مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْدُمَ رَبَّيْنِ
«مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ . . . لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لِلّٰهِ وَٱلْمَالِ». — مت ٦:٢٤.
١-٣ (أ) أَيَّةُ مَشَاكِلَ مَادِّيَّةٍ يُوَاجِهُهَا كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ، وَكَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلْبَعْضُ حَلَّهَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) أَيَّةُ مَخَاوِفَ بِشَأْنِ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ تَنْشَأُ لَدَى ٱلْوَالِدِ ٱلَّذِي يَعْتَزِمُ ٱلسَّفَرَ؟
تَقُولُ مَارِلِين:a «كَانَ زَوْجِي جَيْمْس يَرْجِعُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ مَنْهُوكَ ٱلْقِوَى. لٰكِنَّ دَخْلَهُ كَانَ بِٱلْكَادِ يُغَطِّي نَفَقَاتِ حَاجَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ. وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُخَفِّفَ عَنْهُ ٱلْحِمْلَ وَأَنْ أَبْتَاعَ لِٱبْنِنَا، جِيمِي، بَعْضَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْجَمِيلَةِ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا رُفَقَاؤُهُ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ». كَمَا أَرَادَتْ مَارِلِين مُسَاعَدَةَ عَائِلَتِهَا ٱلْمُوَسَّعَةِ وَٱدِّخَارَ ٱلْمَالِ لِلْمُسْتَقْبَلِ. فَرَأَتْ أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنْ رُفَقَائِهَا ٱنْتَقَلُوا إِلَى بُلْدَانٍ أُخْرَى بِهَدَفِ تَحْصِيلِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَالِ. لٰكِنْ حِينَ فَكَّرَتْ فِي ٱلِٱنْتِقَالِ بَعِيدًا عَنْ عَائِلَتِهَا، رَاوَدَتْهَا مَشَاعِرُ مُتَضَارِبَةٌ. لِمَاذَا؟
٢ اِنْتَابَ مَارِلِينَ ٱلْقَلَقُ مِنْ تَرْكِ عَائِلَتِهَا ٱلْغَالِيَةِ وَرُوتِينِهَا ٱلرُّوحِيِّ. غَيْرَ أَنَّهَا فَكَّرَتْ فِي آخَرِينَ سَافَرُوا لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ وَبَدَا أَنَّ عَائِلَاتِهِمْ لَمْ تَتَأَذَّ رُوحِيًّا. كَذٰلِكَ تَسَاءَلَتْ كَيْفَ عَسَاهَا تُرَبِّي جِيمِي «فِي تَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَتَوْجِيهِهِ ٱلْفِكْرِيِّ» عَبْرَ ٱلْإِنْتِرْنِت. — اف ٦:٤.
٣ لِذَا، طَلَبَتْ مَارِلِينُ ٱلْمَشُورَةَ مِنَ ٱلْآخَرِينَ. فَعَبَّرَ لَهَا زَوْجُهَا أَنَّهُ لَا يُرِيدُ مِنْهَا ٱلذَّهَابَ مَعَ أَنَّهُ لَنْ يُحَاوِلَ مَنْعَهَا. أَمَّا ٱلشُّيُوخُ وَبَعْضُ ٱلْأَفْرَادِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ فَنَصَحُوهَا أَلَّا تَتْرُكَ عَائِلَتَهَا. فِي حِينِ أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَخَوَاتِ حَثَثْنَهَا عَلَى ٱلذَّهَابِ، قَائِلَاتٍ لَهَا: «إِنْ كُنْتِ تُحِبِّينَ عَائِلَتَكِ فَسَتَذْهَبِينَ. وَبِمَقْدُورِكِ أَنْ تَسْتَمِرِّي فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ». وَرَغْمَ ٱلشُّكُوكِ ٱلَّتِي سَاوَرَتْ مَارِلِين، وَدَّعَتْ زَوْجَهَا جَيْمْس وَٱبْنَهَا جِيمِي وَرَحَلَتْ لِتَعْمَلَ فِي بَلَدٍ آخَرَ، وَاعِدَةً إِيَّاهُمَا: «لَنْ أُطِيلَ غِيَابِي».b
