قَاوِمْ «رُوحَ ٱلْعَالَمِ»
«لَمْ نَنَلْ رُوحَ ٱلْعَالَمِ، بَلِ ٱلرُّوحَ ٱلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ». — ١ كو ٢:١٢.
١، ٢ (أ) لِمَاذَا كَانَتِ ٱلْمَنَاجِمُ ٱلْبَرِيطَانِيَّةُ تَحْتَفِظُ بِطُيُورِ ٱلْكَنَارِيِّ؟ (ب) أَيُّ خَطَرٍ يَتَعَرَّضُ لَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟
سَنَةَ ١٩١١، أَقَرَّتِ ٱلسُّلُطَاتُ ٱلْبَرِيطَانِيَّةُ قَانُونًا يَهْدِفُ إِلَى إِنْقَاذِ حَيَاةِ عُمَّالِ مَنَاجِمِ ٱلْفَحْمِ. وَقَدْ نَصَّ هذَا ٱلْقَانُونُ أَنْ يَحْتَفِظَ كُلُّ مَنْجَمٍ بِطَيْرَيْنِ مِنَ ٱلْكَنَارِيِّ. وَمَا ٱلْغَرَضُ مِنْ ذلِكَ؟ إِذَا شَبَّ حَرِيقٌ فِي ٱلْمَنْجَمِ، كَانَ ٱلْعُمَّالُ وَرِجَالُ ٱلْإِنْقَاذِ يَأْخُذُونَ طَيْرَيِ ٱلْكَنَارِيِّ مَعَهُمْ حِينَ يَنْزِلُونَ تَحْتَ ٱلْأَرْضِ. فَهذَا ٱلطَّيْرُ ٱلصَّغِيرُ لَدَيْهِ حَسَّاسِيَّةٌ لِلْغَازَاتِ ٱلسَّامَّةِ، مِثْلِ أَوَّلِ أُكْسِيدِ ٱلْكَرْبُونِ. فَحِينَ يُصْبِحُ ٱلْهَوَاءُ مُلَوَّثًا، تَظْهَرُ عَلَيْهِ عَلَامَاتُ ٱلِٱضْطِرَابِ، حَتَّى إِنَّهُ يَسْقُطُ عَنْ مَجْثَمِهِ. وَهذِهِ ٱلْعَلَامَاتُ ٱلتَّحْذِيرِيَّةُ كَانَتْ مُهِمَّةً لِلْغَايَةِ. فَأَوَّلُ أُكْسِيدِ ٱلْكَرْبُونِ هُوَ غَازٌ عَدِيمُ ٱللَّوْنِ وَٱلرَّائِحَةِ وَمُمِيتٌ لِأَنَّهُ يَمْنَعُ ٱلْخَلَايَا ٱلْحُمْرَ مِنْ نَقْلِ ٱلْأُكْسِجِينِ إِلَى أَنْسِجَةِ ٱلْجِسْمِ. لِذلِكَ بِدُونِ تَحْذِيرٍ كَهذَا، كَانَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ سَيُصَابُونَ بِٱلْإِغْمَاءِ وَيَمُوتُونَ دُونَ أَنْ يَعْرِفُوا أَنَّهُمْ تَسَمَّمُوا بِهذَا ٱلْغَازِ.
٢ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُوَاجِهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ وَضْعًا مُمَاثِلًا لِوَضْعِ عُمَّالِ ٱلْمَنَاجِمِ هؤُلَاءِ. كَيْفَ ذلِكَ؟ عِنْدَمَا أَوْكَلَ يَسُوعُ إِلَى تَلَامِيذِهِ ٱلْكِرَازَةَ بِٱلْبِشَارَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، كَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سَيَتَعَرَّضُونَ لِلْخَطَرِ لِأَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِي مُجْتَمَعٍ تَسُودُ فِيهِ رُوحُ ٱلْعَالَمِ وَيُسَيْطِرُ عَلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ. (مت ١٠:١٦؛ ١ يو ٥:١٩) وَقَدْ كَانَ يَسُوعُ قَلِقًا جِدًّا عَلَى تَلَامِيذِهِ حَتَّى إِنَّهُ صَلَّى إِلَى أَبِيهِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ: «لَسْتُ أَطْلُبُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ ٱلْعَالَمِ، بَلْ أَنْ تَحْرُسَهُمْ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ». — يو ١٧:١٥.
