وَجَدُوا ٱلْمَسِيَّا
«وَجَدْنَا ٱلْمَسِيَّا». — يو ١:٤١.
١ مَا ٱلَّذِي حَدَا بِأَنْدَرَاوُسَ أَنْ يَقُولَ: «وَجَدْنَا ٱلْمَسِيَّا»؟
فِيمَا يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدُ وَاقِفٌ مَعَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ، يَرَى يَسُوعَ يَقْتَرِبُ مِنْهُمْ فَيَهْتِفُ: «هُوَذَا حَمَلُ ٱللّٰهِ!». وَفِي ٱلْحَالِ، يَتْبَعُ أَنْدَرَاوُسُ وَٱلتِّلْمِيذُ ٱلْآخَرُ يَسُوعَ وَيَقْضِيَانِ ٱلْيَوْمَ مَعَهُ. وَلَاحِقًا، يَجِدُ أَنْدَرَاوُسُ أَخَاهُ سِمْعَانَ بُطْرُسَ فَيَزُفُّ إِلَيْهِ ٱلْبُشْرَى ٱلسَّارَّةَ قَائِلًا: «وَجَدْنَا ٱلْمَسِيَّا»، وَيَجِيءُ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. — يو ١:٣٥-٤١.
٢ مَاذَا نَسْتَفِيدُ مِنْ تَفَحُّصِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ؟
٢ بِمُرُورِ ٱلْأَيَّامِ، تُتَاحُ لِأَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ وَآخَرِينَ فُرْصَةٌ وَافِيَةٌ لِتَفَحُّصِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، مَا يَدْفَعُهُمْ إِلَى ٱلْإِعْلَانِ بِٱلْفَمِ ٱلْمَلْآنِ أَنَّ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيَّ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودُ بِهِ. نَحْنُ أَيْضًا سَيَتَقَوَّى إِيمَانُنَا بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَبِمَسِيحِهِ فِيمَا نُتَابِعُ تَفَحُّصَ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ.
«هُوَذَا مَلِكُكِ آتٍ»
٣ أَيَّةُ نُبُوَّتَيْنِ تَمَّتَا بِدُخُولِ يَسُوعَ كَمَلِكٍ ظَافِرٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ؟
٣ يَدْخُلُ ٱلْمَسِيَّا كَمَلِكٍ ظَافِرٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ. ذَكَرَتْ نُبُوَّةُ زَكَرِيَّا: «اِفْرَحِي جِدًّا يَا ٱبْنَةَ صِهْيَوْنَ. وَٱهْتِفِي هُتَافَ ٱلنَّصْرِ يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ بَارٌّ مُخَلَّصٌ، مُتَوَاضِعٌ وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ، عَلَى حِمَارٍ ٱبْنِ أَتَانٍ». (زك ٩:٩) وَكَتَبَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ: «مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ». (مز ١١٨:٢٦) طَبْعًا، لَمْ يَكُنْ بِٱسْتِطَاعَةِ يَسُوعَ أَنْ يَتَحَكَّمَ فِي تَصَرُّفَاتِ ٱلْجَمْعِ. فَقَدْ كَانَ رَدُّ فِعْلِهِمْ عَفْوِيًّا إِذْ هَتَفُوا بِفَرَحٍ غَامِرٍ، وَبِذلِكَ تَمَّمُوا ٱلنُّبُوَّتَيْنِ فِي زَكَرِيَّا وَٱلْمَزَامِيرِ. وَٱلْآنَ، فِيمَا تَقْرَأُ ٱلرِّوَايَةَ، تَصَوَّرِ ٱلْمَشْهَدَ وَٱسْمَعْ أَصْوَاتَهُمُ ٱلْمُهَلِّلَةَ. — اِقْرَأْ متى ٢١:٤-٩.
٤ أَوْضِحُوا مَاذَا حَدَثَ إِتْمَامًا لِلْمَزْمُورِ ١١٨:٢٢، ٢٣.
