لِمَ ٱلِٱسْتِرْشَادُ بِرُوحِ ٱللّٰهِ؟
«أَنْتَ إِلٰهِي. رُوحُكَ صَالِحٌ، فَلْيَهْدِنِي فِي أَرْضِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ». — مز ١٤٣:١٠.
١ أَوْضِحُوا كَيْفَ يُمْكِنُ لِقُوَّةٍ غَيْرِ مَنْظُورَةٍ أَنْ تُرْشِدَ ٱلْمَرْءَ.
هَلْ سَبَقَ لَكَ أَنِ ٱسْتَخْدَمْتَ بُوصُلَةً لِتَهْتَدِيَ إِلَى طَرِيقٍ مَا؟ إِنَّ ٱلْبُوصُلَةَ أَدَاةٌ بَسِيطَةٌ، ٱلْجُزْءُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَتَحَرَّكُ فِيهَا هُوَ إِبْرَةٌ مَغْنَطِيسِيَّةٌ تُشِيرُ إِلَى ٱلشَّمَالِ. فَبِسَبَبِ قُوَّةٍ غَيْرِ مَنْظُورَةٍ تُعْرَفُ بِٱلْمَغْنَطِيسِيَّةِ، تُعَدِّلُ هذِهِ ٱلْإِبْرَةُ وَضْعَهَا تِبْعًا لِلْحَقْلِ ٱلْمَغْنَطِيسِيِّ ٱلْمُحِيطِ بِٱلْأَرْضِ. وَقَدِ ٱسْتَعَانَ ٱلْمُسْتَكْشِفُونَ وَٱلرَّحَّالَةُ بِٱلْبُوصُلَةِ طَوَالَ قُرُونٍ كَيْ تُرْشِدَهُمْ بَرًّا وَبَحْرًا.
٢، ٣ (أ) أَيَّةُ قُوَّةٍ عَظِيمَةٍ ٱسْتَخْدَمَهَا يَهْوَهُ مُنْذُ دُهُورٍ؟ (ب) لِمَ يَجِبُ ٱلتَّوَقُّعُ مِنْ قُوَّةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ أَنْ تُرْشِدَنَا فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمَ؟
٢ إِلَّا أَنَّ هُنَالِكَ قُوَّةً أُخْرَى غَيْرَ مَنْظُورَةٍ لَا غِنَى لَنَا عَنْهَا لِنَيْلِ ٱلْإِرْشَادِ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ فِي ٱلْآيَتَيْنِ ٱلِٱفْتِتَاحِيَّتَيْنِ. فَبِٱلْحَدِيثِ عَمَّا أَنْجَزَهُ يَهْوَهُ مُنْذُ دُهُورٍ، يَذْكُرُ سِفْرُ ٱلتَّكْوِينِ: «فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ. وَكَانَتْ . . . قُوَّةُ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةُ تَرُوحُ وَتَجِيءُ». (تك ١:١، ٢) فَمَا هِيَ هذِهِ ٱلْقُوَّةُ ٱلْعَظِيمَةُ؟ اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ. فَنَحْنُ نَدِينُ بِوُجُودِنَا لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي ٱسْتَخْدَمَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ فِي خَلْقِ كُلِّ مَا فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ. — اي ٣٣:٤؛ مز ١٠٤:٣٠.
