الفصل ١٠
«كَلِمَةُ يَهْوَهَ . . . ظَلَّتْ تَنْمُو»
بُطْرُسُ يُحَرَّرُ وَٱلْمُضْطَهِدُونَ يَعْجَزُونَ عَنْ وَقْفِ ٱلْبِشَارَةِ
مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ١٢:١-٢٥
١-٤ أَيَّةُ ظُرُوفٍ عَصِيبَةٍ وَاجَهَتْ بُطْرُسَ، وَكَيْفَ تَشْعُرُ لَوْ كُنْتَ مَكَانَهُ؟
يُسَاقُ بُطْرُسُ مُكَبَّلًا إِلَى زِنْزَانَتِهِ. يَجُرُّهُ حَارِسَانِ رُومَانِيَّانِ، ٱلْوَاحِدُ عَنْ يَمِينِهِ وَٱلْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ. يَسْمَعُ ٱلرَّسُولُ صَوْتًا مُدَوِّيًا. لَقَدْ أُغْلِقَ بَابُ ٱلْحَدِيدِ ٱلضَّخْمُ خَلْفَهُ سَالِبًا إِيَّاهُ حُرِّيَّتَهُ. وَهَا هُوَ ٱلْآنَ قَابِعٌ خَلْفَ قُضْبَانِ ٱلسِّجْنِ يَعُدُّ ٱلسَّاعَاتِ ٱلطِّوَالَ أَوْ رُبَّمَا ٱلْأَيَّامَ مُنْتَظِرًا مَصِيرًا مَجْهُولًا. يُجِيلُ نَظَرَهُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً فَلَا يَقَعُ بَصَرُهُ إِلَّا عَلَى جُدْرَانِ ٱلزِّنْزَانَةِ وَقُضْبَانِهَا وَٱلْقُيُودِ وَٱلْحُرَّاسِ . . .
٢ وَسُرْعَانَ مَا تَصِلُ أَنْبَاءٌ مُرَوِّعَةٌ: هِيرُودُسُ ٱلْمَلِكُ عَازِمٌ عَلَى تَصْفِيَةِ بُطْرُسَ!a سَيُقَدِّمُهُ إِلَى ٱلشَّعْبِ مَيْتًا بَعْدَ ٱلْفِصْحِ طَمَعًا فِي كَسْبِ رِضَاهُمْ. هَلْ هٰذَا مُجَرَّدُ كَلَامٍ فِي ٱلْهَوَاءِ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ! فَيَدَا هِيرُودُسَ لَا تَزَالَانِ مُلَطَّخَتَيْنِ بِدِمَاءِ ٱلرَّسُولِ يَعْقُوبَ.
٣ فِي ٱلْغَدِ سَيُعْدَمُ بُطْرُسُ. تُرَى بِمَ يَفْتَكِرُ هٰذَا ٱلرَّسُولُ فِي عَتَمَةِ زِنْزَانَتِهِ؟ هَلْ يَتَذَكَّرُ مَا أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ قَبْلَ سَنَوَاتٍ بِأَنَّهُ سَيُقَيَّدُ وَيُسَاقُ إِلَى مَوْتِهِ رُغْمًا عَنْهُ؟ (يو ٢١:١٨، ١٩) لَعَلَّهُ يَتَسَاءَلُ هَلْ حَانَ وَقْتُ إِتْمَامِ ٱلنُّبُوَّةِ.
٤ أَيَّةُ مَشَاعِرَ تَنْتَابُكَ لَوْ كُنْتَ مَكَانَ بُطْرُسَ؟ فِي وَضْعٍ كَهٰذَا يَبْلُغُ كَثِيرُونَ حَافَّةَ ٱلْيَأْسِ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ دَهَمَتْهُمْ. وَلٰكِنْ هَلْ تَنْسَدُّ حَقًّا كُلُّ ٱلسُّبُلِ فِي وَجْهِ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمُخْلِصِينَ؟ وَمَاذَا تُعَلِّمُنَا رَدَّةُ فِعْلِ بُطْرُسَ وَرُفَقَائِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ تِجَاهَ ٱلِٱضْطِهَادِ؟ هٰذَا مَا نُنَاقِشُهُ فِي مَا يَلِي.
‹كَانُوا يُوَاظِبُونَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ› (اعمال ١٢:١-٥)
٥، ٦ (أ) كَيْفَ هَاجَمَ ٱلْمَلِكُ هِيرُودُسُ أَغْرِيبَاسُ ٱلْأَوَّلُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ، وَلِمَاذَا؟ (ب) لِمَ شَكَّلَ مَوْتُ يَعْقُوبَ ٱمْتِحَانًا لِلْجَمَاعَةِ؟
٥ رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلسَّابِقِ أَنَّ ٱهْتِدَاءَ ٱلْأُمَمِيِّ كَرْنِيلِيُوسَ وَعَائِلَتِهِ أَثَارَ حَمَاسَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. لٰكِنَّ ٱلْيَهُودَ صُدِمُوا دُونَ شَكٍّ عِنْدَمَا سَمِعُوا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ يُقَدِّمُونَ ٱلْعِبَادَةَ إِلَى جَانِبِ أُمَمِيِّينَ دُونَ أَيِّ رَادِعٍ.
٦ فَرَأَى هِيرُودُسُ ٱلسِّيَاسِيُّ ٱلْمُحَنَّكُ فِي هٰذِهِ ٱلتَّطَوُّرَاتِ فُرْصَةً ذَهَبِيَّةً لِٱسْتِرْضَاءِ ٱلْيَهُودِ، وَرَاحَ عَلَى ٱلْأَثَرِ يُسِيءُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ. «فَقَضَى عَلَى يَعْقُوبَ أَخِي يُوحَنَّا بِٱلسَّيْفِ»، إِذْ سَمِعَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّهُ أَحَدُ ٱلْمُقَرَّبِينَ مِنْ يَسُوعَ. (اع ١٢:٢) فَيَا لَهٰذَا ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلصَّعْبِ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ! لَا نَنْسَ أَنَّ يَعْقُوبَ كَانَ وَاحِدًا مِنَ ٱلرُّسُلِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ خَصَّهُمْ يَسُوعُ بِرُؤْيَةِ ٱلتَّجَلِّي وَعَجَائِبَ أُخْرَى. (مت ١٧:١، ٢؛ مر ٥:٣٧-٤٢) وَكَانَ ٱلْمَسِيحُ قَدْ لَقَّبَهُ وَأَخَاهُ يُوحَنَّا «ٱبْنَيِ ٱلرَّعْدِ» بِسَبَبِ حَمَاسَتِهِمَا ٱلْمُتَّقِدَةِ. (مر ٣:١٧) وَبِذٰلِكَ خَسِرَتِ ٱلْجَمَاعَةُ رَسُولًا مَحْبُوبًا وَشَاهِدًا شُجَاعًا وَأَمِينًا.
٧، ٨ مَاذَا فَعَلَتِ ٱلْجَمَاعَةُ عِنْدَمَا قُبِضَ عَلَى بُطْرُسَ؟
٧ حَقَّقَ إِعْدَامُ يَعْقُوبَ ٱلنَّتِيجَةَ ٱلْمَرْجُوَّةَ وَأَرْضَى ٱلْيَهُودَ. فَتَشَجَّعَ أَغْرِيبَاسُ عَلَى ٱلْمُضِيِّ فِي خُطَّتِهِ مُوَجِّهًا نَظَرَهُ ٱلْآنَ إِلَى بُطْرُسَ. فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَزَجَّهُ فِي ٱلسِّجْنِ. وَلٰكِنْ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْخَامِسِ، عَجِزَتْ قُضْبَانُ ٱلسِّجْنِ قَبْلًا عَنْ تَقْيِيدِ ٱلرُّسُلِ. وَلَا بُدَّ أَنَّ هِيرُودُسَ ٱلْمَلِكَ عَرَفَ ذٰلِكَ. لِذَا لَمْ يُرِدْ أَنْ يُخَاطِرَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ. فَأَمَرَ أَنْ يُقَيَّدَ ٱلرَّسُولُ بَيْنَ جُنْدِيَّيْنِ وَيَتَنَاوَبَ ١٦ رَجُلًا عَلَى حِرَاسَتِهِ لَيْلَ نَهَارَ. وَفِي حَالِ تَمَكَّنَ مِنَ ٱلْهَرَبِ، يَنَالُ هٰؤُلَاءِ ٱلْجُنُودُ عِقَابَهُ. فَمَاذَا فَعَلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي هٰذِهِ ٱلظُّرُوفِ ٱلْعَصِيبَةِ؟
٨ لَمْ يَتَحَيَّرِ ٱلْإِخْوَةُ فِي أَمْرِهِمْ. تُخْبِرُنَا ٱلْأَعْمَال ١٢:٥: «كَانَ بُطْرُسُ مُحْتَجَزًا فِي ٱلسِّجْنِ. أَمَّا ٱلْجَمَاعَةُ فَكَانَتْ تُوَاظِبُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ بِحَرَارَةٍ إِلَى ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِهِ». لَقَدْ تَضَرَّعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِحَرَارَةٍ وَبِصِدْقٍ مِنْ أَجْلِ أَخِيهِمِ ٱلْمَحْبُوبِ. فَلَمْ تُظْلِمِ ٱلدُّنْيَا فِي وُجُوهِهِمْ بِسَبَبِ مَوْتِ يَعْقُوبَ وَلَا أَحَسُّوا أَنَّ صَلَوَاتِهِمْ عَقِيمَةٌ. فَيَهْوَهُ يُعَلِّقُ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً عَلَيْهَا، وَهُوَ يَسْتَجِيبُهَا إِذَا كَانَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ. (عب ١٣:١٨، ١٩؛ يع ٥:١٦) وَلْيَكُنْ ذٰلِكَ دَرْسًا لَنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ.
٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ صَلَوَاتِ رُفَقَاءِ بُطْرُسَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
٩ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، هَلْ سَمِعْتَ بِإِخْوَةٍ تَنْهَالُ عَلَيْهِمِ ٱلْمَصَائِبُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ؟ فَرُبَّمَا يَتَأَلَّمُونَ بِسَبَبِ ٱضْطِهَادَاتٍ أَوْ حَظْرٍ حُكُومِيٍّ أَوْ كَوَارِثَ طَبِيعِيَّةٍ. فَهَلْ تُصَلِّي بِحَرَارَةٍ مِنْ أَجْلِهِمْ؟ أَوْ لَعَلَّكَ تَعْرِفُ إِخْوَةً يُعَانُونَ مَصَاعِبَ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ لِلْعِيَانِ، مُوَاجِهِينَ مَثَلًا مُشْكِلَةً عَائِلِيَّةً أَوْ حَالَةَ تَثَبُّطٍ أَوْ تَحَدِّيًا يَتَهَدَّدُ إِيمَانَهُمْ. فَإِذَا أَمْعَنْتَ فِكْرَكَ قَلِيلًا قَبْلَ ٱلصَّلَاةِ، فَقَدْ يَخْطُرُ فِي بَالِكَ أَشْخَاصٌ يُمْكِنُكَ أَنْ تَذْكُرَهُمْ بِٱلِٱسْمِ فِيمَا تَتَحَدَّثُ إِلَى يَهْوَهَ «سَامِعِ ٱلصَّلَاةِ». (مز ٦٥:٢) وَأَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضًا بِحَاجَةٍ أَنْ يُصَلِّيَ إِخْوَتُكَ وَأَخَوَاتُكَ مِنْ أَجْلِكَ حِينَ تُلِمُّ بِكَ ٱلْمَشَاكِلُ.
«اِتْبَعْنِي» (اعمال ١٢:٦-١١)
١٠، ١١ صِفُوا كَيْفَ أَنْقَذَ مَلَاكُ يَهْوَهَ بُطْرُسَ مِنَ ٱلسِّجْنِ.
١٠ لَا نَعْرِفُ يَقِينًا هَلِ ٱضْطَرَبَ بُطْرُسُ حِينَ فَكَّرَ فِي ٱلْخَطَرِ ٱلْمُحْدِقِ بِهِ. لٰكِنَّ ٱلسِّجِلَّ يُخْبِرُنَا أَنَّهُ كَانَ نَائِمًا مِلْءَ جَفْنَيْهِ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ لَهُ فِي ٱلسِّجْنِ. فَقَدْ عَرَفَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمُؤْمِنُ بِلَا شَكٍّ أَنَّهُ فِي أَمَانٍ مَعَ يَهْوَهَ مَهْمَا حَمَلَ لَهُ ٱلْغَدُ. (رو ١٤:٧، ٨) عَلَى أَيِّ حَالٍ، كَانَ بُطْرُسُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَشْهَدَ أَحْدَاثًا مُذْهِلَةً تَفُوقُ تَوَقُّعَاتِهِ. فَفَجْأَةً شَعَّ نُورٌ سَاطِعٌ فِي ٱلزِّنْزَانَةِ وَظَهَرَ مَلَاكٌ دُونَ أَنْ يَرَاهُ ٱلْحَارِسَانِ كَمَا يَبْدُو. ثُمَّ أَيْقَظَ بُطْرُسَ مِنْ نَوْمِهِ بِلَجَاجَةٍ، فَإِذَا بِٱلسِّلْسِلَتَيْنِ ٱلْعَصِيَّتَيْنِ تَسْقُطَانِ مِنْ يَدَيْهِ.
١١ أَعْطَى ٱلْمَلَاكُ بُطْرُسَ إِرْشَادَاتٍ مُقْتَضَبَةً، قَائِلًا: «قُمْ سَرِيعًا! . . . تَمَنْطَقْ وَشُدَّ نَعْلَيْكَ . . . اِلْبَسْ رِدَاءَكَ وَٱتْبَعْنِي». فَتَجَاوَبَ ٱلرَّسُولُ عَلَى ٱلْفَوْرِ مُمْتَثِلًا لِلتَّعْلِيمَاتِ. فَخَرَجَا مِنَ ٱلزِّنْزَانَةِ وَٱجْتَازَا بِصَمْتٍ ٱلْمَحْرَسَ ٱلْأَوَّلَ وَٱلثَّانِيَ، حَتَّى وَصَلَا إِلَى بَابِ ٱلْحَدِيدِ ٱلضَّخْمِ. لَرُبَّمَا تَسَاءَلَ بُطْرُسُ آنَذَاكَ: ‹وَٱلْآنَ، مَا عَسَانَا نَفْعَلُ؟!›. لٰكِنَّ حَيْرَتَهُ هٰذِهِ مَا كَانَتْ لِتَدُومَ طَوِيلًا. فَمَا إِنِ ٱقْتَرَبَا مِنَ ٱلْبَابِ حَتَّى «ٱنْفَتَحَ لَهُمَا مِنْ ذَاتِهِ». فَعَبَرَاهُ وَوَصَلَا إِلَى ٱلشَّارِعِ، وَفِي ٱلْحَالِ ٱخْتَفَى ٱلْمَلَاكُ. إِذَّاكَ أَدْرَكَ بُطْرُسُ حَقِيقَةَ ٱلدَّقَائِقِ ٱلْأَخِيرَةِ: مَا ٱخْتَبَرَهُ لَمْ يَكُنْ رُؤْيَا؛ لَقَدْ أَصْبَحَ بِٱلْفِعْلِ حُرًّا طَلِيقًا! — اع ١٢:٧-١١.
١٢ لِمَ نَتَعَزَّى حِينَ نَتَأَمَّلُ كَيْفَ أَنْقَذَ يَهْوَهُ بُطْرُسَ؟
١٢ أَلَا نَتَعَزَّى حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي قُدْرَةِ يَهْوَهَ ٱلْمُطْلَقَةِ عَلَى إِنْقَاذِ خُدَّامِهِ؟ فَبُطْرُسُ سُجِنَ بِأَمْرٍ مِنْ مَلِكٍ تَدْعَمُهُ أَقْوَى دَوْلَةٍ شَهِدَهَا ٱلْعَالَمُ حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْحِينِ. مَعَ ذٰلِكَ، خَرَجَ بِسُهُولَةٍ مِنْ زِنْزَانَتِهِ كَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ! وَلٰكِنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَصْنَعُ عَجَائِبَ كَهٰذِهِ مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ خُدَّامِهِ. فَهُوَ مَثَلًا لَمْ يُخَلِّصْ يَعْقُوبَ قَبْلًا وَلَا خَلَّصَ بُطْرُسَ نَفْسَهُ حِينَ تَمَّتْ فِيهِ نُبُوَّةُ يَسُوعَ لَاحِقًا. وَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَا نَتَوَقَّعُ إِنْقَاذًا عَجَائِبِيًّا، إِلَّا أَنَّنَا نُبْقِي فِي بَالِنَا أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَغَيَّرُ. (مل ٣:٦) وَهُوَ يَعِدُ أَنْ يُحَرِّرَ عَمَّا قَرِيبٍ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ مَلَايِينَ ٱلْأَشْخَاصِ مِنْ أَمْنَعِ ٱلسُّجُونِ قَاطِبَةً: ٱلْمَوْتِ. (يو ٥:٢٨، ٢٩) وَوُعُودٌ كَهٰذِهِ تَمُدُّنَا بِشَجَاعَةٍ هَائِلَةٍ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ.
