اَلْعَمَلُ مَعَ ٱللّٰهِ يُفَرِّحُنَا
«بِمَا أَنَّنَا عَامِلُونَ مَعَهُ، نُنَاشِدُكُمْ أَيْضًا أَلَّا تَقْبَلُوا نِعْمَةَ ٱللّٰهِ وَتُخْطِئُوا ٱلْقَصْدَ مِنْهَا». — ٢ كو ٦:١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٧٥، ٧٤
١ أَيُّ فُرْصَةٍ يُتِيحُهَا يَهْوَهُ مَعَ أَنَّهُ ٱلْإِلٰهُ ٱلْعَلِيُّ؟
يَهْوَهُ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْعَلِيُّ خَالِقُ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ وَصَاحِبُ حِكْمَةٍ وَقُدْرَةٍ لَا حُدُودَ لَهُمَا. قَالَ أَيُّوبُ بَعْدَمَا سَأَلَهُ ٱللّٰهُ عَنْ عَجَائِبِ ٱلْخَلِيقَةِ: «قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْكَ رَأْيٌ». (اي ٤٢:٢) وَلٰكِنْ مَعَ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يُحَقِّقَ كُلَّ مَا يَنْوِي فِعْلَهُ دُونَ مُسَاعَدَةِ أَحَدٍ، يُتِيحُ إِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ لِلْآخَرِينَ مُنْذُ ٱلْبَدْءِ أَنْ يَعْمَلُوا مَعَهُ فِي إِتْمَامِ قَصْدِهِ.
٢ أَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ أَوْكَلَهُ يَهْوَهُ إِلَى يَسُوعَ؟
٢ كَانَ ٱلِٱبْنُ، ٱلْمَوْلُودُ ٱلْوَحِيدُ، أَوَّلَ مَخْلُوقَاتِ ٱللّٰهِ. وَقَدْ أَتَاحَ لَهُ يَهْوَهُ أَنْ يُسَاعِدَهُ فِي خَلْقِ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْأُخْرَى، ٱلرُّوحَانِيَّةِ وَٱلْمَادِّيَّةِ. (يو ١:١-٣، ١٨) كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ يَسُوعَ: «بِهِ خُلِقَتْ سَائِرُ ٱلْأَشْيَاءِ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ، ٱلْمَنْظُورَةِ وَغَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ، سَوَاءٌ كَانَتْ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ حُكُومَاتٍ أَمْ سُلُطَاتٍ. بِهِ وَلَهُ خُلِقَتْ». (كو ١:١٥-١٧) وَهٰكَذَا كَرَّمَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ إِذْ سَمَحَ لَهُ بِأَنْ يُسَاعِدَهُ فِي أَعْمَالِهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ، ثُمَّ كَشَفَ ذٰلِكَ لِلْجَمِيعِ.
٣ مَاذَا فَوَّضَ يَهْوَهُ إِلَى آدَمَ، وَلِمَاذَا؟
٣ أَفْسَحَ يَهْوَهُ ٱلْمَجَالَ لِلْبَشَرِ أَيْضًا أَنْ يَعْمَلُوا مَعَهُ. مَثَلًا سَمَحَ لآِدَمَ أَنْ يُسَمِّيَ ٱلْحَيَوَانَاتِ. (تك ٢:١٩، ٢٠) وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْأَوَّلَ تَمَتَّعَ وَهُوَ يُرَاقِبُ هٰذِهِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ وَيَدْرُسُ خَصَائِصَهَا وَيُقَرِّرُ أَيُّ ٱسْمٍ يَلْبَقُ بِهَا. فَقَدْ تَرَكَ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ لآِدَمَ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ قَادِرًا أَنْ يُسَمِّيَ هُوَ بِنَفْسِهِ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا. وَقَدْ أَوْكَلَ لَهُ إِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ أَيْضًا أَنْ يُوَسِّعَ ٱلْفِرْدَوْسَ إِلَى مَا وَرَاءَ حُدُودِ عَدْنٍ. (تك ١:٢٧، ٢٨) لٰكِنَّ آدَمَ بِكُلِّ أَسَفٍ ٱخْتَارَ أَلَّا يَعْمَلَ مَعَ ٱللّٰهِ، فَجَرَّ عَلَى نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ٱلْمَصَائِبَ وَٱلْوَيْلَاتِ. — تك ٣:١٧-١٩، ٢٣.
