الفصل ١٣
«خِلَافٌ وَجِدَالٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ»
قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ تُعْرَضُ عَلَى ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ
مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْأَعْمَال ١٥:١-١٢
١-٣ (أ) أَيُّ تَطَوُّرَاتٍ هَدَّدَتْ بِتَقْسِيمِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ دَرْسِ رِوَايَةِ ٱلْأَعْمَالِ؟
تَنْتَهِي ٱلرِّحْلَةُ ٱلْإِرْسَالِيَّةُ ٱلْأُولَى فَيَعُودُ بُولُسُ وَبَرْنَابَا إِلَى أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ وَٱلدُّنْيَا تَكَادُ لَا تَسَعُهُمَا مِنَ ٱلْفَرَحِ. فَيَهْوَهُ «فَتَحَ لِلْأُمَمِ بَابًا لِلْإِيمَانِ». (اع ١٤:٢٦، ٢٧) وَفِي أَنْطَاكِيَةَ نَفْسِهَا كَانَ قَدِ ٱنْضَمَّ «عَدَدٌ كَثِيرٌ» مِنَ ٱلْأُمَمِيِّينَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ، فَبَاتَتِ ٱلْبِشَارَةُ هُنَاكَ حَدِيثَ ٱلسَّاعَةِ. — اع ١١:٢٠-٢٦.
٢ وَسُرْعَانَ مَا يَسْمَعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ عَنْ هٰذَا ٱلنُّمُوِّ ٱلْمُذْهِلِ. وَلٰكِنْ عِوَضَ أَنْ يَفْرَحَ ٱلْجَمِيعُ، تُوقِظُ هٰذِهِ ٱلْأَخْبَارُ نَارًا تَحْتَ ٱلرَّمَادِ وَتُذْكِي ٱلْجَدَلَ ٱلدَّائِرَ حَوْلَ ٱلْخِتَانِ. فَمَا ٱلْعَلَاقَةُ ٱلْمُثْلَى بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ وَٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ؟ وَأَيُّ نَظْرَةٍ إِلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ يَنْبَغِي لِلْأُمَمِيِّينَ تَبَنِّيهَا؟ تُوقِعُ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ خِلَافًا خَطِيرًا يُهَدِّدُ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَكَيْفَ تُبَتُّ؟
٣ لِنَتَمَعَّنْ فِي مَا يَلِي فِي رِوَايَةِ ٱلْأَعْمَالِ، فَنَسْتَقِيَ دُرُوسًا قَيِّمَةً تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلسُّلُوكِ بِحِكْمَةٍ فِي حَالِ نَشَأَتْ فِي أَيَّامِنَا قَضَايَا تُهَدِّدُ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ.
«إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا» (اعمال ١٥:١)
٤ أَيُّ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ رَوَّجَ لَهَا بَعْضُ ٱلْمُؤْمِنِينَ، وَأَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟
٤ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ لُوقَا: «نَزَلَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ [إِلَى أَنْطَاكِيَةَ] وَٱبْتَدَأُوا يُعَلِّمُونَ ٱلْإِخْوَةَ، قَائِلِينَ: ‹إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا بِحَسَبِ عَادَةِ مُوسَى، فَلَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَخْلُصُوا›». (اع ١٥:١) لَا يَذْكُرُ ٱلسِّجِلُّ هَلْ كَانَ هٰؤُلَاءِ ‹ٱلْقَوْمُ› فَرِّيسِيِّينَ قَبْلَ ٱهْتِدَائِهِمْ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ. لٰكِنَّهُمْ عَلَى مَا يَبْدُو تَأَثَّرُوا بِهٰذِهِ ٱلْبِدْعَةِ مِنْ حَيْثُ تَمَسُّكُهَا بِحَرْفِيَّةِ ٱلشَّرِيعَةِ. وَرُبَّمَا ٱدَّعَوْا زُورًا أَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلِسَانِ ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ. (اع ١٥:٢٣، ٢٤) وَلٰكِنْ رُبَّ قَائِلٍ يَقُولُ: ‹مَاذَا يَدْفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ إِلَى تَرْوِيجِ ٱلْخِتَانِ بَعْدَ مُرُورِ ١٣ سَنَةً تَقْرِيبًا عَلَى قُبُولِ بُطْرُسَ ٱلْأُمَمِيِّينَ ٱلْغُلْفَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِتَوْجِيهٍ مِنَ ٱللّٰهِ؟›.a — اع ١٠:٢٤-٢٩، ٤٤-٤٨.
٥، ٦ (أ) أَيَّةُ أَسْبَابٍ مُحْتَمَلَةٍ دَفَعَتْ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ إِلَى ٱلتَّمَسُّكِ بِٱلْخِتَانِ؟ (ب) أَوْضِحُوا هَلْ كَانَ عَهْدُ ٱلْخِتَانِ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَهْدِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيِّ. (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
٥ قَدْ يُعْزَى تَصَرُّفُهُمْ إِلَى عِدَّةِ أَسْبَابٍ. نَذْكُرُ مِنْهَا أَنَّ يَهْوَهَ نَفْسَهَ هُوَ مَنْ أَوْصَى بِخِتَانِ ٱلذُّكُورِ، دَلَالَةً عَلَى حِيَازَةِ عَلَاقَةٍ مُمَيَّزَةٍ بِهِ. وَٱلْخِتَانُ فِي ٱلْأَصْلِ سَبَقَ عَهْدَ ٱلشَّرِيعَةِ. فَإِبْرَاهِيمُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ كَانُوا أَوَّلَ مَنِ ٱخْتَتَنُوا.b ثُمَّ أَصْبَحَ هٰذَا ٱلْمَطْلَبُ جُزْءًا مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. (لا ١٢:٢، ٣) حَتَّى ٱلْغُرَبَاءُ وَجَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُطَبِّقُوهُ لِكَيْ يَتَمَتَّعُوا بِٱمْتِيَازَاتٍ مُعَيَّنَةٍ، كَتَنَاوُلِ ٱلْفِصْحِ مَثَلًا. (خر ١٢:٤٣، ٤٤، ٤٨، ٤٩) أَمَّا ٱلْغُلْفُ فَكَانُوا نَجِسِينَ وَمُحْتَقَرِينَ فِي نَظَرِ ٱلْيَهُودِ. — اش ٥٢:١.
٦ لَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ ٱلتَّكَيُّفَ مَعَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱسْتَلْزَمَ إِيمَانًا وَتَوَاضُعًا مِنْ جِهَةِ ٱلْيَهُودِ ٱلْمُهْتَدِينَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَقَدْ حَلَّ عَهْدٌ جَدِيدٌ مَحَلَّ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ وَلَمْ يَعُدْ بِٱلتَّالِي ٱلْمَوْلُودُونَ فِي ٱلْأُمَّةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ يَنْتَمُونَ تِلْقَائِيًّا إِلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ. هٰذَا وَإِنَّ ٱلشَّجَاعَةَ كَانَتْ ضَرُورِيَّةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعَائِشِينَ فِي مُحِيطٍ يَهُودِيٍّ، كَمِنْطَقَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مَثَلًا. فَلَمْ يَكُنْ سَهْلًا عَلَيْهِمْ أَنْ يُعْلِنُوا إِيمَانَهُمْ بِٱلْمَسِيحِ وَيَقْبَلُوا ٱلْأُمَمِيِّينَ ٱلْغُلْفَ رُفَقَاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ. — ار ٣١:٣١-٣٣؛ لو ٢٢:٢٠.
٧ أَيُّ حَقِيقَةٍ لَمْ يَفْهَمْهَا «قَوْمٌ» مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ؟
٧ فَمَاذَا إِذًا، هَلْ تَغَيَّرَتْ مَقَايِيسُ ٱللّٰهِ؟ طَبْعًا لَا، بِدَلِيلِ أَنَّ ٱلْعَهْدَ ٱلْجَدِيدَ تَضَمَّنَ رُوحَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. (مت ٢٢:٣٦-٤٠) فَعَنِ ٱلْخِتَانِ كَتَبَ بُولُسُ لَاحِقًا: «اَلْيَهُودِيُّ هُوَ مَنْ كَانَ فِي ٱلْبَاطِنِ يَهُودِيًّا، وَخِتَانُهُ هُوَ خِتَانُ ٱلْقَلْبِ بِٱلرُّوحِ، لَا بِشَرِيعَةٍ مَكْتُوبَةٍ». (رو ٢:٢٩؛ تث ١٠:١٦) غَيْرَ أَنَّ ‹ٱلْقَوْمَ› ٱلنَّازِلِينَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ لَمْ يَفْهَمُوا هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ، بَلْ أَكَّدُوا أَنَّ ٱللّٰهَ لَمْ يُبْطِلْ قَطُّ شَرِيعَةَ ٱلْخِتَانِ. فَهَلْ يُصْغُونَ إِلَى صَوْتِ ٱلْمَنْطِقِ؟
«خِلَافٌ وَجِدَالٌ» (اعمال ١٥:٢)
٨ لِمَ رُفِعَتْ مَسْأَلَةُ ٱلْخِتَانِ إِلَى ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ فِي أُورُشَلِيمَ؟
٨ يُتَابِعُ لُوقَا: «لَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا خِلَافٌ وَجِدَالٌ لَيْسَ بِقَلِيلٍ مَعَهُمْ، رَتَّبُوا [ٱلشُّيُوخُ] أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَقَوْمٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ أَجْلِ هٰذِهِ ٱلْمُجَادَلَةِ».c (اع ١٥:٢) كَشَفَ وُقُوعُ «خِلَافٍ وَجِدَالٍ» عَنْ مَوَاقِفَ رَاسِخَةٍ وَٱقْتِنَاعَاتٍ لَا تَتَزَعْزَعُ عِنْدَ ٱلْفَرِيقَيْنِ. وَلَمْ يَكُنْ فِي وِسْعِ جَمَاعَةِ أَنْطَاكِيَةَ ٱلْبَتُّ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ. لِذٰلِكَ، وَحِرْصًا مِنْهَا عَلَى ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ، قَرَّرَتِ ٱلْجَمَاعَةُ بِحِكْمَةٍ أَنْ تُرْفَعَ ٱلْقَضِيَّةُ إِلَى «ٱلرُّسُلِ وَٱلشُّيُوخِ فِي أُورُشَلِيمَ» ٱلَّذِينَ أَلَّفُوا ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ شُيُوخِ أَنْطَاكِيَةَ؟
٩، ١٠ كَيْفَ رَسَمَ ٱلْإِخْوَةُ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَبُولُسُ وَبَرْنَابَا مِثَالًا حَسَنًا لَنَا؟
٩ إِنَّ أَحَدَ ٱلدُّرُوسِ ٱلْقَيِّمَةِ ٱلَّتِي نَسْتَقِيهَا هُوَ ضَرُورَةُ ٱلثِّقَةِ بِهَيْئَةِ ٱللّٰهِ. تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: لَقَدْ عَرَفَ ٱلْإِخْوَةُ فِي أَنْطَاكِيَةَ أَنَّ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ مُؤَلَّفَةٌ بِٱلْكَامِلِ مِنْ يَهُودٍ ٱهْتَدَوْا إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يُخَامِرْهُمُ ٱلشَّكُّ فِي أَنَّ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ سَتَبُتُّ مَسْأَلَةَ ٱلْخِتَانِ ٱنْسِجَامًا مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. فَقَدْ كَانُوا مُتَيَقِّنِينَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُوَجِّهُ ٱلْأُمُورَ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ وَيَسُوعَ رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (مت ٢٨:١٨، ٢٠؛ اف ١:٢٢، ٢٣) فَلْنَقْتَدِ إِذًا بِمِثَالِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي أَنْطَاكِيَةَ حِينَ تَنْشَأُ قَضَايَا خَطِيرَةٌ وَاثِقِينَ بِهَيْئَةِ ٱللّٰهِ وَٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنْ مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ.
١٠ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، تُرَسِّخُ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ فِي ذِهْنِنَا قِيمَةَ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلصَّبْرِ. فَرَغْمَ أَنَّ تَعْيِينَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا بِٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْأُمَمِ أَتَى مُبَاشَرَةً مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، لَمْ يَلْجَأَا إِلَى هٰذِهِ ٱلسُّلْطَةِ لِحَسْمِ مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ فَوْرًا فِي أَنْطَاكِيَةَ. (اع ١٣:٢، ٣) وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، كَتَبَ بُولُسُ: «صَعِدْتُ [إِلَى أُورُشَلِيمَ] نَتِيجَةَ كَشْفٍ»، مِمَّا يُشِيرُ أَنَّهُ نَالَ إِرْشَادًا إِلٰهِيًّا فِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. (غل ٢:٢) وَٱلْيَوْمَ يَسْعَى ٱلشُّيُوخُ إِلَى ٱلتَّحَلِّي بِهٰذَا ٱلْمَوْقِفِ ٱلْمُتَوَاضِعِ وَٱلصَّبُورِ حِينَ تَنْشَأُ مَسَائِلُ تُهَدِّدُ ٱلْوَحْدَةَ. فَعِوَضَ أَنْ يَكُونُوا مُخَاصِمِينَ، يَطْلُبُونَ تَوْجِيهَ يَهْوَهَ بِٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَإِرْشَادِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ. — في ٢:٢، ٣.
١١، ١٢ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ؟
١١ وَفِي حَالَاتٍ أُخْرَى، قَدْ نُضْطَرُّ إِلَى ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ لِيُوَضِّحَ مَسْأَلَةً مَا عَلَى غِرَارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَيَّامَ بُولُسَ. تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَبُتَّ قَضِيَّةَ ٱلْخِتَانِ حَتَّى ٱلْعَامِ ٤٩ بم تَقْرِيبًا، أَيْ بَعْدَ مُرُورِ نَحْوِ ١٣ سَنَةً مِنْ مَسْحِ كَرْنِيلِيُوسَ عَامَ ٣٦ بم. فَلِمَ تَرَكَ ٱلْمَسْأَلَةَ مُعَلَّقَةً كُلَّ هٰذِهِ ٱلْمُدَّةِ؟ رُبَّمَا رَغِبَ فِي إِعْطَاءِ ٱلْيَهُودِ ٱلْمُخْلِصِينَ مُهْلَةً كَافِيَةً لِيَتَأَقْلَمُوا مَعَ هٰذَا ٱلتَّغْيِيرِ ٱلْجَذْرِيِّ. فَفِي ٱلنِّهَايَةِ، كَانَ عَهْدُ ٱلْخِتَانِ آنَذَاكَ عُمْرُهُ ٩٠٠,١ سَنَةٍ، وَقَدْ قُطِعَ مَعَ سَلَفِهِمِ ٱلْمُكَرَّمِ إِبْرَاهِيمَ. لِذَا لَمْ يَكُنْ إِنْهَاؤُهُ مَسْأَلَةً تَمُرُّ مُرُورَ ٱلْكِرَامِ. — يو ١٦:١٢.
١٢ حَقًّا إِنَّهُ لَٱمْتِيَازٌ لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ أَنْ يُعَلِّمَنَا وَيَصُوغَنَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ وَٱلصَّبُورُ! فَٱلنَّتَائِجُ دَائِمًا تَصُبُّ فِي مَصْلَحَتِنَا. (اش ٤٨:١٧، ١٨؛ ٦٤:٨) فَلْنَمْتَنِعْ إِذًا عَنِ ٱلْإِصْرَارِ بِتَكَبُّرٍ عَلَى آرَائِنَا ٱلْخَاصَّةِ وَرَفْضِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ أَوِ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي فَهْمِ بَعْضِ ٱلْآيَاتِ. (جا ٧:٨) وَفِي حَالِ كَشَفْتَ فِي نَفْسِكَ مَيْلًا كَهٰذَا وَلَوْ كَانَ طَفِيفًا، صَلِّ لِيَهْوَهَ وَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمَبَادِئِ ٱلْفَعَّالَةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْإِصْحَاحِ ١٥.d
١٣ كَيْفَ نَعْكِسُ صَبْرَ يَهْوَهَ فِي خِدْمَتِنَا؟
١٣ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلصَّبْرِ عِنْدَمَا نَدْرُسُ مَعَ أَشْخَاصٍ يَسْتَصْعِبُونَ تَرْكَ مُعْتَقَدَاتٍ أَوْ عَادَاتٍ بَاطِلَةٍ طَالَمَا كَانَتْ عَزِيزَةً عَلَى قَلْبِهِمْ. فَرُبَّمَا يَلْزَمُ عِنْدَئِذٍ أَنْ نَسْمَحَ بِمُرُورِ وَقْتٍ كَافٍ لِيَعْمَلَ رُوحُ ٱللّٰهِ فِي قُلُوبِهِمْ. (١ كو ٣:٦، ٧) كَمَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُصَلِّيَ بِهٰذَا ٱلْخُصُوصِ. وَٱللّٰهُ بِدَوْرِهِ يُسَاعِدُنَا بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ لِنَسْتَدِلَّ عَلَى ٱلتَّصَرُّفِ ٱلْحَكِيمِ. — ١ يو ٥:١٤.
رَوَوْا «بِٱلتَّفْصِيلِ» ٱخْتِبَارَاتٍ مُشَجِّعَةً (اعمال ١٥:٣-٥)
١٤، ١٥ كَيْفَ أَكْرَمَتِ ٱلْجَمَاعَةُ فِي أَنْطَاكِيَةَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَٱلْمُسَافِرِينَ ٱلْآخَرِينَ، وَكَيْفَ كَانَ ٱلْوَفْدُ بَرَكَةً لِإِخْوَانِهِمْ؟
١٤ تُكْمِلُ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَسَائِرِ ٱلْمُسَافِرِينَ: «هٰؤُلَاءِ، بَعْدَ أَنْ شَيَّعَتْهُمُ ٱلْجَمَاعَةُ، تَابَعُوا طَرِيقَهُمْ عَبْرَ فِينِيقِيَةَ وَٱلسَّامِرَةِ، يَرْوُونَ بِٱلتَّفْصِيلِ ٱهْتِدَاءَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْأُمَمِ، فَكَانُوا يُسَبِّبُونَ فَرَحًا عَظِيمًا لِجَمِيعِ ٱلْإِخْوَةِ». (اع ١٥:٣) حِينَ خَرَجَ أَعْضَاءُ جَمَاعَةِ أَنْطَاكِيَةَ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُسَافِرِينَ لِيُوَدِّعُوهُمْ، أَعْرَبُوا عَنِ ٱلْإِكْرَامِ وَٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ نَحْوَهُمْ وَأَظْهَرُوا أَنَّهُمْ يَتَمَنَّوْنَ لَهُمْ بَرَكَةَ ٱللّٰهِ. وَفِي هٰذَا مِثَالٌ آخَرُ رَسَمُوهُ لَنَا. فَهَلْ نُكْرِمُ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ «وَخُصُوصًا [ٱلشُّيُوخَ] ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ فِي ٱلْكَلِمَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ»؟ — ١ تي ٥:١٧.
١٥ عَلَى ٱلطَّرِيقِ، كَانَ أَعْضَاءُ ٱلْوَفْدِ بَرَكَةً لِإِخْوَانِهِمْ فِي فِينِيقِيَةَ وَٱلسَّامِرَةِ، إِذْ رَوَوْا لَهُمْ «بِٱلتَّفْصِيلِ» ٱخْتِبَارَاتٍ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ لِلْأُمَمِيِّينَ. وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ بَيْنِ سَامِعِيهِمْ مَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ هَرَبُوا إِلَى هُنَاكَ بَعْدَ ٱسْتِشْهَادِ إِسْتِفَانُوسَ. أَوَلَا نَتَشَجَّعُ نَحْنُ أَيْضًا، لَا سِيَّمَا مَنْ يُعَانُونَ ٱلْمِحَنَ بَيْنَنَا، عِنْدَمَا نَسْمَعُ أَنْبَاءً عَنْ بَرَكَةِ يَهْوَهَ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ؟ فَلْنَسْتَفِدْ إِذًا بِٱلْكَامِلِ مِنْ هٰذِهِ ٱلتَّقَارِيرِ بِقِرَاءَةِ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ وَقِصَصِ ٱلْحَيَاةِ ٱلصَّادِرَةِ فِي مَطْبُوعَاتِنَا وَبِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْمَحَافِلِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.
١٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ قَضِيَّةَ ٱلْخِتَانِ بَاتَتْ مَسْأَلَةً بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟
١٦ بَعْدَمَا ٱجْتَازَ ٱلْوَفْدُ نَحْوَ ٥٥٠ كلم جَنُوبًا، وَصَلُوا أَخِيرًا إِلَى وُجْهَتِهِمْ. كَتَبَ لُوقَا: «لَمَّا وَصَلُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ ٱسْتَقْبَلَتْهُمُ ٱلْجَمَاعَةُ وَٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ بِٱلتَّرْحَابِ، فَقَصُّوا عَلَيْهِمِ ٱلْأُمُورَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي صَنَعَهَا ٱللّٰهُ بِوَاسِطَتِهِمْ. لٰكِنَّ قَوْمًا مِنْ بِدْعَةِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا، قَامُوا وَقَالُوا: ‹يَجِبُ أَنْ يُخْتَنُوا وَيُوصَوْا بِحِفْظِ شَرِيعَةِ مُوسَى›». (اع ١٥:٤، ٥) مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ قَضِيَّةَ خِتَانِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ بَاتَتْ مَسْأَلَةً بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ لَا تَحْتَمِلُ ٱلتَّأْجِيلَ.
«اِجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ» (اعمال ١٥:٦-١٢)
١٧ مَنْ أَلَّفُوا ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَلِمَ كَانَ «ٱلشُّيُوخُ» مِنْ بَيْنِ أَعْضَائِهَا؟
١٧ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٣:١٠: «مَعَ ٱلْمُتَشَاوِرِينَ حِكْمَةٌ». وَٱنْسِجَامًا مَعَ هٰذَا ٱلْمَبْدَإِ ٱلْحَكِيمِ، «ٱجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ لِيَنْظُرُوا فِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ [ٱلْخِتَانِ]». (اع ١٥:٦) فَقَدْ مَثَّلَ «ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ» قَدِيمًا ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ بِرُمَّتِهَا، تَمَامًا كَٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ. وَلٰكِنْ لِمَ عَمِلَ ٱلرُّسُلُ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ «ٱلشُّيُوخِ»؟ لَا نَنْسَ أَنَّ ٱلرَّسُولَ يَعْقُوبَ كَانَ قَدْ أُعْدِمَ، وَٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ سُجِنَ أَقَلُّهُ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ. وَمَنْ يَدْرِي هَلْ يَحُلُّ بِٱلرُّسُلِ ٱلْآخَرِينَ مَصِيرٌ مُشَابِهٌ؟ لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ وُجُودَ رِجَالٍ مَمْسُوحِينَ أَكْفَاءَ مِثْلَهُمْ يُسَاعِدُ عَلَى تَأْمِينِ ٱلِٱسْتِمْرَارِيَّةِ فِي ٱلْإِشْرَافِ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ.
١٨، ١٩ أَيُّ كَلِمَاتٍ مُقْنِعَةٍ تَفَوَّهَ بِهَا بُطْرُسُ، وَمَاذَا يُسْتَخْلَصُ مِنْهَا؟
١٨ يُطْلِعُنَا لُوقَا عَلَى مَا جَرَى تَالِيًا: «لَمَّا حَصَلَ جِدَالٌ كَثِيرٌ، قَامَ بُطْرُسُ وَقَالَ . . .: ‹أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ، أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ جَيِّدًا أَنَّهُ مُنْذُ ٱلْأَيَّامِ ٱلْبَاكِرَةِ، ٱخْتَارَنِي ٱللّٰهُ مِنْ بَيْنِكُمْ كَيْ يَسْمَعَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْأُمَمِ بِفَمِي كَلِمَةَ ٱلْبِشَارَةِ وَيُؤْمِنُوا. وَٱللّٰهُ ٱلْعَارِفُ ٱلْقُلُوبَ قَدْ شَهِدَ، إِذْ أَعْطَى لَهُمُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ، كَمَا لَنَا أَيْضًا. وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ قَطُّ، بَلْ نَقَّى قُلُوبَهُمْ بِٱلْإِيمَانِ›». (اع ١٥:٧-٩) مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «جِدَالٍ» فِي ٱلْعَدَدِ ٱلسَّابِعِ تُشِيرُ أَيْضًا بِحَسَبِ أَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ إِلَى «بَحْثٍ» أَوِ «ٱسْتِقْصَاءٍ». فَعَلَى مَا يَبْدُو كَانَ لِلْإِخْوَةِ آرَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ عَبَّرُوا عَنْهَا بِحُرِّيَّةٍ تَامَّةٍ وَبِٱقْتِنَاعٍ.
١٩ لَقَدْ ذَكَّرَتْ كَلِمَاتُ بُطْرُسَ ٱلْمُقْنِعَةُ جَمِيعَ سَامِعِيهِ أَنَّهُ كَانَ حَاضِرًا فِي بَيْتِ ٱلْأُمَمِيِّ كَرْنِيلِيُوسَ حِينَ مُسِحَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ بِٱلرُّوحِ عَامَ ٣٦ بم. فَإِذَا تَوَقَّفَ يَهْوَهُ نَفْسُهُ عَنِ ٱلتَّفْرِيقِ بَيْنَ ٱلْيَهُودِ وَٱلْأُمَمِ، فَبِأَيِّ سُلْطَةٍ يَتَمَسَّكُ ٱلْبَشَرُ بِهٰذِهِ ٱلنَّظْرَةِ؟! زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْمَسِيحِ، لَا حِفْظَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، هُوَ مَا يُنَقِّي قُلُوبَ ٱلْمُؤْمِنِينَ. — غل ٢:١٦.
٢٠ كَيْفَ ‹ٱمْتَحَنَ› مُؤَيِّدُو ٱلْخِتَانِ ٱللّٰهَ؟
٢٠ خَتَمَ بُطْرُسُ حَدِيثَهُ مُسْتَنِدًا إِلَى ٱلشَّهَادَةِ ٱلْأَكِيدَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَكَلِمَةُ ٱللّٰهِ. ذَكَرَ: «اَلْآنَ لِمَاذَا تَمْتَحِنُونَ ٱللّٰهَ بِفَرْضِ نِيرٍ عَلَى عُنُقِ ٱلتَّلَامِيذِ لَمْ يَقْدِرْ آبَاؤُنَا وَلَا نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟ وَلٰكِنْ، بِنِعْمَةِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ نَثِقُ بِأَنْ نَخْلُصَ نَحْنُ كَمَا أُولٰئِكَ أَيْضًا». (اع ١٥:١٠، ١١) كَانَ مُؤَيِّدُو ٱلْخِتَانِ ‹يَمْتَحِنُونَ ٱللّٰهَ› أَوْ ‹يُحَاوِلُونَ أَنْ يُغْضِبُوهُ› كَمَا تَذْكُرُ إِحْدَى ٱلتَّرْجَمَاتِ. فَقَدْ حَاوَلُوا أَنْ يَفْرِضُوا عَلَى ٱلْأُمَمِ شَرَائِعَ لَمْ يَتَمَكَّنِ ٱلْيَهُودُ أَنْفُسُهُمْ مِنَ ٱلِٱلْتِزَامِ بِهَا كَامِلًا فَحُكِمَ عَلَيْهِمْ بِٱلْمَوْتِ. (غل ٣:١٠) أَفَمَا كَانَ أَجْدَرَ لَهُمْ أَنْ يَشْكُرُوا ٱللّٰهَ عَلَى نِعْمَتِهِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ؟!
٢١ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ بَرْنَابَا وَبُولُسُ أَثْنَاءَ ٱلِٱجْتِمَاعِ؟
٢١ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ كَلِمَاتِ بُطْرُسَ أَصَابَتِ ٱلْحُضُورَ فِي ٱلصَّمِيمِ، إِذْ نَقْرَأُ: «سَكَتَ ٱلْجُمْهُورُ كُلُّهُ». ثُمَّ رَاحَ بَرْنَابَا وَبُولُسُ يَرْوِيَانِ «ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْآيَاتِ وَٱلْعَلَامَاتِ ٱلْعَجِيبَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا ٱللّٰهُ عَلَى أَيْدِيهِمَا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ». (اع ١٥:١٢) وَأَخِيرًا، بَاتَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ قَادِرِينَ عَلَى تَقْيِيمِ جَمِيعِ ٱلْأَدِلَّةِ وَٱلتَّوَصُّلِ إِلَى قَرَارٍ يَعْكِسُ بِوُضُوحٍ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فِي مَسْأَلَةِ ٱلْخِتَانِ.
٢٢-٢٤ (أ) كَيْفَ تَقْتَدِي ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْيَوْمَ بِمِثَالِ نَظِيرَتِهَا ٱلْبَاكِرَةِ؟ (ب) كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلشُّيُوخُ جَمِيعًا ٱلِٱحْتِرَامَ لِلتَّرْتِيبِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيِّ؟
٢٢ فِي أَيَّامِنَا أَيْضًا، حِينَ يَجْتَمِعُ أَعْضَاءُ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ، يَسْتَرْشِدُونَ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَيُصَلُّونَ بِحَرَارَةٍ طَالِبِينَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ. (مز ١١٩:١٠٥؛ مت ٧:٧-١١) وَلِٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ تَعْكِسُ بِوُضُوحٍ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ، يَتَسَلَّمُ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُمْ مُسْبَقًا جَدْوَلَ أَعْمَالٍ فَيَتَسَنَّى لَهُ ٱلتَّفْكِيرُ فِي ٱلْمَوْضُوعَاتِ ٱلْمُرَادِ بَحْثُهَا وَٱلصَّلَاةُ بِشَأْنِهَا. (ام ١٥:٢٨) وَفِي ٱلِٱجْتِمَاعِ، يُعَبِّرُ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَمْسُوحُونَ عَنْ آرَائِهِمْ بِحُرِّيَّةٍ وَٱحْتِرَامٍ وَيَسْتَشِيرُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مِرَارًا عَدِيدَةً.
٢٣ وَٱلشُّيُوخُ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ أَيْضًا يَقْتَدُونَ بِمِثَالِ إِخْوَتِهِمْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَفِي حَالِ تَدَاوَلُوا مَسْأَلَةً خَطِيرَةً خِلَالَ ٱجْتِمَاعِ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ وَلَمْ يَتَوَصَّلُوا إِلَى نَتِيجَةٍ، يَسْتَشِيرُونَ مَكْتَبَ ٱلْفَرْعِ ٱلْمَحَلِّيِّ أَوْ مُمَثِّلِيهِ ٱلْمُعَيَّنِينَ، كَٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ. وَإِذَا لَزِمَ ٱلْأَمْرُ، يُرَاسِلُ ٱلْفَرْعُ بِدَوْرِهِ ٱلْهَيْئَةَ ٱلْحَاكِمَةَ.
٢٤ حَقًّا يُبَارِكُ يَهْوَهُ مَنْ يَحْتَرِمُونَ ٱلتَّرْتِيبَ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّ وَيُعْرِبُونَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَلَاءِ وَٱلصَّبْرِ. وَكَمَا يُظْهِرُ ٱلْفَصْلُ ٱلتَّالِي، يُكَافِئُهُمْ بِٱلسَّلَامِ ٱلْحَقِيقِيِّ وَٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ وَٱلْوَحْدَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.
a اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «تَعَالِيمُ ‹ٱلْإِخْوَةِ ٱلدَّجَّالِينَ›».
b لَمْ يَكُنْ عَهْدُ ٱلْخِتَانِ جُزْءًا مِنَ ٱلْعَهْدِ ٱلْإِبْرَاهِيمِيِّ ٱلَّذِي لَا يَزَالُ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ. فَٱلْعَهْدُ ٱلْإِبْرَاهِيمِيُّ صَارَ نَافِذًا عَامَ ١٩٤٣ قم عِنْدَمَا عَبَرَ إِبْرَاهِيمُ (أَبْرَامُ) ٱلْفُرَاتَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى كَنْعَانَ. وَكَانَ آنَذَاكَ فِي ٱلْخَامِسَةِ وَٱلسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ. أَمَّا عَهْدُ ٱلْخِتَانِ فَبَدَأَ لَاحِقًا عَامَ ١٩١٩ قم حِينَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي ٱلتَّاسِعَةِ وَٱلتِّسْعِينَ مِنَ ٱلْعُمْرِ. — تك ١٢:١-٨؛ ١٧:١، ٩-١٤؛ غل ٣:١٧.
c كَمَا يَبْدُو، ضَمَّ ٱلْوَفْدُ مِنْ جُمْلَةِ أَعْضَائِهِ رَجُلًا يُدْعَى تِيطُسَ. وَهُوَ مَسِيحِيٌّ يُونَانِيٌّ صَارَ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ مِنْ رُفَقَاءِ بُولُسَ ٱلْمُؤْتَمَنِينَ وَأَحَدَ مَبْعُوثِيهِ. (غل ٢:١؛ تي ١:٤) وَقَدْ كَانَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ مِثَالًا حَيًّا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْأُمَمِيِّينَ ٱلْغُلْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُمْسَحُوا بِٱلرُّوحِ. — غل ٢:٣.
d اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «عَلَامَ يُؤَسِّسُ شُهُودُ يَهْوَهَ مُعْتَقَدَاتِهِمْ؟».