«لِيَكُنْ لِلِٱحْتِمَالِ عَمَلُهُ ٱلتَّامُّ»
«لِيَكُنْ لِلِٱحْتِمَالِ عَمَلُهُ ٱلتَّامُّ، لِتَكُونُوا تَامِّينَ وَسُلَمَاءَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّوَاحِي، غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ». — يع ١:٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٣٥، ١٣٩
١، ٢ (أ) مَاذَا يُعَلِّمُنَا ٱحْتِمَالُ جِدْعُونَ وَرِجَالِهِ ٱلثَّلَاثِ مِئَةٍ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) بِحَسَبِ لُوقَا ٢١:١٩، لِمَ ٱلِٱحْتِمَالُ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟
أَنْهَكَتِ ٱلْمَعْرَكَةُ جُنُودَ إِسْرَائِيلَ بِقِيَادَةِ ٱلْقَاضِي جِدْعُونَ. فَقَدْ طَارَدُوا ٱلْمِدْيَانِيِّينَ وَحُلَفَاءَهُمْ طَوَالَ ٱللَّيْلِ مَسَافَةَ ٣٢ كلم تَقْرِيبًا. وَرَغْمَ شِدَّةِ ٱلتَّعَبِ، جَاءَ جِدْعُونُ إِلَى ٱلْأُرْدُنِّ وَعَبَرَهُ هُوَ وَٱلثَّلَاثُ مِئَةِ رَجُلٍ ٱلَّذِينَ مَعَهُ. فَٱلنَّصْرُ لَمْ يَتَحَقَّقْ بَعْدُ، وَقَدْ أَفْلَتَ نَحْوُ ٠٠٠,١٥ مِنْ جُنُودِ ٱلْأَعْدَاءِ ٱلَّذِينَ أَذَاقُوا إِسْرَائِيلَ ٱلْمُرَّ طَوَالَ سَنَوَاتٍ. لَقَدْ عَلِمَ جِدْعُونُ وَرِجَالُهُ أَنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلْآنَ لَيْسَ لِلتَّرَاجُعِ، فَٱسْتَمَرُّوا «يُطَارِدُونَ ٱلْأَعْدَاءَ رَغْمَ تَعَبِهِمْ» إِلَى أَنْ أَخْضَعُوا مِدْيَانَ. — قض ٧:٢٢؛ ٨:٤، ١٠، ٢٨.
٢ نَحْنُ أَيْضًا نَخُوضُ حَرْبًا تَسْتَنْزِفُ قِوَانَا ضِدَّ ٱلشَّيْطَانِ وَعَالَمِهِ وَنَقَائِصِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ. وَٱلْبَعْضُ مِنَّا يُحَارِبُونَ مُنْذُ عُقُودٍ، وَبِمَعُونَةِ يَهْوَهَ رَبِحْنَا أَكْثَرَ مِنْ مَعْرَكَةٍ. لٰكِنَّنَا لَمْ نُحَقِّقِ ٱلنَّصْرَ ٱلْكَامِلَ بَعْدُ. وَأَحْيَانًا نَتْعَبُ مِنْ مُجَابَهَةِ ٱلْأَعْدَاءِ وَٱنْتِظَارِ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ. فَمَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا لِئَلَّا نَسْتَسْلِمَ؟ لَقَدْ حَذَّرَنَا يَسُوعُ أَنَّنَا سَنُوَاجِهُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ مِحَنًا شَدِيدَةً وَمُعَامَلَةً قَاسِيَةً. لٰكِنَّهُ قَالَ أَيْضًا إِنَّ ٱحْتِمَالَنَا هُوَ مِفْتَاحُ ٱلنَّصْرِ. (اقرأ لوقا ٢١:١٩.) فَمَا هُوَ ٱلِٱحْتِمَالُ؟ أَيَّةُ أُمُورٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ؟ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلَّذِينَ ثَبَتُوا وَٱحْتَمَلُوا؟ وَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِيَكُونَ لِلِٱحْتِمَالِ «عَمَلُهُ ٱلتَّامُّ»؟ — يع ١:٤.