«رَأَوْهُ فَدُهِشُوا» (اعمال ١٢:١٢-١٧)
١٣-١٥ (أ) مَاذَا فَعَلَ أَعْضَاءُ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُجْتَمِعُونَ فِي بَيْتِ مَرْيَمَ عِنْدَ وُصُولِ بُطْرُسَ؟ (ب) عَلَامَ يُرَكِّزُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْآنَ، وَأَيُّ تَأْثِيرٍ كَانَ بُطْرُسُ يَتْرُكُهُ فِي إِخْوَتِهِ وَأَخَوَاتِهِ ٱلرُّوحِيِّينَ؟
١٣ وَقَفَ بُطْرُسُ فِي ٱلشَّارِعِ ٱلْمُعْتِمِ يُفَكِّرُ فِي وُجْهَتِهِ ٱلتَّالِيَةِ. ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى بَيْتٍ مُجَاوِرٍ تَمْلِكُهُ ٱمْرَأَةٌ مَسِيحِيَّةٌ ٱسْمُهَا مَرْيَمُ، وَهِيَ عَلَى مَا يَبْدُو أَرْمَلَةٌ مَيْسُورَةٌ إِذِ ٱمْتَلَكَتْ مَنْزِلًا يَسَعُ جَمَاعَةً بِأَكْمَلِهَا. وَمَرْيَمُ هٰذِهِ هِيَ وَالِدَةُ يُوحَنَّا مَرْقُسَ ٱلَّذِي يَأْتِي سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ هُنَا عَلَى ذِكْرِهِ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى. وَلَاحِقًا نَقْرَأُ أَنَّهُ أَصْبَحَ بِمَثَابَةِ ٱبْنٍ لِبُطْرُسَ. (١ بط ٥:١٣) فِي بَيْتِ مَرْيَمَ، كَانَ ٱلْعَدِيدُ مِنْ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ مُجْتَمِعِينَ تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ لِيَرْفَعُوا ٱلصَّلَوَاتِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ رَغْمَ ٱلسَّاعَةِ ٱلْمُتَأَخِّرَةِ. وَلَا رَيْبَ أَنَّ جُلَّ مَا طَلَبُوهُ هُوَ أَنْ يُطْلَقَ سَرَاحُ بُطْرُسَ. وَلٰكِنْ مَا كَانُوا لِيَتَوَقَّعُوا مُطْلَقًا مَا يُخَبِّئُهُ يَهْوَهُ لَهُمْ.
١٤ فَفَجْأَةً قُرِعَ بَابُ ٱلْمَدْخَلِ ٱلْمُؤَدِّي إِلَى فِنَاءٍ فِي مُقَدَّمِ ٱلْبَيْتِ. فَأَقْبَلَتْ لِتَرُدَّ جَارِيَةٌ تُدْعَى رُودَا، ٱسْمٌ يُونَانِيٌّ شَائِعٌ مَعْنَاهُ «وَرْدَةٌ». وَلٰكِنْ مَا سَمِعَتْهُ تَرَكَهَا مَصْعُوقَةً. فَٱلصَّوْتُ صَوْتُ بُطْرُسَ! وَمِنْ شِدَّةِ فَرَحِهَا لَمْ تَفْتَحْ لَهُ، بَلْ تَرَكَتْهُ وَاقِفًا فِي ٱلشَّارِعِ وَرَكَضَتْ إِلَى ٱلدَّاخِلِ مُحَاوِلَةً إِقْنَاعَ ٱلْحَاضِرِينَ أَنَّ ٱلرَّسُولَ عِنْدَ ٱلْبَابِ. فَمَا كَانَ مِنْهُمْ إِلَّا أَنِ ٱتَّهَمُوهَا بِٱلْجُنُونِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ تَكُنْ هٰذِهِ ٱلْجَارِيَةُ مِمَّنْ يَسْتَسْلِمُونَ بِسُهُولَةٍ، فَبَقِيَتْ مُصِرَّةً عَلَى مَوْقِفِهَا. عِنْدَئِذٍ حَاوَلَ ٱلْبَعْضُ ٱلتَّوَصُّلَ إِلَى حَلٍّ وَسَطٍ مُقْتَرِحِينَ أَنَّهَا رُبَّمَا رَأَتْ مَلَاكًا يُمَثِّلُهُ. (اع ١٢:١٢-١٥) وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، تَابَعَ ٱلرَّسُولُ قَرْعَ ٱلْبَابِ حَتَّى تَوَجَّهُوا إِلَيْهِ أَخِيرًا وَفَتَحُوا لَهُ.
١٥ وَكَمْ «دُهِشَ» ٱلْإِخْوَةُ لِرُؤْيَةِ بُطْرُسَ وَاقِفًا عِنْدَ ٱلْبَابِ! (اع ١٢:١٦) حَتَّى إِنَّهُ ٱضْطُرَّ أَنْ يُهَدِّئَ حَمَاسَتَهُمْ لِيَقُصَّ عَلَيْهِمْ مَا جَرَى. ثُمَّ طَلَبَ مِنْهُمْ أَنْ يَنْقُلُوا ٱلْخَبَرَ إِلَى ٱلتِّلْمِيذِ «يَعْقُوبَ وَٱلْإِخْوَةِ»، وَغَادَرَ ٱلْمَكَانَ قَبْلَ أَنْ يَجِدَهُ جُنُودُ هِيرُودُسَ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمُجْتَمِعِينَ آنَذَاكَ كَانُوا فِي غَايَةِ ٱلسُّرُورِ. وَمِنْ هُنَاكَ، سَافَرَ لِيُتَابِعَ بِوَلَاءٍ خِدْمَتَهُ فِي مَكَانٍ أَكْثَرَ أَمْنًا. وَلَا يَأْتِي سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ عَلَى ذِكْرِهِ مُجَدَّدًا إِلَّا فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ حِينَ سَاهَمَ فِي بَتِّ قَضِيَّةِ ٱلْخِتَانِ. فَٱلسِّفْرُ ٱلْآنَ يَتَحَوَّلُ إِلَى أَعْمَالِ وَرِحْلَاتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. إِلَّا أَنَّنَا مُتَأَكِّدُونَ تَمَامًا أَنَّ بُطْرُسَ شَدَّدَ إِيمَانَ إِخْوَتِهِ وَأَخَوَاتِهِ أَيْنَمَا ذَهَبَ.
١٦ لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ ٱلْمُسْتَقْبَلَ يُخَبِّئُ لَنَا أَيَّامًا حُلْوَةً؟
١٦ أَحْيَانًا يُنْعِمُ يَهْوَهُ عَلَى خُدَّامِهِ بِعَطَايَا تَفُوقُ كُلَّ تَوَقُّعَاتِهِمْ، مُدْخِلًا إِلَى قُلُوبِهِمْ أَفْرَاحًا لَا تُوصَفُ. فِي ٱلْمَاضِي مَثَلًا، شَعَرَ إِخْوَةُ وَأَخَوَاتُ بُطْرُسَ ٱلرُّوحِيُّونَ بِهٰذِهِ ٱلْفَرْحَةِ عِنْدَمَا رَأَوْهُ حُرًّا طَلِيقًا. وَفِي ٱلْحَاضِرِ، تَغْمُرُنَا هٰذِهِ ٱلسَّعَادَةُ حِينَ نَلْمُسُ بَرَكَةَ يَهْوَهَ ٱلسَّخِيَّةَ. (ام ١٠:٢٢) أَمَّا مُسْتَقْبَلًا فَسَنَشْهَدُ إِتْمَامَ جَمِيعِ وُعُودِهِ عَلَى نِطَاقٍ عَالَمِيٍّ. عِنْدَئِذٍ سَنَعِيشُ حَيَاةً وَلَا فِي ٱلْخَيَالِ! فَيَا لَلْأَيَّامِ ٱلْحُلْوَةِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُ مَنْ يُحَافِظُونَ عَلَى أَمَانَتِهِمْ!
«ضَرَبَهُ مَلَاكُ يَهْوَهَ» (اعمال ١٢:١٨-٢٥)
١٧، ١٨ لِمَ تَمَلَّقَ ٱلْحَشْدُ هِيرُودُسَ؟
١٧ هِيرُودُسُ بِدَوْرِهِ دُهِشَ حِينَ سَمِعَ بِنَبَإِ هُرُوبِ بُطْرُسَ؛ وَلٰكِنْ أَيُّ دَهْشَةٍ! فَقَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ ٱلنَّبَأُ نُزُولَ ٱلصَّاعِقَةِ. فَأَمَرَ مِنْ فَوْرِهِ بِإِجْرَاءِ بَحْثٍ شَامِلٍ عَنِ ٱلسَّجِينِ ٱلْفَارِّ وَٱسْتِجْوَابِ حُرَّاسِهِ. ثُمَّ قَضَى بِأَنْ «يُسَاقُوا إِلَى ٱلْعِقَابِ»، مِمَّا عَنَى عَلَى ٱلْأَغْلَبِ إِعْدَامَهُمْ. (اع ١٢:١٩) مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ وَٱلتَّعَاطُفَ لَيْسَا مِنْ مَآثِرِ هِيرُودُسَ أَغْرِيبَاسَ. فَهَلْ حَصَدَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمُتَحَجِّرُ يَوْمًا عَوَاقِبَ مَا زَرَعَتْ يَدَاهُ؟
١٨ لَعَلَّ فَشَلَ أَغْرِيبَاسَ فِي إِعْدَامِ بُطْرُسَ شَكَّلَ صَفْعَةً لَهُ. لٰكِنَّهُ وَجَدَ سَرِيعًا مَا يُدَغْدِغُ بِهِ كِبْرِيَاءَهُ. فَقَدِ ٱضْطُرَّ بَعْضُ أَعْدَائِهِ إِلَى ٱلْتِمَاسِ ٱلسَّلَامِ فِي لِقَاءٍ دِبْلُومَاسِيٍّ جَمَعَهُمْ بِهِ. وَمِنْ جِهَتِهِ، كَانَ رَاغِبًا دُونَ شَكٍّ أَنْ يَخْطُبَ فِي حَشْدٍ كَبِيرٍ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْمُعَيَّنِ، «لَبِسَ هِيرُودُسُ ٱلْحُلَّةَ ٱلْمَلَكِيَّةَ». وَوَفْقًا لِلْمُؤَرِّخِ ٱلْيَهُودِيِّ يُوسِيفُوس، كَانَتْ ثِيَابُ أَغْرِيبَاسَ مَنْسُوجَةً مِنَ ٱلْفِضَّةِ بِحَيْثُ تَأَلَّقَ ٱلْمَلِكُ بَهَاءً تَحْتَ أَشِعَّةِ ٱلشَّمْسِ. ثُمَّ حِينَ أَلْقَى هٰذَا ٱلسِّيَاسِيُّ ٱلْمُتَكَبِّرُ خِطَابَهُ، تَمَلَّقَهُ ٱلْحَشْدُ صَارِخِينَ: «إِنَّهُ صَوْتُ إِلٰهٍ لَا صَوْتُ إِنْسَانٍ!». — اع ١٢:٢٠-٢٢.
١٩، ٢٠ (أ) لِمَ عَاقَبَ يَهْوَهُ هِيرُودُسَ؟ (ب) كَيْفَ تُعَزِّينَا ٱلرِّوَايَةُ عَنْ مَوْتِ هِيرُودُسَ أَغْرِيبَاسَ ٱلْمُفَاجِئِ؟
١٩ رُفِّعَ هِيرُودُسُ إِلَى مَصَافِّ ٱلْآلِهَةِ عَلَى مَرْأًى مِنَ ٱللّٰهِ نَفْسِهِ! كَانَتِ ٱلْفُرْصَةُ مُتَاحَةً أَمَامَهُ أَنْ يَتَفَادَى ٱلْكَارِثَةَ. أَفَمَا كَانَ فِي وِسْعِهِ مَثَلًا أَنْ يُلْجِمَ ٱلْحَشْدَ أَوْ أَقَلُّهُ يُخَالِفَهُمُ ٱلرَّأْيَ؟! وَلٰكِنْ أَيٌّ مِنْ ذٰلِكَ لَمْ يَحْدُثْ قَطُّ. إِذَّاكَ صَحَّ فِي هٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْمُتَغَطْرِسِ ٱلْمَثَلُ ٱلْقَائِلُ: «قَبْلَ ٱلتَّحَطُّمِ ٱلْكِبْرِيَاءُ». (ام ١٦:١٨) «فَفِي ٱلْحَالِ ضَرَبَهُ مَلَاكُ يَهْوَهَ» وَمَاتَ شَرَّ مِيتَةٍ. نَقْرَأُ: «صَارَ ٱلدُّودُ يَأْكُلُهُ كُلَّهُ وَمَاتَ». (اع ١٢:٢٣) وَيُوسِيفُوس يُثَنِّي عَلَى هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ذَاكِرًا أَنَّ أَغْرِيبَاسَ ضُرِبَ فَجْأَةً. وَوَفْقًا لِهٰذَا ٱلْمُؤَرِّخِ، عَرَفَ ٱلْمَلِكُ أَنَّهُ يَمُوتُ جَزَاءَ قُبُولِهِ إِطْرَاءَ ٱلْحَشْدِ، وَظَلَّ يُحْتَضَرُ مُدَّةَ خَمْسَةِ أَيَّامٍ قَبْلَ أَنْ يُفَارِقَ ٱلْحَيَاةَ.b
٢٠ بَيْنَ ٱلْحِينِ وَٱلْحِينِ، يُخَيَّلُ إِلَيْنَا نَحْنُ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءَ أَنَّ ٱلْأَشْرَارَ يَنْجُونَ مِنَ ٱلْعِقَابِ. وَهٰذَا لَا يُثِيرُ ٱسْتِغْرَابَنَا لِأَنَّ «ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ . . . تَحْتَ سُلْطَةِ ٱلشِّرِّيرِ». (١ يو ٥:١٩) مَعَ ذٰلِكَ نَتَضَايَقُ أَحْيَانًا حِينَ يُفْلِتُ ٱلْأَشْرَارُ مِنْ يَدِ ٱلْعَدَالَةِ. أَفَلَا نَتَعَزَّى عِنْدَئِذٍ بِرِوَايَاتٍ كَهٰذِهِ؟ فَيَهْوَهُ تَدَخَّلَ آنَذَاكَ وَأَظْهَرَ أَنَّهُ يُحِبُّ ٱلْعَدْلَ. (مز ٣٣:٥) وَعَاجِلًا أَمْ آجِلًا سَتَأْخُذُ عَدَالَتُهُ مَجْرَاهَا.
٢١ عَلَامَ يُرَكِّزُ ٱلْإِصْحَاحُ ١٢ مِنْ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ، وَكَيْفَ يُشَدِّدُنَا ٱلْيَوْمَ؟
٢١ تُخْتَتَمُ ٱلرِّوَايَةُ بِكَلِمَاتٍ مُشَجِّعَةٍ لِلْغَايَةِ. نَقْرَأُ: «أَمَّا كَلِمَةُ يَهْوَهَ فَظَلَّتْ تَنْمُو وَتَنْتَشِرُ». (اع ١٢:٢٤) أَلَا يُذَكِّرُنَا هٰذَا ٱلتَّوَسُّعُ بِبَرَكَةِ يَهْوَهَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ فَحْوَى ٱلْإِصْحَاحِ ١٢ مِنْ سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ لَا يَدُورُ حَوْلَ مَوْتِ رَسُولٍ وَنَجَاةِ آخَرَ، بَلْ يُرَكِّزُ عَلَى يَهْوَهَ وَإِحْبَاطِهِ مُحَاوَلَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمُتَكَرِّرَةَ لِسَحْقِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْمُزْدَهِرِ. وَمِثْلَمَا خَابَتْ جَمِيعُ مُحَاوَلَاتِهِ قَدِيمًا، كَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ لَا بُدَّ أَنْ تَبُوءَ كُلُّ مَكَايِدِهِ بِٱلْفَشَلِ. (اش ٥٤:١٧) بِٱلْمُقَابِلِ، يُنْجِزُ مَنْ يُؤَيِّدُونَ جَانِبَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مُهِمَّةً لَنْ تَفْشَلَ أَبَدًا. أَفَلَا نَتَشَدَّدُ بِهٰذَا ٱلْوَاقِعِ؟! فَلْنُعِزَّ إِذًا ٱمْتِيَازَنَا ٱلْفَرِيدَ فِي نَشْرِ «كَلِمَةِ يَهْوَهَ»!
a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «اَلْمَلِكُ هِيرُودُسُ أَغْرِيبَاسُ ٱلْأَوَّلُ».
b رَجَّحَ كَاتِبٌ وَبْرُوفِسُّورٌ فِي ٱلْجِرَاحَةِ أَنْ تَكُونَ ٱلدِّيدَانُ ٱلْمُسْتَدِيرَةُ ٱلَّتِي تُسَبِّبُ ٱنْسِدَادًا مِعَوِيًّا مُمِيتًا وَرَاءَ ٱلْأَعْرَاضِ ٱلَّتِي يَصِفُهَا يُوسِيفُوس وَلُوقَا. وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَتَقَيَّأُ ٱلْمُصَابُ هٰذِهِ ٱلدِّيدَانَ أَوْ تَزْحَفُ مِنْ جِسْمِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ. يَقُولُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ: «إِنَّ دِقَّةَ لُوقَا ٱلطِّبِّيَّةَ تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى فَظَاعَةِ مِيتَةِ [هِيرُودُسَ]».