هَلْ ‹تَفْهَمُ مَعْنَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ›؟
«فَتَّحَ أَذْهَانَهُمْ لِيَفْهَمُوا مَعْنَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». — لو ٢٤:٤٥.
١، ٢ كَيْفَ قَوَّى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي أُقِيمَ فِيهِ؟
في ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي أُقِيمَ فِيهِ يَسُوعُ، كَانَ ٱثْنَانِ مِنْ تَلَامِيذِهِ مُسَافِرَيْنِ إِلَى قَرْيَةٍ تَبْعُدُ عَنْ أُورُشَلِيمَ حَوَالَيْ ١١ كلم. وَإِذْ لَمْ يَعْلَمَا أَنَّ يَسُوعَ أُقِيمَ مِنَ ٱلْمَوْتِ، كَانَا حَزِينَيْنِ لِلْغَايَةِ بِسَبَبِ مَا جَرَى لِمُعَلِّمِهِمَا. فَجْأَةً، ظَهَرَ يَسُوعُ وَرَاحَ يَمْشِي مَعَهُمَا، ثُمَّ «فَسَّرَ لَهُمَا، مُبْتَدِئًا مِنْ مُوسَى وَكُلِّ ٱلْأَنْبِيَاءِ، مَا يَخْتَصُّ بِهِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ كُلِّهَا». (لو ٢٤:١٣-١٥، ٢٧) فَتَعَزَّيَا وَٱتَّقَدَتْ قُلُوبُهُمَا لِأَنَّهُ كَانَ «يَشْرَحُ» لَهُمَا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ. — لو ٢٤:٣٢.
٢ وَفِي تِلْكَ ٱلْأُمْسِيَةِ عَيْنِهَا، رَجَعَ ٱلتِّلْمِيذَانِ إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَوَجَدَا ٱلرُّسُلَ وَرَوَيَا لَهُمْ مَا حَصَلَ مَعَهُمَا. وَإِذَا بِيَسُوعَ يَظْهَرُ لَهُمْ جَمِيعًا. فَٱرْتَعَبُوا وَبَدَأَتِ ٱلشُّكُوكُ تُسَاوِرُ قُلُوبَهُمْ. فَكَيْفَ قَوَّاهُمْ يَسُوعُ؟ تَذْكُرُ ٱلرِّوَايَةُ: «فَتَّحَ أَذْهَانَهُمْ لِيَفْهَمُوا مَعْنَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». — لو ٢٤:٤٥.
٣ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ قَدْ نُوَاجِهُهَا فِي خِدْمَتِنَا، وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى فَرَحِنَا؟
٣ عَلَى غِرَارِ تَلَامِيذِ يَسُوعَ، رُبَّمَا نَشْعُرُ أَحْيَانًا بِٱلْحُزْنِ ٱلْعَمِيقِ. فَمَعَ أَنَّنَا مَشْغُولُونَ بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ، قَدْ نَتَثَبَّطُ لِأَنَّنَا لَا نَرَى ثَمَرَةَ جُهُودِنَا. (١ كو ١٥:٥٨) أَوْ رُبَّمَا يَبْدُو لَنَا أَنَّ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمْ يَتَقَدَّمُونَ تَقَدُّمًا بَطِيئًا. حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ يُدِيرُونَ ظَهْرَهُمْ لِيَهْوَهَ. فَكَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى فَرَحِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ إِنَّ فَهْمَنَا ٱلتَّامَّ لِمَعْنَى أَمْثَالِ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ سَيُسَاعِدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثَةٍ مِنْهَا وَنَرَ أَيَّةُ دُرُوسٍ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَهَا.
