«أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي»
«أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ». — يو ١٥:١٤.
١، ٢ (أ) مِنْ أَيَّةِ خَلْفِيَّاتٍ كَانَ أَصْدِقَاءُ يَسُوعَ؟ (ب) مَا أَهَمِّيَّةُ صَدَاقَةِ يَسُوعَ؟
كَانَ ٱلرِّجَالُ ٱلْجَالِسُونَ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلْعُلِّيَّةِ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ. فَٱلْأَخَوَانِ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ سَبَقَ أَنْ زَاوَلَا صَيْدَ ٱلسَّمَكِ، فِيمَا عَمِلَ مَتَّى فِي ٱلْمَاضِي جَابِيَ ضَرَائِبَ، وَهِيَ مِهْنَةٌ ٱحْتَقَرَهَا ٱلْيَهُودُ. وَبَعْضُهُمْ، مِثْلُ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، عَرَفَ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ أَيَّامِ ٱلصِّبَا. أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ، كَنَثَنَائِيلَ، فَرُبَّمَا تَعَرَّفُوا بِهِ مُنْذُ سَنَوَاتٍ قَلِيلَةٍ فَقَطْ. (يو ١:٤٣-٥٠) لكِنَّ جَمِيعَ ٱلْحَاضِرِينَ مَعَ يَسُوعَ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ ٱلتَّارِيخِيَّةِ، لَيْلَةِ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلفِصْحِ فِي أُورُشَلِيمَ، كَانُوا مُقْتَنِعِينَ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمَوْعُودُ بِهِ، ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ. (يو ٦:٦٨، ٦٩) وَلَا رَيْبَ أَنَّ كَلِمَاتِهِ أَثْلَجَتْ صَدْرَهُمْ إِذْ سَمِعُوهُ يَقُولُ لَهُمْ: «دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ، لِأَنِّي عَرَّفْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي». — يو ١٥:١٥.
٢ إِنَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ لِرُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ تَنْطَبِقُ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْيَوْمَ، وَتَوَسُّعًا عَلَى جَمِيعِ رُفَقَائِهِمِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. (يو ١٠:١٦) فَمَهْمَا كَانَتْ خَلْفِيَّتُنَا، يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْظَى بِشَرَفِ مُصَادَقَةِ يَسُوعَ. وَصَدَاقَتُنَا مَعَهُ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لِأَنَّهَا تَجْعَلُنَا أَيْضًا أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَه. حَتَّى إِنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ أَبَدًا ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَى يَهْوَه مَا لَمْ نَقْتَرِبْ أَوَّلًا إِلَى ٱلْمَسِيحِ. (اِقْرَأْ يوحنا ١٤:٦، ٢١.) فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَكْسِبَ صَدَاقَةَ يَسُوعَ وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا؟ قَبْلَ أَنْ نَتَنَاوَلَ هذَا ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُهِمَّ، لِنُنَاقِشِ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي مَجَالِ ٱلصَّدَاقَةِ وَنَتَأَمَّلْ فِي مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ تَجَاوُبِ تَلَامِيذِهِ مَعَهُ.
مِثَالُ يَسُوعَ فِي ٱلصَّدَاقَةِ
٣ بِمَ كَانَ يَسُوعُ مَعْرُوفًا؟
٣ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ: «أَصْدِقَاءُ ٱلْغَنِيِّ كَثِيرُونَ». (ام ١٤:٢٠) يُلَخِّصُ هذَا ٱلْقَوْلُ مَيْلَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ إِلَى بِنَاءِ ٱلصَّدَاقَاتِ عَلَى أَسَاسِ مَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْهُ لَا مَا يَسْتَطِيعُونَ إِعْطَاءَهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَمَا كَانَ عِنْدَهُ هذَا ٱلْعَيْبُ. فَلَمْ يَتَأَثَّرْ بِوَضْعِ ٱلشَّخْصِ ٱلْمَادِّيِّ أَوْ مَنْزِلَتِهِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ شَعَرَ ذَاتَ مَرَّةٍ بِمَحَبَّةٍ نَحْوَ رَئِيسٍ شَابٍّ غَنِيٍّ وَدَعَاهُ أَنْ يَتْبَعَهُ، لكِنَّهُ أَوْصَاهُ أَنْ يَبِيعَ مَا عِنْدَهُ وَيُعْطِيَ ٱلْفُقَرَاءَ. (مر ١٠:١٧-٢٢؛ لو ١٨:١٨، ٢٣) فَلَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا بِٱلصِّلَاتِ ٱلَّتِي تَرْبِطُهُ بِٱلْأَغْنِيَاءِ وَٱلْوُجَهَاءِ، بَلْ بِمُصَادَقَةِ ٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْمُحْتَقَرِينَ. — مت ١١:١٩.