٣، ٤ أَيُّ تَحْذِيرٍ أَعْطَاهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ، وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَهُمَّنَا هذَا ٱلتَّحْذِيرُ؟
٣ حَذَّرَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ مِنْ خَطَرِ ٱلنَّوْمِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْمُمِيتِ. وَكَلِمَاتُهُ تَحْمِلُ مَغْزًى خُصُوصِيًّا لَنَا نَحْنُ ٱلْعَائِشِينَ خِلَالَ ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ. فَقَدْ حَثَّ تَلَامِيذَهُ: «اِبْقَوْا مُسْتَيْقِظِينَ . . . لِكَيْ تَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلْإِفْلَاتِ مِنْ كُلِّ هٰذَا ٱلْمَحْتُومِ أَنْ يَكُونَ، وَمِنَ ٱلْوُقُوفِ أَمَامَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ». (لو ٢١:٣٤-٣٦) وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُفْرِحِ أَنَّ يَسُوعَ وَعَدَ أَيْضًا بِأَنَّ أَبَاهُ سَيَمْنَحُهُمُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِيُنْعِشَ ذَاكِرَتَهُمْ وَيُسَاعِدَهُمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُسْتَيْقِظِينَ وَأَقْوِيَاءَ. — يو ١٤:٢٦.
٤ فَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ؟ هَلْ لَا يَزَالُ بِإِمْكَانِنَا ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْ مُسَاعَدَةِ هذَا ٱلرُّوحِ؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَيْلِهِ؟ وَمَا هُوَ رُوحُ ٱلْعَالَمِ، كَيْفَ يَعْمَلُ، وَكَيْفَ نَسْتَطِيعُ مُقَاوَمَتَهُ؟ — اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٢:١٢.
اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَمْ رُوحُ ٱلْعَالَمِ؟
٥، ٦ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَنَالَهُ؟
٥ لَيْسَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ مَقْصُورًا عَلَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَلَا يَزَالُ بِإِمْكَانِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْهُ، إِذْ إِنَّهُ يَمُدُّنَا بِٱلْقُوَّةِ لِفِعْلِ مَا هُوَ صَائِبٌ وَيُزَوِّدُنَا بِٱلطَّاقَةِ لِلْقِيَامِ بِخِدْمَةِ ٱللّٰهِ. (رو ١٢:١١؛ في ٤:١٣) كَمَا أَنَّهُ يُنْتِجُ فِينَا صِفَاتٍ رَقِيقَةً كَٱلْمَحَبَّةِ وَٱللُّطْفِ وَٱلصَّلَاحِ ٱلَّتِي هِيَ بَعْضُ أَوْجُهِ «ثَمَرِ ٱلرُّوحِ». (غل ٥:٢٢، ٢٣) لكِنَّ يَهْوَه لَا يَفْرِضُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ عَلَى أَشْخَاصٍ لَا يَرْغَبُونَ فِي نَيْلِهِ.