تَعْرِيفُ ٱلِٱحْتِمَالِ
٣ مَا هُوَ ٱلِٱحْتِمَالُ؟
٣ لَيْسَ ٱلِٱحْتِمَالُ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُجَرَّدَ مُعَانَاةِ ٱلْمِحَنِ وَٱلشَّدَائِدِ، بَلْ يَرْتَبِطُ بِمَوْقِفِنَا ٱلْعَقْلِيِّ وَٱلْقَلْبِيِّ ٱلَّذِي نُوَاجِهُ بِهِ ٱلْمُصِيبَةَ. فَٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ يُعْرِبُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلثَّبَاتِ وَٱلصَّبْرِ. وَأَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ يُعَرِّفُ ٱلِٱحْتِمَالَ بِأَنَّهُ صِفَةٌ تُسَاعِدُنَا أَلَّا نَفْقِدَ ٱلْأَمَلَ وَنَسْتَسْلِمَ فِي وَجْهِ ٱلشِّدَّةِ، بَلْ أَنْ نَبْقَى ثَابِتِينَ وَلَا نَتَزَعْزَعَ تَحْتَ أَسْوَإِ ٱلْمِحَنِ. إِنَّهُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَخْرُجَ مِنَ ٱلضِّيقِ مُنْتَصِرِينَ إِذْ نُرَكِّزُ عَلَى هَدَفِنَا، لَا عَلَى ٱلْأَلَمِ ٱلَّذِي نُعَانِيهِ.
٤ مَا ٱلَّذِي يَدْفَعُ ٱلْمَسِيحِيَّ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
٤ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ مَا يَدْفَعُ ٱلْمَسِيحِيَّ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ. (اقرأ ١ كورنثوس ١٣:٤، ٧.) فَمَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ تَدْفَعُنَا أَنْ نَقْبَلَ مَشِيئَتَهُ وَنَحْتَمِلَ أَيَّ وَضْعٍ يَسْمَحُ بِهِ. (لو ٢٢:٤١، ٤٢) وَمَحَبَّتُنَا لِإِخْوَانِنَا تُسَاعِدُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ عُيُوبَهُمْ. (١ بط ٤:٨) وَمَحَبَّتُنَا لِشَرِيكِ حَيَاتِنَا تُمَتِّنُ رِبَاطَ ٱلزَّوَاجِ وَتُمَكِّنُنَا مِنِ ٱحْتِمَالِ ‹ٱلضِّيقِ› ٱلَّذِي لَا يَسْلَمُ مِنْهُ أَيُّ زَوَاجٍ مَهْمَا كَانَ سَعِيدًا. — ١ كو ٧:٢٨.
أُمُورٌ تُسَاعِدُكَ أَنْ تَحْتَمِلَ
٥ لِمَ يَهْوَهُ هُوَ خَيْرُ عَوْنٍ لَنَا كَيْ نَحْتَمِلَ؟
٥ اُطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يَمُدَّكَ بِٱلْقُوَّةِ. يَهْوَهُ هُوَ ٱلْإِلٰهُ «ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلِٱحْتِمَالَ وَٱلتَّعْزِيَةَ». (رو ١٥:٥) فَهُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَفْهَمُ تَمَامًا مَشَاكِلَنَا وَمَشَاعِرَنَا وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا بِيئَتُنَا وَتَرْكِيبَتُنَا ٱلْوِرَاثِيَّةُ. لِذَا، مَا مِنْ أَحَدٍ قَادِرٌ مِثْلَهُ أَنْ يُجَهِّزَنَا لِنَحْتَمِلَ. يَقُولُ عَنْهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «يُحَقِّقُ رَغْبَةَ خَائِفِيهِ، وَيَسْمَعُ ٱسْتِغَاثَتَهُمْ، وَيُخَلِّصُهُمْ». (مز ١٤٥:١٩) وَلٰكِنْ كَيْفَ يَسْتَجِيبُ ٱللّٰهُ صَلَاتَنَا حِينَ نَطْلُبُ مِنْهُ ٱلْقُوَّةَ لِنَحْتَمِلَ؟
٦ بِحَسَبِ وَعْدِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، كَيْفَ يَجْعَلُ يَهْوَهُ مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلْمَنْفَذَ؟
٦ اِقْرَأْ ١ كُورِنْثُوس ١٠:١٣. يَعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ «يَجْعَلَ . . . مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلْمَنْفَذَ» حِينَ نَطْلُبُ مُسَاعَدَتَهُ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلْمِحَنِ. فَمَا مَعْنَى ذٰلِكَ؟ أَحْيَانًا يُوَجِّهُ يَهْوَهُ ٱلْأُمُورَ لِيُزِيلَ عَنَّا ٱلْمِحْنَةَ. لٰكِنَّهُ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ يُهَيِّئُ لَنَا ٱلْمَنْفَذَ ‹لِنَسْتَطِيعَ ٱحْتِمَالَهَا›. فَيَهْوَهُ يُقَوِّينَا ‹لِنَحْتَمِلَ إِلَى ٱلتَّمَامِ وَنَكُونَ طِوَالَ ٱلْأَنَاةِ بِفَرَحٍ›. (كو ١:١١) وَلِأَنَّهُ يَعْرِفُ تَمَامًا حُدُودَنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلْفِكْرِيَّةَ وَٱلْعَاطِفِيَّةَ، لَنْ يَسْمَحَ مُطْلَقًا أَنْ يَسُوءَ ٱلْوَضْعُ بِحَيْثُ نَعْجَزُ عَنِ ٱلْبَقَاءِ أُمَنَاءَ.
٧ أَوْضِحْ مَا عَلَاقَةُ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ بِٱلِٱحْتِمَالِ.
٧ غَذِّ إِيمَانَكَ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. جَبَلُ أَفِرِسْت هُوَ أَعْلَى قِمَّةٍ فِي ٱلْعَالَمِ. وَيَسْتَهْلِكُ مَنْ يَتَسَلَّقُ هٰذَا ٱلْجَبَلَ ٠٠٠,٦ سُعْرَةٍ حَرَارِيَّةٍ فِي ٱلْيَوْمِ، أَيْ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِمَّا يَسْتَهْلِكُهُ ٱلْإِنْسَانُ عَادَةً. لِذٰلِكَ، عَلَيْهِ أَنْ يَأْكُلَ كَثِيرًا وَيُخَزِّنَ قَدْرَ مَا يُمْكِنُهُ مِنَ ٱلسُّعْرَاتِ ٱلْحَرَارِيَّةِ لِيَحْتَمِلَ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ وَيَبْلُغَ ٱلْقِمَّةَ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، لِنُوَاصِلَ ٱلسَّيْرَ بِٱحْتِمَالٍ فِي مَسْلَكِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ وَنَصِلَ إِلَى هَدَفِنَا، لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَتَغَذَّى جَيِّدًا بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. فَعَلَيْنَا أَنْ نُمَارِسَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ لِنُخَصِّصَ ٱلْوَقْتَ لِلْقِرَاءَةِ وَٱلدَّرْسِ وَحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. فَهٰذِهِ ٱلنَّشَاطَاتُ تُغَذِّي إِيمَانَنَا ‹بِٱلطَّعَامِ ٱلَّذِي يَبْقَى لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ›. — يو ٦:٢٧.
٨، ٩ (أ) بِحَسَبِ أَيُّوب ٢:٤، ٥، مَا ٱلْأَمْرُ ٱلْأَهَمُّ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ نَتَذَكَّرَهُ حِينَ نَمُرُّ بِمِحَنٍ؟ (ب) أَيُّ مَشْهَدٍ يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَخَيَّلَهُ حِينَ تَأْتِي عَلَيْكَ شِدَّةٌ؟
٨ تَذَكَّرِ ٱلْقَضِيَّةَ ٱلْكَوْنِيَّةَ ٱلَّتِي تَشْمُلُ ٱسْتِقَامَتَكَ أَمَامَ يَهْوَهَ. لَا بُدَّ أَنَّنَا نُعَانِي ٱلْكَثِيرَ حِينَ نَمُرُّ بِمِحَنٍ. لٰكِنَّ مُعَانَاتَنَا لَيْسَتِ ٱلْأَمْرَ ٱلْأَهَمَّ. فَتَفَاعُلُنَا مَعَ ٱلْمِحْنَةِ يُبَرْهِنُ مَا إِذَا كُنَّا نَعْتَرِفُ بِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْمُتَسَلِّطُ ٱلْكَوْنِيُّ. تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ قَاوَمَ سُلْطَانَ يَهْوَهَ وَعَيَّرَهُ قَائِلًا: «كُلُّ مَا لِلْإِنْسَانِ يُعْطِيهِ لِأَجْلِ نَفْسِهِ. وَلٰكِنْ مُدَّ يَدَكَ وَمَسَّ عَظْمَ [أَيُّوبَ] وَلَحْمَهُ، وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ لَا يَلْعَنُكَ فِي وَجْهِكَ». (اي ٢:٤، ٥) فَقَدِ ٱدَّعَى أَنْ لَا أَحَدَ يَخْدُمُ يَهْوَهَ بِدَافِعٍ غَيْرِ أَنَانِيٍّ. وَهَلْ تَغَيَّرَ ٱلشَّيْطَانُ مُذَّاكَ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَحِينَ طُرِدَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، كَانَ لَا يَزَالُ يُدْعَى «مُتَّهِمَ إِخْوَتِنَا، ٱلَّذِي يَتَّهِمُهُمْ نَهَارًا وَلَيْلًا أَمَامَ إِلٰهِنَا!». (رؤ ١٢:١٠) فَهُوَ لَمْ يَنْسَ ٱلْقَضِيَّةَ ٱلَّتِي أَثَارَهَا قَبْلَ عَشَرَاتِ ٱلْقُرُونِ. وَلَا تَزَالُ أَحَبُّ أُمْنِيَةٍ إِلَى قَلْبِهِ هِيَ أَنْ يَرَانَا نَسْتَسْلِمُ لِلْمِحْنَةِ وَنَتَوَقَّفُ عَنْ تَأْيِيدِ سُلْطَانِ ٱللّٰهِ.
٩ لِذَا، حِينَ تَأْتِي عَلَيْكَ شِدَّةٌ، حَاوِلْ أَنْ تَتَخَيَّلَ هٰذَا ٱلْمَشْهَدَ: اَلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ فِي جِهَةٍ، يَدُلُّونَ عَلَيْكَ زَاعِمِينَ أَنَّكَ سَتَسْتَسْلِمُ وَتَنْهَارُ تَحْتَ ٱلضَّغْطِ؛ وَفِي ٱلْجِهَةِ ٱلْأُخْرَى، يَهْوَهُ وَمَلِكُنَا يَسُوعُ وَٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْمُقَامُونَ وَرِبْوَاتُ ٱلْمَلَائِكَةِ يُشَجِّعُونَكَ، فَرِحِينَ بِٱحْتِمَالِكَ وَتَأْيِيدِكَ لِسُلْطَانِ يَهْوَهَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. فَهَلْ تَسْمَعُ يَهْوَهَ يُنَادِيكَ أَنْتَ شَخْصِيًّا: «يَا ٱبْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي، لِأُجِيبَ مَنْ يُعَيِّرُنِي»؟ — ام ٢٧:١١.
١٠ كَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ حِينَ تُرَكِّزُ عَلَى بَرَكَاتِ ٱحْتِمَالِكَ؟
١٠ رَكِّزْ عَلَى بَرَكَاتِ ٱحْتِمَالِكَ. لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تَقْصِدُ مَكَانًا بَعِيدًا وَتَتَوَقَّفُ خِلَالَ رِحْلَتِكَ وَسَطَ نَفَقٍ طَوِيلٍ. اَلظَّلَامُ يُحِيطُ بِكَ أَيْنَمَا نَظَرْتَ. لٰكِنَّكَ وَاثِقٌ أَنَّكَ سَتَرَى ٱلنُّورَ مُجَدَّدًا إِنْ تَابَعْتَ ٱلسَّيْرَ نَحْوَ نِهَايَةِ ٱلنَّفَقِ. كَذٰلِكَ ٱلْأَمْرُ فِي رِحْلَةِ ٱلْحَيَاةِ. فَقَدْ تُحِسُّ أَحْيَانًا أَنَّ ٱلْمَصَاعِبَ تُحِيطُ بِكَ. حَتَّى يَسُوعُ رُبَّمَا شَعَرَ بِذٰلِكَ خِلَالَ أَحْلَكِ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. فَكَانَ هَدَفَ «تَهَجُّمَاتٍ . . . مِنْ خُطَاةٍ» وَأُذِلَّ وَتَأَلَّمَ حِينَ عُلِّقَ عَلَى «خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ». لٰكِنَّهُ ٱحْتَمَلَ كُلَّ هٰذَا «مِنْ أَجْلِ ٱلْفَرَحِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ». (عب ١٢:٢، ٣) فَقَدْ رَكَّزَ عَلَى بَرَكَاتِ ٱحْتِمَالِهِ، وَبِٱلْأَخَصِّ عَلَى مُسَاهَمَتِهِ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ وَتَبْرِئَةِ سُلْطَانِهِ. فَكَانَ يَعْلَمُ أَنَّ نَفَقَ مِحَنِهِ ٱلْمُظْلِمَ تُشِعُّ فِي نِهَايَتِهِ مُكَافَأَتُهُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ ٱلَّتِي سَتَدُومُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَٱلْيَوْمَ، لَنْ تَخْلُوَ طَرِيقُكَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ مِنْ مِحَنٍ صَعْبَةٍ وَمُؤْلِمَةٍ. وَلٰكِنْ أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّهَا مُؤَقَّتَةٌ.
أَمْثِلَةٌ رَائِعَةٌ فِي ٱلثَّبَاتِ وَٱلِٱحْتِمَالِ
١١ لِمَ عَلَيْنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَمْثِلَةِ «ٱلَّذِينَ يَحْتَمِلُونَ»؟
١١ لَسْنَا وَحْدَنَا فِي حَرْبِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي تَتَطَلَّبُ ٱلِٱحْتِمَالَ. فَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ لِيُشَجِّعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَتَحَمَّلُوا هَجَمَاتِ إِبْلِيسَ: «قَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْآلَامَ عَيْنَهَا تُجْرَى عَلَى كَامِلِ مَعْشَرِ إِخْوَتِكُمْ فِي ٱلْعَالَمِ». (١ بط ٥:٩) وَأَمْثِلَةُ «ٱلَّذِينَ يَحْتَمِلُونَ» تُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَبْقَى ثَابِتِينَ، وَتُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ بِٱسْتِطَاعَتِنَا ٱلنَّجَاحَ، كَمَا تُذَكِّرُنَا بِأَنَّنَا سَنُكَافَأُ عَلَى مَسْلَكِنَا ٱلْأَمِينِ. (يع ٥:١١) فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِهَا.[١]
١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ ٱلْكَرُوبِيمِ ٱلَّذِينَ أَقَامَهُمْ يَهْوَهُ فِي عَدْنٍ؟
١٢ اَلْكَرُوبِيمُ. كَانَ ٱلْكَرُوبِيمُ مِنْ أَوَّلِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلَّتِي رَآهَا ٱلْبَشَرُ. وَمِثَالُهُمْ يُعَلِّمُنَا أَنْ نَثْبُتَ فِي ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلصَّعْبَةِ. فَيَهْوَهُ ٱللّٰهُ «أَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ ٱلْكَرُوبِيمَ وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ ٱلْحَيَاةِ».[٢] (تك ٣:٢٤) وَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ ٱلْكَرُوبِيمَ لَمْ يُخْلَقُوا فِي ٱلْأَصْلِ لِيُؤَدُّوا هٰذَا ٱلتَّعْيِينَ. فَلَا ٱلتَّمَرُّدُ وَلَا ٱلْخَطِيَّةُ كَانَا جُزْءًا مِنْ قَصْدِ يَهْوَهَ لِلْبَشَرِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَا نَقْرَأُ أَبَدًا أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلرَّفِيعِي ٱلْمُسْتَوَى تَذَمَّرُوا مِنْ هٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةِ شَاعِرِينَ أَنَّهَا لَا تَلِيقُ بِقُدُرَاتِهِمْ. فَهُمْ لَمْ يَضْجَرُوا وَلَمْ يَتَخَلَّوْا عَنْ تَعْيِينِهِمْ. بَلْ ثَبَتُوا فِيهِ حَتَّى ٱنْتَهَى عَمَلُهُمْ، رُبَّمَا أَيَّامَ ٱلطُّوفَانِ بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠٠,١ سَنَةٍ!
١٣ لِمَ لَمْ يَسْتَسْلِمْ أَيُّوبُ حِينَ وَاجَهَ ٱلْمِحَنَ؟
١٣ أَيُّوبُ. هَلْ جَرَحَكَ أَحَدُ أَصْدِقَائِكَ أَوْ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ؟ هَلْ تُعَانِي مِنْ مَرَضٍ خَطِيرٍ؟ هَلْ أَفْقَدَكَ ٱلْمَوْتُ أَحَدَ أَحِبَّائِكَ؟ سَتَجِدُ فِي مِثَالِ أَيُّوبَ خَيْرَ تَعْزِيَةٍ لَكَ. (اي ١:١٨، ١٩؛ ٢:٧، ٩؛ ١٩:١-٣) فَقَدِ ٱحْتَمَلَ مَصَائِبَهُ رَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَصْدَرَهَا. وَلِمَ لَمْ يَيْأَسْ وَيَسْتَسْلِمْ؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ أَنَّهُ كَانَ «يَخَافُ ٱللّٰهَ». (اي ١:١) فَقَدْ كَانَ مُصَمِّمًا عَلَى إِرْضَاءِ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّرَّاءِ وَٱلضَّرَّاءِ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، ذَكَّرَهُ يَهْوَهُ بِبَعْضِ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا. فَأَدْرَكَ أَيُّوبُ مَدَى قُوَّةِ ٱلْخَالِقِ، وَٱزْدَادَتْ ثِقَتُهُ بِأَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يُرِيحَهُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُلَائِمِ. (اي ٤٢:١، ٢) وَهٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا حَدَثَ. فَقَدْ «فَكَّ يَهْوَهُ أَيُّوبَ مِنْ أَسْرِهِ . . . وَأَخَذَ يَهْوَهُ يَزِيدُ كُلَّ مَا كَانَ لِأَيُّوبَ مُضَاعَفًا. وَمَاتَ أَيُّوبُ أَخِيرًا شَيْخًا وَشَبْعَانَ أَيَّامًا». — اي ٤٢:١٠، ١٧.
١٤ بِحَسَبِ ٢ كُورِنْثُوس ١:٦، كَيْفَ سَاعَدَ بُولُسُ ٱلْآخَرِينَ بِٱحْتِمَالِهِ؟
١٤ بُولُسُ. هَلْ أَنْتَ خَادِمٌ لِلّٰهِ يَتَعَرَّضُ لِمُقَاوَمَةٍ شَرِسَةٍ أَوِ ٱضْطِهَادٍ؟ هَلْ أَنْتَ شَيْخٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ نَاظِرُ دَائِرَةٍ مُثْقَلٌ بِٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ؟ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَقَدْ عَانَى ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلضُّغُوطِ «ٱلْخَارِجِيَّةِ» عَلَى يَدِ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱلْأَشْرَارِ، كَمَا شَكَّلَ هَمُّ ٱلْجَمَاعَاتِ حِمْلًا ثَقِيلًا عَلَيْهِ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. (٢ كو ١١:٢٣-٢٩) لٰكِنَّهُ رَفَضَ ٱلِٱسْتِسْلَامَ، وَمِثَالُهُ قَوَّى إِخْوَانَهُ. (اقرأ ٢ كورنثوس ١:٦.) وَأَنْتَ أَيْضًا حِينَ تَحْتَمِلُ ٱلْمَصَاعِبَ، تَرْسُمُ مِثَالًا حَسَنًا يُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَحْتَمِلُوا.
هَلْ تَدَعُ ٱحْتِمَالَكَ يُتَمِّمُ عَمَلَهُ؟
١٥، ١٦ كَيْفَ يُتَمِّمُ ٱلِٱحْتِمَالُ «عَمَلَهُ» فِينَا؟ أَعْطِ مِثَالًا.
١٥ كَتَبَ يَعْقُوبُ بِٱلْوَحْيِ: «لِيَكُنْ لِلِٱحْتِمَالِ عَمَلُهُ ٱلتَّامُّ لِتَكُونُوا تَامِّينَ وَسُلَمَاءَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّوَاحِي، غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ». (يع ١:٤) وَكَيْفَ يُتَمِّمُ ٱلِٱحْتِمَالُ «عَمَلَهُ» فِينَا؟ غَالِبًا مَا تَكْشِفُ ٱلْمِحَنُ عَنْ نِقَاطِ ضُعْفٍ فِي شَخْصِيَّتِنَا يَلْزَمُ تَحْسِينُهَا. فَإِذَا تَحَمَّلْنَا هٰذِهِ ٱلْمِحَنَ، نُنَمِّي صِفَاتٍ كَٱلصَّبْرِ وَٱلتَّقْدِيرِ وَٱلتَّعَاطُفِ، فَتَصِيرُ شَخْصِيَّتُنَا ٱلْمَسِيحِيَّةُ شَيْئًا فَشَيْئًا تَامَّةً وَسَلِيمَةً.
١٦ وَلِأَنَّ ٱلِٱحْتِمَالَ يَجْعَلُنَا مَسِيحِيِّينَ أَفْضَلَ، لَا يَجِبُ أَنْ تُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِتَجِدَ مَخْرَجًا مِنَ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي تَعْتَرِضُ طَرِيقَكَ. مَثَلًا، مَاذَا تَفْعَلُ إِنْ كُنْتَ تُصَارِعُ رَغَبَاتٍ خَاطِئَةً؟ بَدَلَ أَنْ تَسْتَسْلِمَ لِلتَّجْرِبَةِ، صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى طَرْدِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلْفَاسِدَةِ مِنْ رَأْسِكَ. وَهٰكَذَا تَقْوَى صِفَةُ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ فِي شَخْصِيَّتِكَ. وَمَا ٱلْقَوْلُ إِذَا كُنْتَ تُوَاجِهُ مُقَاوَمَةً مِنْ أَحَدِ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ؟ عِوَضَ أَنْ تَرْضَخَ تَحْتَ ٱلضَّغْطِ، صَمِّمْ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ. وَبِذٰلِكَ، تُعَزِّزُ ثِقَتَكَ بِهِ. وَتَذَكَّرْ أَنَّنَا لَنْ نَحْظَى بِرِضَى ٱللّٰهِ مَا لَمْ نَحْتَمِلْ. — رو ٥:٣-٥؛ يع ١:١٢.
١٧، ١٨ (أ) أَوْضِحْ أَهَمِّيَّةَ ٱلِٱحْتِمَالِ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. (ب) أَيَّةُ ثِقَةٍ نَمْتَلِكُهَا فِيمَا ٱلنِّهَايَةُ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ؟
١٧ إِنَّ ٱلِٱحْتِمَالَ ضَرُورِيٌّ، لَا لِفَتْرَةٍ وَجِيزَةٍ بَلْ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. لِإِيضَاحِ ٱلْفِكْرَةِ، تَخَيَّلْ سَفِينَةً عَلَى وَشْكِ أَنْ تَغْرَقَ. فَلِكَيْ يَنْجُوَ رُكَّابُهَا، يَنْبَغِي أَنْ يَسْبَحُوا نَحْوَ بَرِّ ٱلْأَمَانِ. لٰكِنَّ ٱلَّذِي يَسْتَسْلِمُ عَلَى بُعْدِ بِضْعَةِ أَمْتَارٍ مِنَ ٱلشَّاطِئِ سَيَغْرَقُ، مَثَلُهُ مَثَلُ مَنِ ٱسْتَسْلَمَ قَبْلَهُ بِكَثِيرٍ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، عَلَيْنَا أَنْ نَحْتَمِلَ حَتَّى تَطَأَ أَقْدَامُنَا ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ، وَإِلَّا خَسِرْنَا حَيَاتَنَا. فَلْنَتَحَلَّ بِمَوْقِفِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ مَرَّتَيْنِ: «لَا يَفْتُرُ عَزْمُنَا». — ٢ كو ٤:١، ١٦.
١٨ وَعَلَى غِرَارِ بُولُسَ، نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. فَقَدْ كَتَبَ فِي رُومَا ٨:٣٧-٣٩: «نَخْرُجُ مُنْتَصِرِينَ كُلَّ ٱلِٱنْتِصَارِ بِٱلَّذِي أَحَبَّنَا. لِأَنِّي مُقْتَنِعٌ أَنَّهُ لَا مَوْتَ وَلَا حَيَاةَ وَلَا مَلَائِكَةَ وَلَا حُكُومَاتِ وَلَا أَشْيَاءَ حَاضِرَةً وَلَا أَشْيَاءَ آتِيَةً وَلَا قُوَّاتِ وَلَا عُلُوَّ وَلَا عُمْقَ وَلَا أَيَّ خَلِيقَةٍ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ لَنَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا». طَبْعًا، لَنْ تَخْلُوَ طَرِيقُنَا إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ مِنَ ٱلْمَتَاعِبِ. وَلٰكِنْ بِٱحْتِمَالِنَا إِلَى ٱلنِّهَايَةِ، سَنَتَمَثَّلُ بِجِدْعُونَ وَرِجَالِهِ ٱلَّذِينَ قِيلَ عَنْهُمْ: «كَانُوا يُطَارِدُونَ ٱلْأَعْدَاءَ رَغْمَ تَعَبِهِمْ». — قض ٨:٤.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١١) مِنَ ٱلْمُشَجِّعِ أَيْضًا أَنْ تَقْرَأَ عَنِ ٱحْتِمَالِ شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ. مَثَلًا، يَحْتَوِي ٱلْكِتَابُ ٱلسَّنَوِيُّ لِلْأَعْوَامِ ١٩٩٢، ١٩٩٩، وَ ٢٠٠٨ عَلَى تَقَارِيرَ مُشَجِّعَةٍ عَنْ إِخْوَتِنَا فِي إِثْيُوبْيَا وَمَلَاوِي وَرُوسِيَا.
^ [٢] (اَلْفِقْرَةُ ١٢) لَا يُحَدِّدُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَدَدَ ٱلْكَرُوبِيمِ ٱلَّذِينَ أُوكِلَتْ إِلَيْهِمْ هٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةُ.