٱلْمَلَكُوتِ. لٰكِنَّهُمْ يَعُونَ جَمِيعًا ٱلْتِزَامَهُمْ أَنْ يُمَارِسُوا ٱلْإِيمَانَ بِٱلْمَسِيحِ وَيُعَبِّرُوا عَنْ هٰذَا ٱلْإِيمَانِ مِنْ خِلَالِ عَمَلِ ٱلشَّهَادَةِ. — يع ٢:١٨.
اَلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنُعْرِبَ عَنِ ٱلْوَلَاءِ
١٦-١٨ كَيْفَ يَدْعَمُ «ٱلْخِرَافُ» إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ، وَلِمَ عَلَيْهِمْ فِعْلُ ذٰلِكَ ٱلْآنَ؟
١٦ يَشُنُّ ٱلشَّيْطَانُ حَرْبًا عَلَى إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَهُوَ سَيُصَعِّدُ هَجَمَاتِهِ لِأَنَّ ‹زَمَانَهُ ٱلْقَصِيرَ› يُشَارِفُ عَلَى نِهَايَتِهِ. (رؤ ١٢:٩، ١٢، ١٧) وَلٰكِنْ رَغْمَ أَقْسَى ٱلتَّجَارِبِ، يَأْخُذُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْقِيَادَةَ فِي أَعْظَمِ حَمْلَةٍ كِرَازِيَّةٍ شَهِدَهَا ٱلتَّارِيخُ. فَلَا شَكَّ أَنَّ يَسُوعَ مَعَهُمْ مُوَجِّهًا خُطُوَاتِهِمْ. — مت ٢٨:٢٠.
١٧ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يُعِزُّ ٱلْعَدَدُ ٱلْمُتَزَايِدُ مِنَ «ٱلْخِرَافِ» ٱمْتِيَازَ دَعْمِ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ لَيْسَ فَقَطْ بِٱلْكِرَازَةِ بَلْ بِطُرُقٍ عَمَلِيَّةٍ أُخْرَى. فَهُمْ مَثَلًا يُقَدِّمُونَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ وَيُسَاهِمُونَ فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ وَمَبَانِي ٱلْفُرُوعِ. كَمَا أَنَّهُمْ يُطِيعُونَ بِوَلَاءٍ ٱلرِّجَالَ ٱلْمُعَيَّنِينَ مِنْ قِبَلِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ» لِأَخْذِ ٱلْقِيَادَةِ. — مت ٢٤:٤٥-٤٧؛ عب ١٣:١٧.
١٨ وَعَمَّا قَرِيبٍ، سَيُطْلِقُ ٱلْمَلَائِكَةُ رِيَاحَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْمُدَمِّرَةَ، وَذٰلِكَ بَعْدَ أَنْ تَنَالَ ٱلْبَقِيَّةُ مِنْ إِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْخَتْمَ ٱلنِّهَائِيَّ. (رؤ ٧:١-٣) وَقَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ هَرْمَجِدُّونَ، سَيُؤْخَذُ ٱلْمَمْسُوحُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. (مت ١٣:٤١-٤٣) لِذٰلِكَ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِيَدْعَمَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ أَنْ يُعْتَبَرُوا مِنَ ٱلْخِرَافِ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ بِوَلَاءٍ.
a مِنْ أَجْلِ مُنَاقَشَةٍ مُفَصَّلَةٍ لِهٰذَا ٱلْمَثَلِ، ٱنْظُرِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ: «كَيْفَ سَتَقِفُونَ أَمَامَ كُرْسِيِّ ٱلْقَضَاءِ؟» وَ «أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ هُنَالِكَ لِلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ؟» فِي عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٩٥ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.