٦ لِذَا مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹مَاذَا يُمْكِنُنِي فِعْلُهُ لِنَيْلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟›. يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ هُنَالِكَ عِدَّةَ أُمُورٍ عَلَيْنَا ٱلْقِيَامُ بِهَا. وَإِحْدَى ٱلْخُطُوَاتِ ٱلْمُهِمَّةِ هِيَ سُؤَالُ ٱللّٰهِ مُبَاشَرَةً أَنْ يُعْطِيَنَا هذَا ٱلرُّوحَ. (اِقْرَأْ لوقا ١١:١٣.) وَٱلْخُطْوَةُ ٱلْمُهِمَّةُ ٱلْأُخْرَى هِيَ دَرْسُ وَتَطْبِيقُ ٱلْمَشُورَةِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا. (٢ تي ٣:١٦) بِٱلطَّبْعِ، لَا يَنَالُ كُلُّ مَنْ يَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ رُوحَ ٱللّٰهِ. فَيَجِبُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْمُخْلِصِ أَنْ يَدْرُسَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُوحَى بِهَا وَيَتَبَنَّى ٱلْمَشَاعِرَ وَٱلنَّظْرَةَ ٱلَّتِي تَعْكِسُهَا. وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ نَقْبَلَ يَسُوعَ بِصِفَتِهِ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ يَهْوَه مُمَثِّلًا لَهُ وَٱلَّذِي يُزَوِّدُ بِوَاسِطَتِهِ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ. (كو ٢:٦) وَهذَا مَا يَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى صَوْغِ حَيَاتِنَا لِتَنْسَجِمَ مَعَ مِثَالِ يَسُوعَ وَتَعَالِيمِهِ. (١ بط ٢:٢١) وَكُلَّمَا جَاهَدْنَا لِنَتَشَبَّهَ بِٱلْمَسِيحِ، نِلْنَا مِقْدَارًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
٧ كَيْفَ يُؤَثِّرُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ فِي ٱلنَّاسِ؟
٧ بِٱلتَّبَايُنِ، يُؤَثِّرُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ فِي ٱلنَّاسِ لِيَعْكِسُوا شَخْصِيَّةَ ٱلشَّيْطَانِ. (اِقْرَأْ افسس ٢:١-٣.) وَهذَا ٱلرُّوحُ يَعْمَلُ بِطَرَائِقَ عِدَّةٍ. فَكَمَا هُوَ ظَاهِرٌ مِنْ حَوْلِنَا، يُشَجِّعُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ عَلَى ٱلتَّمَرُّدِ عَلَى مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ. فَهُوَ يُرَوِّجُ «شَهْوَةَ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ وَٱلتَّبَاهِيَ بِٱلْمَعِيشَةِ». (١ يو ٢:١٦) وَيُنْتِجُ أَعْمَالَ ٱلْجَسَدِ مِثْلَ ٱلْعَهَارَةِ، ٱلصَّنَمِيَّةِ، ٱلْأَرْوَاحِيَّةِ، ٱلْغَيْرَةِ، نَوْبَاتِ ٱلْغَضَبِ، وَٱلسُّكْرِ. (غل ٥:١٩-٢١) كَمَا أَنَّهُ يُرَوِّجُ كَلَامَ ٱلِٱرْتِدَادِ ٱلَّذِي يَنْتَهِكُ مَا هُوَ مُقَدَّسٌ. (٢ تي ٢:١٤-١٨) وَكُلَّمَا سَمَحَ ٱلشَّخْصُ لِنَفْسِهِ أَنْ يَتَأَثَّرَ بِرُوحِ ٱلْعَالَمِ، صَارَتْ شَخْصِيَّتُهُ لَا مَحَالَةَ أَشْبَهَ بِشَخْصِيَّةِ ٱلشَّيْطَانِ.
٨ أَيُّ خِيَارٍ يَكْمُنُ أَمَامَنَا جَمِيعًا؟
٨ لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَعِيشَ بِمَعْزِلٍ عَنْ أَيِّ تَأْثِيرٍ خَارِجِيٍّ. وَبِإِمْكَانِ كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَخْتَارَ أَيُّ تَأْثِيرٍ سَيُوَجِّهُهُ فِي حَيَاتِهِ: اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَمْ رُوحُ ٱلْعَالَمِ. فَٱلَّذِينَ يَتَحَكَّمُ فِيهِمِ ٱلْآنَ رُوحُ ٱلْعَالَمِ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلتَّحَرُّرُ مِنْ تَأْثِيرِهِ وَٱلسَّمَاحُ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِأَنْ يُوَجِّهَ حَيَاتَهُمْ. لكِنَّ ٱلْعَكْسَ صَحِيحٌ أَيْضًا. فَٱلَّذِينَ يُوَجِّهُهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُمْكِنُ أَنْ يَقَعُوا فِي شَرَكِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ. (في ٣:١٨، ١٩) لِذَا سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ كَيْفَ نَسْتَطِيعُ مُقَاوَمَةَ رُوحِ ٱلْعَالَمِ.
مَيِّزِ ٱلْعَلَامَاتِ ٱلتَّحْذِيرِيَّةَ ٱلْمُبَكِّرَةَ
٩-١١ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْعَلَامَاتِ ٱلتَّحْذِيرِيَّةِ ٱلَّتِي تُنَبِّهُنَا أَنَّنَا نَسْتَسْلِمُ لِتَأْثِيرِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ؟
٩ كَانَ عُمَّالُ مَنَاجِمِ ٱلْفَحْمِ ٱلْبَرِيطَانِيُّونَ يَسْتَخْدِمُونَ طُيُورَ ٱلْكَنَارِيِّ لِتُزَوِّدَهُمْ بِتَحْذِيرَاتٍ مُبَكِّرَةٍ مِنْ وُجُودِ غَازٍ سَامٍّ. فَإِذَا رَأَى عَامِلُ ٱلْمَنْجَمِ طَيْرًا يَسْقُطُ عَنْ مَجْثَمِهِ، كَانَ يَعْرِفُ أَنَّ عَلَيْهِ ٱتِّخَاذَ إِجْرَاءٍ فَوْرِيٍّ كَيْ يَبْقَى حَيًّا. فَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلْعَلَامَاتِ ٱلتَّحْذِيرِيَّةِ ٱلْمُبَكِّرَةِ ٱلَّتِي تُنَبِّهُنَا أَنَّنَا نَتَأَثَّرُ بِرُوحِ ٱلْعَالَمِ؟
١٠ عِنْدَمَا تَعَلَّمْنَا ٱلْحَقَائِقَ ٱلَّتِي تَحْتَوِيهَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ ثُمَّ نَذَرْنَا حَيَاتَنَا لِيَهْوَه، لَا بُدَّ أَنَّنَا كُنَّا نَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِنَهَمٍ، نُصَلِّي صَلَوَاتٍ حَارَّةً بِٱسْتِمْرَارٍ، وَنَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِفَرَحٍ مُعْتَبِرِينَ كُلَّ ٱجْتِمَاعٍ مَصْدَرَ ٱنْتِعَاشٍ رُوحِيٍّ تَمَامًا كَٱلظَّمْآنِ ٱلَّذِي يَجِدُ وَاحَةً فِي ٱلصَّحْرَاءِ. وَٱلْقِيَامُ بِهذِهِ ٱلْأُمُورِ سَاعَدَنَا لِلتَّحَرُّرِ مِنْ تَأْثِيرِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ.
١١ فَهَلْ مَا زِلْنَا نَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا، نُصَلِّي تَكْرَارًا صَلَوَاتٍ نَابِعَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ، وَنُحِبُّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَنَحْضُرُهَا كُلَّهَا؟ (مز ١:٢؛ ٨٤:١٠) أَمْ إِنَّنَا أَهْمَلْنَا وَاحِدَةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ هذِهِ ٱلْعَادَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ قَدْ تَسْتَنْفِدُ وَقْتَنَا وَجُهْدَنَا بِحَيْثُ يَصْعُبُ عَلَيْنَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى رُوتِينٍ رُوحِيٍّ جَيِّدٍ. وَلكِنْ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ سَبَبُ إِهْمَالِنَا أَنَّنَا نَسْتَسْلِمُ لِتَأْثِيرِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، هَلْ نَبْذُلُ ٱلْآنَ قُصَارَى جُهْدِنَا لِٱسْتِعَادَةِ ٱلْعَادَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ لَدَيْنَا؟
‹لَا يَثْقُلْ قَلْبُكَ›
١٢ لِمَاذَا حَذَّرَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يَنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِهِمْ›؟
١٢ مَاذَا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ أَيْضًا لِمُقَاوَمَةِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ؟ قَبْلَمَا حَضَّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يَبْقَوْا مُسْتَيْقِظِينَ›، حَذَّرَهُمْ مِنْ مَخَاطِرَ مُعَيَّنَةٍ قَائِلًا: «اِنْتَبِهُوا لِأَنْفُسِكُمْ لِئَلَّا تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ بِٱلْإِفْرَاطِ فِي ٱلْأَكْلِ وَٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ وَهُمُومِ ٱلْحَيَاةِ، فَيَدْهَمَكُمْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ فَجْأَةً مِثْلَ شَرَكٍ». — لو ٢١:٣٤، ٣٥.