اَلزَّارِعُ ٱلَّذِي يَنَامُ
٤ مَاذَا يَعْنِي مَثَلُ ٱلزَّارِعِ ٱلَّذِي يَنَامُ؟
٤ اقرأ مرقس ٤:٢٦-٢٩. مَاذَا يَعْنِي مَثَلُ ٱلزَّارِعِ ٱلَّذِي يَنَامُ؟ يُمَثِّلُ ٱلزَّارِعُ فِي ٱلْمَثَلِ كُلَّ مُنَادٍ بِٱلْمَلَكُوتِ. أَمَّا ٱلْبِذَارُ فَهُوَ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي نَكْرِزُ بِهَا لِذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ. وَٱلْعِبَارَةُ «يَنَامُ لَيْلًا وَيَقُومُ نَهَارًا» تُصَوِّرُ رُوتِينَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَادِيَّ. فَعَمَلِيَّةُ ٱلنُّمُوِّ لَا تَجْرِي بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا، بَلْ تَسْتَغْرِقُ فَتْرَةً مِنَ ٱلزَّمَنِ مِنْ لَحْظَةِ ٱلزَّرْعِ إِلَى وَقْتِ ٱلْحَصَادِ. وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ، ‹يُفْرِخُ ٱلْبِذَارُ وَيَعْلُو›. وَكَمَا أَنَّ ٱلنُّمُوَّ يَحْصُلُ «مِنْ ذَاتِهِ» تَدْرِيجِيًّا وَعَلَى مَرَاحِلَ، يَحْدُثُ ٱلنُّمُوُّ ٱلرُّوحِيُّ تَدْرِيجِيًّا وَعَلَى مَرَاحِلَ. فَعِنْدَمَا يُحْرِزُ ٱلشَّخْصُ تَقَدُّمًا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ يَنْدَفِعُ إِلَى خِدْمَةِ ٱللّٰهِ، يَحْمِلُ ثَمَرًا بِمَعْنَى أَنَّهُ يَنْذُرُ حَيَاتَهُ لِيَهْوَهَ وَيَعْتَمِدُ.
٥ لِمَ أَعْطَى يَسُوعُ مَثَلَ ٱلزَّارِعِ ٱلَّذِي يَنَامُ؟
٥ لِمَ أَعْطَى يَسُوعُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ؟ يُسَاعِدُنَا يَسُوعُ بِوَاسِطَةِ هٰذَا ٱلْمَثَلِ أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ يُنْمِي ٱلْحَقَّ فِي ٱلَّذِينَ «قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». (اع ١٣:٤٨؛ ١ كو ٣:٧) فَصَحِيحٌ أَنَّنَا نَغْرِسُ وَنَسْقِي، لٰكِنَّنَا لَا نَتَحَكَّمُ بِٱلنُّمُوِّ. فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَرِّعَ ٱلنُّمُوَّ أَوْ نَفْرِضَهُ فَرْضًا. وَتَمَامًا مِثْلَ ٱلزَّارِعِ فِي ٱلْمَثَلِ، نَحْنُ لَا نَعْرِفُ كَيْفَ تَجْرِي عَمَلِيَّةُ ٱلنُّمُوِّ. فَغَالِبًا مَا لَا نُلَاحِظُهَا فِيمَا نُمَارِسُ نَشَاطَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةَ. إِلَّا أَنَّ بِذَارَ ٱلْمَلَكُوتِ قَدْ يُثْمِرُ مَعَ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ، فَيَنْضَمُّ إِلَيْنَا ٱلتِّلْمِيذُ ٱلْجَدِيدُ فِي عَمَلِ ٱلْحَصَادِ وَنَسْتَفِيدُ مِنْ دَعْمِهِ. — يو ٤:٣٦-٣٨.
٦ بِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَعْتَرِفَ؟
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَثَلِ؟ أَوَّلًا، عَلَيْنَا ٱلِٱعْتِرَافُ أَنَّ تَقَدُّمَ تِلْمِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ رُوحِيًّا لَيْسَ فِي يَدِنَا. وَتَوَاضُعُنَا يَمْنَعُنَا مِنَ ٱلضَّغْطِ عَلَيْهِ أَوْ دَفْعِهِ إِلَى ٱتِّخَاذِ خُطْوَةِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ. طَبْعًا، نَحْنُ نَبْذُلُ مَا فِي وِسْعِنَا لِنَدْعَمَ ٱلشَّخْصَ، وَلٰكِنَّنَا نَعْتَرِفُ بِتَوَاضُعٍ أَنَّ قَرَارَ ٱلِٱنْتِذَارِ يَعُودُ إِلَيْهِ هُوَ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ. فَيَجِبُ أَنْ يَنْبَعَ ٱلِٱنْتِذَارُ مِنْ قَلْبٍ رَاغِبٍ تَدْفَعُهُ ٱلْمَحَبَّةُ لِلّٰهِ، وَإِلَّا فَلَنْ يَكُونَ مَقْبُولًا فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. — مز ٥١:١٢؛ ٥٤:٦؛ ١١٠:٣.
