هَلْ يَجْلُبُ لِبَاسُكَ وَمَظْهَرُكَ ٱلْمَجْدَ لِلّٰهِ؟
«اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ». — ١ كو ١٠:٣١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٣٤، ٦١
١، ٢ لِمَ يَتَّبِعُ شُهُودُ يَهْوَهَ مِقْيَاسًا رَفِيعًا لِلِّبَاسِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
ذَكَرَتْ صَحِيفَةٌ هُولَنْدِيَّةٌ عَنِ ٱجْتِمَاعٍ لِقَادَةِ ٱلْكَنِيسَةِ: «رَأَيْنَا عَدِيدِينَ يَلْبَسُونَ ثِيَابًا غَيْرَ رَسْمِيَّةٍ، لَا سِيَّمَا حِينَ كَانَ ٱلطَّقْسُ حَارًّا». وَأَضَافَتْ: «إِلَّا أَنَّ ٱلْوَضْعَ مُخْتَلِفٌ تَمَامًا فِي مَحْفِلِ شُهُودِ يَهْوَهَ. . . . فَٱلشُّبَّانُ وَٱلرِّجَالُ يَرْتَدُونَ سُتْرَاتٍ وَرَبْطَاتِ عُنُقٍ. أَمَّا ٱلْفَتَيَاتُ وَٱلنِّسَاءُ فَيَلْبَسْنَ تَنَانِيرَ . . . عَلَى ٱلْمُوضَةِ، لٰكِنَّهَا مُحْتَشِمَةٌ وَتَعْكِسُ ذَوْقًا حَسَنًا». غَالِبًا مَا يَنَالُ شُهُودُ يَهْوَهَ ٱلْمَدْحَ لِأَنَّهُمْ يَرْتَدُونَ ‹لِبَاسًا مُرَتَّبًا، مَعَ حِشْمَةٍ وَرَزَانَةٍ›، كَمَا يَلِيقُ بِأَشْخَاصٍ مُتَعَبِّدِينَ لِلّٰهِ. (١ تي ٢:٩، ١٠) وَمَعَ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ تَحَدَّثَ عَنِ ٱلنِّسَاءِ فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ، يَنْطَبِقُ ٱلْمِقْيَاسُ نَفْسُهُ عَلَى ٱلرِّجَالِ أَيْضًا.
٢ وَيَهُمُّنَا كَشُهُودٍ لِيَهْوَهَ أَنْ نَتَبَنَّى نَظْرَةَ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلثِّيَابِ. (تك ٣:٢١) فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ لَا تَتْرُكُ مَجَالًا لِلشَّكِّ أَنَّ سَيِّدَ ٱلْكَوْنِ يُرِيدُ مِنْ عُبَّادِهِ أَنْ يَتَّبِعُوا مِقْيَاسًا رَفِيعًا لِلِّبَاسِ. لِذٰلِكَ لَا يَعْتَمِدُ ٱخْتِيَارُنَا ٱلْمَلَابِسَ عَلَى مَا يُرْضِينَا فَحَسْبُ، بَلْ عَلَى مَا يُرْضِي يَهْوَهَ ٱللّٰهَ أَيْضًا.
٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ عَنِ ٱلثِّيَابِ؟
٣ لَقَدْ تَضَمَّنَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ وَصَايَا حَمَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ لِلْأُمَمِ مِنْ حَوْلِهِمْ. كَمَا أَظْهَرَتْ أَنَّ يَهْوَهَ يَكْرَهُ ٱلثِّيَابَ ٱلَّتِي لَا تُوضِحُ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلرَّجُلِ وَٱلْمَرْأَةِ. (اقرإ التثنية ٢٢:٥.) نَتَعَلَّمُ إِذًا أَنَّ ٱللّٰهَ لَا يَرْضَى أَنْ يَلْبَسَ ٱلرَّجُلُ ثِيَابًا تُشَبِّهُهُ بِٱلنِّسَاءِ، أَوْ تَلْبَسَ ٱلْمَرْأَةُ ثِيَابًا تُشَبِّهُهَا بِٱلرِّجَالِ. وَهُوَ يَكْرَهُ أَيْضًا ٱلْمَلَابِسَ ٱلَّتِي تُصَعِّبُ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ إِنْ كَانَ ٱلشَّخْصُ رَجُلًا أَمِ ٱمْرَأَةً.
٤ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَخْتَارُوا مَلَابِسَ لَائِقَةً؟
٤ إِنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ لَا تَبْخَلُ عَلَيْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِمَبَادِئَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْرِفَ أَيَّ مَلَابِسَ نَخْتَارُ. وَهِيَ تَنْطَبِقُ عَلَيْنَا أَيْنَمَا عِشْنَا، وَمَهْمَا ٱخْتَلَفَتِ ٱلتَّقَالِيدُ ٱلْمَحَلِّيَّةُ وَظُرُوفُ ٱلطَّقْسِ. فَنَحْنُ لَا نَحْتَاجُ إِلَى لَائِحَةٍ مُفَصَّلَةٍ بِٱلثِّيَابِ ٱلَّتِي تَلِيقُ أَوْ لَا تَلِيقُ، بَلْ نَتَّبِعُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُتِيحُ لَنَا أَنْ نَخْتَارَ عَلَى ذَوْقِنَا. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نُمَيِّزَ «مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ ٱلصَّالِحَةَ ٱلْمَقْبُولَةَ ٱلْكَامِلَةَ». — رو ١٢:١، ٢.
«نُوَصِّي بِأَنْفُسِنَا كَخُدَّامِ ٱللّٰهِ»
٥، ٦ كَيْفَ يُؤَثِّرُ مَظْهَرُنَا فِي ٱلْآخَرِينَ؟
٥ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ مَبْدَأً مُهِمًّا فِي ٢ كُورِنْثُوس ٦:٤. (اقرأها.) إِنَّ مَظْهَرَنَا يَتْرُكُ ٱنْطِبَاعًا لَدَى ٱلْآخَرِينَ. فَعَدِيدُونَ يُكَوِّنُونَ فِكْرَةً عَنَّا عَلَى أَسَاسِ «مَا يَظْهَرُ لِلْعَيْنَيْنِ». (١ صم ١٦:٧) لِذٰلِكَ، كَخُدَّامٍ لِلّٰهِ، لَا نَخْتَارُ لِبَاسًا مُعَيَّنًا لِأَنَّهُ مُرِيحٌ أَوْ يُعْجِبُنَا، بَلْ نَأْخُذُ أَيْضًا ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ. فَهِيَ سَتَدْفَعُنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلثِّيَابَ ٱلضَّيِّقَةَ، ٱلْفَاضِحَةَ، أَوِ ٱلْمُثِيرَةَ جِنْسِيًّا. فَلَا يَجِبُ أَنْ نُحَسِّسَ أَيَّ شَخْصٍ بِعَدَمِ ٱلِٱرْتِيَاحِ، أَوْ نُجْبِرَهُ أَنْ يُحَوِّلَ نَظَرَهُ عَنَّا بِسَبَبِ طَرِيقَةِ لِبَاسِنَا.
٦ بِٱلْمُقَابِلِ، عِنْدَمَا نَلْبَسُ ثِيَابًا مُرَتَّبَةً وَنَظِيفَةً وَمُحْتَشِمَةً وَأَنِيقَةً، يَزِيدُ ٱحْتِرَامُ ٱلنَّاسِ لَنَا وَلِهَيْئَتِنَا. وَيُرَجَّحُ أَنْ يَسْمَعُوا رِسَالَتَنَا ٱلْمُنْقِذَةَ لِلْحَيَاةِ، وَيَنْجَذِبُوا إِلَى عِبَادَةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِيقِيِّ يَهْوَهَ.