اَلِٱلْتِزَامَاتُ ٱلْعَائِلِيَّةُ وَمَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
٤ لِمَ يُهَاجِرُ كَثِيرُونَ، وَمَنْ يَعْتَنِي بِأَوْلَادِهِمْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟
٤ لَا يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَعِيشَ خُدَّامُهُ فِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ. وَعَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ، ٱرْتَحَلَ شَعْبُهُ بِهَدَفِ ٱلْخُرُوجِ مِنْ دَوَّامَةِ ٱلْفَقْرِ. (مز ٣٧:٢٥؛ ام ٣٠:٨) مَثَلًا، أَرْسَلَ ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ يَعْقُوبُ أَبْنَاءَهُ إِلَى مِصْرَ لِشِرَاءِ ٱلطَّعَامِ عِنْدَمَا ضَرَبَتِ ٱلْمَجَاعَةُ أَرْضَ كَنْعَانَ.c (تك ٤٢:١، ٢) أَمَّا ٱلْيَوْمَ، فَإِنَّ مُعْظَمَ ٱلَّذِينَ يُهَاجِرُونَ لَا يُغَادِرُونَ مَوْطِنَهُمْ لِأَنَّهُمْ يَتَضَوَّرُونَ جُوعًا. فَرُبَّمَا يَكُونُونَ غَارِقِينَ فِي ٱلدَّيْنِ، أَوْ يَرْغَبُونَ فِي رَفْعِ مُسْتَوَى عَيْشِ عَائِلَتِهِمْ. وَإِذْ يَسْتَصْعِبُونَ تَحْقِيقَ هَدَفِهِمْ فِي بَلَدٍ يُعَانِي مِنْ وَضْعٍ ٱقْتِصَادِيٍّ سَيِّئٍ، يَتْرُكُونَ عَائِلَاتِهِمْ وَيَنْتَقِلُونَ لِلْعَيْشِ بَعِيدًا عَنْهُمْ، إِمَّا دَاخِلَ بَلَدِهِمْ أَوْ خَارِجَهُ. وَغَالِبًا مَا يَضَعُونَ أَوْلَادَهُمُ ٱلْقَاصِرِينَ تَحْتَ رِعَايَةِ رَفِيقِ زَوَاجِهِمْ، أَحَدِ أَوْلَادِهِمِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا، وَالِدِيهِمْ، أَحَدِ أَقْرِبَائِهِمْ، أَوْ أَحَدِ أَصْدِقَائِهِمْ. صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُؤْلِمِ لِلْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَتْرُكُوا خَلْفَهُمْ رُفَقَاءَ زَوَاجِهِمْ أَوْ أَوْلَادَهُمْ، إِلَّا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْهُمْ يَشْعُرُونَ أَنَّهُ مَا مِنْ حَلٍّ آخَرَ أَمَامَهُمْ.
٥، ٦ (أ) مَاذَا عَلَّمَ يَسُوعُ سَامِعِيهِ عَنِ ٱلسَّعَادَةِ وَٱلْأَمْنِ؟ (ب) أَيَّةُ أُمُورٍ مَادِّيَّةٍ عَلَّمَ يَسُوعُ سَامِعِيهِ أَنْ يُصَلُّوا بِشَأْنِهَا؟ (ج) كَيْفَ يُبَارِكُنَا يَهْوَهُ؟
٥ فِي زَمَنِ يَسُوعَ، كَانَ هُنَالِكَ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ يَرْزَحُونَ تَحْتَ وَطْأَةِ ٱلْفَقْرِ. وَلَرُبَّمَا ٱعْتَقَدُوا أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ أَكْثَرَ سَعَادَةً وَأَمْنًا لَوْ أَنَّهُمُ ٱمْتَلَكُوا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَالِ. (مر ١٤:٧) لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَضَعَ ٱلنَّاسُ رَجَاءَهُمْ فِي مَا هُوَ وَقْتِيٌّ، بَلْ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى مَصْدَرِ ٱلْغِنَى ٱلْأَبَدِيِّ، يَهْوَهَ. فَقَدْ شَرَحَ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ أَنَّ ٱلسَّعَادَةَ وَٱلْأَمْنَ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ لَا يَعْتَمِدَانِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَلَا عَلَى ٱلْمَسَاعِي ٱلدُّنْيَوِيَّةِ، بَلْ عَلَى صَدَاقَتِنَا مَعَ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.
