‹طوبى لأولئك الذين يحتملون›
١ منذ السنة ١٩١٤، اية حالة على الارض تتمِّم متى ٢٤:٣-٨، وأية ادعاءات لعصبة الامم والامم المتحدة فشلت؟
في كتابه العصر الحاضر يتحدَّث روبرت نيسبِت عن «حرب الاعوام الخمسة والسبعين الدائرة، بتقطُّع نادر، منذ السنة ١٩١٤.» نعم، «حروب وأخبار حروب،» بما في ذلك حروب عالمية — هذا ما انبأ به يسوع المسيح لوقت النهاية هذا. (متى ٢٤:٣-٨) لقد وُلدت عصبة الامم سنة ١٩٢٠ «لتمنع الحرب الى الابد.» فكم فشلت على نحو يُرثى له! ونُظِّمت الامم المتحدة سنة ١٩٤٥ «لتنقذ الاجيال المتعاقبة من بلوى الحرب.» ولكنّ كتاب ماكس هارِلسون نيران حول الأفق يروي: «نادرا ما كان هنالك يوم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لم يكن فيه قتال في مكان ما.»
٢ ماذا يسأل بعض الناس في ما يتعلق بأحوال العالم، ولكن اي سؤالين ينبغي لنا ان نطرحهما؟
٢ الارهاب والعنف، الفساد والفقر، المخدرات والاوبئة — كل هذه تزيد على الصورة المؤسفة. وقد يسأل بعض الناس: ‹كيف يمكن للبشرية ان تستمر في احتمال مثل هذه الاحوال المقلقة؟› ولكن بشكل اهم ينبغي لنا ان نسأل: ‹كيف يحتمل اللّٰه تخريب خليقته الارضية؟ وحتى متى بعدُ سيسمح للبشر الاشرار بتدمير الارض وتكويم التعيير على اسمه الثمين؟›
٣ (أ) اي سؤال طرحه النبي اشعياء، ولماذا؟ (ب) اي جواب اعطاه يهوه، وماذا يدل ذلك بالنسبة الى يومنا؟
٣ اثار النبي اشعياء سؤالا مماثلا. فقد جرى تعيينه ليعلن لأبناء بلده الرفقاء رسالة من يهوه. لكنه حُذِّر مسبقا انهم لن يُبالوا به او بالإله الذي ارسله. لذلك سأل اشعياء: «الى متى ايها السيد.» نعم، الى متى كان على اشعياء ان يكرز لهذا الشعب المعاند، وإلى متى كان يهوه سيتحمَّل رفضهم المهين ان يصغوا الى رسالته؟ اجاب يهوه: «الى ان تصير المدن خربة بلا ساكن والبيوت بلا انسان وتخرب الارض وتُقفر.» (اشعياء ٦:٨-١١) وعلى نحو مماثل اليوم، يحتمل اللّٰه مثل هذه التعييرات الى وقته المعيَّن لتنفيذ الدينونة في عالم يكون المذنب الرئيسي فيه العالم المسيحي غير الامين.
٤ ماذا كانت عاقبة احتمال ايوب، وأي ضمان يعطيه ذلك لنا اليوم؟
٤ لقد احتمل يهوه طويلا تعييرات الشيطان. ومنذ حوالي ٦٠٠,٣ سنة احتمل ايوب الامين ايضا، داحضا تحدّي الشيطان انه لا يستطيع المحافظة على الاستقامة تحت الامتحان. فكم فرَّح ذلك قلب يهوه! (ايوب ٢:٦-١٠؛ ٢٧:٥؛ امثال ٢٧:١١) وكما ذَكر لاحقا يعقوب اخو يسوع من امه: «ها نحن نطوِّب (اولئك الذين يحتملون). قد سمعتم (باحتمال) ايوب ورأيتم عاقبة الرب. لأن الرب كثير الرحمة ورأوف.» وعلى نحو مماثل، فإن اولئك الذين يحتملون مع يهوه اليوم يجري ضمان عاقبة سعيدة لهم. — يعقوب ٥:١١.
٥ كيف اظهر يسوع ان الاحتمال سيكون مطلوبا من شعب اللّٰه اليوم، وفيما هم يقومون بأي عمل يلزمهم ان يحتملوا؟
٥ اظهر يسوع بوضوح ان الاحتمال سيكون مطلوبا من شعب اللّٰه في ايامنا. ففي التنبّؤ عن علامة «اختتام نظام الاشياء» قال: «الذي (يحتمل) الى المنتهى فهذا يخلص.» يحتمل وهو يفعل ماذا؟ ان كلمات يسوع التالية بعينها تجيب: «ويُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.» (متى ٢٤:٣، عج، ١٣، ١٤) ومن ثم فقط «يأتي المنتهى.» — انظروا ايضا مرقس ١٣:١٠، ١٣؛ لوقا ٢١:١٧-١٩.
لماذا يحتمل يهوه
٦ لماذا يهوه هو مثال بارز للاحتمال، وما هو احد اسباب احتماله الى هذا الحد؟
٦ اوضح الرسول بولس ان «اللّٰه وهو يريد ان يظهر غضبه ويبيِّن قوته احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مهيأة للهلاك.» (رومية ٩:٢٢) فلماذا يحتمل يهوه الوجود المستمر للاشرار، آنية الغضب هذه؟ أحد الاسباب هو هذا: ليظهر ان حكم البشر، باستقلال عن خالق الانسان، محكوم عليه بالفشل. (ارميا ١٠:٢٣) وقريبا سيتبرّأ سلطان اللّٰه اذ يبرهن انه وحده يستطيع ان يجلب السلام، الانسجام، والسعادة للعائلة البشرية، بواسطة حكم ملكوت يسوع. — مزمور ٣٧:٩-١١؛ ٤٥:١، ٦، ٧.
٧ لأي سبب آخر يحتمل يهوه، وأية فائدة جلبها ذلك للملايين منذ ثلاثينات الـ ١٩٠٠؟
٧ وعلاوة على ذلك، يحتمل يهوه «لكي يبيِّن غنى مجده على آنية رحمة.» (رومية ٩:٢٣) وآنية الرحمة هذه هي الاشخاص الممسوحون المحافظون على الاستقامة الذين «اشتُروا من بين الناس» ليملكوا مع المسيح يسوع في ملكوته السماوي. وختمُ الـ ٠٠٠,١٤٤ استمر من الازمنة الرسولية. وهو الآن يدنو من النهاية. (رؤيا ٧:٣؛ ١٤:١، ٤) وهوذا منذ ثلاثينات الـ ١٩٠٠ يسمح احتمال يهوه المستمر بتجميع ملايين آخرين، «جمع كثير . . . من كل الامم،» يتمتَّعون بأمل النجاة من الضيقة الاخيرة ليرثوا الحياة الابدية في ارض فردوسية. (رؤيا ٧:٤، ٩، ١٠، ١٣-١٧) فهل انتم واحد من هذا الجمع الكثير؟ اذا كان الامر كذلك، أفَلستم مسرورين بأن يحتمل يهوه وجود آنية الغضب الى الآن؟ ولكن لا بدّ ان تستمروا في الاحتمال كما يحتمل يهوه.
الاحتمال يكافَأ
٨ لماذا نحتاج جميعنا الى الاحتمال، وأي مثال للاحتمال يجب ان نتأمل فيه بإمعان؟
٨ نحتاج جميعنا الى الاحتمال اذا كنا سننال المواعد. وبعد ذكر هذه الحقيقة الاساسية في عبرانيين ١٠:٣٦ يصف الرسول بولس بالتفصيل الايمان والاحتمال الاصيلين لِـ «سحابة من الشهود» كبيرة في الازمنة القديمة. ثم يحضّنا ان «نحاضر (باحتمال) في الجهاد الموضوع امامنا ناظرين الى رئيس الايمان ومكمِّله يسوع الذي من اجل السرور الموضوع امامه» احتمل في خدمة من كل القلب، جاعلا المكافأة نصب عينيه. فكم يقوّينا مثاله ايضا لنحتمل! — عبرانيين ١٢:١، ٢.
٩ ماذا نتج من امثلة الاحتمال العصرية؟
٩ وأمثلة الاحتمال العصرية تكثر ايضا. وربما تعرفون، او عرفتم، اخوة وأخوات كانوا بارزين في احتمالهم. فكم حرَّكتنا أمانتهم! وكل سنة، اذ يقدِّم شهود يهوه تقرير نشاطهم العالمي الى جمعية برج المراقبة، يجري تسلُّم المزيد من السجلات المثيرة للاحتمال والمحافظة على الاستقامة. والجدول في الصفحات الاربع التي تلي يلخِّص العمل العظيم الذي أُنجز خلال سنة ١٩٨٩ فيما كان هؤلاء الشهود ‹يزيدون على ايمانهم احتمالا.› — ٢ بطرس ١:٥، ٦.
سنتنا العظمى
١٠ (أ) كم بلدا ومجموعة جزر اشترك في الكرازة ببشارة الملكوت في سنة ١٩٨٩، وكم شخصا اشترك في هذا العمل؟ (ب) كم فاتحا قدَّم تقريره في شهر الذروة، وماذا كان مجموع عدد الساعات المصروفة في خدمة الحقل؟
١٠ كما يُظهر الجدول السابق، اشترك ٢١٢ بلدا ومجموعة جزر في الكرازة بملكوت يهوه القادم. فيا قارئ برج المراقبة العزيز، هل تمتَّعت بالامتياز ان تكون واحدا من الـ ١٨٨,٧٨٧,٣ الذين اشتركوا في هذا العمل العظيم؟ هل كنت واحدا من الـ ١٨٤,٨٠٨ الذين قدَّموا تقريرهم كفاتحين في شهر الذروة لهذه الخدمة؟ ومهما كانت مساهمتكم في المجموع العالمي لسنة ١٩٨٩ لعدد الساعات الـ ٥٣٨,٤٢٦,٨٣٥ المصروفة في خدمة الحقل، فلديكم سبب للفرح. — مزمور ١٠٤:٣٣، ٣٤؛ فيلبي ٤:٤.
١١ (أ) اي حضور في الذكرى في ٢٢ آذار الماضي هو سبب للفرح، ولماذا؟ (ب) كم شخصا اعتمد، وأية بلدان في الجدول كانت بارزة من هذا القبيل؟
١١ افرحوا ايضا بهذا المجموع الرائع من ٠٦٤,٤٧٩,٩ من الحاضرين، في ٢٢ آذار الماضي، في الاحتفال العالمي بذكرى موت يسوع! فهذا يشير الى امكانية ٨٧٦,٦٩١,٥ مناديا اضافيا بالملكوت اذا امكن فقط اقتياد هؤلاء المهتمين المشبَّهين بالخراف برعاية حبية الى حظيرة الخراف ليكون لهم دور قانوني في خدمة يهوه. فهل يمكننا ان نساعدهم في ذلك؟ (يوحنا ١٠:١٦؛ رؤيا ٧:٩، ١٥) ان الكثيرين يتجاوبون الآن، كما يدلّ المجموع الكلي من ٨٥٥,٢٦٣ شاهدا جديدا اعتمدوا خلال سنة الخدمة ١٩٨٩.
١٢ ما هي بعض النواحي البارزة التي لا يكشفها الجدول (أ) في ما يتعلق بمصانع جمعية برج المراقبة؟ (ب) في ما يتعلق بتوزيعات المجلات والاشتراكات؟
١٢ هنالك بعض النواحي البارزة التي لا يكشفها الجدول. فالعطش الى المطبوعات — الكتب المقدسة، الكتب، الكراسات، المجلات — كان لا يُروى. ونتيجة لذلك، استعملت مصانع برج المراقبة في نيويورك ٩٩٩,٢٥ طنا من الورق في طبع ٠٠٠,٨١١,٣٥ كتاب مقدس، كتاب، وكراسة، بزيادة ١٠١ في المئة على السنة ١٩٨٨. والمصانع الضخمة الاخرى لجمعية برج المراقبة، وخصوصا في المانيا، ايطاليا، واليابان، اشتغلت نُوَب عمل اضافية، داعمة «العبد الامين الحكيم» في توزيع «الطعام [الروحي] في حينه.» (متى ٢٤:٤٥) وخلال نيسان وأيار جرى الإبلاغ بتوزيعات ممتازة على نحو استثنائي للمجلات والاشتراكات في عدد من البلدان، بتشديد خصوصي على توزيع اعداد برج المراقبة عن «بابل العظيمة.» (رؤيا ١٧:٥) ولا شك انه، في نيسان القادم، سيحتشد الفاتحون الاضافيون والشهود الآخرون في حقل العالم في ما يجب ان يتبرهن انه اروع حملة شهادة لنا لسنة الخدمة ١٩٩٠. — قارنوا اشعياء ٤٠:٣١؛ رومية ١٢:١١، ١٢.
١٣ اي بلدين مدرجين في الجدول لم يُدرَجا السنة الماضية؟ اشرحوا.
١٣ انظروا من جديد الى الجدول. هل ترون بعض البلدان التي لم تُدرَج بالاسم السنة الماضية؟ نعم! پولندا وهنڠاريا، حيث صار عملنا شرعيا في الآونة الاخيرة. ونحن شاكرون للسلطات في هذين البلدين ان تظهر الآن مثل هذا الاعتبار لشهود يهوه. وفي هذا المجال، استُجيبت صلوات الاخوَّة العالمية «لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار.» ١ تيموثاوس ٢:١، ٢.
١٤ أعطوا بعض الاوجه البارزة لمحافل «التعبد التقوي» الكورية في پولندا.
١٤ «التعبد التقوي»! وكيف لا، فمحافل «التعبد التقوي» الكورية امكن عقدها حتى في پولندا، في ثلاثة مواقع، خلال شهر آب! وكم برهن اخواننا الپولنديون الـ ٠٢٤,٩١ انهم مضيفون رائعون! (عبرانيين ١٣:١، ٢، ١٦) وكأنَّما بأعجوبة، حصل عشرات الآلاف من الاخوة — التشيكوسلوڤاكيين، الألمان، الروس، وآخرين — على تأشيرات للمجيء بالباص، القطار، وحتى سيرا على الاقدام. وآلاف آخرون اتوا بالطائرة من الاميركتين، اوروبا الغربية، وأماكن بعيدة بُعد جزر الپاسيفيكي واليابان. والملاعب الضخمة، التي نظَّفها اخواننا تنظيفا لا تشوبه شائبة، لم تكد تكون واسعة كفاية لتستوعب ٧١٠,٦٥ في كاتوڤيتس، ٤٤٢,٤٠ في پوزنان، و ٣٦٦,٦٠ في وارسو — مجموع حضور كلي من ٥١٨,١٦٦! وفي كل مركز استدرّ مشهدُ المعمودية دموعَ عاطفةٍ مفعمةٍ بالفرح. ففي پوزنان جرى تغطيس ابن ٩ سنوات وابن ٩٠ سنة، ومجموع الـ ٠٩٣,٦ الذين جرى تغطيسهم في المحافل الكورية الثلاثة شمل العديد من المراهقين، وكثيرون من هؤلاء من بلدان حيث قيل ان الدين سينقرض مع قدامى القوم. أمّا الدين الحقيقي المؤسس على كلمة اللّٰه فليس كذلك! (قارنوا مزمور ١٤٨:١٢، ١٣؛ اعمال ٢:٤١؛ ٤:٤.) فكم كوفئ على نحو رائع احتمال اخواننا في اوروبا الشرقية!
امانة مستمرة تحت التجربة
١٥ كيف يظهر الشهود في لبنان الاحتمال والثبات، وبأية نتائج حسنة؟
١٥ كالرسول بولس يُطلب من شهود يهوه ان يُظهروا الاحتمال في ظروف كثيرة ومختلفة. (٢ كورنثوس ١١:٢٤-٢٧) ففي لبنان تحتدم حرب اهلية. وكيف يتجاوب اخواننا؟ بثبات وتصميم. فقد شهدت السنة ١٩٨٩ رميا بالقذائف وقصفا مدفعيا شديدا جدا، ولكن حتى في الامكنة حيث كان ذلك على اشدّه كان الاخوة مصمِّمين ان لا يتباطأوا. تخبر احدى الجماعات في بيروت: «جرى ترتيب فِرَق قانونية لخدمة الحقل في جميع امسيات الاسبوع. وبالرغم من الاحوال الامنية الصعبة لم يتثبَّط الاخوة. لقد غطَّينا مقاطعات اكثر من ايّ وقت مضى. وفي نيسان كانت لدينا ذروة في عدد الفاتحين. وجرى البدء بدروس جديدة في الكتاب المقدس، ووُزِّعت مجلات وكتب اكثر.»
١٦ كيف يظهر اخواننا في كولومبيا الاحتمال بجلب البشارة الى مدن لم يكن فيها شهود؟
١٦ تصدَّرت كولومبيا الاخبار بسبب المتاجرة في المخدرات والعنف. ولكنّ الاحتمال الامين للمسيحيين هناك يصنع الاخبار ايضا. فمؤخرا، جرى ارسال فاتحين خصوصيين مؤقتين الى ٣١ مدينة ذات عشرة آلاف او اكثر من السكان حيث لم يكن هنالك شهود. وفي احدى المدن، عندما عرف الاشخاص المهتمون حديثا ان الفاتحين سيكونون هناك لأشهر قليلة فقط، التمسوا من الفاتحين البقاء. وفي اخرى وقَّع ١٨ شخصا مهتما رسالة تقدير للمساعدة الروحية التي مُنحت خلال إقامة الفاتحين ثلاثة اشهر وطلبوا مساعدة اضافية. «هذا هو عمل مهم،» قالوا. وغنيٌّ عن القول انه في كلتا الحالتين أُجريت الترتيبات لمواصلة تنمية الاهتمام. ان توسيع مقاطعة بعيدة كهذه يتطلَّب الاحتمال، ولكنّ العمل الشاق للفاتحين الذين يفعلون ذلك يبارَك بسخاء.
١٧ و ١٨ (أ) في اية ظروف يحتمل شهود يهوه في ايطاليا؟ (ب) كيف سارت الامور مع الشهود بالرغم من نشر الاكاذيب عنهم؟
١٧ وفي ايطاليا يواجه شهود يهوه مقاومة شديدة من رجال الدين، لكنهم بقوة يهوه يحتملون. ففي مختلف الابرشيات وزَّع رجال الدين ملصقات لإلصاقها بأبواب بيوت اعضاء ابرشياتهم تقول لشهود يهوه ان لا يقرعوا جرس الباب. وجنَّد كهنة كثيرون صبيانا لوضع هذه الملصقات على جميع الابواب في اية منطقة معيَّنة — حتى بيوت عائلات الشهود! ولكنّ الشهود لا يجري تخويفهم بسهولة، وغالبا ما يستخدمون الملصقات للبدء بمحادثة. وعلاوة على ذلك فان الصحافة والتلفزيون القومي منحا القضية تغطية شاملة، مدينين التعصُّب الديني الظاهر ومؤكِّدين ان وسائل كهذه هي حقا علامة ضعف من جهة الكنيسة. وثمة پروفسور جامعي استاء كثيرا من الملصقات المضادة للشهود المثيرة للجدل حتى انه اشترك في برج المراقبة واستيقظ!
١٨ والكنيسة الكاثوليكية في ايطاليا تستخدم ايضا المرتدّين لنشر الأكاذيب عن شعب يهوه، ولكنّ ذلك لا ينجح ايضا لأن الـ ٣٨٢,١٧٢ ناشرا معروفون جيدا ومحترمون. وقد قال رجل لشاهدين زائرين انه قرأ امورا رديئة عنا في مطبوعات كتبها شهود سابقون. لذلك كان مقاوما جدا عندما صار اخوه واحدا من شهود يهوه. ولكن، بعد مدة قصيرة، لاحظ ايّ تأثير جيد كان لتغيير الدين في اخيه. فتساءَل: ‹كيف يمكن لشيء بمثل هذه الرداءة ان يصنع نتائج جيدة كهذه؟› لذلك طلب درسا في الكتاب المقدس مع الشاهدين الزائرين. — قارنوا كولوسي ٣:٨-١٠.
التغلب على عدم المبالاة
١٩ و ٢٠ (أ) اية حالة تتطلَّب الاحتمال من جهة الشهود في فنلندا، وما هو المهم حقا بشأن استفتاء للكنيسة؟ (ب) اي اختبار يوضح اهمية الاحتمال في الكرازة بالبشارة؟
١٩ في البلدان التي يقوم فيها الشهود بالزيارات تكرارا غالبا ما يكون هنالك عدم مبالاة بالبشارة واسع الانتشار. وهذه هي الحال بالتأكيد في فنلندا. فالكنيسة في ذلك البلد اجرت استفتاء ووجدت ان ٧٠ في المئة من السكان لا يحبون زيارة الشهود لبيوتهم. ولكنّ ٣٠ في المئة لا يعارضون بشدة، ومن هؤلاء قال ٤ في المئة انهم يحبون حقا شهود يهوه. وهذا رقم مهم. فأربعة في المئة من سكان فنلندا تمثِّل ٠٠٠,٢٠٠ شخص. قارنوا ذلك بعدد الناشرين الحاليين من ٣٠٣,١٧!
٢٠ وأحد الناشرين في الخدمة لُفت انتباهه الى هذا الاستفتاء وسُئل: «ألا تعرف ان ٧٠ في المئة منا يعتبرونكم اشخاصا غير مرغوب فيهم؟ فلماذا تواصلون المجيء الى ابوابنا؟» فأجاب الناشر: «بلى، ولكنّ هذه الدراسة نفسها اظهرت ان ٤ في المئة منكم يحبوننا. ونحن نحاول ان نجد هؤلاء الناس. حتى وإن كانوا ١ في المئة فقط فسنذهب مع ذلك من بيت الى بيت محاولين ايجادهم.» ففكَّر صاحب البيت لحظة وقال: «هل رسالتكم مهمة لهم الى هذا الحد؟» فأجاب الناشر بطرح سؤال: «هل تحب ان تسمعها؟» وسرعان ما ابدى صاحب البيت هذا اهتماما بالبشارة.
ما يخبِّئه المستقبل
٢١ (أ) اي نوع من الجهاد لا بدّ ان نجاهد في هذا النظام، ولماذا؟ (ب) ماذا قد يكون علينا ان نحتمل، وماذا تؤكِّد لنا نبوة حبقوق؟
٢١ وماذا عنا جميعا اليوم؟ هل نحن مصمِّمون على الاحتمال مع يهوه والمسيح يسوع الى النهاية؟ ربما لا يكون ذلك طويلا جدا، ولكن لا بدّ ان نحتمل! ففي نظام الشيطان علينا ان نجاهد بشدة لأجل الايمان، فيما فساد العالم الادبي، فساده الاجتماعي، وكراهيته تحيط بنا من كل الجوانب. (يهوذا ٣، ٢٠، ٢١) وقد يكون علينا ان نحتمل الاضطهاد من نوع او آخر. وحتى الآن، فإن الآلاف من اخواننا يتألمون في السجون، والبعض يُضربون بوحشية. وهؤلاء شاكرون على صلواتنا. (٢ تسالونيكي ٣:١، ٢) وقريبا جدا لا يكون النظام الحاضر بعدُ! وكما يذكر حبقوق: «الرؤيا بعد الى الميعاد وفي النهاية تتكلم ولا تكذب. ان توانت فانتظرها لأنها ستأتي اتيانا ولا تتأخر.» — حبقوق ٢:٣.
٢٢ اية عاقبة يمكننا ان نتوقَّع بثقة اذا مارسنا صبر الانبياء واحتمال ايوب؟
٢٢ والتلميذ يعقوب يخبرنا بمحبة: «خذوا يا اخوتي مثالا لاحتمال المشقات والأناة الانبياء الذين تكلموا باسم (يهوه).» واليوم، نحن الذين نتكلم باسم يهوه، يمكننا ان نكون محافظين على الاستقامة خلال التجارب المرَّة، كما كان اشعياء، ارميا، دانيال، وآخرون. وكأيوب، يمكننا ان نحتمل. فكم كوفئ بطريقة رائعة على احتماله! ورحمة يهوه ولطفه الحبي سيجلبان لنا مكافآت مماثلة — اذا احتملنا الى النهاية. فلْتتمَّ كلمات يعقوب في كل واحد منا: «ها نحن نطوِّب (اولئك الذين يحتملون).» — يعقوب ٥:١٠، ١١؛ ايوب ٤٢:١٠-١٣.
كيف تجيبون؟
▫ اية حاجة الى الاحتمال شدَّد عليها يسوع؟
▫ لأية اسباب يحتمل يهوه؟
▫ ما هي بعض الاوجه البارزة للعمل العظيم الذي أُنجز خلال السنة ١٩٨٩؟
▫ كيف كوفئ احتمال اخواننا في پولندا؟
▫ كيف اظهر الشهود في لبنان، كولومبيا وإيطاليا الامانة تحت التجربة؟
[الجدول في الصفحات ٢٠-٢٣]
تقرير سنة الخدمة ١٩٨٩ لشهود يهوه حول العالم
(انظر المجلد)