٤ كَيْفَ عَمِلَ بَشَرٌ مَعَ ٱللّٰهِ لِإِتْمَامِ مَشِيئَتِهِ؟
٤ لَاحِقًا، أَتَاحَ ٱللّٰهُ ٱلْفُرْصَةَ لِأَشْخَاصٍ آخَرِينَ أَنْ يُسَاهِمُوا فِي إِتْمَامِ قَصْدِهِ. نُوحٌ مَثَلًا بَنَى فُلْكًا أَنْقَذَهُ هُوَ وَعَائِلَتَهُ مِنَ ٱلطُّوفَانِ ٱلْعَالَمِيِّ. مُوسَى خَلَّصَ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ. يَشُوعُ أَدْخَلَ ٱلْأُمَّةَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. سُلَيْمَانُ بَنَى ٱلْهَيْكَلَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَمَرْيَمُ وَلَدَتْ يَسُوعَ. هٰؤُلَاءِ كُلُّهُمْ، فَضْلًا عَنْ أُمَنَاءَ آخَرِينَ، عَمِلُوا مَعَ يَهْوَهَ لِإِتْمَامِ مَشِيئَتِهِ.
٥ أَيُّ عَمَلٍ مُتَاحٌ أَمَامَنَا، وَهَلْ يَهْوَهُ مُضْطَرٌّ أَنْ يُشْرِكَنَا فِيهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٥ وَٱلْيَوْمَ يُوَفِّرُ لَنَا يَهْوَهُ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ نَدْعَمَ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ كَامِلًا. وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ عَدِيدَةٌ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضًا مِنْهَا لَيْسَ مُتَوَفِّرًا لِلْمَسِيحِيِّينَ جَمِيعًا، لٰكِنْ بِإِمْكَانِنَا كُلِّنَا ٱلْكِرَازَةُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. بِٱلطَّبْعِ، لَيْسَ يَهْوَهُ مُضْطَرًّا أَنْ يُشْرِكَنَا فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ. فَهُوَ قَادِرٌ مَثَلًا أَنْ يُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ مُبَاشَرَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ. حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ إِنَّ أَبَاهُ قَادِرٌ أَنْ يَجْعَلَ ٱلْحِجَارَةَ تَصْرُخُ وَتُنَادِي بِٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. (لو ١٩:٣٧-٤٠) مَعَ ذٰلِكَ، يُتِيحُ ٱللّٰهُ لَنَا أَنْ ‹نَعْمَلَ مَعَهُ›. (١ كو ٣:٩) كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «بِمَا أَنَّنَا عَامِلُونَ مَعَهُ، نُنَاشِدُكُمْ أَيْضًا أَلَّا تَقْبَلُوا نِعْمَةَ ٱللّٰهِ وَتُخْطِئُوا ٱلْقَصْدَ مِنْهَا». (٢ كو ٦:١) وَٱلْعَمَلُ مَعَ ٱللّٰهِ شَرَفٌ لَا نَسْتَحِقُّهُ يُدْخِلُ ٱلْبَهْجَةَ إِلَى قَلْبِنَا. لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟
اَلْعَمَلُ مَعَ ٱللّٰهِ يُفَرِّحُنَا
٦ كَيْفَ وَصَفَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْبِكْرُ مَا يُحِسُّ بِهِ عِنْدَمَا يَعْمَلُ مَعَ أَبِيهِ؟
٦ لَطَالَمَا سُرَّ خُدَّامُ يَهْوَهَ بِٱلْعَمَلِ مَعَهُ. عَبَّرَ ٱبْنُ ٱللّٰهِ ٱلْبِكْرُ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ: «يَهْوَهُ خَلَقَنِي بِدَايَةً لِطَرِيقِهِ . . . كُنْتُ بِجَانِبِهِ عَامِلًا مَاهِرًا، وَكُنْتُ يَوْمًا فَيَوْمًا لَذَّتَهُ، مَسْرُورًا أَمَامَهُ كُلَّ حِينٍ». (ام ٨:٢٢، ٣٠) فَيَسُوعُ عَمِلَ بِفَرَحٍ إِلَى جَانِبِ أَبِيهِ، وَسَرَّهُ أَنْ يَرَى ثَمَرَةَ أَعْمَالِهِ وَمَحَبَّةَ يَهْوَهَ لَهُ. فَمَاذَا عَنَّا؟
٧ لِمَاذَا يُفَرِّحُنَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ؟
٧ قَالَ ٱلْمَسِيحُ إِنَّ هُنَاكَ سَعَادَةً فِي ٱلْعَطَاءِ وَٱلْأَخْذِ كِلَيْهِمَا. (اع ٢٠:٣٥) فَمِثْلَمَا شَعَرْنَا بِٱلْفَرَحِ عِنْدَمَا تَعَلَّمْنَا ٱلْحَقَّ، نَفْرَحُ أَيْضًا حِينَ نُعَلِّمُهُ لِلْآخَرِينَ. فَنَحْنُ نَرَى كَمْ يُسَرُّ ٱلْجِيَاعُ إِلَى ٱلْحَقِّ عِنْدَمَا يَقْتَرِبُونَ إِلَى ٱللّٰهِ وَيَزْدَادُ فَهْمُهُمْ وَتَقْدِيرُهُمْ لِلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ فِي كَلِمَتِهِ. وَنَتَأَثَّرُ كَثِيرًا حِينَ نَرَاهُمْ يُغَيِّرُونَ سُلُوكَهُمْ وَطَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ. كَمَا أَنَّنَا نُدْرِكُ ٱلْأَهَمِّيَّةَ ٱلْقُصْوَى لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. فَهُوَ يَفْتَحُ طَرِيقَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ أَمَامَ مَنْ يَتَصَالَحُونَ مَعَ ٱللّٰهِ. (٢ كو ٥:٢٠) فَهَلْ مِنْ عَمَلٍ آخَرَ يُشْعِرُنَا بِٱلرِّضَى وَٱلْفَرَحِ أَكْثَرَ مِنْ مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ كَيْ يَسِيرُوا فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟!
٨ كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلْبَعْضُ حِيَالَ ٱلْعَمَلِ مَعَ يَهْوَهَ؟
٨ إِضَافَةً إِلَى ٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي نَخْتَبِرُهُ حِينَ يَتَجَاوَبُ ٱلنَّاسُ مَعَ رِسَالَتِنَا، نُسَرُّ كَثِيرًا لِأَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى عَنَّا وَيُقَدِّرُ جُهُودَنَا فِي خِدْمَتِهِ. (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:٥٨.) يَقُولُ مَارْكُو ٱلَّذِي يَعِيشُ فِي إِيطَالِيَا: «سَعَادَتِي لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ لِأَنِّي أُقَدِّمُ أَفْضَلَ مَا عِنْدِي لِيَهْوَهَ وَلَيْسَ لِشَخْصٍ سُرْعَانَ مَا يَنْسَى عَمَلِي». وَيَقُولُ فْرَانْكُو ٱلَّذِي يَخْدُمُ فِي ٱلْبَلَدِ نَفْسِهِ: «يُذَكِّرُنَا يَهْوَهُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ وَٱلْعَطَايَا ٱلرُّوحِيَّةِ أَنَّهُ يُحِبُّنَا وَيُقَدِّرُ جُهُودَنَا وَلَوْ بَدَتْ قَلِيلَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي نَظَرِنَا. لِذٰلِكَ يُفَرِّحُنِي ٱلْعَمَلُ مَعَ ٱللّٰهِ وَيُعْطِي قِيمَةً لِحَيَاتِي».