٣ وَهَلْ يَنْبَغِي أَنْ نَتَوَقَّعَ مِنْ قُوَّةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةِ مُمَارَسَةَ أَيِّ تَأْثِيرٍ إِضَافِيٍّ فِينَا نَحْنُ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةَ؟ أَجَلْ، لِأَنَّ ٱبْنَ ٱللّٰهِ، يَسُوعَ، قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «رُوحُ ٱلْحَقِّ . . . يُرْشِدُكُمْ إِلَى ٱلْحَقِّ كُلِّهِ». (يو ١٦:١٣) فَمَا طَبِيعَةُ هذَا ٱلرُّوحِ، وَلِمَ يَجِبُ أَنْ نَرْغَبَ فِي ٱلِٱسْتِرْشَادِ بِهِ؟
طَبِيعَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ
٤، ٥ (أ) أَيُّ مَفْهُومٍ خَاطِئٍ يَمْلِكُهُ ٱلثَّالُوثِيُّونَ عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟ (ب) مَا هِيَ طَبِيعَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْحَقِيقِيَّةُ؟
٤ لَا بُدَّ أَنَّكَ تَلْتَقِي أَثْنَاءَ خِدْمَتِكَ أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ مَفْهُومٌ خَاطِئٌ عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لَا يَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَٱلثَّالُوثِيُّونَ مَثَلًا يَعْتَبِرُونَهُ كَائِنًا رُوحَانِيًّا مُعَادِلًا لِلّٰهِ ٱلْآبِ. (١ كو ٨:٦) غَيْرَ أَنَّ هذِهِ ٱلْعَقِيدَةَ تَتَنَافَى كُلِّيًّا مَعَ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٥ فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ رواح، ٱلْمُسْتَخْدَمَةُ فِي ٱلتَّكْوِينِ ١:٢، تُنْقَلُ عَادَةً إِلَى «رُوحٍ»، لكِنْ يُمْكِنُ تَرْجَمَتُهَا أَيْضًا إِلَى «رِيحٍ» أَوْ غَيْرِهَا مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تُشِيرُ إِلَى قُوَّةٍ غَيْرِ مَنْظُورَةٍ. (قَارِنْ تكوين ٣:٨؛ ٨:١.) وَتَمَامًا كَمَا أَنَّ ٱلرِّيحَ تُؤَثِّرُ فِي مَا حَوْلَهَا مَعَ أَنَّهَا غَيْرُ مَرْئِيَّةٍ، كَذلِكَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ غَيْرُ ٱلْمَنْظُورِ. فَهُوَ لَيْسَ شَخْصًا وَلَا مِنْ طَبِيعَةٍ مَادِّيَّةٍ، إِلَّا أَنَّ لَهُ تَأْثِيرًا وَاضِحًا. إِنَّهُ طَاقَةٌ مُنْبَعِثَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ، يَبُثُّهَا فِي ٱلْأَشْخَاصِ أَوِ ٱلْأَشْيَاءِ بِهَدَفِ إِنْجَازِ مَشِيئَتِهِ. وَلكِنْ هَلْ يَصْعُبُ ٱلتَّصْدِيقُ أَنَّ هذِهِ ٱلْقُوَّةَ ٱلْمَهِيبَةَ تَنْبَثِقُ مِنَ ٱلْإِلهِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. — اِقْرَأْ اشعيا ٤٠:١٢، ١٣.
٦ أَيُّ مُنَاشَدَةٍ بَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ قَامَ بِهَا دَاوُدُ؟
٦ وَهَلْ يُوَجِّهُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ مِنْ خِلَالِ رُوحِهِ؟ فِي ٱلْمَاضِي، وَعَدَ ٱللّٰهُ ٱلْمُرَنِّمَ ٱلْمُلْهَمَ دَاوُدَ: «أَمْنَحُكَ بَصِيرَةً وَأُرْشِدُكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تَسْلُكُهُ». (مز ٣٢:٨) وَقَدْ رَغِبَ دَاوُدُ فِي نَيْلِ هذَا ٱلْإِرْشَادِ لِأَنَّهُ نَاشَدَ يَهْوَهَ قَائِلًا: «عَلِّمْنِي أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ إِلٰهِي. رُوحُكَ صَالِحٌ، فَلْيَهْدِنِي». (مز ١٤٣:١٠) نَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نَمْتَلِكَ ٱلرَّغْبَةَ عَيْنَهَا وَٱلِٱسْتِعْدَادَ لِلِٱسْتِرْشَادِ بِرُوحِ ٱللّٰهِ. لِمَاذَا؟ إِلَيْكَ أَرْبَعَةَ أَسْبَابٍ فِي مَا يَلِي.
