‹تَيَقَّظْ لِلصَّلَوَاتِ›
«كُونُوا ذَوِي رَزَانَةٍ، وَتَيَقَّظُوا لِلصَّلَوَاتِ». — ١ بط ٤:٧.
١، ٢ (أ) لِمَ مِنَ ٱلْحَيَوِيِّ أَنْ ‹نَتَيَقَّظَ لِلصَّلَوَاتِ›؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَتَعَلَّقُ بِٱلصَّلَاةِ حَرِيٌّ بِنَا أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا؟
«إِنَّ أَصْعَبَ وَقْتٍ يَبْقَى فِيهِ ٱلْمَرْءُ يَقِظًا أَثْنَاءَ ٱللَّيْلِ هُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي يَسْبِقُ طُلُوعَ ٱلْفَجْرِ مُبَاشَرَةً». هٰذَا مَا يُعَبِّرُ عَنْهُ مُوَظَّفٌ كَانَ يَعْمَلُ لَيْلًا، وَهٰذَا مَا يُوَافِقُ عَلَيْهِ مُعْظَمُ ٱلَّذِينَ يُضْطَرُّونَ إِلَى ٱلسَّهَرِ كُلَّ ٱللَّيْلِ. وَيُوَاجِهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ تَحَدِّيًا مُمَاثِلًا، لِأَنَّ ٱللَّيْلَ ٱلطَّوِيلَ لِنِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ يَمُرُّ ٱلْآنَ فِي أَحْلَكِ لَحْظَةٍ مِنْ لَحَظَاتِ تَارِيخِهِ. (رو ١٣:١٢) فَكَمْ هُوَ خَطِرٌ أَنْ نَنَامَ فِي هٰذِهِ ٱلسَّاعَةِ ٱلْمُتَأَخِّرَةِ! لِذَا، مِنَ ٱلْمُلِحِّ أَنْ نَكُونَ «ذَوِي رَزَانَةٍ» وَنَتْبَعَ حَضَّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنْ ‹نَتَيَقَّظَ لِلصَّلَوَاتِ›. — ١ بط ٤:٧.
٢ وَبِمَا أَنَّنَا نَعْلَمُ أَيْنَ نَحْنُ فِي مَجْرَى ٱلزَّمَنِ، فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَنَا مُتَيَقِّظٌ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلصَّلَاةِ؟ هَلْ أُصَلِّي كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلصَّلَوَاتِ، وَهَلْ أَفْعَلُ ذٰلِكَ بِٱسْتِمْرَارٍ؟ هَلْ مِنْ عَادَتِي أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ، أَمْ إِنَّ صَلَاتِي تُرَكِّزُ غَالِبًا عَلَى حَاجَاتِي وَرَغَبَاتِي؟ وَمَا مَدَى أَهَمِّيَّةِ ٱلصَّلَاةِ لِخَلَاصِي؟›.
دَاوِمْ عَلَى تَقْدِيمِ كُلِّ أَنْوَاعِ ٱلصَّلَاةِ
٣ مَا هِيَ بَعْضُ أَنْوَاعِ ٱلصَّلَاةِ؟
٣ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْأَفَسُسِيِّينَ إِلَى «كُلِّ أَنْوَاعِ ٱلصَّلَاةِ». (اف ٦:١٨) لَا شَكَّ أَنَّنَا كَثِيرًا مَا نَلْتَمِسُ مِنْ يَهْوَهَ فِي صَلَوَاتِنَا أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى إِشْبَاعِ حَاجَاتِنَا وَٱلتَّغَلُّبِ عَلَى مَشَاكِلِنَا. وَ «سَامِعُ ٱلصَّلَاةِ» يُصْغِي إِلَيْنَا وَيُسَاعِدُنَا. (مز ٦٥:٢) إِلَّا أَنَّنَا يَجِبُ أَيْضًا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى أَنْوَاعٍ أُخْرَى مِنَ ٱلصَّلَاةِ، أَلَا وَهِيَ: اَلتَّسْبِيحُ، ٱلشُّكْرُ، وَٱلتَّضَرُّعُ.
٤ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نُسَبِّحَ يَهْوَهَ فِي صَلَاتِنَا عَلَى ٱلدَّوَامِ؟
٤ وَهُنَاكَ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا أَنْ نَذْكُرَ كَلِمَاتِ تَسْبِيحٍ فِي صَلَوَاتِنَا. مَثَلًا، نَحْنُ نَنْدَفِعُ إِلَى تَسْبِيحِ يَهْوَهَ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي «أَعْمَالِ ٱقْتِدَارِهِ» وَ «وَفْرَةِ عَظَمَتِهِ». (اقرإ المزمور ١٥٠:١-٦.) فَلَا عَجَبَ أَنَّ ٱلْأَعْدَادَ ٱلسِّتَّةَ لِلْمَزْمُورِ ٱلْـ ١٥٠ تَحُثُّنَا ١٣ مَرَّةً أَنْ نُسَبِّحَ يَهْوَهَ. كَمَا أَنَّ كَاتِبَ مَزْمُورٍ آخَرَ رَنَّمَ بِكُلِّ تَوْقِيرٍ قَائِلًا: «سَبْعَ مَرَّاتٍ سَبَّحْتُكَ فِي ٱلْيَوْمِ عَلَى أَحْكَامِكَ ٱلْبَارَّةِ». (مز ١١٩:١٦٤) حَقًّا، يَسْتَحِقُّ يَهْوَهُ أَنْ نُسَبِّحَهُ فِي صَلَاتِنَا ‹سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْيَوْمِ›، أَيْ عَلَى ٱلدَّوَامِ.
٥ كَيْفَ يُشَكِّلُ ٱلشُّكْرُ فِي ٱلصَّلَاةِ حِمَايَةً؟
٥ اَلشُّكْرُ هُوَ نَوْعٌ مُهِمٌّ آخَرُ مِنَ ٱلصَّلَاةِ. حَضَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي مَدِينَةِ فِيلِبِّي: «لَا تَحْمِلُوا هَمًّا مِنْ جِهَةِ أَيِّ شَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللّٰهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ». (في ٤:٦) وَهُنَالِكَ حِمَايَةٌ فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱلِٱمْتِنَانِ ٱلْقَلْبِيِّ لِيَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ، لَا سِيَّمَا أَنَّنَا نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلَّتِي يَكُونُ فِيهَا ٱلنَّاسُ «غَيْرَ شَاكِرِينَ». (٢ تي ٣:١، ٢) فَٱلْعَالَمُ مَلِيءٌ بِنَاكِرِي ٱلْجَمِيلِ. وَإِذَا لَمْ نَحْتَرِزْ، فَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَسِيرَ عَلَى خُطَاهُمْ. لِذٰلِكَ، فَإِنَّ ٱلتَّعْبِيرَ عَنِ ٱلِٱمْتِنَانِ لِلّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ يُعَزِّزُ شُعُورَنَا بِٱلِٱكْتِفَاءِ وَيَمْنَعُنَا مِنْ أَنْ نَصِيرَ ‹مُتَذَمِّرِينَ، مُتَشَكِّينَ مِنْ نَصِيبِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ›. (يه ١٦) عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، حِينَ يَشْكُرُ رُؤُوسُ ٱلْعَائِلَاتِ ٱللّٰهَ فِي صَلَوَاتِهِمْ أَمَامَ أَحِبَّائِهِمْ، يُشَجِّعُونَ زَوْجَاتِهِمْ وَأَوْلَادَهُمْ أَنْ يَكُونُوا شَاكِرِينَ.
٦، ٧ مَا هُوَ ٱلتَّضَرُّعُ، وَأَيَّةُ مَسَائِلَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَضَرَّعَ إِلَى ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِهَا؟
٦ اَلتَّضَرُّعُ هُوَ تَقْدِيمُ صَلَاةٍ صَادِقَةٍ وَحَارَّةٍ. وَأَيَّةُ مَسَائِلَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَضَرَّعَ إِلَى ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِهَا؟ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَضَرَّعَ إِلَى ٱللّٰهِ دُونَ شَكٍّ حِينَ نَتَعَرَّضُ لِلِٱضْطِهَادِ أَوْ نُعَانِي مَرَضًا يُهَدِّدُ حَيَاتَنَا. فَفِي أَوْقَاتٍ كَهٰذِهِ، تُصْبِحُ صَلَوَاتُنَا بِطَبِيعَةِ ٱلْحَالِ تَضَرُّعَاتٍ. وَلٰكِنْ، هَلْ هٰذِهِ هِيَ ٱلْأَوْقَاتُ ٱلْوَحِيدَةُ ٱلَّتِي نَسْتَطِيعُ أَنْ نَتَضَرَّعَ فِيهَا إِلَى يَهْوَهَ؟
٧ تَأَمَّلْ فِي صَلَاةِ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ وَلَاحِظْ مَا قَالَهُ عَنِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَمَلَكُوتِهِ وَمَشِيئَتِهِ. (اقرأ متى ٦:٩، ١٠.) وَبِمَا أَنَّ هٰذَا ٱلْعَالَمَ مُنْغَمِسٌ فِي ٱلشُّرُورِ وَٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةَ تَفْشَلُ فِي ٱلِٱعْتِنَاءِ حَتَّى بِحَاجَاتِ مُوَاطِنِيهَا ٱلْأَسَاسِيَّةِ، يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ لِيَتَقَدَّسَ ٱسْمُ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَيُخَلِّصَ مَلَكُوتُهُ ٱلْأَرْضَ مِنْ حُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ. كَمَا أَنَّ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ كَيْ نَتَضَرَّعَ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ تَكُونَ مَشِيئَتُهُ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَلْنَبْقَ إِذًا مُتَيَقِّظِينَ، مُقَدِّمِينَ كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلصَّلَوَاتِ.
‹صَلِّ بِٱسْتِمْرَارٍ›
٨، ٩ لِمَ عَلَيْنَا أَلَّا نَدِينَ بُطْرُسَ وَٱلرُّسُلَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى فَشَلِهِمْ فِي ٱلْبَقَاءِ صَاحِينَ فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي؟
٨ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ حَضَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹يَتَيَقَّظُوا لِلصَّلَوَاتِ›، غَيْرَ أَنَّهُ فَشِلَ هُوَ نَفْسُهُ فِي هٰذَا ٱلْأَمْرِ فِي مُنَاسَبَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. فَقَدْ كَانَ أَحَدَ ٱلتَّلَامِيذِ ٱلَّذِينَ نَامُوا فِيمَا كَانَ يَسُوعُ يُصَلِّي فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي. حَتَّى بَعْدَ أَنْ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ أَنْ ‹يَبْقَوْا سَاهِرِينَ وَيُصَلُّوا بِٱسْتِمْرَارٍ›، لَمْ يَفْعَلُوا كَذٰلِكَ. — اقرأ متى ٢٦:٤٠-٤٥.
٩ وَلٰكِنْ، عِوَضَ أَنْ نَدِينَ بِشِدَّةٍ بُطْرُسَ وَٱلرُّسُلَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى فَشَلِهِمْ فِي ٱلْبَقَاءِ صَاحِينَ، يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ ذَاكَ ٱلْيَوْمَ ٱسْتَنْزَفَ عَلَى مَا يَتَّضِحُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ طَاقَتِهِمِ ٱلْجَسَدِيَّةِ. فَكَانُوا قَدْ أَعَدُّوا ٱلتَّرْتِيبَاتِ لِعِيدِ ٱلْفِصْحِ وَٱحْتَفَلُوا بِهِ فِي تِلْكَ ٱلْأُمْسِيَةِ. ثُمَّ أَسَّسَ مَعَهُمْ يَسُوعُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ، وَاضِعًا لَهُمْ نَمُوذَجًا كَيْ يَحْتَفِلُوا بِذِكْرَى مَوْتِهِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. (١ كو ١١:٢٣-٢٥) بَعْدَ ذٰلِكَ، «رَنَّمُوا تَسَابِيحَ ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ»، سَائِرِينَ عَبْرَ أَزِقَّةِ أُورُشَلِيمَ ٱلضَّيِّقَةِ. (مت ٢٦:٣٠، ٣٦) وَبِحُلُولِ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، لَرُبَّمَا كَانَتِ ٱلسَّاعَةُ قَدْ جَاوَزَتْ مُنْتَصَفَ ٱللَّيْلِ. وَلَوْ كُنَّا فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ، لَغَفَوْنَا نَحْنُ أَيْضًا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ. لِذَا، بَدَلَ أَنْ يَنْتَقِدَ يَسُوعُ ٱلرُّسُلَ ٱلْمُرْهَقِينَ، ٱعْتَرَفَ «أَنَّ ٱلرُّوحَ مُنْدَفِعٌ، أَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ».
١٠، ١١ (أ) أَيُّ دَرْسٍ تَعَلَّمَهُ بُطْرُسُ مِنِ ٱخْتِبَارِهِ فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي؟ (ب) كَيْفَ يُؤَثِّرُ فِيكَ ٱخْتِبَارُ بُطْرُسَ؟
١٠ إِنَّ ٱلِٱخْتِبَارَ ٱلَّذِي مَرَّ بِهِ بُطْرُسُ فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي لَمْ يَذْهَبْ سُدًى. فَقَدْ تَلَقَّنَ دَرْسًا مُؤْلِمًا لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مُتَيَقِّظًا. فَفِي وَقْتٍ سَابِقٍ، قَالَ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ سَتَعْثُرُونَ بِمَا يُصِيبُنِي فِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةِ». فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «وَإِنْ عَثَرَ ٱلْآخَرُونَ جَمِيعًا، فَلَنْ أَعْثُرَ أَنَا أَبَدًا!». فَرَدَّ عَلَيْهِ يَسُوعُ قَائِلًا لَهُ إِنَّهُ سَيُنْكِرُهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. عِنْدَئِذٍ، أَعْلَنَ بُطْرُسُ بِكُلِّ عَزْمٍ: «وَلَوِ ٱضْطُرِرْتُ إِلَى ٱلْمَوْتِ مَعَكَ، لَا أُنْكِرُكَ أَبَدًا». (مت ٢٦:٣١-٣٥) بَيْدَ أَنَّهُ عَثَرَ تَمَامًا كَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ. وَإِذْ حَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا جَرَّاءَ ذٰلِكَ، «بَكَى بِمَرَارَةٍ». — لو ٢٢:٦٠-٦٢.
١١ وَهٰكَذَا، تَعَلَّمَ بُطْرُسُ دَرْسًا مِنْ هٰذَا ٱلِٱخْتِبَارِ إِذْ تَغَلَّبَ عَلَى مَيْلِهِ بِأَنْ يَكُونَ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ. وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلصَّلَاةَ سَاعَدَتْهُ فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، مِنَ ٱللَّافِتِ أَنْ تَأْتِيَ ٱلْمَشُورَةُ أَنْ ‹نَتَيَقَّظَ لِلصَّلَوَاتِ› مِنْ بُطْرُسَ. فَهَلْ نُصْغِي إِلَى هٰذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا؟ وَهَلْ ‹نُصَلِّي بِٱسْتِمْرَارٍ›، مُظْهِرِينَ بِٱلتَّالِي أَنَّنَا نَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ؟ (مز ٨٥:٨) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، لِنُبْقِ فِي بَالِنَا حَضَّ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ: «مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَحْتَرِزْ لِئَلَّا يَسْقُطَ». — ١ كو ١٠:١٢.
صَلَوَاتُ نَحَمْيَا ٱسْتُجِيبَتْ
١٢ أَيُّ مِثَالٍ جَيِّدٍ رَسَمَهُ نَحَمْيَا لَنَا؟
١٢ تَأَمَّلْ فِي مَا حَصَلَ مَعَ نَحَمْيَا ٱلَّذِي خَدَمَ سَاقِيًا عِنْدَ ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ أَرْتَحْشَسْتَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْخَامِسِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ. فَقَدْ رَسَمَ مِثَالًا حَسَنًا كَشَخْصٍ صَلَّى بِحَرَارَةٍ. فَٱلسِّجِلُّ يُخْبِرُ أَنَّهُ بَقِيَ لِأَيَّامٍ ‹يَصُومُ وَيُصَلِّي أَمَامَ› ٱللّٰهِ بِشَأْنِ ٱلْمَأْزِقِ ٱلَّذِي وَقَعَ فِيهِ ٱلْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ. (نح ١:٤) وَحِينَ سَأَلَهُ أَرْتَحْشَسْتَا لِمَ وَجْهُهُ مُكْمَدٌّ، ‹صَلَّى فِي ٱلْحَالِ إِلَى إِلٰهِ ٱلسَّمٰوَاتِ›. (نح ٢:٢-٤) وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ لَقَدِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ لِصَلَوَاتِهِ وَوَجَّهَ ٱلْمَسَائِلَ بِطَرِيقَةٍ صَبَّتْ فِي مَنْفَعَةِ شَعْبِهِ. (نح ٢:٥، ٦) وَكَمْ قَوَّى ذٰلِكَ إِيمَانَ نَحَمْيَا دُونَ أَدْنَى شَكٍّ!
١٣، ١٤ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا وَنَثْبُتَ أَمَامَ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ لِيُثَبِّطَنَا؟
١٣ إِنَّ ٱلصَّلَاةَ بِٱسْتِمْرَارٍ، كَمَا فَعَلَ نَحَمْيَا، تُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ. فَٱلشَّيْطَانُ هُوَ عَدِيمُ ٱلرَّحْمَةِ وَغَالِبًا مَا يُهَاجِمُنَا عِنْدَمَا نَكُونُ فِي حَالَةِ ضُعْفٍ. فَإِذًا كُنَّا نُعَانِي ٱلْمَرَضَ أَوْ نُحَارِبُ ٱلتَّثَبُّطَ مَثَلًا، فَقَدْ نَبْدَأُ بِٱلتَّفْكِيرِ أَنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي نَصْرِفُهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ كُلَّ شَهْرٍ لَا يَعْنِي إِلَّا ٱلْقَلِيلَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱللّٰهِ. حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ مِنَّا قَدْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِهِمْ أَفْكَارٌ كَئِيبَةٌ، رُبَّمَا بِسَبَبِ ٱخْتِبَارَاتٍ مَرُّوا بِهَا فِي مَاضِيهِمْ. وَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ أَنْ نَعْتَقِدَ أَنَّنَا بِلَا قِيمَةٍ. فَهُوَ يَسْتَغِلُّ مَشَاعِرَنَا ٱلسَّلْبِيَّةَ كَيْ يُضْعِفَ إِيمَانَنَا. وَلٰكِنْ إِذَا ‹تَيَقَّظْنَا لِلصَّلَوَاتِ›، فَسَنَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ. وَ ‹تُرْسُ ٱلْإِيمَانِ ٱلْكَبِيرُ يُمَكِّنُنَا مِنْ أَنْ نُطْفِئَ جَمِيعَ سِهَامِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْمُشْتَعِلَةِ›. — اف ٦:١٦.
١٤ إِذَا ‹تَيَقَّظْنَا لِلصَّلَوَاتِ›، فَلَنْ نَتَفَاجَأَ وَنُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِنَا حِينَ تُوَاجِهُنَا تَجْرِبَةٌ مَا عَلَى حِينِ غِرَّةٍ. لِذٰلِكَ، عِنْدَمَا نَتَعَرَّضُ لِلِٱمْتِحَانَاتِ وَٱلْمِحَنِ، لِنَتَذَكَّرْ مِثَالَ نَحَمْيَا وَلْنَلْجَأْ فَوْرًا إِلَى ٱللّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ. فَنَحْنُ لَنْ نَنْجَحَ فِي مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجَارِبِ وَٱحْتِمَالِ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ إِلَّا بِمَعُونَةِ يَهْوَهَ.
صَلِّ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ
١٥ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا تَتَعَلَّقُ بِٱلصَّلَاةِ لِأَجْلِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٥ تَضَرَّعَ يَسُوعُ مِنْ أَجْلِ بُطْرُسَ لِكَيْلَا يَتَلَاشَى إِيمَانُ هٰذَا ٱلرَّسُولِ. (لو ٢٢:٣٢) وَقَدْ تَمَثَّلَ أَبَفْرَاسُ، مَسِيحِيٌّ أَمِينٌ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، بِيَسُوعَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ وَدَأَبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ لِأَجْلِ إِخْوَتِهِ فِي كُولُوسِّي. كَتَبَ بُولُسُ لَهُمْ عَنْ أَبَفْرَاسَ أَنَّهُ ‹ٱجْتَهَدَ كُلَّ حِينٍ لِأَجْلِهِمْ فِي صَلَوَاتِهِ، لِكَيْ يَثْبُتُوا أَخِيرًا تَامِّينَ وَرَاسِخِي ٱلِٱقْتِنَاعِ فِي كُلِّ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ›. (كو ٤:١٢) لِذَا، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ أَجْتَهِدُ لِأَجْلِ إِخْوَتِي حَوْلَ ٱلْعَالَمِ فِي صَلَاتِي؟ كَمْ مَرَّةً أَذْكُرُ فِي صَلَاتِي ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ بِسَبَبِ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ؟ مَتَى كَانَتْ آخِرَ مَرَّةٍ صَلَّيْتُ فِيهَا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةً فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ؟ هَلْ صَلَّيْتُ مُؤَخَّرًا لِأَجْلِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلْمَصَاعِبَ؟›.
١٦ هَلِ ٱلصَّلَاةُ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَهُمْ حَقًّا؟
١٦ وَٱلصَّلَاةُ إِلَى يَهْوَهَ ٱللّٰهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَهُمْ حَقًّا. (اقرأ ٢ كورنثوس ١:١١.) صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَ مُجْبَرًا أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً لِمُجَرَّدِ أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنْ عُبَّادِهِ يُصَلُّونَ إِلَيْهِ تَكْرَارًا بِشَأْنِ مَسْأَلَةٍ مَا، إِلَّا أَنَّهُ يَأْخُذُ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ ٱهْتِمَامَهُمُ ٱلْجَمَاعِيَّ ٱلْحَقِيقِيَّ وَٱلْعَمِيقَ وَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِهِمْ إِذَا كَانَ ذٰلِكَ يَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَتِهِ. إِذًا، يَنْبَغِي أَنْ نَأْخُذَ بِجِدِّيَّةٍ ٱمْتِيَازَنَا وَمَسْؤُولِيَّتَنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ. وَعَلَى غِرَارِ أَبَفْرَاسَ، يَلْزَمُ أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱهْتِمَامِنَا وَمَحَبَّتِنَا ٱلنَّابِعَيْنِ مِنَ ٱلْقَلْبِ بِٱلِٱجْتِهَادِ لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلصَّلَاةِ. وَفِعْلُ ذٰلِكَ يَزِيدُ مِنْ سَعَادَتِنَا، ذٰلِكَ أَنَّ «ٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ». — اع ٢٠:٣٥.
‹خَلَاصُنَا قَرِيبٌ›
١٧، ١٨ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْبَقَاءُ ‹مُتَيَقِّظِينَ لِلصَّلَوَاتِ›؟
١٧ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ بُولُسُ إِنَّ ‹ٱللَّيْلَ قَدْ تَنَاهَى وَٱقْتَرَبَ ٱلنَّهَارُ›، كَتَبَ قَائِلًا: «تَعْرِفُونَ ٱلْوَقْتَ، أَنَّهَا ٱلْآنَ ٱلسَّاعَةُ لِتَسْتَيْقِظُوا مِنَ ٱلنَّوْمِ، فَخَلَاصُنَا ٱلْآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا». (رو ١٣:١١، ١٢) فَعَالَمُ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدُ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ قَرِيبٌ، وَخَلَاصُنَا أَقْرَبُ مِمَّا نَظُنُّ. فَلَا يَجِبُ إِذًا أَنْ نَغْرَقَ فِي ٱلنَّوْمِ رُوحِيًّا، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْمَحَ أَبَدًا لِتَلْهِيَاتِ ٱلْعَالَمِ أَنْ تَطْغَى عَلَى ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يَلْزَمُ أَنْ نَصْرِفَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ. عِوَضَ ذٰلِكَ، ‹لِنَتَيَقَّظْ لِلصَّلَوَاتِ›. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَقُومَ بِـ «تَصَرُّفَاتٍ مُقَدَّسَةٍ وَأَعْمَالِ تَعَبُّدٍ لِلّٰهِ» فِيمَا نَنْتَظِرُ يَوْمَ يَهْوَهَ. (٢ بط ٣:١١، ١٢) وَنَمَطُ ٱلْحَيَاةِ هٰذَا يَكْشِفُ أَنَّنَا صَاحُونَ رُوحِيًّا وَأَنَّنَا نُؤْمِنُ حَقًّا بِدُنُوِّ نِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هٰذَا. لِذٰلِكَ، ‹لِنُصَلِّ بِلَا ٱنْقِطَاعٍ›. (١ تس ٥:١٧) وَلْنَقْتَدِ بِيَسُوعَ بِتَقْدِيمِ صَلَوَاتٍ شَخْصِيَّةٍ إِلَى يَهْوَهَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ. فِإِذَا قَضَيْنَا وَقْتًا كَافِيًا فِي صَلَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ، فَسَنَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَيْهِ. (يع ٤:٧، ٨) وَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ نَكُونَ قَرِيبِينَ إِلَى ٱللّٰهِ!
١٨ تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «اَلْمَسِيحُ فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ قَدَّمَ تَضَرُّعَاتٍ وَطَلِبَاتٍ أَيْضًا، بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ، لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ ٱلْمَوْتِ، وَٱسْتُجِيبَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ». (عب ٥:٧) نَعَمْ، قَدَّمَ يَسُوعُ تَضَرُّعَاتٍ وَطَلِبَاتٍ وَحَافَظَ عَلَى أَمَانَتِهِ لِلّٰهِ حَتَّى نِهَايَةِ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، أَقَامَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ ٱلْحَبِيبَ مِنَ ٱلْمَوْتِ وَكَافَأَهُ بِحَيَاةٍ خَالِدَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ. نَحْنُ أَيْضًا، بِمَقْدُورِنَا أَنْ نَكُونَ أُمَنَاءَ لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ مَهْمَا كَانَتِ ٱلتَّجَارِبُ وَٱلْمِحَنُ ٱلَّتِي سَتَعْتَرِضُ سَبِيلَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. حَقًّا، نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرْبَحَ جَائِزَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ إِذَا بَقِينَا ‹مُتَيَقِّظِينَ لِلصَّلَوَاتِ›.