كل المسيحيين الحقيقيين يجب ان يكونوا مبشرين
«اعمل عمل المبشر [او، المرسل].» — ٢ تيموثاوس ٤:٥، عج، الحاشية.
١ ماذا كانت البشارة التي كرز بها المبشرون في القرن الاول؟
ماذا يعني اليوم ان يكون المرء مبشرا؟ وهل انتم مبشر؟ ان الكلمة «مبشر» تأتي من الكلمة اليونانية إواغِّليستِس، التي تعني «كارزا بالبشارة.» ومنذ تأسيس الجماعة المسيحية في سنة ٣٣ بم، ابرزت البشارة المسيحية وسيلة اللّٰه للخلاص ونادت بأن يسوع المسيح سيرجع في وقت لاحق للبدء بحكم ملكوته على الجنس البشري. — متى ٢٥:٣١، ٣٢؛ ٢ تيموثاوس ٤:١؛ عبرانيين ١٠:١٢، ١٣.
٢ (أ) كيف يجري اغناء مضمون البشارة في يومنا؟ (ب) اي التزام يقع على كل المسيحيين الحقيقيين اليوم؟
٢ من السنة ١٩١٤ فصاعدا، بدأ الدليل يزداد على ان العلامة التي كان يسوع قد اعطاها بخصوص رجوعه وحضوره غير المنظور تختبر الاتمام. (متى ٢٤:٣-١٣، ٣٣) ومرة ثانية، كان ممكنا ان تشمل البشارة التعبير «ملكوت اللّٰه قريب.» (لوقا ٢١:٧، ٣١؛ مرقس ١:١٤، ١٥) وفي الواقع، كان الوقت قد حان لتختبر نبوة يسوع المسجلة في متى ٢٤:١٤ اتماما اعظم: «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» ولذلك يشمل التبشير الآن الاعلان بغيرة لملكوت اللّٰه المؤسس والبركات التي سيجلبها قريبا للجنس البشري الطائع. وكل المسيحيين مأمورون بالقيام بهذا العمل و‹بالتلمذة.› — متى ٢٨:١٩، ٢٠؛ رؤيا ٢٢:١٧.
٣ (أ) اي معنى اضافي هنالك للكلمة «مبشر»؟ (انظروا بصيرة في الاسفار المقدسة، المجلد ١، الصفحة ٧٧٠، العمود ٢، الفقرة ٢، بالانكليزية.) (ب) اي سؤالين يُنشئهما ذلك؟
٣ واضافة الى الكرازة بالبشارة عموما، يستخدم الكتاب المقدس الاصطلاح «مبشر» بمعنى خصوصي في ما يتعلق باولئك الذين يتركون مقاطعة موطنهم للكرازة بالبشارة في مناطق لم تُخدم بعدُ. وفي القرن الاول، كان هنالك مبشرون مرسلون كثيرون، مثل فيلبس، بولس، برنابا، سيلا، وتيموثاوس. (أعمال ٢١:٨؛ افسس ٤:١١) ولكن ماذا عن وقتنا الخصوصي منذ السنة ١٩١٤؟ هل جعل شعب يهوه اليوم انفسهم متوافرين كمبشرين محليين ومرسلين ايضا؟
التقدم منذ السنة ١٩١٩
٤، ٥ ماذا كانت التوقعات للعمل التبشيري بعد مدة وجيزة من السنة ١٩١٤؟
٤ عندما قاربت الحرب العالمية الاولى الانتهاء في سنة ١٩١٨، اختبر خدام اللّٰه مقاومة متزايدة من المرتدّين ومن رجال دين العالم المسيحي وحلفائهم السياسيين. وفي الواقع، توقف تقريبا التبشير المسيحي الاصيل في حزيران ١٩١٨ عندما حُكم على الرسميين الرئيسيين لجمعية برج المراقبة في الولايات المتحدة بالسَّجن ٢٠ سنة بتُهَم باطلة. فهل نجح اعداء اللّٰه في القضاء على الكرازة بالبشارة؟
٥ على نحو غير متوقع، في آذار ١٩١٩ أُطلق سراح رسميي الجمعية وبُرِّئوا لاحقا من التُّهَم الباطلة التي أدت بهم الى السجن. ومع حريتهم التي حصلوا عليها مؤخرا، ادرك هؤلاء المسيحيون الممسوحون انه كان هنالك الكثير من العمل بعدُ للقيام به قبل ان يجري جمعهم الى مكافأتهم السماوية كورثة معاونين في ملكوت اللّٰه. — رومية ٨:١٧؛ ٢ تيموثاوس ٢:١٢؛ ٤:١٨.
٦ كيف تقدَّم عمل التبشير بين ١٩١٩ و ١٩٣٩؟
٦ قديما في السنة ١٩١٩ كان هنالك اقل من ٠٠٠,٤ يقدِّمون تقريرا عن الاشتراك في نشر البشارة. وفي اثناء العقدين التاليين، قدَّم عدد من الرجال انفسهم كمبشرين مرسلين، وجرى ارسال البعض الى بلدان افريقيا، آسيا، واوروپا. وبحلول السنة ١٩٣٩، بعد ٢٠ سنة من الكرازة بالملكوت، ازداد شهود يهوه الى اكثر من ٠٠٠,٧٣. وهذه الزيادة البارزة، التي حدثت على الرغم من الاضطهاد الكثير، كانت مماثلة لما جرى في السنوات الباكرة للجماعة المسيحية. — أعمال ٦:٧؛ ٨:٤، ١٤-١٧؛ ١١:١٩-٢١.
٧ في السنتين ٤٧ بم و ١٩٣٩، اية حالة مماثلة وُجدت في ما يتعلق بالعمل التبشيري المسيحي؟
٧ ومع ذلك، فإن اغلبية شهود يهوه في ذلك الوقت كانوا مجموعين في البلدان الپروتستانتية الناطقة بالانكليزية. وفي الواقع، كان اكثر من ٧٥ في المئة من الـ ٠٠٠,٧٣ منادٍ بالملكوت من اوستراليا، بريطانيا، كندا، نيوزيلندا، والولايات المتحدة. وكما كانت الحالة نحو السنة ٤٧ بم، لزم امر ما لتشجيع المبشرين على منح انتباه اكثر للبلدان المخدومة اقل في الارض.
٨ بحلول السنة ١٩٩٢، ماذا انجزت مدرسة جلعاد؟
٨ لم تتمكن تقييدات زمن الحرب واضطهاداته من ايقاف روح يهوه القدوس القوي عن دفع خدامه الى الاستعداد لتوسُّع اعظم. ففي السنة ١٩٤٣، وفيما كانت الحرب العالمية الثانية في ذروتها، اسست هيئة اللّٰه مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس بقصد نشر البشارة على نحو اوسع. وبحلول آذار ١٩٩٢، كانت هذه المدرسة قد ارسلت ٥١٧,٦ مرسلا الى ١٧١ بلدا مختلفا. واضافة الى ذلك، دُرِّب رجال للاعتناء بفروع جمعية برج المراقبة في بلدان اجنبية. وفي السنة ١٩٩٢، من الـ ٩٧ منسقا للجان الفروع، كان ٧٥ قد دُرِّبوا في جلعاد.
٩ اية برامج تدريبية لعبت دورا في تقدُّم عمل التبشير والتلمذة؟
٩ وعلاوة على مدرسة جلعاد، أَعدَّت برامج تدريبية اخرى شعب يهوه لتوسيع عملهم التبشيري وتحسينه. مثلا، تعمل مدرسة الخدمة الثيوقراطية في جماعات شهود يهوه في كل مكان من الارض. وهذا الترتيب، بالاضافة الى اجتماع الخدمة الاسبوعي، درَّب الملايين من ناشري الملكوت ليكونوا فعالين في الخدمة العلنية. وهنالك ايضا مدرسة خدمة الملكوت، التي تزوِّد تدريبا قيِّما للشيوخ والخدام المساعدين لكي يتمكن هؤلاء من الاعتناء بشكل افضل بالجماعات المتزايدة. وقد ساعدت مدرسة خدمة الفتح كثيرين من المبشرين كامل الوقت على الصيرورة فعالين اكثر في نشاطهم الكرازي. وفي الآونة الاخيرة، عملت مدرسة تدريب الخدام في بلدان مختلفة على مساعدة الشيوخ والخدام المساعدين غير المتزوجين على الصيرورة نظراء عصريين لتيموثاوس.
١٠ ماذا كانت نتيجة كل التدريب الممتاز المزوَّد بواسطة هيئة اللّٰه؟ (اشملوا المعلومات في الاطار.)
١٠ فماذا كانت نتيجة كل هذا التدريب؟ في السنة ١٩٩١، بلغ شهود يهوه ذروة من اكثر من اربعة ملايين منادٍ بالملكوت فعالين في ٢١٢ بلدا. ولكن، خلافا للحالة التي وجدت في السنة ١٩٣٩، فإن اكثر من ٧٠ في المئة من هؤلاء هم من الكاثوليك، الارثوذكس، وغير المسيحيين، او من بلدان اخرى، حيث الانكليزية ليست اللغة السائدة. — انظروا الاطار «توسُّع منذ السنة ١٩٣٩.»
لماذا ناجح
١١ الى مَن نسب الرسول بولس نجاحه كخادم؟
١١ لا ينسب شهود يهوه الفضل في هذا التوسُّع الى انفسهم. وعوضا عن ذلك، ينظرون الى عملهم بالطريقة التي بها نظر الرسول بولس، كما اوضح في رسالته الى اهل كورنثوس. «فمَن هو بولس ومَن هو ابلوس. بل خادمان آمنتم بواسطتهما وكما اعطى الرب لكل واحد. انا غرست وابلوس سقى لكن اللّٰه كان ينمي. اذًا ليس الغارس شيئا ولا الساقي بل اللّٰه الذي ينمي. فاننا نحن عاملان مع اللّٰه وانتم فلاحة اللّٰه. بناء اللّٰه.» — ١ كورنثوس ٣:٥-٧، ٩.
١٢ (أ) اي دور تلعبه كلمة اللّٰه في التبشير المسيحي الناجح؟ (ب) مَن عُيِّن رأسا للجماعة المسيحية، وما هي احدى الطرائق المهمة لاظهار خضوعنا لرئاسته؟
١٢ لا شك في ان النمو غير العادي الذي يختبره شهود يهوه ناجم عن بركة اللّٰه. انه عمل اللّٰه. وادراكا لهذا الواقع، يستمرون في العكوف على درس كلمة اللّٰه قانونيا. ويؤسسون كل ما يعلِّمونه في عملهم التبشيري على الكتاب المقدس. (١ كورنثوس ٤:٦؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٦) والمفتاح الآخر لتبشيرهم الناجح هو اعترافهم الكامل بالشخص الذي عيَّنه اللّٰه رأسا للجماعة، الرب يسوع المسيح. (افسس ٥:٢٣) وأظهر مسيحيو القرن الاول ذلك بالتعاون مع الاشخاص الذين عيَّنهم يسوع رسلا. وهؤلاء الرجال، مع شيوخ آخرين من جماعة اورشليم، شكَّلوا الهيئة الحاكمة المسيحية للقرن الاول. ومن السماء استخدم الرب يسوع المسيح هذا الفريق من المسيحيين الناضجين لبتّ القضايا واعطاء التوجيه لعمل التبشير. وتعاوُن بولس الغيور مع هذا الترتيب الالهي ادى الى زيادات في الجماعات التي زارها. (أعمال ١٦:٤، ٥؛ غلاطية ٢:٩) وعلى نحو مماثل اليوم، بالتمسك بثبات بكلمة اللّٰه والتعاون بغيرة مع التوجيه الذي يأتي من الهيئة الحاكمة، يكون المبشرون المسيحيون واثقين من النجاح في خدمتهم. — تيطس ١:٩، عج؛ عبرانيين ١٣:١٧.
حاسبون الآخرين اسمى
١٣، ١٤ (أ) اية مشورة قدَّمها الرسول بولس كما هي مسجلة في فيلبي ٢:١-٤؟ (ب) لماذا من المهم تذكُّر هذه المشورة في اثناء الاشتراك في العمل التبشيري؟
١٣ اظهر الرسول بولس المحبة الاصيلة لطالبي الحق ولم يعرب عن موقف متفوق او عرقي. وهكذا، تمكن من تقديم مشورة للرفقاء المؤمنين ان ‹يحسبوا الآخرين اسمى.› — فيلبي ٢:١-٤.
١٤ وبطريقة مماثلة، لا يملك المبشرون المسيحيون الحقيقيون موقفا متفوقا عند التعامل مع الناس من عروق وخلفيات مختلفة. تقول واحدة من شهود يهوه من اميركا معيَّنة لتخدم كمرسلة في افريقيا: «اعلم تماما اننا لسنا اسمى. ربما لدينا مال اكثر وما يُدعى ثقافة اساسية، ولكن لديهم [الشعب المحلي] ميزات تفوق تلك التي لنا.»
١٥ كيف يمكن لاولئك المعيَّنين للعمل في بلدان اجنبية ان يعربوا عن الاحترام الاصيل للتلاميذ المقبلين؟
١٥ بالتأكيد، بالاعراب عن الاحترام الاصيل لاولئك الذين نشترك معهم في البشارة، نجعله اسهل عليهم ان يقبلوا رسالة الكتاب المقدس. ويساعد ذلك ايضا عندما يُظهر مبشر مرسل انه سعيد بالعيش بين الناس الذين عُيِّن لمساعدتهم. وتوضح مرسلة ناجحة قضت الـ ٣٨ سنة الاخيرة في افريقيا: «اشعر عميقا في داخلي بأن هذا هو موطني وأن الاشخاص الذين في الجماعة حيث جرى تعييني هم اخوتي وأخواتي. وعندما عدت الى كندا في عطلة، لم اشعر حقا بأنني في موطني. وفي الاسبوع الاخير او نحو ذلك في كندا، كنت اتوق الى العودة. انني اشعر دائما على هذا النحو. وأُخبر تلاميذي للكتاب المقدس والاخوة والاخوات كم انا سعيدة بأن اعود ثانية، فيقدِّرون انني اريد ان اكون معهم.» — ١ تسالونيكي ٢:٨.
١٦، ١٧ (أ) اي تحدٍّ قبله مرسلون ومبشرون محليون كثيرون لكي يكونوا فعالين اكثر في خدمتهم؟ (ب) اي اختبار كان لمرسلة بسبب التكلم باللغة المحلية؟
١٦ عندما يجدون مقاطعة واسعة ذات لغة اجنبية في مقاطعاتهم المحلية، يبذل البعض جهدا لتعلم اللغة، مظهرين بذلك انهم يحسبون الآخرين اسمى. «في افريقيا الجنوبية،» يلاحظ مرسل، «هنالك احيانا شعور بعدم الثقة بين الناس من خلفية افريقية والناس من خلفية اوروپية. ولكنَّ التكلم باللغة المحلية يبدِّد سريعا هذا الشعور.» والتكلم بلغة اولئك الذين نشترك معهم في البشارة هو عون عظيم في بلوغ قلوبهم. ويتطلب ذلك عملا شاقا ومثابرة متواضعة. توضح مرسلة في بلد آسيوي: «ان ارتكاب الاغلاط بشكل متواصل فيما يُهزأ بكم باستمرار بسبب اخطائكم يمكن ان يكون امتحانا. وقد يبدو الاستسلام اسهل.» لكنَّ محبة اللّٰه والقريب ساعدت هذه المرسلة على المثابرة. — مرقس ١٢:٣٠، ٣١.
١٧ وعلى نحو مفهوم، يتأثر الناس عندما يجاهد اجنبي للاشتراك في البشارة بلغتهم. وأحيانا يؤدي ذلك الى بركات غير متوقعة. كانت مرسلة في بلد ليسوتو الافريقي تتكلم السيسوتو الى امرأة اخرى تعمل في متجر للنسيج الموشَّى. وكان وزير حكومي من بلد افريقي آخر يجول في المحل وسمع صدفة المحادثة. فاقترب ومدحها بحرارة، وعندئذ بدأت تتكلم الى الوزير الحكومي بلغته الخاصة. «لِمَ لا تأتين الى [بلدي] وتعملين بين شعبنا، بما انك تعرفين ايضا السواحلية؟» سأل. وبلباقة، اجابت المرسلة: «سيكون ذلك رائعا جدا. ولكنني واحدة من شهود يهوه، وفي الوقت الحاضر عملنا محظور في بلدكم.» «من فضلك،» اجاب، «لا تشعري بأننا جميعا مقاومون لعملكم. فكثيرون منا يؤيدون شهود يهوه. وربما تكونين يوما ما قادرة على التعليم بحرية بين شعبنا.» وفي وقت ما لاحقا، اثار المرسلة ان تعلم ان شهود يهوه مُنِحوا حرية العبادة في ذلك البلد عينه.
مستعدون للتخلي عن الحقوق
١٨، ١٩ (أ) بأية طريقة مهمة جاهد بولس للتمثل بمعلمه، يسوع المسيح؟ (ب) اسردوا اختبارا (الاختبار الموجود في الفقرة او اختبارا خاصا بكم) لاظهار اهمية تجنب اي سبب يعثر اولئك الذين نشترك معهم في البشارة.
١٨ عندما كتب الرسول بولس: «كونوا متمثلين بي كما انا ايضا بالمسيح،» كان يناقش قبل قليل الحاجة الى تجنب اعثار الآخرين، قائلا: «اذا كنتم تأكلون او تشربون او تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد اللّٰه. كونوا بلا عثرة لليهود ولليونانيين ولكنيسة اللّٰه. كما انا ايضا ارضي الجميع في كل شيء غير طالب ما يوافق نفسي بل الكثيرين لكي يخلصوا.» — ١ كورنثوس ١٠:٣١-٣٣؛ ١١:١.
١٩ والمبشرون كبولس، الذين يكونون مستعدين للقيام بالتضحيات من اجل اولئك الذين يكرزون لهم، يحصدون البركات. مثلا، في احد البلدان الافريقية، ذهب زوجان مرسلان الى فندق محلي من اجل العشاء للاحتفال بذكرى زواجهما السنوية. في بادئ الامر ارادا ان يطلبا خمرا مع وجبة الطعام، لان الاستعمال المعتدل للمشروبات الكحولية غير مدان في الكتاب المقدس. (مزمور ١٠٤:١٥) ولكن بعدئذ قرَّر هذان الزوجان ألا يفعلا ذلك اذا كان سيسيء الى الناس المحليين. «في وقت لاحق،» يتذكر الزوج، «التقينا رجلا كان رئيس الطهاة في ذلك الفندق، وبدأنا بدرس في الكتاب المقدس معه. وبعد ذلك بكثير اخبرنا: ‹هل تتذكران عندما اتيتما الى الفندق من اجل العشاء؟ كنا جميعا وراء باب المطبخ نراقبكما. وكما تدركان، اخبرنا مرسلو الكنيسة انه من الخطإ ان نشرب المشروبات الكحولية. ومع ذلك، عندما يأتون الى الفندق، يطلبون الخمر بحرية. ولذلك قرَّرنا انه اذا طلبتما مشروبا كحوليا، فلن نسمع لكما عندما تأتيان للكرازة لنا.›» واليوم، رئيس الطهاة هذا وبعض الآخرين الذين كانوا يعملون في الفندق هم شهود معتمدون.
الكثير لفعله بعدُ
٢٠ لماذا من الحيوي ان نحتمل كمبشرين غيورين، وأي امتياز مفرح ينتهزه كثيرون؟
٢٠ بينما تقترب نهاية هذا النظام الشرير بسرعة، لا يزال كثيرون يتوقون الى سماع البشارة، ومن الملحّ اكثر من ايّ وقت مضى ان يحتمل كل مسيحي كمبشر امين. (متى ٢٤:١٣، عج) فهل يمكنكم ان توسِّعوا اشتراككم في هذا العمل بالصيرورة مبشرا بمعنى خصوصي مثل فيلبس، بولس، برنابا، سيلا، وتيموثاوس؟ كثيرون يفعلون امرا مماثلا بالانضمام الى صفوف الفاتحين وجعل انفسهم متوافرين للخدمة في اماكن حيث الحاجة اعظم.
٢١ بأية طريقة انفتح «باب عظيم يؤدي الى النشاط» لشعب يهوه؟
٢١ ومؤخرا، انفتحت حقول واسعة للتبشير في بلدان افريقيا، آسيا، واوروپا الشرقية، حيث كان عمل شهود يهوه مقيَّدا سابقا. وكما كانت الحال مع الرسول بولس، «قد انفتح . . . باب عظيم يؤدي الى النشاط» لشعب يهوه. (١ كورنثوس ١٦:٩، عج) مثلا، ان المبشرين المرسلين الذين وصلوا مؤخرا الى بلد موزَمبيق الافريقي لا يستطيعون ان يتدبَّروا امر عدد الناس الذين يريدون دروسا في الكتاب المقدس. فكم يمكن ان نكون سعداء لأن عمل شهود يهوه صار شرعيا في ذلك البلد ابتداء من ١١ شباط ١٩٩١!