لَمْ نُخْلَقْ لِنُرْشِدَ أَنْفُسَنَا
٧، ٨ (أ) لِمَاذَا نَعْجَزُ عَنْ إِرْشَادِ أَنْفُسِنَا بِٱسْتِقْلَالٍ عَنِ ٱللّٰهِ؟ (ب) أَوْضِحُوا لِمَاذَا يَجِبُ أَلَّا نُحَاوِلَ إِيجَادَ طَرِيقِنَا بِمَعْزِلٍ عَنِ ٱللّٰهِ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا.
٧ أَوَّلًا، يَجِبُ أَنْ نَرْغَبَ فِي نَيْلِ إِرْشَادِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِأَنَّنَا نَعْجَزُ عَنْ إِرْشَادِ أَنْفُسِنَا. فَٱلْفِعْلُ «أَرْشَدَ» يَعْنِي هَدَى، وَجَّهَ، وَدَلَّ عَلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ. وَهذِهِ مَقْدِرَةٌ لَمْ يُزَوِّدْهَا يَهْوَهُ لِلْإِنْسَانِ ٱلْكَامِلِ عِنْدَ ٱلْخَلْقِ، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ وَهُوَ فِي حَالَةِ ٱلنَّقْصِ! كَتَبَ ٱلنَّبِيُّ إِرْمِيَا: «عَرَفْتُ يَا يَهْوَهُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْبَشَرِ طَرِيقُهُمْ. لَيْسَ لِإِنْسَانٍ يَمْشِي أَنْ يُوَجِّهَ خُطُوَاتِهِ». (ار ١٠:٢٣) وَلِمَ لَا؟ لَقَدْ أَطْلَعَ ٱللّٰهُ إِرْمِيَا عَلَى ٱلسَّبَبِ. فَبِٱلْإِشَارَةِ إِلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، قَالَ لَهُ: «اَلْقَلْبُ أَشَدُّ غَدْرًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ يَسْتَمِيتُ إِلَى غَايَتِهِ. فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ؟». — ار ١٧:٩؛ مت ١٥:١٩.
٨ فَكِّرْ فِي ذلِكَ: أَلَيْسَ مِنَ ٱلْحَمَاقَةِ لِشَخْصٍ لَا خِبْرَةَ لَدَيْهِ أَنْ يَتَوَغَّلَ فِي ٱلْأَدْغَالِ مَا لَمْ يَكُنْ فِي حَوْزَتِهِ بُوصُلَةٌ أَوْ لَمْ يُرَافِقْهُ مُرْشِدٌ مُتَمَرِّسٌ؟ إِنَّ عَدَمَ مَعْرِفَتِهِ سُبُلَ ٱلْبَقَاءِ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ فِي مَكَانٍ كَهذَا وَجَهْلَهُ لِكَيْفِيَّةِ ٱلْوُصُولِ إِلَى وُجْهَتِهِ بِأَمَانٍ يُعَرِّضَانِ حَيَاتَهُ لِخَطَرٍ كَبِيرٍ. وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَصِحُّ فِي ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يَظُنُّ أَنَّ فِي وُسْعِهِ أَنْ يَهْدِيَ نَفْسَهُ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ دُونَ ٱلسَّمَاحِ لِلّٰهِ بِأَنْ يَدُلَّهُ عَلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ. فَٱلْفُرْصَةُ ٱلْوَحِيدَةُ لِٱجْتِيَازِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هذَا هِيَ بِٱلتَّضَرُّعِ إِلَى يَهْوَهَ كَمَا فَعَلَ دَاوُدُ. فَقَدْ صَلَّى: «لِتَتَمَسَّكْ خُطُوَاتِي بِمَسَالِكِكَ، فَفِيهَا لَنْ تَتَزَعْزَعَ قَدَمَايَ». (مز ١٧:٥؛ ٢٣:٣) وَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ٱلْحُصُولِ عَلَى إِرْشَادٍ كَهذَا؟
٩ كَيْفَ نَنَالُ إِرْشَادَ رُوحِ ٱللّٰهِ حَسَبَ ٱلصُّورَةِ فِي ٱلصَّفْحَةِ ١٧؟
٩ ثَمَّةَ أَمْرٌ أَكِيدٌ، وَهُوَ أَنَّ ٱللّٰهَ يُوَجِّهُ خُطُوَاتِنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ شَرْطَ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ وَرَاغِبِينَ فِي ٱلِٱتِّكَالِ عَلَيْهِ. فَكَيْفَ تُسَاعِدُنَا هذِهِ ٱلْقُوَّةُ ٱلْفَعَّالَةُ؟ أَوْضَحَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «اَلْمُعِينُ، ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، ٱلَّذِي سَيُرْسِلُهُ ٱلْآبُ بِٱسْمِي، . . . ذَاكَ سَيُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ». (يو ١٤:٢٦) فَإِذَا كُنَّا نَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ — بِمَا فِيهَا أَقْوَالُ ٱلْمَسِيحِ — بِٱنْتِظَامٍ وَبِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ، فَسَيُعَمِّقُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فَهْمَنَا لِحِكْمَةِ يَهْوَهَ، مَا يُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلْعَيْشِ وَفْقَ مَشِيئَتِهِ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ. (١ كو ٢:١٠) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، يُظْهِرُ لَنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ كَيْفَ نَجْتَازُ أَيَّ مُنْعَطَفٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ فِي ٱلْحَيَاةِ. فَهُوَ يُذَكِّرُنَا بِمَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي سَبَقَ أَن تَعَلَّمْنَاهَا وَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْرِفَ كَيْفَ نَسْتَدِلُّ بِهَا عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ.
اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَرْشَدَ يَسُوعَ
١٠، ١١ مَاذَا تَوَقَّعَ يَسُوعُ أَنْ يَنَالَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَكَيْفَ سَاعَدَهُ هذَا ٱلرُّوحُ؟
١٠ إِنَّ ٱلسَّبَبَ ٱلثَّانِيَ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَنَا إِلَى طَلَبِ إِرْشَادِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ هُوَ أَنَّ ٱللّٰهَ قَادَ ٱبْنَهُ مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلرُّوحِ. فَٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْوَحِيدُ كَانَ عَلَى عِلْمٍ بِٱلنُّبُوَّةِ ٱلتَّالِيَةِ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ: «يَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ يَهْوَهَ، رُوحُ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْفَهْمِ، رُوحُ ٱلْمَشُورَةِ وَٱلْقُدْرَةِ، رُوحُ ٱلْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ يَهْوَهَ». (اش ١١:٢) فَكَمْ كَانَ يَسُوعُ يَتُوقُ دُونَ شَكٍّ إِلَى ٱلْحُصُولِ عَلَى مُسَاعَدَةِ رُوحِ ٱللّٰهِ أَثْنَاءَ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ!
١١ وَفِعْلًا صَحَّتْ كَلِمَاتُ يَهْوَهَ أَعْلَاهُ. فَبِحَسَبِ إِنْجِيلِ لُوقَا: «اِنْصَرَفَ يَسُوعُ [مُبَاشَرَةً بَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ] مِنَ ٱلْأُرْدُنِّ مَلْآنًا رُوحًا قُدُسًا، فَٱقْتَادَهُ ٱلرُّوحُ فِي أَرْجَاءِ ٱلْبَرِّيَّةِ». (لو ٤:١) فَفِيمَا هُوَ صَائِمٌ وَمُنْهَمِكٌ فِي ٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّأَمُّلِ، أَنْبَأَهُ يَهْوَهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِمَا كَانَ فِي ٱنْتِظَارِهِ. مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ قُوَّةَ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةَ كَانَتْ تُؤَثِّرُ فِي عَقْلِهِ وَقَلْبِهِ، مُرْشِدَةً تَفْكِيرَهُ وَقَرَارَاتِهِ. نَتِيجَةَ ذلِكَ، عَرَفَ يَسُوعُ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ فِي كُلِّ ظَرْفٍ، وَفَعَلَ بِٱلتَّمَامِ مَا أَرَادَ مِنْهُ أَبُوهُ.