٤ كَثِيرُونَ يَرْفُضُونَ يَسُوعَ رَغْمَ ٱلْأَدِلَّةِ ٱلَّتِي تُبَرْهِنُ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا؛ أَمَّا ٱللّٰهُ فَيُكِنُّ لَهُ كُلَّ ٱلتَّقْدِيرِ. كَمَا أُنْبِئَ، كَانَ يَسُوعُ ‹مُحْتَقَرًا وَمَرْذُولًا› مِنَ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا أَنْ يُصَدِّقُوا ٱلْبَرَاهِينَ. (اش ٥٣:٣؛ مر ٩:١٢) لكِنَّ ٱللّٰهَ أَوْحَى إِلَى صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ أَنْ يَكْتُبَ: «اَلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ. مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ كَانَ هٰذَا». (مز ١١٨:٢٢، ٢٣) وَقَدِ ٱقْتَبَسَ يَسُوعُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ مَعَ مُقَاوِمِيهِ ٱلدِّينِيِّينَ. كَمَا أَكَّدَ بُطْرُسُ أَنَّهَا تَمَّتْ فِي ٱلْمَسِيحِ. (مر ١٢:١٠، ١١؛ اع ٤:٨-١١) فَيَسُوعُ صَارَ «حَجَرَ زَاوِيَةٍ أَسَاسِيًّا» لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَ ‹مُخْتَارًا كَرِيمًا عِنْدَ ٱللّٰهِ› رَغْمَ أَنَّ عَدِيمِي ٱلْإِيمَانِ رَفَضُوهُ. — ١ بط ٢:٤-٦.
تَسْلِيمُهُ وَتَرْكُهُ
٥، ٦ مَاذَا تَقُولُ ٱلنُّبُوَّةُ عَنْ تَسْلِيمِ ٱلْمَسِيَّا، وَكَيْفَ تَمَّتْ؟
٥ صَاحِبٌ خَائِنٌ يُسَلِّمُ ٱلْمَسِيَّا. أَنْبَأَ دَاوُدُ: «اَلرَّجُلُ ٱلْمُسَالِمُ لِي، ٱلَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، عَظَّمَ عَلَيَّ عَقِبَهُ». (مز ٤١:٩) فِي ٱلْمَاضِي، كَانَ تَنَاوُلُ ٱلْمَرْءِ ٱلطَّعَامَ مَعَ شَخْصٍ آخَرَ دَلِيلًا عَلَى ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَهُمَا. (تك ٣١:٥٤) لِذلِكَ فَإِنَّ تَسْلِيمَ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ لِيَسُوعَ هُوَ خِيَانَةٌ مِنْ أَسْوَإِ نَوْعٍ. وَقَدْ لَفَتَ يَسُوعُ ٱنْتِبَاهَ رُسُلِهِ إِلَى إِتْمَامِ كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلنَّبَوِيَّةِ حِينَ أَشَارَ إِلَى مُسَلِّمِهِ قَائِلًا لَهُمْ: «لَسْتُ أَتَكَلَّمُ عَنْ جَمِيعِكُمْ. أَنَا أَعْرِفُ ٱلَّذِينَ ٱخْتَرْتُهُمْ. وَلٰكِنْ لِتَتِمَّ ٱلْآيَةُ: ‹اَلَّذِي كَانَ يَأْكُلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ›». — يو ١٣:١٨.
٦ يَأْخُذُ مُسَلِّمُ ٱلْمَسِيَّا ٣٠ قِطْعَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ — ثَمَنَ عَبْدٍ. أَظْهَرَ مَتَّى مُقْتَبِسًا مِنْ زَكَرِيَّا ١١:١٢، ١٣ أَنَّ يَسُوعَ يُسَلَّمُ لِقَاءَ هذَا ٱلْمَبْلَغِ ٱلزَّهِيدِ. وَلكِنْ لِمَاذَا قَالَ مَتَّى إِنَّ هذَا مَا أَنْبَأَ بِهِ «إِرْمِيَا ٱلنَّبِيُّ»؟ فِي أَيَّامِ مَتَّى، رُبَّمَا كَانَ سِفْرُ إِرْمِيَا يَتَصَدَّرُ مَجْمُوعَةً مِنْ أَسْفَارِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُ سِفْرَ زَكَرِيَّا. (قَارِنْ لوقا ٢٤:٤٤.) وَمَاذَا فَعَلَ يَهُوذَا بِهذَا ٱلْمَالِ ٱلْحَرَامِ؟ لَمْ يُنْفِقْهُ بَلْ أَلْقَاهُ فِي ٱلْهَيْكَلِ ثُمَّ ذَهَبَ وَٱنْتَحَرَ. — مت ٢٦:١٤-١٦؛ ٢٧:٣-١٠.