اَلْعَمَلُ مَعَ ٱللّٰهِ يُقَرِّبُنَا إِلَيْهِ وَإِلَى ٱلْآخَرِينَ
٩ أَيُّ عَلَاقَةٍ نَشَأَتْ بَيْنَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ، وَلِمَاذَا؟
٩ حِينَ نَعْمَلُ مَعَ مَنْ نُحِبُّ، نَقْتَرِبُ إِلَيْهِمْ وَنَتَعَرَّفُ إِلَى شَخْصِيَّاتِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ. فَنَكْتَشِفُ مَا هِيَ أَهْدَافُهُمْ وَكَيْفَ يَنْوُونَ تَحْقِيقَهَا. مَثَلًا، عَمِلَ يَسُوعُ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ، رُبَّمَا لِبَلَايِينِ ٱلسِّنِينَ. فَنَشَأَ بَيْنَهُمَا رِبَاطٌ قَوِيٌّ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوِدِّ. قَالَ يَسُوعُ إِشَارَةً إِلَى عَلَاقَتِهِمَا ٱلْوَثِيقَةِ: «أَنَا وَٱلْآبُ وَاحِدٌ». (يو ١٠:٣٠) فَهُمَا كَانَا مُتَّحِدَيْنِ وَيَعْمَلَانِ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ تَامٍّ.
١٠ لِمَاذَا يُقَرِّبُنَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ إِلَى يَهْوَهَ وَٱلْآخَرِينَ؟
١٠ وَقَدْ طَلَبَ يَسُوعُ مِنْ يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ أَنْ يَحْرُسَ تَلَامِيذَهُ «لِيَكُونُوا وَاحِدًا» كَمَا هُوَ وَٱلْآبُ وَاحِدٌ. (يو ١٧:١١) فَكُلَّمَا ٱشْتَرَكْنَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلْتَصَقْنَا بِمَقَايِيسِ ٱللّٰهِ، ٱزْدَادَ فَهْمُنَا لِصِفَاتِهِ ٱلْحُلْوَةِ وَلَمَسْنَا ضَرُورَةَ ٱلثِّقَةِ بِهِ وَٱتِّبَاعِ إِرْشَادِهِ. وَحِينَ نَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ، يَقْتَرِبُ إِلَيْنَا هُوَ بِدَوْرِهِ. (اقرأ يعقوب ٤:٨.) كَمَا أَنَّ عَلَاقَتَنَا بِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ تَقْوَى لِأَنَّنَا نُشَارِكُهُمُ ٱلتَّحَدِّيَاتِ وَٱلْأَفْرَاحَ وَٱلْأَهْدَافَ. فَنَحْنُ نَعْمَلُ مَعًا وَنَفْرَحُ مَعًا وَنَحْتَمِلُ مَعًا. تُعَبِّرُ أُوكْتَافِيَا ٱلَّتِي تَعِيشُ فِي بَرِيطَانِيَا قَائِلَةً: «يُقَرِّبُنِي ٱلْعَمَلُ مَعَ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْآخَرِينَ لِأَنَّ صَدَاقَاتِي وَعَلَاقَاتِي لَا تَعُودُ مَبْنِيَّةً عَلَى ٱنْسِجَامٍ سَطْحِيٍّ، بَلْ عَلَى هَدَفٍ مُشْتَرَكٍ وَطَرِيقٍ وَاحِدٍ». فَمَاذَا عَنْكَ؟ أَلَا تَنْجَذِبُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ حِينَ تَرَاهُمْ يُجَاهِدُونَ كَيْ يُرْضُوا يَهْوَهَ؟
١١ لِمَاذَا سَنَقْتَرِبُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ وَإِخْوَتِنَا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟
١١ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي تَرْبِطُنَا ٱلْيَوْمَ بِٱللّٰهِ وَبِإِخْوَتِنَا سَتَقْوَى أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ. فَكِّرْ مَثَلًا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُنَا. فَسَنَسْتَقْبِلُ ٱلْمُقَامِينَ وَنُعَلِّمُهُمْ طُرُقَ يَهْوَهَ وَسَنُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمُهِمَّةَ أَمَامَنَا ضَخْمَةٌ، لٰكِنَّنَا سَنَبْتَهِجُ كَثِيرًا إِذْ نَعْمَلُ كَتِفًا إِلَى كَتِفٍ وَنَنْمُو إِلَى ٱلْكَمَالِ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ. إِذَّاكَ سَتُصْبِحُ ٱلْعَائِلَةُ ٱلْبَشَرِيَّةُ مُتَرَابِطَةً أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى، وَسَتَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى ٱللّٰهِ ٱلَّذِي ‹يُشْبِعُ رَغْبَةَ كُلِّ حَيٍّ›. — مز ١٤٥:١٦.
اَلْعَمَلُ مَعَ ٱللّٰهِ يَحْمِينَا
١٢ كَيْفَ يَحْمِينَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ؟
١٢ لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَصُونَ رُوحِيَّاتِنَا. فَبِمَا أَنَّنَا نَاقِصُونَ وَنَعِيشُ فِي عَالَمٍ يَحْكُمُهُ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ، سَهْلٌ أَنْ نَتَبَنَّى ٱلسُّلُوكَ ٱلْخَاطِئَ وَٱلْأَفْكَارَ ٱلْمَغْلُوطَةَ فِي ٱلْعَالَمِ. وَرُوحُ ٱلْعَالَمِ يُشْبِهُ تَيَّارًا يَشُدُّنَا عَكْسَ ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلَّذِي نَسِيرُ فِيهِ. وَلِئَلَّا نَنْجَرِفَ مَعَهُ، يَجِبُ أَنْ نَسْبَحَ بِكُلِّ قُوَّتِنَا فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلصَّحِيحِ. فَيَلْزَمُ أَنْ نَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِئَلَّا يَجْرُفَنَا هٰذَا ٱلرُّوحُ. وَهُنَا يَأْتِي دَوْرُ ٱلْكِرَازَةِ. فَحِينَ نُبَشِّرُ، نُرَكِّزُ عَلَى ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُفِيدَةِ وَٱلْمُهِمَّةِ، لَا عَلَى ٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي تُضْعِفُ إِيمَانَنَا. (في ٤:٨) اَلْكِرَازَةُ إِذًا تُقَوِّي قَنَاعَاتِنَا لِأَنَّهَا تُذَكِّرُنَا بِمَقَايِيسِ إِلٰهِنَا ٱلْمُحِبِّ وَوُعُودِهِ، فَضْلًا عَنْ أَنَّهَا تَحْمِي سِلَاحَنَا ٱلرُّوحِيَّ مِنَ ٱلْأَذَى. — اقرأ افسس ٦:١٤-١٧.
١٣ بِمَ يَشْعُرُ أَحَدُ ٱلشُّهُودِ فِي أُوسْتْرَالِيَا حِيَالَ ٱلْكِرَازَةِ؟
١٣ وَإِذَا ٱنْشَغَلْنَا بِٱلْكِرَازَةِ وَٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْأُخْرَى، لَا يَفْضُلُ مَعَنَا وَقْتٌ لِنَقْلَقَ فَوْقَ ٱللُّزُومِ بِشَأْنِ مَشَاكِلِنَا. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُشَكِّلُ حِمَايَةً لَنَا. يَقُولُ جُوِيلُ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِي أُوسْتْرَالِيَا: «تُسَاعِدُنِي ٱلْكِرَازَةُ أَنْ أَبْقَى وَاقِعِيًّا. فَهِيَ تُذَكِّرُنِي بِمَا يُوَاجِهُهُ ٱلنَّاسُ مِنْ تَحَدِّيَاتٍ وَبِمَا أَتَمَتَّعُ بِهِ أَنَا مِنْ فَوَائِدَ لِأَنِّي أُطَبِّقُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَهِيَ تُسَاعِدُنِي أَنْ أَبْقَى مُتَوَاضِعًا إِذْ تُتِيحُ لِي ٱلْفُرْصَةَ أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ وَعَلَى إِخْوَانِي».
١٤ لِمَاذَا تُظْهِرُ مُثَابَرَتُنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ مَعَنَا؟
١٤ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يُقَوِّي عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ ٱقْتِنَاعَنَا أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ مَعَنَا. تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: اِفْتَرِضْ أَنَّكَ تَلَقَّيْتَ عَرْضًا أَنْ تُوَزِّعَ ٱلْخُبْزَ فِي حَيِّكَ دُونَ مُرَتَّبٍ، حَتَّى دُونَ تَعْوِيضٍ عَنْ مَصَارِيفِكَ. وَأَكْثَرُ مِنْ ذٰلِكَ، تَكْتَشِفُ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ أَنَّ أَغْلَبَ ٱلنَّاسِ لَا يُرِيدُونَ ٱلْخُبْزَ، وَبَعْضَهُمْ يَكْرَهُونَكَ لِأَنَّكَ تُوَزِّعُهُ. فَلِكَمْ مِنَ ٱلْوَقْتِ تَسْتَمِرُّ فِي عَمَلِكَ؟ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، لَنْ تَرْغَبَ أَنْ تُوَاصِلَهُ مُدَّةً طَوِيلَةً لِأَنَّ رَدَّةَ فِعْلِ ٱلنَّاسِ ٱلسَّلْبِيَّةَ تُثَبِّطُ هِمَّتَكَ. مَعَ ذٰلِكَ، ثَابَرَ كَثِيرُونَ مِنَّا فِي ٱلْكِرَازَةِ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ عَلَى نَفَقَتِهِمْ وَرَغْمَ إِهَانَةِ وَٱسْتِهْزَاءِ بَعْضِ ٱلْجَاحِدِينَ. أَفَلَا يَدُلُّ ذٰلِكَ أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ مَعَنَا؟!
اَلْعَمَلُ مَعَ ٱللّٰهِ يُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لَهُ وَلِلْآخَرِينَ
١٥ مَا ٱلرَّابِطُ بَيْنَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَقَصْدِ يَهْوَهَ لِلْبَشَرِ؟
١٥ فَكِّرْ كَيْفَ يَرْتَبِطُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِقَصْدِ يَهْوَهَ لِلْبَشَرِ. فَقَدْ أَرَادَ لَهُمْ أَنْ يَسْكُنُوا ٱلْأَرْضَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، وَلَمْ يُغَيِّرْ رَأْيَهُ رَغْمَ خَطِيَّةِ آدَمَ. (اش ٥٥:١١) عِوَضَ ذٰلِكَ، رَتَّبَ أَنْ يُحَرِّرَهُمْ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَمِلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هٰذَا ٱلْقَصْدِ إِذْ أَتَى إِلَى ٱلْأَرْضِ وَضَحَّى بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ. وَلٰكِنْ كَيْفَ لِلْبَشَرِ أَنْ يُطِيعُوا ٱللّٰهَ إِذَا لَمْ يَفْهَمُوا مَا يَطْلُبُهُ مِنْهُمْ؟! هَلْ نَسْتَغْرِبُ إِذًا أَنَّ يَسُوعَ عَلَّمَ ٱلنَّاسَ عَنْ مَطَالِبِ ٱللّٰهِ وَأَوْصَى أَتْبَاعَهُ أَنْ يَفْعَلُوا ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ؟ وَهٰكَذَا عِنْدَمَا نُسَاعِدُ ٱلنَّاسَ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ، نُسَاهِمُ فِي هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ ٱلَّذِي يَعْكِسُ مَحَبَّتَهُ وَيُنْقِذُ ٱلْبَشَرَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ.
١٦ مَا ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَأَعْظَمِ وَصِيَّتَيْنِ؟
١٦ إِنَّ مُسَاعَدَةَ ٱلنَّاسِ كَيْ يَسِيرُوا مَعَنَا فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ تُبَيِّنُ مَحَبَّتَنَا لِلْبَشَرِ وَلِيَهْوَهَ «ٱلَّذِي يَشَاءُ أَنْ يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً». (١ تي ٢:٤) وَحِينَ سُئِلَ يَسُوعُ مَا أَعْظَمُ ٱلشَّرَائِعِ ٱلْمُعْطَاةِ إِلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ، أَجَابَ: «‹تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ›. هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَٱلْأُولَى. وَٱلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا، وَهِيَ هٰذِهِ: ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›». (مت ٢٢:٣٧-٣٩) وَنَحْنُ نُطِيعُ هَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ حِينَ نُشَارِكُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. — اقرإ الاعمال ١٠:٤٢.
١٧ مَا شُعُورُكَ حِيَالَ ٱمْتِيَازِ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
١٧ أَوَلَسْنَا بِٱلْفِعْلِ شَعْبًا مُبَارَكًا؟! فَقَدْ أَوْكَلَ إِلَيْنَا إِلٰهُنَا عَمَلًا يُفَرِّحُنَا وَيُقَرِّبُنَا مِنْهُ وَمِنَ ٱلْآخَرِينَ وَيَحْمِينَا رُوحِيًّا، عَمَلًا يُتِيحُ لَنَا أَنْ نُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ وَلِلْبَشَرِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلظُّرُوفَ تَخْتَلِفُ كَثِيرًا مِنْ شَخْصٍ إِلَى آخَرَ، يَبْحَثُ ٱلْمَلَايِينُ مِنَ ٱلشَّبَابِ وَٱلْمُسِنِّينَ وَٱلْأَغْنِيَاءِ وَٱلْفُقَرَاءِ وَٱلْأَقْوِيَاءِ وَٱلضُّعَفَاءِ عَنْ طَرَائِقَ لِيُنَادُوا بِإِيمَانِهِمْ. وَأَنْتَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تُوَافِقُ عَلَى مَا تَقُولُهُ شَانْتَالُ ٱلَّتِي تَعِيشُ فِي فَرَنْسَا: «اَلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، خَالِقُنَا ٱلْإِلٰهُ ٱلسَّعِيدُ، يَقُولُ لِي: ‹اِذْهَبِي! بَشِّرِي! خَبِّرِي بِمَا أَوْصَيْتُكِ! تَكَلَّمِي مِنْ كُلِّ قَلْبِكِ! وَأَنَا أُقَوِّيكِ، وَأُزَوِّدُكِ بِكَلِمَتِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَأَمُدُّكِ بِٱلدَّعْمِ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ، وَأُعْطِيكِ رُفَقَاءَ يُسَاعِدُونَكِ. وَأُدَرِّبُكِ كَيْ تَتَقَدَّمِي، وَأُرْشِدُكِ إِرْشَادًا مُحَدَّدًا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ›. وَأَنَا مِنْ جِهَتِي، أُعِزُّ مِنْ كُلِّ قَلْبِي ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ أَفْعَلَ مَا يَطْلُبُهُ مِنِّي إِلٰهِي يَهْوَهُ وَأَنْ أَعَمَلَ مَعَهُ».