١٢ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَطْلُبَ إِرْشَادَ رُوحِ ٱللّٰهِ؟
١٢ لَقَدْ أَدْرَكَ يَسُوعُ أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّأْثِيرِ ٱلَّذِي يُمَارِسُهُ رُوحُ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِهِ، لِذَا طَبَعَ فِي ذِهْنِ أَتْبَاعِهِ كَمْ هُوَ ضَرُورِيٌّ أَنْ يَطْلُبُوا رُوحَ ٱللّٰهِ وَيَتْبَعُوا إِرْشَادَهُ. (اِقْرَأْ لوقا ١١:٩-١٣.) وَلِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَفْعَلَ نَحْنُ ٱلْأَمْرَ عَيْنَهُ؟ لِأَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُغَيِّرَ تَفْكِيرَنَا بِحَيْثُ يُشْبِهُ فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ. (رو ١٢:٢؛ ١ كو ٢:١٦) فَبِفَسْحِ ٱلْمَجَالِ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَنْ يُرْشِدَنَا فِي ٱلْحَيَاةِ، يُصْبِحُ فِي مَقْدُورِنَا ٱلتَّفْكِيرُ كَٱلْمَسِيحِ وَٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِهِ. — ١ بط ٢:٢١.
هَدَفُ رُوحِ ٱلْعَالَمِ تَضْلِيلُنَا
١٣ مَا هُوَ رُوحُ ٱلْعَالَمِ، وَمَا هُوَ تَأْثِيرُهُ؟
١٣ اَلْأَمْرُ ٱلثَّالِثُ ٱلَّذِي يَجْعَلُنَا نَطْمَحُ إِلَى طَلَبِ إِرْشَادِ رُوحِ ٱللّٰهِ هُوَ حِمَايَةُ أَنْفُسِنَا مِنْ أَنْ يُضِلَّنَا رُوحٌ نَجِسٌ يُؤَثِّرُ فِي حَيَاةِ مُعْظَمِ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ. فَلِلْعَالَمِ قُوَّةٌ مُحَرِّضَةٌ تَحْفِزُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى ٱلسُّلُوكِ فِي سَبِيلٍ يَتَعَارَضُ كُلِّيًّا مَعَ مَا يُنْتِجُهُ فِينَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ. نَعَمْ، يَجْعَلُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ ٱلنَّاسَ يُفَكِّرُونَ وَيَتَصَرَّفُونَ مِثْلَ حَاكِمِ ٱلْعَالَمِ، ٱلشَّيْطَانِ، عِوَضَ أَنْ يُنَمِّيَ فِيهِمْ فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ. (اِقْرَأْ افسس ٢:١-٣؛ تيطس ٣:٣.) وَحِينَ يَنْقَادُ ٱلْمَرْءُ لِرُوحِ ٱلْعَالَمِ وَيَبْدَأُ بِمُمَارَسَةِ أَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ، يَحْصُدُ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً تَحُولُ دُونَ أَنْ يَرِثَ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ. — غل ٥:١٩-٢١.
١٤، ١٥ كَيْفَ نَنْجَحُ فِي مُقَاوَمَةِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ؟
١٤ لَقَدْ أَمَدَّنَا ٱللّٰهُ بِمَا يَلْزَمُ لِمُقَاوَمَةِ رُوحِ ٱلْعَالَمِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «تَقَوَّوْا فِي ٱلرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ . . . لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلشِّرِّيرِ». (اف ٦:١٠، ١٣) فَيَهْوَهُ يُشَدِّدُنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ كَيْ نَصْمُدَ فِي وَجْهِ مُحَاوَلَاتِ ٱلشَّيْطَانِ لِتَضْلِيلِنَا. (رؤ ١٢:٩) صَحِيحٌ أَنَّ رُوحَ ٱلْعَالَمِ قَوِيٌّ وَلَيْسَ فِي وُسْعِنَا تَجَنُّبُهُ بِشَكْلٍ كُلِّيٍّ، غَيْرَ أَنَّهُ فِي مَقْدُورِنَا مَنْعُهُ مِنْ إِفْسَادِنَا. فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَقْوَى مِنْهُ وَسَيُعِينُنَا بِلَا رَيْبٍ!