٧ كَيْفَ تَمَّتْ زَكَرِيَّا ١٣:٧؟
٧ تَلَامِيذُ ٱلْمَسِيَّا يَتَبَدَّدُونَ. كَتَبَ زَكَرِيَّا: «اِضْرِبِ ٱلرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدَ ٱلرَّعِيَّةُ». (زك ١٣:٧) وَفِي ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ بم، قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «كُلُّكُمْ سَتَعْثُرُونَ بِمَا يُصِيبُنِي فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: ‹أَضْرِبُ ٱلرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ ٱلرَّعِيَّةِ›». وَهذَا بِٱلضَّبْطِ مَا حَدَثَ. فَقَدْ أَخْبَرَ مَتَّى: «تَرَكَهُ ٱلتَّلَامِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا». — مت ٢٦:٣١، ٥٦.
اِتِّهَامُهُ وَضَرْبُهُ
٨ أَيُّ إِتْمَامٍ شَهِدَتْهُ إِشَعْيَا ٥٣:٨؟
٨ يُحَاكَمُ ٱلْمَسِيَّا وَيُدَانُ. (اِقْرَأْ اشعيا ٥٣:٨.) فَجْرَ ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ، ٱجْتَمَعَ كُلُّ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ، قَيَّدُوا يَسُوعَ، وَسَلَّمُوهُ إِلَى ٱلْحَاكِمِ ٱلرُّومَانِيِّ بُنْطِيُوسَ بِيلَاطُسَ. فَٱسْتَجْوَبَ بِيلَاطُسُ يَسُوعَ وَلَمْ يَجِدْهُ مُذْنِبًا. وَلكِنْ حِينَ عَرَضَ عَلَى ٱلْجَمْعِ أَنْ يُطْلِقَهُ، صَرَخُوا: «عَلِّقْهُ عَلَى خَشَبَةٍ!» وَطَلَبُوا إِخْلَاءَ سَبِيلِ ٱلْمُجْرِمِ بَارَابَاسَ. وَرَغْبَةً مِنْهُ فِي إِرْضَاءِ ٱلْجَمْعِ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، جَلَدَ يَسُوعَ بِٱلسَّوْطِ، وَسَلَّمَهُ لِيُعَلَّقَ عَلَى خَشَبَةٍ. — مر ١٥:١-١٥.
٩ مَاذَا حَدَثَ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ إِتْمَامًا لِلنُّبُوَّةِ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٣٥:١١؟
٩ شُهُودُ زُورٍ يَشْهَدُونَ ضِدَّ ٱلْمَسِيَّا. قَالَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ: «شُهُودُ عُنْفٍ يَقُومُونَ، وَعَمَّا لَمْ أَعْلَمْ يَسْأَلُونَنِي». (مز ٣٥:١١) وَإِتْمَامًا لِلنُّبُوَّةِ، فَتَّشَ «كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَكُلُّ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ . . . عَنْ شَهَادَةِ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِيُمِيتُوهُ». (مت ٢٦:٥٩) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ‹شَهِدَ كَثِيرُونَ عَلَيْهِ زُورًا، إِلَّا أَنَّ شَهَادَاتِهِمْ لَمْ تَتَّفِقْ›. (مر ١٤:٥٦) فَأَعْدَاؤُهُ ٱلْأَلِدَّاءُ لَمْ يَهْتَمُّوا إِذَا كَانَتِ ٱلشَّهَادَاتُ كَاذِبَةً أَوْ لَا؛ فَكُلُّ هَمِّهِمْ كَانَ ٱلْقَضَاءَ عَلَيْهِ.