٧، ٨ (أ) أَيُّ دَرْسَيْنِ إِضَافِيَّيْنِ نَتَعَلَّمُهُمَا مِنْ مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلزَّارِعِ ٱلَّذِي يَنَامُ؟ اِرْوِ ٱخْتِبَارًا. (ب) مَاذَا يُعَلِّمُنَا ذٰلِكَ عَنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ؟
٧ ثَانِيًا، يُسَاعِدُنَا فَهْمُ ٱلْمَغْزَى مِنْ هٰذَا ٱلْمَثَلِ أَلَّا نَتَثَبَّطَ إِذَا لَمْ نَرَ فَوْرًا نَتَائِجَ عَمَلِنَا. فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلصَّبْرِ. (يع ٥:٧، ٨) حَتَّى لَوْ لَمْ يُنْتِجِ ٱلْبِذَارُ ثَمَرًا، لَا يَدُلُّ ذٰلِكَ عَلَى عَدَمِ أَمَانَتِنَا، مَا دُمْنَا قَدْ بَذَلْنَا قُصَارَى جُهْدِنَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلتِّلْمِيذِ. فَيَهْوَهُ لَا يُنْمِي بِذَارَ ٱلْحَقِّ إِلَّا فِي قُلُوبِ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ ٱلْمُسْتَعِدِّينَ لِإِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ. (مت ١٣:٢٣) لِذٰلِكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَحْكُمَ عَلَى فَعَّالِيَّةِ خِدْمَتِنَا عَلَى أَسَاسِ تَجَاوُبِ ٱلنَّاسِ. فَيَهْوَهُ لَا يَقِيسُ نَجَاحَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ بِعَدَدِ ٱلَّذِينَ سَاعَدْنَاهُمْ عَلَى ٱتِّخَاذِ خُطْوَةِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، بَلْ يُقَدِّرُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ جُهُودَنَا ٱلْمُخْلِصَةَ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلنَّتَائِجِ. — اقرأ لوقا ١٠:١٧-٢٠؛ ١ كورنثوس ٣:٨.
٨ ثَالِثًا، نَحْنُ لَا نُدْرِكُ دَائِمًا ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي تَجْرِي فِي قَلْبِ ٱلشَّخْصِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، عَبَّرَ زَوْجَانِ لِلْمُرْسَلِ ٱلَّذِي يَدْرُسُ مَعَهُمَا عَنْ رَغْبَتِهِمَا فِي أَنْ يَصِيرَا نَاشِرَيْنِ غَيْرَ مُعْتَمِدَيْنِ. فَذَكَّرَهُمَا ٱلْمُرْسَلُ أَنْ عَلَيْهِمَا ٱلتَّوَقُّفَ عَنِ ٱلتَّدْخِينِ لِيُصْبِحَا مُؤَهَّلَيْنِ. لٰكِنَّهُ تَفَاجَأَ حِينَ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا تَوَقَّفَا عَنِ ٱلتَّدْخِينِ مُنْذُ عِدَّةِ شُهُورٍ لِأَنَّهُمَا عَرَفَا أَنَّ يَهْوَهَ يَرَاهُمَا وَلَوْ دَخَّنَا سِرًّا، وَأَنَّهُ يَكْرَهُ ٱلرِّيَاءَ. فَدَفَعَتْهُمَا قُلُوبُهُمَا إِلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ: إِمَّا أَنْ يُدَخِّنَا أَمَامَ ٱلْمُرْسَلِ أَوْ يَتَوَقَّفَا نِهَائِيًّا عَنِ ٱلتَّدْخِينِ. فَسَاعَدَتْهُمَا مَحَبَّتُهُمَا لِيَهْوَهَ ٱلَّتِي نَمَتْ أَنْ يَتَّخِذَا ٱلْقَرَارَ ٱلصَّائِبَ. لَقَدْ نَمَيَا رُوحِيًّا دُونَ أَنْ يَعْلَمَ ٱلْمُرْسَلُ بِٱلتَّغْيِيرِ ٱلْجَارِي فِي قُلُوبِهِمَا.
اَلشَّبَكَةُ
٩ مَاذَا يَعْنِي مَثَلُ ٱلشَّبَكَةِ؟
٩ اقرأ متى ١٣:٤٧-٥٠. مَاذَا يَعْنِي مَثَلُ ٱلشَّبَكَةِ؟ شَبَّهَ يَسُوعُ ٱلْكِرَازَةَ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ بِإِلْقَاءِ شَبَكَةٍ جَارِفَةٍ فِي ٱلْبَحْرِ. فَمِثْلَمَا تَجْمَعُ ٱلشَّبَكَةُ «سَمَكًا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ» بِأَعْدَادٍ كَبِيرَةٍ، يَجْذِبُ عَمَلُنَا ٱلْكِرَازِيُّ شَتَّى ٱلنَّاسِ، وَهُمْ يُعَدُّونَ بِٱلْمَلَايِينِ. (اش ٦٠:٥) وَٱلْعَدَدُ ٱلْهَائِلُ لِلَّذِينَ يَحْضُرُونَ مَعَنَا ٱلْمَحَافِلَ وَٱلذِّكْرَى كُلَّ سَنَةٍ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى ذٰلِكَ. وَلٰكِنْ فِي حِينِ أَنَّ بَعْضَ هٰذَا ٱلسَّمَكِ ٱلْمَجَازِيِّ «جَيِّدٌ» وَيُجْمَعُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، هُنَاكَ سَمَكٌ «رَدِيءٌ» لَا يَقْبَلُهُ يَهْوَهُ.
١٠ لِمَ أَعْطَى يَسُوعُ مَثَلَ ٱلشَّبَكَةِ؟
١٠ لِمَ أَعْطَى يَسُوعُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ؟ لَا يُشِيرُ ٱلْفَرْزُ ٱلرَّمْزِيُّ لِلسَّمَكِ إِلَى ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْأَخِيرَةِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، بَلْ إِلَى شَيْءٍ يَحْدُثُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ لِهٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ. لَقَدْ أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّهُ لَنْ يُصْبِحَ جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَنْجَذِبُونَ إِلَى ٱلْحَقِّ خُدَّامًا لِيَهْوَهَ. فَكَثِيرُونَ يَحْضُرُونَ ٱجْتِمَاعَاتِنَا أَوْ يَقْبَلُونَ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَنَا، وَلٰكِنَّهُمْ لَا يَأْخُذُونَ مَوْقِفًا إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ. (١ مل ١٨:٢١) حَتَّى إِنَّ آخَرِينَ يَتَوَقَّفُونَ عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلشَّبَابِ ٱلَّذِينَ رَبَّاهُمْ وَالِدُونَ مَسِيحِيُّونَ لَا يُنَمُّونَ مَحَبَّةً لِمَقَايِيسِ يَهْوَهَ. مَهْمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ، شَدَّدَ يَسُوعُ عَلَى حَاجَةِ ٱلْجَمِيعِ إِلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارٍ شَخْصِيٍّ. وَمَنْ يَتَّخِذُونَ ٱلْقَرَارَ ٱلصَّائِبَ، يَعْتَبِرُهُمُ ٱللّٰهُ «نَفَائِسَ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». — حج ٢:٧.
١١، ١٢ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَثَلِ ٱلشَّبَكَةِ؟ (ب) مَاذَا يُعَلِّمُنَا ذٰلِكَ عَنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ؟
١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَثَلِ؟ يُسَاعِدُنَا فَهْمُ هٰذَا ٱلْمَثَلِ أَلَّا نَتَثَبَّطَ كَثِيرًا أَوْ نَشْعُرَ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ كَبِيرَةٍ إِذَا لَمْ يَعْتَنِقِ ٱلْحَقَّ أَحَدُ أَوْلَادِنَا أَوِ ٱلتِّلْمِيذُ ٱلَّذِي نَدْرُسُ مَعَهُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. فَهٰذَا ٱلْأَمْرُ قَدْ يَحْدُثُ رَغْمَ كُلِّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا. فَٱلشَّخْصُ لَا يَصِيرُ صَدِيقَ يَهْوَهَ بِمُجَرَّدِ أَنَّهُ تَرَبَّى فِي طَرِيقِ ٱلْحَقِّ أَوْ لِأَنَّهُ وَافَقَ عَلَى دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَخْضَعَ لِسُلْطَةِ يَهْوَهَ، فَسَيُفْرَزُ أَخِيرًا عَنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ.
١٢ وَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَحِيدُونَ عَنْ طَرِيقِ ٱلْحَقِّ لَنْ يُسْمَحَ لَهُمْ أَبَدًا بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ؟ أَوْ هَلْ يُصَنَّفُ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي لَمْ يَنْذُرْ حَيَاتَهُ لِيَهْوَهَ أَنَّهُ «رَدِيءٌ» إِلَى ٱلْأَبَدِ؟ كَلَّا. فَلَا تَزَالُ هُنَالِكَ فُرْصَةٌ لِأَشْخَاصٍ كَهٰؤُلَاءِ قَبْلَ بَدْءِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. فَيَهْوَهُ يَدْعُوهُمْ قَائِلًا: «اِرْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ». (مل ٣:٧) وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ مَثَلٌ آخَرُ أَعْطَاهُ يَسُوعُ: مَثَلُ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ. — اقرأ لوقا ١٥:١١-٣٢.