١٥ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ بِخُصُوصِ ٱلَّذِينَ تَخَلَّوْا عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْمَسِيحِيِّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ: «تَرَكُوا ٱلسَّبِيلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فَضَلُّوا». (٢ بط ٢:١٥) فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّنَا «لَمْ نَنَلْ رُوحَ ٱلْعَالَمِ، بَلِ ٱلرُّوحَ ٱلَّذِي مِنَ ٱللّٰهِ»! (١ كو ٢:١٢) فَبِٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ تَأْثِيرِهِ وَمِنْ كُلِّ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي أَعَدَّهَا يَهْوَهُ لِإِبْقَائِنَا فِي ٱلسَّبِيلِ ٱلْمُسْتَقِيمِ، نَنْجَحُ فِي مُقَاوَمَةِ ٱلرُّوحِ ٱلشَّيْطَانِيَّةِ لِهذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ. — غل ٥:١٦.
اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا
١٦ أَيُّ ثَمَرٍ يُمْكِنُ أَنْ يُنْتِجَهُ فِينَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟
١٦ رَابِعًا، نَحْنُ نُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ فِينَا رُوحُ ٱللّٰهِ لِأَنَّهُ يُنْتِجُ ثَمَرًا جَيِّدًا فِي حَيَاةِ ٱلَّذِينَ يَهْتَدُونَ بِهِ. (اِقْرَأْ غلاطية ٥:٢٢، ٢٣.) فَمَنْ مِنَّا لَا يُحِبُّ أَنْ يُظْهِرَ مِقْدَارًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ، ٱلْفَرَحِ، ٱلسَّلَامِ، طُولِ ٱلْأَنَاةِ، ٱللُّطْفِ، وَٱلصَّلَاحِ؟ وَمَنْ بَيْنَنَا لَا يَسْتَفِيدُ إِذَا مَا ٱزْدَادَ إِيمَانًا، وَدَاعَةً، وَضَبْطَ نَفْسٍ؟ نَعَمْ، يُنْتِجُ فِينَا رُوحُ ٱللّٰهِ صِفَاتٍ جَمِيلَةً تُفِيدُنَا وَعَائِلَتَنَا وَإِخْوَتَنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَتَنْمِيَةُ هذَا ٱلثَّمَرِ عَمَلِيَّةٌ مُسْتَمِرَّةٌ لِأَنَّ هُنَالِكَ دَوْمًا مَجَالًا لِلتَّحَسُّنِ.
١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نُنَمِّيَ أَحَدَ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ عَلَى نَحْوٍ أَفْضَلَ؟
١٧ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا لِلتَّأَكُّدِ مِنْ أَنَّ كَلَامَنَا وَتَصَرُّفَنَا يُعْطِيَانِ ٱلدَّلِيلَ عَلَى أَنَّنَا نَسْتَرْشِدُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَنُعْرِبُ عَنْ ثَمَرِهِ. (٢ كو ١٣:٥أ؛ غل ٥:٢٥) لكِنْ مَاذَا لَوْ بَدَا أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْعَمَلِ عَلَى صَقْلِ بَعْضٍ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تُشَكِّلُ أَوْجُهَ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ؟ يَلْزَمُ أَنْ نَبْذُلَ جُهْدًا إِضَافِيًّا كَيْ نَدَعَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُسَاعِدُنَا عَلَى تَحْسِينِ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ. فَمِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَدْرُسَ كُلَّ وَجْهٍ كَمَا تَكْشِفُهُ صَفَحَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتُنَاقِشُهُ ٱلْمَطْبُوعَاتُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ. وَهكَذَا نَتَعَلَّمُ طَرَائِقَ لِإِظْهَارِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ وَنَنْدَفِعُ إِلَى تَنْمِيَتِهِ عَلَى نَحْوٍ أَفْضَلَ.a وَعِنْدَمَا نُلَاحِظُ نَتَائِجَ عَمَلِ رُوحِ ٱللّٰهِ فِي حَيَاتِنَا وَحَيَاةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ، تَتَّضِحُ لَنَا أَهَمِّيَّةُ ٱلِٱسْتِرْشَادِ بِهِ.
هَلْ تُذْعِنُ لِرُوحِ ٱللّٰهِ؟
١٨ أَيُّ مِثَالٍ يَرْسُمُهُ يَسُوعُ لَنَا فِي ٱلْإِذْعَانِ لِرُوحِ ٱللّٰهِ؟
١٨ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ «عَامِلًا مَاهِرًا» بِجَانِبِ ٱللّٰهِ عِنْدَ خَلْقِ ٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ، فَقَدْ عَرَفَ كُلَّ مَا يَخُصُّ ٱلْحَقْلَ ٱلْمَغْنَطِيسِيَّ لِلْأَرْضِ ٱلَّذِي يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ ٱلْبَشَرُ فِي مَجَالِ ٱلْمِلَاحَةِ. (ام ٨:٣٠؛ يو ١:٣) غَيْرَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لَا يَتَضَمَّنُ أَيَّ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَرْشَدَ بِهذِهِ ٱلْقُوَّةِ وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. بَلْ يُخْبِرُنَا أَنَّهُ عِنْدَمَا عَاشَ كَإِنْسَانٍ لَمَسَ مَدَى تَأْثِيرِ قُوَّةِ رُوحِ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسِ فِي حَيَاتِهِ إِذْ رَغِبَ فِي ٱتِّبَاعِ إِرْشَادِهِ وَأَذْعَنَ لِتَوْجِيهَاتِهِ. (مر ١:١٢، ١٣؛ لو ٤:١٤) فَهَلْ هذَا مَا تَفْعَلُهُ أَنْتَ أَيْضًا؟
١٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ يُصْبِحَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْقُوَّةَ ٱلْمُرْشِدَةَ فِي حَيَاتِنَا؟
١٩ لَا تَزَالُ قُوَّةُ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالَةُ تُوَجِّهُ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي ٱلِٱسْتِرْشَادِ بِهَا. فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ كَيْ تَهْدِيَكَ إِلَى ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلصَّائِبِ؟ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ بِٱسْتِمْرَارٍ لِيُرْسِلَ إِلَيْكَ رُوحَهُ وَيُسَاعِدَكَ أَنْ تَنْقَادَ لَهُ. (اِقْرَأْ افسس ٣:١٤-١٦.) اِعْمَلْ وَفْقَ صَلَوَاتِكَ بِطَلَبِ ٱلْمَشُورَةِ مِنْ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَكْتُوبَةِ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ — اَلَّذِي هُوَ مِنْ نِتَاجِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (٢ تي ٣:١٦، ١٧) وَأَخِيرًا، أَطِعِ ٱلتَّعْلِيمَاتِ ٱلْحَكِيمَةَ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا وَٱقْبَلْ طَوْعًا تَوْجِيهَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَبِفِعْلِكَ ذلِكَ كُلَّهُ، تُبَرْهِنُ أَنَّكَ تَثِقُ بِقُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِرْشَادِكَ إِلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلْقَوِيمِ ٱلْمُؤَدِّي إِلَى بَرِّ ٱلْأَمَانِ.
[الحاشية]
a لِمُنَاقَشَةِ كُلِّ وَجْهٍ، ٱنْظُرْ «قَائِمَةٌ بِحَسَبِ ٱلِٱسْمِ» تَحْتَ ٱلْعُنْوَانِ ٱلرَّئِيسِيِّ «ثَمَرُ رُوحِ ٱللّٰهِ» فِي فِهْرِسُ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
هَلْ تَتَذَكَّرُونَ ٱلنِّقَاطَ ٱلرَّئِيسِيَّةَ؟
• كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَثِّرَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ فِي حَيَاتِنَا؟
• مَا هِيَ ٱلْأَسْبَابُ ٱلْأَرْبَعَةُ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى طَلَبِ إِرْشَادِ رُوحِ ٱللّٰهِ؟
• مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنْ تَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
[الصورة في الصفحة ١٥]
مَارَسَ رُوحُ ٱللّٰهِ تَأْثِيرًا كَبِيرًا فِي حَيَاةِ يَسُوعَ
[الصورة في الصفحة ١٧]
يَعْمَلُ رُوحُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْقُلُوبِ وَٱلْعُقُولِ مُزَوِّدًا إِيَّاهَا بِٱلْإِرْشَادِ