١٣، ١٤ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ بِشَأْنِ ٱلْأَكْلِ وَٱلشُّرْبِ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا؟
١٣ فَكِّرْ فِي هذَا ٱلتَّحْذِيرِ. هَلْ كَانَ يَسُوعُ هُنَا يَدِينُ ٱلتَّمَتُّعَ بِٱلْأَكْلِ وَٱلشُّرْبِ؟ كَلَّا. فَقَدْ كَانَ يَعْرِفُ كَلِمَاتِ سُلَيْمَانَ: «عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ [بَنِي ٱلْبَشَرِ] أَفْضَلُ مِنْ أَنْ يَفْرَحُوا وَيَفْعَلُوا ٱلصَّالِحَ فِي حَيَاتِهِمْ، وَأَيْضًا أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَنْبَغِي أَنْ يَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيَرَى ٱلْخَيْرَ مِنْ كُلِّ كَدِّهِ. إِنَّهَا عَطِيَّةُ ٱللّٰهِ». (جا ٣:١٢، ١٣) إٍلَّا أَنَّهُ عَرَفَ أَيْضًا أَنَّ رُوحَ ٱلْعَالَمِ يُرَوِّجُ عَدَمَ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ فِي هذِهِ ٱلْمَجَالَاتِ.
١٤ فَكَيْفَ نَتَأَكَّدُ أَنَّ رُوحَ ٱلْعَالَمِ لَمْ يُسَمِّمْنَا بِحَيْثُ لَمْ نَعُدْ نَشْعُرُ بِمَخَاطِرِ ٱلْإِفْرَاطِ فِي ٱلْأَكْلِ وَٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ؟ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹مَا هُوَ رَدُّ فِعْلِي حِينَ أَقْرَأُ مَشُورَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ عَنِ ٱلشَّرَاهَةِ؟ هَلْ أَصْرِفُ ٱلنَّظَرَ عَنْهَا وَأَعْتَبِرُ أَنَّها مُتَطَرِّفَةٌ أَوْ أَنَّهَا لَا تَنْطَبِقُ عَلَيَّ، رُبَّمَا مُخْتَلِقًا ٱلْأَعْذَارَ وَٱلتَّبْرِيرَاتِ لِتَصَرُّفَاتِي؟a كَيْفَ أَنْظُرُ إِلَى ٱلنَّصِيحَةِ بِشَأْنِ شُرْبِ ٱلْكُحُولِ بِٱعْتِدَالٍ — أَوْ حَتَّى عَدَمِ شُرْبِهِ إِذَا لَزِمَ ٱلْأَمْرُ — وَتَجَنُّبِ «حَفَلَاتِ ٱلسُّكْرِ» كُلِّيًّا؟ هَلْ أَسْتَخِفُّ بِهذِهِ ٱلنَّصِيحَةِ وَأَشْعُرُ أَنَّهَا لَا تَنْطَبِقُ عَلَيَّ لِسَبَبٍ مَا؟ وَإِذَا عَبَّرَ ٱلْآخَرُونَ عَنْ قَلَقِهِمْ بِشَأْنِ إِسْرَافِي فِي ٱلشُّرْبِ، فَهَلْ أَغْضَبُ أَوْ أَتَّخِذُ مَوْقِفًا دِفَاعِيًّا؟ هَلْ أُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ عَلَى عَدَمِ أَخْذِ مَشُورَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هذِهِ بِجِدِّيَّةٍ؟›. نَعَمْ، إِنَّ مَوْقِفَ ٱلشَّخْصِ هُوَ عَلَامَةٌ تَدُلُّ مَا إِذَا كَانَ يَسْتَسْلِمُ لِتَأْثِيرِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ أَمْ لَا. — قَارِنْ روما ١٣:١١-١٤.
اِحْرَصْ لِئَلَّا يَخْنُقَكَ ٱلْهَمُّ
١٥ أَيُّ أَمْرٍ مِنْ طَبْعِ ٱلْبَشَرِ حَذَّرَ مِنْهُ يَسُوعُ؟
١٥ تَشْمُلُ ٱلْخُطْوَةُ ٱلْمُهِمَّةُ ٱلْأُخْرَى لِمُقَاوَمَةِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ ٱلتَّحَكُّمَ فِي مَشَاعِرِ ٱلْهَمِّ. فَقَدْ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّ مِنْ طَبْعِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ أَنْ يَحْمِلُوا هَمَّ حَاجَاتِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ. لِذلِكَ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ بِمَحَبَّةٍ: «لَا تَحْمِلُوا بَعْدُ هَمَّ نُفُوسِكُمْ». (مت ٦:٢٥) وَلكِنْ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَقْلَقَ بِشَأْنِ أُمُورٍ مُهِمَّةٍ مِثْلِ إِرْضَاءِ ٱللّٰهِ، ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَتَأْمِينِ ضَرُورِيَّاتِ ٱلْحَيَاةِ لِعَائِلَتِنَا. (١ كو ٧:٣٢-٣٤) فَمَاذَا عَنَى يَسُوعُ بِتَحْذِيرِهِ هذَا؟
١٦ كَيْفَ يُؤَثِّرُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ فِي أَشْخَاصٍ كَثِيرِينَ؟
١٦ إِنَّ رُوحَ ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِي يُشَجِّعُ عَلَى ٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ يُؤَدِّي إِلَى إِصَابَةِ كَثِيرِينَ بِٱلْهَمِّ ٱلْمُضْنِي. فَٱلْعَالَمُ يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَنَا نَعْتَقِدُ أَنَّ ٱلْمَالَ يُؤَمِّنُ ٱلْحِمَايَةَ وَأَنَّ قِيمَةَ ٱلشَّخْصِ تُقَاسُ بِكَمِّيَّةِ وَنَوْعِيَّةِ مُمْتَلَكَاتِهِ، وَلَيْسَ بِصِفَاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ. وَٱلَّذِينَ يَنْخَدِعُونَ بِهذِهِ ٱلنَّظْرَةِ سَيَكْدَحُونَ لِتَكْدِيسِ ٱلثَّرَوَاتِ وَسَيَظَلُّونَ مَشْغُولِي ٱلْبَالِ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ ٱقْتِنَاءَ ٱلْأَغْرَاضِ ٱلْأَحْدَثِ وَٱلْأَكْبَرِ وَٱلْأَكْثَرِ تَطَوُّرًا. (ام ١٨:١١) فَهذِهِ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْمُشَوَّهَةُ إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ تُنْتِجُ ٱلْهَمَّ ٱلَّذِي يَخْنُقُ ٱلْمَرْءَ وَيُعِيقُهُ عَنِ ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا. — اِقْرَأْ متى ١٣:١٨، ٢٢.
١٧ كَيْفَ نَحْرَصُ لِئَلَّا يَخْنُقَنَا ٱلْهَمُّ؟
١٧ وَكَيْفَ نَحْرَصُ لِئَلَّا يَخْنُقَنَا ٱلْهَمُّ؟ بِإِطَاعَةِ وَصِيَّةِ يَسُوعَ: «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ [اللّٰه] وَبِرِّهِ». وَهُوَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ إِذَا فَعَلْنَا ذلِكَ، فَإِنَّ كُلَّ حَاجَاتِنَا سَتُزَادُ لَنَا. (مت ٦:٣٣) وَكَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُؤْمِنُ بِهذَا ٱلْوَعْدِ؟ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ طَلَبُ بِرِّ ٱللّٰهِ أَوَّلًا، وَذلِكَ بِإِطَاعَةِ مِقْيَاسِ ٱللّٰهِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ. مَثَلًا، نَحْنُ نَرْفُضُ أَنْ نُزَوِّرَ إِقْرَارَاتِنَا ٱلضَّرِيبِيَّةَ أَوْ أَنْ نَكْذِبَ كِذْبَةً «بَيْضَاءَ» فِي تَعَامُلَاتِنَا ٱلتِّجَارِيَّةِ. كَمَا أَنَّنَا نَبْذُلُ مَا فِي وُسْعِنَا لِإِتْمَامِ ٱلْتِزَامَاتِنَا ٱلْمَالِيَّةِ، وَذلِكَ بِجَعْلِ ‹كَلِمَتِنَا نَعَمْ تَعْنِي نَعَمْ› فِي مَا يَخُصُّ إِيفَاءَ دُيُونِنَا. (مت ٥:٣٧؛ مز ٣٧:٢١) صَحِيحٌ أَنَّ ٱسْتِقَامَةً كَهذِهِ قَدْ لَا تَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ ثَرِيًّا، إِلَّا أَنَّهَا تَجْلُبُ لَهُ رِضَى ٱللّٰهِ وَتَمْنَحُهُ ضَمِيرًا طَاهِرًا وَتُخَفِّفُ كَثِيرًا مِنْ مَشَاعِرِ ٱلْهَمِّ.
١٨ أَيُّ مِثَالٍ رَائِعٍ رَسَمَهُ لَنَا يَسُوعُ، وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ؟
١٨ وَيَشْمُلُ طَلَبُ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا تَرْتِيبَ أَوْلَوِيَّاتِنَا. تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ يَسُوعَ. فَكَانَ أَحْيَانًا يَلْبَسُ ثِيَابًا ذَاتَ نَوْعِيَّةٍ جَيِّدَةٍ. (يو ١٩:٢٣) وَقَدْ تَمَتَّعَ أَيْضًا بِٱلطَّعَامِ وَٱلْخَمْرِ بِصُحْبَةِ أَصْدِقَائِهِ. (مت ١١:١٨، ١٩) غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ وَٱلتَّسْلِيَةَ فِي حَيَاتِهِ كَانَتْ كَٱلتَّوَابِلِ، وَلَيْسَتْ كَٱلطَّبَقِ ٱلرَّئِيسِيِّ. فَطَعَامُهُ كَانَ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَةَ يَهْوَه. (يو ٤:٣٤-٣٦) وَإِذَا ٱقْتَدَيْنَا نَحْنُ بِمِثَالِهِ، تَكُونُ حَيَاتُنَا زَاخِرَةً بِٱلْبَرَكَاتِ. فَسَيَغْمُرُنَا ٱلْفَرَحُ حِينَ نَمْنَحُ ٱلْعَزَاءَ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِلْمَظْلُومِينَ. وَسَنَحْظَى بِمَحَبَّةِ وَدَعْمِ ٱلْجَمَاعَةِ. كَمَا أَنَّنَا سَنُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَه. وَعِنْدَمَا نُحَدِّدُ أَوْلَوِيَّاتِنَا، لَا نَعُودُ عَبِيدًا لِلْمُتْعَةِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ بَلْ نَتَحَكَّمُ نَحْنُ فِيهَا فَتَكُونُ وَسِيلَةً تُسَاعِدُنَا عَلَى عِبَادَةِ يَهْوَه. وَكُلَّمَا كُنَّا نَشَاطَى فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يَدْعَمُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ، قَلَّتْ إِمْكَانِيَّةُ تَحَكُّمِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ فِينَا.
اِسْتَمِرَّ فِي ‹تَوْجِيهِ فِكْرِكَ إِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›
١٩-٢١ كَيْفَ نَسْتَمِرُّ فِي ‹تَوْجِيهِ فِكْرِنَا إلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ›، وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ ذلِكَ؟
١٩ بِمَا أَنَّ ٱلْأَفْكَارَ تَسْبِقُ ٱلْأَعْمَالَ، فَإِنَّ مَا يَعْتَبِرُهُ كَثِيرُونَ أَعْمَالًا طَائِشَةً هُوَ فِي ٱلْوَاقِعِ وَلِيدُ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْجَسَدِيِّ. لِذلِكَ يُذَكِّرُنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِأَنَّ عَلَيْنَا صَوْنَ تَفْكِيرِنَا. فَقَدْ كَتَبَ: «اَلَّذِينَ هُمْ بِحَسَبِ ٱلْجَسَدِ يُوَجِّهُونَ فِكْرَهُمْ إِلَى أُمُورِ ٱلْجَسَدِ، وَأَمَّا ٱلَّذِينَ هُمْ بِحَسَبِ ٱلرُّوحِ فَإِلَى أُمُورِ ٱلرُّوحِ». — رو ٨:٥.
٢٠ وَكَيْفَ نَمْنَعُ تَفْكِيرَنَا، وَبِٱلتَّالِي تَصَرُّفَاتِنَا، مِنَ ٱلتَّلَوُّثِ بِرُوحِ ٱلْعَالَمِ؟ يَجِبُ أَنْ نَحْمِيَ عَقْلَنَا بِعَدَمِ ٱلسَّمَاحِ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْمُمْكِنِ لِأَفْكَارِ ٱلْعَالَمِ بِغَزْوِهِ. مَثَلًا، عِنْدَ ٱخْتِيَارِ ٱلتَّسْلِيَةِ، نَحْنُ لَا نَسْمَحُ لِلْبَرَامِجِ ٱلَّتِي تُبْرِزُ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ أَوِ ٱلْعُنْفَ بِأَنْ تُدَنِّسَ عُقُولَنَا. فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسَ ٱلطَّاهِرَ لَنْ ‹يَسْكُنَ› فِي عَقْلٍ مُلَوَّثٍ. (مز ١١:٥؛ ٢ كو ٦:١٥-١٨) بِٱلْمُقَابِلِ، نَحْنُ نُدْخِلُ رُوحَ ٱللّٰهِ إِلَى عُقُولِنَا بِكَوْنِنَا مُنْتَظِمِينَ فِي قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلصَّلَاةِ، ٱلتَّأَمُّلِ، وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. كَمَا أَنَّنَا نَعْمَلُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هذَا ٱلرُّوحِ حِينَ نَشْتَرِكُ بِٱنْتِظَامٍ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.
٢١ إِذًا، عَلَيْنَا حَتْمًا أنْ نُقَاوِمَ رُوحَ ٱلْعَالَمِ وَٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةَ ٱلَّتِي يُشَجِّعُ عَلَيْهَا. وَرَغْمَ أَنَّ ذلِكَ يَتَطَلَّبُ ٱلْجُهْدَ، فَهُوَ أَمْرٌ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ. فَبُولُسُ يَقُولُ: «مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ إِنَّمَا هُوَ مَوْتٌ، وَأَمَّا مَا يُرِيدُهُ ٱلرُّوحُ فَهُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ». — رو ٨:٦.
[الحاشية]
a اَلشَّرَاهَةُ هِيَ مَوْقِفٌ عَقْلِيٌّ يَتَّسِمُ بِٱلْجَشَعِ أَوِ ٱلْأَكْلِ بِإِفْرَاطٍ. وَهكَذَا، لَا تُحَدَّدُ ٱلشَّرَاهَةُ مِنْ وَزْنِ ٱلشَّخْصِ بَلْ مِنْ نَظْرَتِهِ إِلَى ٱلطَّعَامِ. فَقَدْ يَكُونُ ٱلشَّخْصُ شَرِهًا حَتَّى لَوْ كَانَ وَزْنُهُ طَبِيعِيًّا أَوْ جِسْمُهُ نَحِيلًا. بِٱلتَّبَايُنِ، فَإِنَّ ٱلْوَزْنَ ٱلزَّائِدَ قَدْ يَكُونُ نَتِيجَةَ مَرَضٍ مَا. كَمَا أَنَّ ٱلْعَوَامِلَ ٱلْوِرَاثِيَّةَ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى ٱلسِّمْنَةِ. لِذلِكَ، مَهْمَا كَانَ وَزْنُ ٱلشَّخْصِ، فَإِنَّ ٱلْعَامِلَ ٱلْمُقَرِّرَ فِي هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ هُوَ هَلْ يُعْرِبُ عَنِ ٱلْجَشَعِ ٱلْمُفْرِطِ أَثْنَاءَ ٱلْأَكْلِ أَمْ لَا. — اُنْظُرْ «اسئلة من القراء» في عدد ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤ من مجلة برج المراقبة.
هَلْ تَذْكُرُونَ؟
• مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ لِنَيْلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
• بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِينَا رُوحُ ٱلْعَالَمِ؟
• كَيْفَ نَسْتَطِيعُ مُقَاوَمَةَ رُوحِ ٱلْعَالَمِ؟
[الصورة في الصفحة ٢١]
قَبْلَ ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ، صَلِّ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ
[الصور في الصفحة ٢٣]
يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ عُقُولَنَا طَاهِرَةً، نُحَافِظَ عَلَى ٱِلٱسْتِقَامَةِ فِي مَجَالِ ٱلْعَمَلِ، وَنَكُونَ مُعْتَدِلِينَ فِي عَادَاتِنَا