١٠ أَوْضِحُوا كَيْفَ ٱنْطَبَقَتْ إِشَعْيَا ٥٣:٧.
١٠ لَا يَنْبِسُ ٱلْمَسِيَّا بِكَلِمَةٍ أَمَامَ مُتَّهِمِيهِ. أَنْبَأَ إِشَعْيَا: «كَانَ مَكْرُوبًا وَتَذَلَّلَ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. أُتِيَ بِهِ كَشَاةٍ إِلَى ٱلذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَزَّازِيهَا، وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ». (اش ٥٣:٧) وَهذَا مَا ٱنْطَبَقَ عَلَى يَسُوعَ. فَفِيمَا «كَانَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخُ يَتَّهِمُونَهُ، لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ». وَحِينَ سَأَلَهُ بِيلَاطُسُ: «أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟»، «لَمْ يُجِبْهُ وَلَا بِكَلِمَةٍ، حَتَّى تَعَجَّبَ ٱلْحَاكِمُ كَثِيرًا». (مت ٢٧:١٢-١٤) فَيَسُوعُ لَمْ يَرُدَّ ٱلشَّتْمَ بِٱلشَّتْمِ. — رو ١٢:١٧-٢١؛ ١ بط ٢:٢٣.
١١ مَاذَا حَدَثَ إِتْمَامًا لِإِشَعْيَا ٥٠:٦ وَمِيخَا ٥:١؟
١١ اَلْمَسِيَّا يَتَعَرَّضُ لِلضَّرْبِ. فَقَدْ كَتَبَ إِشَعْيَا: «أَسْلَمْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدِّي لِنَاتِفِي ٱللِّحَى. وَلَمْ أَسْتُرْ وَجْهِي عَنِ ٱلذُّلِّ وَٱلْبَصْقِ». (اش ٥٠:٦) كَمَا أَنْبَأَ مِيخَا: «بِٱلْعَصَا يَضْرِبُونَ قَاضِيَ إِسْرَائِيلَ عَلَى خَدِّهِ». (مي ٥:١) تَأْكِيدًا لِإِتْمَامِ هَاتَيْنِ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ، قَالَ كَاتِبُ ٱلْإِنْجِيلِ مَرْقُسُ عَنْ يَسُوعَ: «أَخَذَ بَعْضُهُمْ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيُغَطُّونَ كُلَّ وَجْهِهِ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: ‹تَنَبَّأْ!›. وَلَطَمَهُ مَأْمُورُو ٱلْمَحْكَمَةِ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أَخَذُوهُ». وَأَضَافَ أَنَّ ٱلْجُنُودَ رَاحُوا «يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيَسْجُدُونَ لَهُ [ٱسْتِهْزَاءً بِهِ] جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ». (مر ١٤:٦٥؛ ١٥:١٩) وَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَتَصَرَّفْ بِطَرِيقَةٍ ٱسْتِفْزَازِيَّةٍ لِيَلْقَى هذِهِ ٱلْمُعَامَلَةَ ٱلسَّيِّئَةَ.
أَمِينٌ حَتَّى ٱلْمَوْتِ
١٢ كَيْفَ ٱنْطَبَقَ ٱلْمَزْمُورُ ٢٢:١٦ وَإِشَعْيَا ٥٣:١٢ عَلَى يَسُوعَ؟
١٢ اَلْإِنْبَاءُ بِتَفَاصِيلَ عَنْ إِعْدَامِ ٱلْمَسِيَّا. فَقَدْ قَالَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ: «جَمَاعَةُ فَاعِلِي ٱلسُّوءِ طَوَّقَتْنِي. كَأَسَدٍ هُمْ عِنْدَ يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ». (مز ٢٢:١٦) يَذْكُرُ مَرْقُسُ مُخْبِرًا عَنْ حَادِثَةٍ مَعْرُوفَةٍ لَدَى قُرَّاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «كَانَتِ ٱلسَّاعَةُ ٱلثَّالِثَةُ [نَحْوَ ٱلتَّاسِعَةِ صَبَاحًا]، فَعَلَّقُوهُ [يَسُوعَ] عَلَى ٱلْخَشَبَةِ». (مر ١٥:٢٥) وَأُنْبِئَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَسِيَّا سَيُحْصَى مَعَ أَثَمَةٍ. فَقَدْ كَتَبَ إِشَعْيَا: «سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ، وَأُحْصِيَ مَعَ ٱلْمُتَعَدِّينَ». (اش ٥٣:١٢) وَفِعْلًا، «عُلِّقَ مَعَهُ [يَسُوعَ] عَلَى خَشَبَةٍ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِهِ وَوَاحِدٌ عَنْ يَسَارِهِ». — مت ٢٧:٣٨.
١٣ كَيْفَ تَمَّمَ يَسُوعُ ٱلْمَزْمُورَ ٢٢:٧، ٨؟
١٣ أَنْبَأَ دَاوُدُ بِأَنَّ ٱلْمَسِيَّا يُشْتَمُ. (اِقْرَأْ مزمور ٢٢:٧، ٨.) لَقَدْ شُتِمَ يَسُوعُ وَهُوَ مُعَلَّقٌ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ. فَمَتَّى يُخْبِرُ: «اِبْتَدَأَ ٱلْمَارَّةُ يُوَجِّهُونَ إِلَيْهِ كَلَامًا مُهِينًا وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ: ‹يَا نَاقِضَ ٱلْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللّٰهِ فَٱنْزِلْ عَنْ خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ!›». عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، رَاحَ كِبَارُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ وَٱلشُّيُوخُ يَهْزَأُونَ بِهِ وَيَقُولُونَ: «خَلَّصَ آخَرِينَ، وَنَفْسُهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا! إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ. لِيَنْزِلِ ٱلْآنَ عَنْ خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ فَنُؤْمِنَ بِهِ. قَدِ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللّٰهِ، فَلْيُنَجِّهِ ٱلْآنَ إِنْ كَانَ رَاضِيًا عَنْهُ، لِأَنَّهُ قَالَ: ‹أَنَا ٱبْنُ ٱللّٰهِ›». (مت ٢٧:٣٩-٤٣) لكِنَّ يَسُوعَ ٱحْتَمَلَ ذلِكَ بِكُلِّ وَقَارٍ. فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ رَائِعٍ لَنَا!
١٤، ١٥ أَظْهِرُوا كَيْفَ تَمَّتِ ٱلنُّبُوَّتَانِ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٢٢:١٨ وَ ٦٩:٢١.
١٤ تُلْقَى قُرْعَةٌ عَلَى لِبَاسِ ٱلْمَسِيَّا. كَتَبَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «يَتَقَاسَمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يُلْقُونَ قُرْعَةً». (مز ٢٢:١٨) وَهذَا مَا حَصَلَ. فَٱلرِّوَايَةُ تُخْبِرُنَا: «لَمَّا عَلَّقَ [ٱلْجُنُودُ ٱلرُّومَانُ يَسُوعَ] عَلَى ٱلْخَشَبَةِ، ٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ ٱلْخَارِجِيَّةَ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا». — مت ٢٧:٣٥؛ اِقْرَأْ يوحنا ١٩:٢٣، ٢٤.
١٥ يُعْطَى ٱلْمَسِيَّا خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمَرَارَةٍ. فَقَدْ قَالَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ: «أَعْطَوْنِي نَبْتَ سُمٍّ طَعَامًا، وَفِي عَطَشِي حَاوَلُوا أَنْ يَسْقُونِي خَلًّا». (مز ٦٩:٢١) يُخْبِرُنَا مَتَّى: «أَعْطَوْهُ [يَسُوعَ] خَمْرًا مَمْزُوجَةً بِمَرَارَةٍ لِيَشْرَبَ. فَذَاقَهَا وَأَبَى أَنْ يَشْرَبَ». وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، «رَكَضَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَأَخَذَ إِسْفَنْجَةً وَأَشْبَعَهَا بِخَمْرٍ حَامِضَةٍ، وَوَضَعَهَا عَلَى قَصَبَةٍ لِيَسْقِيَهُ». — مت ٢٧:٣٤، ٤٨.
١٦ أَوْضِحُوا كَيْفَ تَمَّتِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٢٢:١.
١٦ يَبْدُو وَكَأَنَّ ٱللّٰهَ تَخَلَّى عَنِ ٱلْمَسِيَّا. (اِقْرَأْ مزمور ٢٢:١.) وَفْقًا لِلنُّبُوَّةِ، «فِي ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ [نَحْوَ ٱلثَّالِثَةِ بَعْدَ ٱلظُّهْرِ] صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَالٍ: ‹إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟›، ٱلَّذِي يَعْنِي عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ: ‹إِلٰهِي، إِلٰهِي، لِمَاذَا تَخَلَّيْتَ عَنِّي؟›». (مر ١٥:٣٤) لَا يَعْنِي ذلِكَ أَنَّ يَسُوعَ فَقَدَ إِيمَانَهُ بِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَتْرُكُهُ لِأَعْدَائِهِ، أَيْ سَيَرْفَعُ حِمَايَتَهُ عَنْهُ، لِكَيْ تُمْتَحَنَ ٱسْتِقَامَتُهُ كَامِلًا. وَبِصُرَاخِهِ هذَا تَمَّمَ ٱلْمَزْمُورَ ٢٢:١.
١٧ كَيْفَ تَمَّتْ زَكَرِيَّا ١٢:١٠ وَمَزْمُورُ ٣٤:٢٠؟
١٧ يُطْعَنُ ٱلْمَسِيَّا، وَلكِنْ لَا يُكْسَرُ لَهُ عَظْمٌ. تَقُولُ ٱلنُّبُوَّةُ إِنَّ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ «يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلَّذِي طَعَنُوهُ». (زك ١٢:١٠) كَمَا يَذْكُرُ ٱلْمَزْمُورُ ٣٤:٢٠: «يَحْفَظُ [ٱللّٰهُ] جَمِيعَ عِظَامِهِ، وَاحِدٌ مِنْهَا لَا يَنْكَسِرُ». وَتَأْكِيدًا لِٱنْطِبَاقِ هَاتَيْنِ ٱلنُّبُوَّتَيْنِ، كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا «أَنَّ وَاحِدًا مِنَ ٱلْجُنُودِ شَكَّ جَنْبَهُ [يَسُوعَ] بِرُمْحٍ، فَخَرَجَ فِي ٱلْحَالِ دَمٌ وَمَاءٌ. وَٱلَّذِي رَأَى [يُوحَنَّا] شَهِدَ، وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ، . . . وَقَدْ حَدَثَ هٰذَا لِتَتِمَّ ٱلْآيَةُ: ‹لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْمٌ›. وَأَيْضًا تَقُولُ آيَةٌ أُخْرَى: ‹سَيَنْظُرُونَ إِلَى ٱلَّذِي طَعَنُوهُ›». — يو ١٩:٣٣-٣٧.
١٨ كَيْفَ حَدَثَ أَنْ دُفِنَ يَسُوعُ مَعَ ٱلْأَغْنِيَاءِ؟
١٨ يُدْفَنُ ٱلْمَسِيَّا مَعَ ٱلْأَغْنِيَاءِ. (اِقْرَأْ اشعيا ٥٣:٥، ٨، ٩.) فِي وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ مِنْ بَعْدِ ظُهْرِ ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ، «جَاءَ رَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ ٱلرَّامَةِ، ٱسْمُهُ يُوسُفُ» إِلَى بِيلَاطُسَ وَطَلَبَ مِنْهُ جَسَدَ يَسُوعَ، فَوَافَقَ أَنْ يُسَلَّمَ إِلَيْهِ. وَتُضِيفُ رِوَايَةُ مَتَّى: «أَخَذَ يُوسُفُ ٱلْجَسَدَ وَلَفَّهُ فِي كَتَّانٍ جَيِّدٍ نَقِيٍّ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ ٱلتَّذْكَارِيِّ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ نَقَرَهُ فِي ٱلصَّخْرِ. وَدَحْرَجَ حَجَرًا كَبِيرًا عَلَى بَابِ ٱلْقَبْرِ، ثُمَّ مَضَى». — مت ٢٧:٥٧-٦٠.
لِنُرَحِّبْ بِٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ
١٩ مَاذَا جَرَى ٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُورِ ١٦:١٠ ٱلنَّبَوِيَّةِ؟
١٩ يُقَامُ ٱلْمَسِيَّا مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ. كَتَبَ دَاوُدُ: «لَنْ تَتْرُكَ [يَا يَهْوَهُ] نَفْسِي فِي شِيُولَ». (مز ١٦:١٠) فِي ١٦ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ، أَتَتْ بَعْضُ ٱلنِّسَاءِ إِلَى ٱلْقَبْرِ حَيْثُ وُضِعَ جَسَدُ يَسُوعَ. وَكَمْ دُهِشْنَ حِينَ قَالَ لَهُنَّ مَلَاكٌ مُتَجَسِّدٌ: «لَا تَنْذَهِلْنَ. أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيَّ ٱلَّذِي عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ. لَقَدْ أُقِيمَ، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا. هَا هُوَ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ»! (مر ١٦:٦) وَفِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، أَعْلَنَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ لِلْجَمْعِ ٱلْحَاضِرِينَ فِي أُورُشَلِيمَ: «سَبَقَ [دَاوُدُ] فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ ٱلْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَنْ يُتَخَلَّى عَنْهُ فِي هَادِسَ وَلَنْ يَرَى جَسَدُهُ فَسَادًا». (اع ٢:٢٩-٣١) فَٱللّٰهُ لَمْ يَسْمَحْ بِأَنْ يَتَحَلَّلَ جَسَدُ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ. كَمَا أَقَامَهُ بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ إِلَى حَيَاةٍ رُوحَانِيَّةٍ. — ١ بط ٣:١٨.
٢٠ مَاذَا تَقُولُ ٱلنُّبُوَّاتُ عَنْ حُكْمِ ٱلْمَسِيَّا؟
٢٠ يُعْلِنُ ٱللّٰهُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُهُ. (اِقْرَأْ مزمور ٢:٧؛ متى ٣:١٧.) وَتَمَامًا كَمَا رَحَّبَتِ ٱلْجُمُوعُ بِيَسُوعَ وَمَلَكُوتِهِ ٱلْقَادِمِ، نَحْنُ نُسَرُّ بِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ وَعَنْ حُكْمِهِ ٱلْمُبَارَكِ. (مر ١١:٧-١٠) فَقَرِيبًا، سَيَقْضِي ٱلْمَسِيحُ عَلَى أَعْدَائِهِ عِنْدَمَا ‹يَرْكَبُ مِنْ أَجْلِ ٱلْحَقِّ وَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْبِرِّ›. (مز ٢:٨، ٩؛ ٤٥:١-٦) وَفِي ظِلِّ حُكْمِهِ، سَيَنْعَمُ ٱلنَّاسُ بِٱلسَّلَامِ وَٱلِٱزْدِهَارِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. (مز ٧٢:١، ٣، ١٢، ١٦؛ اش ٩:٦، ٧) فَمَا أَعْظَمَ ٱمْتِيَازَنَا نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَهَ أَنْ نُعْلِنَ هذِهِ ٱلْحَقَائِقَ عَنْ يَسُوعَ ٱلَّذِي يَحْكُمُ ٱلْآنَ فِي ٱلسَّمَاءِ كَمَلِكٍ مَسِيَّانِيٍّ!
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• كَيْفَ جَرَى تَسْلِيمُ يَسُوعَ وَتَرْكُهُ؟
• مَا هِيَ بَعْضُ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي أُنْبِئَ بِهَا عَنْ إِعْدَامِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ؟
• لِمَ أَنْتُمْ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودُ بِهِ؟
[الصورة في الصفحة ١٣]
أَيَّةُ نُبُوَّتَيْنِ تَمَّمَهُمَا دُخُولُ يَسُوعَ كَمَلِكٍ ظَافِرٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ؟
[الصورتان في الصفحة ١٥]
مَاتَ يَسُوعُ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا، لكِنَّهُ يَحْكُمُ ٱلْآنَ كَمَلِكٍ مَسِيَّانِيٍّ