٦ وَفِي صَلَاةِ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ، لَمْ يُعَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ ٱلْعَيْشِ حَيَاةَ رَخَاءٍ، بَلْ مِنْ أَجْلِ ٱلْحُصُولِ عَلَى حَاجَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ، «خُبْزِ يَوْمِنَا». وَقَدْ عَلَّمَ سَامِعِيهِ بِكُلِّ وُضُوحٍ: «لَا تَدَّخِرُوا بَعْدُ لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا عَلَى ٱلْأَرْضِ . . . بَلِ ٱدَّخِرُوا لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ». (مت ٦:٩، ١١، ١٩، ٢٠) وَيُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ مِنْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُنَا وَفَاءً بِوَعْدِهِ. وَبَرَكَتُهُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ ٱبْتِسَامَةِ رِضًى، إِنَّمَا تَشْمُلُ أَيْضًا تَأْمِينَ كُلِّ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ. حَقًّا، إِنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْوَحِيدَةَ لِلْحُصُولِ عَلَى ٱلسَّعَادَةِ وَٱلْأَمْنِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ هِيَ ٱلثِّقَةُ بِأَبِينَا ٱلْمُحِبِّ عِوَضَ ٱلثِّقَةِ بِٱلْمَالِ. — اقرأ متى ٦:٢٤، ٢٥، ٣١-٣٤.
٧ (أ) إِلَى مَنْ أَوْكَلَ يَهْوَهُ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ؟ (ب) لِمَ يَجِبُ أَنْ يُعْنَى ٱلْوَالِدَانِ كِلَاهُمَا بِتَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمَا؟
٧ يَشْمُلُ ‹طَلَبُ بِرِّ ٱللّٰهِ أَوَّلًا› أَنْ نَرَى ٱلِٱلْتِزَامَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةَ كَمَا يَرَاهَا يَهْوَهُ. مَثَلًا، تَحْتَوِي ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ عَلَى مَبْدَإٍ يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَهُوَ أَنْ يُدَرِّبَ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ تَدْرِيبًا رُوحِيًّا. (اقرإ التثنية ٦:٦، ٧.) فَٱللّٰهُ أَوْكَلَ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ إِلَى ٱلْوَالِدَيْنِ، لَا إِلَى ٱلْأَجْدَادِ أَوْ أَيِّ أَحَدٍ آخَرَ. كَتَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ: «اِسْمَعْ، يَا ٱبْنِي، تَأْدِيبَ أَبِيكَ، وَلَا تَتَخَلَّ عَنْ شَرِيعَةِ أُمِّكَ». (ام ١:٨) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ عَلَى كِلَا ٱلْوَالِدَيْنِ أَنْ يَعِيشَا ضِمْنَ ٱلْعَائِلَةِ كَيْ يُشَارِكَا فِي إِرْشَادِ وَتَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمَا. (ام ٣١:١٠، ٢٧، ٢٨) فَأَكْثَرُ مَا يَتَعَلَّمُهُ ٱلْأَوْلَادُ مِنْ وَالِدَيْهِمْ، خَاصَّةً فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ، يَأْتِي مِنْ سَمَاعِهِمْ لِأَحَادِيثِهِمَا ٱلْيَوْمِيَّةِ عَنْ يَهْوَهَ وَمِنْ رُؤْيَةِ مِثَالِهِمَا.
عَوَاقِبُ لَيْسَتْ فِي ٱلْحُسْبَانِ
٨، ٩ (أ) أَيَّةُ تَغَيُّرَاتٍ تَحْدُثُ عِنْدَمَا يَعِيشُ أَحَدُ ٱلْوَالِدَيْنِ بَعِيدًا عَنْ عَائِلَتِهِ؟ (ب) أَيُّ ضَرَرٍ عَاطِفِيٍّ وَأَخْلَاقِيٍّ يُمْكِنُ أَنْ يُسَبِّبَهُ ٱلْفِرَاقُ؟
٨ يُحَاوِلُ ٱلْمُهَاجِرُونَ قَبْلَ ٱلرَّحِيلِ أَنْ يَزِنُوا ٱلْأَمْرَ كَيْ يَعْرِفُوا مَا فِيهِ مِنْ خَطَرٍ وَتَضْحِيَاتٍ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْمَرْءُ كُلَّ ٱلْعَوَاقِبِ ٱلَّتِي سَتَتَأَتَّى عَنْ تَرْكِ عَائِلَتِهِ. (ام ٢٢:٣)d فَحَالَمَا سَافَرَتْ مَارِلِين، بَدَأَتْ تُعَانِي مِنْ لَوْعَةِ فِرَاقِ عَائِلَتِهَا. وَأَحَسَّ زَوْجُهَا وَٱبْنُهَا بِٱلشُّعُورِ نَفْسِهِ. فَٱبْنُهَا جِيمِي لَمْ يَنْفَكَّ عَنْ سُؤَالِهَا: «لِمَ تَرَكْتِنِي؟». وَعِنْدَمَا تَحَوَّلَتِ ٱلْأَشْهُرُ ٱلَّتِي خَطَّطَتْ مَارِلِين لِقَضَائِهَا إِلَى سَنَوَاتٍ، لَاحَظَتْ تَغَيُّرَاتٍ فِي عَائِلَتِهَا بَعَثَتْ فِيهَا ٱلْقَلَقَ. فَجِيمِي كَانَ يُصْبِحُ مُنْعَزِلًا وَلَمْ يَعُدْ يُرِيدُ أَنْ يُشَارِكَهَا مَشَاعِرَهُ. تَتَذَكَّرُ مَارِلِين بِحُزْنٍ قَائِلَةً: «لَمْ يَعُدْ يُحِبُّنِي».