٤ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ أَصْدِقَاءَ يَسُوعَ كَانُوا أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ عُيُوبٌ؟
٤ طَبْعًا، كَانَ أَصْدِقَاءُ يَسُوعَ أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ عُيُوبٌ. فَبُطْرُسُ أَحْيَانًا لَمْ يَنْظُرْ إِلَى ٱلْأُمُورِ بِمِنْظَارٍ رُوحِيٍّ. (مت ١٦:٢١-٢٣) كَمَا أَعْرَبَ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا عَنْ طُمُوحٍ أَنَانِيٍّ حِينَ طَلَبَا مِنْ يَسُوعَ مَرْكَزَيْنِ بَارِزَيْنِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ، فَأَثَارَا بِمَوْقِفِهِمَا حَفِيظَةَ ٱلرُّسُلِ ٱلْبَاقِينَ. وَقَدْ كَانَتْ مَسْأَلَةُ ٱلْبُرُوزِ مَثَارَ جَدَلٍ دَائِمٍ بَيْنَهُمْ. غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ سَرِيعَ ٱلْغَضَبِ عَلَى أَصْدِقَائِهِ، بَلْ حَاوَلَ بِصَبْرٍ أَنْ يُقَوِّمَ تَفْكِيرَهُمْ. — مت ٢٠:٢٠-٢٨.
٥، ٦ (أ) لِمَ حَافَظَ يَسُوعُ عَلَى صَدَاقَتِهِ مَعَ مُعْظَمِ ٱلرُّسُلِ؟ (ب) لِمَ أَنْهَى يَسُوعُ صَدَاقَتَهُ مَعَ يَهُوذَا؟
٥ لَمْ يُحَافِظْ يَسُوعُ عَلَى صَدَاقَتِهِ مَعَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلنَّاقِصِينَ لِأَنَّهُ تَعَامَى عَنْ نَقَائِصِهِمْ أَوْ كَانَ مُتَسَامِحًا بِإِفْرَاطٍ، بَلْ لِأَنَّهُ رَكَّزَ عَلَى نَوَايَاهُمُ ٱلطَّيِّبَةِ وَصِفَاتِهِمِ ٱلْجَيِّدَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، خَابَ أَمَلُهُ طَبْعًا فِي بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا عِنْدَمَا ٱسْتَغْرَقُوا فِي ٱلنَّوْمِ عِوَضَ ٱلْوُقُوفِ إِلَى جَانِبِهِ فِي أَحْلَكِ لَحَظَاتِ حَيَاتِهِ. لكِنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ دَوَافِعَهُمْ جَيِّدَةٌ، فَقَالَ: «إِنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ، أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». — مت ٢٦:٤١.
٦ بِٱلتَّبَايُنِ، أَنْهَى يَسُوعُ صَدَاقَتَهُ مَعَ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيِّ. فَمَعَ أَنَّ يَهُوذَا حَافَظَ شَكْلِيًّا عَلَى مَظَاهِرِ ٱلصَّدَاقَةِ، ٱكْتَشَفَ يَسُوعُ أَنَّ رَفِيقَهُ هذَا ٱلَّذِي كَانَتْ تَرْبِطُهُ بِهِ عَلَاقَةٌ حَمِيمَةٌ سَمَحَ لِلْفَسَادِ بِٱلتَّغَلْغُلِ فِي قَلْبِهِ. فَقَدْ صَارَ يَهُوذَا صَدِيقًا لِلْعَالَمِ، فَجَعَلَ نَفْسَهُ عَدُوًّا لِلّٰهِ. (يع ٤:٤) لِذلِكَ صَرَفَهُ يَسُوعُ قَبْلَ أَنْ يُؤَكِّدَ صَدَاقَتَهُ لِلرُّسُلِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلـ ١١ ٱلْبَاقِينَ. — يو ١٣:٢١-٣٥.
٧، ٨ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِأَصْدِقَائِهِ؟
٧ تَغَاضَى يَسُوعُ عَنْ عُيُوبِ أَصْدِقَائِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ وَٱهْتَمَّ بِخَيْرِهِمْ. فَقَدْ صَلَّى مَثَلًا إِلَى أَبِيهِ أَنْ يَحْمِيَهُمْ فِي مِحَنِهِمْ. (اِقْرَأْ يوحنا ١٧:١١.) كَمَا رَاعَى قُدُرَاتِهِمِ ٱلْجَسَدِيَّةَ ٱلْمَحْدُودَةَ. (مر ٦:٣٠-٣٢) وَلَمْ يَكُنْ يَهُمُّهُ أَنْ يُدْلِيَ لَهُمْ بِرَأْيِهِ هُوَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ يَسْمَعَ وَيَتَفَهَّمَ رَأْيَهُمْ وَمَشَاعِرَهُمْ هُمْ أَيْضًا. — مت ١٦:١٣-١٦؛ ١٧:٢٤-٢٦.
٨ لَقَدْ عَاشَ يَسُوعُ وَمَاتَ مِنْ أَجْلِ أَصْدِقَائِهِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ بِأَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ تَطَلَّبَتْ مَوْتَهُ بُغْيَةَ إِجْرَاءِ ٱلْعَدْلِ وَفْقَ مِقْيَاسِ أَبِيهِ، لكِنَّ ٱلْمَسْأَلَةَ شَمَلَتْ أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ. (مت ٢٦:٢٧، ٢٨؛ عب ٩:٢٢، ٢٨) فَقَدْ بَذَلَ حَيَاتَهُ تَعْبِيرًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ، لِأَنَّهُ قَالَ: «لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ: أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ». — يو ١٥:١٣.
كَيْفَ تَجَاوَبَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ مَعَ صَدَاقَتِهِ؟
٩، ١٠ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلنَّاسُ مَعَ سَخَاءِ يَسُوعَ؟
٩ كَانَ يَسُوعُ سَخِيًّا، وَلَمْ يَبْخَلْ عَلَى ٱلنَّاسِ بِوَقْتِهِ وَعَاطِفَتِهِ وَمَوَارِدِهِ. فَٱنْجَذَبُوا إِلَيْهِ وَبَادَلُوهُ ٱلْعَطَاءَ بِسُرُورٍ. (لو ٨:١-٣) لِذلِكَ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ عَنْ خِبْرَةٍ: «مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا. فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا. فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ». — لو ٦:٣٨.
١٠ طَبْعًا، حَاوَلَ ٱلْبَعْضُ مُرَافَقَتَهُ طَمَعًا بِمَا يُمْكِنُهُمُ ٱلْحُصُولُ عَلَيْهِ لَا غَيْرَ. لكِنَّ هؤُلَاءِ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلزَّائِفِينَ تَخَلَّوْا عَنْهُ عِنْدَمَا أَسَاءُوا فَهْمَ أَحَدِ أَقْوَالِهِ. فَعِوَضَ ٱلْتِمَاسِ عُذْرٍ لِيَسُوعَ فِي مَسْأَلَةٍ لَمْ يَفْهَمُوهَا، تَسَرَّعُوا فِي ٱلتَّوَصُّلِ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ خَاطِئَةٍ وَأَدَارُوا لَهُ ظُهُورَهُمْ. أَمَّا ٱلرُّسُلُ فَكَانُوا أَوْلِيَاءَ. فَرَغْمَ أَنَّ صَدَاقَتَهُمْ لِيَسُوعَ ٱمْتُحِنَتْ مِرَارًا، بَذَلُوا قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِيَقِفُوا إِلَى جَانِبِهِ فِي ٱلسَّرَّاءِ وَٱلضَّرَّاءِ. (اِقْرَأْ يوحنا ٦:٢٦، ٥٦، ٦٠، ٦٦-٦٨.) لِذلِكَ عَبَّرَ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ عَنْ تَقْدِيرِهِ لَهُمْ، قَائِلًا: «أَنْتُمْ مَنِ ٱلْتَصَقَ بِي فِي مِحَنِي». — لو ٢٢:٢٨.
١١، ١٢ كَيْفَ طَمْأَنَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ، وَكَيْفَ تَجَاوَبُوا؟
١١ بُعَيْدَ مَدْحِ يَسُوعَ تَلَامِيذَهُ عَلَى وَلَائِهِمْ، تَخَلَّوْا عَنْهُ هُمْ أَنْفُسُهُمْ. فَسَمَحُوا مُؤَقَّتًا لِلْخَوْفِ مِنَ ٱلْبَشَرِ بِأَنْ يَطْغَى عَلَى مَحَبَّتِهِمْ لِلْمَسِيحِ. لكِنَّهُ سَامَحَهُمْ مُجَدَّدًا، فَتَرَاءَى لَهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِ وَقِيَامَتِهِ وَطَمْأَنَهُمْ بِأَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ أَصْدِقَاءَهُ. كَمَا عَهِدَ إِلَيْهِمْ بِمُهِمَّةٍ مُقَدَّسَةٍ: أَنْ يُتَلْمِذُوا «أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ» وَيَكُونُوا لَهُ شُهُودًا «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (مت ٢٨:١٩؛ اع ١:٨) فَكَيْفَ تَجَاوَبُوا؟
١٢ لَقَدْ تَفَانَى ٱلتَّلَامِيذُ فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَسُرْعَانَ مَا مَلَأُوا أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِهِمْ بِدَعْمِ رُوحِ يَهْوَه ٱلْقُدُسِ. (اع ٥:٢٧-٢٩) وَلَمْ يَثْنِهِمْ حَتَّى ٱلتَّهْدِيدُ بِٱلْمَوْتِ عَنْ إِطَاعَةِ وَصِيَّةِ يَسُوعَ بِٱلتَّلْمَذَةِ. وَبَعْدَ مُرُورِ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ، ٱسْتَطَاعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ يَكْتُبَ أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ كُرِزَ بِهَا «فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ». (كو ١:٢٣) فَلَا شَكَّ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ أَظْهَرُوا مَدَى تَقْدِيرِهِمْ لِلصَّدَاقَةِ ٱلَّتِي تَرْبِطُهُمْ بِيَسُوعَ.
١٣ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ سَمَحَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ لِتَعَالِيمِهِ بِأَنْ تُؤَثِّرَ فِيهِمْ؟
١٣ سَمَحَ ٱلَّذِينَ صَارُوا مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ لِتَعَالِيمِهِ بِأَنْ تُؤَثِّرَ فِي حَيَاتِهِمِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. وَعَنَى ذلِكَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى كَثِيرِينَ إِجْرَاءَ تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةٍ فِي مَسْلَكِهِمْ وَشَخْصِيَّتِهِمْ. فَبَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلْجُدُدِ كَانُوا فِي مَا مَضَى مُضَاجِعِي نَظِيرٍ وَزُنَاةً وَسِكِّيرِينَ وَسَارِقِينَ. (١ كو ٦:٩-١١) وَكَانَ عَلَى ٱلْبَعْضِ أَيْضًا أَنْ يُغَيِّرُوا نَظْرَتَهُمْ إِلَى ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ جِنْسٍ آخَرَ. (اع ١٠:٢٥-٢٨) رَغْمَ ذلِكَ، أَطَاعُوا يَسُوعَ، فَطَرَحُوا عَنْهُمُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ وَلَبِسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ. (اف ٤:٢٠-٢٤) لَقَدْ عَرَفُوا «فِكْرَ ٱلْمَسِيحِ»، أَيْ فَهِمُوا طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ وَسِيرَتَهُ وَٱقْتَدَوْا بِهِمَا. — ١ كو ٢:١٦.
صَدَاقَةُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ
١٤ بِمَاذَا وَعَدَ يَسُوعُ أَثْنَاءَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»؟
١٤ كَانَ كَثِيرُونَ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ قَدْ تَعَرَّفُوا بِيَسُوعَ شَخْصِيًّا أَوْ رَأَوْهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ. أَمَّا نَحْنُ فَلَمْ نَحْظَ بِهذِهِ ٱلْفُرْصَةِ. فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ ٱلْمَسِيحِ؟ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ إِطَاعَةُ إِرْشَادِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ ٱلْمُؤَلَّفِ مِنْ إِخْوَةِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلَّذِينَ لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ بِأَنْ يُقِيمَ هذَا ٱلْعَبْدَ «عَلَى جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهِ» أَثْنَاءَ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٤:٣، ٤٥-٤٧) وَٱلْغَالِبِيَّةُ ٱلْعُظْمَى مِنَ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَ صَدَاقَةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ لَيْسُوا مِنْ هذَا ٱلصَّفِّ. فَكَيْفَ يُؤَثِّرُ تَجَاوُبُهُمْ مَعَ إِرْشَادِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ فِي صَدَاقَتِهِمْ مَعَ ٱلْمَسِيحِ؟
١٥ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يُحْسَبُ ٱلْمَرْءُ خَرُوفًا أَوْ جَدْيًا؟
١٥ اِقْرَأْ متى ٢٥:٣١-٤٠. دَعَا يَسُوعُ أَعْضَاءَ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ إِخْوَتَهُ. وَفِي مَثَلِهِ عَنْ فَرْزِ ٱلْخِرَافِ مِنَ ٱلْجِدَاءِ، ذَكَرَ بِوُضُوحٍ أَنَّ مُعَامَلَتَنَا لِإِخْوَتِهِ تُوَازِي تَمَامًا مُعَامَلَتَنَا لَهُ شَخْصِيًّا. وَقَدْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ ٱلْعَامِلَ ٱلْحَاسِمَ ٱلَّذِي يُمَيِّزُ ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ هُوَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلَّتِي يُعَامِلُونَ بِهَا حَتَّى «ٱلْأَصَاغِرَ مِنْ [إِخْوَتِهِ]». لِذلِكَ، فَإِنَّ دَعْمَ صَفِّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ هُوَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ ٱلَّتِي يُظْهِرُ بِهَا ذَوُو ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ رَغْبَتَهُمْ أَنْ يَكُونُوا أَصْدِقَاءَ ٱلْمَسِيحِ.
١٦، ١٧ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا أَصْدِقَاءُ لِإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ؟
١٦ فَكَيْفَ تُظْهِرُ أَنَّكَ صَدِيقٌ لِإِخْوَةِ ٱلْمَسِيحِ إِذَا كُنْتَ تَرْجُو ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ظِلِّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثِ طَرَائِقَ، أَوَّلُهَا ٱلْمُشَارَكَةُ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. فَقَدْ أَمَرَ ٱلْمَسِيحُ إِخْوَتَهُ أَنْ يَكْرِزُوا بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ. (مت ٢٤:١٤) لكِنَّ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْبَاقِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ لَا يَسَعُهُمْ أَنْ يَتَوَلَّوْا هذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ وَحْدَهُمْ دُونَ مُسَاعَدَةٍ مِنْ رُفَقَائِهِمِ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، كُلَّمَا ٱنْهَمَكَ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، سَاعَدُوا إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ عَلَى إِتْمَامِ مُهِمَّتِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَصَفُّ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ يُقَدِّرُ كَثِيرًا بَادِرَةَ ٱلصَّدَاقَةِ هذِهِ، مِثْلَمَا يُقَدِّرُهَا ٱلْمَسِيحُ.
١٧ وَيُسَاعِدُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ إِخْوَةَ ٱلْمَسِيحِ بِطَرِيقَةٍ ثَانِيَةٍ هِيَ دَعْمُ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ مَادِّيًّا. فَقَدْ شَجَّعَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَصْنَعُوا لَهُمْ أَصْدِقَاءَ «بِٱلْمَالِ ٱلْأَثِيمِ». (لو ١٦:٩) لَا يَعْنِي ذلِكَ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ شِرَاءَ صَدَاقَةِ يَسُوعَ أَوْ يَهْوَه، بَلْ يَعْنِي بِٱلْأَحْرَى أَنَّنَا بِتَسْخِيرِ مُقْتَنَيَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ فِي خِدْمَةِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ، نُعْرِبُ عَنْ صَدَاقَتِنَا وَمَحَبَّتِنَا «بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ»، لَا بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ. (١ يو ٣:١٦-١٨) وَيَتَمَثَّلُ هذَا ٱلدَّعْمُ ٱلْمَادِّيُّ فِي ٱلْمَوَارِدِ ٱلَّتِي نُنْفِقُهَا أَوْ نَسْتَهْلِكُهَا أَثْنَاءَ قِيَامِنَا بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، ٱلْمَالِ ٱلَّذِي نَتَبَرَّعُ بِهِ لِبِنَاءِ وَصِيَانَةِ أَمَاكِنِ عِبَادَتِنَا، وَٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلَّتِي نُسَاهِمُ بِهَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ. وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه وَيَسُوعَ يُقَدِّرَانِ كِلَاهُمَا مَا نُعْطِيهِ بِسُرُورٍ، قَلِيلًا كَانَ أَمْ كَثِيرًا. — ٢ كو ٩:٧.
١٨ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُطِيعَ إِرْشَادَ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٨ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلثَّالِثَةُ ٱلَّتِي نُظْهِرُ بِهَا جَمِيعًا أَنَّنَا أَصْدِقَاءُ ٱلْمَسِيحِ هِيَ قُبُولُ إِرْشَادِ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُعَيَّنِينَ تَحْتَ تَوْجِيهِهِ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (اف ٥:٢٣) كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «أَطِيعُوا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَكُمْ وَكُونُوا مُذْعِنِينَ». (عب ١٣:١٧) قَدْ نَسْتَصْعِبُ أَحْيَانًا إِطَاعَةَ تَوْجِيهِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمُؤَسَّسِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، لِأَنَّنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ نَعْرِفُ نَقَائِصَهُمُ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُشَوِّهَ نَظْرَتَنَا إِلَى مَشُورَتِهِمْ. رَغْمَ ذلِكَ، يُسَرُّ ٱلْمَسِيحُ، رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ، بِٱسْتِخْدَامِ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلنَّاقِصِينَ. لِذلِكَ، فَإِنَّ تَجَاوُبَنَا مَعَ سُلْطَتِهِمْ لَهُ تَأْثِيرٌ مُبَاشِرٌ فِي صَدَاقَتِنَا مَعَهُ. فَنَحْنُ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لَهُ عِنْدَمَا نَتَغَاضَى عَنْ عُيُوبِهِمْ وَنَتْبَعُ إِرْشَادَهُمْ بِفَرَحٍ.
أَيْنَ نَجِدُ أَصْدِقَاءَ مُخْلِصِينَ؟
١٩، ٢٠ مَاذَا نَجِدُ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ، وَمَا مَوْضُوعُ مَقَالَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ يَسْتَمِرُّ يَسُوعُ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ بِنَا لَيْسَ فَقَطْ عَنْ طَرِيقِ إِشْرَافِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمُحِبِّينَ، بَلْ أَيْضًا بِوَاسِطَةِ ٱلْأُمَّهَاتِ وَٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلرُّوحِيِّينَ ٱلَّذِينَ نَجِدُهُمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. (اِقْرَأْ مرقس ١٠:٢٩، ٣٠.) هَلْ تَذْكُرُ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَقْرِبَائِكَ عِنْدَمَا بَدَأْتَ بِمُعَاشَرَةِ هَيْئَةِ يَهْوَه؟ إِذَا كَانُوا قَدْ دَعَمُوا ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلْتَهَا فِي سَبِيلِ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى ٱللّٰهِ وَٱلْمَسِيحِ، فَهذَا رَائِعٌ. لكِنَّ يَسُوعَ حَذَّرَ قَائِلًا إِنَّ «أَعْدَاءَ ٱلْإِنْسَانِ» يَكُونُونَ أَحْيَانًا «مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ». (مت ١٠:٣٦) فَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَعْرِفُ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَجِدَ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَصْدِقَاءَ يَلْتَصِقُونَ بِنَا أَكْثَرَ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ لَحْمِنَا وَدَمِنَا! — ام ١٨:٢٤.
٢٠ تُظْهِرُ ٱلسَّلَامَاتُ ٱلْإِفْرَادِيَّةُ ٱلَّتِي خَتَمَ بِهَا بُولُسُ رِسَالَتَهُ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي رُومَا أَنَّهُ كَانَ لَدَيْهِ أَصْدِقَاءُ أَحِمَّاءُ كَثِيرُونَ. (رو ١٦:٨-١٦) كَمَا خَتَمَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا رِسَالَتَهُ ٱلثَّالِثَةَ بِٱلْكَلِمَاتِ: «سَلِّمْ عَلَى ٱلْأَصْدِقَاءِ بِأَسْمَائِهِمْ». (٣ يو ١٤) وَيَدُلُّ ذلِكَ أَنَّهُ أَنْشَأَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْمَتِينَةِ. فَكَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ وَٱلتَّلَامِيذِ ٱلْأَوَّلِينَ فِي إِقَامَةِ صَدَاقَاتٍ بَنَّاءَةٍ وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ إِنَّ هذَا ٱلسُّؤَالَ هُوَ مَوْضُوعُ مَقَالَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ فِي مَجَالِ ٱلصَّدَاقَةِ؟
• كَيْفَ تَجَاوَبَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ مَعَ صَدَاقَتِهِ؟
• كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا أَصْدِقَاءُ ٱلْمَسِيحِ؟
[الصورة في الصفحة ١٤]
اِهْتَمَّ يَسُوعُ بِرَأْيِ وَمَشَاعِرِ أَصْدِقَائِهِ
[الصور في الصفحة ١٦]
كَيْفَ نُظْهِرُ رَغْبَتَنَا فِي أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ لِلْمَسِيحِ؟