٢٢ سواء كانت مقاطعتنا المحلية مخدومة جيدا او لا، ماذا يجب ان نكون جميعنا مصمِّمين على فعله؟
٢٢ وفي البلدان التي كانت لدينا فيها دائما حرية العبادة، يتمتع اخوتنا ايضا بزيادات مستمرة. نعم، حيثما نعيش، هنالك ‹الكثير لفعله في عمل الرب› بعدُ. (١ كورنثوس ١٥:٥٨) واذ تكون هذه هي الحال، لنستمرَّ في الاستفادة بحكمة من الوقت الباقي فيما كل واحد منا ‹يعمل عمل المبشر، يتمم خدمته كاملا.› — ٢ تيموثاوس ٤:٥، عج؛ افسس ٥:١٥، ١٦.
هل يمكنكم ان توضحوا؟
◻ ما هو المبشر؟
◻ كيف جرى إغناء مضمون البشارة بعد السنة ١٩١٤؟
◻ كيف تقدَّم عمل التبشير منذ السنة ١٩١٩؟
◻ اية عوامل رئيسية ساهمت في النجاح؟
[الاطار في الصفحة ١٩]
توسُّع منذ السنة ١٩٣٩
تأملوا في امثلة من ثلاث قارات حيث أُرسل مرسلو جلعاد المدرَّبون. فقديما في السنة ١٩٣٩ كان هنالك فقط ٦٣٦ مناديا بالملكوت قدَّموا تقارير من غربي افريقيا. وبحلول السنة ١٩٩١ ازداد هذا العدد الى اكثر من ٠٠٠,٢٠٠ في ١٢ بلدا في غربي افريقيا. والمرسلون ساهموا ايضا في الزيادات غير العادية في بلدان اميركا الجنوبية. وأحدها هو البرازيل، التي ازداد المنادون بالملكوت فيها من ١١٤ في السنة ١٩٣٩ الى ذروة من ٠٣٩,٣٣٥ في نيسان ١٩٩٢. وتبع نمو مماثل وصول المرسلين الى بلدان في آسيا. ففي اثناء الحرب العالمية الثانية، اضطُهد العدد الصغير من شهود يهوه في اليابان بشكل قاسٍ، وتوقف عملهم. ثم، في السنة ١٩٤٩، وصل ١٣ مرسلا للمساعدة على اعادة تنظيم العمل. وفي سنة الخدمة تلك عينها، قدَّم اقل من عشرة ناشرين من ابناء البلد تقارير عن خدمة الحقل في كل اليابان، في حين انه في نيسان ١٩٩٢ بلغ مجموع الناشرين الاجمالي ٣٧٠,١٦٧.
[الاطار في الصفحة ٢١]
العالم المسيحي ومشكلة اللغة
بذل بعض مرسلي العالم المسيحي جهدا جديا لتعلُّم لغة اجنبية، لكنَّ كثيرين توقعوا ان يتكلم الشعب المحلي لغتهم الاوروپية. وكما يوضح جِفري مورهاوس في كتابه المرسلون:
«كانت المشكلة ان اكتساب لغة قومية اعتُبر مرارا كثيرة ليس اكثر من وسيلة لترجمة الكتاب المقدس. ونسبيا بُذل جهد قليل، سواء من قِبل الافراد او من قِبل الجمعيات التي تستخدمهم، للتأكُّد من ان المرسل يمكن ان يتكلم الى احد ابناء البلد بلغته الخاصة بالطلاقة التي يمكن ان تنتج وحدها فهما عميقا بين كائنَين بشريَّين. فكان كل مرسل يتعلم عددا قليلا من المفردات المحلية . . . وبالاضافة الى ذلك، كان يجري الاتصال عموما بالايقاع الصادم والمستقبح لما يُدعى الانكليزية الپِدجينية، مع افتراضها الضمني ان ابن البلد الافريقي يجب ان يُخضع نفسه لقواعد الزائر الانكليزي. وفي اسوإ الاحوال، كان ذلك اعرابا آخر ايضا عن التفوق العنصري.»
وفي السنة ١٩٩٢ نشرت مدرسة الدراسات الشرقية والافريقية في لندن تقريرا عن مشكلة اللغة. «نرى،» قال التقرير، «ان متوسط مستوى البراعة الذي احرزه المرسلون في اللغة القومية . . . منخفض على نحو مؤسف وخطر ايضا.»
ان مرسلي جمعية برج المراقبة اعتبروا دائما تعلُّم اللغة المحلية ضرورة، الامر الذي يساعد على تعليل نجاحهم في الحقل الارسالي.