اَلِٱبْنُ ٱلضَّالُّ
١٣ مَاذَا يَعْنِي مَثَلُ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ؟
١٣ مَاذَا يَعْنِي مَثَلُ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ؟ يُمَثِّلُ ٱلْأَبُ ٱلْحَنُونُ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يَهْوَهَ. أَمَّا ٱلِٱبْنُ ٱلَّذِي يَطْلُبُ مِيرَاثَهُ وَمِنْ ثُمَّ يُبَدِّدُهُ فَيُمَثِّلُ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ طَرِيقِ ٱلْحَقِّ، كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ يُسَافِرُونَ إِلَى «بَلَدٍ بَعِيدٍ»، أَيْ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُبْعَدِ عَنْ يَهْوَهَ. (اف ٤:١٨؛ كو ١:٢١) غَيْرَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَعُودُونَ إِلَى رُشْدِهِمْ وَيَقُومُونَ بِرِحْلَةٍ شَاقَّةٍ، إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ، لِيَرْجِعُوا إِلَى هَيْئَةِ يَهْوَهَ. وَلَا شَكَّ أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلرَّحُومَ يُرَحِّبُ بِحَرَارَةٍ بِهٰؤُلَاءِ ٱلتَّائِبِينَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ. — اش ٤٤:٢٢؛ ١ بط ٢:٢٥.
١٤ لِمَ أَعْطَى يَسُوعُ مَثَلَ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ؟
١٤ لِمَ أَعْطَى يَسُوعُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ؟ أَوْضَحَ يَسُوعُ بِأُسْلُوبٍ جَذَّابٍ أَنَّ يَهْوَهَ يَرْغَبُ فِي أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ خِرَافُهُ ٱلشَّارِدَةُ. فَٱلْأَبُ فِي ٱلْمَثَلِ لَمْ يَفْقِدِ ٱلْأَمَلَ يَوْمًا فِي أَنَّ ٱبْنَهُ سَيَرْجِعُ. لِذٰلِكَ عِنْدَمَا أَبْصَرَهُ وَهُوَ «لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا»، رَكَضَ إِلَيْهِ بِسُرْعَةٍ لِيُرَحِّبَ بِهِ. فَيَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ قَوِيٍّ يُشَجِّعُ مَنْ تَرَكَ ٱلْحَقَّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى يَهْوَهَ دُونَ تَأْخِيرٍ! صَحِيحٌ أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ مُنْهَكًا رُوحِيًّا وَٱلْعَوْدَةَ صَعْبَةٌ وَمُحْرِجَةٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ، لٰكِنَّ ٱلْأَمْرَ يَسْتَحِقُّ بَذْلَ ٱلْجُهْدِ. حَتَّى ٱلسَّمٰوَاتُ تَفْرَحُ بِعَوْدَتِهِ. — لو ١٥:٧.
١٥، ١٦ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَثَلِ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ؟ أَعْطِ أَمْثِلَةً. (ب) مَاذَا يُعَلِّمُنَا ذٰلِكَ عَنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ؟
١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَثَلِ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِمِثَالِ يَهْوَهَ. فَلَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ «بَارًّا بِإِفْرَاطٍ» وَيَرْفُضَ ٱلتَّرْحِيبَ بِخَاطِئٍ تَائِبٍ يَعُودُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. فَنَحْنُ بِذٰلِكَ نُؤْذِي عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ ‹فَنَخْرِبُ نَفْسَنَا› رُوحِيًّا. (جا ٧:١٦) كَمَا نَتَعَلَّمُ دَرْسًا آخَرَ مِنَ ٱلْمَثَلِ، وَهُوَ أَنْ نَعْتَبِرَ مَنْ يَتْرُكُ ٱلْجَمَاعَةَ ‹خَرُوفًا ضَالًّا›، لَا شَخْصًا مَيْؤُوسًا مِنْهُ. (مز ١١٩:١٧٦) لِذَا، إِنِ ٱلْتَقَيْنَا بِشَخْصٍ ٱبْتَعَدَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ، فَهَلْ نُقَدِّمُ لَهُ ٱلدَّعْمَ ٱلْحُبِّيَّ وَٱلْعَمَلِيَّ لِنُسَاعِدَهُ عَلَى ٱلرُّجُوعِ؟ وَهَلْ نُعْلِمُ ٱلشُّيُوخَ فَوْرًا لِيُقَدِّمُوا لَهُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱللَّازِمَةَ؟ سَنَقُومُ بِذٰلِكَ حَتْمًا إِذَا طَبَّقْنَا ٱلدَّرْسَ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مَثَلِ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ.
١٦ لَاحِظْ كَيْفَ عَبَّرَ بَعْضُ ٱلتَّائِبِينَ ٱلْيَوْمَ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِرَحْمَةِ يَهْوَهَ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلدَّعْمِ ٱللَّذَيْنِ أَعْرَبَتْ عَنْهُمَا ٱلْجَمَاعَةُ. يُعَلِّقُ أَخٌ فُصِلَ ٢٥ سَنَةً قَائِلًا: «مُنْذُ عَوْدَتِي إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ، يَتَزَايَدُ فَرَحِي ‹بِأَوْقَاتِ ٱلِٱنْتِعَاشِ› ٱلَّتِي تَأْتِينِي مِنْ يَهْوَهَ. (اع ٣:١٩) فَٱلْجَمِيعُ دَاعِمُونَ وَمُحِبُّونَ. وَلَدَيَّ ٱلْآنَ عَائِلَةٌ رُوحِيَّةٌ رَائِعَةٌ». وَتَقُولُ أُخْتٌ ضَلَّتْ عَنْ طَرِيقِ ٱلْحَقِّ وَظَلَّتْ خَامِلَةً طَوَالَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ: «لَا يَسَعُنِي أَنْ أَصِفَ شُعُورِي عِنْدَمَا لَمَسْتُ مَحَبَّةَ ٱلْجَمَاعَةِ لِي، إِتْمَامًا لِكَلِمَاتِ يَسُوعَ. حَقًّا، إِنَّ ٱلِٱنْتِمَاءَ إِلَى هَيْئَةِ يَهْوَهَ لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ!».
١٧، ١٨ (أ) أَيَّةُ دُرُوسٍ عَمَلِيَّةٍ تَعَلَّمْنَاهَا مِنَ ٱلْأَمْثَالِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا؟ (ب) عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ؟
١٧ أَيَّةُ دُرُوسٍ عَمَلِيَّةٍ تَعَلَّمْنَاهَا مِنْ هٰذِهِ ٱلْأَمْثَالِ ٱلثَّلَاثَةِ؟ أَوَّلًا، عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ ٱلنُّمُوَّ ٱلرُّوحِيَّ لَيْسَ فِي يَدِنَا. فَيَهْوَهُ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي. ثَانِيًا، لَيْسَ مَنْطِقِيًّا ٱلتَّوَقُّعُ أَنْ يَعْتَنِقَ ٱلْحَقَّ كُلُّ ٱلَّذِينَ يُعَاشِرُونَنَا وَٱلَّذِينَ نَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَهُمْ. وَثَالِثًا، حَتَّى لَوْ حَادَ ٱلْبَعْضُ عَنْ طَرِيقِ ٱلْحَقِّ وَأَدَارُوا ظَهْرَهُمْ لِيَهْوَهَ، فَلَا نَفْقِدِ ٱلْأَمَلَ أَبَدًا فِي أَنْ يَرْجِعُوا ذَاتَ يَوْمٍ. وَعِنْدَمَا يَرْجِعُونَ، لِنُرَحِّبْ بِهِمْ تَرْحِيبًا حَارًّا ٱقْتِدَاءً بِيَهْوَهَ.
١٨ فَلْيَسْتَمِرَّ كُلٌّ مِنَّا فِي طَلَبِ ٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْفَهْمِ وَٱلْحِكْمَةِ. وَعِنْدَمَا نَقْرَأُ أَمْثَالَ يَسُوعَ، لِنَطْرَحْ دَائِمًا عَلَى أَنْفُسِنَا ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: ‹مَاذَا يَعْنِي هٰذَا ٱلْمَثَلُ؟ لِمَ سُجِّلَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ كَيْفَ نُطَبِّقُ ٱلدُّرُوسَ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا مِنْهُ؟ وَمَاذَا يُعَلِّمُنَا عَنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ؟›. فَبِفِعْلِنَا ذٰلِكَ، نَفْهَمُ مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ.