اُخْدُمْ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ
‹يَا ٱبْنِي، ٱعْرِفْ إِلٰهَ أَبِيكَ وَٱخْدُمْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ›. — ١ اخ ٢٨:٩.
١، ٢ (أ) أَيُّ عُضْوٍ فِي ٱلْجِسْمِ تَسْتَخْدِمُهُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ مَجَازِيًّا أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ عُضْوٍ آخَرَ؟ (ب) لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَعْرِفَ مَا يُمَثِّلُهُ ٱلْقَلْبُ ٱلْمَجَازِيُّ؟
كَثِيرًا مَا تُشِيرُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ إِلَى أَعْضَاءِ جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ بِطَرِيقَةٍ مَجَازِيَّةٍ. مَثَلًا، قَالَ ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ أَيُّوبُ: ‹رَاحَتَايَ لَا عُنْفَ فِيهِمَا›. وَذَكَرَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ: «اَلْخَبَرُ ٱلطَّيِّبُ يُسَمِّنُ ٱلْعِظَامَ». أَيْضًا، أَكَّدَ يَهْوَهُ لِحَزْقِيَالَ: «جَعَلْتُ جَبْهَتَكَ . . . أَصْلَبَ مِنَ ٱلصَّوَّانِ». كَمَا قِيلَ لِلرَّسُولِ بُولُسَ: «تَأْتِي بِأُمُورٍ غَرِيبَةٍ عَلَى آذَانِنَا». — اي ١٦:١٧؛ ام ١٥:٣٠؛ حز ٣:٩؛ اع ١٧:٢٠.
٢ لكِنْ ثَمَّةَ عُضْوٌ فِي جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ يُسْتَخْدَمُ بِطَرِيقَةٍ مَجَازِيَّةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ أَيِّ عُضْوٍ آخَرَ. فَمَا هُوَ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلَّتِي قَدَّمَتْهَا حَنَّةُ ٱلْأَمِينَةُ. فَقَدْ قَالَتْ: «يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِيَهْوَهَ». (١ صم ٢:١) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يَأْتِي كَتَبَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى ذِكْرِ ٱلْقَلْبِ حَوَالَيْ أَلْفِ مَرَّةٍ، وَمُعْظَمُهَا بِمَعْنًى مَجَازِيٍّ. وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ نَعْرِفَ مَا يُمَثِّلُهُ هذَا ٱلْعُضْوُ لِأَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تَحُثُّنَا أَنْ نَصُونَهُ. — اِقْرَأْ امثال ٤:٢٣.
مَا هُوَ ٱلْقَلْبُ ٱلْمَجَازِيُّ؟
٣ كَيْفَ نَفْهَمُ مَعْنَى كَلِمَةِ «قَلْبٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ أَوْضِحُوا.
٣ رَغْمَ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تُزَوِّدُنَا بِتَعْرِيفٍ لِكَلِمَةِ «قَلْبٍ»، فَهِيَ تُتِيحُ لَنَا فَهْمَ مَعْنَاهَا. كَيْفَ؟ لِلْإِيضَاحِ، خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ فُسَيْفِسَاءَ جِدَارِيَّةً رَائِعَةً مُؤَلَّفَةً مِنْ أَلْفِ حَجَرٍ صَغِيرٍ. فَبِٱلنَّظَرِ إِلَيْهَا مِنْ بَعِيدٍ، يَسْتَطِيعُ ٱلْمَرْءُ أَنْ يَرَى أَنَّ ٱلْحِجَارَةَ ضُمَّتْ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ بِعِنَايَةٍ كَبِيرَةٍ لِتُكَوِّنَ صُورَةً مُعَيَّنَةً. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، إِذَا تَأَمَّلْنَا فِي كُلِّ ٱلْمَوَاضِعِ ٱلَّتِي تَرِدُ فِيهَا كَلِمَةُ «قَلْبٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نَحْصُلُ عَلَى صُورَةٍ مُعَيَّنَةٍ. فَمَا هِيَ؟
٤ (أ) مَاذَا يُمَثِّلُ «ٱلْقَلْبُ»؟ (ب) مَا هُوَ مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٢:٣٧؟
٤ يَسْتَخْدِمُ كَتَبَةُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ «ٱلْقَلْبَ» لِوَصْفِ دَاخِلَةِ ٱلْإِنْسَانِ، أَيْ رَغَبَاتِهِ، أَفْكَارِهِ، طِبَاعِهِ، مَوَاقِفِهِ، قُدُرَاتِهِ، دَوَافِعِهِ، أَهْدَافِهِ، وَغَيْرِهَا. (اِقْرَأْ تثنية ١٥:٧؛ امثال ١٦:٩؛ اعمال ٢:٢٦.) فَبِحَسَبِ أَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ، إِنَّهُ «ٱلْإِنْسَانُ ٱلدَّاخِلِيُّ كَكُلٍّ». لكِنْ أَحْيَانًا، يُذْكَرُ «ٱلْقَلْبُ» بِمَعْنًى أَضْيَقَ. مَثَلًا، قَالَ يَسُوعُ: «تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ». (مت ٢٢:٣٧) وَهُنَا يُشِيرُ «ٱلْقَلْبُ» إِلَى ٱنْفِعَالَاتِ ٱلْمَرْءِ وَرَغَبَاتِهِ وَمَشَاعِرِهِ. فَبِذِكْرِ ٱلْقَلْبِ إِلَى جَانِبِ ٱلنَّفْسِ وَٱلْعَقْلِ، أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يُشَدِّدَ عَلَى ضَرُورَةِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِلّٰهِ بِمَشَاعِرِنَا فَضْلًا عَنْ مَسْلَكِنَا وَمَقْدِرَاتِنَا ٱلتَّفْكِيرِيَّةِ. (يو ١٧:٣؛ اف ٦:٦) وَلكِنْ عِنْدَ ذِكْرِ «ٱلْقَلْبِ» بِمُفْرَدِهِ، تَكُونُ ٱلْإِشَارَةُ إِلَى ٱلْإِنْسَانِ ٱلدَّاخِلِيِّ كَكُلٍّ.
لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى صَوْنِ قَلْبِنَا
٥ لِمَاذَا نُرِيدُ أَنْ نَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِنَخْدُمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟
٥ أَوْصَى ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ سُلَيْمَانَ ٱبْنَهُ قَائِلًا: «اِعْرِفْ إِلٰهَ أَبِيكَ وَٱخْدُمْهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ وَنَفْسٍ مَسْرُورَةٍ، لِأَنَّ يَهْوَهَ يَفْحَصُ جَمِيعَ ٱلْقُلُوبِ، وَيُمَيِّزُ كُلَّ مَيْلِ ٱلْأَفْكَارِ». (١ اخ ٢٨:٩) نَعَمْ، إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ فَاحِصُ كُلِّ ٱلْقُلُوبِ، بِمَا فِيهَا قَلْبُنَا. (ام ١٧:٣؛ ٢١:٢) وَمَا يَجِدُهُ لَهُ أَبْلَغُ ٱلْأَثَرِ فِي عَلَاقَتِنَا بِهِ وَفِي مُسْتَقْبَلِنَا. لِذَا، لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِنَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا كَيْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَشُورَةِ دَاوُدَ ٱلْمُوحَى بِهَا.
٦ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نُدْرِكَ بِشَأْنِ تَصْمِيمِنَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟
٦ نَحْنُ شَعْبَ يَهْوَهَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْغَيْرَةِ عِنْدَ ٱلْقِيَامِ بِنَشَاطَاتِنَا، مَا يَدُلُّ عَلَى رَغْبَتِنَا ٱلشَّدِيدَةِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. لكِنَّنَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ نُدْرِكُ أَنَّ ٱلضُّغُوطَ ٱلَّتِي يُمَارِسُهَا عَلَيْنَا عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرُ وَمُيُولَ جَسَدِنَا ٱلْخَاطِئِ يُمْكِنُ أَنْ تُزَعْزِعَ تَصْمِيمَنَا عَلَى خِدْمَةِ ٱللّٰهِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ. (ار ١٧:٩؛ اف ٢:٢) وَكَيْ نَتَأَكَّدَ أَنَّ تَصْمِيمَنَا لَا يَضْعُفُ — أَيْ أَنَّنَا لَا نَتَخَلَّى عَنْ حَذَرِنَا — يَلْزَمُ أَنْ نَتَفَحَّصَ بِٱسْتِمْرَارٍ أَعْمَاقَ قَلْبِنَا. فَكَيْفَ ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذلِكَ؟
٧ مَا ٱلَّذِي يُظْهِرُ حَالَةَ قَلْبِنَا؟
٧ رَغْمَ أَنَّ دَاخِلَ أَوْ قَلْبَ ٱلشَّجَرَةِ غَيْرُ مَرْئِيٍّ، فَحَسْبَمَا قَالَ يَسُوعُ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ تَظْهَرُ حَالَتُهَا مِنَ ٱلثَّمَرِ ٱلَّذِي تَحْمِلُهُ. (مت ٧:١٧-٢٠) يَنْطَبِقُ ذلِكَ أَيْضًا عَلَى إِنْسَانِنَا ٱلدَّاخِلِيِّ. فَمَعَ أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ رُؤْيَةُ قَلْبِنَا ٱلْمَجَازِيِّ، فَإِنَّ حَالَتَهُ ٱلْحَقِيقِيَّةَ تَظْهَرُ مِنْ خِلَالِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي أَحَدِهَا.
طَرِيقَةٌ فَعَّالَةٌ لِفَحْصِ قَلْبِنَا
٨ مَا عَلَاقَةُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:٣٣ بِمَا هُوَ دَاخِلَ قَلْبِنَا؟
٨ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ نَفْسِهَا، أَخْبَرَ يَسُوعُ مُسْتَمِعِيهِ أَنَّ هُنَالِكَ أَمْرًا مُحَدَّدًا يَنْبَغِي أَنْ يَقُومُوا بِهِ لِيُبَرْهِنُوا عَنْ رَغْبَتِهِمْ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ. قَالَ: «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ [ٱللّٰهِ] وَبِرِّهِ، وَهٰذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ». (مت ٦:٣٣) نَعَمْ، إِنَّ مَا نَضَعُهُ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا يَعْكِسُ ٱلرَّغَبَاتِ وَٱلْأَفْكَارَ وَٱلْخُطَطَ ٱلَّتِي تَكْمُنُ فِي أَعْمَاقِ قَلْبِنَا. لِذلِكَ، فَإِنَّ فَحْصَ أَوْلَوِيَّاتِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ هُوَ طَرِيقَةٌ فَعَّالَةٌ لِنَرَى مَا إِذَا كُنَّا نَخْدُمُ ٱللّٰهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.
٩ أَيَّةُ دَعْوَةٍ قَدَّمَهَا يَسُوعُ لِبَعْضِ ٱلرِّجَالِ، وَمَاذَا يُظْهِرُ تَجَاوُبُهُمْ؟
٩ وَهُنَالِكَ حَادِثَةٌ يَذْكُرُهَا لُوقَا فِي إِنْجِيلِهِ تُوضِحُ كَيْفَ تَظْهَرُ حَالَةُ قَلْبِ ٱلْمَرْءِ مِنْ خِلَالِ مَا يَضَعُهُ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِ. فَهُوَ يُخْبِرُنَا أَنَّ يَسُوعَ «عَزَمَ عَلَى أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى أُورُشَلِيمَ» رَغْمَ أَنَّهُ عَلِمَ يَقِينًا مَا يَنْتَظِرُهُ هُنَاكَ. وَفِيمَا هُوَ وَرُسُلُهُ «ذَاهِبُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ»، ٱلْتَقَى بَعْضَ ٱلرِّجَالِ وَدَعَاهُمْ لِيَتْبَعُوهُ. فَأَبْدَوُا ٱسْتِعْدَادًا لِيُلَبُّوا دَعْوَتَهُ، وَلكِنْ بِشُرُوطٍ. مَثَلًا، أَجَابَهُ أَحَدُهُمْ: «اِسْمَحْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي». وَقَالَ آخَرُ: «أَتْبَعُكَ يَا رَبُّ، وَلٰكِنِ ٱسْمَحْ لِي أَوَّلًا أَنْ أُوَدِّعَ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِي». (لو ٩:٥١، ٥٧-٦١) فَيَا لَلتَّبَايُنِ بَيْنَ تَصْمِيمِ يَسُوعَ ٱلْقَلْبِيِّ وَٱلْفُتُورِ ٱلَّذِي أَعْرَبَ عَنْهُ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ! فَبِوَضْعِ ٱهْتِمَامَاتِهِمْ قَبْلَ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ، بَيَّنُوا أَنَّ قَلْبَهُمْ لَمْ يَكُنْ كَامِلًا مَعَ ٱللّٰهِ.
١٠ (أ) كَيْفَ يَتَجَاوَبُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ مَعَ دَعْوَةِ يَسُوعَ؟ (ب) أَيُّ إِيضَاحٍ مُخْتَصَرٍ أَعْطَاهُ يَسُوعُ؟
١٠ بِخِلَافِ ٱلرِّجَالِ ٱلْآنِفِي ٱلذِّكْرِ، أَعْرَبْنَا عَنِ ٱلْحِكْمَةِ وَقَبِلْنَا دَعْوَةَ يَسُوعَ إِلَى ٱتِّبَاعِهِ. وَهَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ نُوَاظِبُ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ، مُبَرْهِنِينَ بِٱلتَّالِي عَنْ حَقِيقَةِ مَشَاعِرِنَا ٱلْقَلْبِيَّةِ حِيَالَهُ. وَلكِنْ، رَغْمَ كَوْنِنَا أَعْضَاءً نَشَاطَى فِي ٱلْجَمَاعَةِ، لَا يَجِبُ أَنْ نَنْسَى أَنَّ قَلْبَنَا لَا يَزَالُ عُرْضَةً لِلْخَطَرِ. أَيُّ خَطَرٍ؟ لَقَدْ كَشَفَ عَنْهُ يَسُوعُ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ مَعَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ حِينَ قَالَ: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى ٱلْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى مَا هُوَ وَرَاءُ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». (لو ٩:٦٢) فَأَيُّ دَرْسٍ نَسْتَخْلِصُهُ مِنْ هذَا ٱلْإِيضَاحِ؟
هَلْ ‹نَلْتَصِقُ بِمَا هُوَ صَالِحٌ›؟
١١ لِمَاذَا تَأَثَّرَ عَمَلُ ٱلْفَلَّاحِ سَلْبًا فِي إِيضَاحِ يَسُوعَ؟
١١ كَيْ نَفْهَمَ ٱلْمَغْزَى مِنْ إِيضَاحِ يَسُوعَ، سَنُضِيفُ إِلَيْهِ بَعْضَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلَّتِي تَجْعَلُهُ نَابِضًا بِٱلْحَيَاةِ. تَخَيَّلْ فَلَّاحًا يَحْرُثُ ٱلْأَرْضَ تَحْتَ حَرِّ ٱلشَّمْسِ. وَرَغْمَ أَنَّهُ مُنْكَبٌّ عَلَى عَمَلِهِ، لَا يَنْفَكُّ يُفَكِّرُ فِي بَيْتِهِ حَيْثُ تَجْتَمِعُ عَائِلَتُهُ وَأَصْدِقَاؤُهُ لِيَمْرَحُوا وَيَسْتَمْتِعُوا بِٱلطَّعَامِ وَٱلْمُوسِيقَى. فَيَتَحَرَّقُ شَوْقًا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ. وَبَعْدَ أَنْ يَحْرُثَ جُزْءًا لَا بَأْسَ بِهِ مِنَ ٱلْأَرْضِ، تَسْتَوْلِي عَلَيْهِ ٱلرَّغْبَةُ فِي ٱلتَّنَعُّمِ بِهذِهِ ٱلْمَبَاهِجِ بِحَيْثُ يَسْتَدِيرُ لِيَنْظُرَ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ». وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يَزَالُ أَمَامَهُ ٱلْكَثِيرُ لِيُنْجِزَهُ قَبْلَ أَنْ يَزْرَعَ ٱلْحَقْلَ، يَتَشَتَّتُ ذِهْنُهُ وَيَتَأَثَّرُ عَمَلُهُ سَلْبًا. فَيَخِيبُ أَمَلُ سَيِّدِهِ بِسَبَبِ عَدَمِ مُثَابَرَتِهِ.
١٢ أَيُّ تَنَاظُرٍ هُنَالِكَ بَيْنَ ٱلْفَلَّاحِ فِي إِيضَاحِ يَسُوعَ وَبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ؟
١٢ ثَمَّةَ تَنَاظُرٌ بَيْنَ هذَا ٱلْفَلَّاحِ وَبَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ. فَٱلْفَلَّاحُ يُمَثِّلُ كُلَّ مَسِيحِيٍّ يَبْدُو ظَاهِرِيًّا فِي حَالَةٍ رُوحِيَّةٍ جَيِّدَةٍ، لكِنَّ رُوحِيَّاتِهِ هِيَ فِعْلِيًّا فِي خَطَرٍ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَخًا يَبْقَى مُنْشَغِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ. لكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَا يَكُفُّ عَنِ ٱلتَّفْكِيرِ فِي أَشْيَاءَ تَجْذِبُهُ فِي ٱلْعَالَمِ، فَيَتُوقُ إِلَيْهَا فِي قَلْبِهِ. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ، تَسْتَحْوِذُ عَلَيْهِ رَغْبَتُهُ فِي هذِهِ ٱلْمَلَذَّاتِ بِحَيْثُ يَسْتَدِيرُ لِيَنْظُرَ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ». وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يَزَالُ أَمَامَهُ ٱلْكَثِيرُ لِيُنْجِزَهُ فِي عَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ، فَهُوَ لَا ‹يَتَمَسَّكُ بِإِحْكَامٍ بِكَلِمَةِ ٱلْحَيَاةِ›، مَا يَجْعَلُ ٱشْتِرَاكَهُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ يَتَأَثَّرُ سَلْبًا. (في ٢:١٦) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ، «سَيِّدَ ٱلْحَصَادِ»، يَحْزَنُ بِسَبَبِ ٱفْتِقَارِ هذَا ٱلْمَسِيحِيِّ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ. — لو ١٠:٢.
١٣ مَاذَا تَشْمُلُ خِدْمَةُ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟
١٣ إِنَّ ٱلدَّرْسَ وَاضِحٌ. صَحِيحٌ أَنَّنَا نَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ عَلَى مُشَارَكَتِنَا بِٱنْتِظَامٍ فِي نَشَاطَاتٍ بَنَّاءَةٍ وَمُنْعِشَةٍ، مِثْلِ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ، غَيْرَ أَنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ تَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ. (٢ اخ ٢٥:١، ٢، ٢٧) فَإِذَا ٱسْتَمَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّ يَتُوقُ فِي أَعْمَاقِ قَلْبِهِ إِلَى «مَا هُوَ وَرَاءُ»، أَيْ إِلَى بَعْضِ أَنْمَاطِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ، فَقَدْ يُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِخَسَارَةِ رِضَى ٱللّٰهِ. (لو ١٧:٣٢) فَنَحْنُ لَا ‹نَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ› إِلَّا إِذَا ‹مَقَتْنَا مَا هُوَ شَرٌّ وَٱلْتَصَقْنَا بِمَا هُوَ صَالِحٌ›. (رو ١٢:٩؛ لو ٩:٦٢) إِذًا، يَلْزَمُ أَنْ نَحْرِصَ جَمِيعُنَا أَلَّا نَسْمَحَ لِشَيْءٍ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، مَهْمَا بَدَا لَنَا مُفِيدًا أَوْ مُبْهِجًا، بِأَنْ يُعِيقَنَا عَنِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِمَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا. — ٢ كو ١١:١٤؛ اِقْرَأْ فيلبي ٣:١٣، ١٤.
اِبْقَ مُتَيَقِّظًا!
١٤، ١٥ (أ) كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي حَالَةِ قَلْبِنَا؟ (ب) أَعْطُوا إِيضَاحًا يُظْهِرُ خُطُورَةَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا ٱلشَّيْطَانُ.
١٤ إِنَّ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ دَفَعَتْنَا إِلَى نَذْرِ أَنْفُسِنَا لَهُ. وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، يُثْبِتُ كَثِيرُونَ مِنَّا أَنَّهُمْ مُصَمِّمُونَ عَلَى خِدْمَتِهِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ. لكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَا يَزَالُ يَقِفُ لَنَا بِٱلْمِرْصَادِ، وَلَا يَزَالُ هَدَفُهُ ٱلِٱسْتِيلَاءَ عَلَى قَلْبِنَا. (اف ٦:١٢) وَإِذْ يُدْرِكُ جَيِّدًا أَنَّنَا لَنْ نَتَخَلَّى عَنْ يَهْوَهَ بِسُهُولَةٍ، يَسْتَخْدِمُ بِخُبْثٍ «نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا» مُحَاوِلًا أَنْ يُضْعِفَ غَيْرَتَنَا ٱلْقَلْبِيَّةَ تَدْرِيجِيًّا. (اِقْرَأْ مرقس ٤:١٨، ١٩.) فَلِمَ طَرِيقَتُهُ هذِهِ نَاجِحَةٌ جِدًّا؟
١٥ لِلْإِجَابَةِ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ، تَصَوَّرْ أَنَّكَ تَتَصَفَّحُ كِتَابًا عَلَى ضَوْءِ مِصْبَاحٍ كَهْرَبَائِيٍّ قُوَّتُهُ ١٠٠ وَاطٍ، فَيَتَعَطَّلُ ٱلْمِصْبَاحُ فَجْأَةً وَتَحِلُّ ٱلظُّلْمَةُ. وَبِمَا أَنَّكَ تُلَاحِظُ عَلَى ٱلْفَوْرِ مَا حَصَلَ، تُبَادِرُ إِلَى ٱسْتِبْدَالِ ٱلْمِصْبَاحِ. فَيُشِعُّ ٱلْمَكَانُ مِنْ جَدِيدٍ بِٱلنُّورِ. وَفِي ٱلْأُمْسِيَةِ ٱلتَّالِيَةِ، تَشْرَعُ فِي ٱلْمُطَالَعَةِ مُسْتَخْدِمًا ٱلْمِصْبَاحَ نَفْسَهُ دُونَ أَنْ تَدْرِيَ أَنَّ أَحَدًا قَامَ بِٱسْتِبْدَالِهِ بِآخَرَ قُوَّتُهُ ٩٥ وَاطًا. فَهَلْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تُلَاحِظَ ٱلْفَرْقَ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ. وَمَاذَا لَوِ ٱسْتُبْدِلَ ٱلْمِصْبَاحُ مَرَّةً أُخْرَى فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلتَّالِيَةِ بِوَاحِدٍ قُوَّتُهُ ٩٠ وَاطًا؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ أَيْضًا، لَنْ تُلَاحِظَ ٱلْفَرْقَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّ ضَوْءَ ٱلْمِصْبَاحِ يَخِفُّ تَدْرِيجِيًّا. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، قَدْ تَخِفُّ غَيْرَتُنَا شَيْئًا فَشَيْئًا بِسَبَبِ تَأْثِيرَاتِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. وَإِذَا لَمْ يَكُنِ ٱلْمَسِيحِيُّ مُتَيَقِّظًا، فَلَنْ يَنْتَبِهَ إِلَى ٱلتَّغْيِيرِ ٱلتَّدْرِيجِيِّ ٱلَّذِي يَحْدُثُ. وَهكَذَا، يَنْجَحُ ٱلشَّيْطَانُ فِي تَحْقِيقِ غَايَتِهِ. — مت ٢٤:٤٢؛ ١ بط ٥:٨.
أَهَمِّيَّةُ ٱلصَّلَاةِ
١٦ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنْ مُخَطَّطَاتِ ٱلشَّيْطَانِ؟
١٦ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنْ مُخَطَّطَاتِ ٱلشَّيْطَانِ وَنَخْدُمُ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟ (٢ كو ٢:١١) تَلْعَبُ ٱلصَّلَاةُ دَوْرًا حَيَوِيًّا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. فَقَدْ شَجَّعَ بُولُسُ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنْ ‹يَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ›. ثُمَّ حَثَّهُمْ قَائِلًا: ‹دَاوِمُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ . . . بِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ›. — اف ٦:١١، ١٨؛ ١ بط ٤:٧.
١٧ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ صَلَوَاتِ يَسُوعَ؟
١٧ كَيْ نَثْبُتَ ضِدَّ مَكَايِدِ ٱلشَّيْطَانِ، مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ تَكُونَ صَلَوَاتُنَا كَصَلَوَاتِ يَسُوعَ ٱلَّتِي عَكَسَتْ رَغْبَتَهُ ٱلْعَمِيقَةَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. لَاحِظْ مَثَلًا مَا كَتَبَهُ لُوقَا عَنْ صَلَاةِ يَسُوعَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ: «إِذْ أَخَذَهُ ٱلْجَهْدُ، ٱسْتَمَرَّ يُصَلِّي بِأَشَدِّ حَرَارَةٍ». (لو ٢٢:٤٤) صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ سَبَقَ أَنْ صَلَّى بِحَرَارَةٍ، لكِنَّهُ صَلَّى «بِأَشَدِّ حَرَارَةٍ» فِي هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلَّتِي تَعَرَّضَ فِيهَا لِأَقْسَى ٱمْتِحَانٍ فِي حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَقَدِ ٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُ هذِهِ. وَيَدُلُّ مِثَالُ يَسُوعَ أَنَّ بَعْضَ ٱلصَّلَوَاتِ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ أَشَدَّ حَرَارَةً مِنْ غَيْرِهَا. لِذلِكَ، كُلَّمَا قَوِيَتِ ٱلِٱمْتِحَانَاتُ ٱلَّتِي نَتَعَرَّضُ لَهَا وَٱزْدَادَتْ مُخَطَّطَاتُ ٱلشَّيْطَانِ مَكْرًا، عَلَيْنَا أَنْ نُصَلِّيَ «بِأَشَدِّ حَرَارَةٍ» مُلْتَمِسِينَ حِمَايَةَ يَهْوَهَ.
١٨ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا بِشَأْنِ ٱلصَّلَاةِ، وَلِمَاذَا؟ (ب) أَيَّةُ عَوَامِلَ تُؤَثِّرُ فِي قَلْبِنَا، وَبِأَيَّةِ طَرَائِقَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٦.)
١٨ وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا صَلَوَاتٌ كَهذِهِ؟ ذَكَرَ بُولُسُ: «فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللّٰهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ. وَسَلَامُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ». (في ٤:٦، ٧) نَعَمْ، يَنْبَغِي أَنْ نُصَلِّيَ بِحَرَارَةٍ وَدُونَ ٱنْقِطَاعٍ كَيْ نَتَمَكَّنَ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. (لو ٦:١٢) لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ حَارَّةٌ هِيَ صَلَوَاتِي؟ وَهَلْ أُصَلِّي دُونَ ٱنْقِطَاعٍ؟›. (مت ٧:٧؛ رو ١٢:١٢) إِنَّ جَوَابَكَ يَكْشِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ عُمْقِ رَغْبَتِكَ ٱلْقَلْبِيَّةِ فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ.
١٩ مَاذَا سَتَفْعَلُونَ كَيْ تَخْدُمُوا يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ؟
١٩ كَمَا رَأَيْنَا، إِنَّ ٱلْأَوْلَوِيَّاتِ ٱلَّتِي نَضَعُهَا فِي حَيَاتِنَا تُخْبِرُنَا ٱلْكَثِيرَ عَنْ حَالَةِ قَلْبِنَا. لِذلِكَ يَنْبَغِي أَلَّا نَدَعَ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي تَرَكْنَاهَا وَرَاءَنَا وَمَكَايِدَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمَاكِرَةَ تُضْعِفُ عَزْمَنَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. (اِقْرَأْ لوقا ٢١:١٩، ٣٤-٣٦.) فَلْنَحْذُ حَذْوَ دَاوُدَ وَنَتَوَسَّلْ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ ‹يُوَحِّدَ قَلْبَنَا›. — مز ٨٦:١١.
[الاطار في الصفحة ١٦]
ثَلَاثَةُ عَوَامِلَ تُؤَثِّرُ فِي قَلْبِنَا
هُنَالِكَ ثَلَاثَةُ عَوَامِلَ مُهِمَّةٍ تُؤَثِّرُ فِي قَلْبِنَا ٱلْمَجَازِيِّ. وَبِإِمْكَانِنَا ٱتِّخَاذُ تَدَابِيرَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامَتِهِ مِثْلَمَا نَتَّخِذُ تَدَابِيرَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى قَلْبِنَا ٱلْحَرْفِيِّ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي كُلٍّ مِنْ هذِهِ ٱلْعَوَامِلِ:
١ تَغْذِيَتُنَا: إِنَّ تَنَاوُلَ ٱلطَّعَامِ ٱلصِّحِّيِّ بِٱنْتِظَامٍ يُحَافِظُ عَلَى سَلَامَةِ قَلْبِنَا ٱلْحَرْفِيِّ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَنْبَغِي أَنْ نَحْرِصَ عَلَى نَيْلِ كَمِّيَّاتٍ كَافِيَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْمُغَذِّي مِنْ خِلَالِ ٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ، ٱلتَّأَمُّلِ، وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. — مز ١:١، ٢؛ ام ١٥:٢٨؛ عب ١٠:٢٤، ٢٥.
٢ نَشَاطُنَا: يَلْزَمُ أَحْيَانًا أَنْ نَقُومَ بِنَشَاطٍ جَسَدِيٍّ يُسَاعِدُ قَلْبَنَا أَنْ يَنْبِضَ بِسُرْعَةٍ أَكْبَرَ وَيَبْقَى سَلِيمًا. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، فَإِنَّ ٱشْتِرَاكَنَا بِغَيْرَةٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ — رُبَّمَا بَاذِلِينَ مَا فِي وِسْعِنَا لِنَزِيدَ مِنْ نَشَاطِنَا — يُسَاهِمُ فِي حِفْظِ قَلْبِنَا ٱلْمَجَازِيِّ بِحَالَةٍ جَيِّدَةٍ. — لو ١٣:٢٤؛ في ٣:١٢.
٣ مُحِيطُنَا: إِنَّ ٱلْمُحِيطَ ٱلَّذِي نَعِيشُ وَنَعْمَلُ فِيهِ يُمْكِنُ أَنْ يُجْهِدَ قَلْبَنَا ٱلْحَرْفِيَّ وَٱلْمَجَازِيَّ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. لكِنْ بِإِمْكَانِنَا تَخْفِيفُ هذَا ٱلْإِجْهَادِ حِينَ نُعَاشِرُ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ رُفَقَاءَنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَهْتَمُّونَ بِنَا بِإِخْلَاصٍ وَيَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. — مز ١١٩:٦٣؛ ام ١٣:٢٠.