٧، ٨ مَتَى بِشَكْلٍ خَاصٍّ يَجِبُ أَنْ نَلْبَسَ ثِيَابًا لَائِقَةً؟
٧ لَدَيْنَا مَسْؤُولِيَّةٌ أَمَامَ إِلٰهِنَا وَإِخْوَتِنَا وَٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ أَنْ نَلْبَسَ ثِيَابًا تُمَجِّدُ يَهْوَهَ وَتَلِيقُ بِٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي نَحْمِلُهَا. (رو ١٣:٨-١٠) لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ كَعُبَّادٍ لِيَهْوَهَ أَنْ نَلْبَسَ بِٱحْتِشَامٍ، خَاصَّةً حِينَ نَشْتَرِكُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ كَٱلْخِدْمَةِ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. (١ تي ٢:١٠) طَبْعًا، إِنَّ مَا يُعْتَبَرُ لَائِقًا يَخْتَلِفُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ. لِذٰلِكَ فَإِنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يَأْخُذُونَ ٱلْعَادَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ لِئَلَّا يُعْثِرُوا ٱلْآخَرِينَ.
٨ اقرأ ١ كورنثوس ١٠:٣١. فَيَجِبُ أَنْ نَرْتَدِيَ فِي ٱلْمَحَافِلِ لِبَاسًا لَائِقًا وَمُحْتَشِمًا، وَلَيْسَ ٱلْأَزْيَاءَ ٱلْغَرِيبَةَ ٱلشَّائِعَةَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ. وَعِنْدَ ٱلْوُصُولِ إِلَى ٱلْفُنْدُقِ أَوْ مُغَادَرَتِهِ، أَوْ فِي أَوْقَاتِ ٱلِٱسْتِجْمَامِ قَبْلَ ٱلْمَحْفِلِ وَبَعْدَهُ، يَلْزَمُ أَلَّا نَلْبَسَ ثِيَابًا مُهْمَلَةً أَوْ غَيْرَ رَسْمِيَّةٍ بِٱلْمَرَّةِ. وَهٰكَذَا لَنْ نَخْجَلَ أَنْ نُعَرِّفَ بِأَنْفُسِنَا كَشُهُودٍ لِيَهْوَهَ، وَسَنُقَدِّمُ ٱلشَّهَادَةَ حِينَ تُتَاحُ لَنَا ٱلْفُرْصَةُ.
٩، ١٠ لِمَ يُؤَثِّرُ ٱلْمَبْدَأُ فِي فِيلِبِّي ٢:٤ عَلَى ٱخْتِيَارِنَا ٱلْمَلَابِسَ؟
٩ اقرأ فيلبي ٢:٤. لِمَ يَأْخُذُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ إِخْوَتَهُمْ وَأَخَوَاتِهِمْ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ عِنْدَ ٱخْتِيَارِ مَلَابِسِهِمْ؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّنَا نَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِنُطَبِّقَ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «أَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَ جَسَدِكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ، ٱلنَّجَاسَةِ، [وَ] ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ». (كو ٣:٢، ٥) وَلَا أَحَدَ مِنَّا يُرِيدُ أَنْ يُصَعِّبَ عَلَى إِخْوَتِهِ وَأَخَوَاتِهِ ٱتِّبَاعَ هٰذِهِ ٱلْمَشُورَةِ. فَبَعْضُهُمْ تَخَلَّوْا عَنْ نَمَطِ حَيَاةٍ فَاسِدٍ أَخْلَاقِيًّا، وَلَا يَزَالُونَ حَتَّى ٱلْآنَ يُحَارِبُونَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ. (١ كو ٦:٩-١١) وَنَحْنُ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا نُرِيدُ أَنْ نُصَعِّبَ عَلَيْهِمْ مُحَارَبَتَهَا.
١٠ لِذَا يَجِبُ أَنْ تُسَاهِمَ مَلَابِسُنَا فِي إِبْقَاءِ ٱلْجَمَاعَةِ طَاهِرَةً، سَوَاءٌ كُنَّا مَعًا فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ أَوْ فِي أَيِّ مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى. صَحِيحٌ أَنَّ لَنَا مِلْءَ ٱلْحُرِّيَّةِ فِي ٱخْتِيَارِ مَلَابِسِنَا، وَلٰكِنْ مَا نَلْبَسُهُ يَجِبُ أَنْ يُسَهِّلَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى طَهَارَةِ أَفْكَارِهِمْ وَكَلَامِهِمْ وَسُلُوكِهِمْ أَمَامَ ٱللّٰهِ. (١ بط ١:١٥، ١٦) فَٱلْمَحَبَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ «لَا تَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ لِيَاقَةٍ، وَلَا تَطْلُبُ مَصْلَحَتَهَا ٱلْخَاصَّةَ». — ١ كو ١٣:٤، ٥.
ثِيَابٌ تُنَاسِبُ ٱلزَّمَانَ وَٱلْمَكَانَ
١١، ١٢ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْجَامِعَةُ ٣:١، ١٧ أَنْ نَكُونَ مُتَّزِنِينَ؟
١١ عِنْدَ ٱخْتِيَارِ ٱلْمَلَابِسِ، يَعْرِفُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ أَنَّ ‹لِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ ٱلسَّمٰوَاتِ وَقْتًا›. (جا ٣:١، ١٧) طَبْعًا، يَخْتَلِفُ مَا نَلْبَسُهُ وَفْقًا لِلطَّقْسِ وَٱلْفُصُولِ وَٱلظُّرُوفِ. إِلَّا أَنَّ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ لَا تَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ ٱلطَّقْسِ. — مل ٣:٦.
١٢ حَتَّى فِي ٱلطَّقْسِ ٱلْحَارِّ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ أَنَّ مَلَابِسَنَا لَائِقَةٌ وَمُحْتَشِمَةٌ. وَنَحْنُ نُظْهِرُ ٱلِٱعْتِبَارَ لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا عِنْدَمَا نَتَجَنَّبُ ٱلْمَلَابِسَ ٱلْفَاضِحَةَ، سَوَاءٌ كَانَتْ ضَيِّقَةً جِدًّا أَوْ وَاسِعَةً جِدًّا. (اي ٣١:١) وَحِينَ نَسْتَرْخِي عَلَى ٱلشَّاطِئِ أَوْ عِنْدَ حَوْضِ ٱلسِّبَاحَةِ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُ ٱلسِّبَاحَةِ مُحْتَشِمًا. (ام ١١:٢، ٢٠) صَحِيحٌ أَنَّ كَثِيرِينَ فِي ٱلْعَالَمِ يَلْبَسُونَ ثِيَابَ سِبَاحَةٍ فَاضِحَةً، إِلَّا أَنَّنَا كَخُدَّامٍ لِيَهْوَهَ نَهْتَمُّ بِإِكْرَامِ إِلٰهِنَا ٱلْقُدُّوسِ.
١٣ كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلْمَشُورَةُ فِي ١ كُورِنْثُوسَ ١٠:٣٢، ٣٣ عَلَى ٱخْتِيَارِنَا لِلثِّيَابِ؟
١٣ وَهُنَالِكَ مَبْدَأٌ آخَرُ يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱخْتِيَارِ مَلَابِسَ لَائِقَةٍ. (اقرأ ١ كورنثوس ١٠:٣٢، ٣٣.) فَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ تُزْعِجَ مَلَابِسُنَا ٱلْآخَرِينَ أَوْ تُؤْذِيَ ضَمَائِرَهُمْ، سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ أَوْ لَا. كَتَبَ بُولُسُ: «لِيُرْضِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا قَرِيبَهُ فِي مَا هُوَ صَالِحٌ مِنْ أَجْلِ بُنْيَانِهِ». ثُمَّ أَضَافَ: «لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا لَمْ يُرْضِ نَفْسَهُ». (روما ١٥:٢، ٣) فَيَسُوعُ فَضَّلَ فِعْلَ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ وَمُسَاعَدَةَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى رَاحَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. لِذٰلِكَ لَنْ نَخْتَارَ ثِيَابًا لِمُجَرَّدِ أَنَّهَا تُعْجِبُنَا، لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَمْنَعُ ٱلنَّاسَ مِنْ سَمَاعِ رِسَالَتِنَا.
١٤ كَيْفَ يُدَرِّبُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى تَمْجِيدِ ٱللّٰهِ بِلِبَاسِهِمْ؟
١٤ وَتَقَعُ عَلَى ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَسْؤُولِيَّةُ تَعْلِيمِ أَوْلَادِهِمْ إِطَاعَةَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ. فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَتَأَكَّدُوا أَنَّهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ يَخْتَارُونَ لِبَاسًا مُحْتَشِمًا يُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَهَ. (ام ٢٢:٦؛ ٢٧:١١) وَكَيْفَ يُدَرِّبُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى ٱحْتِرَامِ إِلٰهِنَا ٱلْقُدُّوسِ وَمَقَايِيسِهِ؟ حِينَ يَرْسُمُونَ لَهُمُ ٱلْمِثَالَ، وَيُعَلِّمُونَهُمْ بِمَحَبَّةٍ أَيْنَ وَكَيْفَ يَشْتَرُونَ مَلَابِسَ لَائِقَةً. فَيَجِبُ أَنْ يَخْتَارَ ٱلْأَوْلَادُ مَلَابِسَ تُعْجِبُهُمْ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تُكْرِمُ يَهْوَهَ، ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي يُمَثِّلُونَهُ.
اِسْتَغِلَّ حُرِّيَّتَكَ بِحِكْمَةٍ
١٥ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَخْتَارَ مَلَابِسَ لَائِقَةً؟
١٥ تُعْطِينَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِرْشَادَاتٍ عَمَلِيَّةً تُسَاعِدُنَا أَنْ نَخْتَارَ مَلَابِسَ تُكْرِمُ ٱللّٰهَ. لٰكِنَّ تَفْضِيلَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةَ تَلْعَبُ أَيْضًا دَوْرًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. طَبْعًا، تَخْتَلِفُ أَذْوَاقُنَا وَكَذٰلِكَ إِمْكَانِيَّاتُنَا ٱلْمَادِّيَّةُ. إِلَّا أَنَّ مَلَابِسَنَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ دَائِمًا مُرَتَّبَةً، نَظِيفَةً، مُحْتَشِمَةً، لَائِقَةً، وَمَقْبُولَةً مَحَلِّيًّا.
١٦ لِمَ يَسْتَحِقُّ إِيجَادُ مَلَابِسَ لَائِقَةٍ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي نَبْذُلُهُ؟
١٦ طَبْعًا، لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ نَجِدَ ثِيَابًا لَائِقَةً وَمُحْتَشِمَةً. فَٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمَحَلَّاتِ تَبِيعُ ٱلْمَلَابِسَ ٱلرَّائِجَةَ فَقَطْ. لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَصْرِفَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ لِنَجِدَ فَسَاتِينَ وَبُلُوزَاتٍ وَتَنَانِيرَ مُحْتَشِمَةً، أَوْ بَدَلَاتٍ وَبَنْطَلُونَاتٍ وَاسِعَةً كِفَايَةً. لٰكِنَّ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا سَيُلَاحِظُونَ وَيُقَدِّرُونَ جُهُودَنَا لِنَجِدَ ثِيَابًا أَنِيقَةً وَمُحْتَشِمَةً. وَنَحْنُ سَنَشْعُرُ بِٱلرِّضَى حِينَ نَلْبَسُ بِطَرِيقَةٍ تُكْرِمُ ٱللّٰهَ، حَتَّى إِنَّ أَيَّةَ تَضْحِيَاتٍ نُقَدِّمُهَا لَنْ تُسَاوِيَ شَيْئًا فِي نَظَرِنَا.
١٧ أَيَّةُ عَوَامِلَ تُحَدِّدُ هَلْ يُمْكِنُ لِلْإِخْوَةِ أَنْ يُطِيلُوا لِحْيَتَهُمْ؟
١٧ وَمَاذَا عَنِ ٱلْأَخِ ٱلَّذِي يُطِيلُ لِحْيَتَهُ؟ لَقَدْ فَرَضَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ عَلَى ٱلرِّجَالِ أَلَّا يَحْلِقُوا لِحَاهُمْ. لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَيْسُوا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ وَلَيْسُوا مُلْزَمِينَ بِهَا. (لا ١٩:٢٧؛ ٢١:٥؛ غل ٣:٢٤، ٢٥) وَٱلْيَوْمَ، تُعْتَبَرُ ٱللِّحْيَةُ ٱلْمُرَتَّبَةُ مَقْبُولَةً وَلَائِقَةً فِي بَعْضِ ٱلْمُجْتَمَعَاتِ، وَهِيَ لَا تَمْنَعُ ٱلنَّاسَ مِنْ سَمَاعِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمِ ٱمْتِيَازَاتٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يُرْخُونَ لِحْيَتَهُمْ. وَلٰكِنْ حَتَّى فِي هٰذِهِ ٱلْمُجْتَمَعَاتِ يَخْتَارُ ٱلْبَعْضُ أَلَّا يُطِيلُوا لِحَاهُمْ. (١ كو ٨:٩، ١٣؛ ١٠:٣٢) أَمَّا فِي مُجْتَمَعَاتٍ أُخْرَى، فَلَا تُعْتَبَرُ ٱللِّحْيَةُ مَقْبُولَةً. لِذَا لَا يَلِيقُ بِشُهُودِ يَهْوَهَ إِطَالَتُهَا. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِذَا أَطَالَ ٱلْأَخُ لِحْيَتَهُ، فَلَنْ يُمَجِّدَ ٱللّٰهَ، وَلَنْ يُعْتَبَرَ شَخْصًا «لَا مَأْخَذَ عَلَيْهِ». — رو ١٥:١-٣؛ ١ تي ٣:٢، ٧.
١٨، ١٩ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا مِيخَا ٦:٨؟
١٨ كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَفْرِضُ عَلَيْنَا لَائِحَةً مُفَصَّلَةً بِٱلثِّيَابِ ٱللَّائِقَةِ وَغَيْرِ ٱللَّائِقَةِ! عَلَى ٱلْعَكْسِ، هُوَ يُعْطِينَا ٱلْحُرِّيَّةَ أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ تُوَجِّهُهَا مَبَادِئُ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَهٰكَذَا نُظْهِرُ أَنَّنَا نَرْغَبُ أَنْ ‹نَسْلُكَ مُحْتَشِمِينَ مَعَ إِلٰهِنَا›، حَتَّى فِي مَسْأَلَةِ ٱللِّبَاسِ وَٱلْمَظْهَرِ. — مي ٦:٨.
١٩ فَٱلِٱحْتِشَامُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْتَرِفَ أَنَّ يَهْوَهَ طَاهِرٌ وَقُدُّوسٌ، وَأَنَّ مَقَايِيسَهُ هِيَ ٱلْأَفْضَلُ لَنَا. وَٱتِّبَاعُهَا فِي حَيَاتِنَا دَلِيلٌ أَنَّنَا مُحْتَشِمُونَ وَمُتَوَاضِعُونَ. وَهٰذَا ٱلِٱحْتِشَامُ يَدْفَعُنَا أَنْ نَحْتَرِمَ مَشَاعِرَ ٱلْآخَرِينَ وَآرَاءَهُمْ.
٢٠ كَيْفَ يُؤَثِّرُ لِبَاسُنَا وَمَظْهَرُنَا فِي ٱلْآخَرِينَ؟
٢٠ خِتَامًا، يَجِبُ أَنْ تُظْهِرَ مَلَابِسُنَا بِوُضُوحٍ أَنَّنَا خُدَّامُ يَهْوَهَ. وَبِمَا أَنَّ مَقَايِيسَهُ سَامِيَةٌ جِدًّا، يَسُرُّنَا أَنْ نَتَّبِعَهَا بِدِقَّةٍ. وَيُمْدَحُ إِخْوَتُنَا وَأَخَوَاتُنَا عُمُومًا عَلَى مَظْهَرِهِمْ وَسُلُوكِهِمِ ٱلْجَيِّدِ. فَهُمْ بِذٰلِكَ يَجْذِبُونَ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ إِلَى ٱلْحَقِّ وَيُمَجِّدُونَ وَيُفَرِّحُونَ يَهْوَهَ. فَلْنَخْتَرْ دَائِمًا مَلَابِسَ لَائِقَةً. وَهٰكَذَا نَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ وَٱلتَّسْبِيحَ لِإِلٰهِنَا ٱلَّذِي يَلْبَسُ «وَقَارًا وَبَهَاءً». — مز ١٠٤:١، ٢.