٩ حِينَمَا لَا يَعِيشُ ٱلْوَالِدُونَ وَٱلْأَوْلَادُ مَعًا كَعَائِلَةٍ، يَتَعَرَّضُونَ لِلضَّرَرِ ٱلْعَاطِفِيِّ وَٱلْأَخْلَاقِيِّ.e وَكُلَّمَا كَانَ ٱلْأَوْلَادُ أَصْغَرَ فِي ٱلسِّنِّ وَكَانَتْ فَتْرَةُ ٱلْفِرَاقِ أَطْوَلَ، زَادَ حَجْمُ ٱلضَّرَرِ. فَقَدْ شَرَحَتْ مَارِلِين لِجِيمِي أَنَّهَا كَانَتْ تُضَحِّي مِنْ أَجْلِهِ، لٰكِنَّهُ شَعَرَ وَكَأَنَّ أُمَّهُ تَخَلَّتْ عَنْهُ. فِي ٱلْبِدَايَةِ أَزْعَجَهُ غِيَابُهَا، لٰكِنَّهُ ٱنْزَعَجَ فِي مَا بَعْدُ مِنْ حُضُورِهَا حِينَ أَتَتْ لِزِيَارَتِهِ. وَكَٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْأَوْلَادِ ٱلَّذِينَ يُفْصَلُونَ عَنْ وَالِدِيهِمْ، أَحَسَّ جِيمِي أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَحُقُّ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ مِنْهُ ٱلطَّاعَةَ وَٱلْمَحَبَّةَ. — اقرإ الامثال ٢٩:١٥.
١٠ (أ) كَيْفَ يَتَأَثَّرُ ٱلْأَوْلَادُ حِينَ يُقَدِّمُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْهَدَايَا كَبَدِيلٍ عَنْ حُضُورِهِمِ ٱلشَّخْصِيِّ؟ (ب) أَيَّةُ أُمُورٍ تَفْتَقِدُهَا ٱلْعَائِلَةُ حِينَ يَكُونُ أَحَدُ ٱلْوَالِدَيْنِ بَعِيدًا؟
١٠ رَغْمَ أَنَّ مَارِلِين حَاوَلَتْ أَنْ تُعَوِّضَ عَنْ غِيَابِهَا بِإِرْسَالِ ٱلْمَالِ وَٱلْهَدَايَا، لَاحَظَتْ أَنَّهَا كَانَتْ تُنَفِّرُ ٱبْنَهَا وَتُعَلِّمُهُ دُونَ قَصْدٍ أَنْ يَضَعَ ٱلْأُمُورَ ٱلْمَادِّيَّةَ قَبْلَ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلرَّوَابِطِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. (ام ٢٢:٦) فَقَدْ كَانَ جِيمِي يَقُولُ لَهَا: «لَا تَعُودِي إِلَى هُنَا. أَرْسِلِي ٱلْهَدَايَا فَقَطْ». عِنْدَئِذٍ، بَدَأَتْ مَارِلِين تُدْرِكُ أَنَّهَا لَنْ تَتَمَكَّنَ مِنْ تَرْبِيَةِ ٱبْنِهَا مِنْ خِلَالِ ٱلرَّسَائِلِ، ٱلِٱتِّصَالَاتِ ٱلْهَاتِفِيَّةِ، أَوْ مُكَالَمَاتِ ٱلْفِيدْيُو. تُعَلِّقُ قَائِلَةً: «لَا يُمْكِنُكَ أَنْ تُعَانِقَ وَلَدَكَ أَوْ تُقَبِّلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُدَ إِلَى ٱلنَّوْمِ عَبْرَ ٱلْإِنْتِرْنِت».
١١ (أ) كَيْفَ يُؤَثِّرُ بُعْدُ ٱلزَّوْجَيْنِ وَاحِدِهِمَا عَنِ ٱلْآخَرِ عَلَى ٱلزَّوَاجِ؟ (ب) كَيْفَ أَدْرَكَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ حَاجَتَهَا إِلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى عَائِلَتِهَا؟
١١ هٰذَا وَإِنَّ عَلَاقَةَ مَارِلِين مَعَ يَهْوَهَ وَزَوْجِهَا جَيْمْس كَانَتْ تَتَعَرَّضُ لِلْأَذَى. فَقَدْ صَارَتْ مُعَاشَرَتُهَا وَخِدْمَتُهَا ٱلْمَسِيحِيَّتَانِ مَقْصُورَتَيْنِ عَلَى يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي ٱلْأُسْبُوعِ أَوْ أَقَلَّ. وَكَانَ عَلَيْهَا أَنْ تُقَاوِمَ مُسْتَخْدِمَهَا ٱلَّذِي كَانَ يَضْغَطُ عَلَيْهَا لِتُمَارِسَ ٱلْجِنْسَ مَعَهُ. وَإِذْ لَمْ يَعُدْ هُنَاكَ رَفِيقُ زَوَاجٍ لِيَلْجَأَ إِلَيْهِ جَيْمْس وَمَارِلِين عِنْدَ مُوَاجَهَةِ ٱلْمَشَاكِلِ، تَعَلَّقَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَاطِفِيًّا بِشَخْصٍ آخَرَ وَأَوْشَكَا أَنْ يَرْتَكِبَا ٱلزِّنَى. وَمَعَ أَنَّهُمَا لَمْ يَصِلَا إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ، لَاحَظَتْ مَارِلِين أَنَّ بُعْدَ ٱلْمَسَافَةِ بَيْنَهُمَا يَمْنَعُهُمَا مِنِ ٱتِّبَاعِ تَوْجِيهِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يُشْبِعَ وَاحِدُهُمَا حَاجَاتِ ٱلْآخَرِ ٱلْعَاطِفِيَّةَ وَٱلْجِنْسِيَّةَ. فَهُمَا لَا يَتَمَكَّنَانِ مِنْ تَبَادُلِ أَفْكَارِهِمَا ٱلْعَفْوِيَّةِ، ٱلنَّظَرَاتِ، ٱلِٱبْتِسَامَاتِ، ٱللَّمَسَاتِ ٱلْحَنُونَةِ، ٱلْمُعَانَقَاتِ ٱلدَّافِئَةِ، وَ ‹تَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ›، أَوْ مِنْ تَأْدِيَةِ «ٱلْوَاجِبِ» ٱلزَّوْجِيِّ. (نش ١:٢؛ ١ كو ٧:٣، ٥) كَمَا أَنَّهُمَا لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَعْبُدَا يَهْوَهَ سَوِيًّا بِشَكْلٍ كَامِلٍ إِلَى جَانِبِ وَلَدِهِمَا. تَتَذَكَّرُ مَارِلِين: «عِنْدَمَا تَعَلَّمْتُ فِي أَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ ٱلْمُنْتَظِمَةَ ضَرُورِيَّةٌ لَنَا لِلنَّجَاةِ مِنْ يَوْمِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمِ، أَدْرَكْتُ أَنَّ عَلَيَّ ٱلرُّجُوعَ إِلَى بَلَدِي كَيْ أُعَزِّزَ رُوحِيَّاتِي وَأُصْلِحَ عَلَاقَتِي بِعَائِلَتِي».
نَصِيحَةٌ جَيِّدَةٌ وَأُخْرَى سَيِّئَةٌ
١٢ أَيَّةُ نَصِيحَةٍ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُمْكِنُ إِسْدَاؤُهَا إِلَى ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ بَعِيدًا عَنْ عَائِلَاتِهِمْ؟
١٢ تَضَارَبَتْ رَدَّاتُ فِعْلِ ٱلْإِخْوَةِ عِنْدَمَا عَلِمُوا بِأَنَّ مَارِلِين رَاجِعَةٌ إِلَى بَلَدِهَا. فَٱلشُّيُوخُ فِي جَمَاعَتِهَا مَدَحُوهَا عَلَى إِيمَانِهَا وَشَجَاعَتِهَا. أَمَّا بَعْضُ ٱلَّذِينَ كَانُوا هُمْ أَيْضًا يَعِيشُونَ بَعِيدًا عَنْ رُفَقَاءِ زَوَاجِهِمْ وَعَائِلَاتِهِمْ فَحَاوَلُوا أَنْ يُقْنِعُوهَا بِٱلْبَقَاءِ، قَائِلِينَ: «سَتَعُودِينَ إِلَى هُنَا بَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ. فَكَيْفَ سَتَسُدِّينَ حَاجَاتِ عَائِلَتِكِ ٱلْأَسَاسِيَّةَ إِذَا رَجَعْتِ إِلَى بَلَدِكِ؟». وَلٰكِنْ، بَدَلَ ٱلتَّلَفُّظِ بِهٰذِهِ ٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلْمُثَبِّطَةِ، يَحْسُنُ بِٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَرُدُّوا «ٱلشَّابَّاتِ إِلَى رُشْدِهِنَّ لِيَكُنَّ مُحِبَّاتٍ لِأَزْوَاجِهِنَّ، مُحِبَّاتٍ لِأَوْلَادِهِنَّ . . . عَامِلَاتٍ فِي بُيُوتِهِنَّ . . . لِئَلَّا يُقَالَ كَلَامٌ مُهِينٌ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ». — اقرأ تيطس ٢:٣-٥.
١٣، ١٤ لِمَ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ كَيْ نُقَاوِمَ رَغَبَاتِ عَائِلَتِنَا ٱلَّتِي لَا تُرْضِي يَهْوَهَ؟ أَوْضِحْ.
١٣ يَنْشَأُ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ فِي حَضَارَاتٍ تَضَعُ ٱلتَّقَالِيدَ وَإِكْرَامَ ٱلْأَقْرِبَاءِ، وَلَا سِيَّمَا ٱلْوَالِدِينَ، فَوْقَ كُلِّ ٱعْتِبَارٍ. لِذَا، يَحْتَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى إِيمَانٍ رَاسِخٍ لِيُقَاوِمَ رَغَبَاتِ عَائِلَتِهِ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي يَهْوَهَ.
١٤ خُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ كَارِن. تَقُولُ: «حِينَ وُلِدَ ٱبْنِي دَانِي، كُنْتُ أَعْمَلُ أَنَا وَزَوْجِي خَارِجَ مَوْطِنِنَا، وَكُنْتُ أَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ حَدِيثًا. وَتَوَقَّعَ جَمِيعُ أَعْضَاءِ عَائِلَتِي أَنْ أُرْسِلَ دَانِي إِلَى مَوْطِنِي كَيْ يُرَبِّيَهُ وَالِدَايَ إِلَى أَنْ تَسْتَقِرَّ حَالَتُنَا ٱلْمَادِّيَّةُ». وَحِينَ أَصَرَّتْ كَارِن عَلَى تَرْبِيَةِ دَانِي بِنَفْسِهَا عِوَضَ ٱلْعَمَلِ لِكَسْبِ ٱلْمَالِ، نَعَتَهَا أَقْرِبَاؤُهَا، وَمِنْ بَيْنِهِمْ زَوْجُهَا، بِٱلْكَسْلَانَةِ وَسَخِرُوا مِنْهَا. تَقُولُ كَارِن: «لَمْ أَسْتَطِعْ آنَذَاكَ أَنْ أَفْهَمَ تَمَامًا مَا ٱلْخَطَأُ فِي تَرْكِ دَانِي مَعَ وَالِدَيَّ لِبِضْعِ سِنِينَ. لٰكِنِّي عَرَفْتُ أَنَّ يَهْوَهَ أَوْكَلَ إِلَيْنَا نَحْنُ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ ٱبْنِنَا». وَعِنْدَمَا حَبِلَتْ كَارِن مِنْ جَدِيدٍ، طَلَبَ مِنْهَا زَوْجُهَا غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ أَنْ تُجْهِضَ ٱلْجَنِينَ. إِلَّا أَنَّ خِيَارَهَا ٱلصَّائِبَ ٱلَّذِي قَامَتْ بِهِ سَابِقًا قَوَّى إِيمَانَهَا، فَحَافَظَتْ عَلَى وَلَائِهَا لِيَهْوَهَ مُجَدَّدًا. وَهَا هِيَ وَزَوْجُهَا وَوَلَدَاهَا فَرِحُونَ بِبَقَائِهِمْ سَوِيًّا. فَلَوْ أَنَّهَا تَرَكَتْ مَسْؤُولِيَّةَ رِعَايَةِ أَحَدِ وَلَدَيْهَا أَوْ كِلَيْهِمَا لِشَخْصٍ آخَرَ، لَٱخْتَلَفَتِ ٱلنَّتِيجَةُ ٱخْتِلَافًا شَاسِعًا.
١٥، ١٦ (أ) كَيْفَ تَرَبَّتْ فِيكِي فِي صِغَرِهَا؟ (ب) لِمَاذَا ٱخْتَارَتْ فِيكِي أَلَّا تُرَبِّيَ ٱبْنَتَهَا بِٱلطَّرِيقَةِ عَيْنِهَا؟
١٥ تَرْوِي شَاهِدَةٌ ٱسْمُهَا فِيكِي: «رَبَّتْنِي جَدَّتِي بِضْعَةَ أَعْوَامٍ فِيمَا أَبْقَى وَالِدَايَ أُخْتِي ٱلصُّغْرَى مَعَهُمَا. وَعِنْدَمَا رَجَعْتُ لِأَعِيشَ مَعَ وَالِدَيَّ مِنْ جَدِيدٍ، كَانَتْ أَحَاسِيسِي تِجَاهَهُمَا قَدْ تَغَيَّرَتْ. فَأُخْتِي كَانَتْ تَشْعُرُ بِٱلْحُرِّيَّةِ أَنْ تُعَانِقَهُمَا، وَتُعَبِّرَ لَهُمَا عَنْ أَفْكَارِهَا، وَتَتَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِهِمَا. أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَشْعُرْ أَنِّي قَرِيبَةٌ مِنْهُمَا، وَٱسْتَصْعَبْتُ ٱلتَّعْبِيرَ لَهُمَا عَنْ مَشَاعِرِي ٱلْحَقِيقِيَّةِ حَتَّى عِنْدَمَا بَلَغْتُ سِنَّ ٱلرُّشْدِ. صَحِيحٌ أَنِّي وَأُخْتِي أَكَّدْنَا لِوَالِدَيْنَا أَنَّنَا سَنَعْتَنِي بِهِمَا فِي سِنِي شَيْخُوخَتِهِمَا، لٰكِنِّي سَأَقُومُ بِذٰلِكَ وَدَافِعِي ٱلْأَكْبَرُ هُوَ ٱلْوَاجِبُ، فِي حِينِ أَنَّ أُخْتِي سَتَعْتَنِي بِهِمَا وَدَافِعُهَا ٱلْأَكْبَرُ هُوَ ٱلْمَحَبَّةُ».
١٦ وَتُتَابِعُ فِيكِي: «طَلَبَتْ مِنِّي أُمِّي أَنْ أُرْسِلَ ٱبْنَتِي إِلَيْهَا لِتُرَبِّيَهَا، تَمَامًا كَمَا أَرْسَلَتْنِي إِلَى أُمِّهَا. فَرَفَضْتُ طَلَبَهَا بِلَبَاقَةٍ. فَأَنَا وَزَوْجِي نُرِيدُ أَنْ نُرَبِّيَ ٱبْنَتَنَا فِي طُرُقِ يَهْوَهَ. وَأَنَا لَا أُرِيدُ أَنْ أُلْحِقَ ٱلضَّرَرَ بِعَلَاقَتِي ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ بِٱبْنَتِي». نَعَمْ، عَرَفَتْ فِيكِي أَنَّ ٱلْمَسْلَكَ ٱلنَّاجِحَ ٱلْوَحِيدَ هُوَ وَضْعُ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ قَبْلَ ٱلْمَسَاعِي ٱلْمَادِّيَّةِ وَٱلرَّغَبَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. أَوْضَحَ يَسُوعُ قَائِلًا: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ»، لِلّٰهِ وَٱلْمَالِ. — مت ٦:٢٤؛ خر ٢٣:٢.
يَهْوَهُ «يُنْجِحُ» مَسَاعِيَنَا
١٧، ١٨ (أ) أَيُّ وَعْدَيْنِ يُمْكِنُ أَنْ نَعْتَمِدَ عَلَيْهِمَا دَائِمًا؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَتُنَاقِشُهَا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٧ يَعِدُنَا أَبُونَا يَهْوَهُ أَنْ يُزَوِّدَنَا بِكُلِّ حَاجَاتِنَا إِذَا وَضَعْنَا ٱلْمَلَكُوتَ وَبِرَّهُ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا. (مت ٦:٣٣) وَهُوَ يَعِدُنَا أَيْضًا أَنْ يُؤَمِّنَ لَنَا «ٱلْمَنْفَذَ» ٱلَّذِي لَا يَتَطَلَّبُ ٱلْمُسَايَرَةَ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَتَّى حِينَ نُوَاجِهُ أَكْثَرَ ٱلْمَشَاكِلِ صُعُوبَةً. (اقرأ ١ كورنثوس ١٠:١٣.) كَيْفَ ذٰلِكَ؟ إِذَا صَلَّيْنَا إِلَى يَهْوَهَ وَأَطَعْنَاهُ فِي ظُرُوفٍ كَهٰذِهِ، نُظْهِرُ لَهُ أَنَّنَا نَثِقُ بِهِ. (مز ٣٧:٥، ٧) وَهُوَ سَيَرَى هٰذِهِ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا وَسَيُنْجِحُ مَسَاعِيَنَا إِذْ يُؤَمِّنُ لَنَا كُلَّ حَاجَاتِنَا. — قارن التكوين ٣٩:٣.
١٨ وَلٰكِنْ مَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نُصْلِحَ ٱلضَّرَرَ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلْفِرَاقُ؟ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةٍ يُمْكِنُنَا ٱتِّخَاذُهَا بِهَدَفِ إِعَالَةِ عَائِلَاتِنَا دُونَ ٱلْعَيْشِ بَعِيدِينَ عَنْهُمْ؟ وَكَيْفَ نُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ بِمَحَبَّةٍ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّائِبَةِ فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ؟ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةَ.
a اَلْأَسْمَاءُ ٱلْوَارِدَةُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَةٌ.
b مَعَ أَنَّنَا ٱسْتَخْدَمْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ أَمْثِلَةً لِنِسَاءٍ تَرَكْنَ عَائِلَاتِهِنَّ لِلْعَمَلِ خَارِجًا، إِلَّا أَنَّ ٱلْمَبَادِئَ نَفْسَهَا تَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.
c رُبَّمَا لَمْ يَقْضِ أَبْنَاءُ يَعْقُوبَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَسَابِيعَ بَعِيدًا عَنْ عَائِلَاتِهِمْ فِي كُلِّ رِحْلَةٍ قَامُوا بِهَا إِلَى مِصْرَ. وَلَاحِقًا، حِينَ ٱنْتَقَلَ يَعْقُوبُ مَعَ أَبْنَائِهِ إِلَى مِصْرَ، أَخَذُوا مَعَهُمْ زَوْجَاتِهِمْ وَأَوْلَادَهُمْ. — تك ٤٦:٦، ٧.
d اُنْظُرْ «اَلْهِجْرَةُ بَيْنَ ٱلْوَاقِعِ وَٱلْخَيَالِ» فِي عَدَدِ شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ٢٠١٣ مِنْ مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ!.
e تُشِيرُ تَقَارِيرُ مِنْ بُلْدَانٍ مُخْتَلِفَةٍ أَنَّ ٱلْعَيْشَ بَعِيدًا عَنْ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ أَوِ ٱلْأَوْلَادِ بِهَدَفِ ٱلْعَمَلِ يُخَلِّفُ مَشَاكِلَ خَطِيرَةً. وَهِيَ تَشْمُلُ ٱلْخِيَانَةَ ٱلزَّوْجِيَّةَ، مُضَاجَعَةَ ٱلنَّظِيرِ، أَوْ سِفَاحَ ٱلْقُرْبَى. أَمَّا ٱلْأَوْلَادُ فَقَدْ يُوَاجِهُونَ مَشَاكِلَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، يُصْبِحُونَ عِدَائِيِّينَ، يُصِيبُهُمُ ٱلْقَلَقُ أَوِ ٱلْإِحْبَاطُ، وَقَدْ يَصِلُ بِهِمِ ٱلْأَمْرُ إِلَى حَدِّ ٱلِٱنْتِحَارِ.